حسن البنا

حسن البنا

الإمام الشهيد حسن البنا

الكاتب الأمريكي: روبير جاكسون

(.. شاءت الأقدار أن يرتبط تاريخ ولادة (حسن البنا) وتاريخ وفاته بحادثين من أضخم الأحداث في الشرق.. فقد ولد عام 1906 وهو عام دنشواي ومات عام 1949 وهو عام إسرائيل التي قامت شكلياً عام 1948 وواقعياً سنة 1949.. وقد أفلت الرجل من غوائل المرأة والمال والجاه وهي المغريات الثلاث التي سلطها المستعمر على المجاهدين..

وقد فشلت كل المحاولات التي بذلت في سبيل إغرائه، وكان الرجل عجيباً في معاملة خصومه وأنصاره على السواء، كان لا يهاجم خصومه ولا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم إلى صفه، ويرى أن الصراع بين هيئتين لا يأتي بالنتائج المرجوة، كان يؤمن بالخصومة الفكرية ولا يحولها إلى خصومة شخصية، ولكنه مع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه ومنافسيه.

كان الرجل يقتفي خطوات (عمر) و(علي) ويصارع مثل بيئة الحسين فمات مثلهم شهيداً.

 وأستطيع بناء على دراستي الواسعة عن الرجل أن أقول أن حياته وتصرفاته كانت تطبيقاً صادقاً للمبادئ التي نادى بها.

كان بالإضافة إلى ذلك يؤمن بالواقعية ويفهم الأشياء على حقيقتها مجردة من الأوهام.. وكان يبدو حين تلقاه هادئاً غاية الهدوء وفي قلبه مرجل يغلي ولهيب يضطرم، كان على عقله مرونة وفي تفكيره تحرر وفي روحه إشراق وفي أعماقه إيمان قوي جارف.

... كان متواضعاً تواضع من يعرف قدره، متفائلاً عف اللسان.. عف القلم يجل بنفسه عن أن يجري مجرى أصحاب الألسنة الحداد.

كان مذهبه السياسي أن يرد مادة الأخلاق إلى صميم السياسة بعد أن نزعت منها.. وبعد أن قيل أن السياسة والأخلاق لا يجتمعان.