الشيخ العلامة حميد بن قاسم عقيل (اليمن )
(1924 – 2018م )
يقول الله تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي .
انتقل يوم الأحد في 28 أكتوبر 2018م إلى جوار ربه العلامة الشيخ حميد عقيل، وهو العالم الرباني الذي لم يرَ الناس عالماً أشد تواضعاً منه .
وهو العالم الثاني في أسبوع واحد من علماء إب ينتقل لجوار ربه حيث سبقه قبل أسبوع الشيخ العلامة عبده عبد الله الحميدي مفتي إب في اليمن .
ونريد في هذه الوقفات أن نذكر شبابنا بسيرة عالم أشبه ما تكون حياته وسيرته بسيرة السلف الصالح في زهده وتقواه وتواضعه وورعه ، إنه القيادي البارز بحزب الإصلاح ، وعضو مجلس الشورى بالتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب.
أولاً: المعلومات الشخصية:
* ولد الشيخ العلامة حميد بن قاسم بن عقيل بن معمر بن أحمد عبد الوهاب المليكى في (أيفوع ) أعلى المحلام - زلمان - ناحية السلام – تعز بتاريخ عام 1924م.
وكان – رحمه الله – قد تزوج بثلاث نساء، وله ثمانية ذكور، وثمان إناث . ويقيم في مدينة (إب – جبلة) .
ثانياً: النشأة وطلب العلم:
ما قبل ثورة 26 سبتمبر وفي عام 1364هـ كانت الدراسة في هجرة جبلة بجامع السيدة أروى بنت أحمد الصليحي، ثم طلب ولي العهد في حينها اختيار عشرة طلاب متفوقين من أنحاء المملكة بواسطة مدير اللواء أحمد السياغي، وبعد مقابلة الشيخ لولي العهد وشرحه له وضع الدراسة في هجرة جبلة نزل المنهج من دار العلوم في صنعاء، وقرّر أن تكون الدراسة مدة خمس سنوات بعد أن كانت سنة واحدة، وذلك في كل الفنون على المذهبين الشائعين آنذاك "الشافعي، والهادوي" .
ثم التحق الشيخ مع زملائه بالمدرسة الأحمدية بتعز، وقد تم التخرج من هذه المدرسة بعد الثورة، وقد حصل الشيخ على الشهادة الجامعية الأزهرية في كلية الشريعة، وكلية اللغة العربية، واستمر بالدراسة في الجامع الكبير بجبلة.
العلماء الذين درس على أيديهم :
نهلَ الشيخ حميد بن قاسم عقيل العلم على أيدي ثلة من العلماء الأبرار، نذكر منهم :
1-السيد زيد بن علي الموشكي.
2-الشيخ/ عبد المجيد بن عبد الوهّاب المصنف، وولده محمد عبد المجيد.
3-الشيخ/ سيف بن أحمد العديني.
4-الشيخ/ علي بن حسين الحمامي.
5-الشيخ/ سعيد بن أحمد بن عبد الله.
6-الشيخ/ عبد الله عبد الكريم أبو طالب.
7-القاضي/ حسين القرماني.
8- الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله العنسيين.
9-الشيخ/ يحيى بن مرشد شمسان، وولده محمد بن يحيى شمسان.
10-الشيخ/ علي محسن إدريس.
11-الشيخ/ سعيد بن غالب المخلافي.
12-الشيخ المفتي/ أحمد بن محمد زبارة.
13-الشيخ/ السيد حسين بن أحمد المتوكل.
14-الشيخ/ حسين بن أحمد الشامي.
15-الشيخ/ عبد الله بن علي باعلوي.
16-الشيخ/ عبد الجبار بن علي باعلوي.
17-الشيخ / محمد بن يحيى الذاري... وآخرون كثر.
ثالثاً: المؤهلات الأكاديمية:
بكالوريوس في الدراسات الإسلامية والعربية بجميع فروعها، ففي الدراسات الإسلامية: "فقه الشافعية، والهادوية، وفي أصول الفقه الشافعي، وكذا الهادوية، وفي علم الفرائض وعلم التوحيد والقصائد، أما في اللغة العربية فقد تخصص في النحو والصرف والبلاغة، وفي علم الباطن (علم النفس) وكذا علم الفلك، وعلوم أخرى".
رابعاً: الإجازات العلمية الحاصل عليها:
- إجازة في علم الفقه.
- إجازة في علم الفرائض.
- إجازة في علم اللغة العربية (النحو والصرف - البيان - المنطق - الحديث).
- إجازة في علم الحديث.
- إجازة في علم التفسير.
- إجازة في علم المصطلح.
- إجازة في علم التاريخ الإسلامي.
- إجازة في علم الجغرافيا - الحساب.
- إجازة في علم الفلك.
- إجازة في علم التوحيد والعقائد.
خامساً : الوظائف التي تقلدها سابقاً والأعمال التي يشغلها حالياً:
- مديراً لمعهد السلام - في محافظة تعز - من عام 1982 - 1985م.
- مديراً لمعهد ابن عقيل - جبلة - إب - 1985 - 1986م.
- مسؤولاً مالياً في التعاونيات 1984 - 1986م.
- رئيساً للمجلس المحلي في مديرية جبلة - إب - 1986 - 1988م.
- رئيساً للجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم.
- مدرساً ومرشداً ومفتياً.
- العمل في مجال التدريس لمدة 35 عاماً.
سادساً : الإنتاج العلمي (البحوث والمؤلفات):
- القرآن وعلومه (أي فضل قراءات القرآن وآدابه).
- في الفتن - أربعة أجزاء.
- فضل قيام الليل.
- تعداد النفوس والقلوب وتعريف الروح وتعلق الروح في البدن.
