رحيل مجاهد سطر أروع الأمثلة في التضحية
في كل يوم يودع العراقيون راحلا عزيزا بعد أن يترجل عن صهوة المجد استحالة لنداء الله سبحانه. فقد غادرنا من دون استئذان شهيد الغربة الفريق الأول الركن عبد الجواد ذنون بعد أن ترك بصمات لن تمحى في سفر العراق الخالد وجيشه الباسل في جبهات مقارعة المعتدين في كل جبهة دعاه الواجب المقدس دفاعا عن حياض الوطن والأمة وخاصة مواجهة الكيان الصهيوني في حروب الأمة المقدسة، وفي إرغام الخميني على تجرع كأس السم بعد منازلة الثمانية أعوام في القادسية المجيدة حتى خرج العراقيون منها وعلى رؤوسهم اكاليل المجد والغار، ثم في أم المعارك الخالدة فلم يعرف سيفه غمدا فظل يقارع به قوى الشر والعدوان حتى تم احتلال العراق في أوسع تحالف صهيوني صليبي صفوي.
حمى الله العراق من شرور أعدائه بكل سحناتهم ولغاتهم وليبق مرفوع الرأس والهامة.
ما اضيق عيش العراقيين لولا إيمانهم بالله وعدالة القضية التي قاتلوا من فيها سيوفا مجربة وما زالوا والتي هاجروا أو هجروا من اجلها.
إنهم شهداء الغربة بعد أن أدوا دورهم في حماية وطنهم وعرضهم وارضهم فكانوا مشاريع استشهاد جاهزة للموت فداء القضية التي نذروا أنفسهم من أجل حمايتها.
تحية لشهيد الغربة الصديق العزيز ورفيق الدرب الفريق الأول الركن عبد الجواد ذنون الذي ودعناه يوم 16 تشربن الثاني بكل ما يحمل القلب من لوعة وما يحمله له من تقدير ومحبة ثم من حزن مقيم، نودعه وكلنا على رصيف الإنتظار في غربتنا القاحلة على الرغم من حسن الضيافة في الأردن العربي الأبي وكرم الوفادة.
رحم الله أبا أحمد وتقبله عنده في الفردوس الأعلى فقد أدى الأمانة وصان شرف العراق وقسم تخرجه من الكلية العسكرية العراقية.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وسوم: العدد 903