الشيخ العلامة المجاهد سعيد محمد حوى
(1354ه- 1935م)
هو الشيخ العلامة الداعية المجاهد (سعيد محمد ديب حوى) الذي يعدّ من أبرز الدعاة الإسلاميين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين في سورية. تميز بالكرم وسخاء اليد، والشجاعة، وقول الحق دون أن يخشى في الله لومة لائم، وحاول الإصلاح، وإحياء (الربانية)، وكان منظّراً، وواضعاً للمنهاج التربوي الذي يسير عليه شباب الجماعة.
المولد، والنشأة:
ولد الشيخ العلامة المجاهد سعيد بن محمد ديب بن محمود حوى بحي العليليات الذي يقع على يمين الداخل إلى حماة من جهة دمشق وسط سورية بتاريخ 27 أيلول 1935م / الموافق 26 من شهر جمادى الثاني للعام 1354ه. ونشأ في أسرة حموية عريقة تعود في أصولها إلى قبيلة النعيم، وهي من القبائل المشهورة التي ينتهي نسبها إلى الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم- .
وأما أسرة والدته، فتنتسب إلى عشيرة الموالي، وهي عشيرة تسكن بادية الشام، كما حدث بذلك ابن خالة الشيخ سعيد نقلاً عن والده.
ترعرع الشيخ سعيد حوى في كنف والده المربي الفاضل الحاج محمد ديب حوى (1909- 1989) الذي كان أحد رجالات حماة المعدودين- وله مشاركات واسعة في مواجهة الاستعمار الفرنسي، ومشهود له بالشجاعة، والكرم، والحكمة.
- وعمل الشاب سعيد حوى مع والده في صباه في ميادين الزراعة والتجارة، وبيع الحبوب والخضار والفواكه مما أكسبه تجارب حياتية غنية، وقوة، وفتوة. وقد عوده الوالد الكريم منذ صغره على تعلم الحساب والخط، والمطالعة حتى أحبها حباً شديداً، ويحدث الشيخ عن والده، فيقول: ( اعتبر والدي مربياً ناجحاً، فهو يمتلك قدرة عجيبة على غرس المعاني التي يريدها في نفوس أبنائه، كما أنه قادر على أن يحملهم على ما يريد، وحرص والده أن يعلمه في فترة الطفولة عدة معان منها: الحمية على العرض، والشرف، وعدم التفكير في المظاهر، والعفة عن أموال الناس، وحفظ الأمانة .) – هذه تجربتي: ص 11، 12.
وتوفيت والدته الفاضلة، وهو في الثانية من عمره، فعاش في ظل والده، ثم تربى في كنف عمه وجدته، وكانت أمه مربية فاضلة صارمة يحبها، وتحبه، حرصت على تعليم الشيخ سعيد حوى؛ لذلك كان لها أثر كبير في تعليمه وتربيته .
دراسته، ومراحل تعليمه:
ثم التحق سعيد حوى بالمدرسة مبكراً بعد أن أقنع بعض الناس والده أن يدخله المدرسة الابتدائية، فدخل مدرسة ليلية لمتابعة دراسته في مدارس حماة، ولكن سرعان ما خرج من المدرسة بسبب عدم قدرة والده على الإنفاق عليه بجانب أنه كان بحاجة إليه لكي يساعده في عمله في سوق الخضار كبائع بالجملة، ومع ذلك لم يكن يشغله شيء عن قراءة الكتب التي تتيسر له إلى أن عاد إلى المدرسة ليحصل على الشهادة الابتدائية.
وفي مرحلة ما قبل الابتدائية تمكن من قراءة القرآن الكريم كاملاً على يد شيخة من أقربائه كانت كفيفة، وحافظة لكتاب الله تعالى، وقد أرسلته جدته إليها من أجل حفظ القرآن، وبسرعة كبيرة تمكن – رحمه الله – من حفظ القرآن على يديها.
ومن ثم انتسب للإعدادية في متوسطة (أبو الفداء)، وقد أكثر من المطالعة في هذه الفترة، وأتم السنوات الثلاث بنجاح، ولفت نظر أساتذته من خلال قدرته الكتابية.
وتخرج في ثانوية (ابن رشد)، وكان متميزاً بين أقرانه الطلبة بشجاعته، وفصاحة لسانه، وقوة عارضته، وخطاباته البليغة القوية، وذكائه اللماح النادر.
وشارك والده في التجارة والزراعة، وبقيت مطالعاته كثيرة ولكن المعلم الضخم في حياته هو دخوله في جماعة الإخوان المسلمين أواخر العام الدراسي، وهو في الصف الأول الثانوي. وظهرت عنده الملكة الخطابية، فانطلق يخطب في المظاهرات الطلابية، وفي المساجد سواء في الريف أو المدينة.
- ولع الشيخ منذ صغره بالمطالعة، فقدر أنه ما كان يمضي يوم إلا ويقرأ فيه كتاباً، وكان سريع القراءة سريع الاستيعاب والفهم.
وقد عاصر في شبابه أفكار الاشتراكيين، والقوميين، والإخوان المسلمين، وانضم إلى الإخوان عام 1372 هـ، وهو في الصف الأول الثانوي.
ودخل الجامعة في عام 1376ه / 1956م منتسباً إلى كلية الشريعة، وقد أتمّ حفظ القرآن الكريم، ولم يكن متفوقاً في دراسته الجامعية بسبب انشغاله بأمور كثيرة منها: العمل الإخواني، والمطالعات الخاصة، والدراسة على بعض الشيوخ، وكان الصراع الفكري على أشده في هذه المرحلة حيث كان هناك صراع قائم بين الإسلام من جهة والأفكار الأخرى من جهة أخرى.
وفي أثناء المرحلة الجامعية مرت عليه أزمات مالية يحاول معها العمل، فلم يتيسر له إلى أن أخذ بعض ساعات التدريس في مدارس خاصة مقابل أجر، وكان لا يملك ثمناً من أجل أن يشتري الكتب الجامعية، فكان يستعير من أجل أن يقرأ، هكذا كانت حياته الجامعية – رحمه الله تعالى -.
وقد تخرج الشيخ سعيد حوى من كلية الشريعة في جامعة دمشق سنة 1961م.
شيوخه وأساتذته:
وتلقى الشيخ سعيد حوى دروس العلم على أيدي الأساتذة، والمشايخ، ومن أبرزهم:
1-الشيخ محمد الحامد:
هو عالم حماة ومرشدها، والأب الروحي لأهلها جميعاً، ولد في حماة عام 1910م، وتوفي فيها عام 1969م: عاش يتيم الأبوين، وأكمل الابتدائية سنة 1922م، ثم تعلم مهنة الخياطة وفي عام 1924م ترك مهنة الخياطة، والتحق بدار العلوم الشرعية، وكانت أيام المدرسة من أسعد أيام حياته، فقد كان الأول بين أقرانه وبعد تخرجه منها التحق بالمدرسة الخسروية في حلب، ثم التحق بالأزهر، وتأثر بالإمام الشهيد حسن البنا ومدرسته الفكرية، وقال حين سمع بنبأ استشهاده: إن موت ولديّ – ولم يكن له غيرهما حينئذٍ – أهونُ علي من وفاة الأستاذ المرشد.
وأما عن علاقة الشيخ سعيد حوى به يقول – رحمه الله -: ( كان أهم المؤثرات في تديني أن الشيخ محمد الحامد كان هو مدرس التربية الإسلامية في ثانوية ابن رشد، وهذا أوصلني إلى حلقته العلمية في جامع ابن رشد، وكان لهذه التلمذة أكبر الأثر في حياتي )- هذه تجربتي: ص 23 .
2- محمد الهاشمي:
ولد من أبوين صالحين يوم السبت 22 شوال 1298ه في مدينة سبدة التابعة لمدينة تلمسان الجزائرية، وكان أبوه قاضياً، ثم هاجر سنة 1329ه إلى بلاد الشام، فمكث في دمشق، وحضر دروس الشيخ عبد القادر الدّكالي في جامع النحلة بحي السويقة، ووهبه كتبه قبل وفاته، وكان متخلقاً بأخلاق النبي قولاً وحالاً وعملاً يتواضع للناس يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه، لا يغضب إلا لله وحسب، قسم وقته وداره نصفين: لأهله، وتلاميذه، فكانت حلقاته العلمية متواصلة من الصباح حتى المساء، يعلم جميع العلوم، له كتب كثيرة منها: مفتاح أهل الجنة، عقيدة أهل السنة، الدرة البهية، توفي 1961م، ودفن في مقبرة الدحداح في دمشق .
3- عبد الوهاب دبس وزيت:
هو علامة، وفقيه، ومقرئ الشام، وأفقه أهلها على مذهب أبي حنيفة كان مع علمه الجمّ، شديد التواضع، مسارعاً في فعل الخير، لا يتقاعس عن عمل معروف، ولا يسكت عن منكر، وكان دائم الاشتغال بالفقه والتدريس، وكان متقناً لأداء القرآن الكريم، وكان يحرص على أداء فريضة الحج كل عام، وكان زاهداً في الشهرة، توفي – رحمه الله – في دمشق عام 1970م.