- فضل تعلم العلم وآدابه.
- لطائف الأقوال.
- فضل العلم وأهله.
- علامات الساعة.
ملاحظة: هناك العديد من المخطوطات والمذكرات لم تطبع.
سابعاً : الحياة الدعوية والتعليمية:
يقول - رحمه الله - بعد العودة من مدينة تعز بدأنا بالتعليم والتدريس في الجامع الكبير بجبلة في شتى العلوم المذكورة، وفي مدينة إب في معهد البيحاني، وفي مكة في باب الفتح لبعض الطلاب السعوديين أثناء الحج والعمرة.
ثامناً : طلاب الشيخ:
- العلامة/ مشرف عبد الكريم المحرابي - وكيل وزارة الأوقاف.
- العلامة/ السيد عباس بن أحمد النهاري - عضو مجلس النواب
- العلامة/ طه محمد مربوش - موجه بوزارة التربية والتعليم. - العلامة/ عبد الرحمن قحطان - عضو مجلس النواب سابقاً، ومفتي محافظة تعز.
- العلامة/ سعيد بن غالب المخلافي - تلميذ وشيخ في علم الفلك.
- القاضي/ هزاع عقلان - رئيس استئناف محافظة تعز.
- القاضي/ أحمد بن محمد مربوش - رئيس المحكمة التجارية الابتدائية م/ حضرموت - سابقاً.
- القاضي/ محمد بن عبد الوهاب الخرساني وإخوانه.
- القاضي/ محمد بن عبد الوهاب جباري - وزير التموين والتجارة سابقاً.
- الشيخ/ أحمد الأهدل - مرشد ومفتي في دولة الكويت.
- الشيخ/ طه البركاني - مدير التدريس في الحرم المكي رحمه الله. وآخرون كثر.
المؤتمرات والندوات التي شارك فيها :
- ندوة عن حقوق المرأة السياسي.
- ندوة عن العلم وأثره في المجتمع.
- ندوة عن السلام في الإسلام عبر العصور.
مرضه الأخير :
زار محافظ إب (عبد الواحد صلاح ) اليوم الشيخ العلامة حميد قاسم عقيل الذي كان يرقد في أحد مستشفيات مدينة إب لتلقي العلاج.
وأطمأن المحافظ صلاح على الحالة الصحية للشيخ عقيل ..حاثاً إدارة المستشفى بتوفير العناية الكاملة له.
وثمن محافظ إب دور العلامة عقيل في قول كلمة الحق والدعوة إلى توحيد الصف وتجنيب المحافظة ويلات الصراعات التي لاتخدم سوى أعداء الوطن.
ولفت إلى أن أبناء إب يكنوا للشيخ عقيل وعلماء المحافظة الاحترام والتقدير لمواقفهم الوطنية تجاه ما يتعرض له الوطن من عدوان وحصار جائر منذ ما يقارب أربع سنوات.
من جانبه ثمن الشيخ حميد قاسم عقيل هذه اللفتة من المحافظ صلاح لزيارته والاطمئنان على صحته.
وفاته :
توفي الشيخ العلامة حميد عقيل يوم الأحد بمدينة إب وسط اليمن بتاريخ 28 أكتوبر 2018م، وكان –رحمه الله تعالى - أحد أبرز علماء محافظة إب واليمن، وجاء رحيله بعد أيام قليلة من وفاة مفتي المحافظة الشيخ عبده عبد الله الحميدي.
وقالت مصادر من أسرة الشيخ حميد عقيل بأنه توفي اليوم في أحد مستشفيات مدينة إب إثر معاناته من مرض في القلب، وساءت حالته الصحية الأيام القليلة الماضية. وقد فارق الشيخ العلامة دنياه بعد حياة حافلة بالعطاء والتعليم والإنجاز والإفتاء والدعوة إلى الله ونشر العلم.
رحمه الله، وعظم الله أجر أهله ومحبيه. وحشرنا الله وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
أصداء الرحيل :
وزارة الأوقاف تنعي العلامة حميد بن قاسم عقيل :
نعت وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ العلامة حميد بن قاسم عقيل الذي وافه الأجل صباح اليوم في مدينة إب . وقالت الوزارة في بيان لها" إن اليمن خسرت عالماً كبيراً من أصحاب الرعيل الأول الذي جمع شتات العلوم وأتقنها، وخاض غمار التعليم من خلال المناصب التي تقلدها، بالإضافة الى الحلقات العلمية التي كان يفتتحها، ومشاركاته في الإفتاء عبر وسائل الإعلام المحلية، وقد تخرج على يديه طلبة علم أصبحوا منارات هدى، ومشاعل علم ودعاة إلى الله". وأضاف البيان" كان الفقيد أحد أبرز علماء اليمن الكبار الذين أسهموا في خدمة الوطن وبذلوا جهدهم في خدمة الناس والإصلاح بينهم وتعليمهم أمور الدين، وقد كان الطلاب يرحلون إليه وينهلون من معين علمه أينما حل، مستفيدين من غزارة علمه، وإجازاته العالية التي حصل عليها من كبار العلماء الذين تلقى العلم على يديهم. وأشار البيان الى مناقب الفقيد وتواضعه وزهده وورعه وبساطته والتي جعلته قريبا من الناس محبوبا لديهم، بالإضافة الى إنتاجاته الفكرية المطبوعة والمخطوطة.. مؤكدا أن رحيله يمثل خسارة لليمن جيمعاً. وعبرت وزارة الأوقاف والإرشاد عن تعازيها ومواساتها بهذا المصاب الأليم.. سائلة الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان.
