المهندس الداعية عبد الملك علبي : رحمه الله تعالى
كان رحمه الله تعالى يطمح الى اقامة مجتمع سوري يسوده الحب والعدل والسلام، ويتمتع أبناؤه بالحرية والديمقراطية وكان يرغب أن يصل الحاكم في بلاده الى منصبه عبر انتخابات حرة ونزيهة ..بذل قصارى جهده في تطوير التعليم ومساعدة الأرملة والمسكين ...وساهم في مشاريع التنمية.
مولده ونشأته :
ولد أبو أسامة عبد الملك علبي عام 1944م في مدينة اللاذقية على الساحل السوري الجميل، ونشأ في ظل أسرة سنية مسلمة محافظة تحب العلم، وتحترم العلماء .
دراسته، ومراحل تعليمه :
وعندما بلغ سن السادسة أرسله والده لتلقي العلم في مدارس اللاذقية حيث حصل على الابتدائية عام 1956م، ثم حصل على الشهادة الاعدادية عام 1959م ثم أكمل الثانوية في مدارس اللاذقية عام 1961م .
ثم توجه الى المانيا لاكمال دراسته، فدخل كلية هندسة الحاسوب، وحصل على شهادتها عام 1966م .
أعماله، ومسؤولياته :
ثم عمل بعد تخرجه في القطاع الخاص وأسس عددا من الشركات والمشاريع .
ثم عاد الى سورية في السبعينات وأسس عددا من مشاريع التنمية ولاسيما مصانع النسيج والجبن والحدادة .
هجرته :
خرج مع أسرته عام 1980م الى ألمانيا مرة أخرى بعد أن اعتقل من سلطة البعث القمعية فبقي هناك عدة سنوات
ثم هاجر الى السعودية مؤسسا لعدد من المشاريع التجارية .
عرف بنشاطه المعارض لحكم عائلة الأسد ولم يستطع أن يعود الى سورية الا بعد الثورة السورية حيث دخل الى المدن المحررة عدة مرات وقدم المساعدات للمحتاجين والمنكوبين والأرامل والأيتام .
أسس هيئة تطوير التعليم التي كانت تشرف على 3 مدارس : مدرسة واجدو الطريق ومدرسة الامام الشافعي ومدرسة السلطان عبد الحميد خان في كيليس في تركيا ...وكان يأتي بالطلاب والطالبات المنقطعين ويعيدهم الى مقاعد الدراسة ...حيث تابع العديد من الطلاب دراساتهم الجامعية .
زواجه، وأسرته :
تزوج الأستاذ أبو أسامة من سيدة مصرية فاضلة من أسرة مسلمة مهاجرة من بطش الطغاة، وأنجب منها : ميسون، وصفية، وأمنة، وأسامة، وعبد الله، وابراهيم .
وفاته:
انتقل الى رحمة الله وعفوه يوم الجمعة في 5 شباط 2021م / الموافق 23 جمادى الأخرة عام 1442للهجرة بعد حياة ملؤها البذل والعطاء ...
أصداء الرحيل :
وقد نعاه العديد من الدعاة والعلماء ..
وهاهو الأستاذ علي صدر الدين البيانوني يقول عنه :
( حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
عظم الله أجرنا وأجركم بوفاة حبيبنا الغالي عبد الملك علبي (أبو أسامة).. أسأل الله البرّ الغفور الرحيم أن يتغمده بواسع رحمته.. وأن يسكنه الفردوس الأعلى من جناته.. وأن يجمعنا به في مستقرّ رحمته.. تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظله.. مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين.. وحسُن أولئك رفيقا..
اللهمّ آجرنا في مصيبتنا وعوّضنا خيرا.. وألهمنا وأسرته الكريمة، وزوجته الفاضلة أم أسامة.. وأولاده: ميسون، وصفية، وآمنة، وأسامة، وعبد الله، وإبراهيم.. وإخوانه وأحبابه.. اللهم ألأهمنا جميعاً الصبر والرضى وحسن العزاء.. اللهمّ إنا نشهد أن عبدك عبد الملك كان من محبّيك ومحبّي رسولك صلى الله عليه وسلم، ومن الدعاة العاملين لإعلاء كلمتك، الساعين بالخير لعبادك.. ولا نزكّيه عليك، فأنت أعلم بحاله.. اللهمّ إنه وفد عليك وأنت أكرم الأكرمين.. اللهمّ فاجعل قِراه منك الجنة.. اللهمّ إن كان محسناً - ونحن نشهد له بذلك - فزد في إحسانه.. وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه.. اللهمّ نقّه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهمّ لا تحرمنا أجره.. ولا تفتنا بعده.. واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين ).