4- والشيخ عبد الكريم الرفاعي:
هو العلامة المربّي الذي نشأ أول أمره مريضاً، ثم شفاه الله، ووهبه صحة، لم يكن يتوقعها أحد، فنذرها لخدمة الدين والعلم والإرشاد، أقبل على العلم، وانتظم في حلقات الشيخ علي يقرأ أولاً على الطلاب المتقدمين الذين كانوا يقرئون من بعدهم، وما برح يجدّ، ويتقدم حتى صار من الطلبة الأساتذة، ولما استقلّ في جامع زيد بن ثابت قامت في الوسط المحيط ( حي باب سريجة وحي بستان الحجر) نهضة علمية دينية، فنشر العلم بين الشباب، ودلهم على الله، وكان الجامع المذكور لا تفتر فيه دروس العلوم الشرعية، وترك بعض المؤلفات منها: المعرفة في بيان عقيدة المسلم، أخلاقنا الاجتماعية، توفي في دمشق 28 شباط عام 1973م . تاريخ علماء دمشق: 2 / ص 905، 906 .
5-والشيخ أحمد سليم المراد:
عالم حموي معروف. ولد في حماة عام 1298ه من أبوين صالحين، ونشأ في كنف والده الشيخ محمد سليم المراد، ولما بلغ العاشرة توفي والده، فكفله شقيقه الأكبر العالم الفقيه محمد علي المراد، فتلقى العلم على يديه، كما درس على الشيخ المحدث بدر الدين الحسني، والمجاهد أحمد الشريف السنوسي، ومحمد طاهر الكيالي (إدلب)، وكان زاهداً، قليل الطعام، وكان متواضعاً لطيفاً، تولى إمامة جامع المسعود بعد وفاة أخيه، وكان كثير العبادة حريصاً على السنن، لا يترك الاعتكاف في رمضان، توفي عام 1960م - رحمه الله-.
6-والشيخ محمد علي المراد:
عالم وفقيه من حماة. من أسرة مراد المشهورة .ولد في حماة سنة 1918م، تعلم القرآن على يدي والده الشيخ محمد الحسن المراد وعمه الشيخ محمد نجيب المراد، والشيخ حسن الدندشي، ثم انتقل إلى مدرسة دار العلم والتربية، وبقي فيها حتى الصف الخامس، وكانت له شهادة رسمية، وكان ترتيبه الثالث فيها، ثم انتسب للمدرسة الشرعية في حماة، عام 1933م، وكان معه الشيخ المفتي محمد بشير المراد، ومن أبرز شيوخه الشيخ توفيق الصباغ، والشيخ زاكي الدندشي، انتسب إلى الثانوية الشرعية (الخسروية) في حلب، ثم انقطع عن الدراسة فيها بسبب المرض، فتوجه للدراسة في الأزهر الشريف في مصر، وكان معه العلامة عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ فوزي فيض الله، وتعرف في مصر على الكوثري، والغماري، ومصطفى عبد الرزاق، وأخذ العلم عنهم، ويعدّ من تلاميذ العالم الشهيد محمود شقفة، والشيخ محمد الحامد، وصالح فرفور، توفي في 30 / 5 / 2000م.
7-الشيخ ملا رمضان البوطي:
هو الفقيه الزاهد: ملا رمضان بن عمر بن مراد الكردي البوطي، ولد في بلاد الأكراد بقرية جيلكا التابعة لجزيرة ابن عمر عام 1306ه/ 1888م، ونشأ، وتعلم فيها، ثم انتقل في القرى والبلدان طلباً للعلم، وقد برع في علوم الشريعة كلها، ولا سيّما الفقه الشافعي، ثم الحنفي، ولما اشتدّ طغيان أتاتورك كره المقام في بلاده، فتعلق قلبه بالشام، فتوجه إلى دمشق عام 1352ه، وأقام فيها شارك مع رابطة علماء دمشق في الأنشطة الإسلامية، وكان كثير الورع، توفي في 20 شوال 1410 ه، وخرج في جنازته ألف ألف شخص.
8-والشيخ العلامة المجاهد مصطفى السباعي:
كما التقى الشيخ سعيد حوى ببعض المشائخ الذين أخذ عنهم العلم، وكان لهم أثر في حياته العلمية من خلال الحياة الجامعية منهم: الشيخ المجاهد مصطفى السباعي ( 1915- 1964م ): مؤسس الحركة الإسلامية المعاصرة في سورية، ومؤسس كلية الشريعة في جامعة دمشق، درس مبادئ العلوم الشرعية على يد والده الشيخ الخطيب حسني السباعي، ثم التحق بالمدرسة المسعودية الابتدائية، ثم التحق بالثانوية الشرعية حيثُ أتمها بنجاح باهر عام 1930م، وسافر إلى مصر، والتحق بالجامعة الأزهرية، وانتسب إلى قسم الفقه عام 1933م، ثم إلى كلية أصول الدين، ونال إجازتها بتفوق، ثم التحق بقسم الدكتوراه لنيل شهادتها في التشريع الإسلامي التي نالت درجة الامتياز، اُختير أستاذاً في كلية الحقوق بجامعة دمشق، فعين فيها عام 1950م، فكان من ألمع أساتذة الجامعة في فنّ التدريس، قاد المقاومة ضدّ الاحتلال الفرنسي في حمص عام 1945م . وله مؤلفات كثيرة.
توفي يوم السبت 3 تشرين الأول عام 1964م، وكانت جنازته مشهودة، لم تعرفها مدينة دمشق من قبل ومن بعد .
9- والشيخ العلامة الفقيه مصطفى الزرقاء:
ولد الشيخ (مصطفى أحمد الزرقا) في مدينة حلب عام 1322ه / 1904م، والتحق بالمدرسة الابتدائية، ثم الثانوية الشرعية ( الخسروية)، ثم التحق بالجامعة السورية، ودرسَ الحقوق والآداب في وقت واحد، وتخرج من الكليتين بدرجة التفوق عام 1933م، وقد تلقى العلم عن جده العالم، وأبيه، وأصدر سلسلة فقهية في 4 مجلدات ( الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد)، قدّم له الشهيد عبد القادر عودة، وانتخب نائباً في البرلمان السوري عن مدينة حلب، وتولى حقيبة وزارتي الأوقاف والعدل سنة 1956، وفي سنة 1961م.
حصل على جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية على كتابه ( المدخل إلى نظريات الالتزام في الفقه الإسلامي )، وتوفي - رحمه الله - عام 1420ه / 1999م.
10- والشيخ الأصولي الفقيه فوزي فيض الله:
ولد في حلب، ودرس بالمدرسة النظامية، وسار في التعليم حتى حصل على الدرجة العالمية ( الدكتوراه) في الشريعة الإسلامية حيثُ عين مدرساً في جامعة حلب، وله كتاب فصول في الفقه الإسلامي العام، توفي عام 2017م.
10- والشيخ الخطيب المفوه حسن حبنكة:
هو سلطان العلماء في سورية، والد الشيخ العلامة عبد الرحمن، وشقيق الشيخ صادق حبنكة، لديه مدرسة شرعية، وترك بعض الكتب، وكثيراً من التلاميذ منهم: ولده، ود. عدنان زرزور، ود. البوطي، وغيرهم. توفي عام 1979م.
11- والدكتور معروف الدواليبي:
هو رئيس مجلس البرلمان، ورئيس الوزراء في سورية، انقلبت على حكومته عصابة البعث، فعاش طيلة حياته في السعودية، وكان مستشاراً للملك فيصل والملوك من بعده.
12- محمد عبد القادر المبارك:
ولد في دمشق عام 1912م، وكان والده عالماً لغوياً مشهوراً، أنهى الدراسة الجامعية في الحقوق والآداب عام 1935م، كما درس في كلية الآداب من جامعة السوربون في فرنسا، وحصل على كثير من الإجازات العلمية.. شغل منصب عميد كلية الشريعة، ثم دخل البرلمان، وصار وزيراً للأشغال، وله كتب قيمه، توفي عام 1982م.
تأثر الشيخ سعيد حوى في بدايات نشأته بجملة مؤثرات منها :
1-والده المربي المعروف بحكمته والتزامه الخلقي وحزمه في التربية.
2-بيئة العمل والزراعة والكدح وحياة الفقراء والمظلومين.
3-ارتباطه المبكر بدرس الشيخ محمد الحامد علامة حماة ومربيها.
4-ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة عام 1952.
5-كثرة مطالعاته التي كانت متنوعة: فلسفية وأخلاقية وتاريخية....
6-الصراعات الحزبية والفكرية التي سادت في الخمسينيات وبخاصة الأفكار العلمانية والشيوعية والقومية...
7-حركات التحرر الإسلامي التي سادت العالم الإسلامي كالجهاد الجزائري.
8-المعاناة التي كانت تسود أقطار العالم الإسلامي وذروتها سقوط الخلافة وضياع فلسطين وسيطرة الأنظمة الدكتاتورية على العالم العربي والإسلامي.
هذه جملة القضايا التي رافقت نشأة الشيخ - رحمه الله- .
وكان لمجموعها التأثير البالغ في تكوين توجه الشيخ الفكري، والسياسي، والاجتماعي...وما أبدعه بعد ذلك من مؤلفات، ونظريات في العمل الإسلامي.
الأحداث التي عاصرها:
وقد مرّت به أحداث كثيرة جرت في سورية، وله ذكريات وملاحظات وتقييدات على ما جرى في وقته، مثل الاحتلال الفرنسي، وأول دستور لسورية بعد الاستقلال، وحرب فلسطين، وانقلاب حسني الزعيم، ونشأة تنظيم الإخوان، وثورة حماة 1384 وجمعية العلماء بحماة، والانقسامات السياسية في سورية، نشر كل هذه المعلومات وغيرها في ( هذه تجربتي .. هذه شهادتي ) ..
