سماحة الشيخ الدكتور محمد رشيد ميقاتي: رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية في لبنان
( 1942- 2020م)
يرجع تاريخ عائلة الميقاتي في طرابلس إلى عهد السلطان المنصور في القرن الثالث عشر الميلادي عندما تم تحريرها من الصليبين، ودحرهم منها، وتقوم العائلة حتى يومنا هذا بخدمة الأثر الشريف ”شعرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
وفي سبعينيات القرن الماضي، تواصل دور عائلة الميقاتي بالشأن الديني التربوي فأسس الشيخ الراحل محمد رشيد ميقاتي جمعية الاصلاح الإسلامية عام 1977 التي أنشأت مدرسة الإصلاح ثم ثانوية الإصلاح عام 1978 ثم جامعة طرابلس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 1982.
مولده، ونشأته:
ولد الشيخ الأستاذ محمد رشيد ميقاتي في طرابلس في لبنان عام 1942م، ونشأ في عائلة ذات تاريخ علمي، حيث بدأ بروز نشاطها الديني في لبنان ولا سيما في مدينة طرابلس، في القرن الثالث عشر الميلادي واستمر إلى اليوم، وقد أنجبت العديد من العلماء والمثقفين والدعاة، وفي مثل هذه الأجواء الإيمانية والعلمية نشأ فيها نشأة أخلاقية عرفت بها عائلته.
دراسته، ومراحل تعليمه:
انتقل للدراسة في بيروت لينال إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية في بيروت عام 1966م، ثم حصل على إجازة من كلية الشريعة في جامعة دمشق في سورية عام 1975م.
ثم حصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة السوربون في باريس في فرنسا عام 1981م، وكان عنوان أطروحته ( الإسلام والعلمانية دراسة مقارنة).
وينتسب إلى نقابة المحامين، ويصبح محامياً بالاستئناف.
أعماله، والمناصب التي شغلها:
عمل أستاذاً محاضراً في كلية الحقوق – الجامعة اللبنانية الفرع الثالث بطرابلس من عام 1979 وحتى عام 1982م.
قام بإلقاء العديد من المحاضرات العلمية في لبنان والبلاد العربية والولايات المتحدة وكندا واستراليا وافريقيا وماليزيا منذ العام 1965 وهو خطيب لمسجد أبي سمراء القديم، والنور في باب الرمل، ومسجدي الخيرات، والفاروق الذين كان له اليد في تأسيسهما.
- أسس الشيخ محمد رشيد ميقاتي جمعية الإصلاح الإسلامية عام 1977م، ثم صار رئيساً ومديراً، ومسؤولاً، والمؤسس لجمعية الإصلاح الإسلامية. وقد أنشأت الجمعية مدرسة الإصلاح، ثم ثانوية الإصلاح عام 1978م.
- ثم أصبح مديراً لمدرسة الإيمان الإسلامية في طرابلس من عام 1967 حتى عام 1975. وهي تهدف إلى رَبط الطالب بربه، وتعريف المخلوق بخالقه من أَولى أولويات المدرسة، ومن صميم واجباتها في عصر العَلمنة والبُعد عن وحي السماء.
كما تهدف إلى النهوض بالبلد، وصناعة مستقبل مشرق لشبابه.
- ثم أسس جامعة طرابلس، التي بدأ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 1982م، ثم توسعت لتحتوي على العديد من الكليات المختلفة، وأصبح رئيس المجلس العلمي لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية والأمين العام لجامعة طرابلس.
- الأمين العام للمؤتمر التربوي الإسلامي، والمؤتمر الإسلامي للشريعة والقانون في لبنان.
- عضو المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة.
- عضو رابطة الجامعات الإسلامية في العالم.
-وهو عضو مؤسس في هيئة العلماء المسلمين في لبنان.
- والمشرف العام ورئيس اللجنة التربوية المشرفة على ثانوية الإصلاح الإسلامية في طرابلس.
وفاته:
انتقل سماحة الشيخ المحامي د. محمد رشيد ميقاتي إلى رحمة الله في قبيل غروب يوم الأربعاء 15 شعبان 1441ه/ الموافق 8 نيسان 2020م، بعد عمر طويل قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين.
