برقيات وتغطيات

برقيات وتغطيات

بلاغ ـ لندن

العدد 56: عدد ممتاز بأعلام الثقافة العربية

الكلمة تطل على عامها الخامس مترعة بحماس الثورات العربية

بن عربي، هايدغر، سعدي يوسف، علاء الأسواني، وصنع الله ابراهيم

رواية مغربية وديوان شعر سوري،

أبعاد الثورات العربية، جمالية التلقي، الفن الإسلامي والرواية العربية

تختتم «الكلمة»، بهذا العدد الجديد، عدد 56 ديسمبر (كانون أول) عامها الخامس، وهي لاتزال فتية، مترعة بالحماس في مواكبتها الثورة. فقد كان هذا العام الخامس من عمرها هو عام الثورات العربية التي بشرت بها «الكلمة» ودعت إليها. ويتميز هذا العدد الجديد بكثره ما به من دراسات تتقصى أبعاد الثورات العربية وتحللها، من مقتربات ومناهج مختلفة. ففي العدد سبع مواد عن الثورات العربية. ومع أن (الكلمة) تواصل هنا اهتمامها بزخم الواقع العربي وتحولاته، فإنها لاتنسى الانفتاح على العالم، حيث تنشر رسالة دالة من الفيلسوف الألماني اللامع هايديجر إلى أستاذه هوسيرل، ودراسة عن الرواية العربية الأنجلوفونية، وحوارين مهمين مع علاء الأسواني وسعدي يوسف. وتنشر {الكلمة} كعادتها رواية جديدة، وديوان شعر، وعددا من الدراسات والمقالات التي تغطى موضوعات عديدة من تصوف الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، إلى الفن الإسلامي، وإلى التنظير للصورة في المسرح، فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب {الكلمة} المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل (الكلمة) مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي.

في باب دراسات، يقدم الباحث المغربي يحيى بن الوليد، في "الثورات العربية والمرور عبر الشاشة"، دراسة في العلاقة بين تبدل مفهوم الفرد واندلاع الثورات العربية، وبين تغير طبيعة الخطاب الإعلامي بتغير أدوات صياغته وتوصيله، وأفول نجم الدكتاتوريات العربية بصورة يكشف فيها عن دور الإعلام الاجتماعي البديل في الثورات العربية ويشي بالكثير مما ينتظرها من تطورات. وينشغل الباحث أبو الحسن سلام في "فعل الكتابة المسرحية في عصر الصورة" بتعدد صور الفاعل المعرفي في رحلة التأليف على منصات المسارح على اختلاف نزعات فعل الكتابة وتبايناتها الأسلوبية والتقنية؛ كشفا تحليليا أو تفكيكيا لدور المؤلف المسرحي الحضاري التاريخي أو التراثي أو الفلسفي أو الاقتصادي أو النفسي في إماطة اللثام عن جماليات الفعل والعرض المسرحي. في حين تسعى دراسة مانون برونيه "من أجل جمالية التلقي والإنتاج" لتقديم قراءة نقدية لإنجاز الناقد الألماني المرموق هانز روبرت ياوس التي أسس نظرية شيقة في جماليات التلقي، وإن كان صدور الدراسة عن الثقافة الفرنسية أدى إلى الربط بين استقصاءات ياوس وبعض أفكار عالم الاجتماعي الفرنسي الكبير بيير بورديو. ومن منظوره الدبلوماسي وخبرته في قضايا أفريقيا، يقارب الدبلوماسي الليبي عبدالسلام الرقعي من خلال دراسته "مصر هبة الحبشة"، قضية مياه النيل، وتأثير ما يدور بشأنها في أفريقيا على مستقبل مصر، ويكشف لنا عن مسؤولية النظام الفاسد الذي حكم مصر في العقود الأربعة الأخيرة عن الأزمة التي إذا لم نعالجها بسرعة وبحكمة، فسوف تجر على مصر الخراب. وتفكك الباحثة السودانية خديجة صفوت في "الدم والغاز والخرطوش" شبكة المصالح وترسبات التاريخ الاستعماري العنصري في الخطاب الغربي المراوغ، وتكشف عن الدلالات الأيديولوجية الخبيثة لتناقضاته المضمرة. وتكشف دراسة للباحثة الجزائرية مديحة عتيق "جدل الرواية العربية الأنجلوفوتية والقارئ الغربي"، تبدلات مسيرة الكتابة، ونظرة الذات لنفسها وللعالم، وعلاقتها المعقدة بالآخر. وتحلل منطلقات الكتابة ودوافعها، وطبيعة القارئ المضمر في هذه النصوص، ودور النشر والسياسة فيها. وتتوقف استقصاءات الباحثة الأردنية هدى قزع "في دين الهوى عند شيخ الصوفية الأكبر ابن عربي، عند دلالات بعض إلماعاته الصوفية في سعيها لاكتشاف وحدة الوجود، وتجلي الله في كل ثناياها. وتتأمل تصوراته المختلفة لدلالات الهوى والحب العذري منه والحسي والصوفي في محطات حياته المختلفة وارتحالاته. ويختتم الكاتب صالح جواد الطعمة من خلال شهادته العميقة عن "إيليا حريق" أعمال صديقه أو زميله في الغربة، وهو أمر يكشف كما يقول لنا الكاتب المغترب العراقي عن أوجاع الغربة .. غربة الكاتب والمكتوب عنه.