ودخل الخدمة العسكرية سنة 1963م ضابطاً في كلية الاحتياط .
وتزوج سنة 1964م، ثم رزقه الله بأربعة أولاد
وحاضر، وخطب في سورية، والسعودية، والكويت، والإمارات، والعراق، والأردن، ومصر، وقطر، والباكستان، وأمريكا، وألمانيا .
وشارك مشاركة رئيسة وفعالة في معركة الدستور 1973م ..
سجنه، واعتقاله:
وسجن الشيخ سعيد حوى 5سنوات في (5 آذار 1973- 29 كانون الثاني 1978)، ويصور ولده الدكتور محمد سعيد حوى تلك المحنة، فيقول: ( وأبدأ بهذا الموقف المؤثر في نفسي إلى الآن، فقد كان والدي -رحمه الله- قد أدخل السجن عام 1973م على إثر ما سمي فيما بعد بقضية الدستور، وذلك بسبب نشاطه الكبير في جمع كلمة العلماء وإصدار بيان موحد لعلماء سوريا يبين موقف الشرع، وما يجب على الشعب والسلطة.
ففي أول زيارة لنا لوالدي - رحمه الله- في السجن-حين كان يسمح للسجين أحياناً برؤية أهله!-أخذ يشد من عزيمتنا، وكان مما قاله: إنني وصلت في تأملاتي في تفسير القرآن إلى قوله تعالى: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبياً)، وقد كانت مناسبة طيبة جداً بالنسبة له ولنا؛ أن يتناول هذه الآية العظيمة بالتفسير لأن المقام يحتاج إلى جلَد وصبر وتحمل في سبيل الله والقرآن والدعوة، ثم أن يكون (يحيى) الذي يخاطب بهذا النداء العظيم صبياً، ونحن أولاد الشيخ لم نبلغ الحلم، لحظة زيارته، يخاطبنا بهذا النداء مما كان له أكبر الأثر في نفوسنا.
فهو يعتبر - رحمه الله- أن هذه الآيات في سورة مريم نقاط علام أساسية في تربية الأولاد، والشباب، وتمثل بالنسبة للداعية منهجاً ينبغي أن يسير عليه في تربية أولاده ومن حوله، أن تربي ولدك على أخذ الكتاب بجد وعزيمة، وتنشؤه على فهم الحكمة والتحقق بها، وتربه على التقوى والطهارة في الأخلاق والسلوك والبر بالوالدين والتواضع مع خلق الله جميعاً والرحمة بهم. (يا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبياً وحناناً من لدنا وزكاة، وكان تقياً وبراً بوالديه، ولم يكن جباراً عصياً). هذا محور أول لقاء نلتقي به بوالدي - رحمه الله- في سجن المزة في دمشق، وكان عمري حينذاك نحو من عشر سنين، وما زالت كلماته وقسماته ونبرات صوته والآمال التي يبنيها، والهمة العالية التي يبديها، تتخايل أمام ناظري رحمه الله.
كان رحمه الله من خلال ذلك يريد جيلاً غير عادي لحمل دعوة غير عادية في ظروف غير عادية للوصول إلى أهداف متميزة في كل شيء، فأين نحن من ذلك؟ .
وفي هذا الاتجاه زرناه مرة أخرى في سجن المزّة العسكري عام 1975م وكانت أحداث لبنان على أشدها ومذابح تل الزعتر بالمسلمين الفلسطينيين العزل هناك تتوارد أخبارها إلى الناس، فكان مما قاله لي والدي -رحمه الله- أمام مراقبه في السجن أن أعز أمنية لي في هذه اللحظة أن أحملك، وأضعك في تل الزعتر؛ لتجاهد في سبيل الله. فقد كان يحترق لما يسمع أخبار المذابح، والمسلمون مكبلون لا يستطيعون فعل شيء تجاه إخوانهم والعدو يجثم فوق الصدور. هذه نسمات روحه التي كان يبثها فينا - رحمه الله، لقد كان في السجن، وكان في كل لقاء يعطينا درساً لا ينسى في التربية الجهادية، أو الأخلاقية، أو القرآنية. وأذكر أنه كان دائم السؤال لنا أين وصلت في حفظ كتاب الله تعالى، ويوماً زرناه، وكنت قد حفظت سورة التغابن، فسألني مبتهجاً: أو قد حفظتها ؟! وقال مشجعاً لي: إن هذه السورة من أكثر السور التي وجدت صعوبة في حفظها، وكأنه يقول لي: وإذ قد حفظتها، فغيرها أيسر، فلا تتأخر.
وأجدني بدأت بذكرياتي من مرحلة السجن لأنها المرحلة التي بدأ وعيي يتشكل فيها.
منحة في محنة!:
فما وعينا على والدي - رحمه الله- إلا وقد غيب في سجون الظالمين لقول كلمة الحق التي لم يكن يخشى فيها لومة لائم، وقد كان عمري يوم اعتقل ثمان سنوات. وأذكر يوم أن جاءت النذر والأخبار لتقول إنك أيها الشيخ سعيد ستعتقل، فعليك بالاختباء والتواري عن الأنظار، وجدي - رحمه الله- يلحّ على والدي في ذلك، ووقف والدي -رحمه الله- في ساحة المنزل يتأمل في الطائرات المروحية التي أخذت تجوب أجواء المدينة، ثم قال: ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وأصرّ في اليوم التالي أن يذهب إلى عمله في التدريس كالمعتاد؛ ليعتقل من هناك. ولقد كان لهذا الاعتقال بركاته، وكم من منحة جاءتك في طي محنة كما يقول العارفون: فمن بركاته، هذا التفسير الكبير (الأساس في التفسير) في أحد عشر مجلداً، والعديد من مؤلفاته الأخرى، ونواة كتاب الأساس في السنة...
انخراطه في العمل الإسلامي الحركي:
كما كان عضواً في قيادة الإخوان المسلمين في سورية للفترة 1978 – 1982م، كما شارك في عدة أعمال دعوية، وسياسية إخوانية بين عام 1984 - 1987م .حيث أصبح الأمين العام للجبهة الإسلامية.
أخلاق الشيخ -رحمه الله- وصفاته:
إن جملة العوامل النظرية والخلقية من ذكاء حاد وموهبة نادرة وقلب صاف مؤمن والعوامل المكتسبة من دراسة وتجربة وخبرة ونشاط كونت شخصية الشيخ سعيد النادرة بسماتها وخصائصها، فلقد تميزت شخصية الشيخ سعيد رحمه الله بجملة من المناقب والمآثر يكاد يكون منفرداً بها بين جيل أقرانه وتلامذته بل وشيوخه متفرداً في اجتماعها فيه وفي تحققه بكل صفة على حدة، فيندر أن يلحقه بها أحد فمن ذلك:
الكرم، والجود:
وهذا مما أجمع عليه عارفوه -رحمه الله-، يقول المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا الأستاذ عدنان سعد الدين: ما عرفت في الكرماء وأهل الجود على كثرتهم أسخى منه يداً، وأعظم منه كرماً، كانت ثقته بما في يد الله أكبر من ثقته بما في يده، وكان من أمتع الأمور إلى نفسه إكرام ضيوفه وإيثارهم على نفسه وعياله، ما شكا الفقر يوماً؛ لأنه ما خشي الفقر يوماً. (مجلة النذير العدد 113(
ولقد كان كرمه فطرياً عفوياً خالياً من التكلف، والمفاخرة، والتصنع، ولقد بلغ من كرمه أنه أقام خمس سنوات مدرساً في المملكة العربية السعودية هو وزوجه أم محمد، وعاد مديناً، في الوقت الذي عاد غيره، وقد امتلك العقارات والسيارات.. وغيرها من متع الدنيا، فتوفّي، ولا يكاد يمتلك بيتاً خاصاً به - رحمه الله.-
ومن ذلك:
الحلم:
فلقد كان يستوعب بحلمه خصومه وأعداءه، فلا يملكون إلا أن يسلموا له، ويستسلموا بين يديه، ولو إلى حين حتى قيل لقد ساد قومه بحلمه.
أما الشجاعة:
فكانت أمراً جلياً فيه لا يعرف الخوف إلى نفسه سبيلاً، يواجه العالم بكل فراعينه وطغاته بمعتقداته وقناعاته دون أن تأخذه في الله لومة لائم، ولم تكن شجاعته أدبية وعلمية وفكرية وحسب، بل كانت قوة ومكنة وقتالاً إذا احتاج الأمر ضمن الضوابط الشرعية. مع حكمة في وضع الأمور في نصابها.
ومن أبرز سماته الفداء والإيثار والتضحية:
فيستخدم قوته وشجاعته ومواهبه في إيثار إخوانه وإنقاذهم وخدمتهم والحدب عليهم والدفاع عنهم، تحمّل لذلك في سجنه الطويل مسؤولية الأحداث لينقذ إخوانه، وأعلن عن استعداده؛ لتحمل مرحلة أحداث 80- 82 تضحية وفداء وحباً لإخوانه وجماعته، وما هو بالمسؤول عنها لكنه الفداء والتضحية...
ومع شجاعته وقوته وفدائه فهو الأخ العطوف الشغوف سريع التأثر والبكاء رقيق القلب، ولقد شوهد مراراً يبكي لأجل قضايا إنسانية تتصل بأحوال إخوانه وأبناء جماعته، وبلده، ووطنه حتى كلفه ذلك الكثير الكثير.