وخسر العالم الإسلامي برحيله شيخاُ جليلاً وعالماً ربانياً، وصلي على جثمانه الطاهر عند التاسعة والنصف مساء في مجمع الإصلاح الإسلامي في أبي سمراء في طرابلس (شارع الإصلاح).
لقد رحل صاحب العمامة البيضاء واليد البيضاء والسيرة البيضاء.
رحل الشيخ الدكتور محمد رشيد ميقاتي صاحب أياد بيضاء على جيل كبير من طلبة العلم الشرعي، ليس في طرابلس وحدها، بل وفي لبنان وسائر العالم الاسلامي. كان سبباً في إحياء العلم الشرعي في مدينة العلم والعلماء، وذلك من خلال (معهد طرابلس الجامعي للدراسات الاسلامية)، والذي تحوّل بعد ذلك الى جامعة طرابلس.
خرّج فوجاً يعتبر الآن من أهم علماء لبنان، ومنهم المفتون، وأمناء الفتوى، والقضاة، ومدرسو الفتوى، وأساتذة جامعات، وأصحاب مؤسسات تربوية، وسعى في تأمين المنح الدراسية لأغلبية الطلبة إن لم يكن لجميعهم.
وقد دعت عائلته وأولاده الدكتور صلاح الدين، والدكتور رأفت (رئيس جامعة طرابلس) والأستاذ محمد خالد (مدير عام ثانوية الاصلاح الاسلامية)، والأستاذة علية، والدكتورة ريان الميقاتي، جميع المؤمنين ممن يتعذر عليهم الحضور لتقديم واجب التعازي والصلاة على جثمانه بسبب الظروف الصحية المعروفة أن يبادروا إلى أداء صلاة الغائب حيثما كانوا في لبنان أو في أنحاء العالم.
أصداء الرحيل:
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية في لبنان -رحمه الله-:
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي).
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية في لبنان، ورئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس، كان رحمه الله رمزاً من رموز الحركة الإسلامية والعلمية والخيرية والدعوية في لبنان، وقد خسر العالم الاسلامي اليوم بموته شيخا جليلا وعالما ربانيا، وأحد أعلام علماء المسلمين في عصرنا
شغل رحمه الله العديد من المناصب التي ساهمت في خدمة الإسلام والمسلمين في لبنان ودول عربية وأجنبية عديدة، ومن أبرزها:
رئيس المجلس العلمي لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية والأمين العام لجامعة طرابلس، الأمين العام للمؤتمر التربوي الإسلامي والمؤتمر الإسلامي للشريعة والقانون في لبنان، عضو المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة، عضو رابطة الجامعات الإسلامية في العالم.
ونظراً للظروف الصحية المعروفة دعت عائلته جميع المؤمنين ممن يتعذر عليهم الحضور لتقديم واجب التعازي والصلاة على جثمانه أن يبادروا إلى أداء صلاة الغائب حيثما كانوا في لبنان أو في أنحاء العالم.
وقد فقدت الأمة الإسلامية واحداً من علمائها الخيرين المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه رحمة واسعة، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهم أهله، وذويه، ومحبيه، وزملاءه الصبرَ والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.
أ . د علي القره داغي أ . د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس
وكذلك نعت هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ (محمد رشيد ميقاتي) رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية في لبنان الذي وافاه الأجل عن عمر ناهز الـــــ (78) عاماً، وفيما يأتي نص النعي:
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره؛ تنعى هيئة علماء المسلمين الشيخ (محمد رشيد ميقاتي) رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية في لبنان، الذي وافاه الأجل يوم الأربعاء (15/شعبان/1441هـ) الموافق (8/4/2020م)، عن عمر ناهز (78) عامًا، بعد صراع مع المرض.
ولد الفقيد رحمه الله عام (1942م) في عائلة ذات تاريخ علمي؛ حيث بدأ بروز نشاطها الديني في لبنان ولاسيما في مدينة (طرابلس) من القرن الثالث عشر الميلادي واستمر إلى اليوم؛ وأنجبت عددًا من العلماء والمفتين والدعاة.
