الشاعر الإسلامي الكبير وليد الأعظمي
الشاعر الإسلامي الكبير وليد الأعظمي
حياته، ومعرفتي لشعره، ودراسة مختصرة له،
ونماذج مهمة من قصائده
اسمه ومولده ونسبه ونشأته:
*وليد بن عبد الكريم بن ملا إبراهيم العبيدي الأعظمي، أبو خالد؛ الشاعر الإسلامي الكبير، والأديب والمؤلف والخطاط العراقي، والداعية الحماسي الكبير، المعروف بـ "شاعر الشباب".
*أبصر النور في "حي الأعظمية - محلة الشيوخ" البغدادي الشهير أول سنة 1930م، ونشأ في بيئة إسلامية محافظة، وله عشرة إخوة هو أكبرهم، وهو من قبيلة: "العُبَيد" القحطانية الحميرية. *نشأ في أسرة صالحة. وهو ابن خالة المؤرخ والمحقق المعروف الدكتور بشارعواد معروف.
تعليمه ودراسته:
*تعلم القرآن الكريم لدى "المُلّا عميد الكردي" في الأعظمية.
و درس الابتدائية في "مدرسة الأعظمية الابتدائية" الأولى، وأتمها سنة 1943م. ولم يستطع إتمام دراسته بسبب ظروفه الأسرية.
شيوخه وأساتيذه وأبرز المؤثرين فيه:
وحضر دروس كبار المشايخ في بغداد يومذاك، ومن أبرزهم:
1- الشيخ قاسم القيسي مفتي بغداد آنئذ في"مسجد بشر الحافي" بالأعظمية.
2- العلامة الشيخ تقي الدين الهلالي: في "مسجد خطاب" في الأعظمية.
3- العلامة الشيخ محمد القزلجي الكردي.
4- علامة العراق في عصره الشيخ أمجد الزهاوي: في "جامع الإمام الأعظم"، و"مسجد الدهان". 5- الشيخ عبد القادر الخطيب.
6- العلامة الحاج حمدي الخطيب: في منزله.
7- الشيخ محمد محمود الصواف، وكان أكبر مؤثر فيه.
8- أستاذه الأبرز في الخط العربي الخطاط العراقي الكبير هاشم محمد البغدادي: الذي رافقه زهاء عقدين من الزمان وأفاد من فنه وأدبه.
*انتسب مبكرا إلى جماعة "الإخوان المسلمين".
*تعلق منذ صباه بالخط والشعر العربيين، وبدأ نظم الشعر وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان قبلها ينظم الزجل والشعر العامي.
كما كان خاله الأديب مولود أحمد الصالح يوجهه ويرعاه ويصحح له بعض الأوزان الشعرية، ويغير له بعض الكلمات.
*كان يحفظ الكثير من الشعر العربي قديمه وحديثه، كما كان يتطارح الأشعار مع بعض صحابه لشحن ذاكرته، وتنشيط ذهنه للحفظ.
*في عام 1946م افتتحت "جمعية الآداب الإسلامية فرعا لها في حي "الأعظمية"؛ فكان الأستاذ وليد ينشد فيها بعضا من مقطوعاته الشعرية لكن بعد مراجعة وتصحيح الأستاذ محمود يوسف المصري المدرس في "دار المعلمين" بالأعظمية.
*في عام 1947م انتسب إلى "جماعة الإخوان المسلمين" في العراق، وبقي في صفوفها حتى حَلِّها سنة 1971م، لكنه واصل العمل بعد ذلك بالرغم من قساوة النظام البعثي الحاكم آنذاك.
*اشترك عام 1948م في المظاهرات ضد "معاهدة بورت سموث" الاستعمارية البريطانية بقيادة شيخه وأستاذه الشيخ محمد محمود الصواف، حتى سقطت حكومة صالح جبر وألغيت المعاهدة.
*في سنة 1950م تأسست "جمعية الأخوة الإسلامية" فانتسب الأعظمي إليها مع معظم الشباب حينها لِما وجدوا من التنويع في نشاطاتها بين المحاضرات والندوات والرياضة والمخيمات والمعسكرات الكشفية، بإشراف الداعية الشيخ محمد محمود الصواف الذي كان يُلقي مساء كل خميس خطبة في "جامع الأزبك" ضمن احتفال الجمعية الذي تقيمه يتكلم فيه العلماء والأدباء، وخطبة الشيخ الصواف كانت رائعة تشحذ همم الشباب وتدفعهم إلى خدمة الإسلام والاعتزاز به.
