شرف الزمان وقداسة المكان يتجليان في ختام أمسيات العام الهجري 1435
شرف الزمان وقداسة المكان يتجليان
في ختام أمسيات العام الهجري 1435
صالح أحمد البوريني/عمان
ودعت رابطة الأدب الإسلامي العالمية ـ فرع الأردن ـ هذا العام الهجري المبارك ، بفعالية شعرية تحت عنوان (في ظلال معاني الحج وعيد الأضحى المبارك)، وذلك يوم السبت 18 تشرين أول 2014 م الموافق للثالث والعشرين من ذي الحجة 1435 هـ في مقر الرابطة في عمان.
وشارك في الأمسية الشعرية خمسة من شعراء الرابطة بمجموعة من القصائد التي استحضرت بعض مشاهد الحج والشعائر المقدسة وعرضت صورا من تفاعل قلوب المسلمين مع مناسبة العيد المبارك.
وشهد الأمسية جمع من أعضاء الرابطة والمهتمين بالأدب الإسلامي، ورحب صالح البوريني ـ الذي أدار الأمسية ـ بالحضور وأثنى على الهيئة الإدارية الحالية للرابطة برئاسة الدكتور كمال مقابلة، أستاذ اللغة العربية ومدير مركز اللغات بجامعة آل البيت، بما تبذله من جهود متواصلة للمضي بمسيرة الرابطة إلى الأمام، وما تعنى به من متابعة مستمرة وتغطية فعالة للمناسبات الإسلامية والتاريخية والوطنية.
وإضافة إلى ما ظهر في نصوص الفعالية؛ من تعظيم المناسبة وإجلال المشهد وجمال ما تجلت فيه من تفاصيل؛ كشفت عن روحانيات وأشواق تحركت بها القلوب وتعلقت بها النفوس؛ فقد تجلى في أشعار الأمسية ذلك البعد العقيدي التاريخي، الذي يعكس متانة الصلة وقوة العلاقة بين الديار المقدسة في مكة والمدينة وبين فلسطين وبيت المقدس وغزة عامة، وبين المسجد الحرام والمسجد الأقصى على وجه الخصوص.
وجاء تصوير القصائد للعيد في إطار نظرة شمولية؛ تمزج بين فرح المؤمنين بالطاعة، ونفحات الرحمة في رحاب البيت الحرام والمشاعر المقدسة؛ وبين حزن القلوب على واقع الأمة الذي تنزف فيه جراحها، وتتفاقم أزماتها حتى يحار فيها ذوو الألباب .
كان أول المتحدثين الدكتور الشاعر سليم ارزيقات الذي قدم أربع لوحات شعرية غير عمودية : (تأملات بجوار الكعبة) ، (ابتهال في عرفات الله) ، (نور من حراء) و (خواطر مع رمي الجمار) ، وكان مما قال :
فإلام تحتبس الجياد الجامحات
إلى مديد الأفق في الزمن المكبل
بالقيود السندسية
يا خيل يا سلط القنا
يا راية الفتح العلية
تاقت نفوس المؤمنين للانعتاق
بلا كوابح في فجاج الأرض
تنشر خاتم الأديان للإنسان
في عصر الهوى والبربرية.
أما الشاعر خالد فوزي عبده فقرأ قصيدتين؛ دالية بعنوان (أيها العيد) ومنها قوله :
قدمت وأنت القديـم الجديـد فأنت ابن هذا الزمان الأبيد
وأعجب بشيخ مضى عمره وعاد إلينا بعمر الوليـــــــد
ومن (همسة في أذن العيد) يقول :
أيها العيد هل قدمت مشوقا أم ترى جئتنا ملالا وضيقــا
حين أنكرت ما تشاهد فينا من حبور فلم تشــأ تصديقــا
هل تراءت لك الأسارير تبدي من مجالي سرورها تلفيقــــا
أم تخيلت كل مظهـر بشـــر كان من أنس أمسنا مسروقـا
أما الشاعر علي فهيم الكيلاني فقرأ من ديوانه الأخير (ارجع البصر) قصيدة خاطب فيها زوجته التي سافرت للعمرة ومنها :
لممت بالبيــــــت أركانا وأكنافا وخافقي حيثما طوفتـــم طافا
ما انفك في شوقه يمتاح طيفكما كم شفه الوجد إيمانا وإشرافا
وحسبه أن في الأكناف سيــــده يثوي بيثرب أنوارا وألطافــا
إن زرته سلمي وادعي لنا سحرا بأن نلم معا بالبيت أضيافــــا
ومن قصيدة (العيد) يقول :
عيد وأي عيـــد ونحن في القيود
ونحن في نكال بالقتل والتشريـد
أفرحة الأحــرار كفرحـة العبيــــد
عيد العبيد خنوع والحر عيـد العيد
الشاعر محمود إبراهيم قرأ من ديوانه (أهازيج العمر) قصيدة (يا عيد) ومنها :
العيد جاء وصـوت الحــب ناداني إيقاعه العــذب موسيقـى لفنـــان
إني أرى القدس تشكو من مواجعها وغدر صهيون أشقاني وأضناني
العيد نهر مـن الفردوس منبعــــــه يقول للناس أدعوكم لشطأنــــــي
العيد فيه حجيــج الله قــد هتفــــــوا لبيك يا رب من شيب وشبــــان
أما الشاعر فايز عليان فكان آخر المنشدين في هذه الأمسية وقرأ قصيدة بعنوان (العيد يرحب بغزة) كان منها :
لغزة يفرح العيــد فتنطلق الزعاريد
يقبل أرضها نصر ويحميها الأجاويد
يطوق شعبها فخر وتبجيل وتمجيـــد
فراية عزها خفقت ويرفعها الصناديد