من هو محمد مرسي؟
هو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وخامس رئيس لجمهورية مصر العربية، تولى حكم البلاد بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011م، لم يستمر حكمه أكثر من عام واحد.
في 3/تموز- يوليو 2013م انقلب عليه وزير دفاعه الفريق عبد الفتاح السيسي بحجة "الاستجابة لاحتجاجات شعبية"؟!
اسمه ونسبه: هو محمد محمد مرسي عيسى العياط. ينتمي إلى قبيلة "الرشايدة؛ بني رشيد".
مولده ونشأته:
*ولد محمد مرسي في 8/آب - أغسطس من عام 1951م في قرية "العدوة" التابعة لـ "مركز هِهْيا - محافظة الشرقية" شمال شرق "القاهرة".
*ولد لأسرة مصرية بسيطة من والد فلاح، ووالدة ربة بيت، مع ثلاثة إخوة، وثلاث أخوات، هو الأكبر في أسرته.
دراسته وتعليمه:
*حفظ القرآن الكريم في محافظة الشرقية، وتعلم في مدارسها، وانتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية في "كلية الهندسة - جامعة القاهرة" حيث تفوق، وحصل على "إجازة الهندسة؛ الليسانس" عام 1975م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ما أهله للعمل معيدا فيها.
خدمته العسكرية، ودراساته العليا:
*خدم محمد مرسي بالجيش المصري في 1975-1976 جنديا في سلاح الحرب الكيمياوية بالفرقة الثانية مشاة، وبعد انتهاء تجنيده بالجيش استأنف عمله معيدا بالكلية ونال درجة الماجستير في "هندسة الفلزات - جامعة القاهرة" عام 1978م. *يتقن مع العربية اللغة الإنجليزية.
*عمل مدرسا مساعدا بالكلية قبل أن يحصل على منحة دراسية من "جامعة جنوب كاليفورنيا" في "الولايات المتحدة الأمريكية"؛ حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص حماية محركات مركبات الفضاء عام 1982م.
حياته العملية ووظائفه ومسؤولياته:
*عاد من الولايات المتحدة إلى وطنه فعمل أستاذا ورئيس قسم هندسة المواد في: "كلية الهندسة - جامعة الزقازيق" بين 1985م -2010م.
وكان قد درّس في عدة جامعات أميركية منها جنوب كاليفورنيا ونورث ردج ولوس أنجلوس، قبل أن يعود للتدريس بجامعة القاهرة ثم يغادرها ثانية للتدريس في "جامعة الفاتح - طرابلس" الليبية.
توجهه الفكري وعمله السياسي:
*اختار محمد مرسي التوجه الإسلامي، وانتمى إلى "جماعة الإخوان المسلمين" عام 1977م.
كما انخرط مرسي في الهياكل التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين مبكرا، ونال عضوية قسمها السياسي منذ نشأته عام 1992م.
*انضم إلى "مكتب الإرشاد" عام 2002م عقب وفاة الأستاذ مأمون الهضيبي رحمه الله، وهو أعلى هيئة قرار لدى الجماعة، وأشرف على قسمه السياسي.
شهد القسم السياسي لمكتب الإرشاد تفاعلا كبيرا بدءا من عام 2004م وهو العام الذي أطلقت فيه "مبادرة الإصلاح للجماعة"، ومرورا بطرح "برنامج الحزب، القراءة الأولى".
*بعد نجاحه في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر، تولى منصب رئيس الجمهورية في 30 يونيو/حزيران 2012م.
*نشط في العمل الاجتماعي والخدمي ومقاومة التطبيع، وكان عضوا في المؤتمر الدولي للأحزاب" والقوى السياسية والنقابات المهنية.
*انتخب عضوا في مجلس الشعب المصري (البرلمان) لدورة واحدة 2000- 2005م عن "جماعة الإخوان المسلمين"، وترأس الكتلة البرلمانية للجماعة في مجلس الشعب، وكان المتحدث الرسمي باسمها، كما اختير "أفضل برلماني في العالم"عبر أدائه البرلماني في تلك الفترة.
