الرئيس الشهيد برهان الدين رباني بن محمد يوسف
( 1940 م - 20 أيلول 2011 م )
عمر محمد العبسو
ولادته ونشأته :
ولد برهان الدين رباني في عام 1940 لأسرة تنحدر من قبيلة اليفتليين السنية من أصل طاجيكي تسكن في ( فيض آباد ) في بدقشان وهو إقليم في أفغانستان .
دراسته :
وبعد إكمال دراسته الابتدائية في قريته ، التحق بمدرسة أبي حنيفة للعلوم الشرعية في كابول حيث أنهى دراسته قبل الجامعية ، وبعد تخرجه التحق بجامعة كابول حيث درس الشريعة الإسلامية والعقيدة ، وأثناء سنوات دراسته الأربع في الجامعة اشتهر بأبحاثه في العلوم الإسلامية ، ونشاطه الدعوي الكبير وسط الطلاب .
- ثم سافر إلى مصر عام 1966 حيث التحق بجامعة الأزهر في القاهرة ، ليحصل بعد عامين على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية .
ويتذكر الشيخ رباني الذي يتحدث العربية بطلاقة ، بإجلال أساتذته المصريين في الفقه والشريعة وعلوم الدين ، مثل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل ، الذي نصحه بدراسة شخصية العالم الأفغاني اللغوي عبد الرحمن جامي كمدخل لرسالته للدكتوراه ، وكان أستاذه في الفقه عبد الله عطوة ، وكان من أساتذته الشيخ الصواف .
أعماله :
وعقب تخرجه عام 1963 عمل كأستاذ في كلية الشريعة في جامعة كابل .
وفي عام 1968 عاد رباني من مصر إلى أفغانستان حيث عهد إليه المجلس الأعلى للجمعية الإسلامية بمهمة الإشراف على شؤون الطلاب .
ونظراً لاطلاعه وما يتمتع به من شهرة وشعبية وسط الطلاب اختير عام 1972 وبالإجماع رئيساً للجمعية ، وقد وافق عليه الأعضاء الخمسة عشرة في مجلس الجمعية وبحضور مؤسسها غلام محمد نيازي .
وفي ربيع عام 1974 دخلت سيارات الشرطة حرم الجامعة لاعتقال رباني بسبب آرائه الداعمة للقضايا الإسلامية ، ولكن الشرطة عجزت عن القبض عليه بعد أن فرض طلابه حوله نطاقا لحمايته ، ونجح رباني في الهرب من كابول إلى داخل الريف الأفغاني .
ثم هاجر إلى باكستان عام
1974م، وكان أحد المرشحين لقيادة الحركة الإسلامية في الانتخابات التي أجريت خارج
أفغانستان عام 1977م، ولم يحظ بآراء الناخبين؛ وهو ما أدى إلى انشقاق في الحركة
الإسلامية التي انقسمت إلى حزبين: "الحزب الإسلامي" الذي كان يقوده حكمتيار،
و"الجمعية الإسلامية" التي كان يقودها رباني.
كانت الجمعية الإسلامية بزعامة رباني من أكبر أحزاب
المقاومة الإسلامية ضد القوات السوفييتية، وكان شمال وجنوب غرب أفغانستان مناطق
نفودها، خاصة في الطاجيك من سكان هذه المناطق - وقد تحالف رباني مع الولايات
المتحدة في حربها ضد طالبان .
الجهاد ضد الروس :
ومع الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 م اتخذ رباني قاعدة له في باكستان ، واشترك برهان الدين رباني في أعمال الجهاد حيث نجح في قيادة حزبه الذي تحول إلى العمل المسلح لمقاومة القوات السوفيتية ، وأصبح مسلحو برهان الدين رباني أول طلائع ما أطلق عليه تسمية "المجاهدين" .
كان يتولى منصب الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب الجهادية عام 1986م، وسافر إلى أمريكا مع وفد من المجاهدين كان يرأسه، والتقى بالرئيس الأمريكي "رونالد ريجان" .
ترأس الوفد المفاوض للروس في الطائف ، ورفض أن يدخل إلى قاعة الاجتماع قبلهم لكي لا يقف للوفد الروس كما ينص البروتكول
دخل المجاهدون كابول بعد انسحاب القوات السوفيتية عام 1992
وتولى منصب الرئاسة الجمهورية بعد "صبغة الله المجددي" لمدة ستة أشهر فقط يوم 28-6-1992م .
وقعت خلافات شديدة بسبب النزاع على السلطة التي كان يرى كل طرف من الأحزاب الجهادية أنه أحق بها من غيره، ووصل النزاع إلى حد الاقتتال الذي راح ضحيته قرابة 40 ألف أفغاني.
