مدرسة القدس الثانوية تفوز بجائزة مجمع اللغة العربية المثالي
خلال فعاليات أسبوع اللغة العربية الذي ينظمه مجمع اللغة العربية الفلسطيني بغزة:
مدرسة القدس الثانوية تفوز بجائزة مجمع اللغة العربية المثالي
المجمع المدرسي – قسم الإعلام:
على مسرح مدرسة القدس الثانوية ببنات برفح احتفل مجمع اللغة العربية الفلسطيني المدرسي في غزة بيوم اللغة العربية العالمي يوم الخميس 17ديسمبر 2015م ، وذلك بحضور د. أنور البرعاوي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد، وأ.د. يوسف موسى رزقة رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني، وأ.د. كمال أحمد غنيم رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني المدرسي، وأ. أشرف عابدين مدير التربية والتعليم برفح، وحشد كبير من قيادات المجتمع وطلبة العلم.
وأشار البرعاوي في كلمته إلى أن الوزارة أطلقت مشروعاً للكتابة والقراءة لجميع الطلبة في المراحل المختلفة بهدف الوصول لمجتمع خالٍ من أمية القراءة والكتابة. ودعا البرعاوي معلمي اللغة العربية أن يكونوا حماة اللغة الفصيحة في مدارسهم وأن يدافعوا عنها، ويتحدثوا بها أمام طلبتهم، فالنهوض باللغة يؤدي للنهوض بالأمة واللغة تهبط إذا هبطت الأمة ولم تجد من يذود عنها، ولا ينبغي لنا أن نقف موقف المتفرج ونحن نراها تبتعد عن حياتنا وعلومنا ومدارسنا فهي أصل كل إبداع وكلام أهل الجنة، وحية في حياتنا وقلوبنا، ولها من الجمال والموسيقى والروعة ما جعل الأدباء والشعراء يتغنون بألفاظها، وهنأ البرعاوي مدرسة القدس الثانوية للبنات على فوزها بالمدرسة المثالية لعام 2015 م في مسابقة المجمع المدرسي، وشكر مدير التعليم أشرف عابدين على جهوده في متابعة المجمع في مديرية رفح ومديرة مدرسة القدس نجوى النجار.
وأكد أ.د. يوسف رزقة أن علوم الحضارة وتاريخ الأمم يثبتان أنه ثمة علاقة جدلية بين اللغة من ناحية، وحالة أصحابها نصرا وهزيمة من ناحية أخرى. وأنه ثمة إجماع تاريخي متعاقب أن اللغة العربية كانت لغة أولى في العالم حين كانت المتحدثون بها من عرب ومسلمين سادة العالم. وأكد رزقة أن اللغة قضية وطن، كما القدس قضية وطن، وأنه كما نسعى لتحرير القدس، علينا أن نعمل على تحرير اللغة، من الاستعمار، ومن الهزيمة، ومن العمالة للغات الأخرى، وهذا يبدأ بقرار سياسي سيادي يأمر الجامعات بتدريس العلوم بالعربية، مع وجوب إجادة المتعلم للغة أجنبية إجادة ممتازة. وبين أن هذه المفاهيم واحدة من رسالة مجمع اللغة العربية بغزة، ورسالة المجمع المدرسي المنبثق عنه، والذي حمل لواء العناية بالعربية في المدارس بدءا من مرحلة التعليم الأساسي، وبرعاية كريمة من وزارة التربية والتعليم بغزة.
وأكد أ.د. كمال غنيم في كلمته على أن تمكين اللغة العربية في حياتنا اليومية بكافة ميادينها هو هدف المجمع، وربط بين ذلك الهدف ومنظومة قيم عليا آمن المجمع بها وسعى إلى تحقيقها. وبين غنيم أنه اليوم في عيد ميلاد مجمع اللغة العربي المدرسي، وفي يوم اللغة العربية العالمي، وفي ختام أسبوع اللغة العربية؛ يكرّم ومجمعه مدرسة القدس الثانوية للبنات، ومديرية التربية والتعليم برفح لفوزهم بجائزة (مجمع اللغة العربية المدرسي المثالي لعام 2015)، وأعلن عن الشروع في (جائزة مجمع اللغة العربية المدرسي المثالي لعام 2016)، وعن سلسلة الفعاليات التي تضمنتها خطة المجمع المدرسي، ومن بينها مسابقتي الشعر والمسرح للاحتفال بهما في الفصل الثاني ضمن أسبوع الشعر والمسرح في مارس 2016. ودعا غنيم إلى إفساح المجال للتنافس الإبداعي في خدمة اللغة العربية والنهوض بها كأداة من أدوات نهوض الأمة الحضاري. وشكر غنيم في ختام كلمته مدير التربية والتعليم في رفح: أ. أشرف عابدين، ومديرة مدرسة القدس الثانوية للبنات: أ. نجوى عبد الله النجار ومعلمات اللغة العربية وطالبات المجمع المدرسي في مدرسة القدس.