*اشتهر في مجلس الشعب بكونه صاحب أشهر استجواب فيه عن "حادثة قطار الصعيد". وشارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بالمشاركة مع الدكتور عزيز صدقي وغيره عام 2004م.
*اعتقل عدة مرات، منها اعتقال سبعة أشهر في مايو/أيار 2006م من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، بعد مشاركته في مظاهرات شعبية احتجاجا على تحويل قاضيين إلى لجنة الصلاحية لموقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005م.
*شارك عام 2010م في تأسيس "الجمعية المصرية للتغيير" بالمشاركة مع د. محمد البرادعي وآخرين، وتأسيس "التحالف الديمقراطي".
*اعتقل في "سجن وادي النطرون" صباح "جمعة الغضب" يوم 28 يناير/ كانون الثاني 2011م أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011م مع قيادات أخرى من جماعة الإخوان، حررهم الأهالي يوم 30 يناير/كانون الثاني 2011م بعد ترك قوات الأمن للسجون أثناء الثورة.
*ساهم في تأسيس "حزب الحرية والعدالة"، وانتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل/نيسان 2011م رئيسا للحزب، وعصام العريان نائبا له، ومحمد سعد الكتاتني أمينا عاما للحزب.
لم يكن مرسي المرشح الأول لجماعة الإخوان لمنصب الرئاسة، بل جاء ترشيحه إجراء احتياطيا وبديلا لخيرة الشاطر الذي حل ثانيا في الانتخابات الداخلية بعد المهندس خيرة الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة.
بعد استبعاد الشاطر من طرف لجنة الانتخابات الرئاسية ضمن عدد من الشخصيات من الترشح لمنصب رئيس البلاد، بات مرسي المرشح الرسمي للإخوان لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012م، بعدما كان مرشحا احتياطيا.
حصل مرسي في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية (جرت يومي 24 و25 مايو/أيار 2012 بين 13 مرشحا) على 5.764.952 صوتا وهي الأعلى، ولكنها لم تكن كافية لفوزه بمنصب الرئيس لعدم حصوله على نسبة 50% +1.
خاض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمام آخر رئيس حكومة في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق الذي حل ثانيا بالجولة الأولى للانتخابات.
فوزه رئيسا لمصر: في 24 يونيو/حزيران 2012 أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية فوز محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 51.7%، بينما حصل أحمد شفيق على 48.3%. أدى مرسي اليمين الدستورية رئيسا لمصر أمام المحكمة الدستورية في 30 يونيو/حزيران 2012م.
الانقلاب عليه: لم تكد تمضي سنة على حكمه، حتى قادت القوات المسلحة المصرية في شخص الفريق عبد الفتاح السيسي انقلابا عليه في 3 يوليو/تموز 2013م وعلقت العمل بالدستور مؤقتا، وكلفت رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بالإشراف على تسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، وكل ذلك بحجة الاستجابة للاحتجاجات الشعبية يوم 30 يونيو/حزيران 2013م، واعتقل مرسي.
*أودع مرسي "سجن طرة"، ثم أحيل في مطلع سبتمبر/أيلول 2013م على النيابة العامة لمحكمة الجنايات، ووجهت له اتهامات في قضايا مختلفة كـ: "التحريض على القتل وأعمال العنف" خلال المظاهرات التي جرت أمام قصر الاتحادية الرئاسي نهاية عام 2012م، و"قضية التخابر مع دولة قطر"، و"قضية اقتحام السجون".
*رفض محمد مرسي في البداية الرد على أسئلة المحققين، وتمسك بكونه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد. صدر بحقه يوم 21 أبريل/نيسان 2015م حكم بالسجن لعشرين سنة في قضية الاتحادية، وبرأته المحكمة من تهمة القتل عمدا.