في اتفاق بيشاور الذي وقع يوم 24/4/1992 من قبل الأحزاب السبعة المشتركة في الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان مع حزب الوحدة الشيعي والحركة الإسلامية (الشيعية – محسني)، تمت الموافقة على تشكيل حكومة مؤقتة لمدة شهرين برئاسة صبغة الله مجددي ثم أربعة أشهر لبرهان الدين رباني كما نصت على أن تكون وزارة الدفاع للجمعية، ولم يقبل الحزب الإسلامي (حكمتيار) بالاتفاقية رغم توقيعه عليها ، وقام بالهجوم على كابل ، وبعد أن مد رباني فترة رئاسته انتهت هذه الاتفاقية تماماً .
عادت الأحزاب السابقة يوم 7/3/1993 للاجتماع في إسلام آباد عقب معارك ضارية في كابل، ووقعت على اتفاقية عرفت باتفاقية إسلام آباد اشتركت فيها السعودية وباكستان نصت على رئاسة الدولة لرباني لمدة 18 شهراً ، وتولي قلب الدين حكمتيار رئاسة الوزراء ، ووقف إطلاق النار . لكن الاتفاقية لم تنفذ بسبب تبادل الاتهامات بين الحزب الإسلامي والجمعية ونقض الاتفاق ليندلع القتال من جديد بين رباني ، وحكمتيار .
في 1/1/1994 تعرض رباني لمحاولة انقلابية فاشلة على يد تحالف ضم حكمتيار ودوستم وصبغة الله مجددي إضافة إلى حزب الوحدة الشيعي .
وفي شهر يوليو/ تموز 1994 جدد مجلس ولاية هرات فترة رئاسة رباني لمدة عام آخر.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه بدأت حركة طالبان في الظهور، وفي العام التالي (1995) أعلن رباني أنه على استعداد للتفاوض مع المعارضة ، ووقع بالفعل اتفاقا مع حكمتيار عام 1996 يقضي بالعمل المشترك واقتسام السلطة ، لكن حركة طالبان لم تمهلهم فقد استولت على العاصمة الأفغانية كابل عام 1996 م ، وأعلنت نفسها حكومة شرعية للبلاد ، فخرج منها رباني وقائده أحمد شاه مسعود الملقب بأسد بانشير .. يوم 26-9-1996م قبل سقوطها في يد حركة طالبان.
ظل رباني الذي خلعته طالبان من منصبه يعارض هذه الحركة، وتزعم تحالفا للمعارضة اشتهر باسم الجبهة الإسلامية المتحدة لإنقاذ أفغانستان ، ولا يزال يلقى اعترافاً من العديد من دول العالم إضافة إلى احتفاظه بمقعد أفغانستان في الأمم المتحدة ، قبل أن يتوسط مع الحركة لإقرار سلام أنتظره الأفغان كثيراً .
وعقب ذلك اتخذ رباني بلدة فيض أباد في شمال أفغانستان مقراً له ، وقاد بمساعدة من إيران وروسيا واحدة من الفصائل الخمسة الكبيرة المناوئة لحركة طالبان ، وهو الفصيل المعروف بتحالف الشمال .
وظل رباني الرئيس الرسمي لأفغانستان والمعترف به من قبل الأمم المتحدة ودول عديدة حتى سلم السلطة رسميا للحكومة الانتقالية برئاسة حامد كرزاي في 22 ديسمبر كانون الأول عام 2001
ولم يتول رباني أي منصب وزاري في الحكومة الانتقالية الجديدة ، وظل واحداً من أبرز منتقديها ، وكان من المتوقع أن يكون رباني واحداً من أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية ، ولكنه انسحب في اللحظة الأخيرة .
ولا يزال رباني محتفظاً بمنصبه كرئيس لحزب الجمعية الإسلامية ، وإن كانت سلطاته فيها قد تقلصت من الناحية العملية .
وأعلن رباني أن تحالف الشمال الذي يقوده لن يتكالب على السلطة كما أعلن ترحيبه بتشكيل حكومة من كل الأطياف لقيادة أفغانستان في المرحلة القادمة .
وعندما كان رباني في السلطة سمح للنساء الأفغانيات بالعمل والتحاق الفتيات بالتعليم المدرسي العالي .
وفي الوقت الذي يسعى فيه حامد كرزاي للحصول على أكبر قدر من التأييد في الانتخابات الرئاسية القادمة ، ظل رباني بعيداً عن الأضواء وإن كان قد أعلن تأييده لكرزاي في شهر يونيو حزيران الماضي
دوره في مجال الإعلام :
كان الأستاذ برهان الدين رباني يشرف على محطة تلفزيونية وليدة اسمها «النور» وهي قناة إسلامية والقناة الوليدة تنطق بالبشتو ، والداري ، وقد بدأت بثها التجريبي ، وهدفها التصدي كما كان يقول الشيخ رباني للهجمة الثقافية الغربية الشرسة على أرض الأفغان.
