العلامة الشيخ الداعية الدكتور عز الدين إبراهيم مصطفى
( 1928 – 2010م )
مقدمة
وسط هذه الأحداث رحل الشيخ عز الدين إبراهيم، والذي كان يعمل مديراً لجامعة الإمارات الأسبق، والمستشار الثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأحد قيادات الإخوان المسلمين، ومؤسس تنظيمها في ليبيا بعد خروجه من مصر، والذي وافته المنية في لندن بالمملكة المتحدة.
ولعل من حسن القدر أن يكون عام مولده 1928م هو عام تأسيس الإخوان في الإسماعيلية، نشأ الدكتور عز الدين إبراهيم في رحاب دعوة الإخوان في القاهرة أثناء دراسته الجامعية في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، وأثناء دراسته كانت مواظباً على حضور حديث الثلاثاء للإمام البنا الذي أحبه، وقدّره وجذبه نبوغه؛ فقدّمه في التحدث بدلاً منه في حديث الثلاثاء عند انشغاله، وهو دون العشرين من عمره، وكانت روعة أسلوبه وجمال عرضه تأخذ بالألباب
إنه الداعية الإسلامي العلامة عز الدين إبراهيم مصطفى، أحد المجاهدين الذين رباهم الإمام الشهيد حسن البنا في أوائل عمره، وممن عمل مع الأستاذ الشهيد سيد قطب، والمجاهد يوسف طلعت، دفاعاً عن الإسلام، والعاملين بالسيرة الخيّرة الجهادية في مقابلة الظالمين، وارتحل إلى المملكة الليبية، حيث استضافه ملكها إدريس السنوسي، وقد أجازه برواية الحديث الشريف.
ثم رجع إلى مصر، وكان من أعمدة النخبة المجاهدة، التي عملت باسم (لجنة الشباب المسلم)، ثم ضاقت الأحوال في بلده، فجاء إلى دمشق ليتابع دراسته. والتدريس في المعهد العربي الإسلامي، والعمل مع الجماعة، وجمعية التمدن الإسلامي، في العمل العام.
ثم انتقل إلى دولة قطر، وانتقل بعدها إلى لندن لنيل شهادة الدكتوراه منها، وتعاون مع الجماعة الإسلامية في باكستان وأميرها الإمام أبي الأعلى المودودي.
ورجع بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية، وعمل فيها.
وشارك في لبنان بالعمل مع القيادة الحكيمة في جماعة عباد الرحمن، ثم الجماعة الإسلامية، ثم الدعاة إلى الله في لبنان، ثم انتقل بناءً على رغبة الشيخ زايد بن سلطان -حاكم الإمارات- ليكون رئيساً لمعارفها، ثم ترؤس جامعة العين، وقد خرّج العدد الكبير من دورات التعليم، وكان المرافق لسمو حاكمها، ومستشاره للشؤون الثقافية.
وسوف نتوقف عند سيرة حياته المباركة لعلنا نقتبس منها الدروس والعبر، فهي مليئة بفعل الخير والبذل والعطاء.
المولد، والنشأة :
ولد عام 1928 في القاهرة بالمملكة المصرية، ونشأ في ظل أسرة مصرية مسلمة ملتزمة بأحكام ربها وتعاليم نبيها الكريم، تحب العلم، وتحترم العلماء.
الدراسة والتكوين :
تلقى عز الدين إبراهيم علومه الأولية في كتاتيبها، ثم التحق بالمدارس والمعاهد العلمية.
ثم حصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ودبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، ثم دكتوراه الفلسفة في الآداب من جامعة لندن عام 1963.
كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد لإدارته عدداً من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية من جامعة ماليزيا .
وكذلك حصل على دكتوراه فخرية في الآداب لدوره مع مؤسسات التعليم العالي من جامعة ويلز في المملكة المتحدة.
الوظائف والمسؤوليات :
عمل في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر .
ثم اشتغل بالتدريس والتربية في ليبيا، وبدأ بنشر مبادئ جماعة الإخوان المسلمين في مدينة بنغازي، وتشكيل الأسر التنظيمية التي كانت النواة الأولى للجماعة في المملكة الليبية.
ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، فعمل أستاذاً للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض.
وسافر إلى بريطانيا وأميركا، واشتغل بتدريس مادة الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشغان في الولايات المتحدة الأميركية.
سافر إلى إمارة أبو ظبي في عام 1968، ونال الجنسية الإماراتية، وعمل مستشاراً ثقافياً لرئيس دولة الإمارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسؤولاً عن أعماله الخيرية والإنسانية، ومديراً لصندوق التضامن الإسلامي، وقدّم خدمات جليلة للمسلمين في جميع أقطارهم من خلال مؤسسة الشيخ زايد الخيرية، واهتم بدعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارات، ثم عمل مديراً لجامعة الإمارات لمدة أربع سنوات .
وكلفه الشيخ زايد بمهام تربوية، وثقافية متنوعة من خلال التعاون مع وزارات التربية والتعليم، والإعلام، والثقافة والشؤون الإسلامية .
عمل موجّهاً تربوياً، ومساعداً لمدير معارف قطر، وعضواً في اللجنة الاستشارية العليا بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولص السادس عام 1976 في الفاتيكان، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما 2002، وميلانو 2004، وليون في فرنسا 2005، وحوار الأديان في مدريد عام 2008.
ساهم في تأسيس حركة الإسلام والغرب في منتصف السبعينيات، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
عضويته، ومشاركاته :
كما شغل الدكتور عز الدين إبراهيم عضوية العديد من المؤسسات والهيئات، والمجالس العلمية لعدد من الجامعات العربية والأوروبية والآسيوية والإفريقية، أبرزها:
1-عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، ومقره بيروت.
2- عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أُنشئت في منتصف السبعينيات.
3- واللجنة الاستشارية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
4- وعضو المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت.
5-وعضو مجلس أمناء كلية الخليج الطبية بعجمان.
6- وعضو مجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي.
6- وعمل أيضاً مستشاراً لجامعة ممباسا الإسلامية.
7- وعضواً ومستشاراً لمركز إسهامات علماء المسلمين في الحضارة بدولة قطر.
8- وعضو في المجالس العلمية لعدد من الجامعات العربية والأوروبية والآسيوية والإفريقية.
9-عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي يرأسها د. يوسف القرضاوي .
10-المستشار الثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
التجربة الفكرية والدعوية :
تتلمذ على يد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا الذي كان يحبه ويقدمه، وتبنّى عز الدين إبراهيم أفكاره الإصلاحية، واقتفى مسيرته الدعوية.
ولما قامت الحكومة المصرية في عهد الملك فاروق باعتقال عدد من زملائه الشباب الدعاة استطاع عز الدين واثنان منهم أن يغادروا مصر عن طريق الصحراء إلى ليبيا، وقابلوا الملك السنوسي فمنحهم اللجوء السياسي بعد أن سمع خطبة رائعة من عز الدين، وبعد هدوء الأحوال في مصر رجع إليها، وأسَّس مع بعض إخوانه "لجنة الشباب المسلم"، وكان لها نشاط فكري.
وكان عضواً قيادياً في الجهاز الخاص التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فاعتقل في السجن الحربي عام 1954 بعد حاث "المنشية"، ولما أفرج عنه هاجر من مصر إلى سوريا أيام اضطهاد جمال عبد الناصر رجال الحركة الإسلامية، فعمل مدرساً في المعهد العربي الإسلامي، وأكرمه أهل دمشق، وأعطوه منزلة كبيرة، وتزوج فتاة من أسرة دمشقية، وكان يخطب الجمعة في بعض مساجد دمشق، ولاسيما مسجد الجامعة السورية.
وعاش يحمل رسالته الدعوية التي أعطاها حياته أينما حلّ ورحل، من مصر إلى ليبيا، ثم السعودية، ثم قطر، فالإمارات العربية، شاباً وكهلاً وشيخاً في خدمة الإسلام، ثقافة وحضارة، وشريعة وحياة.
ففي الإمارات كان المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة (بدرجة وكيل وزارة) .
ومن إنجازاته:
اقتراح وتنفيذ المجمع الثقافي في أبوظبي، والقيام ببرنامج ثقافي واسع باسم ديوان رئيس الدولة في مطلع السبعينات، والتعاون مع الحركة النسائية والاتحاد النسائي وجمعياته في نشأتها، وتنفيذ مشروع مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، والإشراف على كراسي الدراسات الإسلامية التي أنشاها طيب الذكر الشيخ زايد في عدد من البلاد الأوروبية والآسيوية، وتنفيذ مشروع معلمة القواعد الفقهية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة، وتمثيل الدولة في عدد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية ذات الصفة الثقافية ومؤتمرات الحوارات الحضارية والدينية .
وترجع مشاركته في المجالات الطبية إلى اهتمامه الشخصي بهذه الموضوعات من الناحية الدينية والأخلاقية والتراثية، وقد شارك بأوراق عمل بهذه المواصفات في اجتماعات وحلقات دراسية ومؤتمرات متخصصة، منها على سبيل المثال: الإنجاب والإجهاض، زراعة الأعضاء، بيع الأعضاء، الاستنساخ، رؤية حضارية وإسلامية حول دمج الطب التكميلي والبديل بالطب الحديث، حقوق الأطباء، التعاليم الإسلامية الأساسية حول أمور الطب والطبابة .
وفي مجال حوار الحضارات والثقافات والأديان والإيديولوجيات، شارك الدكتور عز الدين ابراهيم في العديد من الفعاليات في هذا المجال حيث شارك في حوار الثقافات التي نظمتها منظمة الإسيسكو داخل الوطن العربي وفي أوروبا وعددها ثمانية، ودرّس موضوع حوار الحضارات والثقافات في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، لأكثر من فوج، وهو عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أنشئت في منتصف السبعينات، وشارك على مدى الأربعين سنة الماضية في معظم الحوارات الإسلامية- المسيحية وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولس السادس سنة ،1976 وهو عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي ومقره بيروت، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما (2002) وميلانو (2004) وليون بفرنسا (2005)، وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان: بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟
كان لشخصيته جاذبية أخاذة، وكان ما أن يحادثك، حتى ينقلك إلى عوالمَ شاسعة بحضوره الباهر، وعِلمه الواسع، وتواضعه الجليل، وروحه المرحة، وحسه المرهف، وابتسامته المفعمة بالراحة والاطمئنان .
للفقيد مسيرة ثقافية بنّاءة وعريقة، تعامل في بدايتها مع تلاميذ مدارس، ثم طلاب ثانويين فجامعيين، زارعاً فيهم شغفه للغة العربية وشعرائها وأدبائها، وظل حتى آخر أيامه من حُماة هذا المنبر، لاعتباره ضرورة قومية وإسلامية، هذا الانتماء جعله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية منذ وقبل وقوع نكبة ،1948 فدافع عن الأرض وبيت المقدس بعدة كتابات ومحاضرات علمية للتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف ومقدساته ولتثبيت هويته العربية .
وإيماناً منه بمبادئ ديننا الحنيف الذي يتصف بالسماحة والتسامح، كرس جهوداً حثيثة لتقديم ثقافة إسلامية صحيحة وتعميمها من أجل تثبيت الصورة الوسطية المعتدلة للدين الإسلامي، بعيداً عن الإفراط والتفريط والتطرّف والتنطّع، وذلك من خلال الميادين المتعددة التي مثل فيها الدولة وهي الحوارات الحضارية بين الديانات .
وبالرغم من قربه من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،كمستشاره الثقافي بصفة أساسية، ومسؤولاً عن أعماله الخيرية في العالم، واحتكاكه شبه اليومي برؤساء دول وشخصيات رسمية رفيعة المستوى، لم يفقد شيئاً من تواضعه وإنسانيته، بل زاد من تعلقه لحب الخير، فكان محسناً وعطوفاً .
* ألف 23 كتاباً تعليمياً ، وكتب أبحاثاً تتصف بالتنوع
* اقترحَ ونفّذ مشروع المجمع الثقافي في أبوظبي
* تولى إدارة جامعة الإمارات ل 4 سنوات
* عضو مجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية
* مشارك مهم في حوار الحضارات والثقافات والأديان
* حضور طاغ أخاذ مع علم واسع وتواضع جم
المؤلفات :
اهتم بالكتب العلمية، فألف عدداً من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، بلغت / 23 / كتاباً، وأدرك أهمية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، وساهم بجهوده في ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة. وعلى رأس إنجازاته في هذا المجال
1-ترجمة "الأربعون القدسية" .
2-و"الأربعون النووية"
3-و"الكلم الطيب".
