الرابطة الأدبية تحتفل ببشائر الانتصار
الرابطة الأدبية تحتفل ببشائر الانتصار
د. كمال أحمد غنيم
وتسنيم المحروق
عقدت الرابطة الأدبية في فلسطين تحت رعاية مركز العلم والثقافة أمسية شعرية بعنوان "بشائر الانتصار" على شرف الاندحار الصهيوني من قطاعنا الحبيب ، وذلك في الخامسة من مساء يوم الأحد الموافق 25/9/2005م في صالة أبو صرّار بالنصيرات، وقد شارك في الأمسية مجموعة من شعراء وشاعرات الرابطة بلغ عددهم ثلاثةَ عشر شاعراً وشاعرة وسط جمهور كبير من المثقفين والمهتمين أساتذة المدارس والجامعات والشخصيات المهمة.
وابتدأت الأمسية في تمام الساعة الخامسة عصراً بآيات من القرآن الكريم، تلتها كلمة مركز العلم والثقافة تحدث فيها الأستاذ يوسف فرحات عن فرحة الانتصار، مؤكدا على طريقة الرابطة الأدبية الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، وأشار إلى جهد الرابطة الأدبية على طول المدى في الاهتمام بالطاقات الإبداعية عبر أكثر من وسيلة، وشكر من جهته شركة القدس للكيماويات (روزان) التي أسهمت بدعم أمسية "بشائر الانتصار" الشعرية ماليا.
و ألقى رئيس الرابطة الأدبية في فلسطين الدكتور كمال غنيم كلمة الرابطة التي تناول فيها تاريخ نشأتها منذ عام 1990، مبرزا أهدافها ووسائلها وفق بيانها التأسيسي، بالإضافة إلى إنجازاتها ومراحل تطورها، وأشار إلى المجموعات الشعرية التي نشرتها كأعمال أولى لأصحابها قدمتهم من خلالها إلى المجتمع ، وتحدث عن الآليات والفعاليات التي قامت الرابطة بها من أجل النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني، وعدم اكتفائها بكونها رابطة تجمع الأدباء، وأكد على تبنيها الحقيقي لجهود المبدعين الجدد وتواصلها معهم، وأثنى على جهود مركز العلم والثقافة في خدمة الرابطة وتبنيها وشكر الشعراء المشاركين في الأمسية واللجنة التحضيرية التي أعدت لها.
وافتتح الشاعر د.كمال أحمد غنيم الأمسية الشعرية بقصيدته "صباح الخير يا أحلام" التي آثر من خلالها أن يتحدث عن فئة من صنّاع الانتصار، هي فئة الأسرى الذين ما زالوا ينتظرون لحظة التحرير الكامل للأرض والإنسان، واختار أن يتحدث فيها عن الأسيرة أحلام التميمي التي شاركت في عملية الاستشهادي عز الدين المصري وكل أسيرات فلسطين، وحيّا الدكتور في قصيدته الأسيرة وتحدث عن بطولتها وبطولات نساء فلسطين عامة واقتدائهن بالصحابيات في المشاركة العملية في النضال والقتال من أجل التحرير.
ثم ألقى الشاعر خضر أبو جحجوح قصيدة مطوّلة تحدث فيها عن بواعث النصر، وآلام الرحلة، ووجع البلاد المحتلة التي ما زالت تنتظر، والأمل الكبير باكتمال النصر ومواصلة المسيرة.
ثم ألقى الشاعر علي كمال أبو عون قصيدته التي عبر فيها عن فرحة الأرض والشعب، والحرص على الاستعداد المستمر واليقظة في مواجهة التحديات القادمة.
ثم جاء بعد ذلك الشاعر يوسف العطار ليؤكد في قصيدته على الإنجاز الكبير الذي حققه الشعب، والتأكيد على عدالة القضية باستمرارها في درب التحرير.
أما الشاعرةُ "آلاء عصام عبد ربه" فقد اختارت في قصيدتها"سؤال" أن تحاور القدس الأسيرة، وأن تذكرها بالماضي المعبّأ بالنضال وبالجراح، والواعد بالنصر الكامل.