رئاسة المجلس الأعلى للسلام والمصالحة في أفغانستان :
تم تعيين برهان الدين رباني ، الذي تولى رئاسة البلاد وسط فوضى الحرب الاهلية من 1992 وحتى عام 1996، رئيسا للمجلس الأعلى للسلام الذي كلفه الرئيس الأفغاني بالتفاوض مع طالبان. ولم يحقق المجلس أي نجاح في مساعيه حتى الآن. وكان كرزاي يهدف من إنشاء مجلس السلام الأعلى إلى فتح حوار مع المتمردين الذين يحاولون الإطاحة بحكومته منذ الإطاحة بنظامهم على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أواخر 2001. |
وكان رباني يتولى رئاسة مجلس السلام الأعلى المكلف بالتفاوض مع طالبان والذي لم ينجح في مساعيه حتى الآن .
وافتتح المجلس المؤلف من 68 عضوا اختارهم كرزاي بنفسه في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2010 وسط تزايد الأنباء عن محادثات سلام سرية مع زعماء طالبان وعدد من الجماعات المسلحة الرئيسية.
وفي كلمته أثناء افتتاح المجلس أعرب رباني عن "الثقة" بأن السلام ممكن ، حسب بيان صدر عن القصر.
ونقل عنه قوله "آمل في أن نتمكن من القيام بخطوات كبيرة لإحلال السلام والقيام بواجبنا بجهد لا يكل ولا يمل وبعون من الله".
وتحدث رباني عن جماعة طالبان وكشف للمرة الأولى أن الملا عمر لا يحكم قبضة من حديد على الحركة بالكامل ، ويمكن اختراقها من جهة القادة المعتدلين فيها لإجراء حوار معهم من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد.
وفي مقابلة مع "الحياة" نُشرت في 5/6/2010 ، شدد رباني إلى رفضه أي شرط لفرض مصالحة وطنية ، رفضت طالبان المشاركة فيها ، موضحاً نظرته بالقول : "«طالبان قوة وطنية ، ومهمة الجيرغا هي التشاور في وضع سياسة مناسبة يؤيدها الأفغان جميعهم للمصالحة مع طالبان ، والحزب الإسلامي ، وتتطلب أيضاً مشاركة دول الجوار في الحوار الأفغاني ، وطلب مساعدتها في تأمين عملية الحوار الداخلي والأمن والاستقرار في أفغانستان بما يخدم مصالح الجميع » .
ودعا أيضاً الدول الإسلامية الأخرى خصوصاً السعودية وتركيا إلى العمل على صوغ مبادرة سلام أفغانية ، واستضافة محادثات سلام بين الفصائل الأفغانية المختلفة.".
وفاته :
سقط شهيداً في 20 أيلول 2011 م .
مؤلفاته :
البروفيسور برهان الدين رباني حائز على شهادة الدكتوراة في علم الأديان ، كتب العديد من المؤلفات في هذا المجال . وتعتبر ترجمته لكتاب : في ظلال القرآن – باللغة الفارسية التي كان يتقنها ، من أفضل الترجمات لهذا الكتاب .
أصداء استشهاده :
كابول :
أكدت الشرطة الأفغانية الثلاثاء أن الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني قتل في هجوم إرهابي استهدف منزله في كابول.
وأضاف المصدر نفسه أن رباني كان في زيارة لدبي ، ولكنه قطعها ، وعاد على وجه السرعة إلى كابول عندما علم بأن ممثلين من طالبان يريدان مقابلته .
وأوضح المصدر أن رباني قتل بعد وقت قصير للغاية من وصوله من المطار إلى بيته .
وقال محمد ظاهر رئيس الفرع الجنائي بشرطة كابول إن "السيد رباني استشهد في الانفجار" مضيفاً أن "انتحارياً تنكر في صورة زائر ، وقام بتفجير سترته الناسفة وقتل رباني".
وذكر محمد زاهر أن خمسة أشخاص آخرين على الأقل أصيبوا بينهم : والنائب وعضو مجلس السلام الأعلى مولوي شاهزاده شاهد ، وإصابة معصوم إستانكزاي ، أحد مستشاري الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بجروح بالغة . .
ويقع منزل رباني في حي وزير أكبر خان الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة كونه يضم مقار حكومية وسفارات بينها السفارة الأميركية .
وقال أرسلان رحماني
عضو المجلس "كان من المفترض أن يجتمع رباني مع اثنين من أعضاء طالبان في منزله
اليوم ، وربما قد قتلاه".
وقال حشمت ستانيك ضي المتحدث باسم شرطة كابول إن منفذ الهجوم كان يخبئ القنبلة في
عمامته .
ويعد هذا الحادث هو الرابع على الأقل خلال الأربعة أشهر السابقة الذي يقوم فيه منفذ الهجوم بإخفاء السلاح بهذه الطريقة.
