الشيخ محمد الناشد (الزمخشري الصغير)
١٣٠٩ - ١٣٦٤ هجرية
١٨٩٠- ١٩٤٥ميلادية
في بيت من بيوت حلب القديمة، العابقة بالأزهار والأذكار ،المشرقة بنور المعرفة
و الإيمان، بمحلة ابن يعقوب في حارة الباشا ولد الشيخ محمد الناشد .
على هامش مصحفه....خّط الوالد الشيخ تاريخ الولادة وكتب (محمد شيخ) قارئاً في عيني الطفل الوليد علامات النبوغ مستبشراّ بمستقبل مشرق.
كان والده الشيخ هلال الناشد يدير حلقة علم و أذكار في جامع الأرمنازي على الطريقة القادرية .
و أخوته جميعاً ذكوراً وإناثاً كانوا من أهل العلم .
✦✿✦ نســـبه: هو الشــيخ محمد ابن الشيخ هلال ابن محمد ابن أحمد ابن عبد القادر ناشـد .
✦✿✦ أساتذته:
تتلمذ رحمه الله على كبار علماء عصره في مدينة حلب أمثال الشيخ بشير الغزي و الشيخ أحمد الزرقا والشيخ محمد المارتيني و الشيخ علي العالم وغيرهم.....
✦✿✦زملاؤه:
الشيخ عبد الله حمّاد والشيخ نجيب سراج والشيخ نجيب خياطة والشيخ محمد السلقيني والشيخ أسعد عبه جي و
عبدالله ريحاوي والشيخ ناجي أبو صالح والشيخ أحمد الكردي وغيرهم......
✦✿✦ تلامذته:
درس على يديه علماء كبار بلغت شهرتهم الآفاق نذكر منهم....
الشيخ محمد النبهان ،الشيخ أحمد الحصري ،الشيخ أديب حسّون الدكتور معروف الدواليبي، الدكتور مصطفى الزرقا، الدكتور عمر خياطة، الدكتور عبد الفتاح أبوغدة، الشيخ محمد الحامد ( حماة) ،الشيخ محمد المصري، الشيخ صلاح المصري، الشيخ أمين عيروض، الشيخ عبد الرحمن الباشا، الشيخ نجيب خياطة، الشيخ أحمد مسعود( الباب)،الشيخ عبد القادر سنجقدار، ،الشيخ محمد الحكيم ، الشيخ أحمد القلاش،الشيخ بكري رجب ، والأستاذ علاء الدين علايا وغيرهم.....
✦✿✦العلوم التي درسها:
علوم القرآن الكريم ،الفقه الحنفي ،كما درس التفسير والحديث و الأصول .
إلا أن العلوم التي برع فيها و كرس حياته من أجلها تدريساً وتخصّصاً ًكانت علوم اللغة العربية.
فقد أخذ من علوم الشعر والبلاغة و النحو و درّس ألفية ابن مالك و شروحها و اشتهر بين العلماء بهذا الاختصاص حتى أطلق عليه علماء عصره وتلامذته اسم الزمخشري الصغير .
✦✿✦المدارس التي درّس فيها:
قام رحمه الله بالتدريس في معظم المدارس الشرعية المنتشرة في ذلك الوقت مثل الخسروية والعثمانية وغيرها.
وكان يؤّم المصلّين في مسجد البياضة ويخطب الجمعة في جامع الحيات.
وكانت له مجالس ذكر في جامع الأرمنازي (حارة الباشا ) ، و زاوية الناشد(المشاطية) ، جامعاً بذلك معارف الشريعة و أذواق الحقيقة.
✿✦ كان أصغر إخوته سّناً فجع بوالده وهو صغير لم يبلغ السابعة،أحب العلم والعلماء صغيراً فكان يتردد على مجالسهم وأتم حفظ القرآن في الثانية عشرة .
ونال إعجاب مدرسيه فكانوا يعقدون المناظرات العلمية بينه وبين أترابه فيتفوق عليهم بقدرته على المناظرة.
وعاش أصعب أيّام حياته في خدمة الجندية فترة حروب العثمانيين و قاسى خلالها الأهوال من جوعٍ و بردٍ وتعب و من هول ما أصابه لم تتمكن أمّه من التعرف عليه عندما عاد من الحرب بعد سبع سنين.
✿✦ تزوج بعد أن بلغ الرابعة والثلاثين ١٩٢٤ ميلادية و أنجب ثلاث من الذكور وثلاثة من الاناث.
سكن حي البياضة وتوّلى إمامة مسجد الحي مع دروسه في المدارس الشرعية.
✿✦كان رحمه الله مربوع القامة أسود الشعر و اللحية أبيض اللون يمشي الهوينا متحلياً بالسكينة و الوقار يلبس عمامة بيضاء على طربوش أحمر مع جبة سابغة كما كان يلبس العلماء في عصره.
✿✦أحبّ الفقراء وجالسهم و بذل ماله وجهده في سبيل ٱسعادهم وكان ليّن الطباع سمحاً كريماً قصده تلامذته و أكلوا زاده وطلبوا مساعدته في كثير من أمورهم و حاجاتهم.
عرف عنه كثرة الانفاق في سبيل الله يسارع لإيفاء ديون المدينين و يساعد العزّاب بتكاليف الزواج ، و كان يقول لمدينيه : إن تيسّر عليك فأعده وإن شّق عليك سامحك الله .
وقد استضاف أحد طلبة العلم المهاجرين من لواء الاسكندرون مع أسرته وشاركه سكنه عدة سنوات.
✿✦ كان بارّاً بوالدته متعاوناً مع أقاربه و أخوته وأخواته لا يتوانى عن مساعدتهم.
عاش الشيخ أيّامه يتدارس العلم مع طلبته جيلاً بعد جيل ، ينتقل بين رياض العلم , لا يكّل ولا يمّل ، بحثاً ودراسةً و تعليماً، مبتدئاً بعد صلاة العصر منتهياً بعد صلاة العشاء.
و كان يجلس أواخر الليل على ضوء مصباحه الشحيح يطالع كتبه المبعثرة على طاولته الصغيرة و الناس نيام حتى إذا أذّن لصلاة الفجر غادر بيته الى صلاته ودروسه.
✿✦ توقف في آخر أيامه عن التدريس في الخسروية بعد تحديث طاقمها التدريسي ولازم متزله صابراً محتسباً محروماً من أحّب أصحابه إليه (دروسه و طلبته).
✦✿✦ وفاته :
أصيب بمرضٍ عضال أقعده الفراش لأربعة أشهر ثم انتقل إلى جوار ربّه و له من العمر (٥٥) عاماً.
و في مشهد مهيب تسابقت العمائم البيضاء لحمل النعش كأّنها الطيور البيضاء تحيط به من كل جانب. ودفن في مقبرة جبل العظام ظهر الثاني من جمادى الأولى ١٣٦٤ هجرية .
✿✦✦✿✦✦✿✦✦✿{{رحمه الله}} ✿✦✦✿✦✦✿✦✦✿
- ملاحظة : سيرة الشيخ المخطوطة أعلاه ملخصة من مذكرات ابنه الأستاذ محمد مهدي الناشد(١٩٣٨—٢٠٠٥) الذي درّس (سابقاً) الفقه الحنفي و حاشية ابن عابدين في مدرسة الكلتاوية إضافة لعمله في تدريس التربية الإسلامية في مدارس حلب .....رحمهم الله جميعاً.
- تم ورود المعلومات أعلاه من المهندس يمان الناشد .. مع الشكر الجزيل.
(الموسوعة التارخية لأعلام حلب)
وسوم: العدد 815