4-كما شرع في إعداد موسوعة إسلامية كبيرة بمسمى "معلمة القواعد الفقهية"، بتمويل مؤسسة الشيخ زايد الخيرية وإدارته، وبالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة.
5-وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان "بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟".
6- رياض الصالحين للنووي.
7-رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك زمانه .
8- ومسيرة الجامعات الإسلامية.
9- والحوار الإسلامي- المسيحي.
10- والسنوات المتأخرة من العمر، كما أصدر بالمشاركة ثلاثة كتب من الأحاديث النبوية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وكان على وشك إصدار مجلد من مختارات القرآن الكريم المبوبة حسب الموضوعات والمترجمة إلى اللغة الإنجليزية .
وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية، ومنتديات الحوار بين الأديان، وأبرزها مؤتمر حوار الثقافات الثمانية التي نظمتها منظمة الإيسيسكو داخل الوطن العربي وأوروبا.
حياته الاجتماعية :
لعل كثير من المشاهير تأخذهم الحياة من مهمة إلى أخرى، يبذلون قصارى جهدهم مما ينعكس أثره على أولاده وزوجته، ويكون لذلك بالغ الأثر، هذا الأمر معروف عند كل من يسعى في الحياة لهدف معين مهما كان هدفه، ولعلك تعجب عندما تجد الدكتور عز الدين حريصاً في البذل والتفوق في جميع المجالات، فكما نجد نجاحه في أعماله المختلفة وجهوده الدعوية نجده يتوج نجاحه الأسرى مع أولاده .
تزوج الفقيد الدكتور عز الدين إبراهيم من عائلة سورية كريمة من دمشق عقب هروبه إلى سوريا سنة 1954م، هي حفيدة القاضي الممتاز العلامة الشيخ محمد عزيز الخاني، وله ثلاثة أبناء هم:
الدكتور عبد الرحمن، والدكتورة هدى، والدكتورة دعاء.
ولم تكُ انشغالاته الرسمية يوماً عائقاً في تأديته لوجباته العائلية، فهو نِعْمَ الزوج والأب والجدّ، استثمر بصيرته في تنشئة ابنه الوحيد عبد الرحمن، وابنتيه : هدى، ودعاء، فأصغى، وراقب ووجّه، وواكبهم، وساندهم في تحصيلهم العلمي إلى أن نالوا جميعهم أعلى الدرجات التعليمية.
وانطفأ المصباح :
توفي الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم صباح السبت 15 صفر 1431 هـ / الموافق30 كانون الثاني 2010م في العاصمة البريطانية لندن، بعد معاناة مع المرض.
أصداء الرحيل :
الأستاذ عاكف يحتسب رفيق دربه د. عز الدين إبراهيم :
يحتسب فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين العالم الدكتور عز الدين إبراهيم المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبق والعضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي وافته المنية أمس السبت في العاصمة البريطانية، بعد معاناة مع المرض، ويتقدم بخالص تعازيه إلى الأمة الإسلامية والإخوان المسلمين في وفاة صديقه ورفيق دربه ورحلته.
وأشاد فضيلة المرشد العام السابق بالدكتور عز الدين إبراهيم، واصفًا إياه بأنه يصدق فيه الحديث الشريف "وشاب نِشأ في طاعة الله"، مشيرًا إلى أن الفقيد كان أحد أعلام الإخوان الذي نشروا فكر الجماعة ومنهجها الوسطي في العديد من بقاع الأرض.
وأوضح أن الدكتور عز الدين إبراهيم نشأ وتربى في حضن جماعة الإخوان المسلمين، وواجه الظلم والعنت، وظل على بيعته لدعوته مجاهدًا في سبيلها حتى الرمق الأخير فيه.
وأضاف الأستاذ عاكف قائلاً: "كان د. عز الدين إنسانًا له بصمته الحضارية والثقافية الرفيعة؛ حيث تقلَّد العديد من المناصب العالمية الرفيعة، قدَّم فيها القدوة والمثل للمسلم العالم الذي يعطي لدينه ودعوته مكانهما اللائق، وأنا أفتقده كأخ حبيب وصديق عزيز".
ودعا فضيلته المولى عز وجل أن يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى، وأن يعوِّض الأمة خيرًا، كما قدَّم فضيلته خالص تعازيه إلى أسرة الفقيد الراحل، وتعازيه لجموع الإخوان المسلمين في شتى بقاع الأرض.
العالم المصري الداعية الدكتور عز الدين إبراهيم :
وكتب الشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ يقول في نعيه :
توفي الأخ الحبيب، والصديق الوفي، والرجل الذكي، والخطيب المِصْقَع، الداعية إلى الله على بصيرة، والعالم العلامة، صاحب الخلق الكريم الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، توفي يوم السبت 15 صفر 1431 هـ (30 كانون الثاني 2010م).
كان رحمه الله قد بلغ في الذكاء والنبوغ، وفي اللطف والدماثة الغاية، أوتيَ النبوغَ في وقت مبكِّر، فقد حدثني أخي الكبير العلامة عبد الرحمن الباني أن عز الدين كان خطيبًا بالقاهرة في حياة المرشد الشيخ حسن البنَّا، وكانت خُطبته متميِّزة، وأنه (أي الأستاذ الباني) كان يحرِص على حضورها.
وهو من أبرز الدعاة إلى الله.. وقد لجأ إلى سوريا أيام اضطهاد جمال عبد الناصر لرجال الحركة الإسلامية، فعمل مدرسًا في المعهد العربي الإسلامي، وأكرمه أهلُ دمشق، وإنه لأهلٌ لكل إكرام، وأعطَوه منزلة كبيرة، وتزوج فتاة من أسرة دمشقية كريمة، وأنجب منها ثلاثة أولاد، هم: الدكتور عبد الرحمن، والدكتورة هدى، والدكتورة دعاء.
كان عز الدين وسيمَ الخلقة، أشقرَ الشعر، أبيضَ اللون، لا تفارق البسمةُ شفتيه، له عينان تبرُقان بالذكاء، ولصوته رنَّة عذبة، وكان يخطُب الجمعة في بعض مساجد دمشق، ولاسيَّما مسجد الجامعة السورية.
وأذكر أننا خرجنا مرَّة ننكر بعض التصرُّفات الغاشمة التي كانت تجري في مصر، فشارك معنا، وجعل يحرِّض على ترديد بعض العبارات المؤثِّرة... ثم سافر إلى بريطانيا وحصل منها على شهادة الدكتوراه.
كان رحمه الله فصيحًا مبينًا؛ إذا خطب لا يلحَن، وكان إلقاؤه متميزًا محبوبًا، وكان يتقن الإنكليزية، ويتكلَّمها بطلاقة.
كنا نلقاه في دمشق كثيرًا، وقدَّر الله أن أجتمعَ به زميلاً في جامعة الملك سعود؛ أستاذًا في كلية التربية.
وكان محبَّبًا جدًّا إلى طلابه، نشيطًا في مجال التدريس وإلقاء المحاضرات، ولقد سعدت بسماع بعض محاضراته النفيسة.
وأذكر أني حضرتُ محاضرة له في كلية التربية من جامعة الملك سعود، تحدَّث فيها عن ضرورة وضع سُلَّم في العربية للكلمات الأكثر استعمالاً، وذكر أن السلَّم الموجود الآن من صنع يهوديٍّ أيام الحرب العالمية الثانية! وكانت محاضرة قيمة، وعلَّق مُعجَبًا بها الدكتور علي فودة رحمه الله.
ومن محاضراته النافعة محاضرةٌ ألقاها عن الكتب التي كتبها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى ملوك الأرض يدعوهم فيها إلى الإسلام، وأورد سردًا لما ذكره العلماء عن هذه الكتب، وخصَّ بالذكر منها الرسالةَ التي أرسلها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى هِرَقْلَ التي حصل عليها الشيخ زايد آل نهيان، وأهدى إلى الحاضرين صورةً عن هذه الرسالة.
وقد كنتُ معه عضوًا في لجنة وضع مناهج اللغة العربية للمرحلة المتوسِّطة والمرحلة الثانوية، وكان يرأس تلك اللجنة الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، وأدهشني ذكاءُ الدكتور عز الدين في إدارة الحوار، وبراعته في مناقشة الآخرين ليقنعَهم بوجهة النظر التي يراها.
وكان رحمه الله كثيرًا ما يزورُني وكثيرًا ما أزورُه.
ومن كريم خلاله أنه وضع بين يديَّ صورةً لمخطوطة قديمة في المختارات الشعرية القديمة، واقترح عليَّ نشرها.
كان رحمه الله حريصًا على أن يظهرَ بأحسن مظهر في اللباس الأنيق، والحديث العذب، والوجه البشوش، وكان محبوبًا لا يعاشره أحدٌ أو يسمعه إلا أحبَّه وأعجب به.
وكان يمتاز بفكر نيِّر يعرضه بأسلوب لبق جذَّاب، يدلُّ على ذلك رسالةٌ موجَزة كتبها في (اتجاه الفكر الإسلامي)[1]. وهي تدلُّ على نظرة عميقة سليمة نافذة موجهة، وهي رسالة موجزة في خمس صفحات. قال فيها:
((الملاحَظ في السنوات الأخيرة أن التفكير الإسلاميَّ قد اتسم بالطابع العملي التطبيقي، فلو تتبَّعنا كتابات المفكرين الإسلاميين ومحاضراتهم لوجدنا أنها تدورُ في الأغلب حول الحلول العلمية التي يمكن أن يقدِّمها الإسلام لإصلاح الحياة من جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقلَّما نجدها تمسُّ الجوانب الروحية في الإسلام: كالعقائد والعبادات والأخلاقيات.
ولعل الدافعَ إلى هذا الاتجاه العمليِّ أمران:
أولهما: يتعلق بالنهضة الإسلامية المرتجاة والتي يعمل لها كثيرون من المخلصين في كلِّ مكان... ولذلك حَرَصَ الداعون إلى إقامة هذه النهضة على إثبات صلاحية الإسلام للحكم بما ينشرونه من بحوث ودراسات تتعلق بالجوانب العملية التطبيقية أكثر من تعلُّقها بالجوانب الروحية.
وثانيها: يتعلق بالجوِّ الفكري العامِّ في العالم، فقد سادت العالم موجات فكرية طاغية، واهتم أصحابُ المذاهب المختلفة بإبراز مزايا مذاهبهم بشتَّى وسائل الإبراز، ولذلك كان من الضروريِّ أن يُعنى الداعون إلى الإسلام بإبراز مزايا مذهبهم، وخصوصًا الجوانب العملية في هذا المذهب؛ باعتبار أنها مجالُ الاحتكاك والمخاصمة بين المذاهب.
فلهذين السببين حَرَصَ المفكرون الإسلاميون من كتَّاب ومربِّين ومحاضرين على أن يعالجوا الجوانبَ العملية، وأن يفرُّوا من الجوانب الروحية، حتى إن بعضَ الوعاظ المستنيرين يعتبر الحديث عن الجنة والنار والحساب والعبادة والمثُل الخلقية وسائر الموضوعات الروحية ضربًا من التخلُّف والانتكاس في تصوُّر وعرض القضايا الإسلامية على الناس)).
ويقول: ((ونحن لا نعيبُ الاتجاه العمليَّ التطبيقي للفكر الإسلامي ولا ننتقده؛ لأن الدوافعَ إليه طبيعية ومنطقية كما قدمنا، ولأن الإسلام في حقيقته دينٌ عملي شامل يفي بمطالب الحياة جميعًا. ولكننا نخشى أن يؤديَ التمادي في هذا الاتجاه العملي، مع إغفال الجوانب الروحية، إلى أخطار وخيمة نكاد نلمس آثارَها من الآن في حقلين: في حقل الدراسة، وفي حقل التربية)).
ويقول: ((والجوانبُ الروحية الأصيلة فيما نعتقد ثلاثة: أولها العقيدة، وثانيها العبادات، وثالثها الأخلاق وقواعد السلوك)).
وختم رسالته بقوله:
((وبعدُ فقد عانت النهضةُ الإسلامية الحديثة في مبدأ أمرها من جمود المسلمين وعدم تفكيرهم في النواحي العملية للإسلام، ولذلك اهتمَّ المصلحون الإسلاميون كثيرًا بتأكيد الاتجاه العملي. واليوم نلاحظُ أن الاتجاه العمليَّ قد ثبت، ونخشى أن يطغى على ما عداه من الاتجاهات الأخرى الضرورية في تصوُّر الإسلام وتصويره وتوجيه نهضته، ولذلك لزم أن نناديَ بضرورة إيجاد التوازن بين اتجاهات الفكر الإسلامي بحيث تُعْنى بالجوانب الروحية والعملية معًا. فبغير ذلك لا تستقيم النهضة الإسلامية المرتجاة)).
