الشيخ عبدالله الشمايلة .. أكثر من نصف قرن في الدعوة
بدأ الشيخ عبدالله الشمايلة رحلته بدراسة الطب البشري في إسبانيا واستمر لمدة سنتين و لأسباب مادية لم يستطع الإكمال في هذا المسار فاتجه لسوق العمل في ألمانيا ثم لأسباب سياسية جرى ترحيله و انتقل ثانية لموطنه في الأردن و هناك لم ينتظر طويلاً حين دعته حميته و فزعته للقتال ضد الصهاينة حيث انخرط في العمل الفدائي لعدة سنوات أصيب خلالها بشظايا قنابل في قدميه وانحاء متفرقه في جسده.
و بعد أن غادر الشيخ الجبهة توجه للدراسة في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية وهناك قبل أكثر من نصف قرن بدأت مسيرته الدعوية التي كانت مميزة بسبب أسلوبه المختلف في الدعوة فكان حين يقف في إحدى الساحات يلتف حوله الكثيرون ليستمعوا إلى أحاديث هذا الشيخ المختلفة والتي لا يسمعونها في مكان آخر.
فصل من الجامعه بسبب شدته و حماسته في مواجهة الشيوعيين الذين كانوا يجترؤون على الإسلام ولكنه عاود من جديد دراسته للشريعة وبعد التخرج رجع من مدينة الزرقاء إلى الكرك و بدأ جهداً دعويا كثيفً في قراها لتعليم الناس الصلاة ومسائل متفرقة كان يجهلها كثير من الناس و افتتح مع العشرات ممن تبعوا دعوته مساجد كثيرة كانت قد هجرت لسنوات طويلة.
و في سبعينيات القرن الماضي خرج في جهد الدعوة إلى الولايات المتحدة الأمريكية و أحتاج في تلك الرحلة للمال فقام قبلها بالعمل في ورشات البناء بل أنه اضطر لبيع بيته في الزرقاء من أجل تأمين أموال الرحلة التي اشتهر فيه أنه دعا الرئيس الأمريكي كارتر للإسلام. وهناك في نيويورك مسجد على اسم الشيخ عبدالله رحمه الله و قد دخل على يديه العشرات ومنهم من زار الكرك في سنوات لاحقة داعياً إلى الله. يحدثني أحد أبناء الشيخ أنه خرج في جهد الدعوة إلى أكثر من خمسين دولة حول العالم وله بصماته على المسلمين في كل تلك الديار التي زارها و قد كشف عن وصيته في وضع تذاكر السفر و جوازاته التي كان يتنقل بها حول العالم للتعريف بالله و تحبيب الخلق بخالقهم تحت رأسه في القبر !.
عمل الشيخ رحمه الله في المحاماة الشرعيه ومن القضايا التي أثارها قضية الدية الشرعيه حيث كان له دور بارز بسن قانون الدية الشرعية فهو من وضع نصوصه الاصلية كما يؤكد نجله الأكبر "محمد نور" وله رحمة الله دور كبير في الوقوف بوجه بعض الفرق التي حاولت اختراق بعض المساجد مثل "القاديانية" و غيرها.
كثيرة هي المرات التي اعجبتنا فيها "سواليف" الشيخ في قضايا حساسة و أكثر منها حين استشعرنا في عمله و جهده ما كان يروى عن رجال الدعوة و التبليغ أنه حين يقف أحدهم ليحدث الناس في كلام الدين و الإيمان ينزوي عدد منهم في أحد الأركان يدعون له بأن يسدد الله كلامه و يكتب له القبول. لقد كان "أبا محمد" رحمه الله علماً من أعلام الدعوة في الأردن كما كان غيره في الخطابة و في العلم والفكر و في السياسة و الفن و غيرها ولكن "أبا محمد" اتبع منهجا مختلفاً في الدعوة و تحبيب الناس في الالتزام و العبادات و قد يختلف الناس حول هذا الأسلوب و لكننا نحسبه قد أخلص لربه و بذل عمره و ماله في سبيل دعوته ولا نزكي على الله أحداً.
وسوم: العدد 942