المجاهد الجزائري الشهير الشيخ بو عمامة
محمد بن العربي بن الشيخ بن الحرمة بن إبراهيم والملقب بالشيخ بوعمامة هو قائد إحدى الثورات الشعبية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي بالجنوب الغربي للبلاد والتي استمرت مدة 23 سنة من 1881 تقوى أحيانا وتفتر أخرى إلى غاية 1904 م. ولد على الأرجح ما بين 1838 و1840 بقصر الحمام الفوقاني ناحية فقيق المغربية وتوفي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1908 بوجدة. على الرغم من مولده بفكيك المغربية إلا أنه جزائري وذلك لأنه ينتسب إلى قبيلة أولاد سيدي التاج الجزائرية وفقاً لاتفاقية للا مغنية.
ينتسب الشيخ بوعمامة إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ والتي يرجع نسبها إلى الصحابي الجليل أبي بكر الصديق. كان أبوه العربي بن الشيخ بن الحرمة يزاول مهنة بيع البرانس والحلي ما بين منطقة فكيك ومغرار التحتاني وقد وافته المنية في هذه المنطقة عام 1879.
ولد بقصر الحمام الفوقاني في منطقة فقيق ما بين 1838 و1840، وفي هذه الفترة الصعبة من تاريخ الجزائر أجبرت عائلته على الهجرة ومغادرة الأرض والاستقرار في الأراضي المغربية فمن المعلوم أن معاهدة لالة مغنية الموقعة بين فرنسا والمغرب في 18 مارس 1845م، قسمت قبيلة أولاد سيدي الشيخ إلى فرقتين :
أولاد سيدي الشيخ "الشراقة" أو الشرقيين وأصبحوا بموجب الاتفاقية جزائريين.
أولاد سيدي الشيخ "الغرابة" أو الغربيين وأصبحوا بموجب نفس المعاهدة مغاربة.
حفظ القرآن الكريم صغيرا وتعلم العلوم الشرعية في الزوايا على يد مجموعة من الشيوخ نخص بالذكر منهم والده الفقيه العربي بن الشيخ بن الحرمة أما تربيته الصوفية فقد تلقاها عن مقدم زاوية سيدي الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمان وهو الذي أشار عليه بالذهاب إلى مغرار التحتاني جنوب ولاية النعامة بالجزائر حالياً.
ينتمي الشيخ بوعمامة عقائديا إلى الطريقة الطيبية التي حلت من المغرب الأقصى، وعن طريق الحدود وصلت إلى الغرب الجزائري حيث انتشرت انتشارا واسعا، كما أن انتماءه إلى الطريقة الطيبية لم يمنعه من التأثر بالطريقة السنوسية كذلك ومرد ذلك القرابة التي كانت بين الطريقة السنوسية وبين أولاد سيدي الشيخ، على اعتبار أن هذه الطريقة كان منبعها الغرب الجزائري.
استطاع الشيخ بوعمامة تأسيس زاوية له في منطقة المقرار التحتاني مما زاد في شعبيته وكثر بذلك أتباعه ومريدوه في العديد من المناطق الصحراوية. دامت مقاومة الشيخ بوعمامة أكثر من ثلاثة وعشرين عاما، حتى أطلق عليه لقب الأمير عبد القادر الثاني، وقد اشتهر بقدرته الفائقة في مواجهة قوات الاحتلال التي لم تنجح في القضاء عليه رغم محاولاتها سياسيا وعسكريا، وافته المنية في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1908 بمنطقة وجدة المغربية، رحمه الله.
وسوم: العدد 931