وجاء تصريح السياسيين اللذين طلبا عدم الكشف عن اسميهما ، بعد أن أكدت الشرطة وقوع انفجار في الشارع الذي يقيم فيه برهان الدين رباني . وأكد أحدهما "نعم ، لقد توفي"، وسط بكاء السياسيين أثناء تأكيدهما نبأ مقتله .
-وتبنت حركة طالبان التي تقاتل منذ عقد في هذه الحرب الدائرة حالياً المسئولية عن عمليات القتل الأخرى . لكن لم يتسن على الفور الاتصال بمسئولي الحركة للتعليق على الحادث .
-وأعلنت بعثة أفغانستان في الأمم المتحدة أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي سيقطع زيارته الحالية للولايات المتحدة ، ويغادر الثلاثاء عائداً إلى كابول ، وذلك عقب اغتيال برهان الدين رباني
وقد اجتمع في وقت سابق من الثلاثاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وذلك قبل يوم من إلقائه كلمة بلاده أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة الأربعاء .
وفي بيان للقصر الرئاسي أدان
الرئيس حامد كرزاي وبشدة مقتل برهان الدين رباني قائلاً : إن الأعداء ليست لديهم
رحمة لمحبي وطنهم أفغانستان.
وقال كرزاي في البيان : إن "رباني كان زعيماً للجهاد والمقاومة في أفغانستان،
وإنه حاول أن يحقق للبلاد الوحدة والاستقلال . إن وفاته تبين أن هناك مؤامرة كبرى
يحيكها أعداء البلاد".
وقال كرزاي: سوف نفتقده
بشدة....لا اعتقد أن بإمكاننا أن نملأ مكانه بسهولة". لكن كرزاي اتفق مع أوباما على
التعهد بالا "يردعنا" الهجوم عن إيجاد سبيل للأفغان للعيش في حرية.
أضاف كرزاي "هذا يوم صعب لنا في أفغانستان . لكنه يوم وحدة ، ويوم لمواصلة جهودنا".
زعيم المعارضة عبد الله عبد الله :
أما زعيم المعارضة عبد الله عبد الله ، فوصف الحادث بأنه "مأساة كبيرة جدا".
وقال إن "على الأمة أن تعمل على قلب رجل واحد من أجل الدفاع عن البلاد وكرامة وأمن
الشعب والأمان".
أضاف عبد الله ، زعيم ائتلاف التغيير والأمل المعارض ، إن "الحادث نفسه يبين أن
المجموعة الإجرامية ومن يدعمونها ليس لديهم رحمة تجاه احد".
وفي اليوم الأربعاء 21 / أيلول / 2011 م : تجمع مئات الأفغان في العاصمة كابول لتشييع جثمان الشهيد برهان الدين رباني رئيس مجلس السلم الأعلى ، والرئيس الأفغاني السابق والاحتجاج على مقتله على يد انتحاري يوم الثلاثاء .
وتعطلت الحركة في شوارع كابول مع إغلاق الطرق المحيطة بمنزل رباني حيث يصل رفاقه السابقين لتوديع جثمانه .
طالبان :
أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسئوليتها عن اغتيال الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني أمس الثلاثاء في منزله.
ونقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية اليوم الأربعاء عن المتحدث باسم الحركة "ذبيح الله مجاهد" قوله إن الانتحاري توجه إلى منزل رباني لإجراء محادثات ثم قام بعد ذلك بتفجير سترته التي كانت ممتلئة بالمتفجرات ، مما أسفر عن مقتل رباني ومسلح طالباني آخر وأربعة من حراس الأمن الذين كانوا متواجدين بالمنزل .
وقال فاضل كريم إيماق عضو المجلس الأعلى للسلام إن الرجال جاؤوا يحملون "رسائل خاصة" من طالبان وكانوا "من الموثوقين جداً ".
باكستان :
وسارعت الحكومة الباكستانية إلى إدانة عملية الاغتيال ، ووصفت رباني بأنه "صديق" تعمل إسلام آباد معه عن كثب في جهود السلام .
وجاء في بيان مشترك للرئيس آصف علي زرداري ورئيس وزرائه يوسف رضا جيلاني إن "شعب باكستان يقف إلى جانب أشقائه وشقيقاته الأفغان في لحظات الحزن هذه".
إدانة أمريكية :
وقد أدان الرئيس الأمريكي مقتل برهان الدين رباني ، وتعهد بأن ذلك لن يثن الولايات المتحدة عن استكمال مهمتها في أفغانستان .
وكان أوباما قد وصف مقتل رباني بأنه "خسارة مأساوية" مشيراً إلى "الإسهامات الضخمة" التي قدمها رباني من أجل إعادة بناء البلاد.
وأدانت الولايات المتحدة الحادث في بيان
قالت فيه إن المسئولين عن الهجوم "يظهرون عدم اكتراثهم بالجهود التي قادها الدكتور
رباني في قضية السلام من أجل أفغانستان".