*وفي 16مايو/أيار2015م، أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراقه إلى المفتي في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع حماس، ثم قضت في اليوم نفسه بإعدامه شنقا في القضية الأولى، وبالسجن المؤبد في القضية الثانية.
تكريم وجوائز: نال مرسي 1- "قلادة النيل العظمى". 2- "قلادة الاستقلال". 3- "وسام - نيشان- الاستحقاق المصري". 4- "وسام الجمهورية". 5- "نيشان الكمال".
إهماله في سجن طرة: ومنذ اعتقاله وإيداعه السجن تعرض مرسي للإهمال، فساءت حالته الصحية، وظلت في ازدياد حتى وفاته.
وفاته: توفي بالقاهرة يوم الإثنين 14/شوال 1440هـ = 17/يونيو- حزيران/ 2019م أثناء مثوله للمحاكمة في قاعة المحكمة في "قضية التخابر مع قطر"، فطلب من القاضي إلقاء كلمة وسمح له بها، وعقب رفع الجلسة أصيب مرسي بإغماءة ونوبة قلبية حادّة توفي إثرَها، رحمه الله.
كما طالبت "الأمم المتحدة" وجهات حقوقية بالتحقيق في ظروف اعتقاله و وفاته، واتهمت أسرته ورفاقه السلطات المصرية بإهمال حالته الطبية، ولا سيما بعد إغمائه الأخير؛ فقد تركوه طريحا على الأرض زُهاء 20 دقيقة، ولم يُسعفوه؟! كما ذكرت "الإندبندنت" في 21/6/2019م.
أسرته: زوجه: تزوج في 30/11/ سنة 1978م من ابنة خاله المترجمة الأستاذة نجلاء علي محمود (ولدت بالقاهرة عام 1382هـ - 1962م)، وهي أحد الأعضاء الفاعلين في "جماعة الإخوان المسلمين".
درست في "بيت الطالب المسلم" في ولاية "لوس أنجلوس"، وعملت مترجمة فورية للمسلمات الأمريكيات الجدد، كما عملت مترجمة في "المركز الإسلامي" في "كاليفورنيا".
أولاده منها: ورزق منها 5 أولاد هم: 1- أحمد "طبيب". 2- شيماء "إجازة في العلوم" (بكالوريوس). 3- أسامة "إجازة في الحقوق". 4- عمر "كلية التجارة". 5- عبد الله "كان طالبا في الثانوية".
أحفاده: لمرسي رحمه الله 3 أحفاد من ابنته شيماء.
34 حقيقة عن الرئيس مُرسي، بعضها لا يعلمه كثيرون
مقالة مهمة عن الرئيس مرسي للأستاذ عبد الرحمن أبو العُلا
في موقع "الجزيرة" نُشر يوم: 21/6/2019م، بتصرف يسير
ربما لا يعلم كثيرون أن الرئيس الراحل محمد مرسي كان باحثا كبيرا وأستاذا في الجامعة التي تخرج فيها أول إنسان وطئ سطح القمر، وأن الرجل الذي وصل إلى أعلى المستويات في جماعة الإخوان المسلمين قد التحق بالجماعة عن طريق زوجته. "عام واحد في الحكم أدخل مرسي التاريخ".. هكذا وصفته "وكالة رويترز"، وفي ما يأتي 34 معلومة عن الرئيس مرسي.
(1) كان فوز المهندس الحاصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر يمثل انفصالا جذريا عن العسكريين الذين جاء منهم كل رؤساء مصر منذ الإطاحة بالنظام الملكي في عام 1952.
لكن نشوة نهاية عهد الرؤساء ذوي الخلفية العسكرية لم تدم طويلا، فإن مرسي أصبح مشهورا بأنه: أول رئيس مدني منتخب بطريقة ديمقراطية في مصر.
(2) حفظ القرآن الكريم في قرية العُدوة بمحافظة الشرقية التي ولُد فيها عام 1951، وتعلم في مدارسها، وانتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية في كلية الهندسة بجامعتها، حيث تفوق وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، مما أهله للعمل معيدا بها.