كان رحمه الله داعية متحركًا ورحَّالة مغامرًا، لا يكاد يستقرُّ في مكان حتى ينتقلَ إلى آخرَ؛ إذا رأى أن ذاك المكانَ يتيح له العملَ للدعوة على نحو أفضل.
ومن ذلك أنه لما قامت الحكومةُ المصرية في عهد الملك فاروق باعتقال عدد من زملائه الشباب الدعاة استطاع عز الدين واثنان منهم أن يغادروا مصرَ عن طريق الصحراء إلى ليبيا، وقابلوا الملكَ السنوسيَّ فمنحهم اللجوء السياسيَّ بعد أن سمع خطبةً رائعة من عز الدين، وبعد هدوء الأحوال في مصر رجع عز الدين إليها وأسَّس مع بعض إخوانه (لجنة الشباب المسلم)، وكان لها نشاطٌ فكري مشكور.
ثم اعتُقل مع عدد كبير في عام 1954م، وبعد خروجه من السجن الحربيِّ توجَّه إلى سوريا، ثم إلى قطر، ثم إلى لندن، ثم عاد إلى قطر، ومنها إلى السعودية، وأخيرًا إلى الإمارات العربية.
وكان أينما يذهب يترك أثرًا طيبًا.
وكان له دورٌ مهم مع الشيخ عبد الله بن علي المحمود في ترشيد المسلمين السُّود في أمريكا، وإعادتهم إلى الإسلام الصحيح.
عمل الفقيدُ في التعليم الثانوي، والتعليم الجامعي، وكان ناجحًا فيهما أعظم النجاح، وتولَّى رئاسة الجامعة في دولة الإمارات، ثم عيِّن مستشارًا ثقافيًّا لرئيس دولة الإمارات الشيخ زايد آل نهيان، وكان العضوَ المؤسِّس للاتحاد العالميِّ لعلماء المسلمين.
أقول: وما يزال المجال رحبًا للحديث عن الكتب والرسائل التي ألَّفها، وعن الترجمات لبعض الكتب الإسلامية التراثية التي نقلها إلى اللغة الإنكليزية في الدعوة إلى الله، وهو مجالٌ جدير بالبحث والدراسة، وأرجو أن تُتاحَ لي الكتابة فيه.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عمَّا قدَّم لدينه وأمَّته خير الجزاء، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــ
[1] نشرتها لجنة مسجد الجامعة السورية بدمشق، في ربيع الأول من عام 1374 هـ.
الشيخ عز الدين إبراهيم (1928 - 30 يناير 2010م):
عمل الدكتور عز الدين في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر وليبيا وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، ففي قطر عمل مساعدا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل كأستاذ للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض.
كما قام بتدريس الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشغان في الولايات المتحدة الأمريكية، مستعيناً بكتبِهِ الإسلامية المؤلّفة بالعربية والإنجليزية وهي الأربعون قدسية والأربعون نووية والكلم الطيب.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي :
لقد عرَفتُه قبل أن ألقاه ، فقد كان من طلاَّب الإخوان المسلمين المتميِّزين في جامعة القاهرة، (جامعة فؤاد الأول)، مع مصطفى مؤمن، وسعيد رمضان، وغيرهما، وكنا نحن طلاَّب الإخوان في الثانوي حينذاك نعتزُّ بهم ونفخر.
أما أول ما لقيتُه واستمعتُ إليه، فأظنُّه كان في سنة 1946م ، حين كنتُ في القاهرة لمناسبة من المناسبات ، قيل لنا: في هذه الليلة يُقام احتفال بذكرى المولد النبوي بشُعبة السيدة عائشة بالقلعة، وسيخطب فيه بعض الدعاة الشباب، ومنهم عز الدين إبراهيم، وحرصتُ على أن أشهد الاحتفال لأستمع إليه، لقد عشقته أذني قبل أن يراه بصري. والأذن تعشق قبل العين أحيانا.
وقد حضرتُ مع بعض الإخوة إلى الشعبة المذكورة، وشاركنا في هذا الاحتفال بالاستماع إلى خطبائه، الذي كان في طليعتهم الشاب الجامعي عز الدين إبراهيم، الذي تحدَّث عن السيرة النبوية، وانتقد ما يقدَّم للشَّعْب في (قصة المولد)، التي تُتلى على الناس في كلِّ شهر ربيع الأول، واستمعتُ إلى عز الدين إبراهيم يتحدَّث عن واجبنا نحو السيرة النبوية، حديثا جديدا، عن قصص المولد النبوي التي تُعرض على الناس في المساجد، وقد تُقرأ في البيوت، وضرورة تصفيتها من هذه الشوائب التي لا تتَّفق مع قرآن ولا سنة، ولا علم محقَّق. وعرض السيرة السليمة التي تُتَّخذ منها الأسوة المحمدية، ويقتبس الناس من دروسها النيرة ما ينفعهم، ويرقى بهم في دينهم ودنياهم.
وكان أهم ما اكتسبتُ من هذا الحفل: اكتشافي هذا الداعية المعلِّم والمصلح، وإن لم تُتَح لي فرصة للتعرُّف به في تلك الليلة، لتزاحم الحضور عليه.
هروبه إلى ليبيا :
وعز الدين إبراهيم هو من وائل من دخل لليبيا من حركة الإخوان المسلمين وكان له الدور الكبير في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، في محنة الإخوان سنة 1949م التي قامت حكومة إبراهيم عبد الهادي باعتقال الإخوان وتعذيبهم في معتقل هايكستب والطور والتنكيل بجميع الإخوان في هجمة شرسة لم تحدث لهم من قبل ، استطاع عز الدين واثنان منهم أن يغادروا مصر عن طريق الصحراء إلى ليبيا، وقابلوا الملكَ السنوسي ، فمنحهم اللجوء السياسيَّ بعد أن سمع خطبةً رائعة من عز الدين، وبعد هدوء الأحوال في مصر رجع عز الدين إليها وأسَّس مع بعض إخوانه (لجنة الشباب المسلم)، وكان لها نشاطٌ فكري مشكور.
يقول الدكتور القرضاوى :
وبعد أن أفرج عن المعتقلين في مصر، وهدأت الأحوال، عاد عز الدين ورفيقاه إلى القاهرة، وبدأ يمارس نشاطه في (قسم الأُسَر)، مع الدكتور عبد العزيز كامل في عهد الأستاذ الهضيبي.
وهذا يتَّفق مع اتجاهه الذي عُرف به هو ومجموعة من إخوانه، عبد الحليم أبو شقة، وجمال الدين عطية، ويوسف عبد المعطي، وغيرهم، الذين أسَّسوا ما عُرف باسم (لجنة الشباب المسلم)، التي كانت تُعنى بتقوية الجانب الفكري والثقافي وتوسيعه، في مقابلة ما تُعنى به جماعة النظام الخاص، وهو يوجِّه العناية الكبرى إلى الجهاد والجانب العسكري.
وفى أواخر 1953م عندما سعى عبد الناصر لبذر الشقاق بين صفوف الإخوان ، وخدع بعض الشباب وخدعوا بالخروج على المستشار الهضيبي ، كان صوت عز الدين من أقوى الأصوات التي أنكرت على بعض شباب (التنظيم الخاص)، الذي اعتصم في المركز العام في وقت من الأوقات، ثائرين على المرشد الأستاذ حسن الهضيبي، وقد أنهى هؤلاء الإخوة اعتصامهم بتوسُّط عبد العزيز كامل وغيره
وانعقد مؤتمر كبير في المركز العام ضمَّ الألوف، تحدَّث فيه كثيرون، كان منهم عز الدين إبراهيم، الذي ركَّز في حديثه على أن هؤلاء الشباب خرجوا عن أدب الإسلام في توقير الكبير، ومعرفة حقِّ العالم، وطاعة مَن ولَّيته أمرك، واحترام نظام الجماعة.
من سجن العامرية إلى الحربي :
يقول الدكتور القرضاوى : وقد جمعنا الاعتقال في (الحلِّ الأول) للإخوان في عهد الثورة في يناير 1954م، حين التقينا في معتقل العامرية، وقد عملنا على تحويل المعتقل إلى جامع وجامعة وجمعية: جامع للعبادة، وجامعة للتثقيف، وجمعية للتعاون على الخير.
يبدأ يومنا من قبل الفجر بالتهجُّد، وتلاوة القرآن، وذكر الله، والتضرُّع إليه بالدعاء والاستغفار، ثم صلاة الفجر في جماعة، ثم قراءة الأذكار والأدعية المأثورات، ثم درس علمي روحي، أُلقيه أنا، أو الأخ العسال، أو الأخ عز الدين إبراهيم، أو الأستاذ عطية الشيخ، أو غيرهم من دعاة الإخوان.
وما هي إلا أيام قليلة ونحن في معمعة هذا النشاط، حتى نودي على ستة من المعتقلين دون غيرهم، لينقلوا إلى القاهرة، كان عز الدين واحدا منهم. وهم: محمود عبده، ومحمود حطيبة، ومحمود نفيس حمدي، وأحمد العسال، ويوسف القرضاوي.
في أول الأمر ظنَّ الإخوان أن هذا أول كشف من كشوف الإفراج! ولكن بالنظر في الأسماء التي نودي عليها، يستحيل أن يفرج عنها قبل غيرها، وهم من قادة العمل الطلابي والشبابي والدعوى، وذهبت ظنون الإخوان وتفسيراتهم مذاهب شتى، لماذا هؤلاء دون غيرهم؟ وهل هم مفرج عنهم؟ ولماذا؟ وكيف؟ وهم من أنشط الإخوان؟ حتى قال بعضهم: إنهم أخذوهم ليحرموا الإخوان في المعتقل من نشاطهم ومحاضراتهم، ولكن قد ينطبق هذا على عز الدين والعسال والفقير إليه تعالى.
وقال بعض الإخوان: لعلهم يريدون أن يتفاوضوا مع شباب الإخوان خاصة، وكله ظن وتخمين، والظن لا يغنى من الحق شيئا.
على كل حال أخذنا نحن الستة في سيارة كبيرة، ووصلتنا إلى مكان في ضواحي القاهرة، أدخلنا إليه، فإذا هو السجن الحربي الذي بتنا فيه ليلة اعتقالنا، وقد وضعنا في سجن رقم (4) في زنازين انفرادية، وكان هذا هو السجن الذي ضم بعد ذلك الأستاذ الهضيبي المرشد العام وعددا من قادة الإخوان، ورغم أن كلا منا كان في زنزانة انفرادية، فقد سمحوا بفتح الزنازين معظم النهار، وكنا نتزاور، ونصلى في جماعة.
وأراد الأخ عز الدين أن يصدر مجلة باسم المعتقل، وطلب إلى أن أشارك فيها بقصيدة، فأنشأت قصيدة (زنزانتي) المنشورة بديواني (المسلمون قادمون) ومن قارن وصف الزنزانة في هذه القصيدة ووصفها في قصيدتي (النونية) الشهيرة يعرف الفرق بين الاعتقال الأول في يناير 1954م ، والاعتقال الآخر في أكتوبر 1954م وما بعده.
سفره إلى سوريا :
بعد خروجه من السجن الحربي، واصطلاح رجال الثورة مع الإخوان، في ظاهر الأمر على الأقل، في أواخر مارس 1954م فكر عز الدين إبراهيم وجماعة من أصدقائه أن يغادروا مصر إلى سوريا الشقيقة، وكانت الأجواء فيها آمنة في ذلك الوقت ، وكانوا لا يأمنون تغير الأحوال في مصر، وبخاصة أن العسكر غير مأمونين ، فخرج عز الدين هو وعبد الحليم أبو شقة وحسن المعايرجي، وإخوة آخرون، للعمل هناك؛
فعمل مدرسًا في المعهد العربي الإسلامي، وأكرمه أهلُ دمشق، وإنه لأهلٌ لكل إكرام، وأعطَوه منزلة كبيرة، وتزوج فتاة من أسرة دمشقية كريمة، وكان يخطُب الجمعة في بعض مساجد دمشق، ولاسيَّما مسجد الجامعة السورية، ثم غادرها إلى قطر، ثم إلى لندن، ثم عاد إلى قطر، ومنها إلى السعودية، وأخيرًا إلى الإمارات العربية. وكان أينما يذهب يترك أثرًا طيبًا.
من إنجازاته :
اقتراح وتنفيذ (المجمَّع الثقافي) في أبو ظبى، وهو صرح مشهود ومتميِّز هناك.