أضاف البيان : "هذا النوع من الهجوم الجبان سيزيد من إصرارنا على العمل سوياً مع
الحكومة والشعب الأفغانيين من أجل القضاء على التمرد والوصول إلى أفغانستان التي
تنعم بالسلام والرخاء".
بريطانيا :
وفي نيويورك أيضاً صرح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأن اغتيال برهان الدين رباني لن يوقف جهود أفغانستان لتحقيق السلام على أراضيها .
وقال هيغ إن برهان الدين رباني "قد عمل مخلصاً وبلا كلل من أجل السلام وضمان مستقبل أفضل لبلاده ، ونحن واثقون من أن اغتياله لن يفت في عضد الحكومة الأفغانية في مواصلة جهودها من أجل السلام والمصالحة ."
فرنسا :
كما أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اغتيال رباني ، ووصفه بأنه عمل إرهابي "يتصف بقدر كبير من الجبن ."
حلف شمال الأطلسي :
من جانبه ، وصف سفير حلف شمال الأطلسي "الناتو" لدى أفغانستان سيمون جاس ( رباني )
بأنه كان رجلاً شجاعاً ، لم يتردد في المخاطرة بحياته بحثاً عن مستقبل أفضل لجميع
الأفغان .
ألمانيا :
وأدان وزير الخارجية الألماني جيدو
فيسترفيله اغتيال رباني داعياً شعب أفغانستان إلى مواصلة عملية المصالحة رغم حادث
الاغتيال .
وأوضح فيسترفيله على هامش زيارته للأمم المتحدة أنه "على قناعة ثابتة بأن منفذي هذا
الاغتيال الغادر لن ينجحوا في كسر إرادة السلام لدى الشعب الأفغاني".
وامتدح فيسترفيله رباني "كأحد المدافعين المتحمسين عن الحل السلمي في أفغانستان ،
فقد فعل كل شي ء من أجل التغلب على العنف والكراهية وتقديم المستقبل على الماضي وقد
دفع حياته ثمنا لذلك".
قائد القوات الدولية في أفغانستان :
أما الجنرال جون ألن قائد القوات
الدولية في أفغانستان ، فقال إن "وجه مبادرة السلام تعرض لهجوم.. هذا مؤشر شائن آخر
على أن طالبان ، بغض النظر عما تقوله قيادتها خارج البلاد ، لا تريد السلام بل
الحرب".
أضاف "هدفهم الوحيد من وراء هذا الفعل غير أخلاقي بالمرة هو إعادة عقارب الساعة إلى
عصر الظلام المرادف لحركة طالبان".
بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان :
وقالت بعثة المساعدة التابعة للأمم
المتحدة في أفغانستان "يوناما" إنها أصيبت بصدمة والحزن لمقتل رباني.
وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى أفغانستان ستافان دي ميستورا إن
"البحث عن السلام لابد أن يتواصل".
الإمارات العربية المتحدة :
دان سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مقتل برهان الدين رباني رئيس المجلس الأعلى للسلام الأفغاني الرئيس السابق لجمهورية أفغانستان الإسلامية في الهجوم الإرهابي الإجرامي الذي تعرض له منزله أمس في العاصمة كابول . وأعرب سمو وزير الخارجية عن تضامن الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية أفغانستان الإسلامية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة التطرف والإرهاب
وعبر سموه عن تعازيه للحكومة الأفغانية وأسرة الشهيد ، مؤكداً رفض دولة الإمارات لمثل هذه الأعمال الإجرامية وتأييدها لعملية السلام التي تبناها المجلس الأعلى للسلام من خلال المفاوضات الرامية لتحقيق المصالحة بين جميع الأطراف الأفغانية والتي يقودها الرئيس حامد قرضاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية
منظمة هيومان رايتس ووتش :
وطبقا لجماعة هيومان رايتس ووتش ، فان رباني من بين الشخصيات الأفغانية البارزة المتهمة بارتكاب جرائم حرب خلال القتال الضاري الذي أدى إلى مقتل أو تشريد مئات الآلاف الأفغان في مطلع التسعينات .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أحبابنا قراء ومتصفحي منتديات الحسبة الأكارم، سلام
من الله عليكم ورحمة منه وبركاته وأسعد الله أوقاتكم في شهر الخير والبركات وجعلنا
من عتقائه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
نشرت صحيفة الحياة الصادرة من لندن مقابلة أجراها
مراسلها جمال إسماعيل مع برهان الدين رباني رئيس أفغانستان السابق، والذي تحدث فيها
عن انهيار الأوضاع في أفغانستان ، وفشل الحكومة والقوات الغازية في مواجهة المقاومة
المتصاعدة في الأراضي الأفغانية ، وقد أكد رباني في هذه المقابلة دعوته لمقاتلي
الجمعية الإسلامية للاستعداد لحمل السلاح في أفغانستان من جديد دفاعا عن مكتسبات
الجهاد كما جاء في مقابلته...
