برقيات وتغطيات
برقيات وتغطيات
أكاديميون ونقاد عرب
يناقشون في ملتقى الرواية بأكادير:
الفانطاستيك والعجائبي في الرواية العربية
محمد العناز
نظمت رابطة أدباء الجنوب ضمن فعاليات ملتقى أكادير للرواية العربية ندوة نقدية حول"الرواية العجائبية" بمشاركة عدد من الأكاديميين والنقاد المغاربة والعرب، وبحضور لافت لعدد من الروائيين من مختلف الجغرافياتالإبداعية. وقد تميزت الجلسة النقدية التي أدارها الدكتور عبد السلام أقلمون بعدد من المداخلات افتتحت بورقة للناقدة عبلة الرويني رئيسة تحرير جريدة أخبار الأدب التي مهدت لمداخلتها بالفنتازيات التي تشهدها مصر، فالمشهد عجائبي مفجع ينتج صورا غير متوقعة وهو جزء من الفنتازيا التي تتسم بقدرتها اللانهائية على إنتاج صور وخيال، وصدمات وتمزقات ومفاجئات غير مألوفة لا تكاد تحتمل في الواقع، ذلك أن الخيال يواصل ابتكاراته وشطحاته من خلال توظيف السياسي في خدمة الخيال، وتوظيف الخيال في خدمة السياسي. متسائلة: هل الفنتازيا نقيض للواقع؟ هل هي نوع من التهرب من الواقع واسترسال فيه؟ نافية أن تكون قادرة على الاطمئنان بكون الفنتازيا تفكير توحدي. معتبرة أن الغرائبية نزوع معرفي واستجابة واعية تتثير الدهشة لدى المتلقي(المفهوم البريختي) حيث يخضع بناء العوالم الفنتازية إلى رؤية عميقة للواقع متسائلة عن خصوصية الفنتازيا المصرية مستشهدة بقصص وروايات خيري شلبي التي تلامس الواقع وشخوصه بعوالم فنتازية، مبدية بعض الملاحظات المتصلة بالإغراق في الاستعارة، وفي الفنتازيا كمحمد صلاح العزب في "سيدي براني"، وطارق إمام في "حكايات رجل عجوز" حيث تحضر اللغة السحرية والعوالم الفنتازية التي تبتعد عن الواقع لتفضي إلى واقعية سحرية تستند إلى الموروث. أما الأكاديمي الدكتور عبد اللطيف محفوظ فقد وسم مداخلته ب: المميزات الفارقة في الرواية الفانطاستيكية معتبرا أن الموضوع الفعلي للرواية لا يمكن أن يكون-كما دلل على ذلك جيدا ميخائيل باختين- إلا فكرة ما ذات صلة وثيقة بالراهن، مهما تنوعت الاستعارات المجسدة لها، لأن الرواية بمنطقها الأجناسي تتماس مع الواقع. وبالعودة إلى المهتمين بتوصيف التمايزات والقرابات بين هذه الأشكال الثلاثة للصوغ الموضوعاتي للمادة المسرودة، نقف على تحديدات تمنح الفانطاستيك صفات فضفاضة تحيله إلى توصيف عصي، يصبح بموجبه الخطاب المنضوي تحته خطابا يحبك بكثير من فعل التجديل بين الواقعي وما فوق الواقعي، حيث الشخوص والظواهر والأفعال تخضع لمنطق يصهر بشكل لافت حالات الوعي باللاوعي والمألوف باللامألوف والمعقول بالمعقول، ويؤدي ذلك الصنيع المجازي إلى انفعال المتلقي وتردده بين تفسيرين للأحداث، ويشكل هذا التردد العنصر الأساس للفانطاستيك، بل يرى البعض أن الفانطاستيك المشروط أولا بظهور فوق الواقعي في سياق الواقعي، الذي يجسد أحداثا عصية على التفسير، لا يمكن أن يعتبر كذلك (أي سردا فانطاستيكيا) إلا إذا فرض على ذهن المتلقي الفكرة التالية: أنا على وشك التصديق"...ولعل تعريف تودوروف يوضح بجلاء شروط التمثيل اللازمة، ذلك أنه يؤكد على تلازم التردد الذي يحسه الكائن الذي لا يعرف سوى القوانين المعمارية.