الشيخ الداعية حامد البيتاوي: رئيس رابطة علماء فلسطين
(1944- 2012م )
لوجهه بريقٌ من نور وَلِطَلتِه أَثرٌ إيماني، حينَ يَتحدث يَأسِرُكَ جَمالُ قَوله وَصدقُ نَبرته، يُقسِمُ عَلى الله واثقاً بالنصر، لا يُبالي بالمُلاحَقة والاعتقال، غَيرُ مُكتَرثٍ بالاحتلال وإرهابه .. يَبتَدِأُ مَواعظه بالثناءِ على الله آتِيَاً بِجَميلِ آيِ الله، ثُمَّ في ثَنايا خِطابه يُعلي صَوته بالتكبير والهُتاف طَالباً من جُمهوره التَرديد من خلفه، قوي الحُجة حَاظر الدليل من القرآن والسُنّة، فَتواه مُنسَجمةٌ مع عَقيدته وفكره، لا يُداهِن ولا يَقبلُ أَنصافَ الحُلول، أَبعدُ ما يَكون عَن الخوف والمُهادَنة. ابتُليَ مَراتٍ وَمرات فَصبرَ وكان المُصبّرَ لإخوانه، هِمَّتُه عالية وَعزيمَتُه قَوية وَثِقَتُه بالله كَبيرة.
كان داعياً واعياً وَقاضِياً عَادلاً وإمام صِدقٍ وحق ومجاهدٌ لا يلين، تَقدم وَضحى فَقدمَهُ شَعبه ونال حُبَّ أُمته بِجهاده وَصبره، ذِكرُه بين الناس حَسن والذكرُ للانسان عُمرٌ ثانٍ. نَحسبُه من أهل الله وخاصته والله حَسيبه.
وهذه لمحَةٌ من سيرته مُنذُ أن ابتدأ في دار الاخوان بنابلس مُروراً بسيرة أكثر من خَمسينَ عاماً من الجهاد والدعوة التي ما أَسقطَ ثَوبها عن كَاهله حتى لقي ربه، فَمضى في كُلِ حَياته وهو الداعي المُجاهد والإخواني الرائد، حتى حين توج في البرلمان نائباً عن شعبه كان ذاته الشيخ الذي عرفته فلسطين .. مُجاهداً لا يَكلُ ولا يلين. وهذه صفحات عن سيرته وجهاده والله ولي القبول.
الولادة والنشأة:
ولد الشيخ أبو حاتم حامد سليمان جبر خضير البيتاوي في قرية بيتا في محافظة نابلس في فلسطين عام 1944م، ونشأ في كنف أسرة مسلمة محافظة، وانخرط منذ شبابه المبكر في صفوف الحركة الإسلامية المعاصرة في فلسطين.
دراسته ومراحل تعليمه :
درس مراحل التعليم الابتدائية والأساسية في بلدته، وبعد تخرج الشيخ حامد البيتاوي من المدرسة الثانوية في نابلس عام 1964 توجه للجامعة الأردنية لدراسة الشريعة، ومن هناك واصل مسيرته الدعوية، وتعرف على أبرز رموز العمل الإسلامي هناك أمثال: عبد الله عزام، وأحمد نوفل، وراجح الكردي.. وغيرهم.
تخرج الشيخ الداعية حامد البيتاوي من كلية الشريعة، بالجامعة الأردنية، الفوج الأول، عام 1968، وتتلمذ على يد نخبة من المشايخ، والعلماء، وحصل على درجة الماجستير، في الفقه والتشريع، من كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، بنابلس، عام 1991م .
أعماله ومسؤولياته:
وفي الأردن بدأ مسيرة الدعوة والخطابة في المساجد بتكليف من إدارة الكلية ووزارة الأوقاف.
عمل الشيخ حامد البيتاوي في المحاكم الشرعية منذ تخرجه عام 1968 إلى أن صار رئيسًا لمحكمة الاستئناف الشرعية، في الضفة المحتلة، ثم صار عضوًا في المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، في فلسطين.
كما عمل مُدَرِّسًا بالتعليم الثانوي، ومحاضرًا بالجامعة.
-ساهم شيخ المجاهدين حامد البيتاوي في الصحوة الإسلامية المباركة في فلسطين، وتتلمذ على يديه كثير، من كبار الدعاة والقادة بفلسطين.
وبعد تخرج الشيخ حامد البيتاوي من الجامعه عام 1968 عاد إلى فلسطين ليقوم بواجبه الدعوي، وقد تطوع للخطابة في مساجد قرى بيتا، وعقربا، وبيت فوريك، والقرى القربية من بلدته.
ثم عينته وزارة الأوقاف مدرساً وخطيباً في مساجد نابلس في بداية السبعينات، ومن المساجد التي بدأ الشيخ حامد مسيرة الدعوة فيها بمدينة نابلس: ( الحاج معزوز، والإمام علي، والروضة، ومسجد النصر الذي قضى إماماً له قرابة العشرين عاماً).