وأثنى عليه ونعاه الشيخ الداعية مجد أحمد مكي، فقال :
( نودع في هذا اليوم ( الجمعة23 من جمادى الآخرة 1442) علما من أعلام العمل الإنساني ورائدا من رواده.
إنه الأستاذ الداعية المربي عبد الملك العلبي الذي افتقدناه وسورية المنكوبة أحوج ما تكون إلى عطائه وبذله وتضحيته.
كان آية في السعي في حاجات المساكين والمشردين وإغاثتهم وتعليمهم.
تعرفت عليه في الرياض وجدة، ولقيته في الدوحة، وكان دائم التواصل معي يحثني على المساعدة والدأب في الميادين التي يسد ثغراتها.
عاش سبعة وسبعين عاما متنقلا في عدد من البلاد، وأقام سنوات عديدة في السعودية، وأسس أعمالًا تجارية ناجحة، ثم آثر أن يكون قريبا من النازحين والمشردين يسعى في إغاثتهم وتعليمهم وتدريبهم على العمل المثمر المفيد.
خلف أبناء صالحين كرامًا وأسرة واعية مميزة وإخوانا محبين يذكرونه بالخير ويدعون له.
اللهم اغفر لأخينا الكبير الأستاذ عبد الملك وتقبله في عبادك الصالحين.
واجزه عما قدم لدينه ووطنه وإخوانه خير الجزاء وأوفاه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
ونعاه الدكتور الفاضل بسام ضويحي، فقال : ( عبد الملك العلبي في ذمة الله
تغمد الله الأخ أبو أسامة عبد الملك العلبي بواسع رحمته
أمل منكم الدعاء له
عظم الله أجرنا جميعاً
وأحسن الله عزائنا
ولا نقول الا ما يُرضي الله
وأن يُلهم أهله وذويه واخوانه وزملائه الصبر والسلوان
إنا لله وانا إليه راجعون
اإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبو اسامة لمحزونون
عرفناه مجاهداً في أوروبا منذ قرابة خمسين عاماً داعياً الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة ومجاهداً بكل ما لديه لنصرة قضايا أمته الإسلامية وعندما بدأت ثورة الشعب السوري سارع ليكون من أوائل من نصر ودعم هذه الثورة المباركة بكل ما يملك فأقام الى جوارنا جنوب تركيا في مدينة كلس ليتابع عن قرب مشاريعه الإغاثية والتعليمية والتربوية رحمك الله يا أبي اسامة ولقائنا عند عزيز مقتدر
ولاحول ولاقوة إلا بالله ) .
كما أثنى عليه الأستاذ زهير سالم فقال : ( المجاهد المثابر العامل المهندس عبد الملك العلبي في ذمة الله
زهير سالم*
06.02.2021
مهلا أيها الراحل الحبيب لا تتعجل ..
فلعلنا نبلغ منزلا جددنا السير إليه نصف قرن ولم يبق من الطريق ، إن شاء الله ، إلا مرحلة
مهلا أبا أسامة ...
فما ههنا يترك الخل الوفي خلانه ..
مهلا أبا أسامة
وعودتنا أنك أمامنا كلما حلكت الظلمة ، واشتدت الريح ، ودارت بجنبات مركبنا العاصفة وها نحن اليوم كما ترى ..
وما زال هذا الموت فينا يعتام الكرام ، ويصطفي الخيار ، ويزيد على قلوبنا محنة الغربة والوحدة وتشوش الرؤية واضطراب الحال .. ولولا عهد قطعناه مع الله، ولولا تعاهدنا أن يفي من بقي لمن قضى ، لقلنا ، وما أوحش الدرب ، درب الجادين الصادقين، بعد أبي أسامة ..
وقد تعودنا في منعرجات محنتنا الطويلة أن سماع صوت بعض الإخوة ولو من بعد يمنحنا العزم والعزيمة والمضاء والبصيرة وأجمل بمثل هذا الصوت عندما يكون من مثل الحبيب الراحل أبي أسامة ...
وأنعى إليكم الأخ المجاهد المثابر العامل الباذل الجاد غير الهازل، المهندس عبد الملك العلبي ، الذي جمع فضل الجهاد من كل أبوابه فجاهد بمال وجاهد بنفس ، وجاهد بوقت ، ولم يترك بابا من أبواب الجهاد إلا طرقه ..