أحببت أن أطلعكم عليها لعل فيها ما يفيد الاطلاع عليه
أو أن يكون هناك تعليقات مفيدة على ما جاء فيها ، وهذا هو نص المقابلة كما نشرت
اليوم السبت في جريدة الحياة ...
عبد الله العابد
مركز القدس للإعلام
إسلام أباد
أكد أن الخلاف مع باكستان يجب أن يحل بالحوار ، واتهم الحكومة الأفغانية بالفشل ...
رباني لـ «الحياة»: دعم خارجي لـ «طالبان» وسلوك الأميركيين يعزز قوتها
كابول - جمال إسماعيل الحياة - 07/10/06//
برهان الدين رباني
برهان الدين رباني،
أحد قادة الحركة الإسلامية الأفغانية ومن رعيلها الأول، قاد «الجمعية الإسلامية
الأفغانية»، وبرز في سنوات الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفياتي ، تولى مناصب عدة
في حكومات المجاهدين الموقتة في بيشاور الباكستانية ليصبح في ما بعد رئيساً لدولة
أفغانستان الإسلامية بعد سقوط نظام نجيب الله الشيوعي في 28 نيسان (إبريل) 1992.
أدى تمسكه بالسلطة بعد انتهاء اتفاقية بيشاور بين
المجاهدين الأفغان إلى استعار الحرب بين قواته بقيادة أحمد شاه مسعود وبين قلب
الدين حكمتيار الذي كان يحاصر العاصمة الأفغانية كابول.
في منزله في ضاحية وزير أكبر خان حيث السفارات
الأجنبية والوزارات استقبل «الحياة» وتحدث عن همومه وهموم الشعب الأفغاني بعد خمس
سنوات من الحرب الأميركية ضد «طالبان»، وعن رؤيته للأوضاع التي آلت إليها أفغانستان
حالياً.
وفي ما يأتي نص الحديث :
بعد خمس سنوات من الحرب الأميركية على «طالبان» كيف
تلخصون الأوضاع في أفغانستان وما آلت إليه بخاصة من الناحية الأمنية؟
الأوضاع الأمنية الآن أصبحت أكثر سوءاً من ذي قبل.
كل سنة تمر تكون أسوأ من التي قبلها. في هذه الأيام، كما تسمعون، الحرب ازدادت
ضراوة في بعض المناطق مثل الجنوب والشرق. أما كيف يكون مستقبل أفغانستان فهذا متعلق
بكيفية التعامل مع الأوضاع. أنا أعتقد أن الحرب لا تحل المشاكل ولا بد من ترتيبات
أخرى لإيجاد مخرج من الأزمة.
ما سبب الفشل الحكومي والأميركي في مسألة الأمن على
رغم عدم وجود أي قوة خارجية يمكنها أن تجاهر بدعم « طالبان » كما كانت الحال إبان
الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الروسي ؟
أعتقد بأن هناك أخطاء حدثت في مقدمها إبعاد القيادات
التي كان لها أثر في الشعب الأفغاني وفي المحافظة على الأمن والنظام في مختلف
المناطق. كان هناك تفكير خاطئ منذ الأيام الأولى لسقوط «طالبان» بإبعاد القيادات
الجهادية ما أدى إلى ترك الساحة خالية لـ «طالبان»، أيضاً تصرفات القوات التي تقاتل
كان لها أثر كبير في تأجيج الغضب لأن بعض أفراد هذه القوات لا يعرفون ثقافة الشعب
وكانوا يدخلون البيوت من دون إذن ويقومون بحملات دهم بمجرد أن يصلهم خبر عن وجود
عناصر من «القاعدة» أو «طالبان» من دون أن يتحققوا من صحة المعلومات، في حين لم تكن
تلك المناطق تحوي أياً من عناصر «القاعدة» أو «طالبان». مثل هذه الحوادث كان لها
أثر سيئ وعكسي وأيضاً حركة التغيير التي كان ينتظرها الشعب الأفغاني في حياته
المعيشية والاقتصادية لم تحدث أي تغيير جذري، ولا شك في أن هناك مافيا المخدرات في
جنوب أفغانستان والتي تساعد في زيادة توتير المناطق.
ما هو سر قوة «طالبان» ونموها المضطرد؟ وإن كانت
هناك قوى خارجية تدعمها فمن هي هذه القوى؟
مما لا شك فيه أن جهات وأطرافاً مختلفين دوليين وغير
دوليين لهم بعض التأثير وبعض التدخل، هذا أمر واقعي، وقد لا تصرح بعض الدول بأن لها
يداً في هذه الحوادث. لكن هناك شيئاً واضحاً، أن القتال مع الروس أدى إلى انتشار
السلاح في أفغانستان والأخطاء التي تقوم بها القوات الخارجية في التعامل مع الشعب
لها أثر في تلك المناطق وفي طرفي الحدود في باكستان وأفغانستان. الآن الأسلحة
منتشرة وهناك خبرة قتالية والدواعي موجودة. والذين كان المفروض أن يدافعوا عن
مناطقهم ضد أي تدخل أجنبي بدأوا بترك الساحة فإما سافروا أو أبعدوا فأصبحت الساحة
خالية واستفادت «طالبان» من هذا الفراغ.