رئيس دائرة التوجيه والإرشاد في الإصلاح ينعي العلامة والقيادي حميد عقيل:
إصلاح إب: بوفاة حميد عقيل نودع أحد رواد الحركة الإصلاحية اليمنية
الأحد 28 أكتوبر-تشرين الأول 2018 - الإصلاح نت – إب
نعى التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب إلى أبناء اليمن، وأبناء المحافظة، وفاة العلامة حميد قاسم عقيل أحد أبرز علماء المحافظة، الذي وافته المنية فجر اليوم الأحد.
وقال إصلاح إب -في بيان نعي ننشر نصه- إنه يودع أحد رواد الحركة الإصلاحية في اليمن، واحد أبرز قيادات الإصلاح ومؤسسيه في المحافظة، وعضو هيئة الشورى المحلية، مشيداً بإسهاماته بفاعلية واقتدار في كل مراحل العمل الإصلاحي في المحافظة وعلى مستوى اليمن كله.
كما أشاد أدوار الفقيد الراحل في مجال نشر العلم والدعوة بالتي هي أحسن، ومساهماته في نشر العلم حيث تخرج على يديه عشرات من علماء اليمن ومشائخها الكبار، كما انتهج طوال مسيرة حياته منهجا ميسرا للناس في فتواه. "ينشر الإصلاح نت سيرة الفقيد"
نص بيان النعي:
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
ينعي التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب لعموم ابناء اليمن عامة و لأبناء محافظة إب خاصة وفاة العالم الرباني و المحدث الجهبذ والشيخ الفاضل والمربي القدير ، الورع التقي ، العلامة حميد قاسم عقيل أحد ابرز علماء إب الاجلاء و اعلامها الكبار ، و الذي وافته المنية لينتقل إلى جوار ربه ، فجر يومنا هذا الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ م .
لقد كان الشيخ حميد عقيل رحمه الله منارة للعلم، وقبلة تتجه الية أفئدة طالبي العلم، وأمضى كل حياته معلماً فاضلاً ومربياً قديراً، ومصلحاً اجتماعياً، وفقيهاً مقتدراً، وكانت له أدوار عظيمة مشهودة في مجال نشر العلم والدعوة بالتي هي أحسن، وساهم في تأسيس المعاهد العلمية وإدارتها في محافظتي إب وتعز ، وتخرج علي يديه عشرات من علماء اليمن ومشائخها الكبار.
لقد انتهج الشيخ رحمه الله طوال مسيرة حياته منهجا ميسرا للناس في فتواه، وسطياً في منهجه، بسيطاً في تعاملاته، متواضعاً في سلوكه، رباني في عبادته، غزيراً في علمه، وكان نموذجا حيا للعالم العامل، والفقيه الزاهد والشيخ الجامع.
وكان للشيخ رحمه الله أدواره العظيمة في العمل الخيري والدعوي والتربوي حيث كان الشيخ أحد أبرز رؤساء الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم وله مساهماته وآثاره المباركة في العديد من الأعمال الخيرية .
إن التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب، وهو ينعي الشيخ الجليل حميد قاسم عقيل ، فإنه يودع أحد رواد الحركة الإصلاحية في اليمن ، واحد أبرز قيادات الإصلاح ومؤسسيه في المحافظة ، وعضو هيئة الشورى المحلية .
وقد ساهم الشيخ الجليل رحمه الله تعالى بفاعلية واقتدار في كل مراحل العمل الإصلاحي في المحافظة وعلى مستوى اليمن كله ..
أن الإصلاح وهو ينعي لأبناء المحافظة ولكل أبناء اليمن وفاة الشيخ الجليل حميد قاسم عقيل ، ليدعو كل أبناء الاصلاح وانصاره وكل طلبة الشيخ حميد و احبائه ، الى تتبع سيرة الشيخ العطرة ، والاقتداء به ، ومواصلة جهوده في نشر الفضيلة وخدمة الناس والإحسان إليهم قولا وعملاً .
أن التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب وفي هذا المصاب الجلل ليبتهل إلى الله تعالى أن يتغشى الشيخ الجليل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنته وأن يجزيه عن الأمة خير الجزاء وأن يخلف على يمننا وأمتنا بخير ، وأن يعصم قلوب أبنائه وأسرته وطلابه وكل محبيه بالصبر والسلوان .
رحم الله الشيخ العلامة حميد قاسم عقيل رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
إنا لله وإنا اليه راجعون.
صادر عن التجمع اليمني للإصلاح
المكتب التنفيذي بمحافظة إب
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ م
حوار مفتوح مع الشيخ/ حميد بن قاسم عقيل :
يعتبر فضيلة الشيخ العلامة حميد بن عقيل أحد رواد الحركة العلمية في اليمن, وممن كان لهم كبير الأثر في الدفع بثلة من طلبة العلم الذين كان لهم أثر بارز في الصحوة الإسلامية, وتخرج على يديه ثلة من أهل العلم والفضل.
في حوار مفتوح مع هذا العلم الشامخ تجاذبنا أطراف الحديث حول عدد من القضايا التي تطفو على ساحة العلم والدعوة, وعلى ساحة أهل الفكر والثقافة, وتضع النقاط على الحروف لأهل السياسة الشرعية, وتنير الطريق المظلم للنشء؛ فمع الحوار.
المنبر: بداية فضيلة الشيخ كان لكم في ميدان العلم والدعوة صولات وجولات جعلت لكم ذكراً طيباً بين العلم وأهله, هل لكم أن تطلعونا عن بعض تجاربكم في ميدان طلب العلم والرحلة فيه, ثم في تدريس الطلاب؟
الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أولاً: كان ابتداء الدراسة في البلاد قراءة القرآن عند الشيخ علي بن قاسم بن علي المذيخري في العدين، أما محل الميلاد ففي قرية المحلام تربة زلمان، وحسب تاريخ الميلاد فإن عمري الآن (96) عاماً.
