حمار قريتنا

حمار قريتنا ممدوح أحمد فؤاد حسين [email protected] المشهد الأول : سُئل حمار قريتنا : لماذا ترفس من يمشي خلفك ؟ فقال : لأنه مغفل يمشي وراء حمار!! فقيل له : فلماذا ترفس من يمشي أمامك ؟ فقال : لأنه لم يحفظ قدري ومقامي فمشي أمامي!! يزعم المقربون من العندليب الأسمر أن أصل أغنيته (مظلوم مظلوم يا ولدي) هي (مرفوس مرفوس يا ولدي) ما دمت من أهل قريتنا !! . ولكنه اضطر إلي تغييرها خوفا من الحمار !! المشهد الثاني: لم أجد أعجب من حمار قريتنا إلا أهل قريتنا فهم يفضلونه علي أنفسهم وأولادهم, يزرعون له البرسيم ولا يزرعون لأنفسهم القمح. يوفرون له فرصة العمل وشبابهم علي المقاهي . وفي المساء يعود الحمار إلي زريبته فيجد الحمارة في انتظارة. أما شباب القرية , فبعضهم  يغني (عيني علي العازب عيني عليه حاطط المخدة ما بين رجليه). والبعض الآخر يُمني نفسه (بدنا نتزوج على العيد) . ومن غفلتهم نسوا أنه منذ دخل الحمار قريتنا لم نرى عيدا . والأعجب من كل هذا: إن أهل قريتنا يتسامرون (رضينا بالحمار والحمار مش راضي بينا), فهو يصارحهم أنهم غير مؤهلين للديمقراطية, وأنهم سبب كل كارثة, فهذه الكارثة بسبب البناء بدون ترخيص, والأخرى بسبب جاموسة, حتى الغرقى لم يغرقوا بسبب عيوب بالمركب بل لأنهم لا يجيدون السباحة!! المشهد الثالث: من بين كل حمير العالم, لم أجد أحمر من حمار قريتنا. فقد غره استكانة وخضوع أهل قريتنا فتصور أنه لا حياة للقرية بدونه . وذات ليلة نظر الحمار في المرآة فأدرك أن وفاته قد قربت . فأنجب حمارا صغيرا. المصيبة أنه يريد أن يُدخل حماره الصغير إلى قريتنا!! فهل يدخل الحمار الصغير قريتنا!؟ أم لا يُرفس أهل قريتنا من الحمار مرتين!!؟