وكان الشيخ يطوف في القرى، والمدن في الضفة الغربية، والقدس، والجليل، ومناطق 48 خطيباً وداعية، ولا تزال أفضاله معروفة، ويُشهَدُ له بها.
جهوده في الدعوة :
كان الشاب حامد البيتاوي لا يزال طالباً حين دعاه أحد أصدقائه لدار الإخوان في مدينة نابلس والتي بدأت نشاطها الدعوي من العام 1945، فذهب إلى هناك، وجلس يستمع إلى أمير الجماعة ورائد الإخوان الشيخ مشهور الضامن (1918-1998)، ثم بعد الدرس قرأ الحُضور سورة العصر بشكل جماعي، وقبل الغروب قُرأَ الشيخ مشهور المأثورات، ومن يومها تعلّق الطالب في حُب الطريقة، وسلكت قدماه درب الإخوان.
ومن دار الإخوان بنابلس أشرقت شمسُ الهداية في قلب حامد خضير، وبات يَترددُ على هذه الشُعبة ليستمع لمواعظ أمير الجماعة وضيوفها من العالم العربي والإسلامي.
وقد استطاع الشيخ مشهور الضامن -رحمه الله - كسب عددٍ غير قليل من شباب نابلس للانتساب للإخوان المسلمين، ومنهم حامد البيتاوي رغم قتامة الصورة التي كان يبثها الناصريون عن الإخوان، وكان لخطب الشيخ مشهور الضامن -رحمه الله- بالغ الأثر في نفوس الشباب في تلك الفترة، إذ كان العالم الوحيد المنتسب لجماعة الإخوان في نابلس، وكانت خطبه في الخمسينات والستينات تتميز بالدعوة إلى الجهاد والاستعداد لقتال اليهود الذين احتلوا جزءاً عزيزاً من فلسطين. الأمر الذي دفع ثمنه الشيخ مشهور الضامن حين حاول عدد من وجهاء نابلس التوسط عند الاحتلال للسماح للشيخ بالعودة إلى نابلس فكان جواب موشي ديان للشيخ مشهور بالرفض؛ لأنه كان يُحرض على الاحتلال، ويدعوا لمقاومته في مسجد الحاج نمر النابلسي قبل العام 1967م.
انقاد حامد خضير إلى شُعبة الإخوان، وتعلق بها، وانتظم بفعالياتها وأنشطتها، ولازم العمل مع إخوانه لرفع راية الدعوة، وصار يتردد على الشعبة، وصار من الإخوان المسلمين في المدينة. ومضى إلى القدر الذي أعده الله له من غير أن يدري بأنه سيكون رائد الدعوة وملهماً الثبات.
ويذكر الشيخ حامد البيتاوي زيارة الشيخ سعيد رمضان صهر الإمام حسن البنا -رحمه الله-، وأحد أبرز خطباء العالم الإسلامي لشعبة الإخوان في مدينة نابلس وخطبته في المسجد الكبير، وكذلك زيارة المقرئ محمد رشاد الشريف -رحمه الله - لشعبة الإخوان بنابلس وصوته بالقرآن الذي يجعلك تشعر بأنك لأول مره تسمع القرآن الكريم.
وكانت دار الإخوان في نابلس تقع فوق مكتبة البلدية، ثم عملت بلدية نابلس مع الحكومة الأردنية على إخراجهم منها، فاستأجروا داراً في المنطقة الشرقية بنابلس، وبقيت عامرة بالنشاط والعمل الدعوي حتى العام 1967 حين وقع الاحتلال الصهيوني والذي عمد إلى إغلاقها بقرار عسكري. ومن يومها توقف العمل الإخواني العلني في نابلس، لتبدأ مرحلة من العمل السري للدعوة.
وقد ظهرت روح الشيخ الوطنية ودافعيته الجهادية من خلال خطبه، وكان تأثير شَيخِه الأمير مشهور الضامن واضح في نَهجه وَخُطَبه، فقام الاحتلال في العام 1979 بفرض الاقامة الجبرية عليه في نابلس في مُحاولة لإسكات الشيخ وثنيه عن نهجه الجهادي. غير أن الشيخ البيتاوي واصل طريقة في الدعوة وصنع للدعوة بِصدقه وإخلاصه جُمهورَاً وأتباع.
وفي العام 1985 قامت وزارة الأوقاف بتعيين الشيخ حامد البيتاوي خطيباً للمسجد الأقصى المبارك. فلمع الشيخ حامد بخُطَبه التي وُصِفَت بأنها نارية وجريئة في قول الحق والدعوة إلى مُواجهة الاحتلال الصهيوني، وكان لِخُطَبِ الشيخ بالغُ الأثر على المُصلين في المسجد الأقصى المُبارك. وقد تَنبه الاحتلال لذلك فَحاول تَحذير الشيخ وتنبيهه لعدم الاستمرار في هذا النهج لكن دون جدوى.
