الأديب الداعية الدكتور وليد إبراهيم قصّاب
هو الأديب الداعية، والشاعر المبدع، والروائي القاص والناقد المتميز من مواليد مدينة دمشق الفيحاء عاصمة سورية عام 1949م...ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة تحب العلم وتحترم العلماء.
الدراسة، والتكوين:
- درس مراحل التعليم المختلفة في مدارس دمشق.
وحصل على الشهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي)
بتفوق ملحوظ.
انتسب إلى كلية الصيدلة بجامعة دمشق، ثم آثر الانتقال
إلى كلية الآداب للتخصص بعلوم العربية، وأتم دراسته
فيها سنة 1970م، وحصل على دبلوم بالتربية، ثم تابع
دراسته العليا في جامعة القاهرة، ونال منها شهادتي
الماجستير والدكتوراه، الأولى بإشراف الأستاذ الكبير د.
يوسف خليف، عن بحثه (قضية عمود الشعر في النقد
العربي القديم، ظهورها وتطورها) سنة 1973م، والأخرى
بإشراف العلامة د. شوقي ضيف، عن أطروحته (التراث
البلاغي والنقدي للمعتزلة حتى القرن السادس الهجري)
سنة 1976م.
ويمَّم وجهه شطر الولايات المتحدة الأمريكية فدرس
فيها الصِّحافة، وحصل على شهادة دبلوم من جامعة ( wane state).
الوظائف، والمسؤوليات:
- أستاذ جامعي من أكثر من ربع قرن.
- درّس في عدّة جامعات عربية (حلب، و الملك سعود، والإمارات، وكلية الدراسات الإسلامية بدبي، وجامعة عجمان.
- عمل أستاذاً للدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
- كما عمل لعدة سنوات في الصحافة مستشاراً ثقافيا لأكثر من مجلّة.
- وهو مدير تحرير مجلّة الأدب الإسلامي.
- وعضو اتّحاد الكتّاب العرب.
- وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة.
مؤلفاته:
- له أكثر من خمسة وثلاثين كتاباً في الأدب واللغة
والنقد والتراث والإبداع الشعري والقصصي.
- اشترك في تأليف كتب اللغة العربية المقرّرة في مناهج
دولة الإمارات العربية المتّحدة.
- اشترك في إعداد "وثيقة اللغة العربية " الجديدة
(2002-2003م) لمناهج التربية في دولة الإمارات.
الكتب والمؤلّفات المنشورة:
أولاً: التحقيق:
1- القسم الأول من كتاب الأوائل للعسكري، وزارة الثقافة، دمشق: 1975م (ط أولى) دار العلوم، الرياض: 1982 (ط ثانية).
2- القسم الثاني من الأوائل للعسكري، وزارة الثقافة،
دمشق، 1976م(ط أولى) دار العلوم، الرياض: 1981 (ط ثانية).
3- كتاب الأفضليّات، لابن الصّيرفي، مجمع اللغة العربية،
دمشق: 1983م.
4- ديوان عبد الله بن رواحة (جمع وتحقيق ودراسة) دار
العلوم، الرياض، 1982م (ط أولى) دار الضياء، عمّان: 1988م (ط ثانية).
5- الأشراف: ابن أبي الدنيا، دار الثقافة، الدوحة: 1992م.
6- ديوان محمود الورّاق (جمع وتحقيق ودراسة)
مؤسسة الفنون، عجمان: 1991م.
ثانياً: مؤلّفات أدبيّة ونقديّة:
1- قضيّة عمود الشعر في النقد العربي، دار العلوم،
الرياض، 1980م (ط أولى) المكتبة الحديثة، العين:
1985م (ط ثانية) دار الثقافة، قطر: 1992 (ط ثانية).
2- الطّرمّاح بن حكيم (شاعر الخوارج) القاهرة: 1978م.
3- دراسات في النقد الأدبي، دار العلوم، الرياض: 1983م.
4- التراث البلاغي والنقدي للمعتزلة، دار الثقافة، الدوحة: 1985م.
5- في اللغة والأدب والنّقد (بالاشتراك) دار الفلاح، الكويت: 1986م.
6- الحداثة في الشعر العربي المعاصر: دار القلم، دبي: 1997م.
7- نصوص النظريّة النقديّة عند العرب، المكتبة الحديثة، العين: 1987م.
8- النظرة النبويّة في نقد الشعر، المكتبة الحديثة، العين: 1988م (ط أولى) دار المنار، دبي: 1992م (ط ثانية).
9- شخصيّات إسلامية في الأدب والنّقد، دار الثقافة، الدوحة: 1992م.
10- قطريّ بن الفُجاءة (ندوة أدب الخليج)، جامعة الإمارات: 1998م (ط أولى) دار الثقافة قطر: 1993م (ط ثانية).