القيام ببرنامج ثقافي واسع باسم ديوان رئيس الدولة في مطلع السبعينيات.
التعاون مع (الحركة النسائية والاتحاد النسائي) وجمعياته في نشأتها.
تنفيذ مشروع (مؤسَّسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية)، التي امتدَّ نشاطها إلى أنحاء العالم.
الإشراف على (كراسيّ الدراسات الإسلامية) التي أنشأها الشيخ زايد رحمه الله في عدد من البلاد الأوروبية والآسيوية.
تنفيذ مشروع (مَعْلَمَة القواعد الفقهية)
المشاركة الفعالة في (مؤتمرات الحوارات الحضارية والدينية).
من جهوده في الحياة العلمية في قطر والسعودية
يقول الدكتور يوسف القرضاوي:
قد كان لعز الدين (بصماته) الواضحة في معارف قطر، فهو الذي قاد مسيرة تأليف كتب معاصرة في اللغة العربية، واجتهد أن يراعى في هذه الكتب كلَّ المتطلَّبات والتوازنات العلمية والدينية والتربوية والاجتماعية والسياسية، بدقَّة وأمانة وإتقان. ثم عُيِّن الدكتور عز الدين مساعدا لمدير المعارف .
وكان لعز الدين مبادرات مبتكرة وبناءة، ومنها: ما اقترحه من عقد مؤتمرات دوريَّة لمديري المدارس، لمناقشة المشكلات التي تواجهها المدارس، وهي التي وضعت لوائح المدارس الداخلية، ومنها لائحة المعهد الديني.
وأذكر أنه كان في مقدمة هذه اللوائح: أن هدف هذه الوزارة بمدارسها ومؤسساتها: تكوين جيل جديد، مؤمن بالله، معتزٌّ بالإسلام، مستمسك بتعاليمه، متكامل النماء في جسمه وعقله وروحه ووجدانه، يعمل لرفعة وطنه ودينه وعروبته وأمته والإنسانية جمعاء.
وبعد أن أرسى الدعائم الإدارية والتربوية في وزارة التربية في قطر، رأى أن يتفرَّغ للجانب العلمي والأكاديمي، حتى لا يستهلكه العمل الإداري، ويصرفه عما يحرص عليه من العلم والثقافة، فتعاقد مع المملكة العربية السعودية، وبالذَّات مع جامعة الملك سعود (جامعة الرياض)، ليعمل في تدريس اللغة العربية، وفى طرق تدريس اللغة العربية، وهو ما درسه في معهد التربية العالي في مصر، وقد شجَّعتُه على ذلك، مع أنه سيحرمنا فرصة التلاقي المستمر، الذي كنا نسعد به في قطر، لما أعلمه من قدرته على العطاء العلمي والفكري، وحرام أن يظلَّ مثله حبيس العمل الإداري.
ولكن بقاءه في السعودية لم يطُل كثيراً، فسرعان ما اختطفته الإمارات، واحتضنته في رحابها، وأصبح واحداً من رجالها القريبين جدًّا من قيادتها.
أخلاقه وثقافته :
كان لشخصيته جاذبية أخاذة، وكان ما أن يحادثك، حتى ينقلك إلى عوالمَ شاسعة بحضوره الباهر، وعِلمه الواسع، تواضعه الجليل، وروحه المرحة، وحسه المرهف، وابتسامته المفعمة بالراحة والاطمئنان .
كان يتصف بالسماحة والتسامح، وبالرغم من قربه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كمستشاره الثقافي بصفة أساسية، ومسئولا عن أعماله الخيرية في العالم، واحتكاكه شبه اليومي برؤساء دول وشخصيات رسمية رفيعة المستوى، لم يفقد شيئاً من تواضعه وإنسانيته، بل زاد من تعلقه لحب الخير، فكان محسناً وعطوفاً.
يقول عنه د. محمد بن لطفي الصباغ :
"كان عز الدين وسيمَ الخلقة، أشقرَ الشعر، أبيضَ اللون، لا تفارق البسمةُ شفتيه، له عينان تبرُقان بالذكاء، ولصوته رنَّة عذبة . كان رحمه الله حريصًا على أن يظهرَ بأحسن مظهر في اللباس الأنيق، والحديث العذب، والوجه البشوش، وكان محبوبًا لا يعاشره أحدٌ أو يسمعه إلا أحبَّه، وأعجب به.
وكان رحمه الله فصيحًا مبينًا؛ إذا خطب لا يلحَن، وكان إلقاؤه متميزًا محبوبًا، وكان يتقن الإنجليزية، ويتكلَّمها بطلاقة....وكان محبَّبًا جدًّا إلى طلابه، نشيطًا في مجال التدريس وإلقاء المحاضرات، ولقد سعدت بسماع بعض محاضراته النفيسة.
وأذكر أني حضرتُ محاضرة له في كلية التربية من جامعة الملك سعود، تحدَّث فيها عن ضرورة وضع سُلَّم في العربية للكلمات الأكثر استعمالاً، وذكر أن السلَّم الموجود الآن من صنع يهوديٍّ أيام الحرب العالمية الثانية! وكانت محاضرة قيمة....
ومن محاضراته النافعة محاضرةٌ ألقاها عن الكتب التي كتبها النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض يدعوهم فيها إلى الإسلام، وأورد سردًا لما ذكره العلماء عن هذه الكتب، وخصَّ بالذكر منها الرسالةَ التي أرسلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى هِرَقْلَ التي حصل عليها الشيخ زايد آل نهيان، وأهدى إلى الحاضرين صورةً عن هذه الرسالة.
وقد كنتُ معه عضوًا في لجنة وضع مناهج اللغة العربية للمرحلة المتوسِّطة والمرحلة الثانوية، وكان يرأس تلك اللجنة الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، وأدهشني ذكاءُ الدكتور عز الدين في إدارة الحوار، وبراعته في مناقشة الآخرين ليقنعَهم بوجهة النظر التي يراها... وكان يمتاز بفكر نيِّر يعرضه بأسلوب لبق جذَّاب.
جهوده في خدمة الإسلام :
كرس جهوداً حثيثة لتقديم ثقافة إسلامية صحيحة وتعميمها من أجل تثبيت الصورة الوسطية المعتدلة للدين الإسلامي، بعيداً عن الإفراط والتفريط والتطرّف، وذلك من خلال الميادين المتعددة في الدول العربية، ثم في نشر الإسلام في الدول الأجنبية، وإظهار حضارة الإسلام واعتداله وتعايشه مع الآخرين واحترامه لحرية الاعتقاد والبعد عن الغلو والجمود من خلال الحوارات الحضارية بين الديانات، ونشر الإسلام، وترجمة الكتب الإسلامية إلى الإنجليزية؛ لتكون مجالا ثقافيا في التعرف على الإسلام، ومن نتائج جهوده :
ترشيد مسلمي أمريكا :
وكان له دور مهم مع الشيخ عبد الله بن على المحمود عالم الشارقة المعروف رحمه الله، في ترشيد المسلمين السود في أمريكا، وإعادتهم إلى الإسلام الصحيح، وإلى الأمة الإسلامية، وقد سافر إليهم مرارا، واتصل اتصالا وثيقا بوارث الدين بن أليجا محمد، وهو الذي ورث زعامة الجماعة، وقد عمل عز الدين على إعانتهم بكلِّ ما يحتاجون إليه، ليرجعوا إلى الكتاب والسنة.
جهوده العلمية :
اهتم بترجمة بعض الكتب إلى اللغة الإنجليزية لنشر الثقافة الإسلامية ومنها:
الأربعون النووية، والأربعون القدسية، ومختصر (الكلم الطيب) لابن تيمية، و(رياض الصالحين) للنووي. وكانت طريقته أن يقوم هو بالترجمة، وأن يراجعه أحد الإنجليز الذين يعرفون العربية، وقد اختار لذلك الأستاذ دنيس جونسون ديفيز، الذي أسلم بعد ذلك وتسمى بـ(عبد الودود)، ويرى أن هذه هي الطريقة المثلي في الترجمة من لغة إلى أخرى.
وكان على وشك إصدار مجلد من مختارات القرآن الكريم المبوَّبة حسب الموضوعات والمترجمة إلى اللغة الإنجليزية.
الإمارات.. جهود خيرية :
انتقل للعيش بالإمارات سنة 1968، حيث حصل على الجنسية، وعمل مستشار ثقافي لمؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسئولا عن أعماله الخيرية في العالم، ومن خلال إدارته لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية اهتم بدعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارات، كما شرع في إعداد موسوعة إسلامية كبيرة بمسمى معلمة القواعد الفقهية، بتمويل المؤسسة وإدارته، بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة.
وللراحل أعماله الفكرية في الدراسات الإسلامية والفقهية والأدبية واللغوية، و له أكثر من 23 كتاباً تعليمياً وأبحاث كثيرة تتصِف بالتنوع ، وقد وانتبه منذ البدايات الأولى إلى ضرورة ترجمة معاني القرآن العزيز إلى اللغة الانجليزية وغيرها، كما أسهم شخصياً في ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة وعلى رأس إنجازاته في هذا المجال ترجمة “الأربعون النووية”.
وارتبط ارتباطا وثيقاً بالقضية الفلسطينية منذ وقبل وقوع نكبة، 1948 فدافع عن الأرض وبيت المقدس بعدة كتابات ومحاضرات علمية للتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف ومقدساته ولتثبيت هويته العربية.
حوار الأديان :
شارك الشيخ محمد الغزالى، وعز الدين إبراهيم، والقرضاوي والندوي أثناء المؤتمر الثالث للسيرة والسنة النبوية 1400هـ
وفي مجال حوار الحضارات والثقافات والأديان والأيديولوجيات، شارك الدكتور عز الدين إبراهيم في العديد من الفعاليات في هذا المجال؛ حيث شارك في حوارات الثقافات التي نظمتها منظمة الإيسيسكو داخل الوطن العربي وفي أوروبا وعددها ثمانية.
كذلك فهو عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أنشئت في منتصف السبعينيات، وشارك على مدى الأربعين سنة الماضية في معظم الحوارات الإسلامية- المسيحية، وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولس السادس سنة 1976.
وهو عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي ومقره بيروت، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما (2002)، وميلانو (2004)، وليون بفرنسا (2005)، وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان: «بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟».
كما شارك في مؤتمر حوار الأديان في مدريد عام 2008، وتحدث عن الحوار الإسلامي المسيحي واليهودي ومستقبله وآفاقه، وقدم شرحا عن تجربته في منتديات الحوار خلال أربعين سنة.
قالوا عنه :
قال الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان المسلمين:
إن الفقيد كان أحد أعلام الإخوان الذي نشروا فكر الجماعة ومنهجها الوسطي في العديد من بقاع الأرض.
وأوضح أن الدكتور عز الدين إبراهيم نشأ وتربى في حضن جماعة الإخوان المسلمين، وواجه الظلم والعنت، وظل على بيعته لدعوته مجاهدًا في سبيلها حتى الرمق الأخير فيه.
وقال فضيلة العلامة القرضاوي في نَعْيه :
"يحتسب يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وإخوانه في مجلس الأمناء، عند الله تعالى معالِي الأخ الحبيب، والصديق الحميم، فقيد الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والتربية الإسلامية: العالم الأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي توفي صباح الأمس (السبت) في العاصمة البريطانية، بعد معاناة من داء عضال، ندعو الله أن يجعل معاناته طهورًا له".
وفى موضع آخر يقول العلامة القرضاوي:
فقد الأمة لرجالها الأقوياء الأمناء، أو الحفَّاظ العلماء، نكبة أعظم من فقد الأموال، ونقص الثمرات، وخصوصا إذا كان هؤلاء الرجال من أهل العلم والدعوة، وأهل الرأي والحكمة، فإن المصيبة بفقدهم تتضاعف، والخسارة برحيلهم تتفاقم، حتى يُخْلِف الله على الأمة مَن يسدُّ مسدَّهم، أو يقوم ببعض دورهم...
أقول هذا بمناسبة ما أُصيبت به الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والتربية الإسلامية، من فقد رجل من خيرة رجالاتها، وحاديا من أهدى حُداة ركبها، إنه الأخ الحبيب، والصديق الأثير، العالم الباحث الأديب، والداعية المربى الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، الذي ربطتني به روابط عدَّة منذ نحو ستين عاما، حتى فرَّق بيننا هادم اللَّذات، ومفرِّق الجماعات (الموت).....
