سلسلة يوم في تيبازة – قبر الرومية
كانت أول محطة للقافلة الثقافية هي زيارة قبر الرومية. وأعترف أني لأول مرة أزور هذا المكان، رغم أني زرت تيبازة مرتين رفقة الأهل والأولاد منذ عامين فيما أتذكر وعلى مرحلتين متتاليتين.
يقع قبر الرومية في أعالي تيبازة، ومحاطا بغابة كثيرة الأشجار، ويطل على البحر. فقد جمع الموقع بين الصفات الحسنة، علو وأشجار وبحر.
يطلقون عليه لقب قبر الرومية، فهو مغلق من الداخل لا يمكن الدخول إليه. والقبر عبارة عن بناء ضخم دائري الشكل، وأحجاره ضخمة كبيرة الحجم. والسؤال كيف استطاعوا في تلك الفترة الممتدة على الأقل منذ 21 قرن، من حمل تلك الأحجار الضخمة وتصفيفها بعناية بالغة وبهذا الشكل الهندسي المثير جدا والدقيق جدا والذي لم يسقط ولم يتهاوى أرضا، رغم مرور زلازل على المنطقة منذ قرون خلت.
يعتمد القبر على مجموعة من الأعمدة الطويلة والضخمة وعلى 04 أبواب فيما أتذكر. لم نستطع دخول قبر الرومية، ولا ندري هل الدخول إليها ممنوع، أم قبر مغلق لا يمكن الدخول إليه. وبما أن المنطقة تفتقر إلى دليل سياحي، يبقى سؤال الزائر يحتاج لإجابة مفيدة مقنعة من أصحاب التخصص والقائمين على قبر الرومية.
بإحدى أبواب القبر صليب ضخم، ويبدو أن أيادي جزائرية أزالت بعض أركانه التي تدل على الصليب، حتى لا يظهر الصليب بشكله الكامل.
يقول لي أحد الشباب بحماسة شديدة، كان على الجزائر أن تزيل الصليب نهائيا، أجيبه بهدوء..
شئت أم أبيت فالصليب يعبّر عن فترة تاريخية معيّنة، وتدل على أن نعمة الإسلام التي نتمتع بها الآن، جاءت بعد عناء شديد، وحكم الروم والصليب لقرون عديدة، فلله الحمد على نعمة الإسلام، التي يتنعم بها الأبناء دون حرب ولا عناء.
رغم أن المنطقة التي تضم قبر الرومية تحتوي على جميع مواصفات السياحة الناجحة، والمتمثلة خاصة في المعلم التاريخي الذي يمتد عبر الزمن، والهواء الصافي النقي، والأشجار الباسقة، والإطلالة على البحر، والمكان المرتفع ، إلا أنه مازالت المنطقة البديعة تفتقر للدليل السياحي، وتقديم الخدمات، والضيافة، باستثناء خدمات فردية يقوم بها أشخاص بأسعار لاتناسب الجزائري العادي، كالطلبة مثلا. وسبق لي أن سجلت نفس الملاحظة وأنا أجوب قلعة المنصورة وقصر المشور بتلمسان، حين تم التطرق لزيارة تلمسان عبر "سلسلة يوم في تلمسان"، من 10 حلقات.
وسوم: العدد 651