(3) لمرسي قصة خاصة مع يونيو/حزيران، ففيه انتخب رئيسا لمصر عام 2012م وفيه جرى الانقلاب عليه في 2013م تحت غطاء خروج شعبي "مخدوم" في جزء كبير منه، وفيه توفي عام 2019 وهو يحاكَم بتهمة التخابر مع دولة عربية شقيقة (قطر) ومع حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي (حماس).
(4) توفي مرسي في جلسة محاكمته في الدعوى التي عُرفت إعلاميا باسم "التخابر"، لكن المفارقة أن تكون آخر كلماته أمام المحكمة:
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
وقبل هذا البيت قال إن لديه "حقيبة من الأسرار" تبرئ ساحته وتدين سجانيه، لكنه لن يقولها حرصا على الأمن القومي، طالبا عقد جلسة خاصة لهذا الأمر.
(5) توفي مرسي في 17 يونيو/حزيران، وهو اليوم ذاته الذي أعلن فيه تقدمه على 12 مرشحا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة عام 2012.
(6) مفارقة أخرى عن يوم وفاة مرسي الذي يوافق يوم استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وهي مفارقة يربطها مناصروه بحرصه على عدم سفك الدماء، وهو نفس ما كان يحرص عليه الخليفة عثمان.
(7) تنقل وكالة أسوشيتد برس على لسان ضابط مصري أن مرسي قيّد يد الجيش الراغب في الانتقام عندما اندلعت أعمال مسلحة ضد الجيش في سيناء، قائلا للسيسي "لا أريد أن يريق المسلمون دماء بعضهم بعضا".
(8) وبينما منعت السلطات المصرية صلاة الجنازة أو تشييع مرسي، صلى عليه المسلمون صلاة الغائب في عشرات الدول حول العالم، بدءا من المسجد الأقصى المبارك وصولا إلى الهند وباكستان وماليزيا وإندونيسيا، مرورا بأميركا وبريطانيا وكندا، وأغلبية الدول العربية.
(9) أراد النظام المصري أن يكون موت مرسي خبرا عابرا لا يلتفت إليه أحد، فتجاهلته وسائل الإعلام المصرية الرسمية منها وغير الرسمية ونشرته في ركن قصي، لكن ما حدث كان على النقيض تماما من ذلك، إذ فجر إعلان وفاته اهتماما وتعاطفا واسعا حول العالم.
(10) ومع بدء محاكمته في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2013، لم يعترف مرسي بهيئة المحكمة، وقال بتحدٍ لقاضيه "أنا الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية.. لقد كان انقلابا عسكريا. ينبغي محاكمة قادة الانقلاب أمام هذه المحكمة"، ولاحقا وُضع مرسي في قفص زجاجي عازل للصوت لمنعه من الحديث.
(11) مرسي الذي اتهم طويلا بـ"الأخونة" (نسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين)، عرض على المرشح الرئاسي اليساري حمدين صباحي منصب نائب الرئيس، كما عرض على مؤسس حركة شباب 6 أبريل أحمد ماهر منصب مساعد رئيس الجمهورية، وعرض أيضا على رئيس حزب غد الثورة الليبرالي أيمن نور منصب رئيس الحكومة، وعرض على الناشط المصري وأحد رموز ثورة يناير وائل غنيم منصب وزير الشباب؛ إلا أن كل هؤلاء رفضوا ما عرضه عليهم.
ومع كل ذلك، فقد التزم مرسي بتعيين شخصية مستقلة للحكومة وهي هشام قنديل، حتى أصبح الحزب والجماعة القادم منهما الرئيس أقلية في الحكومة.
(12) في عهد مرسي زاد إنتاج القمح بتشجيع الفلاحين على زراعته وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وارتفعت الصادرات الخارجية، وزاد عدد السياح من ثمانية ملايين إلى أكثر من تسعة ملايين.