انتسب الشيخ -رحمه الله- إلى (جماعة عباد الرحمن)، وكان عضوًا عاملًا في الجماعة الإسلامية، ثم أمينًا لسرّها في لبنان حتى عام (1973م). حصل على شهادة (الإجازة في الحقوق) من الجامعة اللبنانية في بيروت عام (1966م)، وحصل على شهادة (الإجازة في الشريعة الإسلامية) من كلية الشريعة بجامعة دمشق عام (1975م)، وحصل على الدكتوراه في فلسفة القانون وكان عنوان اطروحته: (الإسلام والعلمانية دراسة مقارنة) في جامعة السوربون – باريس عام (1981م). وعرف عن الشيخ الفقيد بأنه رجل علم، وأخلاق، وتسامح، واهتمام وعناية بالنشء وتربيته ورعايته.
أسس الشيخ –رحمه الله- عام (1977) (جمعية الإصلاح الإسلامية) التي أنشأت مدرسة الإصلاح، ثم ثانوية الإصلاح عام (1978)، ثم جامعة طرابلس، التي بدأت بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام (1982)، ثم توسعت بعد ذلك لتحوي كليات وأقسامًا علمية مختلفة.
شغل الفقيد عدة مناصب في لبنان وخارجها منها: (المشرف العام ورئيس اللجنة التربوية المشرفة على ثانوية الإصلاح الإسلامية في طرابلس)، و(رئيس المجلس العلمي لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية)، و(الأمين العام لجامعة طرابلس)، و(الأمين العام للمؤتمر التربوي الإسلامي والمؤتمر الإسلامي للشريعة والقانون في لبنان)، و(عضو المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة) و(عضو رابطة الجامعات الإسلامية في العالم)، و(عضو مؤسس لهيئة علماء المسلمين في لبنان).
تقبل الله الشيخ (محمد رشيد ميقاتي) وجزاه عن جهوده العلمية والتربوية والدعوية بالمغفرة والرحمة والرضوان، وجعل علمه شاهدًا له وسبيلًا إلى جنات النعيم، وأخلف لطرابلس ولبنان والأمة وطلبة العلم فيهما؛ علماء مخلصين يحفظون علوم الشريعة ويرفعون لواءها.
الهيئة نت
المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن يقدّم التعزية بفقيد الأمة المرحوم محمد رشيد ميقاتي:
عمان – 9 نيسان 2020م (خاص):
قدّم فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس عبد الحميد الذنيبات العزاء بفقيد الأمة الإسلامية العلامة المربي سماحة الشيخ محمد رشيد ميقاتي – رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية في طرابلس.
وهاتف فضيلته نجله الدكتور رأفت ميقاتي، مقدماً التعزية بوفاة الشيخ رحمه الله، باسمه وباسم الإخوان المسلمين في الأردن، معرباً له عن خالص تعازيه بالفقيد الذي يعتبر أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في لبنان، وأحد أعلام طرابلس، ورئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس، ورئيس جمعية الإصلاح الإسلامية.
وثمّن فضيلته للمرحوم مواقفه الثابتة تجاه قضايا المسلمين كافة، وبالأخص منها القضية الفلسطينية.
نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يلهم أهله وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان.
وغرّد النائب محمد كبارة على حسابه الخاص عبر تويتر، فقال: برحيل الشيخ محمد رشيد ميقاتي فقدت طرابلس، وفقد لبنان، والعالم العربي عالماً، ورجل مؤسسات تربوية وخيرية.
الأجساد ترحل، ولكن الأعمال تبقى في تاريخ الأمم، وذاكرة الأوطان، بغيابك يفقد العالم العربي والإسلامي أبرز علماء عصره في الدين.
رحم الله الشيخ الداعية د. محمد رشيد ميقاتي رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
مصادر الترجمة:
1- موقع جمعية الإصلاح الإسلامية في طرابلس.
2-موقع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.
3- موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
4-مواقع التواصل الاجتماعي في أيام وفاته.
وسوم: العدد 873