11- في الأدب الإسلامي: دار القلم، دبيّ: 1998م.
12- البلاغة العربية (البيان والبديع) دار القلم، دبي: 1998م.
13- البلاغة العربية (علم المعاني) دار القلم، دبي: 1999م.
14- في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم، دار القلم، دبيّ: 2000م.
15- من صيد الخاطر (في النقد الأدبي) دار البشائر، دمشق: 2003م.
16- الخطاب الحداثي الأدبي (أصوله ومرجعيّته) دار الفكر، دمشق: 2005م.
17- النقد العربي القديم: نصوص في الاتجاه الإسلاميّ، دار الفكر، دمشق: 2005م.
18- المذاهب الأدبية الغربية: رؤية فكريّة وفنيّة، مؤسسة الرسالة، بيروت: 2005م.
19- مقالات في الأدب والنّقد: دار البشائر، دمشق: 2005م.
ثالثاً: مؤلّفات إبداعيّة:
1- هديّة العيد، مجموعة قصصيّة، وزارة الثقافة، دمشق:
1973م.
2- يوميّات من رحلة بحّار، ديوان شعر، القاهرة 1977م.
3- الخيط الضّائع، مجموعة قصصيّة، القاهرة: 1978م.
4- ذكريات وأصداء، ديوان شعر، نادي الرياض الأدبي:
1985م(ط أولى) المكتبة الحديثة: 1986م (ط ثانية).
5- صور من بلادي: ديون شعر، دار البشير، عمان:
1985م(ط أولى) المكتبة الحديثة، العين: 1987م. (ط ثانية).
6- عالم وضحايا، ديوان شعر، القاهرة: 1979م.
7- فارس الأحلام القديمة، ديوان شعر، دار الثقافة، الدوحة: 1990م.
8- أشعار من زمن القهر، ديوان شعر، دار القلم دبيّ: 1996م
9- من شجون الغرباء، ديوان شعر، مؤسسة الرسالة، بيروت: 2000م.
10- البوح، مجموعة قصصيّة، دار الفكر، دمشق: 2002م.
11- انكسارات (ديوان شعر) مؤسسة الرسالة، بيروت:2005م.
12- يوم من اللامبالاة (قصص) مؤسسة الرسالة، بيروت: 200م.
حياته الأسرية:
تزوج الدكتور وليد سيدة دمشقية من آل الدقاق، وله
منها:
أنس بن وليد، ولد سنة (1980م): طبيب أسنان، درس
في جامعة عجمان بالإمارات، وتخصص بجراحة الوجه
والفكَّين في وزارة الصحة بدمشق، ويعمل طبيبًا مقيمًا
في مشفى ابن النفيس. زوجته دمشقية من أسرة الملا.
وآلاء بنت وليد، ولدت سنة (1982م): متخرجة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق. زوجها دمشقي من آل الملا (شقيق زوجة أنس).
ويمان بن وليد، ولد سنة (1985م): درس الصيدلة في
جامعة عجمان بالإمارات، وحصل على ماجستير بالصيدلة السريرية من جامعة العلوم والتكنولوجيا بإربد في الأردن، ويحضِّر حاليًّا الدكتوراه في التخصص نفسه في جامعة (بينانج) بماليزيا.
وعامر بن وليد، ولد سنة (1989م): طالب في السنة
الثانية من كلية الاقتصاد، بجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية بالرياض.
ومودَّة بنت وليد، ولدت سنة (1996م): في الصف الثاني المتوسط.
وريم بنت وليد، ولدت سنة (2002م): في الصف الأول الابتدائي.
جهوده في الإعلام:
أعدَّ د. وليد قصاب، وقدَّم عددًا من البرامج الثقافيَّة
التلفازية والإذاعية في كلٍّ من: دمشق، والقاهرة،
والرياض، ودبي، والشارقة، وفي الأخيرة قدم غيرما
برنامج تلفازي منها: (من مشكاة الأدب الإسلامي)،
و(قضية الأسبوع)، و(شعراء حول الرسول).
وبرامج أخرى في الإذاعة، منها:
(من مكتبة الشارقة).
واستُضيف في كثير من البرامج والندوات التلفازية في
قنوات فضائية شتَّى.
وحضر عددًا كبيرًا من المؤتمرات والندوات العلمية، في:
مصر، والمغرب، والسودان، وعُمان، وتركيا، والجزائر،
وتشاد، والأردن، والكويت، وقطر، والإمارات، وأسهم في
تقديم بحوث فيها، إضافة إلى أمسيات شعرية وقصصية
كثيرة شارك فيها.
اختير عضوًا في لجان تحكيم عدد من الجوائز الكبرى،
منها:
جائزة البابطين، وجائزة سلطان العويس، وجائزة الألوكة
الكبرى للإبداع الروائي.