ويذكرُ الشيخ حامد البيتاوي أنه في إحدى خُطبه في المسجد الأقصى المُبارك دعا إلى جهاد المُحتل وَمُقاومته، فاستُدعي من قبل ادارة الحُكم العسكري في نابلس، وكان أحد ضباط المخابرات في انتظاره، فلما دخل الشيخ إلى الغرفة قام عن كرسيه، وضرب على الطاولة، وقال للشيخ: (بعدين معك ومع ربك يا شيخ بيتاوي)، فأجابه الشيخ أنت لا تخاطب كناساً كما أنت مسؤول أنا مسؤول في شعبي، وإن كُنتُ مُخالفاً لقوانينكم وأمنكم بإمكانك أن تطلق الرصاص علي من مسدسك، أو تعتقل، أو تُبعِد، فاحفظ لسانك ...
وفي العام 1998 خطب الشيخ حامد خُطبة في المسجد الأقصى المبارك، وكان موضوعها تحذير الاحتلال الصهيوني من الاعتداء على المسجد الأقصى بهدمه أو تقسيمه، وقال الشيخ في الخطبه: من يهدم الأقصى سَيُهدَمُ كَيانُه ..
وكتبت الصحافة العبرية في اليوم التالي بالخط العريض العبارة ذاتها: ( من يهدم أقصانا سنهدم كيانه) وبعدها اتصل بالشيخ أحد المسؤولين الصهاينة قائلاً: يا شيخ ألا تعرف بأن لدى إسرائيل قوات خاصة وقدرة على التصفيات؟ فقال الشيخ أعرف، فقال: ألا تخشى أن يصلك الدور؟ فقال الشيخ: لا أخشى. فقال: لماذا ؟ فقال الشيخ: لأن حياتي وأجلي بيد الله عزّ وجلّ لا بيدكم، ونحن مسلمون نؤمن بقول الله - عز وجل- : (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة، ولا يستقدمون). فسأل: ومن الذي سيهدم دولتنا إن هدمنا المسجد الأقصى؟ فقال الشيخ: الله عزّ وجلّ سيهدم كيانكم ودولتكم لأن المسجد الأقصى بيت الله وللبيت ربّ يحميه، هذا أولاً، ثم نحن المسلمون سنثأر منكم إن هدمتم المسجد الأقصى .. فكروا بعقولكم لا بعضلاتكم وأسلحتكم، فقد أعذر من أنذر.
وظلت مواقف الشيخ البيتاوي صَلبةً قوية، وبقي شُجاعاً يزرع الإيمان، وَيُنَمي العَقيدة في نُفوسِ الناشِئَة، وكان بِنشاطه وَجُهدِه كَأنه أُمة .
وقد حدّث - رحمه الله – بعض إخوانه: بأنه كان يُديرُ عَشرة أُسرٍ إخوانية بالإضافة إلى عمله في الخطابة والوعظ والإمامة. وقد كان له نشاطٌ دعوي بارز في منطقة 48 في السبعينات حيثُ كان يتجول برفقة عدد من إخوانه داعياً إلى الله مُستَغلاً الأعراس الإسلامية والمناسبات الدينية لنشر فكرة الاسلام ودعوته. ويعتبر الشيخ حامد البيتاوي صاحب البصمة الأهم في تأسيس الحركة الاسلامية في الداخل الأرض المحتلة.
ومن طريف مواقف الشيخ الدعوية في منطقة 48 أنه دُعي إلى احتفال ليلة القدر في أم الفحم، وقد شارك حوالي 10 آلاف مسلم في هذا الاحتفال الديني، وكان بالقرب من موقع الاحتفال مقر للحزب الشيوعي وفي صبيحة اليوم التالي قدم 100 عضو منهم استقالتهم تأثراً بدعوة الاسلام، فكتب أنصار الحزب في الصحف ضد الشيخ حامد البيتاوي والإخوان المسلمون بأنهم عملاء الأردن والسعودية.
مُوجِه الانتفاضة وَمُلهِم الثورة:
وفي انتفاضة المساجد (الانتفاضة الأولى) ظهر نَجمُ الشيخ حامد البيتاوي ولمع مع إخوانه من خُطباء المساجد من قادة الحركة الاسلامية في توجيه الناس للثورة، وقد كان الشيخ حامد البيتاوي محور إثارة ونُقطة حماس للجماهير في الانتفاضة المباركة ولذا قام الاحتلال باعتقاله في العام 1990 في مُحاولة منه لإسكات صوت الثورة الصادح من على المنبر، غير أن الشيخ حامد استغل سجنه لتربية الشباب ورفع معنوياتهم وحثهم على الثبات، وقد أكرمه الله في السجن بحفظ القرآن الكريم.