(13) أعفى مرسي الفلاحين المتعثرين من ديونهم، ورفع الحد الأدنى للأجور.
(14) جاء مرسي بوزير للتموين (باسم عودة) أصلح في شهور معدودات منظومة الخبز التي ظلت عصية طوال عقود من حكم السادات ومبارك، وقد شهدت مصر سابقا ما عُرف باسم "انتفاضة الخبز".
(15) ارتفع إجمالي الاستثمارات التي نُفذت في عهد مرسي من 170 مليار جنيه إلى أكثر من 180 مليارا. وزادت الصادرات المصرية غير النفطية بنحو 21% في يونيو/حزيران 2013 مقارنة بالشهر نفسه من عام 2012، وارتفع معدل الناتج المحلي من 1.8 إلى 2.4.
(16) شهدت البلاد حرية إعلامية غير مسبوقة (وغير ملحوقة إلى الآن)، وصلت حد وصف البعض لها بالمنفلتة، إذ عدّل مرسي قانون الصحافة فألغى الحبس الاحتياطي في جريمة سب رئيس الجمهورية، وفي اليوم نفسه الذي عدّل فيه القانون تم الإفراج عن آخر صحفي كان يومها معتقلا احتياطيا.
(17) وفي عهد مرسي سُجلت أول لجنة تحقيق في عمليات القتل أثناء ثورة يناير/كانون الثاني 2011، انتهت إلى إدانة الرئيس المخلوع حسني مبارك، قبل أن تُبرئه محاكم الانقلاب لاحقا
(18) من إشارات نصرة مرسي لثورة يناير، إصداره قانونا بالعفو الشامل عن الجرائم المرتكبة بهدف مناصرة الثورة في الفترة من 25 يناير/كانون الثاني 2011 وحتى 30 يونيو/حزيران 2012، فيما عدا جناية القتل العمد.
(19) في أواخر 2012، تم التصديق على دستور وضعته لجنة مشكلة من مختلف القوى السياسية لأول مرة في تاريخ مصر.
(20) في عام حكم مرسي أيضا، استطاع المصريون أن يشاهدوا موكب رئيسهم الذي لا يتكون إلا من سيارتين ودراجتين ناريتين، وغابت عنهم -لعام واحد فقط- المواكب التي لا يُعرف أولها من آخرها.
وسيسجل التاريخ أن رئيس واحدة من كبرى البلاد العربية ظل طوال حكمه ساكنا في شقة بالإيجار ورفض الانتقال إلى قصر مشيد.
(21) شعر المصريون -وربما للمرة الأولى- أن لهم رئيسا يشبههم، فهو قادم من بينهم، والأهم أن اعتلاءه المنصب لم يغير من الأمر شيئا، فأخوه ما زال فلاحا في أرضه، وأخته ماتت في مشفى حكومي بسيط، وابنه اغترب خارج مصر طلبا للرزق.
(22) حرص مرسي أن تكون زيارته الأولى للخارج بعد فوزه بالرئاسة إلى السعودية، لتطمين المملكة المتوجسة من ثورات الربيع العربي؛ لكن ذلك لم يمنع من أن تكون الداعم الأول في الانقلاب عليه لاحقا.
(23) كان مرسي -الرئيس القادم من الثورة- نصيرا لثورات الربيع العربي، فقد أيد الثورة السورية بوضوح وأصدر أمرا بمعاملة السوريين اللاجئين في مصر كالمصريين في التعليم والعلاج وغيرهما.
(24) لم يعرف قطاع غزة ظروفا أفضل من تلك التي عاشها في عام حكم مرسي، فقد فتح معبر رفح أمام تنقل الفلسطينيين والبضائع، وساهمت وقفته الشجاعة وتصريحه القوي "غزة ليست وحدها" في إنهاء حرب الاحتلال على القطاع نهاية 2012م سريعا.
