الدكتور حسان ياسين نجار حفظه الله
وقع في يدي كتاب عنوانه ( ذكريات وخواطر ) راقني العنوان لأني أكتب خواطر منذ سنوات
وأنا فيها مقلد للإمام ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر
مؤلف الكتاب الدكتور حسان نجار ابن حلب ابن مدينة الباب شرب من لبنها واستنشق هواءها وأكل من ضانها
يعتبر الرجل من مفاخر مدينة الباب لأنه قضى أيام طفولته فيها ودرس فيها .
درس الطب في استابول وتخرج منها ، وأراد التخصص وشجعه على ذلك الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله
لما عرف أستاذنا السباعي ضيق يد دكتورنا العلامة الرحالة الذي زار دنيا العروبة ، وزار المغرب العربي وعمل فيه
وزار كل شبر في ألمانيا ، وزوجته ألمانية أسلمت وكانت يده اليمنى في جهاده الدعوي .
زار حسان الدكتور السباعي في بيته في دمشق فشجعه على التخصص في الجراحة وقدّم تشجيعا له ألف دولار
دفعها أحد المحسنين ، ورأيته في مكة المكرمة في الحج ومعه شاب ألماني اهتدى للإسلام حديثا ، وزرنا الشيخ السباعي في مكة المكرمة
والده ياسين نجار مربي جيل أنا واحد منهم رحمه الله كان مديرا لمدرسة قتيبة الباهلي
ثم زرته رحمه الله عندما أصبح مديرا للإعدادية فلسطين بحلب وكان معه عبد السلام البيراوي حفظه الله .
استقبلت حسان مع أمه وأبيه في محطة بغداد حيث وصل قطار الشرق السريع ، في بره لأبويه يضرب به المثل حبا واحتراما وإجلالا
نفذ وصية والده أن يكون رحيما في مهنته وخاصة مع من اعتقد أن وضعهم المالي ليس على مايرام.
تعرض الرجل للاغتيال في حلب أمام سور الحديقة العامة
له إخوة كرام سدوا ثغرات في ميدان العلوم في الطب والهندسة والعلوم مع دين وتقوى وصلاح حياهم الله .
حسان نجار يمثل اليوم رمزا وطنيا في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان ، رئيس اتحاد أطباء العرب في أوربا سابقا
سافر إلى بيشاور حاملا أطنان الأدوية وحليب الأطفال ، أرسل طاقما طبيا إلى البوسنة والهرسك ، قدّم الدعم الطبي والإغاثي للعراق وغزة وسافر مرات عدة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ، زار مخيمات اللاجئين في الجنوب التركي وقدم الكثير وافتتح المشافي والمراكز الطبية
وجه رسالة إلى السيدة ميركل بعنوان ( صمتكم يقتلنا )
حسان نجار اعتقل في بلده وعذب وكان آخر من التقى بالشهيد البطل ابن مدينة تادف الدكتور مصطفى عبود الذي قضى شهيدا إن شاء الله تحت سياط التعذيب وهو يهتف الله أكبر ، يقول حسان :
( بعد اعتقالي أدخلت غرفة التحقيق وأنا معصوب العينين ، وعليّ أن أكون مستمعا فقط ، ولا أتفوه بأية كلمة مهما كلف الأمر ، وبدأ الحور بين الضابط وشخص ما ، لكني عرفت من حثيثات الأسئلة والأجوبة أنه الدكتور مصطفى عبود ، حيث حذوره أيضا من الكلام وماعليه إلا أن يجيب بنعم :
هل تعرف الدكتور حسان نجار ؟ نعم
هل كان رئيس أخوة منظمة ؟ نعم
هل كان يجمع تبرعات ويرسلها للإرهابيين ؟ نعم
إذا كانت له علاقة مباشرة مع الإرهابيين ؟ نعم
هل كان يعالج المجرمين الإرهابيين في المشفى مباشرة ؟ نعم
كان الصوت خافتا ورائحة البولة الدموية تخرج أثناء تكلمه وتنفسه مما يدل على إصابته بقصور كلوي حاد
ياإلهي ، أهذا أنا الإرهابي حسان نجار ؟
ولماذا لم أعلم بذلك ؟
إذا يراد إلصاق التهمة ولن أخرج بعدها إلى النور )
ونام على بلاط السجن والمعتقلات أشهرا ، وفي المعتقل توفي الدكتور عبود واستطاع حسان أن يوصل خبر الوفاة إلى نقيب الأطباء الذي زار محافظ المدينة وأعلمه بالوفاة ، لكنه أنكر الخبر قائلا إن عبود حي يرزق وسيقدم إلى المحاكمة هذا اليوم ! وبالفعل صدر عليه الحكم بالموت بعد وفاته ، وشنق في السجن المدني في منطقة المسلمية قرب مدينة حلب وهو متوفي رحمه الله ) صفحة ١١٧ .
في حزيران ١٩٨٠ قام رفعت وأعطى أوامره لسرايا الدفاع وحراس سجن تدمر أن يطلقوا سراح المعتقلين وما أن خرجوا من السجن لاعتقادهم أنه قد أفرج عنهم حتى بادرتهم طائرات الهليوكبتر بإلقاء حممها عليهم فقلت ٧٠٠ إلى ٨٠٠ معتقل خلال دقائق ) ص ١٣٤ .
يقول حسان : السماء غائمة ، والجلادون ينعمون بالهدوء ، والساسة لا يحتاجون إلى اللجوء ، فالسجون مليئة بالعقلاء وكل من فيها سائر إلى الفناء
وعاد إلى الوطن سنة ٢٠٠٢ بعد مغادرته له لأن القانون ٤٩ شمله . وكان يأمل أن يفتتح جامعة طبية في حلب ، واقترح على المسؤولين ذلك فوافقوا على أن تكون الجامعة في القدموس لا في حلب ؟ وغادر الوطن
ومأخذي على كتاب عميد الأطباء العرب في ألمانيا هو عندما يمر اسم النبي عليه السلام وهو المحب لهذا النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما يذكر اسمه يكتب ( صلعم ) بدلا من صلى الله عليه وسلم وهذه هفوة آمل أن يتداركها أخونا الحبيب حسان في المستقبل إن شاء الله .
إن كتابة ص و صلعم لاتدل على احترام أو تقدير لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، خاصة أن الله وملائكته يصلون عليه ، وأمرنا نحن المسلمين أن نصلي عليه لا بالرمز بل بالعبارة الواضحة الصريحة
حيا الله كل من يثني على رسول الله عليه الصلاة والسلام فيقول : اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج
وقد نال الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله الشهرة بعبارته ( صلى عليك الله ياعلم الهدى ماهبت النسائم ، وماناحت على الأيك الحمائم )
فيا أخي الدكتور حسان نجار ، ياعميد الأطباء العرب :
في الدنيا كتابك عظيم أفدت منه كثيرا ، وقد قرأته مرتين فقط اكتب صلى الله عليه وسلم بصراحة ويكفيك فخرا أنك من تلاميذ السباعي ومن مدرسة حسن البنا رحمهم الله .
واسلم لأخيك ودعاء لوالدك المربي ياسين ولوالدتك الفاضلة بالرحمة والغفران
وسلامي لك ولأخوتك الكرام ولبناتك وأولادك المودة والتقدير ، وأرجو الله أن يجمعنا في ظل عرشه
( ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
الحجر ٤٧
والحمد لله رب العالمين
والله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 771