ثم تَوجَ الاحتلال ارهابه ضِدَّ الشيخ حامد البيتاوي بإبعاده مع إخوانه إلى مَرج الزُهور بلبنان عام 1992 حيث أَبعدَ الاحتلال 415 فلسطيناً من قادة الحركة الاسلامية في مُحاوَلة لإيقاف الانتفاضة والقضاء على تقدم الحركة الاسلامية. وفي مرج الزهور واصل المُبعدون رسالتهم الدعوية والجهادية فكان الابعاد مدرسةَ جهادٍ وعطاء وقد تجلت مواقف الشيخ حامد الصلبة هُناك ومنها أنه لما عُرض عليه اتفاق اوسلو في الأسابيع الأخيرة وقف بين اخوانه وحرم التعاطي معه لأنه تفريط بفلسطين وهو مَدخَلٌ لإدانة أيِّ عَملٍ جهادي ضِدَّ الاحتلال، ثم أَقسمَ بأن هذا الاتفاق مَصيرُه الفشل، وأنه لن يَبلُغَ أجله لأنه تفريط بفلسطين أرض الإسلام والمسلمين. وفي مرج الزهور تقلّد الشيخ حامد البيتاوي شرف رئاسة رابطة علماء فلسطين، وبقي على رأسهم حتى آخر أيامه.
وبعد عام من الإبعاد عاد الشيخ حامد، وهو عَلى ذات العهد من الصدق مع الله فواصل ذات النهج وصدح بالحق من جديد مُنكراً اتفاق أوسلو ومحرماً التنازل عن الوطن لصالح سلام موهوم مع الاحتلال كما أفتى بحرمة التنسيق الأمني مع الاحتلال من على المنابر. الأمر الذي ضجت له السلطة فقامت في العام 1998 باعتقاله في محاولة منها لإرهابه واسكات صوته.
تابع الشيخ حامد البيتاوي دعوته وجهاده عبر منابر المساجد وفي المناسبات الدينية والاجتماعية داعياً لنقض الأفكار الوضعية وإعلاء شعار ( الإسلام هو الحل). فكان يسبح عكس التيار رافعاً راية الاسلام منادياً بتحكيم الشرع، رافضاً للانحناء لسياسة الاحتلال.
وكان للشيخ بَصمةٌ واضحة من خلال وجوده في المحاكم الشرعية التي ابتدأ العمل فيها من رئيس كُتاب إلى عضو المحكمة العُليا، فكان قاضياً عادلاً تُتعِبُه هُموم أُمته، وَيحرِصُ على إصلاحِ ذات البينِ بَينَ أبناءِ شعبه مُحاولاً وَئدَ الخلاف ونزعه.
وفي انتفاضة الأقصى المباركة التي انطلقت عقب زيارة المجرم شارون لباحات الحرم القدسي انتفض الشيخ حامد البيتاوي دفاعاً عن حرمة الأقصى، وكان رائد الخُطباء والقادة الداعين إلى الجهاد، وقد أفتى الشيخ حامد بجواز العمليات الاستشهادية، وشجع عليها، وكان يشارك في بيوت العزاء ومهرجانات التأبين مُتحدثاً عن فضل الشهادة ورافعاً من معنويات شعبه وَمُصبره في جهاده ضدّ الصهيونية، حتى أن ضابط المخابرات الإسرائيلي اتصل به وقال له بأن الاسلام يحرم قتل المدنيين فكيف تفتي بقتل المدنيين..؟ فرد عليه الشيخ حامد البيتاوي بقوة، وقال له: أنتم من يقتل النساء والأطفال، ويهدم البيوت، ويحاصر الناس، وأنتم من يجبرنا على مقابلتكم بذات الطريقة، والله يقول: ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) و( فمن اعتدى عليكم، فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وأنتم قتلة، ولا ترتدعون إلا بهذا.
وكان الشيخ حامد البيتاوي أبرز قادة الانتفاضة في الضفة الغربية وأشجع رجال الدعوة ولذا حين تقدم لانتخابات المجلس التشريعي في العام 2006 مع قائمة التغيير والاصلاح منحه شعبه الثقة وقدمه ليكون نائباً عنه في البرلمان.
ولم تُغيير منابر البرلمان الشيخ حامد البيتاوي فقد بقي الرجل الشجاع والجريء بقول الحق والصدح به، وقد شاهده العالم في أول جلسة للمجلس التشريعي كيف وقف أمام الجميع حاملاً مُصحفه وهو يردد: ( الله غايتنا.. الرسول قدوتنا.. القرآن دستورنا.. الجهاد سبيلنا.. الموت في سبيل الله أسمى أمانينا..)، وهو الشعار الذي ما سكت عنه الشيخ طوال مسيرته في الدعوة طوال أكثر من خمسين عاماً.
وعاد الاحتلال من جديد ليعتقل الشيخ حامد البيتاوي مع اخوانه من النواب، فظهرت شجاعته المعهودة، وكان مُلهم الهمم للشباب ودافعهم للعزيمة والثبات، يَحثُهم ويرفع من معنوايتهم، ويصبرهم، ويملأهم إيماناً وعقيدة عبر دروسه ومواعظة التي كانت أجمل ما في السجن. فكان القائد القدوة والداعية الصابر، المؤمن بقضاء ربه المُسلم أمره لله.