فقراءة القرآن كانت هناك أولاً في العدين، في القرية نفسها، فتحصلت على حفظ خمسة أجزاء غيباً وأنا في البلاد، ثم انتقل الوالد إلى جبلة، وأكملنا القرآن هنا عند الأستاذ محمد الخديري في الرباط خارج الجامع الكبير، وبعد أن ختمت القرآن كان هناك احتفال بمناسبة ختم القرآن، ويكون فيه خروج بعض الطلاب الحافظين ويركبوهم على الحمير والبغال، ويطوفون بهم على المدينة ليرى المسؤولين.
المنبر: كم كان عمركم حينها؟
الشيخ: قبل البلوغ، يعني في (13) أو (12) سنة في هذا الحدود.
ج: نعم، درسنا الابتدائية (6) سنوات، والإعدادية (3)، والثانوية كذلك، ثم كان التخصص في الجامع الكبير في حفظ المتون، ثم الشروح المتون عند الشيوخ الموجودين قديماً مثل الشيخ زيد الموشكي، والشيخ عبد المجيد المصنف، والشيخ عبد الرحمن العنسيين، وهؤلاء كلهم في جبلة في علم الشافعية وعلم الهادوية، لأني قرأت في فقه الشافعية وفقه الهادوية.. الشافعية عند الشيخ عبد المجيد المصنف، وعبد الرحمن بن يحيى العنسيين، والشيخ سيف العديني، وكذلك عبد الواحد الإرياني الذي كان يدرس من قبل، والشيخ يحيى بن مرشد شمسان، ومن بيت المتوكل حسين بن أحمد المتوكل والسيد عبد الله بن عبد الكريم باعلوي، وعبد الجبار أخوه أيضاً هؤلاء كلهم في جبلة.
المنبر: هل كانوا يدرسون الهادوية في جبلة؟
الشيخ: نعم، بأمر من الإمام يحيى، أنزل المنهج، وتخصص فيه خمسون طالباً، وأنا وأخي كنا من الخمسين، فقد درسنا متن الأزهار، وفي الفرائض شرح الجوهرة.
ثم كان الانتقال إلى تعز بطلب من ولي العهد لما كان تعز يحكمها علي بن الوزير ثم نزل ولي العهد، وطلب من كل مدينة عشرة من المتفوقين، وبنى مدرسة هناك تسمى المدرسة الأحمدية، وكان أول من وصل جبلة هم طلاب جبلة وطلاب إب، وبلغوا للمقام، فأمر بنزول الغداء للمدرسة، وبعد الغداء كان يريد أن يفاتح الطلاب، فقال: أين الكعك حق البلاد وكذا؟ ثم اتفرس بعض الطلاب وسأل عن جبلة؛ لأن مذهبهم انتقل إلى جبلة بأمر من الإمام يحيى، فقالوا: يا مولانا الذي يجيب على الأسئلة الأستاذ حميد. لفت عليّ وقال: من جلبة؟ قلت: من جبلة.
فقال: كيف الهجرة؟ قلنا: الهجرة كان الطلاب يجيئوا من جميع الألوية، لكن بعضهم يجلس سنة وبعضهم ستة أشهر، وبعضهم كذا، قال: هذه مقهاية مقهاية، قلنا له: أما مذهبكم ما يتخرج المتخرج إلا بعد خمس سنوات، بعد ما يقرأ متن الأزهار وشرح الأزهار الأربعة المجلدات، وبعد ما يقرأ علوم العربية، والتفسير والحديث والمصطلح وجميع الفنون.
قال: درست شرح الأزهار؟ قلت: له المجلد الأول والثاني وشرعت في الثالث، ثم جاء الطلب منكم بواسطة السياغي.
قال لي: كم حد التكليف؟ قلنا له: حد التكليف ثلاثة: الإسلام والبلوغ والعقل قال: مَثِّل؟ قلنا: عندما يسلم الكافر يصح إسلامه.
قال: ما الفرق بين شرط الصحة وشرط الوجوب؟ قلنا له: شرط الصحة ممكن تحصيله، وشرط الوجوب لا يمكن تحصيله، قال: مَثِّل؟ قلنا: شرط الصحة الكافر إذا أسلم صح إسلامه، أما شرط الوجوب معناه الصبي كيف يتحصل على البلوغ والمجنون كيف يتحصل على العقل.
بعد هذا كان البقاء هناك في المدرسة الأحمدية عند الشيوخ، عند السيد عبد الله عبد الكريم أبو طالب وأحمد زبارة وهؤلاء كانوا أنساب ولي العهد.
ودرسنا شرح ابن عقيل وشرح الأزهار، وسائر العلوم عند الشيوخ الآخرين، والأصول عند القاضي حسن القرماني، والمعاني وعلم البديع عند السيد محمد بن يحيى الذاري، وعلم المنطق عند زيد الموشكي، هؤلاء الذين كانوا معانا في تعز، والسيد علي مجلي في علم الفرائض، والسيد أحمد زبارة في شرح الأزهار.
المنبر: هل يمكنكم ذكر بعض تجاربكم في ميدان العلم، سواءً في الدراسة أو التدريس؟
الشيخ: بعد ما تخرجت من تعز رجعت إلى جبلة وباشرت التدريس في جميع علوم التي قرأتها.
المنبر: كم استمرت دراستكم في تعز؟
الشيخ: ثلاث سنوات.
المنبر: في المدرسة الأحمدية نفسها.
الشيخ: في المدرسة الأحمدية.
المنبر: كان السكن هناك؟
الشيخ: كان السكن هناك وجميع الاحتياجات على ولي العهد.
