رثاء شيخ المربِّين
09آب2008
فيصل الحجي
رثاء
شيخ المربِّين
فيصل بن محمد الحجي
الشيخ عثمان بن ناصر الصالح الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى
يوم الجمعة 24/2/1427ه في مدينة الرياض غفر الله له.
قد تطلقُ على الفقيد ألقابٌ عديدة، و لكنني لا أجد له لَقَباً أرقى و أسمى مِن لقب (المعلم)، و مَن أولى برثاء المعلم من أخيه المعلم ؟!
شـيْخَ المُرَبِّينَ هاكُمْ نبْضَ وَ خـفـقَ قلبي وَ آهاتي مُرَدَّدَة ً أقضي بها بَعْضَ دَيْن ٍ جَلَّ مَنزلة ً قدْ يَسْتطيعُ وَفاءَ الدَّيْن ِ إنْ وَجَبَتْ وَ لا يُطِيقُ وَفاءَ الدَّيْن ِ إنْ وَجَبَتْ نـورُ الـهِـدايَةِ لا يُدْرى لهُ ثمَنٌ يا أيُّها الفاضِلُ الماضي إلى أجَل ٍ قـدْ نِـلـتَ فينا مَقاماً لا تطاولهُ فـالمُرْشِدُ البَرُّ لا تحْصى فضائِلهُ لـمَّـا يُداوي قلوبَ الزائِغِينَ لِكيْ لـمَّـا يُـنِيرُ دُروبَ العِزِّ ساطِعَة ً وَ يَـمْـنحُ الجيلَ توْجيها وَ مَعْرفة ً وَ هَلْ دَرَتْ أُمَّتي فضْلَ المُعَلم ِ في لوْلا المُعَلمُ – بَعْدَ اللهِ – ما حُفِظتْ لولا المُعَلمُ ما ازْدانتْ وَ لا ازْدَحَمَتْ وَ لـمْ نـجـدْ بانِياً يَبْني حَضارَتنا شـيْـخَ المُرَبِّينَ كنتَ البَدْرَ مُؤْتلِقاً أمْـضيْتَ عُمْراً خصِيباً في مَواسِمِهِ تـقـودُ قـافِـلـة َ التعْليم ِ مُلتزماً مـا ماتَ مَنْ أحْيَتْ الأجْيالَ سِيرَتهُ فأنتَ حَيٌّ وَ إنْ أصْبَحْتَ في جَدَثٍ بُشْراكَ ! هذي أيادي الأوْفِياء عَلتْ لِـكـيْ تـلاقِـيَ إكراماً وَ مَغفِرَةً لِـكـيْ تـنالَ جنانَ الخلدِ فاتِحَة ً غـدَوْتَ جـاراً لِـغـفار ٍ لهُ مِننٌ * * * يـا رَبَّـنا اْرْحَمْ نزيلاً جاءَ مُلتمِساً | أشْعاريوَ دَمْـعَ أحْـزانِها في جَفنِ وَ لـهْـفتي داعِياً في وقتِ أسْحارِ فـي ذِمَّـةِ الجيلِ مِنْ عِلم ٍ وَ أفكارِ كُـلُّ الـمَلايينِ مِنْ فِلس ٍ وَ دِينارِ فـي حَـقـهِ مَـرَّة ً حَفناتُ أنوارِ وَ لا يُـقـاسُ بـأكـيال ٍ وَ أمْتارِ تـمْـضـي وَ تترُكُ فينا خيْرَ آثارِ أبْـراجُ غـيْم ٍ كثِيفِ الغيْثِ مِدْرارِ لـمَّـا يَـجُودُ عَلى الدُّنيا بأبْرارِ ؟ يَـقـودَ أشْرارَنا في دَرْبِ أخيارِ ؟ يَـغـدو العَبيدُ بها أخيارَ أحْرارِ ؟ ِفِـيـها الشِّفاءُ لأسْماع ٍ وَ أبْصارِ ؟ بُـلوغِها المُبْتغى في أيِّ مِضْمار ؟ دِيـارُ قـوْمـي بأبْطال ٍ وَ أسْوارِ رُبـا الـعُـلـومِ بأزْهار ٍ وَ أثمارِ وَ لـمْ نـجـدْ شاعِراً يَشْدو بأشْعارِ مَـضـى وَ خلفتَ فِينا جَيْشَ أقمارِ وَ قـدْ ظـفِـرْتَ بإعْجابٍ وَ إكبارِ دَرْبَ الـنجاحِ بإخلاص ٍ وَ إصْرارِ وَ شَـعَّ فِيهِمْ كمِثلِ الكوْكبِ السَّاري وَ إنْ تـنـقـلتَ مِنْ دار ٍ إلى دارِ تـدْعُـو الكريمَ لِكيْ تنجُوْ مِنَ النارِ تـلقى الحِسابَ بها مِنْ غيْرِ أوزار أبْـوابَـهـا لِـذوي جُـودٍ وَ إيثارِ وَ هـلْ يَخافُ حِساباً جارُ غفارِ ؟ * * * جُودَ الكريمِ.. فلا تحْرمْهُ يا باري ! | أوْتاري