وكان لنا مع الدكتور عز الدين جلسات أخوية روحية وفكرية، نتبادل فيها الأحاديث ونتذاكر فيها المعارف، ونتواصى فيها بالحق والصبر، ونتعاون على البر والتقوى، وكان عز الدين يسمى هذه الجلسات (جلسات التسليك) أخذا من (تسليك) الصوفية لمريديهم فى الطريق، حين يرتقون بأتباعهم من درجة (مريد) إلى درجة (سالك).
وقد عاش الدكتور عز الدين حياته كلَّها، شابًا وكهلاً وشيخًا، في خدمة الإسلام، ثقافة وحضارة، ورسالة وأمة، بدءًا بمصر الذي عمل فيها قريبًا من الإمام حسن البنا، الذي كان يحبُّه ويقدِّمه كثيرًا، ومرورًا بقطر، الذي كان له دور يُذكر ويُشكر في بناء مؤسَّساتها التربوية، ابتداء بعمله في التوجيه التربوي، وعمله مساعدًا لمدير معارف قطر، وانتهاء بعمله في اللجنة الاستشارية العليا بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
من نعزى في الفقيد الحبيب؟ أنعزى أنفسنا، أم نعزى أسرته التي فقدت أغلى ما لديها، عبد الرحمن ووالدته وشقيقتيه، أم نعزى الأمة الإسلامية في رجلها المثقف، وعالمها المربى، وداعيتها الكبير؟
بل نعزى الجميع، وندعو الله تعالى لفقيدنا الحبيب بالمغفرة والرحمة، والفردوس الأعلى، وأن يجزيه عن دينه وأمته ودعوته خير ما يجزى الأئمة الربانيين، والعلماء الهادين المهتدين، وأن يحشره مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً.
القرضاوي ينعي فقيد الأمة والدعوة د. عز الدين إبراهيم:
نعى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفاة رجل الثقافة والدعوة والتربية الدكتور عز الدين إبراهيم.
وقال فضيلته إن الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والتربية الإسلامية، فقدت رجلا من خيرة رجالاتها، وعَلَما من أبرز أعلامها، وحكيما من صفوة حكمائها، ورائدا من أنبغ روَّادها، وحاديا من أهدى حُداة ركبها، إنه الأخ الحبيب، والصديق الأثير، العالم الباحث الأديب، والداعية المربي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، الذي ربطتني به روابط عدَّة منذ نحو ستين عاما، حتى فرَّق بيننا هادم اللَّذات، ومفرِّق الجماعات (الموت).
عرَفتُه قبل أن ألقاه، فقد كان من طلاَّب الإخوان المسلمين المتميِّزين في جامعة القاهرة، (جامعة فؤاد الأول)، مع مصطفى مؤمن وسعيد رمضان، وغيرهما، وكنا نحن طلاَّب الإخوان في الثانوي حينذاك نعتزُّ بهم ونفخر.
أول ما لقيتُه واستمعتُ إليه، أظنُّه كان في سنة 1946م، حين كنتُ في القاهرة لمناسبة من المناسبات، وكان شأننا إذا كنا في القاهرة أن نزور المركز العام للإخوان، ونحاول لقاء الأستاذ المرشد حسن البنا، وقلَّما كان يُتاح لنا ذلك.
وفي هذه المرَّة قيل لنا: في هذه الليلة يُقام احتفال بذكرى المولد النبوي بشُعبة السيدة عائشة بالقلعة، وسيخطب فيه بعض الدعاة الشباب، ومنهم عز الدين إبراهيم، فحرصتُ على أن أشهد الاحتفال لأستمع إلى عز الدين إبراهيم، الذي عشقته أذني قبل أن يراه بصري. والأذن تعشق قبل العين أحيانا.
وقد حضرتُ مع بعض الإخوة إلى الشعبة المذكورة، وشاركنا في هذا الاحتفال بالاستماع إلى خطبائه، الذي كان في طليعتهم الشاب الجامعي عز الدين إبراهيم، الذي تحدَّث عن السيرة النبوية، وانتقد ما يقدَّم للشَّعْب في (قصة المولد)، التي تُتلى على الناس في كلِّ شهر ربيع الأول، وفيها من الأحاديث الواهية والموضوعة ما فيها.
واستمعتُ إلى عز الدين إبراهيم يتحدَّث عن واجبنا نحو السيرة النبوية، حديثا جديدا، كان فيه موثَّق العلم، مرتَّب الفكر، سليم الأداء، يملك رؤية واضحة للسيرة النبوية، وخصوصا قصص المولد النبوي التي تُعرض على الناس في المساجد، وقد تُقرأ في البيوت، وضرورة تصفيتها من هذه الشوائب التي لا تتَّفق مع قرآن ولا سنة ، ولا علم محقَّق. وعرض السيرة السليمة التي تُتَّخذ منها الأسوة المحمدية، ويقتبس الناس من دروسها النيرة ما ينفعهم، ويرقى بهم في دينهم ودنياهم.
وكان أهم ما اكتسبتُ من هذا الحفل اكتشافي هذا الداعية المعلِّم والمصلح، وإن لم تُتَح لي فرصة للتعرُّف به في تلك الليلة، لتزاحم الحضور عليه، ولأني غريب ومغمور لا يعرفني أحد، أو يهتمُّ لي. كما كنتُ متعجِّلا لأبحث عمَّن يستضيفني لأبيتُ عنده تلك الليلة، فهذا ما كان يهمُّني ويشغلني طوال مقامي في القاهرة.
وحين اعتقلنا سنة 1949م في معتقل هايكستب والطور، لم يكن معنا عز الدين، فقد عرَفنا أنه واثنين من إخوانه غادروا مصر عن طريق الصحراء الغربية، ورحلوا إلى ليبيا، ولقوا الملك إدريس السنوسي، وطلبوا منه اللجوء السياسي، بعد خطبة بليغة ألقاها عز الدين، فأجارهم الملك، فشعروا بالأمان، كما شعر موسى حين قصَّ قصَّته على الشيخ الكبير في مدين، فقال: {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (القصص:25).
وقد جمعنا الاعتقال في (الحلِّ الأول) للإخوان في عهد الثورة في يناير 1954م، حين التقينا في معتقل العامرية، وقد عملنا على تحويل المعتقل جامعا للعبادة، وجامعة للتثقيف، وجمعية للتعاون على الخير. يبدأ يومنا من قبل الفجر بالتهجُّد، وتلاوة القرآن، وذكر الله ، والتضرُّع إليه بالدعاء والاستغفار، ثم صلاة الفجر في جماعة، ثم قراءة الأذكار والأدعية المأثورات، ثم درس علمي رُوحي، أُلقيه أنا، أو الأخ العسال، أو الأخ عز الدين إبراهيم، أو الأستاذ عطية الشيخ، أو غيرهم من دعاة الإخوان.
وما هي إلا أيام قليلة ونحن في معمعة هذا النشاط ، حتى نُودي على ستة من المعتقلين دون غيرهم، لينقلوا إلى القاهرة، كان عز الدين واحدا منهم. وهم: محمود عبده، ومحمود حطيبة، ومحمود نفيس حمدي، وأحمد العسال، ويوسف القرضاوي.
ولكن بالنظر في الأسماء التي نُودي عليها، يستحيل أن يفرج عنها قبل غيرها، وهم من قادة العمل الطلابي والشبابي والدعوي.
وذهبت ظنون الإخوان وتفسيراتهم مذاهب شتى، لماذا هؤلاء دون غيرهم؟ وهل هم مفرج عنهم؟ ولماذا؟ وكيف؟ وهم من أنشط الإخوان؟ حتى قال بعضهم: إنهم أخذوهم ليحرموا الإخوان في المعتقل من نشاطهم ومحاضراتهم، ولكن قد ينطبق هذا على عز الدين والعسال والفقير إليه تعالى.
وقال بعض الإخوان: لعلهم يريدون أن يتفاوضوا مع شباب الإخوان خاصة، وكله ظن وتخمين، والظن لا يغني من الحق شيئا.
إلى السجن الحربي:
على كل حال أخذنا نحن الستة في سيارة كبيرة، ووصلتنا إلى مكان في ضواحي القاهرة، أدخلنا إليه، فإذا هو السجن الحربي الذي بتنا فيه ليلة اعتقالنا.
وقد وضعنا في سجن رقم (4) في زنازين انفرادية، وكان هذا هو السجن الذي ضم بعد ذلك الأستاذ الهضيبي المرشد العام وعددا من قادة الإخوان.
ورغم أن كلاًّ منا كان في زنزانة انفرادية، فقد سمحوا بفتح الزنازين معظم النهار، وكنا نتزاور، ونصلي في جماعة، وقد أمرني الأستاذ المرشد أن أكون إماما لهم، فكنت أصلي بهم، وأطيل في الصلاة الجهرية، بحيث أقرأ ربعا أو أكثر أحيانا في الركعة ، فنصحني الأستاذ أن أخفف. وكان هذا من فقهه رحمه الله، رعاية للكبير والضعيف وذي الحاجة.
وأراد الأخ عز الدين أن يصدر مجلة باسم المعتقل، وطلب إلي أن أشارك فيها بقصيدة، فأنشأت قصيدة (زنزانتي) المنشورة بديواني (المسلمون قادمون) ومن قارن وصف الزنزانة في هذه القصيدة ووصفها في قصيدتي (النونية) الشهيرة يعرف الفرق بين الاعتقال الأول في يناير 1954م والاعتقال الآخر في أكتوبر 1954م وما بعده.
وبعد خروجه من السجن الحربي، واصطلاح رجال الثورة مع الإخوان، في ظاهر الأمر على الأقل، في أواخر مارس 1954م فكر عز الدين وجماعة من أصدقائه أن يغادروا مصر إلى سورية الشقيقة، وكانت الأجواء فيها آمنة بعد زوال حكم الشيكلي، وكانوا لا يأمنون تغير الأحوال في مصر، وبخاصة أن العسكر غير مأمونين. فخرج عز الدين هو وعبد الحليم أبو شقة وحسن المعايرجي، وإخوة آخرون، للعمل هناك، وقد تزوج عز الدين من سورية، كما تزوج صديقه المعايرجي من لبنان.
ثم فتح لهم باب جديد، هيأه الله لهم، وهو (قطر)، والتي كانت في بداية نهضتها، ووصلها قبلهم زميل لهم من الإخوان، وهو الأستاذ عبد البديع صقر، الذي تولى إدارة المعارف، في عهد الشيخ علي، وتحت إشراف الشيخ قاسم درويش، رئيس لجنة المعارف. وأضحى في حاجة إلى رجال ثقات يعاونونه في التدريس والإدارة والتفتيش.
كانت قطر واحة طيبة وارفة الظلال لعز الدين وإخوانه، وقد التقى بهم فيها إخوة جاؤوا من السودان مثل كمال ناجي وعلي شحاته، ضمتهم المعارف. وذلك قبل أن أجيء إلى قطر بعدة سنوات.
وبعد مدَّة حدثت فيها تغيرات، غادر عز الدين قطر إلى لندن للحصول على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة لندن، ثم عاد إلى قطر، وقد أصبح زميله وصديقه كمال ناجي مديرا للمعارف، فأصبح الساعد الأيمن له. وكان وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت هو الشيخ قاسم بن حمد آل ثاني رحمه الله.
بصمات الخير:
وقد كان لعز الدين (بصماته) الواضحة في معارف قطر، فهو الذي قاد مسيرة تأليف كتب معاصرة في اللغة العربية، مستوفية لكل الشروط اللازمة للكتاب المعاصر.
وقد اجتهد الدكتور عز الدين أن يراعي في هذه الكتب كلَّ المتطلَّبات والتوازنات العلمية والدينية والتربوية والاجتماعية والسياسية، بدقَّة وأمانة وإتقان. وظهرت مجموعة كتب في القراءة والنصوص متميِّزة في موضوعاتها وشمولها وتنوُّعها وتوازنها وأسلوبها، كانت نموذجا يحتذى في المنطقة.
وكان لعز الدين مبادرات مبتكرة وبناءة، ومنها: ما اقترحه من عقد مؤتمرات دوريَّة لمديري المدارس، وكان هو يرأس هذه المؤتمرات، ويساعده بعض المفتِّشين، وهذه المؤتمرات ناقشت المشكلات التي تواجهها المدارس، من جهة الطلاب، أو من جهة المدرسين، أو من جهة المناهج أو الكتب، أو من جهة أهالي الطلاب أو غيرها. وتدرس الاقتراحات من خلال الممارسة العملية، والتجارب الواقعية.