ففي جبلة درست الفنون كلها، ثم حصل لي ضعف في النظر وضعف في السمع ثم قرروا عملية في صنعاء، فأصحابنا قالوا: لا تنفع العمليات إلا في القاهرة، فكان السفر إلى القاهرة، وعندما وصلت إلى القاهرة قام الدكتور المختص للنظر بطلب المختصين معه، وكشفوا على النظر بعد الأسئلة، فقالوا ما يحتاج عملية، إنما يحتاج نظارتين، نظارة للقراءة ونظارة شمسية عادية، قرروا ذلك، وكذلك دكتور السمع جاء المختص واختبر السمع وقرر سماعة، ثم طلبت أن أزور علماء الأزهر، فوصلت إلى الأزهر، ووقفت مع علماء الأزهر، وقلت لهم: سأسألكم أربعة أسئلة، وعندي أجوبتها، إنما من أجل أستزيد تصحيحاً أو زيادةً أو إضافة، قالوا: تفضل.
قلت: السؤال الأول: ما أحسن طريقة لتفسير القرآن؟
السؤال الثاني: كم حصر القبائل الذين نزل القرآن بلغتهم؟
السؤال الثالث: كم حصر أنواع القرآن؟
السؤال الرابع: كم حصر آيات القرآن؟
فقالوا: تفضل.
فقتلت إجابة على السؤال الأول: أحسن طريقة في تفسير القرآن أن يفسر القرآن بالقرآن، لأنه تعالى ما أجمل في آية إلا وفصل في أخرى، وما أطلق في آية إلا وقيد في أخرى، فإذا لم يوجد تفسير القرآن بالقرآن، فتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم، فالصحابة الذين أخذوا عن الرسول.
والسؤال الثاني: كم حصر القبائل الذين نزل القرآن بلغتهم؟ قلت: سبع قبائل، وقد جمعها بعضهم في قوله:
كتاب الله أنزله علينا *** بسبعٍ من لغات العرب تأتي
هذيل معتدي كذا ثقيف *** كذا اليمن السعيد بخير مأتي
كنانة مع قريش كذا هوازن *** فقط حصر اللغات بكل ثبت
هذه القبائل السبعة.
والسؤال الثالث: كم حصر أنواع القرآن؟ فقلت: حصر أنواع القرآن تسعة أنواع، وقد جمعها بعضهم بقوله:
ألا إنما القرآن تسعة أحرفٍ *** سأنبئكها في بيت شعرٍ بلا خلل
حلال حرامٌ محكمٌ متشابهٌ *** بشيرٌ نذيرٌ قصةٌ عظةٌ مثل
هذه أنواع القرآن, وبعض الطلاب اليمنيين كانوا معنا حاضرين فقالوا: أنواع القرآن القراءات؟ قلنا: القراءات سبع ويضاف إليها ثلاث، فالقراءات المتواترة عشر، وما وراءها قراءة شاذة.
السؤال الرابع: كم حصر آيات القرآن، قلنا المختلف معنا فيها عند البصريين والشاميين، فالقول المشهور 6666، وقد جمعها بعضهم بقوله:
ستة آلاف وستمائة *** وستة مع ستين فخذ بيان
فوعده ألفٌ كذا وعيده *** وأمره ونهيه ألفان
ومنه ألفٌ قصص وأخبار *** عبارات وأمثال ألفٌ ثاني
قالوا هذه ستة ألف، بقي ستمائة وستة وستين.
وجاء في التحليل والتحريم *** خمسمائة عن أولي القرآن
وآي في التسبيح والدعاء *** مائة آيات لذي الإيمان
وجاء في الناسخ والمنسوخ *** ستون مع ستٍ هذا بيان
والحمد الله وصلى الله على *** الرسول أمد الأزمان
هذه ستة ألف وستمائة وستة وستين
المنبر: بماذا أجاب علماء الأزهر بعد هذا؟
الشيخ: قرروا ذلك، ما أضافوا ولا عدلوا، وكانوا متعجبين على نص الأسئلة.
المنبر: باعتباركم أحد الموجهين لدفة العلم والدعوة, هل حدث فعلاً تراجع في العمل التربوي الدعوية في السنوات الأخيرة؟ وما هي الأسباب إن وجدت؟
الشيخ: كان الجامع الكبير كجامعة يدرس فيه جميع الفنون، والطلاب يأتوا إليه من جميع الألوية، ويدرسوا الفقه والفرائض والتفسير والحديث والمصطلح في علم اللغة العربية في النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والفلك، هذا كله يدرس في حلقات عند جميع العلماء في الجامع الكبير فكان كجامعة.
أما عن تراجع العلم فالسبب لعله لما كثر الطلب من الطلاب، وفتحت المدارس والمراكز وحصل انشغال الناس بالعلوم الدنيوية الكثيرة في الجامعات وغيرها، هذه كان لها دور في سحب جزء من الطلاب، والطالب عندما يتخرج يدخل في مجال تخصصه، كل واحد في مجاله، لكن من قبل ما كان يوجد إلا الجامعات في الجوامع فقط، لكن لما تعددت المعاهد والمدارس والمراكز،كان هذا.
المنبر: إذا أردنا إغاظة أعدائنا فلابد أن نهتم بالنشء. كيف تفسرون هذه العبارة لمن يحملون هم تربية النشء في المحاضن العلمية والتربوية؟
الشيخ: المقصود بالتربية علم القرآن وحفظ القرآن وسائر العلوم، هذه التي قد ذكرتها كلها من أجل توسعة الطالب في جميع المجالات، وجميع العلوم.
وتغيظ الأعداء المقصود عندما يكون الطلاب بهذا المستوى، والمتخرجين بمستوى الحفاظ للقرآن والمتخرجين في سائر العلوم، فكان هذا إغاظة للأعداء.
