حذيفة الذي لبى نداء ربه في 12/11/ يوم الأربعاء
بحصار الغوطة ـ الشرقية ـ دون الدواء ـ 2014
آه وأذكر يوماً سِرتُ فيك إلى مدارس الرمس إذ سجّلت إسمكمُ
ذكراك تؤلمني والشوق والألم = ولوعةُ الحزن في ذكراك تضطرمُ
واليوم عادت وفي تشرين موعدها = والفكر مضطربٌ والحزنُ يحتدمُ
أعود باليوم والتاريخ يا ولدي = إلى زمانٍ به قد فاضتْ النعمُ
وفي الخليج وأكرم في مرابعه = والعيشُ طابَ وفاض الجودُ والكرمُ
وكنتَ كالبلبل الشادي على فننٍ = والثغر منك طوال اليوم يبتسمُ
وفي الليالي التي مرّت وأحسبها = ربيع عمر وأنت الغيثُ والديمُ
بل أنت فيها سميد البيت يا كبدي = والكلُّ بالكلِّ والآمال والحُلُمُ
ما كنت أحسبُ أن نُفضي إلى زمنٍ = نحسٍ تفرقنا الأيام والغُممُ
وذكرياتك لا تفنى روائعها = من يوم أن دفعاكَ البطنُ والرحمُ
حتى درجت وصار البيت ساحتكم = فيه تجولُ وكم زلّتْ بك القدمُ
وكم صحبتك في حلٍّ وفي سفرٍ = وكم أضمك نشواناً وألتزمُ
وصرتَ تغدو وفوقَ الظهر محفظةٌ = فيها السكاكر والقرطاسُ والقلمُ
وعن يمينك يا روحي وقد خرجتْ = أخوك معتصمٌ والقلبُ معتصمُ
تعودُ للبيت بعد الظهر مصطحباً = أخاك معتصماً والقلبُ معتصمُ
وكم حملتك في زهو وفي فرح = وإن وضعتكَ فالألعاب دونكمُ
والآن تلتهب الأحشاء في كبدي = والقلب يُشوى بها والروح تضطرمُ
والعظمُ أصبح هشّاً حيثُ فثَّ فيه = ما قد لقيتُ وفيه ينتحرُ الألمُ
أُمسي على طاقةٍ كبرى أصبحتُ بها = وفي الصباح بكوراً يزحف السقمُ
لا القلب يسلى ولا الذكرى تفارقني = ولا خيالك عن عيني ينحسمُ
والصبر زادي إذا البلواءُ قد عظمت = ثم التأسي بمن جلّت خطوبهمُ