يفتتح الكاتب صبحي حديدي باب نقد، بقراءة "الحركة التصحيحية في الذكرى ال41..والأخيرة!" حيث يرى أن وصول الديكتاتور للحكم ترافق مع صناعة خطاب سوغ بمكيافليّة لاأخلاقية التسلط والقهر، إلى أن تلونت حيوات الآباء بأطروحات يائسة، ارتكست بهم عن مسارهم. وفي "أمسيات القتل على {الهوا}"، يؤكد عيد اسطفانوس على دور الثورة المتواصل خوفا عليها من لصوصية العهد البائد وفي استئناف الفعل الثوري قدرة على استعادة الحق ولو بالدماء. ولأنها "ثورة مستمرة" يخبرنا الباحث جلبير الأشقر بأنّ الانتفاضة الثورية العربية، هي سيرورة تاريخ لامناص من استمرارها، وتحذير لها من قيادات ثورات تاريخية كبرى مثل الثورة الفرنسية والصينية بأن انتصار الثورة ليس سهلا، ولكنه يتطلب استمرارا في العمل كي يتحقق الحلم العربي في التحرر. ويترجم الناقد المغربي يوسف بن عدي "رسالة هايدغر الى هوسرل" وبرغم حميميتها وبساطتها فإنها تكشف لنا عن أهمية الانشغال بالتفاصيل، والحوار المستمر بين التلميذ وأستاذه لإرهاف المعرفة ودقة التعبير. وفي مقدمتها التي وضعتها لكتاب "تأملات في الفن الإسلامي"، تخلص الروائية أهداف سويف إلى أن القطع الفنية المبعدة عن مواطنها الأصلية، وعن حياتها اليومية، تقتني اليوم هوية معرفية وجمالية جديدة، تشير لأهميتها الثقافية كجزء من تراث الإنسانية العالمي، بكل أبعاد التعدد والتنوع لجغرافيتها الرحبة. أما الباحث سلام الكواكبي فيتناول في "حلم طفلة كرتونية" تداعيات عرض الفيلم الايراني "برسيبوليس" على قناة تونسية، ليحاجج بأن قوى سلفية استغلت فسحة حرية مابعد الثورة التونسية، فأضحت تمارس صلاحيات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وتزامن فعلها هذا مع بروز حربائي لبقايا الحزب البائد بمسميات مختلفة. وفي مقالتها "المناظرة في التراث العربي" تستبين الباحثة سليمة محفوظي أفق السجال والمحاججة العقلانية في التراث العربي، والأهمية النوعية للإسهام العربي الإسلامي الفريد في التنظير، والتقعيد لطرائق الجدل وأساليب المباحثة. ويقدم الناقد رشيد بلمقدم في قراءة لديوان الشاعر علي العلوي "أول المنفى" و "شاهدة على يدي" تجربة الموت والمنفى، محاولاً مدّ القارئ المحتمل للديوانين ببعض المفاتيح الجماليّة وشواخص القول الشعري، التي قد تعينه على تحقيق قدر من المتعة والتأمل في القصائد. ويقربنا الناقد ابراهيم أولحيان في "ألوان على حافة الغياب" من العوالم التشكيلية لفنان له قدرة على التحكم في المواد والتقنيات والألوان وهو ما يعبر عن جمالية خاصة نابعة عن أصالة شخصية تؤسس الاختلاف بموازاة هوية منفتحة على الفن التشكيلي المعاصر.