المنبر: هل يمكن أن تذكروا لنا أهم الدروس المستفادة من تجربتكم في العمل الإسلامي خلال الحقبة الماضية؟
الشيخ: في التدريس كان الطلاب يحضرون من جميع الألوية بالجامع الكبير، ويدرس بعضهم في الفقه، وبعضهم في الفرائض، وبعضهم في علم العربية والنحو والمعاني والبيان والبديع والمنطق والصرف والفلك، فكل طالب المقصود يدرس في جملة من العلوم؛ لأن العلماء كلهم متمكنين في هذا؛ فالطالب يتحصل على أكثر من علم في نفس الوقت.
المنبر: برأيكم أيهما أفضل: الاطلاع على جميع العلوم أم التخصص؟
الشيخ: يكون التخصص بعدما يخوض في جميع العلوم ولا يتخصص من البداية، الآن في الوقت الحاضر يتم يتخصص من البداية، لكن هناك العلماء الأولين والطلاب الأولين، أولاً يقرأ في جميع الفنون، ثم يتخصص بعد ذلك في فنون عديدة.
المنبر: هل يمكن أن يتقاعد أهل العلم عن دورهم؟
الشيخ: ما سمعنا بالتقاعد إلا الآن بعد الثورة، وإلا من قبل ما كنا نعرف هذا، فالعالم يدرس إلى أن يأتيه الموت، ولا ينقطع عن ذلك، حتى لو بلغ بالسن مهما بلغ، بعضهم بلغ بالسن إلى مائة وفوق المائة، وهو ما زال يدرس وينشر العلم ويؤلف.
أنا كذلك درست وألفت في الصبر في القرآن وفضل العلم وأهله، وأشراط الساعة وأماراتها، وفي فنون عديدة مثل فضل قيام الليل، وتعداد النفوس في القلوب.
أما العالم الذي يريد أن يأخذ التقاعد فهذا التقاعد معنا ما عرفت به إلا في السنوات الأخيرة، وإلا فالعالم ما زال يتحصل ويعلم حتى يموت، فهو يستزيد ويزيد الناس.
المنبر: فضيلة الشيخ! من المبكيات المحزنات تفرق العلماء وعدم اجتماعهم إلا في أشد الأزمات التي تمر بها البلاد، فمتى يجتمع علماء أهل السنة في اليمن تحت مظلة مستقلة؟
الشيخ: كان سابقاً العلماء ككل مجتمعين ولهم جلسات متعددة ويجتمعوا ويتناقشوا في مختلف العلوم ليس مثل الآن، فسابقاً العلماء كانوا بأوسع مما كانوا العلماء الآن، في اجتماعهم وتوحدهم، وتعد هناك المؤتمرات الذي بعد الثورة مؤتمر الوحدة والسلام وقد شاركنا في مؤتمر الوحدة والسلام، والمعاهد العلمية لما انتشرت تخرج منها الكثير من العلماء.
المنبر: ولم تكن بينهم أي تفرقة ولا أي حساسية؟
الشيخ: لا توجد تفرقة فهذا يدرس من الشافعية أو الهادوية و يدرس جميع الطلاب، ولم يقع بينهم أي شيء ولا خلاف ولا شقاق، فكانوا في الجامع الكبير يدرسون مذهب الشافعية وهؤلاء مذهب الهادوية، وهؤلاء مذهب أحناف ولا يحصل أي شيء، والاحترام متبادل بين الجميع، لكن الآن ظهر التعصب المذهبي والتعصب الحزبي.
المنبر: هل من نصيحة تسدونها لطلاب العلم أو لأهل العلم المتعصبين لمذهبهم وآرائهم؟
الشيخ: ما سمعنا بالتعصب، وكيف يتعصب وهو درس في مذهب الهادوية ومذهب الشافعية ومذهب.. كيف يتعصب وقد درس في هذه المذاهب كلها؟
المقصود الأخذ بالكتاب والسنة، والدليل الصحيح من القرآن والسنة؛ فالكل يخضع لدليل القرآن والسنة.
المنبر: ما أبرز احتياجات اليمن دعوياً؟
الشيخ: الدعاة الذين ينشرون الدعوة بين الناس وبين العوام، فالناس بحاجة إلى هذا، فالعلماء سابقاً هم من نشروا العلم، وكانوا يخرجون للأرياف بمناسبة الجمعة ولإلقاء المحاضرات في القرى وفي وقت المعاهد كان هذا كله.
المنبر: هل كان يكلف الطلاب بالخروج إلى القرى؟
الشيخ: كانوا يخرجون للقرى لينشروا العلم، بعضهم يخطب وبعضهم يحاضر.
المنبر: بين الفينة والأخرى تظهر علامات حب الدنيا بين الدعاة، ويشار إليهم بالبنان لكثرة ما اجتمع لدهم من أموال بعد فقر، فما الزهد المطلوب من هذه الشريحة الخاصة من هذه المجتمع؟
الشيخ: على كل حال كان الزهد عند الأولين، وكان من أخلاقهم الزهد والورع والقناعة حتى بتوسع الأموال عندهم وهم بهذا الزهد وهذا الورع الذي عندهم متصفون ومتخلقون بذلك، ولا يغتروا بهذه الأموال وغيرها، لأن هذه الدنيا كلها إلى الفناء.
فالمقصود العلماء كانوا بهذا الخلق وبهذا بالتواضع والزهد والورع والقناعة والعفة.
