الشاعر محمد بن عمارة، نوراة الشرق الوجدي، وفاء للذكرى
1
قد يجاوز القلم قدره وهو يسطر كلماته بين يدي ذكرى رحيل الشاعر المسلم محمد بنعمارة ذلك الرجل والانسان كان رحمه الله عميق الالتزام بشعره يرصف الكلمة بعناية فتأتي مملوءة بحمولات العشق الصوفي البديع وهو الى هذا الحس الروحي عميق الالتزام بقضايا أمته وشعره السلسل .. كان كبيرا في انتماءه للامة قويا بالانتساب لقضايا الايمان والروح عشق الشعر فاعطاه من نفحاته الايمانية ما يجعل من كلماته اشراقة نور يتجدد تنتفض خية والى الابد… وبريق شعره لم يزل يشع ويضيء يتذوق حلاوته من نهل من عسله وشم عطره الفواح… وستظل تلك الاشعار مضئية والى ما شاء الله تعالى………….
2
عرفت الشاعر محمد بنعمارة منذ فتوتي في الثمانينيات من القرن الماضي شدتني اليه كلماته الممتلئة بالدفء وصوته الجميل ذو الرنة المتفردة والتي تدفعك لتذوق الشعر بشغف ونهم غير متناهي انه صوت اصيل دافئ وعميق في التاثير قوي في الجاذبية مقنع جداا في الالقاء….
كان من تدابير القدر ان شاركته نفس المنصة التي القى منها فرائد من شعره وقد تشرفت حينها بالقاء قصيدة من اول قصائدي في حضور جمع من الشعراء من امثاله منهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر.. عندما انهيت القاء القصيدة قام محمد بنعمارة واحتضنني بعمق وصافحني بحرارة وقال لي كلمات مؤثرة لم تزل في عمق ذاكرتي ووجداني
وحثني على مواصلة الكتابة شعرا ونشرا في بوح متواصل متناغم مع الفطرة ومتسق مع ايقاع فطرة الامة …
3
تابعت الشاعر محمد بن عمارة في امسياته الرمضانية بدار الثقافة بوجدة ثم بالاطلاع العميق على قصائده وديوان السنبلة وكم كان عميق التواضع كدأب الثلاثي الملتزم شعرا وتدينا وانسيابا شعريا انسانيا ومنهم الشاعر محمد علي الرباوي وحسن الامراني حفظهم الله وابقاهم لهذا الثغر الابداعي ذخراا ولشباب الفطرة مهجعا وملاذااا
تواضع الشاعر جزء من رسالته الانسانية وبنعمارة قمة في التواضع دائما يلقاك ببسمته المضيئة الموحية الصافية وكثيرا ما كنت القاه في الشارع وقد تأبط كتبه وجريدته او في المقهى منكبا على اوراقه او في عمله ذلك المحراب الآخر للعلم والشعر او في مهجعه ببيته…. التقيته اواخر العام 1997م بعد ان ضربت معه موعداا للقاء من اجل انجاز حوار حول الشعر والادب الاسلامي لصالح مجلة البلاد اللبنانية وكم كان اللقاء ماتعا ثريا وعميقا واذكر اننا كنا يومها في اوائل رمضان كان الاستقبال بتلقائية ودفء يزيده من الدفء والقوة صوته الموحي بالسماع للشعر…
التقيه بعدها بايام لاضع بين يده المجلة وقد تصدر الحوار ملفها الثقافي وكم ثمن رحمه الله امانة النقل وتوثيقه فقد كان الحوار شيقا وبه قوة في النكش في شعر النثر والتجربة الشعرية لشاعر الشرق الوجدي ونوارة انتصاره
4
لم تزل علاقتي بالر جل طيبة عميقة تزدادعنفوانا ا لى ان انشغلت براهننا الاسلامي وغاذرت وجدة الى المنفى وانتهت بي رحلة التطواف بعد سنوات من المحنة لاعتقالي ومحاكمتي وبعد سنين البلاء كتبت فيها العشرات من القصائد الشعرية والنصوص السردية في ادب السجون والمعتقلات داخل عزلتي ذات يوم طالعت احدى الجرائد و هالني خبر تناقلته الصحف عن مرضه تأملت صورته وقد وهن عظمه واشتد المرض عليه وزاد في وطأته على شاعر ابدع القوافي وتفنن في صناعة الحرف بدقة واصالة وعمق وفطرة….تألمت لحاله وكأني اذكر في تلك الليلة قصيدة لاحمد مطر يرثي فيها ناجي العلي بمرارة وأسى..
دائما يرحل العظماء في صمت جارح بل ومخجل…
وانا في المعتقل تابعت اخبار مرضه وتردي احواله الصحية مما ينشر في الصحف وعن الاهمال الذي لاقاه هذا الشاعر المجيد والعملاق الشرقي المتألق حز في نفسي ان يكون مصيرهذا الوجدي الحر الممتلئ انفة وعمقا انسانيا كيف تنهال عليه أكوام من النسيان واالاهمال المتعمد والمسف….
بعد ايام قرأت نعيه وقفت وقفة تأمل مر أمامي شريط الذكريات وئيداا وصوت بنعمارة يعلو ويعلو بالشعر….
حملت أوراقي من عمق الاحزان وكتبت كلمات وفاء لشاعر الشرق الوجدي محمد بنعمارة
هاته شهادتي وخواطري وكلماتي
السجن المركزي القنيطرة المغرب
وسوم: العدد 853