ومن سجنه إلى منابر الحق خرج الشيخ حامد البيتاوي، وهو نائب الشعب وشيخهم، فواصل قول كلمة الحق مُتحدياً الجميع بها، حتى ضاق صدر البعض عن سماعها فأطلقوا عليه النار في العام 2007 في محاولة لاغتياله، فوقاه الله شرّ الموت بأيديهم، ثم نهض مُعرضاً عن حقه ممسكاً بوحدة الأمة، لأن أصابع الاتهام أشارت إلى السلطة التي كانت وراء المحاولة الآثمة ، فقد أوردت الجزيرة خبر محاولة الاغتيال ....فقالت:
إطلاق النار على نائب من حماس بنابلس:
19/4/2009 م الشيخ حامد البيتاوي (الجزيرة نت):
أصيب الشيخ حامد البيتاوي النائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) برصاص مجهولين بينما كان خارجا من مسجد في مدينة نابلس ظهر اليوم الأحد.
وأكد أحمد البيتاوي نجل الشيخ حامد أن والده وكذلك شقيقه نصر تعرضا للهجوم في منطقة السوق الشرقي للمدينة من قبل مسلح قام بإطلاق النار بشكل مباشر ما أدى إلى إصابة النائب في قدميه، ونقل بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج حيث وصفت حالته بالمستقرة.
وقال نصر نجل النائب البيتاوي: إنه تم التحرش به وبوالده من قبل أحد الأشخاص حيث وجه لهما الشتائم، ثم اعتدى عليهما بالضرب قبل أن يطلق الرصاص بينما كانت سيارة تتابع الموقف ما يعني أن الأمر مدبر، ولم يكن عرضياً.
يذكر أن أنشطة حماس تتعرض للمنع بشكل كبير في الضفة الغربية منذ قيام الحركة بالسيطرة على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007.
وتصاعد التوتر مؤخراً بين حماس وحركة التحرير الفلسطيني (فتح) التي تسيطر على السلطة الفلسطينية، حيث أعلن الأمن الفلسطيني أنه صادر في مسجد بالضفة الغربية معمل متفجرات كانت تشغله حماس التي ردت من جانبها بنفي الاتهامات، واعتبرتها "فبركة إعلامية لضرب المقاومة". المصدر : الجزيرة
وأكثر ما يميّز الشيخ حامد البيتاوي عن غيره هذه الجرأة والشجاعة في قول الحق، ثم الثقة المُطلقة بالله، وإيمانه القاطع بحتمية النصر وزوال الاحتلال، سواءً كان الشيخ على المنبر أو في الشارع أو في البرلمان أو في عُرس إسلامي، فقد كان ديدنه البوح بالحق. وفي أيام مرضه الأخيرة، وقبل وفاته بأشهر حدثني، وهو مليء بالثقة بالنصر، وينتظر مرحلة مجد الأمة ومُؤملاً أن تُسفر الأحداث والثورات العربية عن فجر الاسلام الذي سيتوج بقيام دولته.. ولعل إخلاصه وصدقه مع الله هو منبع شجاعته وجرأته وحسن ثقته بالله سبحانه وتعالى.
ولأنه صدق الله في الدفاع عن بيت المقدس وَحملِ هَمِّ الجهاد دُونَه، فقد سَاق الله إليه الأقدار في مَرضه الأخير؛ ليكون في كَنفِ الأقصى وَجُوارِه. فقد مَنعهُ الاحتلال من السفر للعلاج في الأردن، وأَذِنَ له بالعلاج في دولة الاحتلال، فأبي الشيخ حامد أن يَرقُدَ بمشافي المُحتَل، وآثر أن يَذهب إلى مُستشفى المقاصد بالقدس. ومن هُناك كان في آخر لقاء مُسجل لأحد زواره يَحثُ الأمة على التمسك بهذا التدين مُؤكداً بأنه لا عُذر لنا عند الله.
وعلى بُعد خُطوات من المسجد الأقصى فاضت روح الشيخ حامد البيتاوي خطيب الأقصى وعالم العلماء وعضو البرلمان ... وفي القدس التي عاش يَحملُ هَمَّ حُريتها صلى المسلمون على الشيخ أبو حاتم صلاة الجنازة وطافوا به ساحات المسجد الأقصى المبارك ليكون الوداع الأخير بين الأقصى وخطيبه والداعي لحمايته والباذل روحه فداءً له.
ترجل الشيخ حامد البيتاوي بعد أكثر من خمسين عاماً من الدعوة والجهاد لإعلاء كلمة الله واعزازاً لشريعة أحمد، فرحمك الله يا شيخ فلسطين ويا رئيس رابطة علمائها.. وأكرم نزلك، وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة.
