برنامج ( واحة الثقافة ) يتسع لأدب الطفل
برنامج ( واحة الثقافة ) يتسع لأدب الطفل
طه الهباهبه ومحمد جمال عمرو على أثير إذاعة عمان
من صالح أحمد البوريني/عمان
عضو رابطة الأدب الإسلامي
أخبرني الأستاذ طـه الهباهبه الذي يعد ويقدم برنامج ( واحة الثقافة ) في الإذاعة الأردنية عن عزمه على التوقف عن برنامجه المذكور بعد أن أعد منه قرابة الخمسين حلقة ، ونظرا لقناعتي بقيمة هذا البرنامج وأمثاله من البرامج التراثية والثقافية ؛ فقد حاولت ثنيه عن عزمه هذا ، وطالبته بمواصلة العمل في هذا البرنامج ؛ ولو تطلب ذلك مزيدا من التضحية بالوقت والجهد ، وذلك لأن هذه البرامج الثقافية الملتزمة تسد ثغرة في إعلامنا العربي والإسلامي في هذه الأيام ، ولأن الأستاذ طه الهباهبه صاحب خبرة عملية طويلة في مجال الإعلام الثقافي ؛ والتراثي منه على وجه الخصوص ، وهو من الذين أسهموا ـ إعلاميا ـ في خدمة الأدب التراثي في الأردن ـ وبخاصة الشعبي منه ـ فضلا عما قدمه في هذا المجال من مؤلفات و دراسات أدبية مقارنة ، وأعمال إبداعية ليس آخرها مجموعته القصصية ( الحوت ) .
وقد استمعت لحلقة مساء الإثنين 28/11/2005م من ( واحة الثقافة ) إذ اصطحبنا الأستاذ الهباهبه في رحلة شائقة مع أدب الطفل ، وكان اختياره موفقا إذ استضاف واحدا من نجوم هذا المضمار ؛ هو الأخ الصديـق محمد جمال عمرو ؛ مدير تحرير مجلة ( براعم عمان ) التي تصدر عن أمانة عمان ، وعضو مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية .
وعلى الرغم من قصر وقت البرنامج الذي لا يتجاوز نصف ساعة ، وانقضاء دقائقه المتلاحقة بسرعة ؛ إلا أن تلك الحلقة استوعبت عددا من القضايا المهمة التي أثارها الصديق الأستاذ طه الهباهبه ، وغطاها ضيف حلقته الكريم تغطية وافية ؛ بمـا يسمح به وقت البرنامج ؛ مثل واقع أدب الطفل في الأردن والوطن العربي ، وشـروط الكتابة للطفل ؛ والتي من أهمها معرفة شخصية الطفل وحاجاته الحقيقية ، والإلمــام بوسائط وقاموس أدب الطفل الذي يعين على صياغة خطاب إبداعي يرتقي بعقلية الطفل ويشبع عواطفه ، ويستجيب لميـوله ورغباته وحاجاته الطبيعية ، والانفتاح على تجارب الأمم الأخرى في هذا المجال ومحاولة الإفادة منها ، والاهتمام بنقلها إلى أدبنا مع مراعاة الشروط التي تحافظ على أصالتنا وهويتنا وخصوصيتنا الثقافية ، ولم يفت مقدم البرنامج أن يفتح باب الإضاءة على مجلة براعم عمان التي يدير تحريرها الأستاذ عمرو ؛ والذي أشاد بدور أمانة عمان في رعاية مسيرتها ودعم ميزانيتها .
وقد أظهر الأستاذ عمرو حسا عاليا بالمسؤولية ؛ إذ دعا زملاءه الكتاب والرسامين والمبدعين جميعا في مجال أدب الأطفال ؛ إلى طرح المصلحة الشخصية والخلافات الجانبية بعيدا ؛ من أجل القيام بالواجب ، وخدمة أمتنا العربية والإسلامية ورسالتها العالمية ، وتقديم الأفضل في مجال أدب الطفل .
استمتع المستمعون الكبار بما قرأه الأستاذ عمرو ؛ من شعر رقيق وجميل موجه بعناية الخبير المتخصص إلى الأطفال ؛ بينما كان الصغار ساعتها يغطون في نوم عميق لأن وقت البرنامج يمتد من الحادية عشرة والنصف إلى منتصف الليل تقريبا .
وقد أحسـن السيد محمد جمـال عمرو إذ وجه الأنظــار إلى أهمية وسائــل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ، ولاسيمـا المواقع المتميزة على شبكة الإنترنت ، وأضم صوتي إليـه ـ مشيرا إلى موقـع رابطـة أدبـاء الشـام والموقـع المتميـز لمجلـة ( فتيـــان ) الذين يشرف عليهما الأستـاذ الأديـب عبـدالله الطنطـاوي حفظه الله ، وسواهما من المواقع العربية والإسلامية المتميزة ـ ، متمنيا على كل وسائل الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي ؛ أن تفسح المجال لمزيد من البرامـج الثقافيـة التي تعالج قضايانا ، وتنفتح على همومنا وتخدم التنمية الثقافية ، وترفد مسيرتها بمزيـد من الإبداع والعطاء ، والاهتمام بدعم الوعي الثقافـي عن طريق ضخ المواد الثقافيـة القيمة ، واستضافة أعلام الإبداع والفكر والثقافة في مجالاتها المتنوعة .
يذكر أن للأستاذ محمد جمال عمرو إسهاما متميزا في أدب الأطفال بشكل عام ، يتمثل في كم غزير من المؤلفات والدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والحكايات المسلسلة والقصص الشعرية ، والأفلام الكرتونية والأناشيد والبرامج الحاسوبية الموجهة للأطفال ، وكثير من ذلك مسجل على أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة ، بالإضافة إلى خبرة في إعداد السيناريوهات والأغنيات المناسبة للأعمال الفنية لشركات الإنتاج الفني المتخصصة في تقديم أدب الأطفال ، والتي عَرَضت العديد من الأعمال التي أعدها ، أو ساهم فيها ، الأستاذ عمرو على شاشات العديد من محطات التلفزة العربية .