غير أن الارتكان إلى معيار تردد المتلقي ليس موضوعيا ولا ثابتا لأن المتلقي هو مفعول مجرد لفعل تذاوتي محكوم بمسافة مجردة معمورة بالأسيجة المركبة من المعارف المتراكبة والتي تختلف باختلاف الذوات والثقافات والمراحل التاريخية وغيرها. وحملت مداخلة الناقد عبد السلام دخان عنوان الفانطاستيك وإلتباسه بالممكن الجمالي منطلقا من كون الرواية فاعلية رمزية ترتبط بالإبستيمي المشكل لسياقاتها المخصوصة. ولقد أعاد الفانطاستيك في تشكلاته المختلفة الإعتبار لجنس الرواية انطلاقا من المتخيل السردي الخصب لعوالمه التي تتداخل عوالم مختلفة في تشكيلها. والفانطاستيك ليس مفهوما أحادي المعنى، فلقد ارتبط هذا المصطلح بوصفه انتفاء للالفة، وللغرابة التي يصفها مارتن هيدغر بالحيز المكاني الفارغ. وثمة مقاربات متعددة قدمت لمفهوم الفانطاستيك مند جورج كاشكس Georger-Pierre Gastex ، وروجي كايرواRoger Gaillois ، ولوي فاكس Louis Vax، وتزيفطان تودوروف Tzvetan Todorov ، وهي تؤكد أن الفانطاستيك ينتج عن توتر وتردد والتباس مع الواقع. وبعد تقديم أمثلة من سرديات مثل رواية فرانكنشتاين لماري شيلي، والمسخ لكافكا وقصص مصاصي الدماء لجوزيف شريدان لوفانو انتهى عبد السلام دخان إلى اعتبار كل من الفانطاستيك والغريب والعجيب تتأسس مع الحكاية وعلى الحدث لكن التمييز بينهما يتم وفق مبدأي طبيعة الحدث وطبيعة القوى. ولعل رواية الخوف للروائي رشيد الجلولي توضح هذه الرؤية النقدية حيث حيث يتحول البطل عيسى ابن السي عبد الله إلى كلب مختبئ في قبر مظلم بمقبرة مولاي علي بوغالب بمدينة "عين الجسر"، وهذه البداية العجائبية التي تذكرنا برواية المسخ لكافكا تؤشر على طبيعة المحكي السردي، والتحول الذي لحق بعيسى في حوالي الساعة الثانية عشر ليلا. وتتسم " الخوف" بتداخل قوي لمجموعة من الحقول، و حضور الميتا- تاريخ والتعالي بالمكان إلى درجة الأسطرة هو الذي مكن رشيد الجلولي من خلق حكاية تخييلية لواقع مفترض يقع على تخوم الواقع المرجعي. وهي تكشف التماس الفكري بالجمالي.
أما الناقد إبراهيم الحجري فقد وضع مفهوم الفنتطاستيك في الرواية العربية في سياقه الأكاديمي انطلاقا من التمييز بين التلقي والتعجيب والغريب، فالتلقي يحضر بوصفه خرقا للمقروء يخلخل بنياته المتراكمة على الاعتياد، والواقع بوصفه منظومة من القيم المتعارف عليها تتنمط بفعل العادة، أما التعجيب فهو حدث يترك أثرا إيجابيا في المتلقي،وهو إزاء موقف إيجابي من العالم، في حين أن الغريب أو التغريب يرتبط بالحدث الذي يترك أثرا سلبيا في المتلقي لما يثيره من خوف وأحاسيس مستشهدا بحالة التردد عند تودوروف التي تقع للمتلقي وهو يتلقى العالم. وكذا ب"كليلة ودمنة" المليئة بالفنطاستيك، و"ابن السماء" لمصطفى لغتيري، و"برهان العسل" لسلوى النعيمي، و"المارد" للمهدي الودغيري، و"حديث الجثة" لمحمد أسليم متوقفا عند بعض الوظائف: تتعلق الأولى بالوظيفة الاجتماعية التي تبرز من خلال استعانة الكاتب لغتيري في روايته"ابن السماء"بشخصية عائشة القديسة(عيشة قنديشة) للدلالة على الواقع الثقافي المغربي الذي يؤمن بالخرافة. أما الثانية فتتصل بالوظيفة النفسية التي تؤديها الرواية الفنطاستيكية مستشهدا بسلوى النعيمي التي تستحضر التراث العربي في الإيروتيكا عندما يصبح" الإيضاح في علم النكاح" صورة كاريكاتورية للمتخيل الجنسي في الرواية العربية. في حين تحضر الوظيفة الفنية بوصفها محاولة لتطوير العمل الروائي عبر استدعاء الواقع، وكذا الفنطاستيك لتطوير السرد كما هو بارز في رواية "حديث الجثة" لمحمد أسليم التي تستلهم التراث الديني وتطوره بحسب المحكي، وكذا في رواية"ابن السماء" للغتيري عندما يجعل البطل هو ابن السماء الشخصية تأتي من السماء لتعيش في الأرض بهدف جعل الرواية تؤدي رؤية درامية. وانطلقت