وكان عضوًا في لجنة النقد والتقويم لمسابقة (شاعر
العرب) التي أقامتها قناة المستقلة الفضائية.
وحصل على عدد من الجوائز الأدبيَّة، أهمها:
جائزة محمد حسن فقي للنقد الأدبي سنة 1997م
وجائزة سعاد الصباح للقصة القصيرة.
وكرَّمه الوجيه السعودي عبدالمقصود الخوجة في ندوته
الإثنينية بمدينة جُدَّة في 20 من ذي القعدة 1427هـ (11/ 12/ 2006م).
شعر د. وليد إبراهيم قصاب: دراسة موضوعية، وفنية:
كتب الشاعر الإسلامي د وليد قصاب عدة قصائد ذات
مضامين اسلامية، كما كتب الشعر السياسي والاجتماعي
والوجداني، ومن شعره الإسلامي قوله:
درس من محمد:
كتب د. وليد قصاب قصيدة تحت عنوان (درس من
محمد) يقول فيها:
يَنْسَابُ فِي عُمْرِ الزَّمَانِ رُوَاءُ وَجَلَالَةٌ وَتَوَقُّرٌ وَبَهَاءُ
وَيُنِيرُ فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي كَوْكَبٌ وَيُشِعُّ فِي قَلْبِ الْمَسَاءِ ضِيَاءُ
وَالْفُلْكُ تَعْنُو وَالْكَوَاكِبُ تَزْدِهِي وَالْأَرْضُ يَعْلُو وَجْهَهَا لَأْلَاءُ
مَا رَدَّدَتْ شَفَةٌ حِكَايَةَ أَحْمَدٍ وَتَرَنَّمَتْ بِحَدِيثِهِ الْبُشَرَاءُ
لقد ولد نبي الهدى فبددت أنوار ظلام الجاهلية:
ذِكْرَاكَ يَا خَيْرَ الْوَرَى إِشْرَاقَةٌ وَالْكَوْنُ لَيْلٌ أَسْفَعٌ وَعَنَاءُ
وَالنَّاسُ تَأْكُلُ بَعْضَهَا مَسْعُورَةً وَالْأَرْضُ تَحْكُمُهَا الدُّمَى الْحَمْقَاءُ
وَالْمُتْعَبُونَ أَنِينُهُمْ لَا يَنْتَهِي صُبْحُ الْأَسَى يَغْشَاهُمُ وَمَسَاءُ
فَإِذَا ذُكِرْتَ تَأَلَّقَتْ أُحْدُوثَةٌ وَتَضَوَّعَتْ مِسْكًا بِكَ الْغَبْرَاءُ
وَتَلَأْلَأَتْ دُنْيَا وَكَانَ يَعُمُّهَا
بُؤْسٌ وَظُلْمٌ فَادِحٌ، وَشَقَاءُ
وَبِطَاحُ مَكَّةَ تَنْتَشِي فِي ثَوْبِهَا وَيُرَى عَلَيْهَا هَيْبَةٌ وَسَنَاءُ
فَمُحَمَّدٌ فَخْرُ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا وَأَمَامَهُ تَتَصَاغَرُ الْعُظَمَاءُ
ذِكْرَى النِّبِيِّ وَرَحْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ وَمَحَبَّةٌ وَتَعَاطُفٌ وَصَفَاءُ
وَالرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ مِنْ رَبِّ الْوَرَى لِلضَّائِعِينَ وَدَرْبُهُمْ عَجْفَاءُ
لِلْخَابِطِينَ عَلَى الْمَدَى وَعُيُونُهُمْ عَمِيَتْ وَكَحَّلَ جَفْنَهَا الظَّلْمَاءُ
الْعُرْبُ أَشْتَاتٌ جَمَعْتَ قَصِيَّهَا فَغَدَتْ وَفَوْقَ جَبِينِهَا الْجَوْزَاءُ
صَارَ الْقَطِيعُ وَقَدْ تَضَافَرَ أُمَّةً مِنْ بَعْدِ مَا عَصَفَتْ بِهِ الْأَدْوَاءُ