(25) في 24 يونيو/حزيران 2012، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية فوز محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 51.7%، للمرة الأولى في بلد لا يعرف في الانتخابات إلا لغة "التسعات".
وبعد أيام أقسم اليمين الدستورية في ميدان الثورة "ميدان التحرير" أمام الجماهير، في سابقة لم تحدث من قبل.
(26) لم تكن لدى مرسي رغبة في خوض السباق الرئاسي، لكنه التزم بقرار حزبه وجماعته بالترشح للانتخابات.
(27) ولمرسي تاريخ سياسي حافل قبل الإطاحة بمبارك في فبراير/شباط 2011. ففي عام 2000، أصبح نائبا في مجلس الشعب، وترأس الهيئة البرلمانية للجماعة في البرلمان، واشتهر باستجوابه عن حادثة قطار الصعيد.
اعتقل مرسي مرات عدة قبل ثورة يناير، فقد سُجن عام 2006 سبعة أشهر بسبب مشاركته في تظاهرة مؤيدة لحركة القضاة التي طالبت آنذاك باستقلالية القضاء، كما اعتقل مجددا لفترة قصيرة مع انطلاقة ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
(28) ومع إطلاق الجماعة لحزبها السياسي بعد الثورة، أصبح مرسي أول رئيس لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين.
(29) شارك الرئيس الراحل في تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) مع عدد من الرموز السياسية عام 2004م، كما شارك في تأسيس الجمعية المصرية للتغيير بمشاركة د.محمد البرادعي وآخرين عام 2010م.
(30) كان مرسي عضوا في القسم السياسي بجماعة الإخوان منذ نشأته عام 1992، وفي عام 2010 أصبح مرسي متحدثا باسم الجماعة وعضوا في مكتب الإرشاد فيها.
(31) في أميركا، حصل مرسي على الدكتوراه في الهندسة متخصصا في حماية محركات المركبات الفضائية من جامعة جنوب كاليفورنيا، التي تخرّج فيها نيل أرمسترونغ، أول إنسان وطئ سطح القمر.
ودرّس مرسي في عدة جامعات أميركية منها جنوب كاليفورنيا وشمال ردج ولوس أنجلوس، كما عمل مدرسا في جامعة الفاتح الليبية.
(32) وهناك أيضا في أقصى الغرب الأميركي، بدأت قصته مع حركة الإخوان المسلمين عام 1977. بعد أن تعرّف إلى زوجته نجلاء علي محمود المترجمة في المركز الإسلامي بكاليفورنيا، ورُزق منها بخمسة أبناء، ومن خلالها انضم إلى حركة الإخوان المسلمين في رحلة استمرت أربعين عاما.
(33) عاد محمد مرسي إلى مصر عام 1985، حيث عمل أستاذا ورئيسا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة في جامعة الزقازيق، وهي الوظيفة التي ظل يشغلها إلى غاية عام 2010.
(34) خدم مرسي بالجيش المصري في 1975-1976 جنديا في سلاح الحرب الكيمياوية بالفرقة الثانية مشاة.
المراجع
1- مقالة وترجمة: (محمد مرسي): "الجزيرة - نت، شخصيات". مقالة عنه منشورة بتاريخ 18/12/2014م، على الشابكة.
2- (الدكتور محمد مرسي). موقع: "الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين" = "ويكيبيديا الإخوان المسلمين؛ إخوان ويكي".
3- "بعضها لا يعلمه كثيرون .. 34 حقيقة عن الرئيس مرسي". مقالة للأستاذ عبد الرحمن أبو العُلا في موقع "الجزيرة" في: 21/6/2019م.
4- محمد مرسي. "المعرفة" على الشابكة.
5- محمد مرسي. "الموسوعة الحرة؛ ويكيبيديا".
6- "مرسي يقطع العلاقات مع دمشق والائتلاف يرحب". موقع "الجزيرة نت" على الشابكة في 16/6/2013م.
وسوم: العدد 986