وهذه المؤتمرات هي التي وضعت لوائح المدارس الداخلية، ومنها لائحة المعهد الديني. وأذكر أنه كان في مقدِّمة هذه اللوائح: أن هدف هذه الوزارة بمدارسها ومؤسساتها: تكوين جيل جديد، مؤمن بالله، معتزٌّ بالإسلام، مستمسك بتعاليمه، متكامل النماء في جسمه وعقله وروحه ووجدانه، يعمل لرفعة وطنه ودينه وعروبته وأمته والإنسانية جمعاء.
وكان لنا مع الدكتور عز الدين جلسات أخوية روحية وفكرية، نتبادل فيها الأحاديث ونتذاكر فيها المعارف، ونتواصى فيها بالحق والصبر، ونتعاون على البر والتقوى، وكان عز الدين يسمي هذه الجلسات (جلسات التسليك) أخذا من (تسليك) الصوفية لمريديهم في الطريق، حين يرتقون بأتباعهم من درجة (مريد) إلى درجة (سالك).
وكان حضور هذه الجلسات هم: عبد الحليم أبو شقة، وحسن المعايرجي، وعز الدين إبراهيم، وأحمد العسال، ويوسف القرضاوي. وكل واحد من هؤلاء (شيخ) في نفسه وفي حقيقة الأمر، فلم يكن بيننا شيخ ومريد. ولكن إخوة متحابون، يتناصحون ويتذاكرون، وإن كان أنشطنا هو الأخ عبدالحليم رحمه الله. وقد جاء عن سيدنا سلمان الفارسي: مثل الأخوين المؤمنين كمثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى، وما التقى مؤمنان قط، إلا أفاد الله أحدهما من صاحبه خيرا. ولما سافر الأخ العسال إلى لندن استمرت الحلقة بالأربعة الباقين.
وقد ظلت هذه الحلقة تجتمع اجتماعات غير منتظمة، حتى فرق بينها الزمن بعد ذلك، فسافر المعايرجي إلى ألمانيا لدراسة الدكتوراة، وتعاقد عز الدين مع جامعة الملك سعود بالرياض ليعمل بها أستاذا، وعقد عبد الحليم العزم على أن يتخلى عن الوظائف الرسمية، وينشئ (دارا للنشر) بالكويت، ليتفرغ للبحث والدراسة.
وبعد أن أرسى الدعائم الإدارية والتربوية في وزارة التربية في قطر، رأى أن يتفرَّغ للجانب العلمي والأكاديمي، حتى لا يستهلكه العمل الإداري، ويصرفه عما يحرص عليه من العلم والثقافة، فتعاقد مع المملكة العربية السعودية، وبالذَّات مع جامعة الملك سعود (جامعة الرياض)، ليعمل في تدريس اللغة العربية، وفي طرق تدريس اللغة العربية، وهو ما درسه في معهد التربية العالي في مصر.
وقد شجَّعتُه على ذلك - مع أنه سيحرمنا فرصة التلاقي المستمر، الذي كنا نسعد به في قطر - ما أعلمه من قدرته على العطاء العلمي والفكري، وحرام أن يظلَّ مثله حبيس العمل الإداري.
وفي مجال حوار الحضارات والثقافات والأديان والإيديولوجيات، شارك الدكتور عز الدين ابراهيم في العديد من الفعاليات في هذا المجال والتي نظَّمتها منظمة الإيسيسكو داخل الوطن العربي وفي أوروبا وعددها ثمانية... ودرَّس موضوع حوار الحضارات والثقافات في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، لأكثر من فوج... وهو عضو مؤسِّس لحركة الإسلام والغرب التي أُنشئت في منتصف السبعينيات، وشارك على مدى الأربعين سنة الماضية في معظم الحوارات الإسلامية– المسيحية. وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولس السادس سنة 1976م، وهو عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي ومقره بيروت. وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما (2002م) وميلانو (2004م) وليون بفرنسا (2005م)، وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان: بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟
وقد تشاركنا في عدد من هذه الحوارات، وخصوصا حوارات القمة الإسلامية المسيحية الأولى في روما (2001م)، والثانية في برشلونة (2004م)، وكنا على وشك عقد قمة ثالثة في روما، لولا إساءة البابا في محاضرته الشهيرة بألمانيا، إلى نبي الإسلام، ورسالة الإسلام، فجمَّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلاقة مع الفاتيكان، وقبل د. عز الدين وبعض المسلمين ما اعتبروه شبه اعتذار من البابا.
وقد قال في مؤتمر القمة الإسلامية المسيحية في برشلونة: إن الحوار الإسلامي المسيحي قد شاخ، فقد صار له أربعون سنة، ولم يحقق ما كان يرجى منه من ثمرة!
وفي شهر رمضان اتصل بي الأخ الصديق محمد الشافعي صادق، وقال: هل بلغك خبر الدكتور عز الدين إبراهيم؟ قلت: خير، لم يبلغني عنه أي شيء؟ قال: عرفت أنه أصابه المرض الخبيث في كبده، وقد سافر إلى أمريكا للعلاج، والدولة هناك معنية به.
قلت: أسأل الله الذي كشف الضر عن أيوب أن يكشف الضر عنه، هل تعلم له هاتفا كي نتصل به ونطمئن عليه وندعو له؟
قال: عندما أعرفه سأعطيك إياه. وقد اتصل بي بعد ذلك، وأعطاني هاتف ابنته الدكتورة هدى. وقد اتصلت به عدة مرات، فيرد علي مجيب الجوال المسجل.
ثم عرفت أخيرا أن حالته تدهورت، وأنهم سينقلونه إلى (أبو ظبي).
وأخيراً أخبرني صديقه وأخوه الدكتور جمال الدين عطية من جدة صباح السبت (30/1/2010م)، أنه وافاه الأجل في إحدى مستشفيات لندن في طريقه إلى الإمارات، فلم نملك إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" إن لله ما أخذ، وله ما اعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
من نعزي في الفقيد الحبيب؟ أنعزي أنفسنا، أم نعزي أسرته التي فقدت أغلى ما لديها، عبد الرحمن ووالدته وشقيقتيه، أم نعزي الأمة الإسلامية في رجلها المثقف، وعالمها المربي، وداعيتها الكبير؟
ولقد كتب الأستاذ أحمد الجدع عنه فقال:
الدكتور عز الدين إبراهيم ابن مصر الكنانة، واحد من رجالات الإخوان المسلمين، وقد قيل لي إنه واحد من قادة النظام الخاص الذي أسسه الإمام الشهيد حسن البنا وغايته تدريب الشباب وتجنيدهم للجهاد في فلسطين لحرب اليهود، وللجهاد في قناة السويس لطرد المحتل الانجليزي من مصر.
خرج من مصر إثر ملاحقة جمال عبد الناصر لرجال الإخوان، ومطاردتهم في الأراضي المصرية، وكان في هجرته خيرا له، إذ استكمل دراسة الدكتوراه، ثم ذهب إلى قطر وعمل مساعداً لمدير المعارف، وكان مدير المعارف آنذاك الأستاذ كمال ناجي الذي أصبح فيما بعد الدكتور كمال ناجي، وهو مصري أيضاً.
أول ما قابلت الدكتور عز الدين إبراهيم قابلته في القدس، إذ جاءها رئيساً للبعثة القطرية التي تختار المدرسين لدولة قطر، وكانت البعثة آنذاك مكونة من ثلاثة، ، ثاني الثلاثة محمود عباس الذي أصبح فيما بعد رئيساً للسلطة الفلسطينية، ولا زال كذلك وأنا أخط هذه الكلمات (18/5/2009م) وثالث الثلاثة الشهيد محمد يوسف النجار الذي اغتيل في بيروت ، اغتالته المخابرات الإسرائيلية.... كيف وصلوا إلى بيروت، ، ومن سهل لهم المهمة حتى دخلوا على أبي يوسف منزله واغتالوه.... وعادوا؟ .....من؟
ذهبت إلى قطر عام 1964، ووجدتهم قد اختاروني مدرساً في مدرسة "النعمان" شمال قطر، وتبعد عن العاصمة (114) مئة وأربعة عشر كيلو متراً ، منها أربعة عشر كيلو متراً غير معبدة!
عندما قرأت هذا الاسم "النعمان" تبادر إلى ذهني هذا الورد الجميل الذي يملأ سهول فلسطين: شقائق النعمان، فتفاءلت ، وانشرح صدري.
وعدما سألني أصدقائي عن المكان الذي عينت فيه وعرفوا أنه النعمان اكفهرت وجوههم، وأخذوا في "تعزيتي" ذلك لأن هذا المكان هو المكان الذي يرفضه كل من أُرسل إليه .
ذهبت إلى النعمان ، ولم أجد فيها ما يسوء، وقلت لنفسي ، وهل أربعة عشر كيلو متراً بدون تعبيد مما يسوء ؟ لقد عملت في بلدة الخرمة بالجزيرة العربية وكانت تبعد عن الطائف مئتي كيلو متر غير معبدة، هذا الذي أنا فيه أفضل مما كنت أقاسيه!
ولكن ما إن مرّ على وجودي في النعمان أسبوعان حتى طلبني الدكتور عز الدين إبراهيم، اعتذرت في المرة الأولى، وفي الثانية علمت أنه يريد أن ينقلني من النعمان، فأرسلت قائلاً: لا أريد الانتقال من النعمان.... وفي الثالثة كان الطلب بالأمر، فذهبت إلى الدوحة، ودخلت على سكرتير الدكتور.
كان الجالس على كرسي السكرتارية الأستاذ حسن منسي، وهو مصري أيضاً، قلت له بعد السلام: الدكتور عز الدين إبراهيم يريد مقابلتي!
رفع رأسه إليّ، وصوب نظره من رأسي إلى قدمي، ثم هز رأسه وقال: الدكتور مشغول. كنت آنذاك في الثالثة والعشرين من عمري، لا أجيد المجاملات.... (ولا زلت حتى الآن لا أجيدها).
كررت القول للأستاذ حسن: الدكتور هو الذي طلب مقابلتي! نظر إليَّ باستهجان وقال: الدكتور طلب مقابلتك أنت؟
قلت: نعم .... فقال: الدكتور مشغول ، ثم انكب على أوراقه مستمراً في تقليبها ، لاهياً عني، عندئذ قلت له: يا أستاذ حسن.... الدكتور عز الدين طلب أن يقابلني هنا في مكتبة، وقد جئت من النعمان إلى الدوحة لهذا الغرض، وها أنذا عائد إلى النعمان ، فإذا سألني لماذا لم تحضر سأقول له إنك منعتني من مقابلته.
عندئذ قال لي : انتظر ، ثم عدّل من ربطة عنقه، وحمل سماعة الهاتف وهاتف الدكتور قائلاً: هنا مدرس اسمه أحمد الجدع يقول إنك طلبته للمقابلة. وفجأة وضع الأستاذ حسن سماعة الهاتف ، وقال لي مشيراً إلى باب الغرفة الكبير: تفضل يا أستاذ أحمد تفضل.
وبالمناسبة فقد أصبح الأستاذ حسن منسي بعد سنين صديقي وجاري في السكن في حي البدع بالدوحة، وكنا نصلي معظم الأوقات معاً في مسجد الحيّ. دخلت مكتب الدكتور عز الدين فقام مرحباً بي بود وبشاشة، فجلست على أقرب المقاعد لمكتبة، فأخذ ينظر إليَّ ويتفحصني ملياً، ثم ابتسم وقال : أنت أحمد الجدع ! قلت: نعم
قال: لماذا لا تريد الانتقال من النعمان؟
قلت: لأني أحببتها، واسترحت لها.
ابتسم وقال: أتدري أنه ما تعين فيها مدرس إلا وجاءني "بالجاهات " لأخلصه منها، وأنت أول مدرس يرفض الانتقال منها.... ثم أردف: هذا جيد .... هذا حسن.... أنت جدع (ولفظ الكلمة بالجيم القاهرية).
قال: أريد أن أنقلك إلى بلدة قريبة من الساحل، اسمها "الغشامية"، وستكون "المدرس المسؤول" فيها.
قلت: وما المدرس المسؤول؟
قال: هذه مدرسة صغيرة، ونسمي مديرها مسؤولاً لأنه يدير ويدرس !
لم أناقش، قبلت.
وذهبت إلى الغشامية، وقضيت فيها ثمانية أشهر، كانت من أجمل الأوقات وأمرحها أيضاً، (والتفاصيل ليس هنا مكانها).
كان العمل في الغشامية كمدرس مسؤول يقتضي أن أقابل الدكتور عز الدين إبراهيم مرات ومرات، وقد كان لي مشجعاً وبعملي معجباً ، وعندما انتهت سنة الغشامية، وعدت من إجازة الصيف وجدت الدكتور عز الدين قد كافأني فنقلني مديراً لمدرسة روضة راشد، وروضة راشد إحدى القرى التابعة لضواحي الدوحة.
