هي الحياة

هيَ الحياة*

 شعر : د. جعفر الكنج الدندشي

      إلى أيمن وممدوح وعبد الجبّار ونبيهة ومشهور ومنهل وكلّ أولئك الذين كنت أتمنى رؤياهم بعد عودة المهاجرين والذين لن ألقاهم إلى يوم القيامة، إلى محبيهم ومحبينا أقدّم بطاقة التعزية التالية:

تـطـاول الـهجر حتّى قالَ iiفاعتبري
لأخـبـرنّـكِ  كم من صاحبٍ iiرحلوا
بـعض  الأماثلِ في ريع الحياة iiمضوا
فـقـلـت يـاهجر هل تنسى بأنّ iiلنا
هـي  الحياة، هي الخوف الذي نشروا
هـي  الـحياة تجوب العمر iiفانتظروا
هـي الـحـيـاة، لـها في ذاتها وبها
هـي  الـحـيـاة، لها والعمر iiمُفْتَرقٌ
هـي الـحـيـاة، أتـيناها iiبخاطرِهِم
آبـاؤنـا  ونـسـاءٌ كـلّـمـا حبلت
فـمـن تـبـاكـىومن يبكي iiليُبكيَّكم
تـراهُ  يـجـلـس مُـلْـتَفّاً iiومُنزوياً
يـقـول  قـائـلـهـم فيما يُسرُّ iiإلى
لـكـم أسـأنـا إلـيـهم قبلما iiرحلوا
فـعـلّـه  راجـعٌ فـي الحلم iiيعذرنا
ويـشـرد الـمـرء في الدنيا iiويسألها
فـلا  الـجـواب بـديلٌ كي iiيطمئننا
ويـعـبـر  الـيـوم بعد اليوم iiيدفعنا
ولـيـس فـي الأمـر نسيانٌ لهم iiأبداً
لـنـسـتـعـدّ  إلـى آتٍ iiسـيحملنا
فـلا  تـسـلـنـي عن الأيام منطقها
مـا  عـاتـب الموت إلاّ غير iiمعتبرٍ
فـلا تـردّوا عـلـى قـلبٍ ينوح إذا
كـفـيـلـنـا  الدهر، للنسيان iiيدفعنا
يـشـدّنـا الـعـمـر للدنيا iiفتُجرعنا
ولـيـسـت الأرض إلاّ لـحدنا iiوبها
فـكـبّـلوا  الدهر إن شئتم ولا iiتهِنوا


























 
يا نفس ذاك الفتى في الغرب وانتظري
إلـى  الـفناء، فكفّي الآن iiواصطبري
ولـم تـهـبّ عـلـيـهم راية iiالكِبرِ
وعـدٌ  مـع الـفكْر لا وعدٌ مع iiالوتر
بـذوره الـسـمّ بـيـن الجنّ والبشرِ
إلـى  الـمـمـات، هُناكم قمّة iiالظفرِ
وعـدٌمـع  الـموت مكتوبٌ من القدرِ
عـلـى طر يقٍ قصير الدرب iiوالسفرِ
وقـد  أتـوهـا كـما جئنا إلى iiالعُمُرِ
مـن  الـرجـال، حملنَ الخلق iiللحُفرِ
ومن  سيبكي على الأحباب في iiالسَّحَر
بـوحـدة  الحزن، يا روحاهُ iiفاعتذري
ضميره  الصّرْف، مجروحاً مع iiالوطرِ
وعـقـدة  الـذنـب ترمينا إلى iiالعبرِ
وعـلّ  فـي الحلم تخفيفاً من iiالضررِ
مـتـى الـلقاء؟ أفي الجنّاتِ أو سقرِ؟
ولا  نـجـاة لـنـا مـن ذلك iiالخطرِ
إلـى  بـعـيـدٍ مـنَ الآلام iiوالصوّرِ
لأنـهـا سـنّـة الـرحمن في iiالبشرِ
لـغـايـة  الـفهم،يا أعمار iiفانكسري
يـجـادل الـعـمر عن جهلٍ بلا iiفِكَرِ
لـحـقّـه المطلق الطاغي على iiالبشرِ
مـضـى  قر يبٌ من الدنيا إلى iiالعِبَرِ
يـصـيغ في المرء ما يبغي بلا iiبصرِ
مـن  الـقـنـاعـة بالإرغام والنظر
سـيـسـعد  الدود بالأجسام في الحُفرِ
ضـعـائف  الخلْق، جُهّالٌ من iiالصّغَر

                      

*كُتِبت قبل وفاة المرحوم حيدر.