وحملت قصيدة "تباشير الصباح" للشاعرة إسلام عبد الرحمن يونس في طياتها الفرحة والابتهاج ببداية أولى خطوات النصر، وراحت تبشر المدن الباقية بالتحرير القريب وأن تحرير غزة ما هو إلا بدايات الفجر الذي سيشرق حقيقة يوم عودة القدس.
واختارت شقيقتها الشاعرة إيمان عبد الرحمن يونس أن توجه رسالة إلى اليهود من خلال قصيدتها "رسالة ثائر إلى بني صهيون"، وجعلتها تنبض بأحاسيس المظلومين وانتشائهم على الرغم من قلة الإمكانات بانتصار معنوي ومادي، يحثهم على المواصلة.
أما الشاعرة تسنيم أحمد المحروق فقد نحت منحىً آخر في قصيدتها "موعدنا هناك" التي تحدثت فيها عن فرحة الانتصار الممزوجة بدمعة الحزن لأجل البحر والسماء اللذين لا يزالا مكبلين و لباقي تراب فلسطين المغتصب وتستعد للموعد الأكبر في باقي الأرض التي بدأ المشوار إلى تحريرها بغزة.
بينما كانت عبارة "اخلعي ثوب الحداد" عنوان قصيدة الشاعرة عائشة عبد الرحمن يونس التي عزفت فيها على وتر البهجة والسرور والاحتفاء بالنصر وعرجت على الآلام والتضحيات التي خاضها شعبنا في سبيل رؤية هذا اليوم، ووعدت القدس بالقدوم المظفّر.
أما الشاعرة فاطمة فؤاد زريد فقد وجهت نداءها للأمة الإسلامية في قصيدتها "النور لاح" وحثتهم للنهوض بعدما تحققت نتيجة الجهاد وهلّت أولى بشائر النصر وأكّدت على أن الأبطال الذين صنعوا النصر الأول قادرين على إكماله للنهاية دون أن يحول بينهم وبينه حائل.
واختارت الشاعرة فداء عوني نويجع في قصيدة "البعد جفاء" أن تطرق بابا جديدا من أبواب تداعيات فرحة الانتصار، حيث توقفت عند من تركوا الوطن باختيارهم مهاجرين من أجل لقمة العيش أو غيرها من الأسباب، مبينة أن الصمود رغم الجوع والفقر مثمر لوطن يستحق الفداء.
واختتمت الشاعرة ميساء عوني نويجع سلسلة الشعراء بقصيدتها "ماذا أقول" التي جاءت على لسان أم الشهيد التي لا تستطيع إخفاء لوعتها وحزنها لفقد ابنها مع علمها بأنه منعّم في جنان الخلد. في لمسة وفاء لأولئك الذين ضحوا بدائهم ليحرروا الوطن، وأولئك المرابطين الصامدين أهالي الشهداء والجرحى الذين تعالوا على آلامهم.
هذا وقد تخلل الأمسية مقاطع من النشيد الإسلامي لفرقة البشائر الفنية، وسارت فقرات الأمسية وسط تفاعل وابتهاج وإعجاب بالقصائد التي ألقيت، حيث أبدى الجمهور إعجابه ورضاه عن الأمسية وفقراتها، وأعرب بعضهم عن أمله بتكرار هذه الأمسيات والتشجيع عليها.
وفي تفاعل فريد من الجمهور أرسل شاعر معاق هو الشاعر جهاد درويش قصيدة جميلة ألقاها نيابة عنه الدكتور كمال غنيم، كما أبت شاعرة من الحضور هي أم منتصر إسماعيل إلا أن تشارك بقصيدة قصيرة كانت قد كتبتها لفرحة الانتصار.
وقد اختتمت الأمسية في تمام الساعة السابعة مساءً بتوزيع شهادات الشكر والتقدير للشعراء والشاعرات قدمها رئيس الرابطة الأدبية الدكتور كمال غنيم، ورئيس مركز العلم والثقافة يوسف فرحات، والدكتور عبد الرحمن الجمل، والشاعر خضر أبو جحجوح.