المنبر: يقال بأن أي مشروع نهضوي يتجاهل الإسلام مصيره الفشل؟
الشيخ: هذه فتنة، هذه تعتبر فتنة، فالذي يغتر فيها يزل، ومنهم من يثبته الله تعالى بالقول الثابت في الحياة الدنيا، ومنهم من قد يكتب عليه الشقاء والعياذ بالله، وسار في هذا الطريق، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
لكن الثبات، نسأل الله الثبات، العلماء المشهورين الأولين كانوا إلى أن يأتيهم الموت وهم بذلك الزهد والورع والقناعة والعفة، ونشر العلم والدعوة إلى الله تعالى.
المنبر: في الصراع المحموم بين الجماعات الإسلامية وسوق النقد اللاذع -النقد بين العلماء- الرائجة بينهما، هل من مستقبل للتعاون والتنسيق المشترك في الأفكار والمواقف أو المناهج؟
الشيخ: إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنصفوا، الإنصاف هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتناقشوا، ولكن الرجوع إلى أين؟ إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شذَّ شذَّ في النار.
المنبر: تمتلكون باعاً في علم الفلك، والملاحظ في تقاويم الصلاة للمدن اليمنية هو التباين مما يؤدي للحيرة في هذا المسلك لكل من تتبعه، فما أسباب ما يحدث، وهل من حلول شرعية للأمور، وهل لكم تجربة في إخراج تقاويم شرعي بالمواقيت؟
الشيخ: المواقيت على كل حال تختلف باختلاف البلدان، وباختلاف القارات، لأنه تختلف الأوقات باختلاف القارات؛ لأنه مثلاً عندنا نهار وبأمريكا ليل، فالتفاوت حاصل باختلاف البلدان، قد يكون المقصود معناه حتى يكون في بعض حتى مثلاً في اليمن باعتبار ألوية اليمن، قد يكون هناك تفاوت باعتبار الدقائق، خمس دقائق إلى عشر دقائق المقصود في الألوية في اليمن.
فلا يمكن ضبطها، نفس المنازل الثمانية والعشرين المنزلة، والبروج الإثني عشر.
حمل ثور جوزة سرطاني *** ورأى الليث سبل الميزان
ورموا عقرباً وقاسوا بجدي *** نزع الدرب بركة الحيتان
فالمنازل الثمانية والعشرين منزلة هذه تكون في الشهر، والبروج للسنة للفصول الأربعة: الشتاء والخريف والصيف والربيع، فالمواقيت تختلف باعتبار البلدان والقارات، يحصل هذا التفاوت.
المنبر: لكن بعض المواقيت تختلف في التوقيت لنفس المدينة، هل يكون خطأ في التوقيت أم ماذا؟
الشيخ: لا. باعتبار الذي وضع ذلك، ربما يكون أخطأ في شيء، أو هذا اجتهاده أو رأيه فحصل التفاوت في الأيام، فالتقويم باعتبار المنازل والبروج.
المنبر: هل شاركتم في إعداد التقويم؟
الشيخ: موجود عندنا لكنه لم يطبع، بالضبط باعتبار المنازل باعتبار البروج، باعتبار الفصول الأربعة.
المنبر: كنتم أحد المرشحين في الانتخابات البرلمانية في (93) تقريباً، كنت أحد المرشحين في الانتخابات البرلمانية, مما يعني أن لك خلفية سياسية بما يجري ويدار في مثل الوقائع؛ ومن وجهة نظرك الشخصية وقراءتك الفاحصة لما بين السطور, هل يُتوقع أن تحقق الحركات الإسلامية التي تمارس العمل السياسي نجاحاً في المرحلة المقبلة؟ وما تأثير مستوى التمسك بالثوابت الإسلامية؟
الشيخ: نفس التنافس كان حاصل، أنا ترشحت لما صار التنافس وتكالب الناس، أنا رجحت أني أتنازل، تنازلت أثناء ذلك، لتهور الناس، فيبقى الإنسان على الثبات والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقناعة والعفة من هذه الدنيا وأماراتها.
المنبر: برأيكم هل من أمل للحركات الإسلامية أن تصل إلى الحكم؟
الشيخ: الأمل أنه لا بد من أن يكون لها الصدر الأول لها، والمقام الثابت الأول.
المنبر: تُتهم بعض الجماعات الإسلامية بانفتاحها على التوجهات المخالفة لها سواء في الإطار الديني كالصوفية والشيعة، أو في الإطار الفكري كالبعثية والاشتراكية؛ فما هي وجهة نظر هذه الجماعات في مثل هذا التوجه الاستيعابي؟
الشيخ: قد ورد:«تفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة» وفي رواية «على ثلاثة وسبعين ملة» كلها في النار إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم، والإسلام وجماعتهم المقصود الذين مرجعهم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإجماع والقياس، هذا الرجوع، والمخالف المقصود لم يكن مرجعه الكتاب والسنة والإجماع والقياس فهذه هي الفرق المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
المنبر: لكن يا شيخ كل طائفة تدعي بأنها المتبعة؟
الشيخ: الدعوى تحتاج إلى بينة، فمن عنده البينة الكتاب والسنة والإجماع والقياس فمسموع لقوله، وإذا لم يكن عنده ذلك يرفض قوله.
المنبر: كنتم وما زلتم أحد الجامعين بين المذهب الشافعي تخصصاً والمذهب الهادوي تدريساً، ولكم إلمام بجوانبه، فهل لكم بعقد مقارنة عامة بين المذهبين؟
الشيخ: أنا عندما اندرجت في فقه الشافعية وفقه الهادوية لكلٍ منهم أدلة، إلا أن الأدلة قد تختلف الأدلة، بعضها أدلة صحيحة وبعضها أدلة ضعيفة، فالمقصود الثبات الثبات والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله والرجوع البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه؛ فيعمل بالحديث الصحيح، والحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، سواءً عند الهادوية أو الشافعية.