*درس الخط عام 1955م في "معهد الفنون الجميلة - قسم الخط العربي والزخرفة الإسلامية" في بغداد؛ فدرس أصول الخطوط على أساتذته، ونال إجازته، وكان قبل ذلك قد درس الخط مقلدا.
*سُجن 5 أشهر عندما حل الطاغية عبد الكريم قاسم "الحزب الإسلامي العراقي" سنة 1380هـ - 1960م.
أهم المؤثرين في شخصية الأعظمي: هو الداعية والعلامة الشيخ محمد محمود الصواف؛ فقد كان يشجعه ويرعاه، ويحضه على نظم الشعر، ويقدمه لإلقائه على الحاضرين، كما كان ينشر له قصائده في مجلة "الأخوة الإسلامية" بعد تهذيبها وجعلها صالحة للنشر.
كما كان الشيخ الصواف يصطحبه معه في زياراته للمدن العراقية، ويشجعه على إنشاد الشعر الإسلامي في مساجدها.
*تأثر بشعر حسان بن ثابت قديما، وبشعر معروف الرصافي حديثا.
*هو عضو مؤسس في"الحزب الإسلامي العراقي" منذ 1960م، وعضو مؤسس لـ"جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين"، وعضو مؤسس لـ"جمعية الخطاطين العراقيين".
أساتذته في الخط وإجازاته منهم:
*تتلمذ على كبار الخطاطين في العراق وسورية ومصر وإيران.
*حصل على إجازات في الخط من كل من:
1- الشيخ محمد طاهر الكردي "خطاط مصحف مكة". 2- من الخطاط المصري محمد إبراهيم البرنس. 3- من الشيخ أمين البخاري "خطاط كسوة الكعبة المشرفة".
*رافق الخطاط العراقي الكبير النابغة هاشم محمد البغدادي "عميد الخط العربي" عشرين سنة وأفاد كثيرا من فنِّه وفضله وأدبه.
*افتتح مكتبا للخط في حي "الأعظمية".
*عمل خبيرا بالخط العربي في"وزارة الثقافة والإعلام" العراقية، وخبيرا بشؤون المصاحف في "وزارة الأوقاف العراقية"، ثم مصححا لمطبوعات "المجمع العلمي العراقي" وخطاطا لعناوينها 20 سنة.
*رأس "نادي التربية الرياضي" في الأعظمية لخمس سنوات، وفاز النادي ببطولة العراق للمصارعة. *سافر للحج 8 مرات، وللعمرة 3 مرات.
*زار كلا من: الكويت وسورية والإمارات والأردن والسعودية وفلسطين والجزائر ومصر واليمن وإيران.
*ذاع صيته وانتشرت قصائده وأشعاره في العالم العربي كله، ولا سيما بصوت المنشد الإسلامي السوري الكبير "الحاج أحمد بربور أبي عبد الله"، وكان الشباب المسلمون يترنمون بها في أمكنة كثيرة، وينشدونها ويرددونها في مناسبات عديدة.
*كان يحب حلقات الذكر ويحرص على حضورها.
*كما كان يحب السباحة، ولم يترك السباحة في "نهر دجلة" حتى بلغ الثانية والستين من عمره.
*تهشَّمت ساقه في حادث مروري، كما فقد ابنه "الملازم خالد" في الحرب الإيرانية العراقية سنة 1986م، وقال فيه قصيدة مؤثرة، سيأتي بعضها.
*نشر له الكثير من القصائد و المقالات والبحوث في النقد الأدبي والتاريخ والتراجم واللغة والفن في عدد من المجلات والصحف؛ منها: "مجلة الرسالة الإسلامية" ببغداد، و"مجلة التربية الإسلامية" البغدادية، و"مجلة
المجمع العلمي العراقي"، و"مجلة الوعي الإسلامي" الكويتية، و"مجلة المجتمع" البيروتية، و"مجلة الغرباء".
كما نشر في بعض صحف بغداد اليومية، مثل: "البلد"، و"السجل"، و"الأيام"، و"الجمهورية".
وفاته وتشييعه ودفنه: وافته منيته عقب جلطة دماغية عاناها لنحو شهر، إبَّان الغزو الأمريكي الهمجي للعراق، وكان ذلك يوم 1/مُحرَّم/ 1425هـ = 22/شُباط - فبراير/2004م.