يقول الأستاذ عدنان سعد الدين: "وكان أحب الأشياء إليه خدمة إخوانه وتلاميذه، ومدّ يد العون لهم مما يجعله منشرح الصدر، متهلل الوجه ،كأنك تعطيه الذي أنت سائله...
وكان -رحمه الله- قريباً من القلوب محبباً إلى الناس يأسرهم بخطابه، ويشدهم بحديثه، ومنطقه الصارم، وحجته البالغة، وكان استهلاله لأي حديث مدهشاً ذا بيان ساحر يقنع القريبين منه والبعيدين...
وكان -رحمه الله- متواضعاً وديعاً يألف، ويؤلف كما كان سموحاً صفوحاً، إذا غضب كان إلى الرضا أسرع لا يطيق جفوة الإخوان والخلان فإذا حدث، واختلف مع إخوانه وأصحابه، أو اختلفوا معه بادر إلى إزالة أسباب الجفاء بل إلى تقديم الاعتذار لهم، والتودد إليهم، وتطييب نفوسهم سواء أكان هو المخطئ معهم أم كانوا هم المخطئين - النذير : العدد 113.
معالم وميزات شخصية الشيخ -رحمه الله:-
يقول الأستاذ عدنان سعد الدين: "للفقيد - رحمه الله- ميزات وخصائص لا تسعها مقالة، أو افتتاحية، أو كلمة رثاء لذا سأقتصر على ثلاثة معالم:
المعلم الأول:
أضحى فقيدنا -رحمه الله- رمزاً لصلابة الشعب المجاهد في سورية، وثباته، وصبره وتصميمه على تحرير نفسه وتطهير أرضه...
المعلم الثاني:
ما طرحه الشيخ الفقيد من حلول لمشكلات العصر، وما قدمه من أفكار، وما انتهى إليه من استنباطات فقهية واستدلالات شرعية، وما كشف عنه من كنوز ثمينة في دراساته المتنوعة... كل هذا دليل على صلاحية الإسلام لكل عصر، وأن الإسلام هو الحل، وهو العلاج لمشكلاتنا المعقدة وأمراضنا المستعصية وفيه الخلاص من الأزمات، وبه تتحقق آمال الأمة وأهدافها العظيمة وغاياتها الكبرى.
المعلم الثالث:
في شخصية الشيخ سعيد -رحمه الله- برهان على صلاحية المدرسة التي تخرج فيها الفقيد وقدرته على التجديد والعطاء، فهو تلميذ مدرسة الإخوان التي أسسها، وأنشأها، وبنى أركانها الإمام البنا مجدّد القرن الرابع عشر الهجري -رحمه الله-، وأحد ثمراتها وفرع من أصولها وغصن يانع من أغصانها، التزم بنهجها، واعترف بفضلها، وتغذى برحيقها، وظل وفياً لمبادئها حتى آخر أيامه يعتز بالانتماء إليها، وإلى قائدها الإمام الشهيد حسن البنا - رحمه الله - .
اعتدال منهجه في التصوف، وحرصه على التصوف العليم المنضبط:
سلك الشيخ سعيد حوى على الشيخ محمد الهاشمي، ثم الشيخ عبد القادر عيسى - رحمهما الله-، وكان يدرك معاني التصوف وحقائقه، ولكنه لم يكن يقبل الشطحات، وكان لشيخه الشيخ محمد الحامد أثر طيب في التحذير من الشطحات، والتهاون في العبارات.
وكان يؤكد على أن لا يتحدث الإنسان بشيء قد يفهم على غير وجهه وغير مراد قائله، وكان يقول: نريد التصوف العليم المنضبط بالكتاب والسنة، التصوف المبني على العلم، بحيث لا يخرج أي شيء من أعماله، وأحواله، وعلومه عن الكتاب والسنة، وبحيث لا ينكر عالم العقيدة والفقيه شيئاً منه.
وإذا كان ينكر عليه بعض العلماء بعض الأشياء في ذلك؛ فهي كلها مما يدخل في باب الفقه، ويتسع الاجتهاد والدليل للاختلاف فيها.
وكان يوصي المنشدين بأن لا ينشدوا ما ينكره عليهم العلماء، وما يكون فيه تجوُّز كبير في التعبير، وما هو في ظاهره منكرٌ، أو غير سليم.
وكان يحبّذ للصوفية أن يبتعدوا عن الأعمال والأقوال الخلافية التي ينكرها عليهم الناس، حتى ولو كان لهم فيها اجتهاد، أو رأي فقهي تحتمله الأدلة.
وموقفه من الشطحات والبدع التي توجد عند بعض الصوفية واضح في كتابه (تربيتنا الروحية) وغيره، وواضح فيه موضوعيته، وعلميته، وإنصافه، فلم يكن يقف مع الصوفية دائماً، ولا يدافع عن كلّ شيء عندهم، كما يفعل المتعصبون، وإنما يتابع العلم، ويقف مع الدليل والحجة الشرعية، كما كان يرد على غيرهم ما يخالفون الصوفية فيه مما فيه للصوفية وجه أو دليل، فكان منصفاً معتدلاً باحثاً عن الحق قدر طاقته.
وقد ألف الوالد -رحمه الله- في التصوّف والتزكية ثلاثة كتب: (تربيتنا الرّوحية)، و(المستخلص في تزكية الأنفس) مختصر إحياء علوم الدين، و(مذكرات في منازل الصديقين والربّانيين)، وهذه الكتب تكاد تمثل منهجاً متكاملاً في التزكية وتحرير التصوّف مما دخله من دخن، وانحراف، وبدع، وشطحات، وهذا ما كان يتمناه الإمام حسن البنا - رحمه الله-؛ أن يقوم مجموعة من العلماء بتحرير التصوف، وانتقاء جوانبه السليمة؛ فقد قام الوالد - رحمه الله- بتوفيق الله بجانب كبير منه.
ثناء العلماء عليه:
وقد رثاه الأستاذ زهير الشاويش بقوله:
"إن سعيد حوى كان من أنجح الدعاة الذين عرفتهم أو قرأت عنهم، حيث استطاع إيصال ما عنده من رأي ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وقد مات وعمره لم يتجاوز الثالثة والخمسين، وهو عمر قصير، وترك من المؤلفات العدد الكبير، مما يلحقه بالمكثرين من المؤلفين في عصرنا الحاضر".
يقول الأستاذ الدكتور "عبد الله عزام" - رحمه الله -:
أبا محمد .. ماذا نقول فيك ؟ إذ حيثما فقدنا الرجال في ميدان وجدنا..
طرقنا باب الدعوة، فألفيناك قلعه من قلاعها .. وتلمسنا طريق العلم، فوجدناك علماً من أعلامها .... ومضينا علي جاده الجهاد، فرأيناك صارماً من صوارمها ... ونظرنا في ميدان السياسة، فوجدناك قلماً من أقلامها ... وسلكنا طريق الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فوجدناك معلماً بارزاً من معالمها .
هكذا نحسبك، ولا نزكي علي الله أحداً ..- مجله الجهاد الأفغانية - العدد 53.
قال عنه العلامة يوسف القرضاوي .... في مذكراته "بين القرية والكتاب " وعند مرورنا بحماة تذكرت عالمها ومرشدها الكبير رجل التقى والورع الشيخ محمد الحامد رحمه الله، وتذكرت عالمها المعاصر الداعية الثائر الشيخ سعيد حوى .
مؤلفاته:
لقد تميزت مؤلفات الشيخ سعيد حوى بالتكامل لتشكل مقدمة نظرية صالحة وكاملة في العمل الإسلامي ثقافة، وبناء، وتربية، ومنهجاً، وفهماً، وفقهاً؛ فوضع العديد من السلاسل العملية المتكاملة تحت عنوان دراسات منهجية هادفة، مما جعل حياته تكريساً للدعوة والتأليف، وقد طبعت كتبه طبعات عديدة، وانتشرت في أنحاء العالم الإسلامي.
وقد أورد صاحب الترجمة قائمة بمؤلفاته حتى عام 1404 في آخر مذكراته، نذكر بعضها:
سلسلة الأصول الثلاثة:
1-الله جل جلاله .
2- الرسول .
3- الإسلام .
4- الأساس في التفسير – 11 جزءاً .
5- الأساس في السنة وفقهها – 14 جزءاً .
6- الأساس في قواعد المعرفة .
7- تربيتنا الروحية .
8- المستخلص في تزكية الأنفس .
9- مذكرات في منازل الصديقين والربانيين ..
سلسلة فقه الدعوة والعمل الإسلامي، وصدر منها:
10- المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين .
11- دروس في العمل الإسلامي .
12-فصول في الإمرة والأمير.
13-في آفاق التعاليم.
14-جولات في الفقهين الكبير والأكبر.
15-جند الله ثقافة وأخلاقاً.
16- جند الله تخطيطاً وتنظيماً.
سلسلة كي لا نمضي بعيداً – وهي 11 رسالة:
17 – قوانين البيت المسلم.
18- رسالة إحياء الربانية.
19- الخمينية: شذوذ في العقائد والمواقف.
20- السيرة النبوية بلغة الحب والشعر.
- يطلا الحروب الصليبية: صلاح الدين الأيوبي، ويوسف بن تاشفين.
- هذي تجربتي وهذي شهادتي.
- من أجل خطوة إلى الأمام على طريق الجهاد المبارك.
