إلى الدكتور عثمان مكانسي استجابة فولية
01كانون22005
صالح البوريني
إلى الدكتور عثمان مكانسي
استجابة فولية
عثمان مكانسي |
صالح البوريني |
أغـريـتني ولطالما أغـريـتني بالشعر وهو صبابتي وهـو الـوفي لصحبتي ومودتـي وهـو الـسمير لمهجتي وصفيهـا وصـديق أيامي وخلي في السرى وبـريـد أشواقي إلى من قد هوى أودعـتـه وجدي ولهفة خاطـري أغـريـتني بالشعر هب مع الصًّبا أغـريـتني بالشعر طاف بخافقي مـن نـور مشكاة الكتاب معينُـه ومـن الـحديث صفاؤه وجمالـه مـا ضل عن درب الهداية جامحا بـل ظـل موصول الحبال بأصله لـغـة العروبـة ثوبـه وكسـاؤه * * * أغـريتني بالوصل حين دعوتني فـالوصل ميعاد القلوب لتلتقــي والـوصل أكسير القلوب وعيشها تـغريك منه طراوة وحموضــة ومـع المخلل والفلافل تنتشــي لـكـنـمـا شطـاتـه مشحونـة وإذا أكـلـت الفول فاجعل حولـه كـي لا يـكون ببطن آكله رحـى ولـقد بلوت الفول عبر مسيرتي فـي البطن منه تطبل وحــرارة * * * يـا بائع الفول المدمس رحمــة واحـذر هداك الله من بخل ومـن عـشقوا لديك الفول لا حبا بــه وأتوك تسعى في الصباح صحونهم فـالفول مائدة الصباح وقصعــة ريـح المناسف لا تهب عليهــم أعني مناسف ذي الجنـاح لأنهـم * * * طـلقت فول البائعين لغلظـــة فـوجدتني منـه بأبأس حالــة أغـريتني بلقـاك حيـن دعوتني * * * | أغرانـــيوصـل الحبيب وصحبة وهـوى فؤادي والأنيس الحانـي لـمـا جفاني صاحبي وقلانــي فـي أحـلك الأوقـات والأزمـان وسـراج روحي في دجى أحزاني قـلبي وأسهد حبـه أجفانـــي وأنـين لوعة خافقي وأمانـــي وهَـوايَ شاميُّ الـرؤى عمّـاني وشـدا بسمعي أعـذب الألحـان وسـدادُه من محكـم القـــرآن وجـوامـعِ الإيجاز والتبيـــان يـومـا لنُـكر أو لذي بهتــان ومـرسّـخ الآسـاس والأركـان واللـب هدي الحق والإيمــان * * * للفـول عنـدك يا أبـا حسـان والفول يجمعنا مع الإخـــوان والفـول آفـة هــذه الأبـدان فتغوص في القصعات للأذقــان و(الكاتشب) الممزوج بالرمــان بالنـار تلهـب بشـــرة الآذان خضرا وبعض فواكه البستــان أو صبـة الإسمنـت في الجدران فوجدته مـر الكؤوس سقانــي تزمير أبواق وقـرع أوانـــي * * * بالناس من صب ومن ولهـــان حمى الغـلاء سفيـرة الحرمـان لكن لفقر مدقع وهــــــوان مما بهم من شدة الإدمـــــان عنـد الغداء ووجبة النعســـان إلا بعرس أو بموت فـــــلان لا يعرفون مناسـف الخرفـــان * * * وعطفت نحو طراوة السودانــي هدت قـواي وأوهـنت أجفانـي لا الفـول أهـواه ولا يهوانــي * * * | الخلان