قضيت فيها سنتين ، ثم طلبت العمل في الدوحة، فاستجاب لطلبي
كما كتب الأستاذ زهير الشاويش عن الشيخ عز الدين إبراهيم فقال:
عز الدين إبراهيم مصطفى, كان من المجاهدين الذين رباهم الإمام الشهيد حسن البنا في أوائل عمره, وممن عمل مع الأستاذ الشهيد سيد قطب, والمجاهد يوسف طلعت, دفاعاً عن الإسلام, والعاملين بالسيرة الخيّرة الجهادية في مقابلة الظالمين, وارتحل إلى المملكة الليبية, حيث استضافه ملكها ادريس السنوسي عليه رحمة الله, وقد أجازه برواية الحديث الشريف.
ثم رجع إلى مصر, وكان من أعمدة النخبة المجاهدة, التي عملت باسم (لجنة الشباب المسلم), وكان فيها عبد العزيز كامل وعصام العطار وعز الدين إبراهيم وكنت معهم, ثم ضاقت الأحوال في بلده, فجاء إلى دمشق ليتابع دراسته (مع مشايخها في الحديث النبوي الشريف, مع إخوانه الدكتور مصطفى السباعي, والشيخ عبد الرحمن الباني, والأستاذ عصام العطار, والدكتور هيثم الخياط, والأستاذ نزار الخاني, وأنا معهم) والتدريس في معهد الجماعة (المعهد العربي الإسلامي) والعمل مع الجماعة, وجمعية التمدن الإسلامي, في العمل العام.
ثم انتقل إلى دولة قطر وكنت قد سبقته إليها مع المجموعة التي أنشأت أسس التعليم فيها, وكان من الأوائل في التخطيط, والثاني في التنفيذ, وعمل مع الأستاذ عبد البديع صقر, والعلامة الشيخ يوسف القرضاوي, والشيخ الوجيه قاسم الدرويش, والإخوة الذين جاؤوا من بعدهم.
وانتقل بعدها إلى لندن لنيل شهادة الدكتوراه منها, وتعاون مع الجماعة الإسلامية في باكستان وأميرها الإمام أبو الأعلى المودودي، والدكتور خورشيد أحمد، والعلامة محمد حميد الله، ورجع بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية، وعمل فيها لعقيدته وعلمه الشامل الشيء الكثير.
وشارك في لبنان بالعمل مع القيادة الحكيمة في جماعة عباد الرحمن مع الداعية محمد عمر الداعوق رحمه الله والأستاذ توفيق الحوري، ثم الجماعة الإسلامية، ثم الدعاة إلى الله في لبنان, منهم سماحة المفتي الشهيد حسن خالد، الدكتور فتحي يكن أيام عمله في الجماعة، والأستاذ محمد السماك، والشيخ فيصل مولوي، وإخوانهم بارك الله فيهم.
ثم انتقل بناءً على رغبة الشيخ زايد بن سلطان حاكم الإمارات ليكون رئيساً لمعارفها، ثم ترؤس جامعة العين، وقد خرّج العدد الكبير من دورات التعليم، وكان المرافق لسمو حاكمها، ومستشاره للشؤون الثقافية.
وكان يزور لبنان قبل ذلك أيام سماحة المفتي الناصح الشيخ حسن خالد تغمده الله برحمته، وبعد ذلك في عهد سماحة المفتي الدكتور الشيخ محمد رشيد بن راغب القباني.
وكان من آخر المحاضرات التي ألقاها في قاعة دار الفتوى في 23/9/2002م بعنوان: (التعايش الديني والمذهبي من منظور إسلامي)، وأخرى بعنوان: (تفنيد الادعاءات الصهيونية حول الأرض والشعب والهيكل).
وللدكتور عز الدين العديد من المؤلفات، وما أشِرف عليه من إجازات للدكتوراه والماجستير مما لا أحصي عددها.
وفاة العالم عز الدين إبراهيم أحد مؤسسيي حركة الإخوان المسلمين في ليبيا :
المنارة – 31-1-2010
انتقل إلى رحمة الله العالم والأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين'، والمستشار الثقافي بوزارة شئون الرئاسة الإماراتية، والذي وافته المنية صباح السبت 30/1/2010 في العاصمة البريطانية لندن، بعد معاناة مع المرض.
والمرحوم لأستاذ عز الدين إبراهيم هو من وائل من دخل لليبيا من حركة الإخوان المسلمين وكان له الدور الكبير في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان للأستاذ عز الدين إبراهيم ـ ذلك الشاب المصري الذي لم يتجاوز العشرين من عمره - دور كبير في جمع الشباب في مدينة بنغازي ونظم صفوفهم في أسر الإخوان المعتادة .
وحسب موقع اسلام اون لاين فقد نعى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين 'العالم الأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم في بيان صادر عن مكتبه إنه 'يحتسب وإخوانه في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عند الله تعالى معالي الأخ الحبيب، والصديق الحميم، فقيد الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والتربية الإسلامية: العالم الأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين'.
مصر وقطر والإمارات
وسرد البيان السيرة المنيرة للفقيد الراحل، ورحلته الدعوية والتربوية في العديد من الأقطار بدءا بمصر، ومرورا بقطر، وانتهاء بالإمارات، منوها ببصمته وأثره في كل بلد حل بها، مشيرا إلى أنه 'عاش حياته كلها، شابا وكهلا وشيخا في خدمة الإسلام، ثقافة وحضارة، ورسالة وأمة، بدءا بمصر التي عمل فيها قريبا من الإمام حسن البنا، الذي كان يحبه ويقدمه كثيرا'.
وعن دوره في قطر، قال البيان: 'كان له دور يُذكر ويُشكر في بناء مؤسساتها التربوية، ابتداء بعمله في التوجيه التربوي، وعمله مساعدا لمدير معارف قطر، وانتهاء بعمله في اللجنة الاستشارية العليا بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع'.
أما عن حياته بالإمارات التي استقر بها ومنحته جنسيتها ، فبين البيان أنه 'استقر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إمارة أبو ظبي خاصة، قريبا من حاكمها ورئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عينه مستشارا ثقافيا له، وتوليه لأكثر من منصب، منها: مدير جامعة الإمارات، ومدير صندوق التضامن الإسلامي'.
وتعرض بيان النعي كذلك لجهوده في مجال الدعوة، ونشاطه في مجال الحوار بين الأديان والثقافات، قائلا: 'شارك في عدد من الحوارات الإسلامية المسيحية، وكان له دور في ترشيد المسلمين السود في أمريكا، كما خدم جهات إسلامية كثيرة عن طريق مؤسسة الشيخ زايد الخيرية، وله إسهامات في التأليف والترجمة مركزة وعميقة ونافعة، كما شارك في العشرات وربما المئات من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية المتنوعة، في كل قارات الدنيا، نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدا'.
وختم القرضاوي نعيه بالدعوة للفقيد أن يتغمده الله بواسع رحمته، قائلا: 'رحم الله عزَّ الدين إبراهيم، وجعل مثواه الفردوس الأعلى، وجزاه عن دينه وأمَّته وعن العلم والدعوة، والتربية والثقافة، خير ما يجزى العلماء العاملين، والأئمة الربانيين، وأن يعوِّض الأمة فيه خيرا. وإنا لله وإنا إليه راجعون'.
الإمارات.. جهود خيرية :
انتقل للعيش بالإمارات سنة 1968، حيث حصل على الجنسية، و عمل مستشار ثقافي لمؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسئولا عن أعماله الخيرية في العالم، ومن خلال إدارته لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية اهتم بدعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارات، كما شرع في إعداد موسوعة إسلامية كبيرة بمسمى معلمة القواعد الفقهية، بتمويل المؤسسة وإدارته، بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة.
وللراحل أعماله الفكرية في الدراسات الإسلامية والفقهية والأدبية واللغوية، و له أكثر من 23 كتاباً تعليمياً وأبحاث كثيرة تتصِف بالتنوع ، وقد وانتبه منذ البدايات الأولى إلى ضرورة ترجمة معاني القرآن العزيز إلى اللغة الانجليزية وغيرها، كما أسهم شخصياً في ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة وعلى رأس إنجازاته في هذا المجال ترجمة “الأربعون النووية”.
وارتبط ارتباطا وثيقاً بالقضية الفلسطينية منذ وقبل وقوع نكبة ،1948 فدافع عن الأرض وبيت المقدس بعدة كتابات ومحاضرات علمية للتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف ومقدساته ولتثبيت هويته العربية.
عز الدين إبراهيم مؤسس تنظيم الإخوان في ليبيا :
عز الدين إبراهيم المولود في عام 1928 ومدير جامعة الإمارات الأسبق والمستشار الثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأحد قيادات الإخوان المسلمين ومؤسس تنظيمها في ليبيا بعد خروجه من مصر.
-وعمل في قطر مساعدًا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل أستاذًا للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض، كما قام بتدريس الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشجان في الولايات المتحدة الأمريكية.
انضمامه إلى التنظيم الإخواني :
انضم إلى جماعة الإخوان في فترة مبكرة من عمره أثناء دراسته الجامعية في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)؛ حيث كان مواظبًا على حضور حديث الثلاثاء لمؤسس الإخوان حسن البنا وكان عضوًا بشُعبة السيدة عائشة بالقلعة، ثم فوضه البنا وهو في العشرين من عمره للتحدث بدلا منه في حديث الثلاثاء، وكان صديقًا للقيادي الإخواني سعيد رمضان، وعقب حل الجماعة في عام 1949م هرب إلى ليبيا وأسس جماعة الإخوان هناك، ثم عاد إلى مصر وأسس لجنة الشباب المسلم حيث كان أحد المسئولين عن قسم الأُسَر، وفي يناير عام 1954م تم اعتقاله في معتقل العامرية، ثم نقل إلى السجن الحربي في سجن رقم (4) في الزنازين الانفرادية، وعقب الإفراج عنه قرر في أواخر مارس 1954م السفر إلى سوريا ومعه عبد الحليم أبو شقة وحسن المعايرجي، وعمل هناك مدرسًا في المعهد العربي الإسلامي في دمشق، وتزوج فتاة من إخوان سوريا، وكان يخطُب الجمعة في بعض مساجد دمشق، ومنها مسجد الجامعة السورية، ثم غادرها إلى قطر، ثم إلى لندن، وكلف بالتواصل مع الجماعة الإسلامية في باكستان ، وأميرها أبو الأعلى المودودي ، والدكتور خورشيد أحمد، ومحمد حميد الله، ثم عاد إلى قطر، ومنها إلى السعودية، وأخيرًا إلى الإمارات العربية التي انتقل للعيش فيها عام 1968، كما حصل على الجنسية الإماراتية، ويعد من مسئولي التنظيم الدولي للجماعة للتواصل مع تنظيماتها بالخارج؛ حيث شارك في لبنان مع جماعة عباد الرحمن وقادتها محمد عمر الداعوق وتوفيق الحوري، ثم الجماعة الإسلامية، وجماعة الدعاة إلى الله في لبنان وقادتها حسن خالد، ومحمد السماك، وفيصل مولوي.
المواقع التي تقلدها
تولى العديد من المقاعد منها:
1- مستشار للجنة الاستشارية لجامعة ممباسا الإسلامية.
2- عضو المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت.
3- عضو اللجنة الاستشارية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
4- مستشار مركز إسهامات علماء المسلمين في الحضارة بدولة قطر.
5- عضو مجلس أمناء كلية الخليج الطبية بعجمان.
6- عضو مجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي.
7- عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي ومقره بيروت.
8- عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أُنشئت في منتصف السبعينيات.
9- عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .
10- المستشار الثقافي الأسبق للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
حاكم الشارقة يعزي بوفاة عز الدين إبراهيم ومحمد بن زايد يحضر مراسم الدفن في البطين :
وام - سلطان القاسمي خلال تقديم العزاء إلى منصور بن زايد في وفاة عز الدين إبراهيم : قدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمس العزاء إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة بوفاة الدكتور عز الدين ابراهيم المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة.
وأعــــرب صاحب السمــو حاكم الشارقة عن خالص عزائه وصادق مواساتــه في هذا المصاب الأليـــم سائلا الله العلي القديـــر أن يتغمد الفقيــد بواســع رحمته وأن يسكنــه فسيح جناتــه وأن يلهــم آله وذويه الصبــر والسلوان.
وقد حضر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مراسم دفن المغفور له الدكتور عز الدين إبراهيم مصطفى وذلك بمقبرة البطين بأبوظبي.