وشيَّع جُثمانه جمع غفير من الدعاة والمُحبِّين والوجهاء وشيوخ العشائر من بغداد وخارجها، وصُلِّيَ عليه في "جامع أبي حنيفة النعمان"، وحُمل على الأكتاف إلى مثواه الأخير فدفن في "مقبرة الخيزران"، وكان يومُ تشييعه مشهُودًا في تاريخ الأعظمية وبغداد، رحمه الله رحمة واسعة.
ضريح الأعظمي رحمه الله
*أسرته: تزوج الأستاذ الأعظمي من ابنة عمه، وكانت زوجا خيرة صابرة، وقد رزق منها 8 أولاد نصفهم ذكور ونصفهم إناث، وأكبرهم الملازم خالد الشهيد الذي قضى نحبه سنة 1986م في الحرب الإيرانية العراقية، رحمه الله تعالى، وأبناؤه الذكور هم:
1- خالد. 2- عمر. 3- ثابت. 4- د. مكي.
رثاؤه: من أجمل ما قيل فيه من رثاء قول الشاعر الفلسطيني محمد عبد الرازق أبو مصطفى قصيدته "وكيف يُغرِّد السرب؟"؛ التي قال مُقدِّمًا لها:
"أقلُّ القليل وفاءً للشاعر الإسلامي الكبير وليد الأعظمي رحمه الله؛ الذي جمع بيني وبينه اللقاء الوحيد في (جامعة صنعاء كلية التربية) لإحياء المهرجان الشعري السنوي"؛ قال في قصيدته تلك:
مَن يَدفعُ السِّربَ كي يَشدُو على الوَتَرِ
بَينَ الخَمَائلِ و الأضواءِ والقَمَرِ؟
و هل يُغرِّدُ سِرْبٌ في قتامته
من بعد جحفلة الأهوال والنُّذُرِ؟
يا أيكَ بغدادَ ! نُوحِي أيَّما خبَرٍ
فقد تمترس في الأقصى صدى الخبرِ
يا رايَةَ المجد من يُعليكِ مَكرُمةً
يرنو بلهفته ، للمجد و الظفر
و من يُعانق - في الأفلاك- رِحلتَها
يغفو على الوجع الأعمى بلا وَتَرِ
ومن يُجابِهُ - في الآفاق - مَلحَمَةً
سِلاحُها لَهَبُ الأشعارِ و الصُّوَرِ
و يغرِسُ النورُ في أبناء أمَّتهِ
براعِمَ الخيرِ تستسقي مِن العِبَرِ
مع الشباب و رايات الجهاد له
نسائم المسك في الساحات والسِّيَرِ
قد أطلقَ القَوسَ والأرْمَاحُ غاضبة
كي يُشعِل الأرضَ مِن جَمرٍ ومن شَرَر
بين العواصف مقدامٌ ، بعزمته
ما كَلَّ من نَصَبٍ في وطأة السهَرِ
بين السحائب يَسْتَلُّ السيوفَ لَظًى
كالبرق يطرب في أهزُوجةِ المطرِ
يُعانق الفجرَ ؛ أنوارًا مُعطَّرَةً
فيها من الذكر و الآياتِ و السُّوَرِ
يُسابِقُ الطيرَ في الأجواء سابِحةً
حِينًا ، و آخرَ بين الدَّوحِ و الشجر
دَومًا يُسافرُ في الآفاق مُرتحِلًا
إذا يعودُ فيبدو عَودَ مُعتَمِر
كم أجهِدَ الجسَدُ الظمآنُ في ألم؟!
و الخَطْوُ يلهَجُ: ما إنِّي بِمُنكَسِر
يُواصِلُ السيرَ في كل الدروب على
مرمى الجهات ولا يرتاح في السفر
يُرفرِفُ الشوقُ في عينيه مُضطرِبًا
ليرسم الحزنَ في إطلالة البصرِ
و يخطر الشيبُ في أهدابه غرقا
يُسطِّرُ العمرُ أطنانًا من العبرِ
يا رحلةَ العُمر! هل للعين مُكتَحَلٌ
برؤية القدس والأقصى بلا كَدَرِ؟!
