سلاماً أبا إبراهيم

د. عبد الحكيم الزبيدي

د. عبد الحكيم الزبيدي

 [email protected]

في رثاء خالي الذي وافاه الأجل المحتوم في (عمَّان) يوم الجمعة 13/3/2009 ودفن في مقابر (سَحاب)

صـبـرتُ ولكن أين مني iiالتصبَّرُ
أكـتِّـمُ حُـزنـاً في الفؤادِ iiوعَبرةً
أبـكِّـي دفـيـناً غاله الموتُ نائياً
بـعيداً  عن الأهلينَ والصحبِ iiقاده
فـأسـلـم فـي (عمَّانَ) لله iiروحَه
وووري  قـبراً في (سَحابٍ) iiمفرَّداًً
حـوى  جسداً قد مسَّه الضُّرُّ iiناحلاً
فـلـلـه مـا قـاساه من iiبُرحائِها
طـريـحٌ ولـلآلام نـهشٌ بصدره
لـعـلَّ بـهـا من رحمة الله iiنعمةً
وبـالـجـمعةِ الغراءِ قد حاز iiرُتبةً
هـنـيـئـاً له الجنَّاتُ يرتاد iiفيئَها
تـحُفُّ  به الوِلدان والحورُ iiضاحكاً
نـدامـاه  فـيها الأنبياءُ iiوصحبُهم
عـلـيـه  سلام الله إذ وُسِّدَ الثَّرى
*               *              ii*
سلاماً-أبا  ابراهيمَ- قد طال iiشوقُنا
ولـكـن نأيتَ اليوم عنا iiفأصبحت
نـودِّعُ  مـنـك الـيوم أكرمَ iiوالدٍ
عطوفاً على القُربى وللرَّحْمِ iiواصلاً
بـشوشاً مع الأضياف بَرّاً iiبصحبِهِ
رعـانـي بـودٍّ منذ أن كنتُ iiيافعاً
فـكـم مـن أيـادٍ طـوقتني iiأكفُّه
ومـا أنـا مـستوفٍ حميدَ iiخصالِه
فـنَم  في حِمى المولى قريراً بقربِه
ولا  تـبعدن فالقلب مثواك إن iiنأت
لئن غبتَ شخصاً لستَ بالذكرِ غائباً
وإن عـزانـا فـي الـبنينَ iiفكلُّهم
فـحـقَّ  بـإبـراهيمَ أكرمَ يوسفٍ
وخـيـرِ بناتٍ قد نشأن على iiالتُّقى
سـلاماً  –أبا ابراهيمَ- إنَّ iiمُصابَنا






























وفـي الـقـلب آهاتٌ ونارٌ iiتسعَّرُ
عـلـى الـرَّغم مني دمعُها iiيتحدَّرُ
بأعلى  ذرى (عمَّانَ) والقطرُ iiيمطرُ
إلـيـهـا  من المولى قضاءٌ iiمقدَّرُ
وسـار بـدربٍ كـلنا سوف iiيعبرُ
عـليه سوافي الريح تعوي iiوتصفرُ
تـمـشَََّت به الأسقامُ تخفى iiوتظهرُ
وظـلَّ  عـلـى لأوائـها iiيتصبَّرُ
يصارعُ  منها الموتَ والموتُ أحمرُ
تـمـحِّـصُ مـن زلاتـه وتُطهِّرُ
فـلـم  يلقه فيها نكيرٌ iiومنكرُ([1])
ومـن تـحـتـه أنـهارها iiتتفجَّرُ
لـمـا  شـاء مـن نعمائِها iiيتخيَّرُ
وسُـقياه  في الفردوسِ شهدٌ iiوكوثرُ
ومـا دام مـقبوراً وفي يوم iiيُحشَرُ
*               *              ii*
ومـا  مـرَّت الأعوامُ أو مرَّ أشهُرُ
جـوانـحُـنـا  من حُزنِها iiتتفطَّرُ
شـفـيقاً  على الأبناءِ يحنو iiويغفرُ
فـسـيَّـان مُـثْرٍ في نداه iiومُعسِرُ
مـعـيناً على الحِدثانِ للكسرِ iiيجبُرُ
ولـسـتُ  سـوى إحـسانِهِ أتذكَّرُ
عـلـيـها مدى الأيام يُعقدُ iiخُنصُرُ
ومـهـمـا  أعـدِّدْها فإني iiمُقصِّرُ
فـلا شيءَ بعد اليوم تخشى iiوتحذرُ
بـقـبـرك  دارٌ في السويداءِ تُقبرُ
وفـضـلك في الأفواه يُنثى iiويُنشرُ
لـخـطـوكِ  يـقفو والهُدى iiيتأثَّرُ
سـعـيـدٍ  وتـركيٍّ وأحمدَ iiمفخَرُ
بـبـيتٍ على الآياتِ والذكرِ iiيُعمَرُ
كـبـيـرٌ  ولـكن رحمةُ الله iiأكبرُ

              

[1] - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله فتنة القبر".