في باب كتب يقارب القاص المصري عاطف سليمان أحدث روايات الكاتب والموسيقي برونو بونتمپلي، من خلال "أصول الملامسة: وصال الممنون عليهم والعارفين" وهي الرواية الأولى التي تقدم للقارئ العربي بترجمة راقية للمترجم ميشال كرم، إلا أن قوتها تنبع من طبيعة أحداث الرواية التي جاءت مروية على لسان آخر ملوك غرناطة، ومن سحرية توظيفها لحواس الرغبة. ونتعرف في قراءة الناقد المغربي محمد بوعزة "الخيال الانتهاكي في "رواية دمية النار" للروائي الجزائري بشير مفتي على أحد الوجوه الروائية الحديثة اليوم في المشهد الروائي الجزائري من خلال نصه المحكوم بوعي حفري ساخر وهو ما يؤشر على دور التخييل الروائي في كتابة التواريخ المنسية. أما الناقد الأردني ابراهيم الخليل فيعرض في "قراءة المحذوف في بواكير فدوى طوقان" لكتاب المتوكل طه وفيه تناول قصائد لم تنشرها فدوى طوقان. ويرى إلى أن المعالجة تحتوي على التباس، يدفعه للقول بأن الكتاب أساء للشاعرة من حيث أراد الإحسان، وطأطأ من شُموخها، وقد أراد لها عُلوّ الشأن. وفي قراءتهما المشتركة يرصد كل من سيد ابراهيم آرمن وزهرا باك نهاد في رواية التلصص لصنع الله ابراهيم، الحبكة والقراءة الوصفية والحوارية من زاوية نظر خاصة تستقصي البنية الفنية للنص الروائي. في حين يحاول القاص محمد اكويندي القبض على عوالم القاص الكبير أحمد بوزفور في مقاله "بين التورية واللعب اللفظي، وتفخيخ العناوين" من زاوية لافتة وأكثر خصوصية ومن خلال مجموعته الكاملة الأولى. ويقارب الكاتب العراقي عباس باني المالكي في "شعرية الثورة" ديوانا شعريا مصريا استدرج التاريخ من أجل شعرية الثورة، ومن خلال قراءة مستبصرة في آليات اشتغال النص الشعري على هذا النسق التاريخي يخلص الى سمات محددة في القصائد التي حافظت على نسقها الهارموني المشبع براهنها اليوم. الكاتب المغربي عبدالرحيم مؤذن كتب "الرحلة الأخيرة ل"هشام شرابي"" حيث يستند النص الى تقاطع الروائي والرحلي، حيث يستند للكاتب إلى الحكي التسجيلي الذي تداخل فيه الواقعي بالتخييلي، التاريخي بالحكائي، ومن خلال هذه الثنائيات المتفاعلة في جسد النص، برز المكون الرحلي اللاحم لهذه الثنائيات والمتحكم في آلية اشتغالها. ويختتم الكاتب عيسى بن هاشم في "حوارات اسثتنائية مع شاعر الثورة" مفدي زكريا باب كتب من خلال تعريف بكتاب يرصد مسيرة شاعرة الثورة الجزائرية المجيدة، أحد الذين أسهموا في تخليد هذه الثورة من خلال قصائدهم ومسيرتهم الإبداعية.