صَرْحًا أَشَدَّ مِنَ الْجِبَالِ صَلَابَةً وَبِعَزْمِهِ تَتَفَجَّرُ الصَّحْرَاءُ
فَانْسَابَ فِيهَا كَوْثَرٌ مُتَدَفِّقٌ وَسَرَى بِنَبْضِ الْمَيِّتِينَ دِمَاءُ
وَمَضَتْ جُيُوشُ مُحَمَّدٍ مَنْصُورَةً تَعْنُو لَهَا الْغَبْرَاءُ وَالْخَضْرَاءُ
فَغَدَتْ لَهَا فِي الْمَشْرِقَيْنِ بِبَارِقٍ وَبِكُلِّ أَرْضٍ حِكْمَةٌ وَقَضَاءُ
مَا زَالَ رَكْبُهُمُ يُيَمِّمُ صَاعِدًا نَحْوَ الْعَلَاءِ يَقُودُهُ الرُّحَمَاءُ
الْيَوْمَ فِي ذِكْرَاكَ يَنْصَدِعُ الْحَشَا دَالَ الزَّمَانُ، وَبُدِّلَتْ أَشْيَاءُ
هَذِي الْجُمُوعُ لَمَمْتَهَا فَتَوَحَّدَتْ وَغَدَا لَهَا فِي الْخَافِقَيْنَ نِدَاءُ
اللَّهُ أَكْبَرُ كَانَ يَحْدُو خَطْوَهَا وَهُدَى الرِّسَالَةِ وَالسَّنَا الْوَضَّاءُ
ضَاعَتْ عَلَى الدَّرْبِ الْبَعِيدِ تَمَزُّقًا وَأَضَلَّهَا الشَّيْطَانُ وَالْأَهْوَاءُ
صَارَتْ قَطِيعًا فِي الْفَيَافِي شَارِدًا وَاسْتَأْسَدَتْ مِنْ حَوْلِهَا الضُّعَفَاءُ
مَا عَادَ يَهْدِيهَا سِرَاجٌ مُشْرِقٌ
أَوْ شِرْعَةٌ وَضَّاءَةٌ غَرَّاءُ
قَدْ أُلْبِسَتْ ثَوْبَ الْقَمَاءَةِ بَعْدَمَا كَانَتْ عَلَيْهَا عِزَّةٌ وَعَلَاءُ
صَارَتْ فَرِيسَةَ كُلِّ ذِئْبٍ جَائِعٍ وَعَدَتْ عَلَيْهَا الْحَيَّةُ الرَّقْطَاءُ
وَغَدَتْ تَعِيشُ عَلَى الْمَوَائِدِ عَبْدَةً إِنْ لَمْ يَجُودُوا هَدَّهَا الْإِعْيَاءُ
مَا عَادَ يُسْمَعُ صَوْتُهَا فِي مَحْفَلٍ أَوْ إِسْمُهَا إِنْ عُدَّتِ الْأَسْمَاءُ
ذِكْرَاكَ تَبْعَثُ فِي النُّفُوسِ جَلَادَةً لَوْ كَانَ فِينَا فِتْيَةٌ نُجَبَاءُ
أَوْ كَانَ فِينَا سَيِّدٌ ذُو نَخْوَةٍ أَوْ كَانَ فِينَا قَادَةٌ بُصَرَاءُ
رجل المبادئ:
أَقصرتَ إذ قد كاد يُجْدِبُ حقْلي ومَضيتَ تَجتنبُ المسيرَ بدَرْبي
كم كنتَ لَمَّا كان جيبي عامرًا لا تَستسيغُ سوى الوجودِ بقُربي
ما كنتَ تبرحُ ذاتَ يومٍ مجلسي وتَرى حديثي مثلَ ماءٍ عَذْبِ
رجلُ المبادئِ لا يغيِّر عهدَه تَلقاه في النُّعمَى كما في الكَرْبِ
منْ كانَ مثلَك لنْ أُضَارَ لفَقْدِه طهَّرتُ حقْلي مِن خَسيسِ العُشْبِ
فاخِرْ بعبوديتك لله:
إن كنتَ عبدًا للإله ففاخِرِ واشمخْ برأسِك في السَّماءِ وجاهِرِ
ما ذلَّ عبدٌ للإلهِ ولم يكنْ
يومًا بخيَّابِ الخُطا أو عاثِرِ
بلْ ذلَّ منْ تَخِذَ العبادَ إلهَه يخشاهُمُ دونَ العلِيِّ القادرِ
قد خاب منْ لم يتَّخِذْ يومًا له
إلا سُوَاعًا أو يغُوثَ بناصرِ
لا تَحسبَنْ حِصنًا سوى حصنِ الإلهِ بصارفٍ عنك الأذى أو ساترِ
في رثاء عميد الأدب الإسلاميّ الدّكتور عبد القدّوس أبو صالح..