وفاته:
وافته المنية عصر يوم الأربعاء 4 / 4 / 2012م، وشيّع أكثر من 10 آلاف فلسطيني من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ظهر اليوم الخميس 05-04-2012 جثمان النائب العلامة “حامد البيتاوي” بمشاركة نواب كتلة التغيير والإصلاح، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية ووفود من محافظات الضفة والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني. وقد هتف المشيعون للشيخ، وذلك بعد أن ألقى أبناء نابلس نظرة الوداع على الشيخ في مستشفى رفيديا الحكومي، ومن ثم حمل على الأكتاف إلى دور الشهداء حيث صلي عليه صلاة الجنازة.
وهتف المشيعون بكافة الدعوات والكلمات الداعمة لموقف الشيخ البيتاوي السياسي والوطني، وأطلقوا تعهدات بالمواصلة على درب الشيخ حتى دحر الاحتلال عن ارض فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، وأكدوا أنهم مواصلون الحفاظ على الثوابت الإسلامية والوطنية وعلى درب المقاومة والشهداء.
ونقل جثمان البيتاوي بموكبه مركبات إلى مسقط رأسه ببلدة بيتا جنوب نابلس ليوارى الثرى هناك.
رحم الله الشيخ البيتاوي برحمته الواسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أصداء الرحيل:
أذاعت قناة الجزيرة نبأ وفاة الشيخ حامد البيتاوي في
4/4/2012م: نقلاً عن ( عاطف دغلس-نابلس) :
( الشيخ حامد البيتاوي تعرض لملاحقة الاحتلال وتضييقه حتى في سعيه للعلاج من أمراضه..
أعلنت مصادر طبية في مستشفى المقاصد الخيري الإسلامي بمدينة القدس وفاة الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى والنائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال المشرف المناوب على المستشفى عصام دغلس إنه أعلن وفاة الشيخ البيتاوي (68 عاما) عصر اليوم الأربعاء إثر تدهور في وضعه الصحي منذ ساعات صباح اليوم.
وأكد دغلس في اتصال مع الجزيرة نت أن الشيخ البيتاوي أجرى عملية قلب مفتوح قبل ثلاثة أسابيع، وأن حالته الصحية وصفت في ذلك الحين بالصعبة والحرجة، حيث كان يعاني من تجلط سابق في القلب أدى لضعف كبير في عضلة القلب.
مضاعفات:
وأشار إلى أن الشيخ أصيب أمس باحتقان في الرئة أدى إلى تجمع المياه فيها، مما استدعى نقله لغرفة العناية المكثفة مجددا التي يرقد فيها منذ أسبوع. كما تدهورت حالة الشيخ الصحية صباح اليوم إثر توقف عضلة القلب مرة ثانية عن العمل، "ورغم أننا أجرينا كافة الاحتياجات الطبية إلا أن الشيخ فارق الحياة".
ويعاني الشيخ الذي أجرى عملية "قسطرة" عام 1995 من أمراض صحية مزمنة، تتمثل بضغط الدم والسكري الذي أدى خلال الشهرين الماضيين لبتر أربعة من أصابع قدمه.
ورجحت مصادر طبية في المستشفى ونقلا عن ذوي الشيخ أن يتم نقله الليلة لمدينة نابلس ليوارى جسده الثرى في مسقط رأسه فيها.
وكان الشيخ حامد البيتاوي قد نقل قبل ثلاثة أسابيع إلى مستشفى المقاصد بالقدس إثر تدهور حالته الصحية واحتياجه لعملية قلب مفتوح، حيث حاول السفر للخارج لتلقي العلاج لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت ذلك ومنعته من الخروج، كما رفض الشيخ نفسه تلقي العلاج بالمستشفيات الإسرائيلية، مما اضطرهم لإجراء العملية له بالمستشفى المذكور بالقدس.
وكان أحمد البيتاوي نجل الشيخ حامد قد قال للجزيرة نت إن الشيخ رُفض بسبب المنع الأمني الإسرائيلي، كما رُفض السماح لأي من أبنائه بالذهاب معه إلى القدس، ولم يُسمح إلا لزوجته فقط نظرا لأنها مقدسية وتحمل الهوية الإسرائيلية.
أبعدته سلطات الاحتلال عام 1992 إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وأعادت اعتقاله عام 2007 إثر انتخابه عضوا في المجلس التشريعي.
إبعاد واعتقال:
وينحدر الشيخ حامد من قرية بيتا جنوب شرق نابلس شمال الضفة الغربية، ودرس فيها مراحله الدراسية الأولى عام 1946، وتخرج في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية عام 1968، ثم حصل على درجة الماجستير في الفقه والتشريع، في كلية الشريعة بجامعة النجاح بنابلس عام 1991.
ثم عمل الشيخ في المحاكم الشرعية الفلسطينية، وتدرج بالعمل فيها إلى أن عُيّن قاضيا شرعيا لمحكمة الاستئناف الشرعية بالضفة الغربية، ثم عضوا بمجلس القضاء الأعلى.
