من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق

أن تغمرك أيُّ شخصية باحترامها وحُبها واهتمامها، حتماً سينحني القلم إجلالاً لها بالشكر والتقدير.. وذلك لأصالتها وطيبتها وبساطتها في كل محفلٍ تلتقيه، ويكون فيها المُبادر من ذاته بالسلام، ونشر بساتين الابتسامة..

نعم، إنه الشاب الطموح والمُثابر/ عبد الله بن عبد العظيم القطان

شخصية هجرية باسقة كالنخل المُترف بالثمر..

فقد غرستها أيادي هجر في أرض الكنانة بجوار الأهرامات وتموج نهر النيل، لينهل من علومها وسؤددها الفياض في مرحلة البكالوريوس بكلية الإدارة.

ولم يكتفِ هذا الشاب من تحدي ذاته، إذ وثب بخيل أجداده "عبد القيس" للسفر للولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الأكاديمية؛ والتي لا تمت لتقاليده أو لغته أو لهجته هُناك أية صلة سوى العلم، والانخراط في الأعمال الإنسانية والأنشطة الثقافية؛ ليطاول إليها عنقه شامخاً بالتحصل والتفضل من قبل الإله سُبحانه وتعالى عليه لدرجة الماجستير في نظم المعلومات الإدارية.

تعرفت عليه بدعوة من خاله الصديق العذب والأقرب: حسن بن ناصر القطان في مزرعتهم الأُسرية عام ٢٠١٣م، وكان بحفاوة استقباله يُجبرك على محبته من أول لقاء..

كذلك معرفتي بجده لأمه المرحوم الحاج ناصر، وأيضاً خاله المرحوم عبد الفتاح، والذي اختطفه سيف المنون قبل أشهرٍ معدودة، وكذلك أخواله الأعزاء (جابر، وحسين، وعريس هذه الليلة علي)، وما أدراك من علي في مقالبه الدراسية أيام مدينة رفحاء الشمالية، ساعة عملي هُناك.

كذلك جدته لأُمه "أُم شاكر" أمدَّ الله في عُمرها كثيرة الدعاء والسؤال لروايةٍ ألمت بنا ذات يومٍ بألمٍ وحُرقة لرحيل أحبة علينا كالصديق المرحوم/ هاني بن عباس الحرز، والصديق المرحوم/ عبد الجليل بن عبد الله الخميس.. فالحمد لله أولاً وآخراً أن مدَّ بنا الزمن لنكون بركةً في دوران سبحة السبع المثاني، وأجر سورة الإخلاص.

ليكون السناء والثناء لشعلة الجمال، وفُكاهة المجال، وتُفاحة الخصال، لخاله "حسن"..

فهذا الإنسان بحق تحار الكلمات في شخصيته ووصفه، منذ معرفتي به عن قرب بالكلية بالدمام، ومقالب يوم المهنة عام 1416هـ إلى يومنا هذا!

فلا تجد أي مكانٍ إلا وأرسل إليه ريحان سجيته، وطيب معرفته على الباكستاني والهندي والفلبيني والبريطاني، ودول الخليج وغيرها من الدول العربية.. حتى بات تربعه على كرسي السفارة الإنسانية بين الحاضرة والبدو لقهوة تواصله، (ومحماس) خصائله، (وهاون) جمائله، (وللبشت الحساوي)، وتميرات الخلاص والشيشي إلى يومنا هذا للأصدقاء بنجد، وديار حاتم الطائي، ورفحاء، والكويت، والبحرين..

أجل، شخصية فريدة واستثنائية بوصلها وتواصلها في الأفراح والأتراح.. ولا أنس مشاوير الحبيب حسن، وتعقيباته الممزوجة بلهجته الفياضة بالكوميديا والتراجيديا في ( شف، صج والله، أها عاد، وسرقة رسيفر التلفزيون من مقر سكننا).. كذلك

كذلك طرقاته على معول منزل أُخته العزيزة "أُم فهد"، وهي أُم ضيفنا المُحتفى به، لأخذ الأطباق المُثلجة (البيف باستري، والسمبوسة، ورهش الدبس، ودرابيل الشمالي).. استعداداً لشهر رمضان بالشمال، وأيام العزوبية..

حسن يمتلك شفافية بالضحك دون أية تكلف، أو استعانة باستجداء المُفردات، فهو ابن الحارة، والمدينة، والقرية، والهجرة..

فلا غرو أن يُلبي الدعوة لوجبة الإفطار لحبيبنا المصري محمد الحسيني، والحبيب ملاك الشمري، والباكستاني الحبيب محمد سعيد، (والچنا) للمرحوم الحبيب محمد إسلام، والحبيب علي السعدي، (الآلو) للحبيب شميم صديقي، والحبيب بنجي، (والچباتي) للحبيب منصور (بو سعد)، والحبيب عبد الله الفريح، والحبيب شامي الشمري، والحبيب المهندس طلال الشمري، والحبيب المهندس محمد ساجد، والحبيب المهندس هياد، والحبيب المهندس ذاكر حسين، والحبيب صاحب المقالب المُضحكة على جهاز اللا سلكي النجار مُجيب الرحمن صديقي، والحبيب إبراهيم الخلف، والحبيب المرحوم كريّم التويجري، والحبيب المرحوم محمد عويس، والحبيب نايف الرويشد..

طابت أيامك يا عبد الله بأخوالك، وأعمامك، وأُسرتك (القطان، والعوض، والجبارة، والسعيد، والعباد)، وانحناءة لك من (أبو ساري) كما يُحب أن يُسميني خالك "الحسن" باسمي الفني بشمال البرودة ودفء المعاني..

وسوم: العدد 816