الدكتورة فاطمة البودي مديرة دار العين للنشر في مداخلتها انطلاقا من تجربتها العملية الخالصة من خلال الأعمال الروائية التي صدرت عن الدار التي تديرها، مبينة أن العلم والمعرفة لا مجال فيهما للفنتازيا. مبرزة أن دار النشر لا يمكن أن تتخصص في نوع واحد من أنماط الرواية، معرجة على خيال المرأة القادر على سرد حكايات خصبة في خضم بحر الكتابة الفنتازية التي يسيطر عليها الرجال مشيرة إلى عدد من الروايات التي تحتفي بهذا البعد مثل رواية يوسف أبو رية"صمت الطواحين"، وعزت القمحاوي"مدينة اللذة"، ومحمد حافظ رجب"الكرة ورأس الرجل"، وأمير تاج السر"زحف النمل"، وعمر علوي ناسا" خارج التغطية-مرافعات سردية"، وأنيس الرافعي"اعتقال الغابة في زجاجة"، ومي خالد "تانجو موال"، وخالد البري" رقصة شرقية"، وإبراهيم الفرغلي"أبناء الجبلاوي".
واختار الدكتور عبد الرحمن التمارة في مداخلته تأمل موضوعة الفانطستيك في المتن الروائي العالمي والعربي والمغربي متوقفا عند كافكا بوصفه قاعدة وليس استثناء يؤسس لأفق معرفي داخل النص الروائي متسائلا عن دور الروائي أثناء التفكير في عملية الكتابة نافيا في هذا السياق المخصوص أن يكون الروائي مؤرخا أو نبيا أو شخصا ينقل الواقع كما هو متوقفا عند نظرية الما بين بين انطلاقا من مسرحة الحدود بين المألوف والعجيب والخارق مستشهدا برواية"حي في العمى" لرشيد اليحياوي التي تدور في الفنطاستيك عبر مسرحة الحدود بين افنسان والحيوان، حيث يحيلنا على حي بن يقظان، وتسائل معرفتنا ووجودنا، فالمسرحة تتجلى من خلال الاهتمام القوي بين الفكرة والتامل، وبين الوجود والعدم، وتسائلها أيضا بنوع من السخرية. معرجا على بعض سمات ما بعد الحداثة التي تطبع خطابات رواية اليحياوي بدءا من الحوار النوعي الذي يدور بين الكاتب وشخوصه الروائية، حيث يستطيع المتأمل في هذا النص أن يتلمس هذا البعد العجائبي بسهولة. واختتمت الندوة بمداخلة الباحث عبد الرحيم إدخالد التي قاربت التحققات النصية بتحليل المحكي الروائي عن طريق التمييز بين أربعة أنماط من العوالم التخييلية عند أمبيرطو إيكو.
جائزة الطيب صالح - الدورة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعد مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورته الجديدة، أن يُعلن عن انطلاق الدورة الثالثة للجائزة وفق طابع عالمي الأبعاد، في مجالات الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية، إِستناداً على أسس راسخةٍ رصينةٍ ، بما يحقق الأهداف النبيلة لتأسيس الجائزة التي شهدت في دورتيها، الأولى والثانية ، عملاً متميزاً خلاقاً بشهادة كثير من متابعي الشأن الثقافي. وتشمل هذه الاهداف ما يلي:
· الوفاء لذكرى كاتبنا العبقري الراحل الطيب صالح، مبدع العديد من الروايات والقصص والكتابات، وعلى رأسها رواية ( موسم الهجرة إلى الشمال)، التي خلدت اسم سوداننا على خارطة الإبداع العالمي، واختيرت لتكون ضمن أهم مئة منجز أدبي في تاريخ العالم.
· حفز النشاط الثقافي وِإعلاء قيم الفنون والآداب.
· وصل السودان ثقافياً بمحيطيه الإقليمي والدولي.
إن مجلس ألامناء إذ يسعد بالإعلان عن الدورة الثالثة ، يؤكد حرصه التام على المضي في ما اختطه من نهج قومي موضوعي يتسم برحابة التعاون مع الناشطين في الحقل الثقافي كافةً.
ومجلس الأمناء إذ يستقبل الدورة الثالثة، يسره أن يجدد الشكر للشركة السودانية للهاتف السيار ( زين )، على مبادرتها بتأسيس الجائزة والتزامها بإستدامتها.
