وفاة الفقيهة الشافعية المحققة المدققة آنسة عائشة المعمار
حملت إلي الأخبار نبأ وفاة الفقيهة الشافعية المحققة المدققة آنسة عائشة المعمار قبل ساعتين في مدينة حلب فرج الله عنها ...
فإنا لله وإنا إليه راجعون
ولا أدري ما الذي جعل اسمها البارحة يتسلل إلى ساحة الشعور فيلازمني عامة اليوم.
درست بين يديها حاشية الشرقاوي على التحرير كأتقن ما يكون التفقه ، وأصول الفقه لعبد الوهاب خلاف كأفضل ما يكون التأصيل ...
ولازلت أذكر فأضحك مني في أول درس فقه طرق سمعي وكان أول باب البيوع ، وكان فيه : البيع بيعان : بيع عين مشاهدة وبيع عين غائبة
وقرأتْ علينا : عين مشاهَدة بفتح الهاء، فاعترضتُ بأن العين مشاهِدة لا مشاهَدة
ومضى زمن وأنا أجادل أدعي صحة لفظي وخطأ لفظها
فترفقت بي لتفهمني أن العين يقصد بها فقهاً : الشيء ...
اعتذرت منها عن سوء فهمي ....
ثم بدأت صحبة الفقه الشافعي معها ... كانت سنتان من أجمل سنوات العمر
وشاء الله أن أزاملها في التدريس في دار نهضة العلوم الشرعية وكانت لي زيارات في بيتها بقاضي عسكر في حلب ... وما وجدت منها إلا التواضع والترفق مع دقة علمية وتمحيص فقهي إضافة إلى ورع وزهد قل نظيره ....
الآن يبلغني نبأ انتقالها عن دنيا الفناء إلى آخرة البقاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله
وسوم: العدد 882