رحيل شيخ المجاهدين "إبراهيم الديرواي"
· قصائده ومواقفه تتحدث عن دوره العروبي رغم محاصرة الفرس له· ومنعه من عكس تجربته الثورية على عقول المثقفين الأحوازيين
قبل أيام إرتفع في رام الله الفلسطينية نصباً تذكارياً لـ(نيسلون مانديلا)، وكان تعليق أحد الرفاق الفلسطينيين هو: لماذا تبخصون حق المناضلين الفلسطينيين ورموزهم الذين قضوا أعمارهم وحياتهم في سجون الإحتلال الصهيوني وضد الاستيطان، وكل فرد فلسطيني له تاريخ مجيد بدأ منذ تبلور وعيه وحتى مماته، قضاها سجناً واعتقالاً وتعذيباً وتشريداً واِستشهاداً .
واليوم الخميس الموافق 12/05/2016 غادرنا فقيد الأحواز المحتل من قبل زمرة الملالي الشيخ وشاعر الثورة الشعبي المجاهد "ابراهيم الديرواي"، عن عمر ناهز 69 عاماً، ولد بتاريخ 1947م في "جزيرة صلبوخ" من ضواحي العاصمة الأحوازية : مدينة "المحمّرة" .
لقد حرص ملالو قم وطهران وأجهزة المخابرات الايرانية والمسؤولين الفكريين في الزمرة الصفوية الفارسية على عزله ومحاصرته فكريا وسياسيا ووطنيا واجتماعيا وبالتالي منعه من أي لقاءٍ مع أبناء جلدته كي لا يحدث أي تفاعلٍ أو تلاقحٍ بين أفكاره وصلابته المبدئية التي تمتد الى عشرات السنين، من ناحية، وأفكار جيل الشباب الصاعد من أبناء شعبنا العربي الأحوازي، فقد حرص أولئك المحتلون الفاشيون على منعه من اللقاء حتى مع أبنائه وأصدقائه القدماء، ناهيك عن المعجبين بسيرته وتاريخه المليء بالأسرار الوطنية والقومية، الذين تطلعوا الى تسجيل محطات حياته الأساسية، منذ أن كان شاباً مناضلاً ومجاهداً ضد الإحتلال الفارسي البغيض، الذي كان يقوده قائد العنصرية الفارسية محمد رضا بهلوي المقبور .
إذ كان من الرعيل الذي واكب الحركة القومية العربية الحديثة الذي قادها الرئيس جمال عبدالناصر من موقع المشاركة الفاعلة مع المجاهد الأحوازي الكبير والعظيم الشهيد القائد "محي الدين آل ناصر"، وواصل كفاحه،سواء عبر التضامن الكفاحي مع الرؤية الناصرية القومية العربية وجهادها ضد الإحتلاليْن الصهيوني والفارسي، مثلما واصل كفاحه الوطني الأحوازي والقومي العروبي عبر تضامنه العملي والفعلي مع قيادة العراق التي كانت تتجسد بالزعيم القومي العربي الشهيد صدام حسين، وبقي الشيخ والشاعر الشعبي على ذات الطريق حتى لحظة خلوده الباسل بالرحيل عن هذه الحياة .
في حين لم يتمكن أي صديق أو رفيق أو مناضلٍ من الحصول على فرصة مناسبة للتواصل معه عبر أي مقابلة أو تسجيل عن حياته الباسلة، وفقدنا بذلك ثروة كبيرة تتمثل بذكرياته وأسراره ومواقفه التي سنبرز بعض جوانبها، عبر كلماته وأشعاره، بغية تحفيز الجماهير العربية الأحوازية باتباع نهج مثال البطولة والمدرسة الثورية "الابراهيمية الديرواية".
"وغريب الغرباء من كان غريباً في وطنه،
وبعيد البُعداء من كان بعيداً عن أهله"
هذه المقولة هي لأبي حيان التوحيدي وهو أحد الفلاسفة العرب في العصر العباسي، أما شاعرنا المجاهد الشيخ "الديراوي" فقد نطق بهذه الحقيقة بشكل آخر، وهو منفيٌ الى مدينة قم المدنّسة، وبعيدٌ عن أحوازه القريبة من شغاف قلبه على قلبه، فقد قال بالشعبية الاحوازية الدارجة :
"أخاف أموت بغربة ...
وتشيّعني غربة ...
ولا گرابه ولا معارف ...
وانه أكره جنة الما بيهه واحد من سلفنه ...
وأظل حتى هناك من إخيالي خايف ..."
لقد أدرك أعداء العروبة وأعداء الأحواز الدور المنتظر الذي سيبثه هذا القائد "الشيخ ابراهيم الديراوي" في نفوس الشباب الثائر من نفسٍ كفاحيٍ لا يعرف المساومة أو التراجع أو المتاجرة بآهات شعبه، لذلك طوقوه من خلال "عمائم الأفكار" الصفوية بغية تشويه واقعه الثوري، ولكنه أبى إلا تسجيل قناعاته الفكرية والمقاومة عبر الشعر والأقوال المحرضة، وتفسير المواقف المبدئية في بعض اللحظات المطلوبة منه والمفروضة عليه، وكان دوره هذا عظيماً، رغم محاولات التشويه المتكررة من عناصر الاحتلال لهذه القامة الشامخة داخل الوطن الأحوازي، إذ كانوا يطوقونه في بيته وكل تحركاته، من جهة، وموقفهم هذا ـ أي جهاز المخابرات الايرانية ـ يتشابه مع مواقف "بعض" أجهزة "المخابرات العربية" التي استطاعت ـ للأسف الشديد ـ من تشويه وعي بعض "القيادات" الأحوازية الميليشياوية عندما ضخّت من الأموال في جيوبهم، ونفختهم في أجهزة إعلامها، من جهة أخرى.
