القرية المفكرة
الشخصية المصرية متميزة ومتفردة وكما نكتب عن السلبيات لتلافيها أيضا نكتب عن الايجابيات لتعميمها فعلى بعد كيلو مترات من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية يسكن عدد من الأهالي في قرية بسيطة تسمى البسايسة التابعة لمركز الزقازيق تلك القرية استطاعت أن يكون لها شهره عالية على مستوى الجمهورية بل وعلى مستوى العالم فأحد أبنائها وهو الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية استطاع أن يغير شكل الحياة داخل تلك القرية من خلال قيامة بالاستعانة بالشمس في توليد الكهرباء وتحويلها إلى طاقة وتوزيع تلك الطاقة على المنازل بأسعار رمزية وأيضا إمداد مسجد القرية بالكهرباء من الطاقة الشمسية بالإضافة لاستخدام سخانات المياة بالطاقة الشمسية فأصبحت قرية البسايسة حديث القرى المجاورة ويأتي إليها الزائرين من مختلف انحاء الجمهورية والدول للتعرف على هذه التجربة العظيمة ٠
بداية إقدام تلك القرية على هذا العمل العظيم كان عام ١٩٧٤ حيث كان ابنها الأستاذ الدكتور صلاح عرفة دائم التردد عليها وفي أحد الأيام وخلال مكوثه بالقرية جاءت إليه فكرة توليد الطاقة الكهربائية من الشمس وبالفعل قام بإحضار نموذج مصغر عبارة عن لوح طاقة شمسية قام بتوصيل جهاز الراديو عليه وبالفعل تفاجأ الأهالي من هذا الاختراع فكيف يشتغل الراديو بدون كهرباء ؟! ولكن مع قيام الدكتور صلاح عرفة بعرض الفكرة على الأهالي وشرحها إليهم من خلال جلوسهم بمضيفة القرية والتي كان يتجمع فيها أبناء القرية كل أسبوع لمناقشة أحوال ومشاكل قريتهم
بدء أهالي بالاقتناع بالفكرة وتم توصيل التليفزيون بالطاقة الشمسية وتشغيل مباريات كرة القدم وبدء الأمر ينتشر أكثر وأكثر حيث تم تغيير الألواح البدائية من الألواح كفاءة كيلو ونصف إلى الواح أكبر وأكثر كفاءة ووصل الأمر إلى إحضار بطاريات لتخدين الطاقة الكهربائية وبالتالي توزيعها على أهالي القرية وتم إنشاء جمعية تنمية المجتمع بقرية البسايسة وتوزيع الكهرباء على الأهالي باشتراك رمزي ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ولكن جاءت فكرة إنشاء جمعية خدمية لخدمة أهالي القرية يمكن من خلالها دعم الأهالي ماديا في فكرتهم وبالفعل تم تشغيل مبني الجمعية بالطاقة الشمسية بالإضافة إلى مبني الحضانة ووصل الأمر لتوزيع الكهرباء المخزنة على الأهالي بالقرية بأجر رمزي بسيط ومع نجاح التجربة جاءت الفكرة لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية أعلى سطح جمعية البسيسة لتنمية المجتمع ومع بداية عام ٢٠١٧ وبمساعدة الأهالي وبالجهود الذاتية من الأهالي تم إقامة أول محطة للطاقة الشمسية بقرية البسايسة وهى عبارة عن ٢ مجمع للخلايا الشمسية يحتوي كل مجمع على ١٠ خلايا من السيلكون تمتص أشعة الشمس وتقوم بتوليد الكهرباء ويتم من خلالها مد الجمعية المكونة من ٣ طوابق والمسجد وعدد من المنازل بالكهرباء وذلك مقابل اشتراك شهري بالإضافة إلى وجود بطاريات تقوم بتخزين الفائض من الكهرباء ويتم توزيعها على الأهالي
الموضوع لم ينته عند هذا الحد ولكن جاءت أيضا فكرة إقامة وصنع سخان مياه يعمل على تسخين المياه وتخزينها ساخنة على مدار اليوم ويعمل بالطاقة الشمسية ويمتص الضوء وبالفعل تم إقامة سخان بدائي عبارة عن خزان مياه مبطن من الداخل بمادة الاستانلس ومن الخارج بالصاج وخلية شمسية مكونة من زجاج حراري مطلية باللون الأسود من أجل المساعدة عليدى امتصاص أشعة الشمس وبالفعل نجح الأمر وتم إمداد مبني الجمعية والمسجد بالمياه الساخنة الناتجة من السخان ومع مرور الوقت تم تطوير السخان وإقامة سخان حراري أكبر في سعته التخزينية
أيضا تم انتاج الغاز من روث الحيوانات وتم إمداد الأهالي بالغاز ولكن مع قرب الامتداد العمراني وإحاطة السكان والمنازل بالجمعية وبالمشروع وشكواهم من الرائحة الناتجة عن روث الحيوانات تم إيقاف المشروع
مصر زاخرة بالنماذج العظيمة التي تعمل لأجل الوطن والشعب العظيم ومن ثم وجب على الجهات المختصة دعم تلك الأفكار العظيمة والشخصيات المفكرة والمبتكرة فالدول التي تقدمت في ركب الحياة كان الإنسان كلمة سر التقدم والرقي.
وسوم: العدد 1113