ويسكن البيتاوي مدينة نابلس منذ عشرات السنين، ويُعتبر من كبار الدعاة الإسلاميين في فلسطين، لا سيما أنه عمل خطيبا للمسجد الأقصى لعدة سنوات، ورئيسا لرابطة علماء فلسطين.
غير أن سلطات الاحتلال كانت له بالمرصاد دوماً، حيث أقدمت السلطات الإسرائيلية على فرض الإقامة الجبرية عليه عام 1979، ومنعه من مغادرة مكان سكنه في نابلس لعدة سنوات ومنعته من السفر خارج الوطن.
كما اعتقلته عام 1990 لمدة عام كامل قضاه في مختلف سجون الاحتلال، وأبعدته عام 1992 إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، مع 415 فلسطينيا بتهمة الانتماء لحركة حماس.
وأعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله عام 2007 إثر انتخابه عضواً في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حماس عام 2006، وذلك ضمن حملة استهدفت غالبية نواب ووزراء ورؤساء البلديات والمجالس المحلية التابعة لقائمة التغيير والإصلاح في الضفة الغربية، حيث لا يزال يقبع إلى الآن قرابة 27 نائباً تشريعياً في سجون الاحتلال.
كما اعتقلته السلطة الفلسطينية لعدة أشهر عام 1998 لمعارضته المفاوضات مع إسرائيل.
وأصدر الشيخ البيتاوي عدة مؤلفات في حياته منها الدينية وأخرى سياسية، كان أهمها (سلسلة خطب داعية)، و(ذكريات الإبعاد في مرج الزهور)، و(ذكرياتي في جماعة الإخوان المسلمين)، و(رجال عرفتهم)، و(اليهود)، و(المنافقون في القرآن الكريم)، و(انتفاضة الأقصى).
ونعت القوى الوطنية والإسلامية بمدينة نابلس -وعبر مكبرات الصوت في المساجد- الشيخ البيتاوي، كما نعاه رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك في بيان له من داخل سجنه عوفر. المصدر: الجزيرة.
الشيخ حامد البيتاوي في ذمة الله:
غزة - دنيا الوطن .
توفي اليوم الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى المبارك، وعضو المجلس التشريعي عن مدينة نابلس تميز الشيخ -رحمه الله- بقوته وثباته وصدعه بكلمة الحق نسأل الله أن يعوضنا في مصابنا خيراً حتى تعرفوا من هو الشيخ حامد البيتاوي إليكم هذا اللقاء الذي أجرته معه القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أقسم الشيخ البيتاوي للصحفي الإسرائيلي على كتاب الله بأنهم سيخسرون، وأنهم سيزولون قريباً عن أرض فلسطين، وأن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي ملك للعرب والمسلمين.
الشيخ حامد البيتاوي في ذمة الله:
توفي الشيخ حامد البيتاوي مساء الأربعاء رئيس رابطة علماء فلسطين النائب في المجلس التشريعي عن كتلة حماس البرلمانية الشيخ حامد البيتاوي، في مشفي المقاصد بالقدس المحتلة.
ومنع الاحتلال النائب البيتاوي (70 عاماً) من السفر لتلقي العلاج بالأردن، ما اضطره لإجرائها في القدس، كما رفضت سلطات الاحتلال منح أي من أبنائه تصريح دخول للقدس، ولم يكونوا معه عند وفاته.
وبعد إعلان وفاة الشيخ؛ رفضت سلطات الاحتلال منح تصاريح دخول القدس لأي من عائلته وأبنائه لنقل الجثمان، ورفضت التنسيق الإنساني للعائلة.
وكان الشيخ البيتاوي أجرى عدداً من العمليات الجراحية كان أخرها عملية "قسطرة" بالمشفى العربي بنابلس وعمليات أخرى لبتر أصابع قدميه لإصابته بمرض السكري.
وقال أحمد الابن الأصغر للنائب إن والده يصارع المرض منذ أكثر من 20 عاماً حيث أصيب بمرض السكري مما أدى إلى بتر عدد من أصابع قدميه.
الشيخ حامد البيتاوي في ذمة الله:
14 جمادى الأول 1433ه
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين حيث وافته المنيّة مساء الأربعاء في مدينة القدس المحتلة، بعد أن منعه الاحتلال من السَّفر إلى الأردن لتلقي العلاج.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بيانا تعزي فيه في وفاة الشيخ، وقالت فيه: "بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تنعى الحركة .. إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وفاة النّائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والشيخ العلاَّمة: حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين".
وتوفي البيتاوي عن عمر يناهز 70 عاماً وقد منعته سلطات الاحتلال من السَّفر إلى الأردن؛ لتلقي العلاج فتوفي بعد معاناة طويلة مع المرض.
وكان -رحمه الله- خطيباً للمسجد الأقصى المبارك، وأحد المبعدين إلى مخيم مرج الزهور بجنوب لبنان في تسعينيات القرن الماضي مع الشيخ الشهيد عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز لحماس.