عبر الدكتور أحمد جواد، وهو من إخوان الشيخ عن تكامل مؤلفاته، فقال:
"وضعتَ الأساس في التفسير والسنة، وشيدت البناء بالأصول الأربعة؛ الله جل جلاله، والرسول صلى الله عليه وسلم، والإسلام، وجند الله، وزينت البناء بالمدخل والآفاق، ثم نبضت الحياة وانسابت اللطائف والأرواح بتربيتنا الروحية والمستخلص" النذير العدد 113 ص 21.
ويلاحظ قارئ الشيخ سلاسة أسلوبه وسهولته، فهو لا يعمد إلى تنميق العبارات، ولا تعقيدها، ويركز على إيصال المعنى بأسهل عبارة وأقرب صياغة حتى لكأنك تتحدث إليه، ويتحدث إليك مباشرة.
ولأن همه الأول هو إيصال المعاني السليمة كان لا يهتم بصياغة الموضوع بعبارته الخاصة، وإذا وجد من سبقه إلى بيانها، فلا يتردد أن يقتبس ممن سبق مبيناً سبقه وفضله.
- وما كان يؤلف إلا إذا شعر بفراغ يحتاج أن يسد، ويملأ.
- وتجد بعض الباحثين يقرن الشيخ بفكر سيد قطب والحق أن سيداً وسعيداً كلاهما امتداد لمدرسة الإمام البنا ولكن الشيخ سعيداً حاول أن يتحقق بمدرسة البنا بشكل أعمق، تلك المدرسة التي جمعت بين السلفية في الحرص على الأصول والعودة إليها ، والصوفية في التربية المحررة والتزكية والحركية في العمل للإسلام... والسنية في الاعتقاد والشمولية في الرؤية والفهم.
كتب عنه:
وقد نالت مؤلفات سعيد حوى تقدير الباحثين، فحصل الباحث سعدي زيدان على رسالةً للماجستير من جامعة بغداد تحت عنوان "سعيد حوى ومنهجه في التفسير".
محاضرات مسجلة:
وهناك عدد كبير من الكتب والمقالات المخطوطة، والمسموعة، ومن تلك المحاضرات المسجلة:
محاضرة " صلاح الدين الأيوبي "
طروح أعداء الأنبياء
الطريق إلى الوراثة النبوية
محاضرة معالم على طريق الاستقامة
محاضرة نحو حضارة إسلاميه عالميه
محاضرة شمول الإسلام، وواجب المسلم .
محاضرة أساسيات في الفهم .
محاضرة العالم الرباني .
محاضرة الغُثائية وطريقة التخلص منها .
محاضرة وصايا للسائرين .
محاضرة نقطة البداية .
الأجوبة .
لمن نعطي ولاءنا .
عقدة النقص عند الأمم المتخلفة .
حاجة العالم إلى الإسلام .
أخطر داء يصيب الأجيال .
فتوى عصرية مهمة .
ملامح الشخصية الإسلامية .
موقف الإسلام من التقدم الحضاري .
صناعة الإنسان .
تذكر الحكمة من خلقك .
أسباب النصر والهزيمة .
من بشارات الرسول لهذه الأمة .
وحدة الصف وأدب القيادة .
" أسد الدين شيركوه "
حياة سيد قطب دروس وعبر ...
من أهم معالم شخصيته: حفظ القرآن الكريم خلال دراسته في الجامعة في أربعة أشهر.
كان كثير المطالعة يقرأ في كل علم نافع، وكان لمطالعته الكثيرة أثر في تكوين شخصيته وفكره.
كان الشيخ رحمه الله هيّناً ليّناً أليفاً ودوداً أريحياً كريماً، بعيداً عن التكلف، قريباً من القلوب، يألف، ويؤلف، لطيفاً بمن حوله من أهله وأبنائه وتلامذته وإخوانه.
وإذا وجد مخالفة للشرع وآدابه فإنه يتعامل مع مثل ذلك بحزم وصرامة، مع الحكمة.
كان الشيخ يقدّر محدثه وزائريه وإخوانه، ولا يحب التعامل معهم بفوقية ولا بالأمر، وإنما يرى الإقناع والتعامل بأخوية مع إخوانه ولو كان أميراً عليهم.
كان يركز الشيخ إخوانه على تنظيم الأوقات ويربي إخوانه وأولاده على ذلك.
كان يحرص أن لا تفوته أبداً أوراد ما بعد الصلاة.
وكان يحرص على أوراد يومية، منها:
جزء من القرآن، ومائة مرة استغفار، ومائة مرة تهليل، ومائة مرة صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مع حرصه على التفكير في هموم الأمة الإسلامية والتأليف فيما تحتاجه.
وكان يحرص على مجلس علمي دوري لأهل بيته يحرص أن يكون بعد أوراد الفجر.
كان انتساب الشيخ إلى الحركة الإسلامية سبباً مهماً في اهتمامه بواقع الأمة وما يلزمها من أمور لتنهض وتعود إلى دينها ومجدها، فلم يكن الشيخ حريصاً على التأليف لذاته، وإنما كان ينطلق في تأليفه واختيار موضوعات كتبه من واقع الأمة الإسلامية واحتياجاتها.
ألّف الشيخ نخو خمسين مجلداً، وكان من أكثر كتبه تميزاً وتأثيراً:
كتاب: الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب: جند الله ثقافة وأخلاقاً، وكتاب: تربيتنا الروحية، وكتاب: المستخلص في تزكية الأنفس.
لم يكن ينظر الشيخ رحمه الله إلى الحركات الإسلامية على أنها فِرَق، وأن واحدة منها على الحق وغيرها على الباطل، وإنما كان يرى أنها جميعاً تدخل في دائرة الإسلام، بغض النظر عن الأخطاء أو الانحرافات التي قد توجد في كل جماعة، ما دامت ترجع إلى الكتاب والسنة، فكلها تستحق أن يتعاون معها لنصرة دين الله وتحقيق العبودية له.
كان الشيخ -رحمه الله- يؤكد أنه لا يمكن أن يقود الأمة الإسلامية إلا علماؤها الصادقون الصالحون المتبحرون في جوانب العلوم الشرعية والمتبصرون بواقعهم، وما لم تكن الأمة حول علمائها الربانيين فإنها تكون في وضع شاذ.
تميّز فكر الشيخ وأسلوبه في العمل بجملة من المميزات أهمها:
1-كان يركز دائماً على ضرورة وجود الشخصية الإسلامية التي امتلكت الثقافة المعاصرة والمتوازنة، واستجمعت الخصائص النبوية، معتبراً أن سر نجاح العمل الإسلامي هو وجود هذه الشخصيات التي من مجموعها تتكون الجهة المستشرفة المؤهلة للتخطيط والتنظيم.
2-كان دائم التأكيد على أهمية رسم الخطط في الشؤون الصغيرة والكبيرة، فهو لا يؤمن بعمل لا ينبثق عن خطة محكمة وتخطيط سليم.
3-إيمانه بضرورة الحركة الدائمة وأن أي جمود في الحركة يبطلها ويقتلها وهذا يقتضي قوة مبادرة واستباق واستشراف للأحداث وتقويم مستمر للعمل وسرعة بديهة في التعامل مع المستجدات.
4-كما كان يركز على أن النجاح في أي عمل لا يتم إلا من خلال التلاحم والتفاهم والتكامل في القيادات وسيادة روح الإخاء والمحبة في علاقات بعضها ببعضها الآخر، وعلاقات الأفراد بها.
5-يولي الشيخ المسجد أهمية خاصة في الدعوة ويعتبره منطلق الدعوة الأول ومحور نشاط المسلم ومرتكز حياة الأفراد وكان من أحب الأشياء إليه خدمة الناس عموماً، وإخوانه وتلاميذه خصوصاً معتبراً ذلك أساساً لابد منه لأي داعية ناجح ولأي عمل إسلامي معاصر.
6-ولقد تكاملت شخصية الشيخ رحمه الله فكان يجمع إلى جانب الدعوة إلى الله التحرك السياسي الدائم المناسب والعمل الشرعي المحقق والتصوف السني المحرر من الشوائب المنضبط بالكتاب والسنة وضمن اجتهادات أهل العلم الراسخين.
7-وعرف الشيخ بالفهم العميق للأحكام الأصلية والأحكام الاستثنائية وكان يؤكد على ضرورة معرفة الأحكام الاستثنائية والموازنة بين المصالح والمضار، وترتيب الأولويات على أن يكون ذلك مرتبطاً بالفتوى البصيرة العليمة من أهلها الراسخين في العلم.
8-قدم الشيخ نظرية متكاملة فيما تحتاجه الأمة اليوم ومرتكزاتها:
أولاً: معرفة الأهداف الرئيسة متمثلة بـ:
1-صياغة الشخصية الإنسانية الإسلامية في كل قطر.
2-توحيد الأمة الإسلامية.
3-إحياء منصب الخلافة.
4-إقامة دولة الإسلام العالمية.
ثانياً: إدراك وسائل تحقيق ذلك، وهي:
1-نظرية متكاملة في الثقافة والتربية.
2-نظرية سليمة في النظام والتنظيم.
3-نظرية مناسبة في التخطيط..
4-نظرية صالحة في التنفيذ.
وكانت جميع مؤلفاته شرحاً وتفصيلاً وبياناً لهذا المنهج.
زواجه، وأسرته :
تزوج الشيخ سعيد حوى من المربية الفاضلة أم محمد (خديجة عثمان ) عام 1964م، ورزق بأربعة أولاد، هم: محمد، وأحمد، ومعاذ، وفاطمة.