وحين وفاة د. عبد القدوس أبو صالح عام ٢٠٢٢م انبرى د. وليد
القصّاب ليدبج قصيدة في رثائه:
كم غابَ عنّـا لـلـخلودِ كـرامُ فالأرضُ يغْشَى وجهَهـا إظلامُ
فرحيـلُ أعلامِ الهدايةِ مِـحْنَـةٌ ما لمْ يسُدَّ مَسّدَّهمْ أعلامُ
إنْ غـاب عـن شرفِ البيانِ منافحٌ نطقَ الغُـوَيُّ وجعـجـعَ الهـدّامُ
وتَـيَتَّـمَ الـقـــلمُ الشَّــريـفُ كــأنّـه صحـنُ الـلـئامِ وحولَه أيـتامُ
بأبـي اليــمـانِ يَشِيدُ أصحابُ النُّهى وتـرَى جـلـيلَ فَعاله الأقوامُ
قد كانَ عن دينِ الإلــهِ منافِحًا إذْ شَبَّ يرعَى خَطْـوَه الإسلامُ
كـمْ واجَــهَ السّـفهَ المُخَــيِّـمَ درعُـهُ درعُ الـــبـــيـانِ مُـهــنّـدٌ وحُسـامُ
ماذاتَ يومٍ قد تخــاذلَ أو وَنَــى لا يُسْــلِـمَـنَّ عَريـنَــه الضِّرغــامُ
وبـعـبدِ قُـدُّوسٍ فـقـدْنـا فـارســـًا ما مِــثْـلُه فـي النّائباتِ هُمَامُ
أهدَى إلى الأدبِ الرّفيعِ منـارةً أضحَـى لهـا فــي الخافِقَيْنِ مَقَامُ
فدعا إلى الأدبِ الرفـيعِ، حروفُه تسمُـو بـهـا نحوَ العـلاءِ الهامُ
ذكَّـرْتَــنـي حسّـانَ يـهـدرُ صوتُه كـالــرّعـدِ تخرسُ دونَه الأقــلامُ
ومحـمّدٌ يـدعو له ويَحُثُّــهُ: قلْ إنّ شعرَكَ فيـهِمُ صَـمـصامُ
جـبريلُ خـلـفَـكَ نـاصِرٌ ومُـؤَيِّدٌ ما كلُّ أصنافِ الكلامِ كلامُ
حرفُ الضِّـياءِ لدى التَّقِـيِّ أمانةٌ ولكلِّ فـنٍّ ذِرْوَةٌ وسـنَامُ
رحمَ الإلــهُ أبـا الـيــمـانِ فإنّه نِعْـمَ الرّجالُ، وربُّنـا الــعـلّامُ
ما كلُّ مَنْ عبًـر الحياةَ مسافرًا تروي صنيعَ حياتِهِ الأيّامُ
أو كلُّ مَنْ يأتي ويمضي راحِلًا تــبْـقَى له فوقَ الثّرى أقدامُ
هذي هيَ الــدُّنـيا مَقِيلُ مسافرٍ والعُمْرُ فيـهـا غَمْـضَةٌ ومَنامُ
أُسـكِـنـْتَ في دار النّـعــيـمِ مُـكَـرَّمًا وعلــيك ألفُ تحيّةٍ وسلامُ
وإذا كان الأكاديميون متهمين في إبداعاتهم ـ عموماً ـ
بأنهم يكبلون فنهم الإبداعي بقيود الأكاديمية المنهجية،
شأنهم في ذلك شأن العلماء في أشعارهم قديماً وحديثاً، إذ تتسم إبداعاتهم بصفة النظم على الأغلب؛ فإنَّ الشاعر والقاص وليد قصاب يخرج على هذه القاعدة خروجاً محموداً، فتأتي أشعاره وقصصه حاملة سمات الأصالة والتجديد معاً، فعمله في تيار النقد القديم لم يلقه في بحور الحداثة المعاصرة الآبقة من أصالة الماضي، كما أنه لم يستطع حجزه عن الخوض في تجارب التجديد الواعي المعاصر.
كما أنَّ معايشته لبهارج الحداثة المزخرفة لم تستطع خداعه عن زيف مضامينها وأخطار سمومها، فسار بين
التيارين ممتد الجذور في الماضي يتغذى برحيق كتاب
الله تعالى، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وماتركه لنا الصالحون من أدب صالح لا يبلى مع الزمن ولا
يخفت بريقه، حتى أورقت شجرة الأدب لديه وأثمرت عملاً صالحاً يمكث في الأرض فينفع الناس بإذن الله، تاركاً الزبد يذهب جفاء مع السيل الجارف.
