الدكتور محمد علي الهاشمي، فارس الكلمة الأنيقة
قال شيخ المعرَّة أبو العلاء:
بهذين البيتين استشهَدتُّ في مداخلة لي عقب محاضرة العالم الداعية والأديب المصنف
(د. محمد علي الهاشمي) عليه رحمات الله
برابطة الأدب الإسلاميِّ العالميَّة
إذ إن الأستاذ من الصنف الأول من الناس، ولا يملك المستمعُ لحديثه إلا أن يبادرَ إلى التقاط لآلئ البيان التي ينثرها نثرًا في قلوب سامعيه قبل آذانهم.
لقد جمع الأستاذ بين أناقة المظهر وأناقة الكلمة، فتراه يتحدَّث برويَّة واتئاد، بعبارة محكَمة تقطر حلاوة، وجمل فصيحة تزدان طلاوة، يتخيَّر ألفاظه تخيُّرًا ويرصفها في نسيج كلامه رصفًا؛ معبِّرًا عن فكرة واضحة، تكشف عن نظرة عميقة وعقل راجح وتجرِبة طويلة محنَّكة.
رحم الله فارس الكلمة الأنيقة محمد علي الهاشمي، ابن حلب الشهباء، الذي اتفق كلُّ من عرفه على كلمة واحدة من الثناء عليه والشكر لأياديه البيض، في ميادين العلم والتعليم والتربية والتوجيه والنصح والدعوة.
وقد كان لقي وجهَ ربِّه الكريم صباح يوم الأربعاء 20 من صفر 1437هـ في الرياض، عن 93 عامًا، تغمَّده الباري برحَماته، وجزاه عن أمَّته وطلابه خيرَ الجزاء، وأحسن عزاء أسرته وأحبابه فيه.
عاش الأستاذ همَّ الارتقاء بشخصيَّة المسلم ذكرًا وأنثى، منطلقًا في رؤاه من التأسِّي بالشخصيَّة المُثلى؛ شخصيَّة سيِّد الأوَّلين والآخرين، من جعله مولاه خيرَ قدوة للعالمين، عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم.
وخلَّف لنا في هذا الجانب ثلاثةَ كتب نفيسة أنصح القرَّاء بها:
- (شخصيَّة الرسول ودعوته في القرآن الكريم)
- (شخصيَّة المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنَّة)
- (شخصيَّة المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنَّة)
وجميعها صادر عن دار البشائر الإسلاميَّة ببيروت.
وكلُّ من عرف فقيدنا الهاشميَّ أدرك أنه لم يكن في حياته وكتبه من المنظِّرين، ولكنَّه كان نموذجًا فريدًا تتجلَّى فيه شخصيَّة المسلم الحق بأحلى صورها، وأرقى معانيها.
تقبَّل الله طاعته وجهاده، وجعل ما ابتلاه به من آلام المرض في سنيه الأخيرة كفَّارة ورفعة.
الصورة عقب محاضرته في مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض عام 1426هـ
من اليمين: ابن عمتي رجل الأعمال غالب الشبل، أيمن ذوالغنى، فقيدنا الهاشمي رحمه الله،
زميل الدراسة الجامعيَّة محمد بونجة، وفي الأمام ولدي أحمد سلَّمه الله.
الصورة في عزاء الأستاذ الهاشمي، مساء أمس الخميس 21 من صفر 1437هـ
ويبدو فيها من اليمين: أ. عبد الرزاق ديار بكرلي، أيمن ذو الغنى،
د. عبد اللطيف الهاشمي الابن الأكبر لفقيدنا الراحل، د. محمد عادل الهاشمي شقيق فقيدنا الراحل، الشاعر الإسلامي أبو أنس فيصل الحجي
وسوم: العدد 648