وقد توفيت السيدة (أم محمد) في 15 / 10 / 2014م في عمان، وصلي عليها في مسجد السيدة عائشة – رضي الله عنها – في عبدون، وشيع جثمانها الطاهر في مقبرة سحاب بعد صلاة الظهر في يوم الأربعاء.
وانطفأ المصباح:
ودخل بعدها العزلة الاضطرارية بتاريخ 14/3/1987م بسبب إصابته بشلل جزئي، إضافة لأمراضه الأخرى الكثيرة: السكري، الضغط، تصلب الشرايين، الكلى، مرض العيون.
ودخل في غيبوبة الموت من تاريخ 14/12/1988م إلى 9 آذار 1989م ..لم يصح خلالها، وتوفي ظهر يوم الخميس 9 آذار 1989م .وشيعه جمهور كبير، ورثاه العديد من الشعراء، ونعاه العلماء وبعض القادة السياسيين، وتناول الصحافة سيرته العطرة، وتوالت البرقيات على أهله .
رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
أصداء الرحيل:
الإخوان المسلمون في سورية: ينعون الشيخ سعيد حوّى:
في الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الثاني من شعبان 1409هـ / التاسع من آذار / 1989 / انتقل إلى رحمة الله تعالى، المجاهد الكبير، والعالم الباحث، والداعية الشيخ سعيد حوّى - رحمه الله رحمة واسعة- عن عمر يناهز الرابعة والخمسين إثر مرض عضال، وكانت وفاته خسارة كبرى وفاجعة حقيقية للعالم العربي والإسلامي .. وللعلماء والمجاهدين.
لما تميز به الفقيد العزيز من علم واسع ومعرفة عميقة وعمل وتقوى ومن جهاد دائب منذ يفاعته فكان يصاول الطغيان والطواغيت، الأمر الذي أدخله السجون أكثر من مرة ، وحكم عليه بالإعدام أكثر من مرة اثنتان منها في عهد المجرم حافظ اسد والفقيد الشيخ سعيد حوى، عالم من أفذاذ العلماء، ومن كبار المؤلفين، ومن أعمق الدعاة إلى الله، فكراً وتنظيماً وحركة، وسوف يوارى جثمان الفقيد الطاهر في مثواه الأخير في هذه الحياة في مدينة عمان، وقد بكاه كل من عرفه، أو سمع به، أو قرأ له شيئاً من مؤلفاته الكثيرة، أو استمع إلى إحدى محاضراته القيمة .
رحم الله فقيد العروبة والإسلام، الشيخ سعيد حوّى، وأسكنه فسيح جناته وتغمده بفيض عفوه ورضوانه، وإنا لله، وإنا إليه راجعون .
سكت الهزاز:
وكتب الشاعر الإسلامي الكبير ( وليد الأعظمي ) قصيدة رائعة في رثاء الشيخ سعيد حوى - رحمه الله تعالى – يقول في مستهلها:
سكت الهزاز الصادح الغريد فاستوحش الوادي وغاب العيد
والجدول الرقراق عاد مرنقاً وهو النمير السلسل المورود
والقضب والريحان ذابلة به قضبانه والبرعم الأملود
والرند في ربواتنا قد صوحت عذباته وذوت وجف العود
هبواتها هبت وناح المختى وترملت بين الرمال زرود
يا راحلاً عنا وفي أعماقنا شرق إليكم ما عليه مزيد
فارقتنا وتركت فينا لوعة في القلب يلذغ جمهرها الموقود
جين لكم في عنق كل مجاهد يجب الوفاء بذلك والتسديد
ذكراك في قلبي وذكراك في فمي أشدو به بين الورى وأشيد
بالأمس كان لقاؤه في طيبة طاب الحديث بها وطاب وأشيد
بجوار خير المرسلين سمت بنا سجات فكر زانها التوحيد
والروضة الزهراء في جنباتها يتناعم التسبيح والتحميد
وصلاتنا فيها عروج للسما يسمد ركوع عندها وسجود
ويفوح في عرصاتها عبق الهوى ما المسك من نفحاته، ما العود! ؟
لحظات أنس هل يجود بمثلها صرف الزمان؟ ولا أظن يجود
وتحلقت للعلم في أفيائها حلقات هدى نفعها مقصود
وأبو محمد (السعيد) كأنه قمر تألق نوره المشهود
وعليه من هدي النبوة مسحة تضفي عليه مهابة وتزيد
ويفيض من هدي النبي كأنه غيث تدفق سيله الحمدود
يحيي القلوب بوعظه، وبيانه لكأنما هو لؤلؤ منظور
فيه من الذكر الحكيم لآلئ ومن الحديث أزاهر وورود
والناس يستافون شهد بيانه فهم قيام حوله وقعود
يا رافعاً للحق راية نصره والحق تحرسه ظباً وبنود
أفنيت عمرك بالجهاد مصابراً لله فيما تبتغي وتريد
لك في لجهاد غريمة مشبوبة لا تقريها فترة وخمود
كالليث في وثباته وثباته شهدت بذاك خنادق وجنود
لك في فلسطين الجليلة موقف هيهات أن تنساه ثم (يهود)
شهدت لكم وديانها وجبالها وسهولها وحواجز وحدود
تلقي بأروع اليهود صواعقاً فيها بروق للردى ورعود
وتربى اليهود سوانحاً وبوارحاً فتصيب منهم من تشا وتصيد
والشام تذكر إذا نهضت مكبراً تحدد بها نحو العلى وتقود
و(المسجد الأموي) يشهد أنك ال بطل الهمام القائد الصديد
و(حماة) لا تنسى نداك مخدراً مما تخبئه الليالي السود
وتردد كيد المقتدين بنحرهم وتذب عن أحسايها وتذود
أبنائها الصيد الكرام تحملت فوق الذي حمل الكرام الصيد
فنساؤها اللبوات في ساح الوغى ورجالها عند اللقاء أسود
عانوا من الأهوال كل فظيبة منها تكاد الراسيات تمديد
في كل ناحية جريح يلتوي وشهيدة مبرورة وشهيد
وإذا تخطى القتل بعض رجالها فالسجن والتعذيب والتشريد
في (القدس) قد عاث اليهود وفي(حما) عاثت (قرامطة) بها و(جهود)
جاؤوا بكل كبيرة وكريهة لم يأت أمس بمثلها (نمرود)
عادت به (عاد) وعادت (تبع) و(الرس) و(والاحتفالات)و(الأخدود)
هدموا بيوت الله حقداً منهم هيهات يفلح آثم وحقود
والعيد في كل البلاد مباهج ومآتماً في الشام كان العيد
بيض وجوه الصارعين بحقهم والساكتون لهم وجوه سود
الظالمون مع الطغاة بركبهم قد أرهقتهم ذلة وقعود
والأمر (للسلطان) يمليه الهوى وعليهم الإقرار والتأييد
فكأنهم (خشب مسندة) لها فوق المتون طيالس وبرود
أغواهم الشيطان فهو وليهم ويمدهم بضلاله ويليد
ومن المصائب أن يكَّمم مصلح في أهلنا ويعربد العربيد
تبكي محارب الهدى إذا حلها بمد الهداة الصالحين قرود
ومنابر التقوى بجلها الأسى باب الرجا لدعائها مسدود
قنعوا من الدنيا بذكر زائف وحسابهم يوم المعاد شديد
مهما تنعما بها فمصيرها بعد القصور الفارهات لحدود
ومن التراب فراشنا وغطاؤنا وجسوتنا يغدو الدور
وإذا سكنا تحت أطباق الثرى لم يبق ثمة سارة وعبيد
ونقوم في كل يوم التغابن كلنا والله يبدأ خلقه ويعيد
ونجئ للرحمن يفصل بيننا مع كل نفس سائق وشهيد
والوعد بالحسنات من رب السما للصالحين، وللطفاة وعيد
والأمر بالمعروف ينفع أهله لا والد يغني ولا مولود
والمرء تكرمه المواقف والنهى والصدق عند الملتقى والجود
هذي موازيين الرجال وعندها يتبين الصنديد والرعيد
وذكر الشاعر الإسلامي وليد الأعظمي فضائل الشيخ سعيد حوى -رحمه الله، وأثنى على أخلاقه وسجاياه، فقد حاز الراحل الكريم أنبل الصفاة وأجملها:
لك في المكارم طارف وتليد وعلى الصلاح أدلة وشهود
يا فاضحاً زيف الذي خدع الورى ومرارة (التمجيس) و(التهويد)
وكشفت للمأملين (شـــــــذوذه) حتى استبان ضــــــــــــلاله المــــــــــــــردود
وحوت ما بث (الخميني) من أذى و(نصير) و(القداح) و(الجارود)
وهدمت بيت الكذب فوق رؤوسهم حتى انمحى لم يبق منه عمود
ونبشتَ ما دفنوه من أحقادهم فإذا هي (الأســـــــــفار) و(التلمود)
لقد كشف الشيخ المجاهد للعالم كذب ونفاق الخميني الذي زعم أنه جاء لإعادة أمجاد الإسلام في حين كان همه الوحيد إعادة مجد كسرى، وهدم معالم الدين، فقد شكك بالوحي، وأنكر السنة، وطعن في أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ..وها قد حان الرحيل والوداع، فقد اشتاق الجسد الطاهر، والروح المؤمنة الشفافة إلى الجنان:
وحملت أعباء تنوء بثقلها هِممُ الرجال وعزمها المعهود
شاقتك جنات الخلود ورفقة الــــ هادي البشير وحوضُه المورود
وبشائر الرضوان من رب السما والذكر للرحمن والتمجيد
حسبُ الفتى من سعيه بحياته طيبُ الثناء وذكره المحمود
أنت السعيد بكل ما قدَمتَه تلقى الرسول به، وأنت (سعيد)
ونرجو الله أن يجزيه عن دعوته وأمته خير الجزاء.
