نبذة حول : علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب
23 ق. هـ - 40 هـ / 600 - 660 م
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن.
أمير المؤمين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي وصهره.
ولد بمكة وربي في حجر النبي ولم يفارقه وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد وقد ولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة (35هـ).
فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان فتريث ولم يتعجل في الأمر فغضبت عائشة ومعها جمع كبير في مقدمتهم طلحة والزبير فقاتلت علياً في وقعة الجمل سنة (36هـ) وظفر علي فيها بعد أن بلغ عدد القتلى من الفريقين نحو (10.000).
ثم كانت وقعة صفين سنة (37هـ) وسببها أن علياً عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام يوم تسلم الخلافة فعصاه معاوية فاقتتلا مائة وعشرة أيام قتل فيها من الفريقين نحو (70.000).
ثم كانت وقعة النهروان بين علي ومن سخط عليه حين رضي بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص بينه وبين معاوية (38 هـ )فتمكن الإمام علي منهم وقتلوا جميعاً وكان عددهم نحو (1800).
وأقام علي بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم غيلة واختلف في مكان قبره فقيل بالنجف وقيل بالكوفة وقيل في بلاد طيء .
كان علي بن أبي طالب شاعرا ومن قصائده الجميلة قصيدة بعنوان :
القصيدة الزينبيَّة
علي بن أبي طالب..العصر الإسلامي
وقد عارضه في هذه القصيدة الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم
فكتب قصيدة على نفس البحر والقافية بعنوان :
مُعَلَّقَاتِي السِّتُّونْ {55}مُعَلَّقَةُ الْعَذَارَى
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم
وَأُدَنْدِنُ الْأَلْحَانَ أَعْلُو نَجْمَةً تَهَبُ الْجَزِيلَ وَغَنْجُهَا يَسْتَوْجِبُ
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ=و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها=سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
و استنفرتْ لما رأتك وطالما=كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
و كذلكَ وصل الغانيات فإنه=آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ=وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولَّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب فما له من عودة=و أتى المشيب فأين منه المهرب؟
ضيفٌ ألمَّ إليك لم تحفل به=فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا=واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه=لا بدَّ يحصى ما جنيت ويكتب
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيتَه=بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
و الروح فيك وديعة أودعتها=سنردُّها بالرغم منك وتسلب
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها=دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
و الليل فاعلم والنهار كلاهما=أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ=حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها=و مشيدها عما قليلُ يخرب
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها=برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا=ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة=فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنه=لا زال قدماً للرحال يهذب
و كذلك الأيام في غدواتها=مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ=إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا=إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ=واليَأْسُ ممَّا فات فهو المَطْلَبُ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً=فجميعهن مكائد لكّ تنصب
لا تأمن الأنثى حياتك إنها=كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ
لا تأمن الانثى زمانك كله=يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
تُغري بطيب حَديثِها وَكَلامِها=وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ=مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما=فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده=فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إن الصديق رأيته متعلقاً=فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ=حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ=وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً=وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا=إِنَّ القَرِيْنَ إلى المقَارَنِ يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ=و تراه يرجى مالديه ويرهب
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ=ويقام عند سلامه ويقرب
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ=يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم=بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
و دع الكذوب فلا يكن لك صاحباً=إِنَّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً=أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن=ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
و احفظ لسانك واحترز من لفظه=فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به=فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى=فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها=شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ=نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب
لاْ تَحْرَصَنْ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ=في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُومُ تَحَيُّلاً=والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ=رغداًو يحرم كيس ويخيب
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ=وَاعْدِلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها=من ذا رأيت مسلِّماً لا ينكب
و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ=و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ=يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ= إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى به=حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا=و اعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَةٍ=و خشيت فيها أن يضيق المكسب
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا=طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي=فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً=جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ=أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها=طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ=مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله=عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ
طَلَعَتْ وَقَلْبِي فِي الْهَوَى يَتَرَقَّبُ=وَالْخَالُ فَوْقَ شِفَاهِهَا يَتَطَيَّبُ
قَلْبِي يَدُقُّ وَبِابْتِسَامَتِهَا مَضَى=يَخْتَالُ فَوْقَ خُدُودِهَا وَيُشَبِّبُ
غَمَزَتْ بِرِمْشٍ هَائِجٍ مُتَحَفِّزٍ=بَادَلْتُهَا غَمْزاً وَقَلْبِي يَرْقُبُ
يَا سِتَّ سِتَّاتِ الْعَذَارَى أَفْصِحِي=قَلْبِي الْيَتِيمُ مُتَيَّمٌ وَمُعَذَّبُ
حِنِّي عَلَيَّ بِضَمَّةٍ مُلْتَاعَةٍ=فَتَحَتْ ذِرَاعَيْهَا أَهَلَّ الْغَيْهَبُ
فَضَمَمْتُهَا نَامَتْ وَأَرْخَتْ قَدَّهَا=وَجَمِيعُ مَا فِي الْعَالَمِينَ مُقَرَّبُ
وَخُدُودُهَا نَجْمَاتُ لَيْلٍ حَالِمٍ=نَادَيْنَنِي اقْطُفْ وَاغْتَنِمْ يَا مُرْعِبُ
هَلَّتْ عَلَيَّ فُيُوضُ عِشْقِكِ فَارْتَوَى=قَلْبِي وَأَصْبَحَ فِي الْهَوَى يَتَصَبَّبُ