تعود الكلمة في باب علامات لـ"المجلة الجديدة"(1930)، لتقتبس منها مقالة "الرجعية في مصر وخطر على نهضتها" تتحدث عن زمنها، وكأنها تشير لعتبة يومنا المصيري المتغير، والذي تحاول فيه قوى الماضي المتورمة، بوسوساتها الرجعية وأشكالها الحربائية المتلونة، أن تلتقط أنفاسها لحماية مصالحها الذئبية الجشعة والفاسدة. ويحتفي باب مواجهات/ شهادات بحوارين الأول مع علاء الأسواني الكاتب المصري الشهير الذي أصبح أول كاتب مصري تترجم مقالاته الأسبوعية إلى أكثر من لغة وتنشر في أكثر من صحيفة كبرى في الغرب. ويترجم الباحث المغربي سعيد بوخليط آخر أحاديثه في الأكسبريس الفرنسية، يتناول فيه الثورة وما يدور في مصر، ولا يفوته الحديث عن روايته الجديدة: نادي السيارات. أما الحوار الثاني فللشاعر العربي المرموق سعدي يوسف في حديث المكان والشعر والثورة وعلى هامش زيارته الأخيرة في طنجة يتحلق حوله عدد من كتابها ويديرون معه حوارا عن الحياة والشعر والمكان والثورة، وهو حديث كان لابد له من التعريج على طنجة، أو بالأحرى التتويج بقصيدة عنها.

باب قص وسرد يقدم رواية الناقد والمبدع المغربي عبدالرحيم جيران "عصا البلياردو" حيث يرتحل راويه في حكايات تنفتح على بعضها البعض، وتدفعه إلى إعادة تأمل محطات في حياته خلال زياراته إلى بيت "العم حسان" الذي يمثل جزء من تاريخ المغرب منذ الاستعمار حتى الوقت الراهن. تصادم مصائر الشخصيات هنا يماثل تصادم كرات البلياردو كاشفة عن إمكانيات عاشتها وأخرى فرطت فيها. كما يحتفي باب السرد بنصوص المبدعين: سماح تمام، عمر الحويج، رمزي سليمان، جلال مصطفى، زوليخا موساوي الأخضر. أما في باب شعر فتقدم الكلمة ديوانا شعريا من سوريا للأديبة بهيجة مصري إدلبي موسوم ب"امرأة من خزف الروح" وهو ديوان شاعرة سورية، لطالما احتفت المجلة بنصوصها الشعرية. وهي مناسبة لإعادة الإنصات للقصيدة النسائية في فتوحاتها البلاغية وفي قوة خصوصيتها الإبداعية، خصوصا أمام الزخم المهم الذي تحتله هذه التجارب اليوم في المشهد الأدبي العربي. في الديوان قدرة على الإنصات لصوت الذات وهي تتشكل في المعنى. كما تنشر الكلمة قصائد للشعراء: زياد آل الشيخ، حمودان عبدالواحد، حاتم النقاطي، عبداللطيف الإدريسي، مصطفى سعيد، محمد العناز، منير الإدريسي.

بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت:

http://www.alkalimah.net

                

ملتقى الأدباء الشهري

بمكتب الرابطة بالرياض

عنوان الملتقى

( خطاب الانبهار في النقد العربي الحديث )

تقرير + صور + فيديو كامل للملتقى

في الموقع الرسمي للرابطة

http://www.adabislami.org/news/466

                