ويسعد المجلس أن يرحب بالأعضاء الجدد الذين انضموا إليه، وهم: البروفيسور عبدالله علي ابراهيم، الأستاذ ابراهيم اسحق، والدكتور عمر عبدالماجد.كما يتقدم المجلس بالشكر لأعضاء الدورة الثانية الذين غادروه على جهدهم الذي كان له أثر بيّن في نجاح الجائزة خلال دورتها الثانية وهم :الاستاذ عبدالباسط عبد الماجد، الاستاذ علي مهدي نوري، والدكتور خالد المبارك.
ويسر المجلس ان يفتح باب التقديم للدورة الثالثة ابتداءًا من السابع والعشرين من مايو 2012. يرى المجلس، إثراءً للتجربة ، الإحتفاظ بمحوري الرواية والقصة القصيرة ، وإعادة محور الدراسات النقدية في هذه الدورة.
وسيعلن عن التفاصيل في أجهزة الإعلام وموقع الجائزة الإلكتروني وهو :-
ولكم خالص الشكر
مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي
24/5/2012
جائزة دار أدب للنشر والتوزيع
تقوم دار أدب للنشر والتوزيع بمناسبة تأسيسها على فلسفة نشر الثقافة الإبداعية بين صفوف العامة بدون شروط مسبقة .
شروط تعيق فئة واسعة من المبدعين المبتدئين وغير المبتدئين لنشر إبداعاتهم في مجالات الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والشعر، وتسهل ولوجهم إلى عالم الانتشار والمقروئية التي تحد غالبا من تحفزهم وضمان استمراريتهم في الكتابة. مشروع دار أدب يقوم على مبدأ غير ربحي، وهي إذ تؤسس هذه الدار وتدخل عالم النشر والتوزيع، فإنها تعلم مسبقا خطورة الخطوة التي تقدم عليها. لكنها تراهن في مشروعها الرائد بتعاون متكافئ ومثمر مع مجموعة شركات توزيع منتشرة في العالم العربي وخارج العالم العربي، وكذلك على كفاءات مبدعين مشهود لهم بالأهلية في الميادين التي يشتغلون عليها.
المسابقة تتضمن فروعا أربعة:
الرواية: ينبغي أن لا يقل عدد كلماتها عن 30 ألف كلمة.
القصة القصيرة : مجموعة تحتوي على 10 إلى 15 قصة قصيرة .
الشعر : ديوان لا يقل عدد كلماته عن 20ألف كلمة.( شعر التفعيلة، عمودي ، نثري، قافية )
القصة القصيرة جدا: مجموعة لا يقل عدد كلماتها عن 25 ألف كلمة.
يمكن المشاركة بأكثر من عمل في المسابقة، على أن لا تتعدى مشاركتين اثنين. شروط المسابقة :
المسابقة مفتوحة لعموم الجنسيات والأعمار، ينبغي فقط أن يكون العمل مكتوبا بلغة عربية فصيحة .
الجوائز : ليست هناك جوائز مادية، ستطبع أول ثلاثة أعمال فائزة على حساب دار أدب للنشر والتوزيع، يمكن تقليص العدد إذا تبين أن الأعمال المقدمة للمسابقة غير مؤهلة للنشر، بينما سيتم نشر خمسة أعمال أخرى مناصفة في التكاليف بين المؤلف ودار النشر في حالة تبين أن هذه الأعمال تستحق النشر، كما يمكن تقليصها أو عدم نشرها نهائيا في حالة لم تتوفر على الشروط والتقنيات التي تتيح لها إمكانية النشر.
ترسل الأعمال مرفوقة بالسيرة الذاتية والأدبية للمؤلف مع صورة شخصية وصورة لجواز السفر أو صورة لوثيقة تثبت هويته مع عنوانه ورقم هاتفه . كما ترسل الأعمال عبر البريد الإلكتروني التالي:
ينتهي موعد تلقي المشاركات بنهاية هذا التاريخ ( _ 01 _ 02 _ 2013 ) ستعلن النتائج أولا من خلال إبلاغ الفائزين سواء عبر البريد الإلكتروني، أو بالاتصال بهم بواسطة الهاتف شخصيا إذا تعذر الوصول إليهم عبر البريد. كما ستنشر الأسماء في الموقع الإلكتروني للدار الذي يجري إنجازه بالمستوى الذي يليق بدار نشر تروم تقديم مادة راقية للقارئ وبأحدث التقنيات الموجودة على الساحة.