يَا لَحْنَ عِشْقِي الْآدَمِيِّ أَسْرْتِنِي=بِجَمَالِ رُوحِكِ فِي الْهَوَى تَتَحَبَّبُ
دَارِي غَرَامَكِ عَنْ عُيُونٍ سُمِّرَتْ=لَمَّا رَأَتْكِ وَأَصْبَحَتْ تَتَصَعَّبُ
أَنَا يَا حَيَاةَ الرُّوحِ صَبٌّ مُغْرَمٌ=بِجَمَالِكِ الْآنِيِّ صَارَ يُلَعِّبُ
صُبِّي نَدَاكِ عَلَى فُؤَادِ مُتَيَّمٍ=فَنَدَاكِ لِلْقَلْبِ الْكَلِيمِ مُطَبِّبُ
وَدَعِي حُرُوفِي الْمُلْهَمَاتِ بِعِشْقِهَا=فِي حُفْرَةِ الْعِشْقِ الْمُؤَجَّجِ تُلْهِبُ
قُومِي اشْرَبِي كَأْسَ النَّبِيذِ لِحُبِّنَا=وَتَنَاغَمِي مَعَ قِصَّةٍ تَتَبَوَّبُ
وَتَجَمَّلِي لِي إِنَّنِي مُتَأَهِّبٌ=لِأُحَاوِرَ الْعِشْقَ الْجَمِيلَ وَأُسْغِبُ
حَاوَرْتِ مَوْتِي فِي قَصِيدَةِ خَاسِرٍ=يَرْوِي الْحَيَاةَ بِسِحْرِ مَنْ يَتَقَلَّبُ
وَمَشَيْتِ بِي وَسَطَ الطَّرِيقِ بِحِكْمَةٍ=مِنْ أَسْطُرِ الشِّعْرِ الَّذِي يَتَعَتَّبُ
أَسْرَرْتِ لِي مِنْ دُونِمَا تَفْعِيلَةٍ=تُضْفِي عَلَى الْحُبِّ الْجَمَالَ وَتَخْطِبُ
وَهَجَرْتِ قَافِيَةَ الْخَلِيلِ بِرَجْفَةٍ=تُفْضِي إِلَى النَّثْرِ الْخَفِيِّ وَتَشْطُبُ
وَبَعَثْتِ لِي فِي الْحَالِمِينَ رِسَالَةً=لَمْ تَرْعَ إِحْسَاسِي وَلَا تَتَأَوَّبُ
فَخَطَبْتُ قَافِيتِِي وَلُذْتُ بِحُبِّهَا=وَدَخَلْتُ بِالْحُسْنِ الَّذِي يَتَعَشَّبُ
حُبِّي فُؤَادِي فِي الْغَرَامِ يُعَذَّبُ=وَأَنَا عَلَى نَهْدَيكِ لَا أَتَقَلَّبُ
أَرْنُو بِصَحْوِي لِلنُّهُودِ تَشُدُّنِي=نَحْوَ السَّحَابِ وَفَوْقَهَا أَتَشَرَّبُ
طَالَ الْحَنِينُ لِفَاكِهَاتِ تَأَمُّلِي=نَخْلٌ وَرُمَّانٌ عَلَيْهَا أٌنْجِبُ
بَعْدَ اللِّقَاءِ بِمَرْمَرِيٍّ حَالِمٍ=وَتَقَلُّبِي فِيهِ كَمَا يُتَطَلَّبُ
أَحْنُو وَأُشْبِعُ رَغْبَةً فَوَّارَةً=حَتَّى تَقُولَ:"اللَّهَ يَا مُسْتَعْذَبُ
خُذْنِي لِحِضْنِكَ لَا أَمَلُّ فَرَاغَهُ=يَشْدُو وَفَوْقِي فَرْعُهُ يَتَشَذَّبُ
وَأَنَا بِحُلْمِ الْعُمْرِ قَدْ دَلَّلْتُهُ=وَأُحِبُّ أَنْ يَبْقَى عَلَيَّ يُغَرِّبُ "
لِي فِي مَلَامِحِكِ الْحِسَانِ حِكَايَةٌ=أُزْهَى بِهَا دَوْماً وَلَا أَتَجَنَّبُُ
تَجْتَاحُ أَوْرِدَتِي شَرَايِينِي مَعاً=وَأَهِيمُ فِيهَا ثُمَّ لَا أَتَأَدَّبُ
وَتُزَلْزِلُ الْقَلْبَ الْكَلِيمَ وَلَا تَنِي=فِي سَحِّ أَدْمُعِهِ وَلَا تَتَهَيَّبُ
لِي فِي هَوَاكِ مُعَلَّقَاتٌ أُنْزِلَتْ=مِنْ وَحْيِ إِحْسَاسِي فَلَيْسَتْ تُتْعِبُ
سَهْرَانُ أُبْدِعُهَا بِشَوْقٍ جَارِفٍ=يَعْلُو عَلَيْكِ بِذَبْذَبَاتٍ تُلْهِبُ
عِنْدَ الْمَسَاءِ حُرُوفُهَا تَجْتَاحُنِي=وَحُرُوفُهَا الْحَرَّى تَئِنُّ وَتَنْدُبُ
تَدْعُوكِ أَنْ تَأْتِي لِغَوْثِ مُتَيَّمٍ=وَلْهَانَ فِي دَرَكِ الشَّقَاوَةِ يَكْتُبُ
فِي كُلِّ لَيْلٍ أَصْطَفِيكِ وَلَيْسَ لِي=إِلَّا بَهَاؤُكِ خَالِصاً يَتَوَجَّبُ
تَنْتَابُنِي الْأَشْوَاقُ فِيكِ فَأُسْرِعَنْ=حَتَّى أُقَبِّلَ فَاكِ فِيمَا يٌعْجِبُ
يَا نَفْحَةَ الْأَزْهَارِ يَا قَمَرِي أَنَا=لِي فِي هَوَاكِ مَرَابِعٌ تَسْتَجْوِبُ
وَأُلَاعِبُ الْأَلْمَاسَ فَوْقَ جَوَاهِرٍ=دُرٍّ وَيَاقُوتٍ لَآلِئَ تُرْعِبُ
أَنَا فِي هَوَاكِ مُتَيَّمٌ فَتَدَلَّلِي=بِي يَا مَرَامِي الْحُلْوِ فِيمَا يُطْرِبُ
وَتَفَتَّحِي يَا زَهْرَةَ مِعْطَاءَةً=أَطْيَابُهَا تُسْبِي وَلَا تَسْتَكْتِبُ
لِي فِي هَوَاكِ تَطَلُّعٌ وَتَدَافُعٌ=عِنْدَ اللِّقَاءِ بِطَبْعِهِ يَتَرَبَّبُ
أَقْفُو خُطَاكِ كَعَاشِقٍ مُتَوَلِّهٍ=يَعْدُو عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ وَيَجْذِبُ
وَيُدَاعِبُ الْأَزْهَارَ فِي تَفْتِيحِهَا=وَالنَّرْجِسُ الْوَسْنَانُ بَاتَ يُرَحِّبُ
قَدْ بَاتَ يَسْأَلُنِي عَلَيْكِ وَيَرْتَجِي=سُبُلَ الْغَرَامِ بِشَوْقِهَا تَتَأَهَّبُ
وَيَقُولُ:"آهٍ مِنْ أَلَاعِيِبِ الْهَوَى=قَدْ بَاتَ بَيْنَ قُصُورِهِ يَتَحَزَّبُ
سَاءَلْتُ عَنْكِ الدَّوْحَ قَالَ مُرَحِّباً=هَلْ أَنْتَ مُحْسِنُ؟!!!قُلْتُ:"إِي..تَتَعَحَّبُ؟!!!