وفد بلجيكي رفيع المستوى،

برئاسة حسين شعبان،

يزور مؤسسة محمود درويش

كفر ياسيف- من سيمون عيلوطي: بحفاوة بالغة استقبلت مؤسسة محمود درويش للإبداع، في مقرها في كفر ياسيف، يوم الأحد 4-12-2011، الوفد الثقافي البلجيكي الذي حلَّّ ضيفاُ على المؤسسة، وضم نخبة من المثقفين البلجيكيين الذين مثلوا عددا من المؤسسات الثقافية والصحية البلجيكية. كان في مقدِّمة الوفد الأستاذ  خالد زيان، نائب وزيرة الثقافية البلجيكية، والسيد فيليب فانورفيك، الممثل السابق لوزيرالتعليم البلجيكي، وقد تمَّّّت الزيارة، برئاسة الأستاذ حسين شعبان السكرتيرالعام لمؤسسة (solidaris) الثقافية، الاجتماعية والطبيَّة  البلجيكية.

المديرالعام لمؤسسة محمود درويش للإبداع، الكاتب عصام خوري، أعرب في  كلمته الترحيبية بالوفد الضيف عن بالغ سروره بهذه الزيارة التي أتت في فترة مفصلية من تاريخ شعبنا وثقافتنا، لتلبي ما نحتاج إليه من تلاقي ثقافات الشعوب، وأضاف: نحن في مؤسسة محمود درويش نثمِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّن غالياً هذه المبادرة الطيبة التي قمتم بها، فجعلتنا نشعر بأننا لسنا وحدنا في ميدان تحقيق ذاتنا، وتثبيت ثقافتنا وهويتنا التي تتعرض من قبل سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بشكل مبرمج، للتهميش والطَّمس والتَّذويب. كما نرى أن التَّعاون الثقافي القائم بيننا سوف يساهم إلى حد بعيد في تعميق الحوار الحضاري والانساني بين شعبينا، لما فيه خير ومصلحة ثقافتينا الإنسانيتين.

الشاعر حسين مهنَّا، عضو مجلس إدارة مؤسسة محمود درويش، اعتبر في كلمته أن بلجيكا هي مفتاح السياحة للبلاد الأوروبية، وأردف: أنا لم أزر بلادكم، ولكنني أعرف الكثير عن جمالها وسحرها الذي هو ليس ملككم وحدكم، بل يُعبر ملكاً للانسانية أيضاَ، ولا شكّ أنّ متحف "الشوكولاطة" المشهور عندكم هو، بالضرورة، يشبهكم، ويعكس طبعكم "الشوكولاطي" الطيّّّّّّّّّّّّّب الأصيل.

بعد ذلك، قدَّّّّّّّّّّّّّّمت عضوة الوفد، الناشطة الاجتماعية ماشا فانديزكيلن، قصيدة باللغة الفرنسية مهداة إلى الشاعر محمود درويش، تمحورت حول الحلم والأمل في أن يعيش الإنسان في وطنه حراُ كريماُ، يتحرَّك بشكل طبيعي، دون أن يكون الضحية أو البطل، وأن يذهب الطالب إلى مدرسته، ويعود منها، وهو يشعر بالطمئنينة  والأمان.

ثمّ أطلعت بروفيسورة خولة أبو بكر، عضوة المجلس الإستشاري لمؤسسة محمود درويش، الوفد الضيف على أهداف المؤسسة التي تتلخَّّّص في نشر تراث محمود درويش الشعري والنثري، مؤكدة  أن المؤسسة تهدف أن تكون الراعية والحاضنة لابداعات جيل الشباب في مجال الشعر والفن عموماً، مثل النحت والرسم التشكيلي وما إلى ذلك من فنون، وأن هذا اللقاء الذي يجمع مؤسستنا في كفر ياسيف مع وفدكم الكريم، يؤكد أن التعاون الثقافي فيما بيننا سيعود على ثقافتينا بالكثير من الفائدة.

