يمانيات
23حزيران2007
د. حسن الربابعة
يمانيات
د. حسن الربابعة
* المناسبة : تغربت عن الأردن مدرِّساً في جامعة صنعاء من 14/10/1994 ولغاية 31/7/1995 ، فللغربة لوعتها، وللتدريس بهجته فكيف نجمع بين الأضداد؟
إلى ابنتي ديمة بنت السنين الأربع التي هاتفتها من مدينة رداع- اليمن وتحديدا ليلة تسع على عشر من شهر نيسان عام 1994 ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين , وهي على فصاحة لسانها , اعترتها غصة فسكتت ، والى بنتي الصغرى( قطر الندى) بنت الثلاث التي جفت الدمعة في عينيها لحظة الوداع، فتلهت عني بحبة حلوى , ولم تدري ما شأن الفراق. فتداعت في اليمن كل ذكرياتهما وخاصة لحظة الوداع فقلت :
يـا دِيـمَة ََ الحَسَن ِ البَعِيدَة َ في بلادِ الشَّامِ أنـا فـي رَدَاعَ بُـنَـيَّتي، أهدِيكِ قبْلاتِ التَّمَني لو كُنْتُ أعلَمُ هَجْمَة َ السَّفَرِ الغضُوبِ لَفاضَ مني دمـعٌ يُطفئُ حُرْقة ََ التغريبِ في رَحْل ِ التجنّي * * * * أحَـمـامتي البيضاءَ، مَا لَكِ بانكسافٍ تَنْظرِينْ؟ أيَّ الـسّروج ِ بعيدَ ظهري يا هُرَيرَة ُ, تركبينْ؟ هل يَزْجُرُونَكِ في السّجُودِ إذا رَكِبْتِ فتخْشَعينْ؟ أمْ يا تُرى انطفأتْ بثغرِكِ بسمة ٌ؟ هل تبْسُمِينْ؟ لـمَّـا دَعَـوْتـكِ"هـاتفي" أبهتِّ، لا تتكلمينْ؟ أتـكـسّرتْ منكِ الدّ ُمى؟ ألباسَ عرْسٍ تبتغينْ؟ أمْ أشْـعلتْ"قطرُ الندى" يا مُهجَتي فيكِ الحنينْ؟ بـنـتُ الثلاثِ تَسَمَّرَتْ، تَرْنُو بعَين ِ مُودِّعين؟ فـهـلْ الـتغرُّبُ مثلُ موتٍ يا قطيرُ, أتعلمينْ؟ هـل أسـكتوكِ بقِطْعَةِ الحَلوى؟ فأنى تسْكتين؟ أوَ مـا سَـمِعْتِ بأنّتي الثكلى؟ أيصْمِتُكِ الأنينْ؟ أوَّاهُ يـا زمـنـاً يكونُ الصَّمْتُ أقوى الناطقينْ! * * * * أوَّاهُ! يـا زَمَنَ التغرّبِ، قلْ بربك كيف أفرحْ؟! وَرَضِـيعنا"المهديّ" ناغاني ب"إب""بابا" فأفصحْ فـاسْـتَـنْفرَتْ أصْوَاتُهُ شَلاَّلَ ذِكْرَى كاد يَرْشَحْ لـولا غـبَارُكِ يا "رَدَاعُ" مُهَيِّجاً: أمْسى وأصْبحْ أخشى الزّ ُكامَ عَليهمو، وتَحَسّسُ القصَباتِ أفدَحْ لِـحَضَنْتهُمْ بضُلُوع ِ قلْبي، بين هُدْبي, ثمَّ أمْرَحْ فـاصْـبرْ عَلى مُرِّ الفِراق ؛ ففيهِ أنكاَدٌ ومَرْبَحْ | عنّي