حكمة الشيخ سعيد حوى:
2. وقال الشيخ الشاعر الدكتور عذاب الحمش في رثاء الشيخ سعيد حوى - رحمه الله تعالى - :
يا سعيد الحجا قضيت وقلبـي بعد روحي تسابقاً في فداء
أفتديك بمهجتي لـو تفــدي ويفديك صادق في الإخاء
إن موتي ومـوت قـوم كحالى لا يجاري بساعة من عطاء
لست أدري أسابق بعد موت قلبي أم بروحي يضع صوف الفناء
يا سمي الصفات، أصفى وأنقى من بهـاء الجبين ونور الوفاء
كنت والله عالماً ألـمعياً زانـك الله بـــالتقى والنقاء
يا سعيداً حملت دعوة حــق بــجهاد وقوة ومضـاء
لم يكن همك الوصول لدنيا لم تـكـن طالباً و غير عناء
كنت بحراً من العطاء وفيرا لا تـخاف النقاد عند المـساء
كنت للناس والدا مستنــيرا يرتضي لا كل ما ترى من ولاء
يا حبيب القلوب حــبك نام في قلــوب الأحباب والأعداء
ويصور هول المصيبة ووقعها على نفوس الأهل والأحباب، فيقول:
كلنا بات في دموع الثكــالى رغم تســـليمنا بحكم القضاء
هالني الخطب يا سعيدُ وقلبي ينـــتشي للفداء اللألاء
عجز الفكر عن حصيف مقال وانـثنى النظم في حياء الحباء
أيوفيك أن أقول قـــصيدا هــام حزناً على طريق الرثاء
قد تغيبت يا حبيبي عـــنا غير روح وبســـــمة ووفاء
ليس قلبي يخاف بعدك إلا عــجز نفسي وغربتي وانزوائي
طبت عماه في الحياة شريفاً ولــك الله في ديار البقاء
(شهيد السيف والعلم):
3. وقال الشيخُ المحامي الشاعر محمد علي صوان في رثاء الشيخ الداعية سعيد حوى – رحمه الله -:
أَضُمّ قَبْرَكَ والأَحْشَاءُ تَضْطَرِمُ وَلَيْسَ يُطْفِئُ دَمْعي حِينَ يَنْسَجِمُ يذّوّب الدّمُعُ مِنْ حَرِّ المُصَابِ وَلاَ تَذُوبُ في مُهْجَتِي الأَحْزَانُ والأَلَمُ كَمْ مِنْ حَبِيبٍ بِقَلْبِي باتَ مرْتَحِلاً ولَيْسَ يُدْنِيهِ إِلاّ الطّيفُ والحُلُمُ أًراقِبُ اللَيْلَ كَيْ أَحْظى بِوَصْلِهِمُ فَهَلْ لِجَفْنِي رُقَادٌ لَيْسَ يَنْصَرِمُ ؟ وَهَلْ لِجُرْحِي رُقَادٌ إنْ غَفَوْتُ غَفَتْ عُيُونُهُ أَوْ غَفا فِي مُهْجَتِي الأحزان السقم؟ **** يـا رَبّ كُـلّ بَـلاءٍ فِيْكَ مَـكْرُمَـةٌ وَمَــا لِـجُرْحٍ إِذا أَرْضَـــــــــاكُمُ أَلَــمُ كَـمْ مِـنْ جِـرَاحٍ بِـقَلْبٍ لاَ التئَامَ لَهَا إِلاَّ بِــحُبِّكُمُ تَشْـــــــــــــــــــقَـــى وتَـــلْتَئِمُ فكُلِّ آصرةٍ مِـنْ غَــيْرِكُمْ قُــطِعَتْ وَكُـلُّ نَـــعْمَاءَ- إِلاَّ مِنْكُمُ-نِـــقَمُ فَإِنْ أَخَـذتَ فَفَـضْلٌ أَنْتَ وَاهِــبُهُ وإِنْ مَـنَحْتَ فَــمِنْ آلائِـكَ الــنّعَمُ أَسَـى عَـلى النَّـفْسِ أم آسَى على بَلَدٍ الشّــعْبُ فــيهِ لِخَوّانِ الْحِــمَى نَعَمُ سَـنَامُهُ تَحْتَ سـوّاق يـُذْهـَبُ وَفِيْ لُـحُومِهِ يَعْبَثُ الْــجَزَّارُ والـــوَضَمُ صــرْنَا قــَرَابِينَ وَالأَصْنامُ تَنْذُرَنَا ومَا هوى صـَنَمٌ إلاَّ انْبــَرَى صَــنَمُ رّبّاهُ يّا كَاشِفَ الْبَـلْوَى قَـدْ عَظُـمَتْ غَابَ المُعَزَّي وَطَالَ الصّــبْرُ والسـلام **** أّبَــا مُـحَمَّدٍ لاَ أَبـْكِيكَ مـُنْفَرِداً تَبْكِي البــَرَاياَ وَيَبـْكِي السَّيْفُ والقَلَمُ كم صرخةٍ راح جُنْدُ الله يصـْرَخها ؟ وَنَفْـحَةٍ بُعِثَتْ مِــنْ طِيبِهَا أُمَـــمُ تَبْكِي النَّوَاعِيرُ دَمْعَ الْعَينِ ثـَاكِلَةً وَدَمْــعُهَا كُـلَّمَا أَنّتْ عــَلَيْكَ دَمُ نَمْ فِي ثَراكَ لَكُمْ فِي الخُلْدِ مَنْزِلَةٌ وَفِي الـجَنَايا صــِباً يَزْهُو بِهِ الــقِدَمُ أَيَا طَرِيداً ثَوى فِي قَبْـرِهِ عَـبَقاً -وَالْمَرْءُ فـِي ذِكْرِهِ يـــَحْيَا وَيــَنْعَدِمُ جَفْنِي أُعَاتِـبُهُ لَمــّا بَــكَاكَ دَمـاً وَأَسْأَلُ القَبْرَ هَــلْ يَخْفَى بِهم الــكَرَمُ ؟ ويا غَرِيباً ثَــوَى فِي الْقَبْرِ في شَـمَمٍ لَـهُ عَلَى هَــام غَــدّار الـْحِمَى قَدَمُ فيا حَماةُ: اصْبِرِي ما عقّ من بَعُدُوا وَلَـمْ يُسَاوِرْهُمْ فــِي حُــبِّكَ النّـدَمُ وَلَمْ يَـضِقْ صَـدْرُكَ الخَفّاقُ عنْ نُجُدٍ حَيْرُ البــَنين إِذا مَــا قَرّروا عـَزموا لَـكِنْ يَضِيقُ فُؤَادُ الّلِص مُــضْطَرِباً إنْ يُــشْعِلِ النُّور أَهْلُ الْبَـيْتِ لاَ الخَـدَمُ وَمَـن يـَعِشْ فيحُورِ الأَرضِ يَعْشُ بمنْ يَـرَى الضّياءَ وَتــُسْعِدُ قَلــْبَهُ الظّلَمُ ما في الجُحورِ بــُروجٌ لِلْبُدُورِ ،فَدَعْ للْبَـدْرِ بــرج بِهِ يَسْمُــو وَيُــحْتَرَمُ أَيـا شَـهِيداً ثَـوى بَينَ القُلُوبِ فـَلاَ يُبْلِكَ قَبْــرٌ وَلاَ تَعْـفُو بــِكَ الرّمَــمُ مَا مـِتّ وَالْهِمّـةُ العُلْيَا خَــــالِدَةٌ وَالمَيِّتُ الحَيُّ مَنْ مـَاتَتْ بِــهِ الهِمَــمُ سُقْيا لِقَـبْرِكَ لاَ نَبْـــكِكَ فـي مُقَلٍ حَوْرَاءَ بَلْ مُقَـلٍ حَــمْرَاءَ تَــنْتَــقِمُ وَعَهْدُ رَبِّـــكَ لا نَنْسَاهُ بَــعْدَكُمُ فَـامْدُدْ عَيْنَــكَ مَا زَاغَتْ بـِنَـا الذِّمَمُ
رثاء الشيخ المجاهد:
وأرسل الأستاذ أبو أسامة من الظهران، إلى مجلة المجتمع الكويتية قصيدة قصيرة رثى بها الشيخ سعيد حوى، نشرتها المجتمع في عددها الصادر في 11 نيسان 1989م، فقال:
هذا فؤادي فيه آلاف الجمل هذا فـؤادي فـيه آلاف العلل
هذا فؤادي قد شكى لي حاله شكـواه نادت كل ضلع فاشتعل
يبكي فؤادي حرقـة متـألما لا جازعا والدمع فاض من المقل
كيف اللقاء وقد فقدت معلمي كيف التلاقي بالحبيب وقد رحل
لكن يشاء الله امرا غير ما كنا نؤمل غير أنـي لــم ازل
اتلوا الضراعة للإلـه تذلـلا ألا يديم فـــراقنا حتى الأزل
فــإن افترقنا في الحياة فإننا نرجوه يوم الحشر تحت العرش ظل
فلتبق دوماً في الفؤاد وكن له مصـباحه وشـعاعه حتى الأجل
أخلاقه، وسجاياه:
ومن قصيدة دامعة تبلغ سبعة وعشرين بيتاً، مهداة للفقيد الغالي الشيخ سعيد حوى، مذيلة بتوقيع (ابن الزمان) نختار هذه الأبيات القليلة:
سـعيد أمير القوم عاجـله الردى فأمسى بأثــواب المنــون ملفعا
كريم تقي القلب شهم وسيـــد تخطى حـمام الموت لم يخش مصرعا
تصابر حتى هده الصبر والأسى فـعانى مــــــــــــن الآلام ما كـان أوجعا
وبات يعـــاني الموت في ســـــــــــــــــكراته ومستسلـما حـتى رمــاه فودعا
فجيعــــتنا أنـّـا فقدناه عالماً وخصـماً أمام البغي دوما مدافـعا
إذا عدت الاحـرار كان إمـامهم وأكــرمهم في العلم والفضل موقعا
وإن عدت الأبطــال كان أشدهم إلى الحـرب شـوقا للقاء وأسـرعا
