الشيخ محمود الصفدي
(أبو عدنان) فقيد المقاومة والشعب
محمد حسن كنعان
رئيس الحزب القومي العربي في فلسطين ال (48)
في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر رحل عنا المناضل العنيد والصلب ابن الجولان المحتل محمود الصفدي أبو عدنان ليلتحق بكوكبة الشهداء المناضلين الذين سبقوه على درب الشهادة والتضحية .
وبرحيله سترتفع فوق تلال وقمم الجولان السوري المحتل راية الحداد السوداء على فقدان رجل استحق وبجدارة لقب (فقيد المقاومة ) الشعبية ... وبرحيله أيضا سترفرف فوق الجولان راية التحدي المرفوعة دائما ودوما لتعلن من جديد الانتماء للام سوريا رغم انف الاحتلال
أبو عدنان .. ذالك الفارس الذي قاوم كل أشكال الاحتلال والتبعية ووقف شامخا بوجه المحاولات الصهيونية لإلغاء الهوية القومية لمواطني الهضبة المحتله ...
لم يضره السجن بل كلما سجن واعتقل اشتد عوده في مقاومة الاحتلال معلنا وبصوت عال ودو (هذا وطننا واحنا هون ) ولن نقبل بالبدائل الصهيونية .. فسوريا هي الام وسوريا هي الاب ولن تستطيع أي قوة ان تفصلنا عن امنا وهويتنا ... لن تستطع أي قوة ان تنتزع منا جذوة المقاومة المتوقدة .
ابا عدنان ... كنت الرجل الفارس في زمن عز فيه الرجال ... مزجت بين همك الوطني وهواجسك الاجتماعية ليطل علينا من اعالي الجولان المحتل رجلا سيدون التاريخ سيرته بأحرف من ذهب .. كيف لا وأنت الذي رفضت وحذرت وناضلت لإلغاء هوية الاحتلال التي حاولوا فرضها على أبناء الجولان السوري المحتل ! كيف لا وأنت الذي قارعت الاحتلال في عقر داره مسطرا سيرتك في سجل التاريخ بأحرف من نور ونار... كيف لا تحفظ الأجيال القادمة وصيتك الوطنية التي أصبحت دستورا لشعب باكملة .. إنها وصية المقاومة والصمود ... وصية التحدي والعنفوان... وصية الكبرياء والشموخ .
زادك كان الإيمان بعدالة قضيتك وزوال الاحتلال .. فما بني على باطل حتما سيزول.. سيزول الاحتلال أخي الكبير أبو عدنان ... سيزول الظلم ما دام هنا رجال يسيرون على طريقك... طريق العزة والكرامة .
كنت تحرص دائما وأبدا على تناول الهم الفلسطيني واختزلت الفواصل وحطمت الجدران ليتعانق السوري المحتل مع أخيه الفلسطيني المحاصر والمذبوح.. لا فرق عندك بين محتل ومحتل.. وأنت الذي رأيت بقضيتنا –قضيتك قضية العرب بأكملها.. لذا لم تبخل على اخوتك أبناء الشعب العربي الفلسطيني من المآزرة والدعم والتضامن .. لأنك آمنت بأن الجسد العربي لا يعرف الفواصل ولا يعرف الجغرافيا والتقسيم .
أبو عدنان .. رحيلك فراق اليم وفراغ قاتل .. فأنت الذي صنت علم العروبة خفاقا فوق قمم الجولان.. وأنت الذي نسجت من دم الشهداء علم المقاومة وراية التحدي.. وأنت الذي أطلقت الصرخة عالية مدوية في أوائل الثمانينات.. لا للتهويد .. لا للصهينة ... لا للهوية المزعومة ..لأن الهوية كانت بالنسبة لك ... كيان وتاريخ ولكنة وحضارة ووجود ..وليس ورقة زرقاء وجواز كحلي .. الانتماء أعمق يا رفيق دربنا أبو عدنان .. الانتماء كما رايته أنت هو انتماء للشجر والحجر .. انتماء للحضارة والتاريخ وانتماء لكل حبة تراب في الوطن .
أبا عدنان .. فارس طالع من بين صخور الجولان الأبي معلنا... لا مساومة فلتحيا المقاومة
وليحيا فرسان المقاومة الذين تتلمذوا على يديك .. علمتهم كيف ينتصر الجرح على السكين !
علمتهم كل أبجديات المقاومة وقصائد النصر والتحرر وأنت الذي تتلمذت على سيرة من سبقوك إلى الشهادة.. (سلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة) وكل شرفاء الأمة ومناضليها .
مهما كتبنا فلن نوفيك حقك يا فقيد الحركة الوطنية .. فتاريخك سجل شعب آمن وما زال يؤمن بالغد الآتي وبالنصر القادم .. لن يبق الجولان مرتعا للمحتلين يا فارس المرحلة .. ما دام رفاقك وأخوتك منزرعين فوق القمم رافعين رايتك صارخين (( لا مساومة فلتحيا المقاومة ))
عهد الشرفاء يا ابا عدنان لن نركع ..لن يركع منا حتى طفل يرضع
وسأكتب أكتب في الجولان ... في القدس العربية
وطني محتلا كان واليوم أصبح حرا
والمحتل الغاصب كان واليوم تحول ذكرى
كلمة تأبينية لرئيس الحزب القومي العربي في فلسطين ال 48