واعتقل الشيخ البيتاوي عدة مرات لدى سلطات الاحتلال، وانتخب في العام 2006 عضواً في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس، وهو رئيس رابطة علماء فلسطين.
وقالت حماس في النعي إنه كان "مثالاً للعالم العامل، والدَّاعية الصَّادق، والمجاهد الحق دفاعاً عن ثوابته وطنه وأمته، وقضيته وحقوق شعبه".
وأضاف البيان: "إنَّنا إذ ننعى إليكم الشيخ حامد البيتاوي، لنسأل المولى سبحانه أن يتقبّله عنده في الصَّالحين، وأن يسكنه فسيح جنانه مع إخوانه المجاهدين والصَّالحين، وأن يرزق أهله وإخوانه ومحبّيه جميل الصَّبر والسّلوان".
وبدوره، يعزي موقع المسلم عائلة الشيخ البيتاوي والأمة الإسلامية جمعاء في مصابها، سائلين الله عزّ وجلّ أن يتقبله في الصالحين، وأن يمن على أهله ومحبيه بالصبر والسلوان.
شيخ الأقصى المجاهد “حامد البيتاوي” في ذمة الله تعالى:
هيئة التحرير5 أبريل، 2012، أخبار الأمة:
توفي، بعد عصر الأربعاء 05-04-2012، الداعية الإسلامي الشيخ المجاهد “حامد البيتاوي” عضو المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، ورئيس رابطة علماء فلسطين بعد معاناة مع المرض؛ وقد كان رحمه الله تعالى من أكبر العلماء المجاهدين الذين قدموا حياتهم خدمة للقضية الفلسطينية، فعاش من أجلها ومات من أجلها أيضًا.
وفي تحد للكيان الصهيوني؛ أبى سكان مدينة القدس المحتلة وفلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 إلا أن يصلوا، الليلة الماضية، صلاة الجنازة على الشيخ “حامد البيتاوي”، عرفانًا له، بعد أن قضى سنوات طويلة خطيبًا للمسجد الأقصى، قبل أن تمنعه سلطات الاحتلال من الدخول إلى المسجد الأقصى قبل 20 سنة. فقد قام المئات من سكان القدس وفلسطينيي الداخل بنقل جثمان الشيخ البيتاوي من مستشفى المقاصد في القدس إلى المسجد الأقصى، حيث أدوا صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العشاء، قبل أن يُعاد مجددًا للمستشفى، تمهيدًا لدفنه ظهر اليوم الخميس.
هو رئيس رابطة علماء فلسطين، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وعضو بالعديد من الهيئات واللجان والجمعيات، تتلمذ على يديه كثير، من كبار الدعاة والقادة كالهيئة الإسلامية العليا في القدس … انتخب عضواً بالمجلس التشريعي الفلسطيني، في دورته الثانية، منذ عام 2006، عن قائمة التغيير والإصلاح.
أقدمت سلطات الكيان الصهيوني على فرض الإقامة الجبرية عليه عام 1979، وفي عام 1990، اعتقلته، مدة عام؛ وفي عام 1992، أُبعد إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، مع 415 من إخوانه من المشايخ، والعلماء، والدعاة، والأطباء، والمهندسين، وغيرهم. كما اعتقلته السلطة الفلسطينية، في عام 1998، لعدة أشهر، لمعارضته المفاوضات السلمية مع الصهاينة وإصداره “فتوى بتحريم التنسيق الأمني مع العدو المحتل”؛ وفي عام 2007، أعاد الكيان الصهيوني اعتقاله مدة عام، بعد انتخابه في المجلس التشريعي، ضمن الحملة التي استهدفت غالبية نواب ووزراء ورؤساء البلديات والمجالس المحلية، لقائمة التغيير والإصلاح، في الضفة المحتلة.
يصارع المرض منذ أكثر من 20 عامًا؛ حيث أصيب بمرض السكري مما أدى إلى بتر عدد من أصابع قدميه، وأجرى عملية زراعة شبكية للقلب قسطرة بالعام 1995 م، وتعرض بالعام الماضي لوعكة صحية مما اضطره إلى تلقي العلاج باستمرار.
وقد أدى التعنت الصهيوني المتعمد سواء خلال تواجده داخل السجن أو من خلال رفض تحويله لتلقي العلاج المناسب في الخارج رغم إلحاح الأطباء والمماطلة الشديدة في مسألة تحويله للقدس للعلاج في التسبب في مضاعفة المرض لدرجة خطيرة.
مصادر الترجمة:
1-الشيخ حامد البيتاوي: من شُعبة الإخوان إلى قُبة البرلمان - بقلم: حمزة أسامة العقرباوي.
2- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا ) .
3-موقع الجزيرة نت .
4- مؤسسة القدس للثقافة : نقلاً عن وكالات + قسم التحرير.
وسوم: العدد 804