رثاء شيخ المربِّين

رثاء

شيخ المربِّين

فيصل بن محمد الحجي

[email protected]

الشيخ عثمان بن ناصر الصالح الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى

 يوم الجمعة 24/2/1427ه  في مدينة الرياض غفر الله له.

قد تطلقُ على الفقيد ألقابٌ عديدة، و لكنني لا أجد له لَقَباً أرقى و أسمى مِن لقب (المعلم)، و مَن أولى برثاء المعلم من أخيه المعلم ؟!

شـيْخَ المُرَبِّينَ هاكُمْ نبْضَ iiأشْعاري
وَ  خـفـقَ قلبي وَ آهاتي مُرَدَّدَة iiً
أقضي بها بَعْضَ دَيْن ٍ جَلَّ مَنزلة iiً
قدْ  يَسْتطيعُ وَفاءَ الدَّيْن ِ إنْ iiوَجَبَتْ
وَ  لا يُطِيقُ وَفاءَ الدَّيْن ِ إنْ iiوَجَبَتْ
نـورُ الـهِـدايَةِ لا يُدْرى لهُ iiثمَنٌ
يا  أيُّها الفاضِلُ الماضي إلى أجَل iiٍ
قـدْ  نِـلـتَ فينا مَقاماً لا iiتطاولهُ
فـالمُرْشِدُ  البَرُّ لا تحْصى iiفضائِلهُ
لـمَّـا  يُداوي قلوبَ الزائِغِينَ لِكيْ
لـمَّـا يُـنِيرُ دُروبَ العِزِّ ساطِعَة ً
وَ يَـمْـنحُ الجيلَ توْجيها وَ مَعْرفة iiً
وَ  هَلْ دَرَتْ أُمَّتي فضْلَ المُعَلم ِ iiفي
لوْلا  المُعَلمُ – بَعْدَ اللهِ – ما iiحُفِظتْ
لولا المُعَلمُ ما ازْدانتْ وَ لا ازْدَحَمَتْ
وَ لـمْ نـجـدْ بانِياً يَبْني iiحَضارَتنا
شـيْـخَ  المُرَبِّينَ كنتَ البَدْرَ iiمُؤْتلِقاً
أمْـضيْتَ عُمْراً خصِيباً في مَواسِمِهِ
تـقـودُ قـافِـلـة َ التعْليم ِ iiمُلتزماً
مـا ماتَ مَنْ أحْيَتْ الأجْيالَ iiسِيرَتهُ
فأنتَ  حَيٌّ وَ إنْ أصْبَحْتَ في iiجَدَثٍ
بُشْراكَ  ! هذي أيادي الأوْفِياء عَلتْ
لِـكـيْ  تـلاقِـيَ إكراماً وَ iiمَغفِرَةً
لِـكـيْ  تـنالَ جنانَ الخلدِ فاتِحَة iiً
غـدَوْتَ  جـاراً لِـغـفار ٍ لهُ مِننٌ
*               *               ii*
يـا  رَبَّـنا اْرْحَمْ نزيلاً جاءَ iiمُلتمِساً


























وَ دَمْـعَ أحْـزانِها في جَفنِ iiأوْتاري
وَ  لـهْـفتي داعِياً في وقتِ iiأسْحارِ
فـي ذِمَّـةِ الجيلِ مِنْ عِلم ٍ وَ iiأفكارِ
كُـلُّ  الـمَلايينِ مِنْ فِلس ٍ وَ iiدِينارِ
فـي  حَـقـهِ مَـرَّة ً حَفناتُ أنوارِ
وَ  لا يُـقـاسُ بـأكـيال ٍ وَ iiأمْتارِ
تـمْـضـي وَ تترُكُ فينا خيْرَ iiآثارِ
أبْـراجُ غـيْم ٍ كثِيفِ الغيْثِ iiمِدْرارِ
لـمَّـا يَـجُودُ عَلى الدُّنيا بأبْرارِ ii؟
يَـقـودَ أشْرارَنا في دَرْبِ أخيارِ ii؟
يَـغـدو  العَبيدُ بها أخيارَ أحْرارِ ii؟
ِفِـيـها الشِّفاءُ لأسْماع ٍ وَ أبْصارِ ii؟
بُـلوغِها  المُبْتغى في أيِّ مِضْمار ؟
دِيـارُ  قـوْمـي بأبْطال ٍ وَ iiأسْوارِ
رُبـا الـعُـلـومِ بأزْهار ٍ وَ iiأثمارِ
وَ لـمْ نـجـدْ شاعِراً يَشْدو iiبأشْعارِ
مَـضـى وَ خلفتَ فِينا جَيْشَ iiأقمارِ
وَ قـدْ ظـفِـرْتَ بإعْجابٍ وَ iiإكبارِ
دَرْبَ الـنجاحِ بإخلاص ٍ وَ iiإصْرارِ
وَ شَـعَّ فِيهِمْ كمِثلِ الكوْكبِ iiالسَّاري
وَ إنْ تـنـقـلتَ مِنْ دار ٍ إلى iiدارِ
تـدْعُـو الكريمَ لِكيْ تنجُوْ مِنَ النارِ
تـلقى  الحِسابَ بها مِنْ غيْرِ iiأوزار
أبْـوابَـهـا لِـذوي جُـودٍ وَ iiإيثارِ
وَ  هـلْ يَخافُ حِساباً جارُ غفارِ ii؟
*               *               ii*
جُودَ الكريمِ.. فلا تحْرمْهُ يا باري ii!