إهداء إلى روح أمي
20أيلول2008
طلعت المغربي
قامت تصلى ...
مهداةٌ إلى روح أمي
طلعت المغربي
( قامت لتصلىَ الفجر كعادتها فما أن أتمت وضوءها حتى صعدت روحها الطاهرة إلى بارئها .. وكان هذا فجر يوم الجمعة الأولى من شهر رجب.. فالله أسأل أن يتغمدها برحمته وأن يدخلها فسيح جناته )
أنـزلـتُ فـي ساحةِ الإكرامِ أشـكـو هـموماً غدتْ كالظلِ تتبعنى أبـيـتُ والـدمعُ يشوى مهجتى حَزَنَاً هـمـومُ دهـرىَ قـد باتتْ تصادقنى قـد عشتُ في تيهِ عصيانى لكم زمناً إن زادَ هـمـى بـعـفوٍ أنتَ تدركنى مـنْ لـى سـواكَ إذا مـا الهمُ أرقنى مـن لـى سـواكَ إلـهَ الكونِ يُنقِذُنى مـن لـى سـواكَ أيـا رباهُ يا سندى راحـتْ فـراحَ الـهنا والسعدُ فارقنى كـانـتْ حـفـيـظةَ سرى دائماً أبداً تـدعـو لـىَ اللهَ دوماً أن يزوجنى كـانـتْ تُـسَـرُ بشعرى حينَ تسمعُهُ وجـاءنـى طـيـفُها يوماً وقدْ رحلتْ قـالـتْ أُحـبُـكَ قَدرَ الكونِ يا ولدى لَـكَـمْ تـمـنـيتُ نوماً لا انقضاءَ لهُ قـامـتْ تصلى صلاةََ الفجرِ فارتحلت أهـلُ الـطـهـورِ يُحبُ الله فعلَهمو وغَـسَّـلـوهـا وكانَ الوجهُ مبتسماً ويـسـرعُ الـنـعـشُ إيذاناً بفرحتها دنـيـاىَ كالسجنِ جاءَ الموتُ خلصنى دنـيـاىَ هـمٌ وغـمٌ كـلُـهـا نكدٌ شـتـانَ بـيـنَ جوارِ الحقِ يا ولدى مـا مـاتَ مـن كـانَ حياً عندَ خالقهِ أمـى صـدقتِ .. فذاكَ الأمرُ أعرفهُ جـراحُ قـلـبـىَ يـا أمـاهُ نازفةٌ قـد كـنـتِ مـلءَ عيونى دائماً أبداً لـمـا أردتُ رثـاءً فـيـكِ أنـظِمُهُ لـو صـارَ دمـعى دماً.. إنى سأسكُبُهُ مـاذا أقـولُ .. فشعرى لا يطاوعنى أعـوذُ باللهِ أن ألـقـاهُ مـعـتـرضاً والـقـلـبُ يـحـزنُ لكنْ قولُنا أبداً لـو ابـتـغينا لنا في الأرضِ من نفقٍ هـل نـستطيعُ سوى التسليمِ من عملٍ اصـبـر بُنَىَّ فكم في الله من عوضٍ لا تـحـزنَـنَّ لـمـوتى إنه فرحى قـد كـنـتُ أرجو لقاءَ اللهِ من زمنٍ إنـى أتـيـتـكَ يـا ربى على عَجَلٍ طَـالَ اشـتـيـاقى إلى لقياكَ يا أملى واجـعـلْ إلهىَ ثوبَ السِتْرِ يشملنى نـادانـىَ اللهُ لـمـا شـاءَ يقبضنى فـلـتـدخلى في عبادي اليومَ راضيةً قد قالَ ربي « ارجعى » يا طيبَ قولتهِ وا فـرحـتـاهُ .. فـربى ما بهِ سخطٌ سـبـحـانَ ربـىَ بالفردوسِ أكرمنى إن الـكـريـمَ إذا ما الضيفُ حَلََّ بهِِِ واللهُ أرحـمُ بـى مـنـكم أيا ولدى فـي جـنـةِ الخلدِ لا خوفٌ ولا حَزَنٌ فـي جـنـةِ الخلدِ لا لغوٌ ولا نصبٌ تـسـلـيـمُ ربـىَ والأملاكِ نسمعه والـطـيـرُ حولىَ فوق الأيك ساجعة مـن كـلِ فـاكـهـةٍ نختارُ يا ولدى أمـا الـشـرابُ فـخـمـرٌ لا تُغيبنا خـمـرٌ تَـلَـذُّ الـذى قد كان شاربَها يـطـوفُ بى اللؤلؤُ المنثورُ يا ولدى كـأسٌ بـهـا مـاءٌ .. كأسٌ بها لبنٌ مـع الـحـبـيبِ رسولِ الله يا ولدى إنـى نـظـرتُ لـوجهِ اللهِ يا ولدى لـو كـنـتَ تعلمُ ما قد نلتُ من كرمٍ فـالـحورُ تَرْفُلُ في الجناتِ يا ولدى لـكـمْ تـمـنـيتُ أن أهديكَ واحدةً مـا شـاهـدتْ قطُ عينٌ مثلَ طلعتِها قـمْ قـدم الـمـهرَ للرحمنِ يا ولدى ومـن صـلاةٍ بـجوفِ الليلِ تُحسنها قـد قـالَ ربُـكَ «ألـحقنا» أيا ولدى سـنـلـتـقى بجنانِ الخُلْدِ عن كَثَبٍ لا تـحـزنَـنَّ فـما الأحزانُ نافعتى الله ق_ـدَّرَ والأق_ـدارُ ن_ـاف_ـذةٌ هـذا طـريـقٌ لـنـا والـكلُ يسلكهُ إنـى لأرجـو دعـاءً مـنـكَ ينفعنى وأنـتَ فـي فـسحةٍ ما دُمْتَ في أجلٍ تـصـدَّقَـنَّ عـلى روحى بما ملكتْ وصـلْ بـحـقىَ أرحاماً قد انقطعت جـيـرانَـنَـا الـيومَ عاملهم بمرحمةٍ واطـلـبْ ودادَ أبيكَ العمرَ يا ولدى عِـدْنـى بـفعلِ الذى أرجوهُ يا ولدى أمـي اطـمـئـنـي فـذا عهدٌ أنفذهُ أهـدى إلـيـكِ سـلامـاً كلما طَلَعَتْ أدعـوكَ ربـى جميلَ الصبرِ تمنحنى يـا ربُ واجـعلْ جِنانَ الخُلدِ مسكنَها | حاجاتىوجـئـتُ أشـكـو إلى ربى قـد جـرعـتنىَ من كأسِ المراراتِِ فـخـفـفِ الآنَ يـا ربـى عذاباتى وصـاحـبـتـنـى كذاكَ اليومَ أنَّاتى أنـقـذْ إلـهـىَ نفسى من ضلالاتى إن زادَ هـمـىَ تـحـلو لى مُناجاتى مـن غـيرُكَ الآنَ يأسو لى جِراحاتى مـن ظـلـمِ نفسىَ من بُعدِ المسافاتِ مـن بـعـدِ ما رحلتْ أغلى الحبيباتِِ فـقـدتُ لـما مضتْ أسمى صداقاتى مـا كـنتُ معْ غيرِها أحكى حكاياتى أمـيـرةَ الـحُسْنِ بل أحلى الأميراتِ فـالـيـومَ تـبـكى عليها كلُ أبياتى لـيـخبرَ الطيفُ عن حُلو السماحاتِ يـا فـرحَ قـلـبـى بأقوالٍ رضياتِ مـا دامَ ذا الـطيفُ يأتى في مناماتى بـعـدَ الـوضوءِ فيا حُسْنَ الختاماتِ واللهُ يـذكـرُ ذا فـي بـعـضِ آياتِ فـي ذاكَ مـا فيهِ من فيضِ البشاراتِ هـا قـدمـونى فيا شوقى إلى الآتى فـصـرتُ أعـدو إلى دارِ الكراماتِ فـارقـتُ هـذا إلـى دارِ السعاداتِ وجـيـرةِ الـخـلقِ في دنيا العداواتِ وكـمْ يـعـيـشُ أنـاسٌ شبهَ أمواتِ لـكـنَّ فـقـدَكِ ذا أقـوى المصيباتِ مـن بـعـدِ فقدِكِ قد فارقتُ راحاتى مـاتـتْ بـمـوتِـكِ يا أمى مسراتى جـادتْ دُمـوعىَ واستعصتْ عباراتى إنـى سـأمـلأ ُمن دمعى المحيطاتِ « يـا لـيتنى مِتُ » لم أكتبْ رثاءاتى فـالـعـيـنُ تدمعُ يا أغلى الحبيباتِ إنـا ارتـضـيـنا أيا ربَ السماواتِ أوقـد صـعـدنـا إلى أعلى الثرياتِ حـتـى نُـجازى بموفورِ الجزاءاتِ عـن كـلِ شـئٍ فـذا ربُ البرياتِ بـدأتُ لـمـا أتـى تـحقيقَ غاياتى فـحـقـقَ الله مـا تـصبو له ذاتى فـاكشفْ لىَ السِتْرَ عن قدسِ الجلالاتِ أجْـزِلْ إلـهـىَ لـى منكَ المثوباتِ فـإن سِـتْـرَكَ لـى أغـلى مراداتى فـلـذَّ فـي مـسـمعي حسنُ المناداةِ ولـتـدخـلـي برضايَ اليومَ جناتي عـلـى الـفـؤادِ فـذا مأمولُ غاياتى وهـو الـكـريـمُ عفا عن كلِ زلاتى وقـد قـضـى لـى ربى كلَ حاجاتى فـلا تَـسَـلْـنِـىَ عن قدرِ الكراماتِ فـكـم لـربـى عندى من عطاءاتِ بـل الـسـرورُ حليفي طولَ أوقاتى إلا الـسـلامُ .. كـذا حسنُ العباراتِ عـنـد الـبكورِ وأيضاً في العشياتِ تـشـدو وتـشـدو بـألحانٍ جميلاتِ ولـحـمِ طـيـرٍ كـذا باقى الملذاتِ عـن الـسـماعِ وعن حسن المناجاةِ لأن فـي شـربـهـا كـلُ المسراتِ ويـمـسـكـونَ بـأكـوابٍ وكاساتِ كـأسٌ بـهـا عسلٌ .. أحلى المذاقاتِ تـمـرُ فـي لـذةٍ واللهِ سـاعـاتـى بـذلـكَ الأمـرِ قـد تـمتْ هناءاتى كـنـتَ اجتهدتَ حبيبى في العباداتِ فـي خـيرِ ثوبٍ وفي أحلى ابتساماتِ فـاعـمـلْ وجِـدَّ لتحظى بالحفاواتِ حـقـاً فـفـي حسنها كلُ النضاراتِ مـن حـسـنِ ذكـرٍ وتـرتيلٍ لآياتِ واجـعـلْ حياتك دوماً في الإطاعاتِ فـافـهـمْ فـفي قولِهِ حسنُ الإشاراتِ فـاعـمـلْ بُـنـيَّ إلى وقتِ الملاقاةِ واصبرْ ففي الصبرِ تخفيفُ المصيباتِ أيـنَ الـمـفـرُ؟! وربـى أمرُهُ آتِ جـمـيـعُـنـا مـيِّـتٌ أبناءُ أمواتِ فـي ظلمةِ الليلِ.. في وقتِ الإجاباتِ زرنـى كـثـيراً ولا تقطعْ زياراتى يـومـاً يـداكَ فـفـي هذا مسرَّاتى واحـفـظْ بـودِكَ لـى دومـاً بُنياتى وعـامـلـن بـإحـسـانٍ صديقاتى واسـألْ إلـهـكَ تـخـفيفَ المعاناةِ واعـلـمْ يـقيناً بأنْ في ذاكَ مرضاتى لـو لـمْ يـعـدْ ليَ إلا بضعُ ساعاتِ شَـمْـسٌ وإن غـربت أهدي تحياتي أو أن تُـعـجِّـلَ ربـى بـاللقاءاتِ مـعَ الـنـبـيينَ في أعلى المقاماتِ | شِكاياتى