وتحدث أ.د. جهاد العرجا في كلمة مجمع اللغة العربية الفلسطيني عن ارتباط اللغة العربية بالعقيدة، حيث تؤكد كل الحقائق التاريخية أنها ما نشأت إلا خدمة للنص القرآني، وحفظا له من اللحن، مما جعلها مرتبطة بوعد الله أن يحفظها من خلال حفظه للقرآن الكريم. وبين العرجا دور اللغة العربية في التعبير عن حاجات الإنسان العاطفية والعلمية، حيث تميزت العربية بنقل ثمار العلوم وابتكارات العلماء وأخبار القرون والأمم التي خلت. وبين مظاهر سعة اللغة العربية قياسا إلى اللغات الأخرى، من خلال ما نقله عن الخليل بن أحمد أن عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل بلغ اثني عشر مليون وثلاثمائة وخمسة آلاف وأربعمائة واثني عشر بناء (12305412)، وأن المستعمل منها بلغ خمسة ملايين وتسعة وتسعين ألفاً وأربعمائة لفظ، بينما تحتوي الفرنسية على خمسة وعشرين ألف كلمة والإنجليزية مائة ألف كلمة.
ومن جهته أكد مدير التربية والتعليم أشرف عابدين أن هذا المهرجان يأتي في الذكرى الرابعة لإعلان الأمم المتحدة اليوم العالمي للغة العربية والاعتراف بها لغة عالمية، وهذا على الرغم من أنه جاء متأخر جداً إلا أنه إيجابي، ولكن لغتنا العربية لا تحتاج لأحد أن يشهد لها، فهي أم اللغات، وزهرة التاريخ، والينبوع الذي ترتوي منه العقول، والسراج الوهاج الذي يضيء المجتمعات، وهي اللغة الوحيدة التي دامت لأكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان، بينما انقرضت كل اللغات القديمة إلا هي. وأكد عابدين على حرص مديرية رفح من اليوم الأول لانطلاق مجمع اللغة العربية الفلسطيني المدرسي على الاهتمام بهذا المجمع وتقديم كل الإمكانات المتاحة له والتسهيلات اللازمة للمعلمين رؤساء المجامع في مدارسهم، وذلك لإنجاح الفكرة بكل ما يساهم في الحفاظ على لغتنا الجميلة.
وألقت أ. نجوى النجار مديرة مدرسة القدس الثانوية للبنات الفائزة بجائزة مجمع اللغة العربية المدرسي للعام 2015 كلمة شكرت فيها الوزارة والمجمع على ذلك التكريم، وبينت خلالها أهمية اللغة العربية وإعادتها إلى رحاب المجتمع حية قوية، وربطت بين المروءة وإتقان اللغة، واستعرضت أهم الفعاليات التي تميزت بها مدرستها، مؤكدة على استمرارها ومعلماتها في الحرص على تمكين اللغة العربية وتعزيزها.
وتخلل المهرجان فقرات فنية مميزة قدمتها طالبات مدارس رفح، من ضمنها النشيد والشعر والمسرح والخطابة، وعبرت مسرحية "ملكة اللغات" عن تواصل أجيال المبدعين منذ العصور الأولى في حفظ اللغة العربية، حيث شخصّت المسرحية الشعراء القدامى: امرؤ القيس وعنترة وزهير بن أبي سلمى والشعراء المحدثين حافظ وشوقي، في ترابط درامي حاول أن يشير إلى التحديات التي تواجهها العربية في زماننا.
وتميزت فقرة المناظرة الشعرية بنفس شعري خصب وتنافس واضح. كما أدت مجموعة من الطالبات نشيد موطني، وقدم طفلان مميزان قصيدة صفير البلبل وخطبة عن العلم.
وفي نهاية المهرجان كرّم وكيل الوزارة ورئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني ورئيس المجمع المدرسي مدير التعليم على جهوده في دعم المجمع ومديرة المدرسة ومعلماتها وطالبات المجمع المدرسي، وتم الإعلان عن فتح الأبواب للتقدم في نهاية العام الدراسي لجائزة المجمع المدرسي المثالي للعام 2016. وتم افتتاح معرض اللغة العربية الذي أقامته مدرسة القدس الثانوية، واشتمل على لوحات فنية ووسائل تعليمية لغوية وعرض مرئي.
وسوم: العدد 647