وكان قد أدى صلاة الجنازة بمسجد الشيخ سلطان بن زايد في البطين سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان المرافق العسكري لصاحب السمو رئيس الدولة وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد. كما أدى صلاة الجنازة معالي أحمد خليفة السويدي ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس جامعة الاتحاد برأس الخيمة وسالم عبيد الظاهري مدير عام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وعدد من كبار المسؤولين ومدراء الدوائر المحلية والاتحادية وحشد من المواطنين.
وكان سمو الشيخ منصور بن زايد قد تقدم مجلس العزاء بوفاة الدكتور عز الدين ابراهيم الذي أقيم قرب مسجد الشيخ خليفة بن زايد حيث تقبل سموه التعازي من عدد من كبار المسؤولين ومدراء الدوائر المحلية والاتحادية وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة وعدد من المواطنين والمقيمين.
أصدر المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، دراسة حول المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة سابقاً المرحوم الدكتور عزالدين ابراهيم، في إطار سلسلة توثيق الشخصيات الوطنية بالإمارات العربية المتحدة، التي يقوم بها المركز. وتناولت الدراسة مسيرة وجهود عزالدين ابراهيم في مختلف المجالات، كما سلطت الضوء على أهم محطات حياته ودراساته وعمله وتأثيره في الحياة الثقافية المحلية والعربية والدولية.
وتضمنت الدراسة شهادات أسرته ومحبيه والمقربين منه فيه، وحوارات أجريت مع الدكتور عزالدين إبراهيم في الصحف المحلية والعالمية ومجموعة من الصور الخاصة به.
مقالات تاريخية
من هو عز الدين إبراهيم مصطفى
وللدكتور عز الدين العديد من المؤلفات، وأشرف على العديد من إجازات للدكتوراه والماجستير.
الدوحة- نعى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “العالم الأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، والمستشار الثقافي بوزارة شئون الرئاسة الإماراتية، والذي وافته المنية صباح السبت 30/1/2010 في العاصمة البريطانية لندن، بعد معاناة مع المرض.
وقال الشيخ القرضاوي في بيان صادر عن مكتبه إنه “يحتسب وإخوانه في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عند الله تعالى معالي الأخ الحبيب، والصديق الحميم، فقيد الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والتربية الإسلامية: العالم الأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.
مصر وقطر والإمارات :
وسرد البيان السيرة المنيرة للفقيد الراحل، ورحلته الدعوية والتربوية في العديد من الأقطار بدءا بمصر، ومرورا بقطر، وانتهاء بالإمارات، منوها ببصمته وأثره في كل بلد حل بها، مشيرا إلى أنه “عاش حياته كلها، شابا وكهلا وشيخا في خدمة الإسلام، ثقافة وحضارة، ورسالة وأمة، بدءا بمصر التي عمل فيها قريبا من الإمام حسن البنا، الذي كان يحبه ويقدمه كثيرا”.
وعن دوره في قطر، قال البيان: “كان له دور يُذكر ويُشكر في بناء مؤسساتها التربوية، ابتداء بعمله في التوجيه التربوي، وعمله مساعدا لمدير معارف قطر، وانتهاء بعمله في اللجنة الاستشارية العليا بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع”.
أما عن حياته بالإمارات التي استقر بها ومنحته جنسيتها، فبين البيان أنه “استقر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إمارة أبو ظبي خاصة، قريبا من حاكمها ورئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عينه مستشارا ثقافيا له، وتوليه لأكثر من منصب، منها: مدير جامعة الإمارات، ومدير صندوق التضامن الإسلامي”.
وتعرض بيان النعي كذلك لجهوده في مجال الدعوة، ونشاطه في مجال الحوار بين الأديان والثقافات، قائلا: “شارك في عدد من الحوارات الإسلامية المسيحية، وكان له دور في ترشيد المسلمين السود في أمريكا، كما خدم جهات إسلامية كثيرة عن طريق مؤسسة الشيخ زايد الخيرية، وله إسهامات في التأليف والترجمة مركزة وعميقة ونافعة، كما شارك في العشرات وربما المئات من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية المتنوعة، في كل قارات الدنيا، نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدا”.
وختم القرضاوي نعيه بالدعوة للفقيد أن يتغمده الله بواسع رحمته، قائلا: “رحم الله عز الدين إبراهيم، وجعل مثواه الفردوس الأعلى، وجزاه عن دينه وأمته، وعن العلم والدعوة، والتربية والثقافة، خير ما يجزي العلماء العاملين، والأئمة الربانيين، وأن يعوض الأمة فيه خيرا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
سيرة ومسيرة :
ولد الدكتور عز الدين إبراهيم في القاهرة عام 1928، وحصل على ليسانس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ودبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، ثم دكتوراه الفلسفة في الآداب من جامعة لندن سنة 1963.
ومنحته جامعة ماليزيا الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد؛ لإدارته عددا من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية، وكذلك منحته جامعة ويلز في المملكة المتحدة دكتوراه فخرية في الآداب؛ لدوره مع مؤسسات التعليم العالي.
عمل الدكتور عز الدين في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر، وليبيا، وسوريا، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وبريطانيا، والولايات المتحدة، ففي قطر عمل مساعدا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل كأستاذ للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض.
كما قام بتدريس الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا، وجامعة ميتشجان في الولايات المتحدة الأمريكية، مستعينا بكتبه الإسلامية المؤلفة بالعربية والإنجليزية وهي: «الأربعون القدسية»، و«الأربعون النووية»، و«الكلم الطيب».
الإمارات.. جهود خيرية :
انتقل للعيش بالإمارات سنة 1968؛ حيث حصل على الجنسية، وعمل مستشارا ثقافيا لمؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسئولا عن أعماله الخيرية في العالم، ومن خلال إدارته لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية اهتم بدعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارات، كما شرع في إعداد موسوعة إسلامية كبيرة بمسمى “معلمة القواعد الفقهية”، بتمويل المؤسسة وإدارته، وبالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة.
وللراحل أعماله الفكرية في الدراسات الإسلامية والفقهية والأدبية واللغوية، وله أكثر من 23 كتابا تعليميا وأبحاث كثيرة تتصف بالتنوع، وقد انتبه منذ البدايات الأولى إلى ضرورة ترجمة معاني القرآن العزيز إلى اللغة الإنجليزية وغيرها، كما ساهم شخصيا في ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة، وعلى رأس إنجازاته في هذا المجال ترجمة «الأربعون النووية».
وارتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية منذ وقبل وقوع نكبة 1948؛ فدافع عن الأرض وبيت المقدس بعدة كتابات ومحاضرات علمية؛ للتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف ومقدساته، ولتثبيت هويته العربية.
وكتب عنه :
عز الدين إبراهيم : ريادة العلم والحياة
تأليف: المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان
الناشر : أبوظبي : المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان
سنة النشر : 2010
عدد الصفحات : 120
الوسوم – تراجم
وهذا الكتيب دراسة حول الدكتور عز الدين إبراهيم، المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، رحمه الله، في إطار سلسلة توثيق الشخصيات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يقوم بها المركز .تناولت الدراسة مسيرة الدكتور عز الدين إبراهيم وجهوده في مختلف المجالات، كما سلطت الضوء على أهم محطات حياته ودراساته وعمله، وتأثيره في الحياة الثقافية المحلية والعربية والدولية . وتضمنت الدراسة شهادات أسرته ومحبيه والمقربين منه فيه، وحوارات أجريت معه في الصحف المحلية والعالمية، ومجموعة من الصور الخاصة به
وفاة العالم الجليل الدكتور عز الدين إبراهيم:
الأحد, 31 يناير 2010 م :
فقدت جماعة الإخوان المسلمين والدعوة الإسلامية واحدًا من أبرز أعلامها، وهو الدكتور عز الدين إبراهيم المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبق والعضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي وافته المنية أمس السبت في العاصمة البريطانية، بعد معاناة مع المرض.
والدكتور عز الدين إبراهيم وُلد في القاهرة عام 1928م، وحصل على ليسانس في الأدب العربي من جامعة القاهرة ودبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، ثم دكتوراه في الفلسفة في الآداب من جامعة لندن سنة 1963م.
ومنحته جامعة ماليزيا الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد؛ لإدارته عددًا من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية، وكذلك منحته جامعة "ويلز" في المملكة المتحدة دكتوراه فخرية في الآداب؛ لدوره مع مؤسسات التعليم العالي.
كما عمل الدكتور عز الدين في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر وليبيا وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، ففي قطر عمل مساعدًا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل كأستاذ للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض.
وقام بتدريس الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشجان في الولايات المتحدة الأمريكية، مستعينًا بكتبِهِ الإسلامية المؤلّفة بالعربية والإنجليزية وهي "الأربعون قدسية" و"الأربعون نووية" و"الكلم الطيب".
ثم انتقل للعيش بالإمارات سنة 1968م؛ حيث حصل على الجنسية، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لمؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسئولاً عن أعماله الخيرية في العالم، ومن خلال إدارته لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية اهتمَّ بدعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارات، كما شرع في إعداد موسوعة إسلامية كبيرة بمسمى "معلمة القواعد الفقهية"، بتمويل المؤسسة وإدارته، بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة.
وللراحل أعماله الفكرية في الدراسات الإسلامية والفقهية والأدبية واللغوية، وله أكثر من 23 كتابًا تعليميًّا وأبحاث كثيرة تتصِف بالتنوع، وقد انتبه منذ البدايات الأولى إلى ضرورة ترجمة معاني القرآن العزيز إلى اللغة الإنجليزية وغيرها، كما أسهم شخصيًّا في ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة، وعلى رأس إنجازاته في هذا المجال ترجمة "الأربعون النووية".
وارتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية منذ وقبل وقوع نكبة 1948م، فدافع عن الأرض وبيت المقدس بعدة كتابات ومحاضرات علمية للتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف ومقدساته ولتثبيت هويته العربية.
وهو عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أُنشئت في منتصف السبعينيات، وشارك على مدى الأربعين سنة الماضية في معظم الحوارات الإسلامية- المسيحية، وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولس السادس سنة 1976م.
وهو عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي ومقره بيروت، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظَّمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما (2002م)، وميلانو (2004م)، وليون بفرنسا (2005م)، وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان: بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي.. ما الجدوى؟ وما المستقبل؟
كما شارك في مؤتمر حوار الأديان في مدريد عام 2008م، وتحدث عن الحوار الإسلامي المسيحي واليهودي ومستقبله وآفاقه، وقدَّم شرحًا عن تجربته في منتديات الحوار خلال أربعين سنة.
والدكتور عز الدين إبراهيم عضو في المجالس العلمية لعدد من الجامعات العربية والأوروبية والآسيوية والإفريقية، وهو مستشار للجنة الاستشارية لجامعة ممباسا الإسلامية، وعضو المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت، وعضو اللجنة الاستشارية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومستشار مركز إسهامات علماء المسلمين في الحضارة بدولة قطر، وعضو مجلس أمناء كلية الخليج الطبية بعجمان، وعضو مجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي.
المراجع :
1-الشروق الجديد :القرضاوي يكتب عن ذكريات السجن والدعوة مع عز الدين إبراهيم..بتاريخ 5/2/2010م .
2-أخبار البشير: القرضاوي ينعى عز الدين إبراهيم المستشار الثقافي لرئيس الإمارات بتاريخ 31/ 1/2010م .
3-موقع الخليج : المستشار الثقافي لوزارة شؤون الرئاسة الدكتور عز الدين إبراهيم في ذمة الله.
4-موقع إخوان أون لاين: وفاة العالم الجليل الدكتور عز الدين إبراهيم.
5-موقع إخوان أون لاين : الأستاذ عاكف يحتسب رفيق دربه د. عز الدين إبراهيم.
6-د. محمد الصباغ: العالم المصري الداعية الدكتور عز الدين إبراهيم ، بتاريخ 8/3/2010، موقع الألوكة .
7-موقع الجزيرة على الانترنت .
8-المستشار الثقافي لوزارة شؤون الرئاسة الدكتور عز الدين إبراهيم في ذمة الله- أبوظبي - “الخليج”: تاريخ النشر: 31/01/2010 .
9- الموسوعة التاريخية الرسمية للإخوان المسلمين – بقلم الأستاذ: أشرف عيد العنتبلي، والأستاذ: عبده مصطفى دسوقي .
10- كلمة الشيخ القرضاوي - صحيفة الراية القطرية. بتصرف
وسوم: العدد 818