المنبر: هل توجد في فوارق كبيرة بين الهادوية والشافعية؟
الشيخ: لو حقق النظر لوجد أن الفرق عند المنصفين من الشافعية والهادوية والذين مرجعهم إلى الكتاب والسنة والإجمال يجد أن التفاوت فيها بسيط؛ لأنهم يرجعون إلى هذه الثوابت، الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال.
أولها الصحيح وهو ما اتصل *** إسناده ولم يشذ أو يعل
يرويه عدلٌ ضابطٌ عن مثله *** معتمد في ضبطه ونقله
والحسن المعروف طرقاً وغدت *** رجاله لا كالصحيح اشتهرت
وكل ما عن رتبة الحسن قصر *** فهو الضعيف وهو أقساماً كثر
فأقسام الضعيف إلى ثلاثمائة وثمانين خاص بالحديث الضعيف، لكن يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، أما في الأحكام فبالأحاديث الصحيحة.
المنبر: هل تعتبر الشيعة طائفة من طوائف الهادوية؟
الشيخ: لا لا، الهادوية منهم المغالي في المذهب، ومنهم المعتدل، ومنهم المتوسط، لكن المغالي والذي خرج عن الكتاب والسنة والإجماع هذا يعتبر مخالف لا يتبع.
المنبر: على ذكر الفقه وأهله، وأنت أحدهم هل فكرت يوماً بإقامة مجمع فقهي في اليمن؟
الشيخ: معنى وجود مجمع فقهي يعني صار التعصب ويشجع للتعصب وكل واحد يتعصب على مذهبه.
المنبر: يعني لا يمكن أن يجتمع فيه أكثر من مذهب؟
الشيخ: نعم، لا يمكن هذا.
المنبر: يقول البعض بأن المذهب الزيدي عالة على غيره من المذاهب، وقلما انفرد بقول ويكون شاذاً؛ فهل هذا صحيح؟
الشيخ: لا، نحن نقول بأن المنصفين منهم يرجعون إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإجماع والقياس ويتابع الإجماع والقياس بعد الكتاب والسنة، أما أنه خارج عن معنى ذلك فلا، وإذا لم يكن له دليل لا من الكتاب ولا السنة ولا إجماع ولا قياس «من شذ شذَّ في النار».
المنبر: يعني: أن المذهب الزيدي هو مذهب مستقل بذاته؟
الشيخ: وكأنه مذهب مستقل.
المنبر: دارت في السنوات الأخيرة حرب بين من يدعون أنفسهم بأتباع المذهب الزيدي, ويلقبون بـ(الحوثة)؛ فما تعليقكم على ما يحدث من ناحية فقه المذهب في الخروج على الحكام, والمعتقد الذي يصرح به هؤلاء, وما موقفكم من هذه الحرب, وبم تنصحون من ولي الحكم في اليمن للتعامل معهم؟
الشيخ: ولم يجز في غير محض الكفر *** خروجنا عن ولي الأمر
على أنه لا بد الإتباع للإمام الذي يرجع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا ثم شيء من المخالفة العلماء يذكرون الإمام، أو ولي العهد، أو الرئيس يذكروا أو الوزير، فيجب على العلماء أن يذكروهم بالكتاب والسنة والإجماع.
أما الخروج عليه وهو يرجع إلى الكتاب والسنة كيف خرج عليه؟ يقبل النصيحة، فالخروج لا يجوز الخروج.
المنبر: كيف تنظرون إلى صراع السلطة مع الحوثيين في محافظة صعدة وعمران، وهل هي حرب على أساس طائفي أم على أساس سياسي؟
الشيخ: أعتقد أنهم جمعوا بين الاثنين.
المنبر: ما حقيقة المقولة التي تشير إلى أن الحوثية ربما كانت البوابة والمنفذ الرسمي الذي تدخل منه إيران إلى اليمن؟
الشيخ: باعتبار مذهبهم، أعتقد أنهم لا يكرهون ذلك إذا أتيحت الفرصة ما يكرهون ذلك.
المنبر: هل أصبح لدى أهل السنة رؤية علمية وعملية في مواجهة المد الرافضي في اليمن؟
الشيخ: العلماء المتمسكين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يقولون الذي هو خارج عن الكتاب والسنة والإجماع والقياس مرفوض، إذا لم يعمل بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بالإجماع ولا بالقياس فيكون مرفوض هذا.
المنبر: رسالة أخيرة تودون توجيهها عبر موقع منبر علماء اليمن؟
الشيخ: أذكر نفسي وأذكر الجميع أنه يجب علينا عند أي خلاف الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة أو القياس لأنه معمول به، فالرجوع إلى ذلك إذا تم أي خلاف فنرجع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه نصيحتي معنا للجميع.
المنبر: في ختام هذا الحوار نشكر لفضيلة شيخنا الشيخ حميد عقيل هذا اللقاء الماتع، ونسأل الله تعالى أن يثيبه على ما أجاد به وأفاد، وأن يختم لنا وله بالحسنى.
مصادر الترجمة :
1- موقع "الإصلاح نت"
2- موقع الصحوة نت الإخباري .
3- موقع منبر علماء اليمن
4- كتاب فضل القرآن وآدبه / للشيخ حميد بن قاسم بن عقيل
5- كتاب علامات الساعة الكبرى والصغرى / للسيخ حميد بن قاسم عقيل
6- حوار مع الشيخ حميد بن قاسم عقيل .
7- نثر الثناء الحسن في تراجم أعيان الزمن – صفحة على الفيسبوك .
8- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا ) .
9- (المؤتمر برس ) في 28 / 10 / 2018م .
10- سير الأنبياء وأعلام الأمة – ستارتايمز .
وسوم: العدد 796