قلتم إن هناك قوى إقليمية ودولية لها مصلحة. هل هذا
يعني أن «طالبان» تتلقى دعماً من قوى خارج أفغانستان؟
علنا لا يعترف أي طرف بذلك ومما لا شك فيه أن القتال
لا يستمر من دون أن يكون هناك دعم... فمهما كانت الأسلحة والذخيرة الموجودة لدى
«طالبان» فإنها تنفد ويجب أن يكون هناك دعم «طالبان». قد لا يكون هناك اعتراف صريح
لكن الأكيد أنه من دون دعم خارجي لا يستمر القتال طوال هذه السنوات.
> هناك اتهامات من حكومة كابول لباكستان بدعم
«طالبان» غير أن الرئيس برويز مشرف وأثناء زيارته الأخيرة لكابول قال إنه يستشعر
خطر «طالبان» أكثر من خطر «القاعدة» وأنه يضع يده بيد الرئيس حميد كارزاي للقضاء
على «طالبان»... كيف تنظرون إلى موقف باكستان من «طالبان»؟
إعلامياً، الطرفان يصرحان بأن هناك محاولات جادة بين
الدولتين لحل المشاكل ونحن نرى أن أي مشكلة تحدث في أي طرف لها أثر سيئ في الطرف
الآخر، ونحن نسعى من جانبنا لئلا يكون هناك أي مبررات للإساءة الى العلاقات بين
البلدين الجارين. لا توجد ثقة بين البلدين وهناك اتهامات متبادلة وفي الزيارة
الاخيرة التي قام بها مشرف كان هناك كلام صريح يهدف الى حل المشاكل، لكنني أعتقد
بأن مثل هذا سيأخذ وقتاً
لو اقترح عليكم القيام بجهود للوساطة بين باكستان
وأفغانستان هل يمكن أن تقوموا بهذا الدور؟
في اللقاء الذي تم بين وفدي البلدين كان مما اقترحته
أن الإخلاص والصدق لا بد من أن يكونا المحرك لتلك الزيارات ولا يُكتفى بالخطابات
لأن هذا لا يحل المشكلة. لا بد من أن تكون هناك إرادة لإصلاح العلاقة ومصداقية في
التعامل، ولا بد من إشراك الجهات الشعبية والأحزاب وأنا مستعد لأن أقوم بما أستطيع
لحل المشكلة.
بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان بقي نظام
نجيب ورفصتم المصالحة معه وأصرت أحزاب المجاهدين على مقاتلته. الآن هناك قوات
أجنبية في أفغانستان فما هو موقفكم منها وهل هناك مطالبة بجدول زمني لانسحابها من
أفغانستان؟
فيما يخص القوات الأجنبية نرى أن يكون هناك جــدول
زمني وضوابط لتواجدها في أفغانستان. لكن هناك فرقاً بين القوات السوفياتية والقوات
الحــالية. الآن الأمم المتحدة والدول الإسلامية وغير الإسلامية اتفقت على أن تكون
في أفغانستان قوات دولية للحفاظ على الأمن والنظام، ومما لا شك فيه أن هـــذا يتطلب
بقاء هذه القوات لمدة ليست طويلة لمساعدة أفغانستان في الحفاظ على الأمن. وأعتقد
بأن علــيــنا نحــن كأفغان التفكير في الحفاظ على أمن بلادنا. لا نـــنــتظر
دائماً أن تأتي قوات خارجية لهذا الغرض. من أجل ذلك أنا طالبت المجتمع الدولي
بالمساعدة على بناء الجيش والشرطة بدلاً من أن ينفقوا الأموال المخصصة لدعم
أفغانستان على القوات الخارجية. يجب تقديم جزء من هذه الاموال للحكومة الأفغانية
لبناء الجيش والشرطة الأفـغـانية ونحن نصبح قادرين على الحفاظ على الأمن بأيدينا.
إلى جانب ذلك يجب الالتفات إلــى الوضع الاقتصادي وبنائه بدلا من المساعدات
الــعاجلة التي لا اثر لها حتى الآن وعلى المجتمع الدولي الاهتمام بالبنية التحتية
في أفغانستان.
