في ذكرى وداع الضيف

الباحث / محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة

    كنتُ قد كتبت هذا التأبينَ بعد وفاة الدكتور (شوقي ضيف) رحمه الله تعالى بيومين تقريباً ، ولم يتسنَّ أن يُنشَر بسبب تقصيري ، أرجو أن يكون في نشره الآن ما يوفي بعضَ حقه على كل طالب وأديب .

    أبى الله عز وجل إلا أن تُجزَى في رِحابه ، إذ نأى بك عن عطية الخلق إلى عطيته ، عما ينفد إلى ما لا ينفد ، عشتَ في هذه الحياة غريباً .. وإن ملأ علمُك الأرض ، غريباً في أصالتك ، غريباً في عمقك ، غريباً في غزارة معرفتك ، عشتَ ضيفاً يدرك أن هذه الفانية ليست بدار مقام ...

    وحسبك الله ومن معك .. فـإن تجاهلك الخلقُ فإن الخـالقَ يعرفك ، وإن ضَنُّوا عليك بعَرَضِهم الزائلِ فعلى أنفسهم ضنوا لو كانوا يشعرون ...

    أسأل الله تعالى أن يغفر زلتك ، ويرفع درجتك ، ويكتبك في العلماء الراجين رحمته والخائفين عذابه ، وأسأله أن يَقيك حَـرَّ النـار كما وَقَى بك لغةَ كتابـه الكريم وتـراثَ دينـه القويم من المتربصين والماكرين ..

وَلِمْ لا يَقي الرحمنُ حدَّيكَ ما وَقَى       وتفليقُـهُ هَـامَ العِـدا بِكَ دائمُ؟