الفارسُ الميمون غيَّبه السُّرَى وتكشَّفت عنه الغمامة مُدبرَا
وطوتْه أكداسُ الضَّبابِ، فلم يعد ينسابُ فوقَ رُبُوعنا مُتَبخترا
يمضي إلى الأفقِ البعـيد كأنَّه قد عافَ صحبةَ أرضنا واستنكرا
لكنه سيعودُ يوماً حاملاً معه البشائرَ، والصباحَ الأخضرا
الفارسُ الميمـونُ حلم مدينتي سترى على كفيه فجراً لم يُر
سيضُمُّ وجهاً باكـياً متخشِّعاً فيعـودُ أنضرَ كالربيعِ مـنوِّراً
الرد الشافي على افتراء القذافي:
لا درّ درُّك يا سفيهُ معمّرُ يا صفحةً سوداءَ سوف تُسطّرُ
تبّت يداك لقد أطلتَ خداعنا الوجهُ منك ملوّنٌ متغيّرُ
من كان يحسبُ أن مثلك قائدٌ لولا زمانُ العاهرات الأغبرُ؟
من كان يحسبُ أن مثلك حاكمٌ يأتي فينهى في البلادِ ويأمرُ؟
هذا" المٌخرَّبُ" للسفاهة مصدرٌ إن كان يُعرف للسفاهة مصدرُ
أفليبيا المختار يُفسد طهرها هذا الغويُّ الأحمقُ المستهترُ؟
يا شؤم وجه البوم غادرْ أرضها حتى تعود إلى رباها الأنسُرُ
يا ليبيا المختار هبّي هبّة ما عاد صبرٌ بعد ذلك يُصْبَرُ
عارٌ على أهل المروءة أن يُرى في أرضهم ذاك السفيهُ معمَّرُ
إن الحليم وإن تصبَّر حقبة كالليث يسعى للوثوب ويزأرُ
واللهُ للفرعون قاصمُ ظهره وهو القويُّ القاهرُ المتجبّرُ
لليلِ دورتُه، ويعقبه الضيا والحقُّ ما طال الزمانُ مظفّرُ
لذّة الحرام:
ولذة الحرام تنقضي ويبقى عقابها، ونصب الطاعة
ينقضي ويبقى ثوابها....
يا لذّةً حُرِّمتْ وبعدها النّدم فَنِيَتْ على عجلٍ أضحت كما العدمُ
فلَذّة الإثم مهما طال موعدُها إذا أطلّ عليها الصّبحُ تنصرمُ
لكنّ ما ورّثتْ من قبحِها شبحٌ ما كان صبحٌ يُغَشّي الكونَ أو ظُلمُ
إنّ الحلالَ لمنْ قد ذاقَه عسلٌ يربو به بدنٌ يشفي به سقَمُ
دربُ الحلالِ نجومُ الكونِ تحرُسه لا أمْتَ فيه ولا زلّتْ به قدمُ
أمّا الحرامُ فلا نجمٌ يضيء به ما فازَ قومٌ مشَوا فيه ولا سلِموا
إنّ الحرام شرابٌ كلّه غُصصٌ وبعدَه الجوعُ والحِرمانُ والألمُ
من سينجو من يغوث؟:
ولقد ضل الانسان الجاهلي حين اتخذ الطواغيت آلهة
يغوث ويعوق ونسرا حيث أثار هذا التصرف الأحمق الشاعر، فكتب د. وليد إبراهيم قصاب قصيدة اسلامية صاخبة جاء فيها:
يغُوثُ أنّى مضيتَ اليومَ تلقاهُ على امتدادِ المدى صُفّتْ سراياهُ
من جندِه هُبَل يسعَى برايتِه وألفُ نَسْرٍ يُذِيعُ اليوم دعواه
وبَهْرَجُوه فسَمَّوْهُ بأسماءٍ وزَخرفُوا وجهَه، غطُّوا مُحَياهُ
فما قرأتَ عليه أنّه أَشِرٌ بضَاعةُ الإفْكِ بعضٌ من عطاياهُ
منْ ذا سيقْدِرُ أنْ ينجوْ بعِفَّتِهِ؟ منْ لنْ يكونَ ذبِيحًا من ضحاياهُ؟
الامتحانُ عسيرٌ والمَدى ظُلمٌ والموجُ من فوقِهِ مَوجٌ تغَشّاهْ
ما غيرُ ذي الدِّينِ ينجو من ضلالتِهِ وليس يَفْتِنُه مالٌ ولا جاهُ
يبْقَى أخو الدِّينِ مثلَ الطَّوْدِ منتصِبًا وإنْ تَلَظَّت بنارِ الجمرِ كفّاهُ
من وحي غزّةَ:
ويقف الشاعر الإسلامي د. وليد
قصاب مع جهاد الشعوب المسلمة
ويصور معاناتها، حيث يقول عن غزة المجاهدة..الصامدة ..
يا أيُّها الفردُ الصَّمدْ
يا عالمَ النَّجوى
و يا مُحصِيْ الخفيِّ
وإنْ تناءى أو شَردْ
ما لي إليكَ سِوى شِكَايةِ ما أجِدْ
ذي إخوَتي في غزَّةٍ
تَصْلى جحيم بَني يهودَ
وليسَ يعرِفُها القريبُ ولا الصَّديقُ
وليسَ يَسمعُها أحدْ
وإلى جِوارِ ديارِها
عمٌّ وأخوالٌ
يقالُ كأنَّهم عدُّ الحَصى
لَم يحْصِهم أبداً عَددْ
◘ ◘ ◘ ◘ ◘
في غَزَّةٍ..