أما السيد حسين شعبان، سكرتيرعام مؤسسة (solidaris) البلجيكية، فقدَّّّّم شرحاً شاملاًَ عن عمل المؤسسات البلجيكية التي يتركّّّّّّّّّّّّّّز نشاطها في الأساس على الجوانب الاجتماعية والصحية، وذكر أن التعاون مع مؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف، جاء بعد الزيارة التي قام بها بمرافقة الكاتب عصام  خوري للشاعر سميح القاسم في بيته في الرامه، حيث حثَّّّّّّ القاسم على أن تتعاون مؤسساتنا القائمة في بلجيكا، مع مؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف، معتبراً أن الجانب الثقافي يلتقي بطبيعة الحال، مع الجانب الاجتماعي الذي تًعنى به مؤسساتكم في بلجيكا. فبعد مواكبتنا للدور الثقافي البارز الذي تقوم به هذه المؤسسة الثقافية الهامة، تقرَّّّّّّّّّّّّّر التعاون معها، وبالشكل الذي  يساعد على أن تنهض بأهدافها الثقافية النبيلة.

السيد خالد زيان، مستشار وزيرة الثقافة، أعرب عن خالص شكره لمؤسسة محمود درويش على  هذا الاستقبال وهذه الحفاوة، كما تقدَّم بجزيل الشكر إلى السيد حسين شعبان على الجهد الذي قام به، خاصة في مجال الترجمة، وأضاف: يسعدني أن أنقل إلى مؤسستكم تحية وزارة الثقافة  البلجيكية، والمؤسسات الممثَّلة ضمن هذا الوفد الذي قدم لزيارتكم في كفر ياسيف، كما أبلغكم عن قرارنا، الذي اتخذناه بالإجماع،  بالتعاون الثقافي  بيننا، كما نرجو أن يعود بالفائدة على مسيرتكم الثقافية، ويدفعها إلى الأمام. ثمّ اعرب أخيرا عن أمله بأن تتَّسع دائرة هذا التعاون لتشمل أيضا دعوة المؤسسة الى بلجيكا، وذلك من أجل اقامة مهرجان حول شاعرفلسطين  وشاعر الانسانية العظيم، محمود درويش.

وكان مسك الختام قصيدة  الشاعر محمود درويش، "لا أعرف الشخص الغريب"، قرأها عضو المجلس الثقافي في مؤسسة محمود درويش، الشاعر معين شلبية.

                

إعلان أسماء الباحثات العربيات الفائزات

بمنحة لوريال واليونيسكو لعام 2011

أعلنت مؤخرا نتيجة الدورة الثانية لمنحة لوريال واليوينسكو "من أجل المرأة والعلم" للزمالة العربية 2011، التي تديرها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. وتم تكريم الفائزات من الباحثات العربيات. يذكر أن المنحة غطت في دورتها الثانية، عدد 17 دولة عربية، بعد النجاح الكبير في إدارة الدورة الأولى عام 2010، من قبل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. وفازت بالمنحة التي تبلغ قيمة كل منها 20 ألف دولار، تسع باحثات عربيات هن: الدكتورة شاهندة محمود النجا (مصر) عن أبحاث عن تجدد الخلايا الجذعية السرطانية، الدكتورة لبنى حامد التحتموني (الأردن) بالجامعة الهاشمية عن بحوثا في بيولوجيا السرطان، الدكتورة زينة حبيقة (لبنان) بجامعة القديس يوسف ببيروت وتجري بحوثا عن الأدوية المضادة للإيدز، الدكتورة ريحانة عبد المنعم المجني (عمان) بجامعة السلطان قابوس بمسقط وتجري بحوثا عن علم وراثة الجلوكوما، الدكتورة رولا عبد السلام عبد الغني (فلسطين) بجامعة القدس بالقدس وتجري بحوثا على السرطان، الدكتورة أنسام شفيق الأفندي (سورية) بجامعة دمشق وتجري بحوثا في مجال طب أسنان الأطفال، الدكتورة هند محمد أبو شامة (السودان) بجامعة الخرطوم وتجري بحوثا على علم الوراثة المناعية، الدكتورة وسام شيخ روحو (تونس) وتعمل على أكاسيد المغناطيس، والدكتورة أنيسة حسن البيتي (اليمن) من مستشفي جامعة الملك عبد العزيز بجدة في السعودية وتبحث الأثر الصحي للحمل في حالات فقر الدم. صرح بهذا الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.