إِنِّي أَرَاهَا فِي قُصُورِ مَحَبَّتِي=سَمْرَاءُ بِيْنَ جُفُونِهَا أَتَحَجَّبُ
وَأَعِيشُ عُمْرِي كُلَّهُ مُتَنَاسِياً=حِمْلَ الْأَسِيَّةِ وَالظُّرُوفُ تُشَقْلِبُ
يَا عُمْرَ عُمْرِي يَا حَبِيبَتِيَ الَّتِي=أَرْسًو عَلَيْهَا وَالزَّمَانُ يُرَتِّبُ
اَلْحُبُّ فِيهَا زَمْهَرِيرُ مَلَاحِمٍ=وَمُعَلَّقَاتِ فُؤَادِهَا وَالْمَرْكِبُ
زِيدِي فُؤَادِي مِنْ نَعِيمٍ خَالِدٍ=بَيْنَ الْجِنَانِ وَسِحْرِهَا أَتَطَبَّبُ
مِنْ سِحْرِ عَيْنَيْكِ الْهَوَى قَدْ رَاقَ لِي=وَبِهَمْسِ فِيكِ أَنَا هُنَا أَتَدَرَّبُ
إِنِّي أَرَى نَهْدَيْكِ ثَارَا فَجْأَةً=فَلِمَ التَّحَفُّزُ مِنْهُمَا يَتَسَرَّبُ؟!!!
وَلِمَ الْخُرُوجُ إِلَى مَيَادِينِ الْهَوَى؟!!= وَلِمَ التَّعَجُّلُ ؟!!!أَيْنَ نَحْنُ سَنَذْهَبُ؟!!!!"
ضَحِكَتْ وَقَالَتْ:"يَا حَبِيبِي هَلْ تَرَى؟!!!=أَأَقَمْتَ عَدْلَكَ بَعْدَهَا تَتَشَرَّبُ؟!!!
قَبَّلْتَنِي شَفَتَايَ تُزْهَى فَرْحَةً=مَجْدُ الْهَوَى قَدْ طَالَهَا يَتَعَوْشَبُ
وَالْوَجْنَتَانِ لَثَمْتَ فِي وَلَهٍ بِهَا=فَاحَمَرَّتَا زَهْواً وَمَا تَتَحَسَّبُ
وَالشَّعْرُ قَدْ مَلَّسْتَ فِي فَرَحٍ بِهِ=جَتََّى تَنَعَّمَ وَالْفَخَارُ يُكَوْكِبُ
أُذُنَيَّ قَدْ وَشْوَشْتَهَا فِي دُرْبَةٍ=نَبْعَ الْحَنَانِ وَهَبْتَهَا لَا يَنْضُبُ
بِالْحُبِّ هَلَّلَتَا بِلَحْنٍ رَائِعٍ=مُتَفَرِّدٍ بِصَبَابَةٍ لَا تُشْطَبُ
بِالْفَرْحِ زَغْرَدَتَا وَنَالَتْ قُبْلَةً=تُزْهَى بِهَا بَيْنَ الْوُرُودِ وَتُطْنِبُ
هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ تَعْجَبَنْ مِنْ ثَوْرَةٍ=نَهْدَايَ أَبْدَعَتَا بِهَا تَتَحَبَّبُ؟!!!
اَلْحَقُّ لِلنَّهْدَيْنِ لَمْ يَتَشَبَّعَا=بِجَمَالِ حُبِّكَ وَالْحَنَانَ تُجَرِّبُ
أَمْسَكْتُ نَهْدَيْهَا الطَّرِيَّيْنِ انْتَشَتْ=قَدْ رَامَتَا لَيْلاً أَظَلُّ أَطَبْطِبُ