قلبي انفَطرْ
دمعي غدا مثلَ المَطرْ
أنا لا أُصدِّقُ ما أَرى
وأكادُ أَحسبُ أنهُ زاغَ البَصرْ
ذبَحَ اليهودُ صِغارَنا
ذَبْحَ النِّعاجِ أوِ البَقرْ
وقُلوبُنا مثلُ الحجرْ
بل ربَّما مِن حزنِهِ
يَبكي الحجرْ
◘ ◘ ◘ ◘ ◘
إني أحِنُّ إلى زمانٍ قَد غَبرْ
سُقْياً لأيامٍ مَضتْ
أيامَ "نَشجُبُ" أو "ندينُ" وربَّما..
نُدْعى لنعْقِدَ مُؤتمرْ
أنا لا أُصدِّقُ ما أَرى
كمْ طالَ ليلُ البائسِينَ
وكمْ تغيَّبَ عن مَدينتِنا القَمرْ!
غرباء:
ويعيش المسلم الغربة الثانية، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسده الناس ....
ذَبُلَ الْغَرَامُ وَصَوَّحَ الزَّهْرُ
وَنَمَا عَلَى شُطْآنِنَا الضَّجَرُ
زَحَفَتْ عَلَى أَشْوَاقِنَا سُحُبٌ فَتَلَبَّدَتْ فِي أُفْقِهَا النُّذُرُ
فَحَزَمْتُ أَمْتِعَتِي إِلَى سَفَرٍ
كَمْ كَانَ مَكْرُوهًا لَنَا السَّفَرُ!
كَمْ كُنْتِ جَنَّةَ نَشْوَةٍ وَرِضًا وَخَمِيلَةً بِالْحُبِّ تَنْتَشِرُ
كَمْ كُنْتُ آتِيكِ فَيُغْرِقَنِي
مِنْكِ الْحَنَانُ، وَيَهْطِلُ الْمَطَرُ
وَتَهُبُّ فِي دُنْيَايَ بَارِقَةٌ
مِنَ الْعَطَاءِ فَتُخْصِبُ الْجُزُرُ
مَا بَالُ أَشْوَاقٍ لَنَا انْدَثَرَتْ وَأَتَى عَلَى أَشْلَائِهَا الشَّرَرُ؟
مَا عَادَ يَشْتَعِلُ الْفُؤَادُ إِذَا
مَا ضَمَّنَا فِي مَجْلِسٍ سَمَرُ
مَا عَادَ يَسْرِي فِي الْخُدُودِ دَمٌ
إِذْ يَلْتَقِي فِي صَمْتِنَا النَّظَرُ
الْيَوْمَ نَبْدُو مِثْلَ أَغْرَابٍ مَا ضَمَّهُمْ فِي لَيْلِهِمْ قَمَرُ
أَوْ أَتْرَعَتْ بِالْحُبِّ كَأْسُهُمُ وَتَشابَهَتْ فِي حُلْمِهِمْ صُوَرُ
نَمَتِ السَّآمَةُ فِي مَجَالِسِنَا وَتَفَجَّعَتْ مِنْ صَمْتِنَا الْجُدُرُ
لَمْ يَبْقَ مِنْ وُدٍّ عَلَى فَمِنَا حَتَّى يَعُودَ الْحُبُّ يَزْدَهِرُ
أَعْدَدْتُ لِلتَّسْيَارِ رَاحِلَتِي وَغَدَا الْفِرَاقُ كَأَنَّهُ الْقَدَرُ
العربية تشكو حظها بين أبنائها:
وكتب الشاعر د. وليد قصاب
قصيدة حاكى فيها قصيدة
حافظ إبراهيم التي تحدث فيها على لسان اللغة وكانت تحت عنوان ( العربية تعاني أبناءها):
أشكو إلى ربي عظيم بلائي ** وتوثّبَ الحسّـادِ والأعداء
وأرى الحِـرابَ تجمّعـت لتَـنوشَـني
وتعيثَ في دوحي وفي أفنـائي
من كل فج ظاهروا في ذلتي * كثُر الذين يسرهم إفنائي
ويَعُـقّـني من كنت أرجو نصرهم * وودادهم في الليلة الظلمـاء
وأرى ازورارا في وجوه أحبتي * وتنكبا عن أيكتي الخضراء
لكن قلبي ليس يصدعه سوى * جحد الحبيب، وجفوة الأبناء
ربيتهم في دوحتي، أعطيـتهم *** من جنتي، وكسوتهم بردائي
ومنحتهم حلل الفخـار قشيبة *** فخـرا يجاوز جبهة الجـوزاء
لكنهم لم يدفعوا عن حرمتي *** أو يُـعْـظِـموا قدري وحق وفائي
أنا أمهم، أم اللغات جميعها * فضل خصصت به على النظراء
إني أنا الضـاد التي قد شُـرِّفت *** وتفردت بمحاسن وبهاء
الله عظّمها فصاغت وحيـه *** بالمعجزات وبالسنا الوضـاء
