برقيات وتغطيات
تغطية إعلامية
إعداد هيام ضمرة
من نوادر الشعراء ومفاكهاتهم....
هو عنوان الأمسية الأدبية التي قدمها الدكتور الطبيب والشاعر عبد الجبار ديه من على منبر رابطة الأدب الاسلامي العالمية في عرجان مساء يوم السبت الموافق 8/8/2015م وتميزت الأمسية بأنها ضرب من التنوع الأدبي الذي يكسر رتم العادة السائدة والخروج عن نمطية الأمسيات الشعرية المعتادة والمحاضرات التقليدية الجافة، من خلال عدة أشكال فنية من فنيات الاتصال والتواصل استخدمها المحاضر الشاعر، كأن اختار المحاضر مادة أدبية فيها نوعاً من الطرافة والفكاهة لاحداث الحالة التشويقية من جهة، وعرض مادة تمنح الضحك والابتسام تزيح عن النفس همومها وجمودها من جهة أخرى، مستخدماً طريقة تشويقية في إلقاء الشعر غناءاً وهو أسلوب تقبلته ذائقة المتلقي بجمال ورحابة صدر، حيث أبرز المحاضر جمالية الشعر من خلال هذا الأسلوب الغنائي المستحب، وقربه من فهم وذائقة المتلقي فكان رد الفعل ايجابياً متجاوباً ممزوجاً بالتشويق الذي أبقى المتلقي ضمن دائرة المتابعة ذهنياً وفنياً
فأورد الشاعر ديه عرضا لأهمية الشعر عند العرب حتى جعلوه ديوانهم وسجل حياتهم والمعبر عن احتياجاتهم المتجددة، كذكر الأمجاد وارهاب العدو وتحفيز المقاتلين والمجاهدين، والمسامرة به، واستعراض مكارم الحكام، وتهذيب النفوس، واستعراض اللغة وجزالة الكلام، ودورة في حضارة الأمة ثقافياً، قبل أن يستعرض المحاضر قصصاً في فكاهات الشعر والشعراء عارضاً نماذج لشعر سكب بطريقة طريفة يعود أغلبه للعصر الأموي والعباسي مستعرضاً أهمية مادة الاضحاك تاريخياً وعلمياً وتأثيرها الايجابي على الإنسان صحياً ونفسياً
وأكثر من تركزت عليه نوادر الشعر أبو العتاهية وأبي نواس وأبي دلامة حيث امتاز عصرهم بالاهتمام بالفكاهة لجلو الروح وإزاحة الهموم ورفع الملل وتجديد الهمة، في وقت اهتم فيه الحكام بدور الضحاك أي المهرج لما له من إزجاء للحالة النفسية
وأختار هنا مثالاً مما عرضه المحاضر في أمسيته... تزوجت عباسة أخت الرشيد ثلاثة
رجال على تتابع ماتوا عنها وورثتهم فخطبها الرابع عيسى بن جعفر فقال أبو نواس
أعباس أنتِ الدعاف الذي= يضلّ لديه رُقي النافثِ
قتلتِ عظيمين من هاشم= وأنتِ على طلب الثالثِ
فمن ذا الذي غمّه ماله= يُعرّض بالمال للوارث
فأحجم عيسى عن الزواج بها ولم يطلبها للزواج أحد حتى ماتت.. فقال أبو نواس
ألا قل لأمين الله= وابن القادة الساسة
إذا م ناكث سرك= أن تفقده راسه
فلا تقتله بالسيف= وزوجه بعباسه
أدارت الأمسية عضو الهيئة الإدارية للرابطة الأديبة السيدة هيام ضمرة مرحبة بفارس الأمسية والحضور ثم مقدمة سيرة طيبة للمحاضر الشاعر عبد الجبار دية حيث تخرج طبيبا من بريطانيا بمستوى متفوق وحصل على جنسيتها، كما حصل على الزمالة البريطانية في الأمراض الباطنية، وعلى زمالة جمعية أطباء الصدر الأمريكية، عشق اللغة العربية فسمى نفسه عاشق العربية، ولهذا كان عضواً مؤسساً في جمعية تعريب التعليم الطبي الصادرة عن نقابة الأطباء الأردنية وعضو مؤسس في جمعية العلوم الطبية الاسلامية الصادرة أيضاً عن نقابة الأطباء، وواصل انكبابه على البحوث والدراسات في فلسفة الأداب الطبية والفقة الطبي الاسلامي وأجيز بذلك من الجامعة البريطانية في لندن
ويواصل الدكتور ديه نشاطه الثقافي في وطنه الأردن في أعقاب عودته من دولة الاغتراب في المملكة العربية السعودية منذ عام تقريباً، وله من المؤلفات.. كتاب أخلاق وسلوك- كتاب أطباء حكماء- كتاب أطباء أدباء
كما له من الدواوين.. ديوان صهيل وأغاريد- وديوان الحق المقاوم
لاقت المحاضرة تجاوباً هائلاً من الحضور فأمطروا المحاضر بالأسئلة والمداخلات التي أثرت المحاضرة بكثير من المعلومات وعبروا من خلالها عن اعجابهم بأسلوب تقديم المحاضر واستخدامه فنيات التشويق من عرض للمادة وإلقاء الشعر بشكل مغنى وصوت رخيم..
***************************
**********************
أمسية للطيور المهاجرة في رابطة الأدب الاسلامي.
أقام مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الاسلامي العالمية مساء السبت الموافق 1/8/2015 م أمسية أدبية لاثنين من أعضائه المغتربين، مزجت فيها ما بين الشعر والقصة.
وقد تناوب على المنصة كل من الشاعر الدكتور حسام العفوري، وهو مقيم في المملكة العربية السعودية، وقرأ بعضاً من أشعاره التي راقت للحضور، ومنها:
تراتيل
أشاقكَ نصلٌ ملحبيبِ مُبهْرَجُ
تَوجُّعُ ليلٍ في الفلاةِ مُضرجُ
مراوغةٌ تحيي الليالي ومكرُها
يُعمّقُ آلاماً بقلبٍ يُؤَجَجُ
تسامى ثراها بانغماسِ ملذةٍ
تصارعُ دنياها وقفرٌ مُفلَّجُ
أكاذبةٌ تروي الدواجي بوجهها
وتُوقِدُ زَهْرَ الأقحوانِ وترهجُ
أكاذبةٌ تزجي الجمالَ بصوتها
وينأى سناءُ الحقِّ عنها ويَعْرُجُ
أما القاصة جلنار زين، وهي مقيمة في سلطنة عمان، فقد قرأت بعضا من نصوصها القصيرة جدا، والتي أظهرت تأثر الكاتبة بجو الحزن السائد على حال الأمة، لكن ذلك لم يمنعها من قراءة بعض النصوص الساخرة، التي تصف العلاقات الشائكة في المجتمع، ونورد منها:
انسانية:
القائد الذي أعطى الامر، كان أصم واعمى،
الجندي الذي اطلق النار كانت ملامح وجهه باهتة،
وحدها القذيفة التي قطّعت اوصال الطفل، انفجرت حزناً وكمداً.
تورية:
لطالما أخبرني أن حبه لي عقدة قوية لا تنفك.. وأنني مربوطة إلى قلبه بحبل غليظ يمنع انفصال نبضينا...
لكن يبدو أنه نسي إخباري قبل سقوطي اﻷخير... أن الحبل طويل.. جدا...!
ثم دار نقاش في نهاية الأمسية والتي أدارها باقتدار الأستاذ الشاعر المخضرم عبد الله شبيب، حول القصة القصيرة جداً وتعريفها وشروطها والتحديات التي تواجهها أثاره الناقد الدكتور عبد الله الخطيب.
وفي الختام أهدت القاصة جلنار مجموعتها " صانع الظلال" للحضور.
وسوم: العدد 628