رسالة إلى الأديب الكبير والناقد البصير الأستاذ عبد الله الطنطاوي حفظه الله
إلى شجرة الفل في مدينة الشهباء
ملأت أجواءها عطرا وطيبا ..
إلى شيخ الشباب وأديبهم ..
إلى فخر مدينه إعزاز ..
إلى عزّ مدينة حلب ..
الأديب الكبير والناقد البصير
الأستاذ عبد الله الطنطاوي حفظه الله
أذكرُ أني حاضرت في المركز الثقافي
في مدينة إعزاز وشرحت قصيدة
مسلمون مسلمون مسلمون
حيث كان الحق والعدل نكون
نرتضي الموت ونأبى أن نهون
في سبيل الله ما أحلى المنون
وكان شباب اعزاز يردد بالصوت العالي
في سبيل الله ما أحلى المنون ..
عشنا فترة في عمّان وأصداء أدبك
تشع علينا ..
وفارقتها إلى مهجرنا في تركيا ..
ولساننا ينشد ما قاله شوقي :
يا ساكني مصر إنّا لا نزال على
عهد الوفاء وإن غِبنا مُقيمينا
هلاّ بعثتم لنا من ماء نهركم
شيئا نبلُّ به أحشاء صادِينَا
أخي الكريم :
إن الكثير من شبابنا أفسدهم أدب الفراش كما سماه الأديب الفقيه علي الطنطااوي رحمه الله عندما قرأوا شعر نزار ( قالت لي السمراء ) .
وكدت أُفسدُ قديما عندما قرأت للشاعر
اصلبيني بين نهديك مسيحا
وهذا ليس شعر بل هو كفر سافل ؟؟؟
أخي الكريم :
أحب أن اقرأ لك مذكراتك عن أيام السجن .. مذكراتك أيام الدراسة
مذكرات اسمها : أيام من حياتي
أعد إلى الأذهان أدب إبراهيم عاصي شهيد جسر الشغور رحمه الله
عرفنا من جديد( بسلة الرمان ) التي تندد بالجشع و ( ولهان والمتفرسون ) وتندد بتخنث الرجال واسترجال النساء
و( حادثة في شارع الحرية ) عرض فيها التصور الإسلامي الصحيح للمرأة .
وأدب جارك وأخيك وصديقك محمد الحسناوي رحمه الله .
أعد إلى الأسماع مقالة الرافعي عن الأيادي المتوضئة
وهم شباب حسن البنا رحمه المولى
كانوا يجمعون التبرعات لفلسطين .
عرّف شباب اليوم بصاحب كتاب
( تحت راية القرآن ) الرافعي
الذي وصفه باشا قديم
( كأنه تنزيل من التنزيل )
لأستاذي مصطفى الزرقا رحمه الله كتاب بعنوان الفقه الاسلامي بثوبه الجديد
فعد أنت إلى ميدان الأدب بثوب جديد
وقلم جديد .
التقيت أيها الأديب بكبار الضباط وأنت المعتقل تحاورهم وتطالبهم وأنت سجين
التقيت حكمت ابن الباب ولك معه ذكريات وحوارات فاكتبها لنا .
مرر بي البارحة سرب من الصبايا
احداهن أعادت لي شعر ابن الرومي :
بيضاء يعطيك القضيبَ قوامها
ويريك عينيها الغزالُ الأحورُ
قرأها غيري( الأعور ) فأفسد الأذن.
أخي الكريم
أنت فارس الكلمة فأرنا الدرر
والجهاد بالكلمة أعظم جهاد
والكلمة الطيبة إذا خرجت من قلم طيب
أضاءت درب الحياة .
الكريم الحبيب ...
لاتظن أن هذه الأسطر استعراض عضلات
بل هو همس الأخوة والمحبة في دار الغربة حفظك الله وسدد خطاك
وجاءت لحظة الفراق
فسلام الله عليك وعلى آل بيتك وفي مقدمتهن المحروسة عبير حفظها المولى
وبارك الله في صحتك وقوتك وشبابك
عفوا وشيخوختك.
وإلى لقاء استودعك الله
والله أكبر ولله الحمد.
وسوم: العدد 660