ومن قد حوى هذي الشـمائل كلها تســــــامـى إلى العـــلياء حتى تربعا
لك الخـلد عند الله يا خير رائـد وداعية نلت الســعـادة أجـمعا
فموتك رزء ما يقــاس بغـــيره وفـقـدك أدمـى للقلوب وأوجعا
فقيد العلم، والدين:
وقال الشاعر أحمد بشار بركات في رثاء الشيخ سعيد حوى، وابتدأ قصيدة بالتصريع على عادة القدماء ليكسب النص رقة وعذوبة ويشوق القارئ:
أنا في رثائك كم غدوت أعاني يا رائداً في الحق والإيمان
يا سابقاً في كل علم حضنته ومعط الدنيا بكل بيـــان
يا طائراً للحق يشدوا بالهدى وقد غاب وأسقى عن الأفنان
غادرت دنيانا ونجمك ساطعٌ والذكر طار بمهجة ولسان
قد كنت غيثاً نافعاً روى الدنى وكمجر علم دائم الفيضان
لم تسمع في يوم لصيت ذائع وقصدت وجه الله والإنسان
قد حزت من كل الفضائل خيرها فالعلم والتقوى هما علمان
وتحدّث الشاعر عن نشأة الشيخ في حماة، وعن فترة شبابه المبكر، وكيف قضاها في طلب العلم ؟، وملازمة العلماء، وصور الشاعر حزنه على فقد الشيخ، فقال:
أم الفداء نشأت فيها يافعاً فاقت بحبك سائر البلدان
كم قد وردت بأن تموت بأرضها وقضاء ربك كان في عمان
كلتاهما ملتـاغة بفقيــــدها تبكي بقلب دائم الخفقان
كن قد تعبت وما شكوت لأهلها تعطي وتمنحها بكل تفان
غادرت أرضك مكرهاً متحسراً ولقد حييت تتوق للأوطان
لا لم الخطب كنت كفارس فذ يصول بساحة الميدان
آليت لا ترضي الحياة ذليلة ورفضت عيشاً مفعماً بهوان
لقد ترك جوار البشر إلى جوار الله رب البشر، لقد كان من ورثة الأنبياء، وخدم دعوة الإسلام، واستخرج كنوزها، وبقي يعطي طيلة عمره المبارك:
أأبا محمد !! هل تركت ديارنا لتكون في قرب من الديان؟
أوريث خير الأنبياء !! تحية يا صاحب القلم الرفيع الشان
هذي صنوف العلم خير شواهد تبكيك بايني العلم في عرفان
خمسون مرت بالجهاد وبالتقى ومضت تفوق البرق في السريان
قدمت للإمام خير جواهر ووهبته جوداً أعز جمان
كم حببت في دنيا المعارف واثقاً فغدوت فيها ثابت الأركان
أحييت مكتبة حوت في عصرنا بالفكر والتوحيد والقرآن
ليعود للدين العظيم بهاؤه ويعم مشروع الله كل مكان
لقد كانت همومه من الأمة، وبذل حياته من أجل نهضتها، فكتب، وألّف، وتعلّم، وعلّم. والعلماء ورثة الأنبياء، وذكرهم خالد كلما قرأ الناس كتبهم، وانتفعوا بها:
لله همك كان ليس لغيره ولضيعة الإسلام كنت تعاني
ما زلت حياً لم تغب عن متاحنا ولان رحلت تظل في الوجدان
فالعلم بخلد ليس بميت والخير فيه على مدى الأزمان
وجزاء صاحبه الحنان وحورها والعيش دوماً في رضى الرحمن
والروح تسرح في الرياض بغبطة والطهر يقبع داخل الجثمان
ويطلب من آل الفقيد الصبر والسلوى؛ لأن الشيخ رحمه الله قد مضى إلى السعادة والجنان، ولقاء ربّ غير غضبان:
سلواكم آل الفقيد فكنزه باق كنبع دائم الجريان
هذا سعيد للسعادة قد مضى لينال كل الخير والرضوان
بشراكم لا لن يضيع جهاده فالله يجزي المخلص المتفاني
ثم يا فقيد الدين واهنأ منعماً بعطاء ربك في قرار جنان
سعيد حوى:
وبينما كان الإخوان في سجن تدمر الصحراوي سئ الذكر يعدّون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك عام 1989م جاءهم على بعد المزار ووحشته نعي الشيخ سعيد حوى – رحمه الله –، فرثاه د. محمود الدغيم بهذه القصيدة، ولاسيما أنها كانت في نهاية عام 1989م وفيه من هموم وأنات وزفرات تحرق العشب الأخضر مما لقيه السجناء فيه:
دعوتك مضطراً، وقد مسني الضرّ وما زلت في ليلٍ، ولم يطلع الفجرُ
أنامُ على همٍّ، وأصبح في أسى وأمسي على غمٍّ يضيقُ به الصدرُ
وقيسٌ وليلى والغرامُ كعهده وليس على الطاغوت نهيٌ ولا أمرُ
وليس لنا في الأرض أيّ مساعدٍ وإن يك فهي الزغب هاجمها الصقرُ
وفي كلّ يومٍ وقعةٌ وملاحمٌ بها تكسر الأضلاع والساق والظهرُ
ويسلخُ جلد المرء تحت سياطهم ويغلي وبعد الملح في جرحه الجمرُ
وسبعة أعوام نخوض غمارها وما معقلٌ إلا التضرع والذكرُ
وختم لقرآن وسنة حاجة ٍ سلاح لنا ماض وعدتنا الصبرُ
ويجري لها قلبي الرقيق مرارةً وتهتزّ أعصابي، ويضطرب الفكرُ
وفاة أجلاء الدعاة ومن هم لدعوتنا الغراء أعلامها الخضرُ
وقد قدر الله أن يموت الشيخان سعيد حوى، والشيخ عبد الحميد كشك في وقت واحد، ونحن هنا نركز على رثاء الشيخ سعيد حوى، وأما رثاء كشك فله مكان آخر إن شاء الله ..
وقد جاء من عمان في العيد بكرة فزال سرور العيد وارتحل البشر
أبا الحوّ كم سارت ألوف بنعشكم وطاف به الأعلام والأنجمُ الزهرُ
وهزّ شباباً في السجون رحيلكم على رغم ما هم فيه وانتكب القطرُ
ويكسر في كفّ الأديب يراعه جواءً، ولا يوفي بيانٌ ولا نثرُ
وحاشاك يا زين الدعاة وتاجهم بشعر ونثر أن يوفى لكم قدرُ
أبا الحوّ جند الله أنت زعيمهم ورائدهم والقائد المخلص الحرُّ
عليك سلامُ الله منهم على المدى وما هبّت الأنسامُ أو غرّد العمر
سنبقى كملدوغ بآلام فقدكم ويبقى عليك الحزن ما بقي الدهرُ
ونسمع صوتاً في الشام مؤذناً ومن قبر مروان لقد جاءنا النصرُ
بتضحية الإخوان والملتقى غداً وموعدنا أم الفداء ففروا
إليها وحيوها شباب محمدٍ ففيها لكم حصنٌ وفيها لكم ظهرُ – ديوان تدمر – محمود غنيم – دار النواعير – بيروت – ص 155 ، 156 .
وقد رثاه الشاعر ( أبو أسامة ) في قصيدة، يقول فيها:
- هذا فؤادي فيه آلاف الجمل هذا فؤادي فيه آلاف العلل
- هذا فؤادي قد شكا لي حاله شكواه نادت كل ضلع فاشتعل
- يبكي فؤادي حرقة متألماً لاجازعاً والدمع فاض من المقل
- كيف اللقاء وقد فقدت معلمي كيف التلاقي بالحبيب وقد رحل
- لكن يشاء الله أمـراً غيرما كنا نؤمل غير أني لم أنل
- أتلو الضراعة للإله تذللاً ألا يديم فراقنا حتى الأزل
رحم الله الشيخ الداعية المجاهد سعيد محمد حوى الذي قضى عمره المبارك في التضحية والبذل، والعطاء، اللهم أدخله فسيح جناتك مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً )
مصادر الترجمة:
[1] - قضايا العقيدة عند الشيخ سعيد حوى، رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية في غزة.
2- أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة : عبد الله العقيل.
3- موقع الشيخ سعيد حوى على الانترنت.
4-ديوان وليد الأعظمي: طبع دار القلم بدمشق.
5-ديوان تدمر : محمود الدغيم....وغيرها.
وسوم: العدد 869