ومنذ الأيام الأولى للتحرير ، كان يطأ الأرض السورية بعكازه ، مع شيخوخة وضعف ومرض ، يستنهض الهمم ، ويحيي الأمل ، ويمول المشروعات ، ويعين على نوائب الزمان ، وأكبر همه التنمية والتعليم ، وما يكون لي في هذا المقام أن أختصر فأخل والحديث عن عطاءات الأخ الراحل يملأ إن شاء الله صحائف عمله عند مولاه ...
إن حياة الرجال من أمثال أبي أسامة، وقل في حياة الناس لأبي أسامة أمثال، فحياة الراحل العزيز أبي أسامة عزيزة على التلخيص ومحطاتها أبية على الاختصار ..
أربعة عقود جمعتنا تحت راية ، نغذ السير إلى هدف ، ونعلم جميعا ما في الطريق من عقبات .. وإن من تمام الحب للأخ الراحل أبي أسامة ، ومن تمام الوفاء لأخينا أبي أسامة أن نسمعه في يوم وداعه أن على عهدنا مع ربنا ماضون ، لا نُقيل ولا نستقيل .. وأن هيئة تطوير التعليم ، لإلحاق من لم يلحق بمسيرته مستمرة في الأداء والعطاء ، وأن أيتام مدرسة الإمام الشافعي لن يضاموا، وأنهم سيكبرون ويلحقون تحت الراية ، حتى يحمل كل واحد منهم شهادة جدارته حسنة جارية في صفحة الراحل الحبيب أبي أسامة ...
إيه أيها الراحل المجدّ الحبيب ...
هي سنة الله في خلقه ، فعليك سلام الله ، وعليك رحمة الله ، ولك القبول والمغفرة من الله ...
نسأل الله أن يزيدك إحسانا وعفوا وغفرانا ، وأن يجعلك في ذريتك خير خلف لخير سلف ..
وأتوجه بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد لأختنا الصابرة المحتسبة ، المعينة على مشقة الدرب ولأوائه أم أسامة ، ولأنجال الشهيد أسامة وعبد الله وإبراهيم ولكريماته ميسون وصفية ولشقيقاته ولإخوانه ، ولأصهاره وأنسبائه ..
وبخالص العزاء والمواساة لإخوان الفقيد ولأحبائه والسائرين على دربه ... ثم خالص العزاء والمواساة لكل من شملهم الأخ عبد الملك برعاية أو عناية ..
اللهم إنا عبدك عبد الملك قد وفد عليك وأنت الملك ، اللهم وما شهدنا إلا بما علمنا ، وهو اليوم كما كان دائما واقف بباك يرجو رحمتك ويخشى عذابك، ويسألك ما ألحف السؤال من قبل فيه . وأنت الغفور الرحيم البر الكريم ..
اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله ، وثبتنا على الطريق الذي أممناه على قدم سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون
لندن : الجمعة 22/ جمادى الآخرة / 1442
5/ 2/ 2021
_____________
*مدير مركز الشرق العربي
وقد أثنى عليه د. محمد حكمت وليد _ حفظه الله _ فقال : ( التحق رحمه الله بالثورة منذ بداياتها وكان في سن متقدم وكان له همة الشباب...وكان ناجحا في حياته في كونه أبا وزوجا وتاجرا وصانعا وداعيا الى الله ...
......فهو شخصية فريدة ومتنوعة ومبدعة لذا كان اسهامه في الثورة فيه تميز كبير وابداع كثير
وكان يؤمن بالحكمة القائلة : اذا رأيت محتاجا فلا تعطه سمكة بل علمه كيف يصطاد ...وكان يشتري الأرض ويقيم فيها مزرعة للبقر أو الغنم ويأتي بالأسر المحتاجة لتعمل وتصنع مشتقات الحليب من لبن وجبن ....وكان لايلعن الظلام بل يوقد شمعة لتنير الطريق ، وقد كنت معه في مناسبة اجتماعية فأسمعته هذه الأبيات :
أنت حبي أبا أسامة والحب صفاء ولوعة وحنين
قد حباك الاله قلبا نبيلا وجنانا للظلم لا يستكين
تزرع الأرض جيئة وذهابا عل فيها يطبب المسكين
عل فيها هناك يشكو يتيم أو مريض قد أقعدته السنون
قد عرفناك بالفضائل حالا ومقالا وأنت بر أمين
فاطلب الروح يا أخي لك مني
نفحاتي والعطر والياسمين
لك مني حشاشة القلب والروح ونثري وشعري الموزون
لو شققتم صدري وجدتم فؤادي علبي الهوى براه الحنين
لقد مات رحمه الله وقد ترك أثرا ايجابيا في الحياة ترك الولد الصالح والعلم النافعة والصدقة الجارية ....
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وسوم: العدد 931