مرت خمس سنوات على بداية الحرب وكانت هناك مساعدات
مالية ضخمة للحكومة الأفغانية لكن ما يظهر في كابول وغيرها من المدن هو استشراء
الفساد والفشل الحكومي على الصعد كافة فما هي أسباب هذا الفشل وكيف تتم معالجته؟
الفشل الحكومي والفساد الإداري تعترف بها الحكومة
قبل غيرها. بعد سقوط نظام «طالبان» أبعدت القوات الأميركية والحكومة الجديدة كل من
كان له صلة بأحزاب المجاهدين من الجيش والشرطة والدوائر الحكومية وأحضروا أشخاصاً
من الأفغان كانوا يعيشون في الغرب وليس لهم أي صلة بالشعب ولا بمشاكله. هؤلاء الذين
قدموا من الدول الغربية يتقاضون أجوراً عالية جداً ولا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة
ولو حدثت أي مشكلة فإن ما يفكرون به هو كيفية ترك البلد مباشرة والعودة من حيث أتوا.
كما أن بعض المؤسسات الخارجية منغمسة في الفساد
وتتصرف وكأنه لا توجد دولة أو حكومة، فهم يتقاضون مبالغ ضخمة على مشاريع يمكن أن
تقوم بها الوزارات الأفغانية بمبالغ أقل بكثير وتدعمهم في هذا الدول المانحة التي
ترفض منح العطاءات لشركات ومؤسسات أفغانية وتهدد بقطع المساعدات لو طلب منها ذلك.
كما أن بناء الجيش والشرطة بهذا الأسلوب المتبع حالياً يجعل من أفراد الأمن أجراء
بعقود وليسوا جنوداً لخدمة الوطن والدفاع عنه.
هناك دعوة من «طالبان» لأحزاب المجاهدين بالانضمام
إلى المقاومة ضد القوات الأميركية والغربية في أفغانستان. هل جرى أي اتصال من أي
نوع بين «طالبان» و «الجمعية الإسلامية» ورباني؟
ليس هناك أي اتصال بيننا وبين «طالبان». تجربتنا مع
«طالبان» أثبتت لنا أن تصرفاتها لم تكن في مصلحة البلد والشعب الأفغاني. بعضها كان
بإيحاء أجنبي. نحن ننصحهم بألا يقوموا بالقتل والعمليات الانتحارية، نحن نقترح
عليهم أن يكون هناك حوار بين الجميع وان يتقدموا بمطالبهم بالطرق الشرعية وإن كان
هناك شيء في مصلحة البلاد نحن نؤيده ونرحب به.
ذكر في بعض وسائل الإعلام أنكم دعوتم مجاهدي
«الجمعية الإسلامية» للاستعداد للمرحلة المقبلة والتي قد يكون فيها عودة الى حمل
السلاح والقتال؟
نعم أنا تكلمت وقلت انه لا بد من أن نكون مستعدين
لكل الأوضاع. إن كان هناك خطر على البلد لا بد من أن نكون مستعدين، لا نريد أن نزيد
الطين بلة، ولكن لا نريد أن ننسى أهدافنا الجهادية ولن نقبل غير الإسلام حاكماً في
هذا البلد. نريد الإصلاح ولا نريد استمرار القتال. نريد بناء البلد في كل الميادين
الفكرية والتعليمية والاقتصادية
هناك حديث في كابول عن وجود تيار حكومي مدعوم من
الغرب يتهم الأحزاب الجهادية السابقة بأنها السبب في ظاهرة الأفغان العرب وكل ما
نتج منهما من تنظيمات إسلامية وينادي هذا التيار بتهميش الأحزاب الجهادية. كيف
تنظرون إلى مثل هذا التوجه وما هي نظرتكم إلى الأفغان العرب ودورهم في أفغانستان
سواء قبل سقوط نظام نجيب أو بعده وما بعد «طالبان»؟
هذه الحملة الشرسة تقوم بها طوائف وأشخاص ليس لهم أي
صدقية، فقط هم يريدون أن يشيعوا بمثل هذه الدعايات الكاذبة للتستر على فشلهم ولا
يمكنهم القيام بأي عمل في البلد. أما الشعب والمجاهدون والذين أتوا للجهاد من
الشباب العرب فنحن نقدر تضحياتهم. لقد قاوموا معنا ضد الزحف الروسي وقدموا تضحيات
نقدرها ولا يستطيع أحد أن يقول إن مشاركتهم سبب من أسباب المشاكل التي تواجه بعض
الدول. هذه دعايات فاسدة. وإذا كان هؤلاء خرجوا ضد الأمن العالمي فليس لأنهم شاركوا
معنا. الأمم المتحدة والدول كلها شجعتهم على القدوم إلى أفغانستان، ربما لغرض في
نفس يعقوب، من جاء كان له دور إيجابي في الجهاد وأما ما حدث بعد ذلك فقد كانت هناك
مؤامرات ضد المجاهدين والإسلام وأراد أعداء الإسلام أن يهدموا إنجازات الجهاد
وبركاته فحدث ما حدث وكل من جاء كان عنده نية صادقة ونحن نقدرهم وهم جزء من تاريخنا
ومكاسبنا في أفغانستان .