ونتائج كلا الممارستيْن يتساويان في إلحاق الضرر بقضية شعبنا الوطنية.
لقد مضى الشيخ الديرواي خالداً عن هذه الدنيا، ولكن تراثه الشعري الثوري وبعض اللقطات النادرة ستبقى شاهداً حياً على هذا "الألق الأحوازي، إذ كان من المتوقع أن يغدو ظاهرة ثورية مبدئية كبيرة تجتذب مئات المناضلين، ولكن وعي الفرس الأمني هو الذي فوّت عليه هذه الصيرورة الثورية"، وهو الذي ينبغي أن يستمع اليه كلُّ مخلصٍ أحوازيٍ وعربيٍ نزيهيْن.
المجد والخلود لشاعرنا الثوري "ابراهيم الديرواي" الذي سيبقى حياً في نفوس أبنائه وأنصاره لما ترك في ذاكرتهم من مبدئية المواقف الفكرية والسياسية والوطنية والأخلاقية، بالرغم من إبعاده عن موطنه ومرتع صباه في المحمّرة الى حوزة الدجل الفارسي الصفوي في شعوذة قم.
وفي أية حال لنستمع لبعض أشعاره التحفيزية الدافعه للكفاح الوطني الأحوازي وسنحاول بقدر ما نستطيع نشر كل تراثه النضالي الوطني.
نبرة الغضب الأحوازي في اشعار ابراهيم الديراوي
وأيضا :
قصیده "لالا یُمّه"
لا لا يمـّه اوداعة خالي اوداعة خوتـّــــــــــكم ما ارجع
اوداعة جدنه و صندوق الشاي و نجمات البيهه امرصّع
اوداعة سحـّارة جدّتنه و تربتها و محبـــــــــسها اليلمع
اوداعة تفگة عودي السمَره الماخانته ابـــــشدّه ومفزع
اوداعة قطرات المن صدرچ غذّتني الغيره ابيوم ارضع
اوداعة عودي وبشته البدري والمهره المنّ الرّيح اسرع
اوداعة گعدات امضايفنه اوكل خيّر بيــــــــــــــــهن يترّبع
اوداعة هاونّه او يزلاته اليطرب ليهن كـــــــــــلمن يسمع
اوداعة صوباط الديوان اوحِبنه اليتناغه اويـــــــه المرفع
اوداعة چف الشال المگوار ابساعتـــها اوهَد اعلي المدفع
ازحف للموت اعلي اركبّي ولو جسمي اعلي الحگ يتقطـّع
ما گولن آخ امن اصوابي او عيب اترف اعيـــوني و تدمع
عندي النار احلي من الجنـّه بس لا دنّــــــــــج بس لا اركع
ما ريدن جنتك رضوان وماريدن واحــــــــــــــــــد يتشفـّع
للنار ادخل رافع راسي و تكارب وي مالــــــــــــك و طلع
12 – 05 – 2016
********
وايضا :
قصيدة : ماظن زلمنا اتموت !
گالو مات جیفارة
گلت ارماد اهلنا یموت بس ماتنخمد ناره
النخل لو ینذبح سکتة السواجي اتطالب ابثاره
السلف لو هدمه البارود بعده ايريد خطاره
مقام اهلي لون هدمو حيطانه يظل اترابه بي شارة
الوطن ماهو ملك ينباع الوطن ناموس وارگاب اتفداله لون ینگطف بحجارة
لکن وسفة الوطن باگوا حرامیة ابظهر گیض الحمر وانباگ عتبارة
الحرامیة سطوا ما باگو الغرضان باگو گمگم الدیوان من کسرو السحارة
الحرامیة سطو باگو تقالید السلف غفلة وسلفنه فوگ کل هاي ونطاها افلوس النطارة
السلف مايدري حرمانه امن اهل بيته ، ولون يدري،؟ بعد مابي يگل للناس بت افلان عیارة
حرامي البيت موس ابحنجرة لا تگدر تذبة ولاتگدر تبلعة وتگبع ابعاره
الاسد مانعرف من ذیله الاسد سطرات چفه الشاعت اخباره
البُطل (الباطل) مهما علا هابط گصب ویرد علی اجذاره
الحگ لو وراه ارجال مايبگه يرد لهله، و هله احنا ونطلعه اسيوف بتارة
زلمنا ارجال لو نخوة ابظهر تموز تنخاها اتغديلك غيم مطاردة
زلمنا اتحز ظلام الليل بضواها وتذبحه وتهجم ادياره
هم اتموت؟ لا ماظن زلمنا اتموت! ويموت اليشيع مات جيفارة.
وسوم: العدد 668