نزل الكتاب بها فصارت وحدها *** قدسيّة القَسَمات والأسماء
عرضتْـه في لفـظ بهي ساحـر *** وجمـال إيقاع وحسـن أداء
صاغتـه فكرا معجِـزا متألقا *** خرت لديه أكابر الفصـحاء
قد صارت الفصحى يتيما ضائعا *** ما بين أبناء لها جهلاء
لا يعرفون أصولها وجذورها *** أو يغتذون بروضها المعطاء
هجروا الكتاب فما صفت أسماعهم *
واعتاص نطق حروفهم بصفاء
كم من خطيب بينكم لحانة *** مُسِخت لديه ملامح الأشياء
رفع المضافَ ولم يوقـر حقَّـه *** أو جـرَّ أحوالا بغير حياء
ولربما نصب الكلامَ جميعه *** من غير ما فرق ولا استثناء
ومحاضـر هصَـر الحديثَ مكسِّرا *** ضلع الحروف ورقْبة الأسماء
وإذا تحدث في الدروس معلم **هجر الأصيل إلى لغى الدهماء
وإذا يعلّم في المعاهـد عالـم *** أقصيتُ عن عـلـمٍ له وقضـاء
زعموا سأعجز عن صياغة علمهم *** لو عاينوا الأصداف في أحشائي
لو عاينوا ما فيّ من در وما *** في داخلي من جوهر وثراء
لغة (الخواجا) أعمشت أبصارهم *** عما أخبئ من كنوز صفاء
وإذا حداثي تشاعر بينكم *** كان الكلام كرقية العجماء
لا حس فيه ولا معاني تصطفى *** يا ضيعة الأدباء والشعراء
الشعر رمزي شوهوا قسماته *** وتشبهوا بمشاعر الغرباء
رطنوا بغيري ذلة وخساسة* هانت عليهم عِشرتي وإخائي
كم زاحمتني ألسن عجمية ** وعدت علي رطانة الهجناء
ما بالهم لا يعبؤون بحرمتي* أو يشفعون لغربتي وشقائي
أصبحت أسأل: أين أهل مودتي أين الصِّحاب وأين أهل رجائي؟
كم صُـغْـت من حسَن ومن أعجوبة *وخطَرْت فوق حديقة زهراء
ورقصتُ في ثوب بهي فاتن * كالغيد بين أنامل البلغاء
كم سُحت في دنيا العلوم رشيقةً * أختال بين أزاهر العلماء
جابوا بحور مدائني فمنحتهم*ما فيّ من ذهب ومن لألاء
واليوم ما من جاهل متعالم * لم يشْـدُ بعدُ معالمَ الإملاء
إلا ويُفتي في أموري ضَـلّة * ويمـور من حقد ومن طول عداء
ويقول إني قد غدوت عتيقة *وأضيق عن علم وعن أنباء
إن اللسان على النفوس علامة *وبه تقاس أصالة الأصلاء
وبه تُميز أمة من غيرها *** وبه افتخار الفتية الشرفاء
ما أمة يوما تضيع لسانها * إلا تبيع ذخائر الآباء
كم من لغات في الورى مطموسة نبُهَت بفضل رجالها النجباء
فبنو يهود تمسكوا بلسانهم *أحيوه من موت وطول عفاء
فأقاموا منه في فلسطينَ التي *غَصَبوا بناء طاولوا ببناء
وأرى بَنيّ تنكروا لجلودهم **واستعبدتهم ألسن الدخلاء
وتنكّبوا ظَهْـر الطريق لأمهم ** أفبعد ثدي الأم من أثداء
لكنني والله يحفظ ضيعتي ـ سأظل أشمخ في ذرا العلياء
فكتاب رب العالمين يضمني *** وتكفلت آياته ببقائي
وأنا لسان المسلمين جميعهم * ولسان أهل الجنة الفضلاء
مصادر الترجمة:
١- الموسوعة التاريخية الحرة.
٢- موقع شبكة الألوكة.
٣- الموقع الرسمي د. وليد إبراهيم قصاب.
٤- موقع رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
٥- رابطة أدباء الشام: بقلم أيمن ذو الغنى.
٦- مواقع الكترونية أخرى.