هي الحياة
30تشرين12004
د.جعفر الدندشي
هيَ الحياة*
شعر : د. جعفر الكنج الدندشي
إلى أيمن وممدوح وعبد الجبّار ونبيهة ومشهور ومنهل وكلّ أولئك الذين كنت أتمنى رؤياهم بعد عودة المهاجرين والذين لن ألقاهم إلى يوم القيامة، إلى محبيهم ومحبينا أقدّم بطاقة التعزية التالية:
تـطـاول الـهجر حتّى قالَ لأخـبـرنّـكِ كم من صاحبٍ رحلوا بـعض الأماثلِ في ريع الحياة مضوا فـقـلـت يـاهجر هل تنسى بأنّ لنا هـي الحياة، هي الخوف الذي نشروا هـي الـحياة تجوب العمر فانتظروا هـي الـحـيـاة، لـها في ذاتها وبها هـي الـحـيـاة، لها والعمر مُفْتَرقٌ هـي الـحـيـاة، أتـيناها بخاطرِهِم آبـاؤنـا ونـسـاءٌ كـلّـمـا حبلت فـمـن تـبـاكـىومن يبكي ليُبكيَّكم تـراهُ يـجـلـس مُـلْـتَفّاً ومُنزوياً يـقـول قـائـلـهـم فيما يُسرُّ إلى لـكـم أسـأنـا إلـيـهم قبلما رحلوا فـعـلّـه راجـعٌ فـي الحلم يعذرنا ويـشـرد الـمـرء في الدنيا ويسألها فـلا الـجـواب بـديلٌ كي يطمئننا ويـعـبـر الـيـوم بعد اليوم يدفعنا ولـيـس فـي الأمـر نسيانٌ لهم أبداً لـنـسـتـعـدّ إلـى آتٍ سـيحملنا فـلا تـسـلـنـي عن الأيام منطقها مـا عـاتـب الموت إلاّ غير معتبرٍ فـلا تـردّوا عـلـى قـلبٍ ينوح إذا كـفـيـلـنـا الدهر، للنسيان يدفعنا يـشـدّنـا الـعـمـر للدنيا فتُجرعنا ولـيـسـت الأرض إلاّ لـحدنا وبها فـكـبّـلوا الدهر إن شئتم ولا تهِنوا |
فاعتبري
|
يا نفس ذاك الفتى في الغرب وانتظري إلـى الـفناء، فكفّي الآن واصطبري ولـم تـهـبّ عـلـيـهم راية الكِبرِ وعـدٌ مـع الـفكْر لا وعدٌ مع الوتر بـذوره الـسـمّ بـيـن الجنّ والبشرِ إلـى الـمـمـات، هُناكم قمّة الظفرِ وعـدٌمـع الـموت مكتوبٌ من القدرِ عـلـى طر يقٍ قصير الدرب والسفرِ وقـد أتـوهـا كـما جئنا إلى العُمُرِ مـن الـرجـال، حملنَ الخلق للحُفرِ ومن سيبكي على الأحباب في السَّحَر بـوحـدة الحزن، يا روحاهُ فاعتذري ضميره الصّرْف، مجروحاً مع الوطرِ وعـقـدة الـذنـب ترمينا إلى العبرِ وعـلّ فـي الحلم تخفيفاً من الضررِ مـتـى الـلقاء؟ أفي الجنّاتِ أو سقرِ؟ ولا نـجـاة لـنـا مـن ذلك الخطرِ إلـى بـعـيـدٍ مـنَ الآلام والصوّرِ لأنـهـا سـنّـة الـرحمن في البشرِ لـغـايـة الـفهم،يا أعمار فانكسري يـجـادل الـعـمر عن جهلٍ بلا فِكَرِ لـحـقّـه المطلق الطاغي على البشرِ مـضـى قر يبٌ من الدنيا إلى العِبَرِ يـصـيغ في المرء ما يبغي بلا بصرِ مـن الـقـنـاعـة بالإرغام والنظر سـيـسـعد الدود بالأجسام في الحُفرِ ضـعـائف الخلْق، جُهّالٌ من الصّغَر |
*كُتِبت قبل وفاة المرحوم حيدر.