الباحث والأديب والدبلوماسي الدكتور شاكر الفحام
رجالات سورية
يعد العلامة المرحوم الدكتور شاكر الفحام من كبار العلماء العرب الذين نذروا عمرهم لخدمة اللغة العربية وعلومها منذ مطلع حياته العملية وحتى وفاته في دمشق.
ومنذ ولادته في حمص عام 1921 وتدرجه في المراحل الدراسية صب جل اهتمامه على العربية وارتحل إلى مصر لإتمام تعليمه العالي فيها ونال درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1960 فالدكتوراه عام 1963 حيث عاد الى دمشق ليتسلم منصب وزير التربية فسفيرا لسورية بالجزائر بين عامي1964 و1968 فرئيسا لجامعة دمشق بين عامي1968 و1970 فوزيراً للتعليم العالي بين عامي1970 و1973 فوزيرا للتربية للمرة الثانية من العام1973 الى العام1978 فوزيرا للتعليم العالي مرة اخرى بين عامي 1978 و1980، فمديراً عاماً لهيئة الموسوعة العربية بين عامي 1981-1997، في الوقت الذي كان أستاذا في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق بين عامي1972 و1991 وفي عام1993 انتخب رئيسا لمجمع اللغة العربية في دمشق وشغل المنصب حتى وفاته.
واشتغل الفحام على التأسيس المنهجي والمعرفي للنقد الوصفي والتحليلي والتأصيل والتحديث وتمثلات اللغة العربية للهوية القومية في صلب الممارسة النقدية ضمن مسعى توظيف التراث النقدي في مسارات النقد الأدبي الحديث.
وبرزت ريادية المرحوم الفحام في نقد الشعر في كتابه المميز الفرزدق الذي وضعه عام 1962 وطبع عام1977 كما ترسخت مزايا نقده للشعر في كتابه الثاني نظرات في ديوان بشار بن برد عام1978 ثم تلاحقت مؤلفاته في هذا المنهج فألف كتاب مختارات من شعر الاندلس عام 1979 ليشكل علامة تدل على دقة منظوره النقدي ومنهجه التحليلي.
كتب الراحل الكثير من المقالات النقدية في إطار اهتماماته وعنايته بالشعر العربي وتراثه الجم، فكتب روضة الشعر الاندلسي عام 1988 وملاحظات تتناول نص ديوان بشار بن برد عام1982 وشعر منصور النمري 1981 وديوان ابي الفتح البستي 1983 وديوان ابن الرومي1985 والمجموع من شعر القحيف العقيلي 1987 والمستدرك على دواوين شعراء العرب المطبوعة1988 والتعليقات على تصحيح ديوان البستي1990 وديوان المعاني وفهرسة أشعاره 1995 والإبانة عن سرقات المتنبي 1963 والقصيدة اليتيمة والدوقلة 1992.
كما وضع الدكتور الفحام مقدمات لكتب عن الشعر من مثل ديوان دريد بن الصمة القشيري والتعريف بأقدم مخطوط لديوان الفرزدق كما حقق كتاب المختار من شعر بشار عن مخطوط تونس بين عامي1986 و1987 في حين نقد كتبا نقدية عن الشعر والشعراء من أمثال كتاب بشار بن برد للدكتور عمر فروخ 1981.
وكانت وفاة الدكتور الفحام رحمه الله في دمشق يوم 29 حزيران 2008.
وسوم: العدد 798