رفضت في شبابي الوزارة
«لقد رفضت في شبابي (الوزارة) مرات، ورفضت (السفارات ومختلف المغريات... لتبقى لي حريتي كاملة في خدمة عقيدتي وأمتي وبلادي على الوجه الصحيح، واستقامتي على طريق الحق والعدالة والخير، وخدمة الإنسانية والإنسان.
ولقد جابهت الموت أشكالاً وألواناً، فما أرهبني الموت الذي لاحقني في بلدي وغربتي، ودخل أكثر من مرة بيتي، ولا حجزني عن موالاة الحق، والجهر به، والعمل في سبيله بكل ما أستطيع.
وأعيش الآن أسير مرضي وشيخوختي ووحدتي... فهل ندمت على ما ضيعته - وما أزال أضيعه - من فرص الدنيا، وهل شعرت يوماً، بل لحظة واحدة، بأنني خسرت بما أصابني في سبيل الله عز وجل، وبما سلكته من طريق عسير خطير، وبما آلت إليه حالي من الغربة والوحدة والمرض؟.
لا والله، ولو عادت الأيام القهقرى إلى عهود الصبا والشباب، وعادت الفرص الكبيرة، والمغريات الكثيرة، تطرق بابي من جديد، بإلحاحها الشديد... لما سلكت إلا الطريق الذي سلكته في الماضي، فالدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة، ولا شيء أربح ولا أسمى ولا أحلى من أن تكون مع الله عز وجل، وأن يكون الله معك حيثما كنت وتوجهت».
وسوم: العدد 792