محمود درويش ... فقيد الثقافة الإنسانية
الشاعر محمود درويش |
ياسر زهير خليل |
ودعنا وودع الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية وقواه الفارس والنادر الأسثنائي الأسطورة الشاعر شاعر الثورة والحرية كاتب إعلان الأستقلال محمود درويش أحد رموز القضية الفلسطينية ...عندما نتحدث عن محمود درويش البطل الفريد، نتحدث عن تاريخ وذاكرة فلسطينية، نفخر ونعتز بها في تاريخنا النضالي المعاصر عندما نتكلم عن محمود درويش نتكلم عن أحد فصول الذاكرة الفلسطينية الرائعة بل المشرفة والمشرقة في تاريخ الشعب والقضية والنضال من أجل التحرر ذلك الكنز الذي أغنانا بالتعبير عن آلامنا وآمالنا وأساطيرنا وأحلامنا، الطائر الغريد الذي أسمعنا ألحانا شجية، حلق روحا في سماء فلسطين الحزينة التي جسدها لنا، وللإنسانية ...ودعنا نجم فلسطين الثائر الذي لا ننساه... لقد أحبه الشعب الفلسطيني لدرجة العشق... سخر حياته من أجل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى إم القضايا ...ومن اجل فلسطين فعمره أعطاه لفلسطين ظل يغني لفلسطين فنذر حياته لها ...فعبر في إبداعاته عن المعاناة الإنسانية والوطنية لشعب فلسطين المحتل... ألقى الضوء بقصائده الأدبية على معاناة الشعب الفلسطيني وتوقه الى الحياة بكرامة وعزة وحرية ...لقد مثل فقدان الفارس المترجل عن حصانه محمود درويش خسارة فلسطينية وعربية وعالمية وإنسانية فادحة ...خسارة لقضية فلسطين لما جسده الراحل الكبير للقضية الفلسطينية من خلال نضاله ومقاومته للاحتلال في أسمى الصور وشكل أسطورة الصمود والتحدي، وتمكنه من نقل عدالة قضايا شعبنا الفلسطيني ونضاله الى كل المحافل الدولية ولكل المنتديات الثقافية في العالم في سبيل فلسطين مستقلة حرة… كان هرماً فلسطينياً كبيراً، قدم لشعبه وللإنسانية مما جعله واحداً من أعلام الأدب والفكر العالمي، حيث ترجمت أعماله إلى نحو عشرين لغة، فكان شاعراً عالميآ واعداً بالأنتصار لشعبه وكان خير رسول لشعبه وقضيته... كان محمود درويش مناضلاً بشعره وأدبه، كان محباً للسلام، مناضلاً ضد التمييز بكل أشكاله، وثابتاً على حقوق شعبه، وأهدافه في الحرية والاستقلال.... العالم العربي فقد برحيل محمود درويش عملاقا من عمالقة الأدب والفكر والثقافة والشعر لقد حمل درويش هم العروبة طوال سنوات، وجال بها حول العالم وفي مختلف العواصم العربية والعالمية حيث أن مسيرته الأدبية جسدت القدرة على التوفيق بين حرية الفكر وبين الالتزام السياسي الذي كانت حتما القضية المركزية والأساسية أي القضية الفلسطينية التي تبقى لب الصراع العربي الأسرائيلي بعد عقود طويلة من القهر للشعب الفلسطيني الأعزل وبعد هذا النضال التاريخي لابد أن ينال هذا الشعب المظلوم حقوقه الوطنية المشروعة وفي طليعتها قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة… سنفتقد حضورك لكننا على موعد للقاء في مهرجان حرية الوطن يطول الحديث عن محمود درويش الذي أسس فكراً نضالياً رائعاً، قوامه الإحساس العالي والوعي لطبيعة النضال الفلسطيني، بجميع مراحل نضاله المعقدة، ليضيف مدرسة نضالية من مدارس هذه المسيرة، والتي نعتز بها وان كان لابد من كلمات ان أختم بها، فليس لي إلا أن انحني إجلالاً وإكباراً لهذا الراحل العظيم .