المرأة العربية قادرة على إنتاج المعرفة وصنع القرار

أضاف الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار أن الشراكة بين مؤسسة لوريال واليونيسكو والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا كانت بناءة، بغرض توفير المناخ المحفز والداعم للمرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا، من أجل المساهمة في بناء مجتمع المعرفة العربي ودعم جهود التنمية المستدامة. مشددا على أن المرأة العربية قادرة على أن تلعب دورا رئيسيا، خصوصا في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها تحديدا المجتمعات العربية جنوب البحر المتوسط. موضحا أن المرأة العربية قادرة على إنتاج المعرفة والمشاركة في عملية صنع القرار، بما لديها من طاقات خلاقة وأفكار ابتكارية. وأثبتت المرأة العربية قدرتها على المشاركة في عمليات التحديث والتطويرلا للمجتمعات العربية. ونتوقع وننتظر من المرأة العربية أن تتجاوز الحدود الإقليمية، إلى رحاب العالمية، والحصول علي جوائز معترف ومعتد بها عالميا، مثل جائزة نوبل في العلوم بفروعها المختلفة.

أشار الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن هذه المرحلة تشهد تطورا هائلا في قدرات المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا. ويعتبر هذا ما شجع العديد من شركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للاستثمار في رأس المال البشري الأنثوي للمرأة العربية، ومساعدتها على تبوأ المناصب القيادية. مضيقا أن أهمية منحة لوريال واليونيسكو التي تديرها المؤسسة، تنبع من أنها عبارة عن زمالة، تساعد على تبادل الخبرات والتجارب لبناء مجتمع المعرفة العربي، مع التركيز علي القضايا الحيوية لسد الفجوة بين الرجال والنساء. فمنحة من أجل المرأة والعلم، والمعروفة باسم منحة لوريال واليونيسكو تستهدف التعرف على الدور البارز الذي تقوم به المرأة العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتعميق أواصر التواصل والتشبيك بين النساء العربيات العاملات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتدشين عدد من مجموعات العمل لتطوير المشاريع التي تخدم المرأة العربية.

تمكين المرأة العربية في مسيرة التقدم العلمي

في سياق متصل، أبدى الدكتور طارق شوقي مدير مكتب اليونيسكو بالقاهرة سعادته بعدد المشاركات هذا العام، خاصة في ظل ظروف الربيع العربي التي تجتاح عددا من الدول العربية، إصرار إمرأة العلوم والتكنولوجيا العربية على المشاركة في جهود التنمية المستدامة. وأكد ألكسندر بوبف مدير لوريال في أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية أهمية هذه الشراكة، التي تعتبر فريدة من نوعها، لتشجيع مشاركة المرأة العربية في البحوث العلمية. مشددا على أهمية تمكين المرأة في مسيرة التقدم العلمي. وأوضحت الدكتورة غادة محمد عامر، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن لجنة التحكيم ترأسها الدكتور نبيل صالح، وعضوية الدكاترة فاطمة الجوهري، فوزية محمد الرويح، حمدي عبد العزيز مرسي، حنان عيسى ملكاوي، جميلة أم فارسي، ماري عبود، نجوى خليفة، وشادية راغب توفيق. وراعت اللجنة معايير الجودة في الأبحاث العلمية المقدمة. مشددة على أن كل باحثة استحقت الجائزة والتكريم لما بذلته من جهود حثيثة وقدمته من أفكار خلاقة، تؤكد قدرة وإرادة المرأة العربية على النجاح وتخطي التحديات، بما يؤكد أن المرأة قادرة لأن تكون "قدوة" للنساء ونموذج يحتذى به في المجتمعات العربية.