بغدادُ تَثْغَبُ بين الجرح واللهب
و الدمُ ليس بوقفٍ ، أو بمُنحَسِر
و شاعرُ الألم المذبوحِ في وَجَلٍ
و ليس إلا بصبَّارٍ ، و مُصطَبِرِ
رغمَ التبسُّمِ ، فالوُجدانُ في كَمَدٍ
يمشي على حُرقة الأعصاب والضررِ
في الثغر بَسمتُه، في النجم طلعَتُه
في البحر صُورتُه نَظمٌ من الدُّرَر
تبكي عليه قوافي الشعر ما دَمَعت
بين السطور حروفٌ هَدْأةَ السَّحَر
يمضي كما كان يمشي في تواضعه
بينَ الهُدوء ، و إيماءاتِ مُعتَذِر
يمضي إلى مُلتقى الأحباب في عَجَلٍ
بينَ الجِنان بلا حُزنٍ و لا كدَرِ
يمضي و قد ملأ الأرجاءَ قاطِبَةً
مِن شِعره طيِّبَ الأغراس و الثمرِ
فَلَّ الرحيلُ حُسامًا لم يَحِد أبَدًا
عَن قَولةِ الحقِّ مهما كان مِن خَطرِ
وذكرِهِ صفحاتِ المجدِ خالِدةً بين القلوب ، بوجه صادقٍ نَضِرِ
وشِعرُه حَدَقَاتُ الحب مُشرقةً دَفْقَ البراءة، أو صَحْوًا من الصِّغَرِ
كي ترتقي أمَّةُ الإسلام مِن وَهَنٍ تعلو ذُرَا المجد بين الخَلق والبشَرِ
فلا نقولُ وَداعًا ؛ بل لِمَوعِدنا سِربٌ يُغَرِّدُ ، أو يشدو على الوَتَرِ
*ومما رُثي به الأستاذ وليد أيضًا: ما قال فيه د. أبو أسامة السامرائي، من قصيدة بعنوان: "في رثاء شاعر الإسلام وليد الأعظمي؛ أمير الأدباء":
أخفي لـواعج شـوق زاد من كربي وأسـكـن القلب في صرح من اللهب
تفنى الـملوك مدى الأزمـان لاهية وسـادة الفكر في الأكوان كالشـهب
يسـمو الهمام على الأفلاك في شمم وسـاسـة القوم تعلي الزيف بالصخب
عذرا ولــيـدُ إذا ما كنتُ راثيكم فـما لمثـلـك إلا أنـت في الكرب
نشــأتَ نِدًّا لأهل البــغي قاطبة فـكـنتَ حقا أمـير الشـعر و الأدب
وصُغت من نسـمة الأسحار أغنية صَغَت لها الأذن الصـماء في طربِ
قد جئتك اليوم أبغي الوصل منتشيا فصـدَّني من لهـيب الهجر والحجب
هزهزت فيَّ قريــض الوجد أندبه فأحجم الحرف يبكي أســـطر الكتب
يســائل الشوق مني كل شاخصة فـهـمهم العجم والأســياد لم تجب
وســقت خيلا على الأيام أرجفها فأجـهـض العزم منـها غاية النصبِ
يا رافعا من نفـيـس القول رايتنا وعفت كــل بغيــض غير منتسب
ســارت بشعركمُ الركبان حادية وبـات مـغنى ذوي الأقلام والـخطب
لئـن قلا منكم الأهلون شـخصكم فـطـيـفـكم دام للأرواح كالـضرب
أعلنتم يوم صمت الناس شـدوكم فـوق المـنابر من تـغريدك الرطب
شـعاعكم في طريق البغي زوبعة غـنـت معاركها الأجـيال في طـرب
وكنتَ للجـيـل غيـثا أينما نزلوا ألبســـت قفرهم ثوبا من القـشـب
وكنت للصـيد في البيداء حاديهم فـصـرت تنعى مع الأطلال والـكثب
علَّمتَنا نـنـظم الأشـعار مؤمنة فـحـزت أجرك أضــعـافا بلا تعبِ
يا حاملا دعوة الإســلام صادقة تبلى الجســـوم وتـبقى عالي الرتب
لا يخجل الموت فالآجالُ تحكمه و حسبه المَدحُ لِلمُختارِ و النُّجُبِ
يا قـبر هلا عرفتَ اليوم ضَيفَكمُ فارفق بأضـلاعه المـفناة بالنوب
وافتح له روضة الجـنات ناضرة تســــارع الحور والولدان بالطلب
من صارع الظلم بالتوحـيد يعلنه ســــيفا يجز رقاب المكر والكذب
أفنى الحياة بدين الحق يشـدو وقد شــابت ليالي الأسى والقلب لم يشب
لا تنحني الهام فالـمـختار قائدها يـبـني رجال التقى بالـمنهج العذب
غاياتنا في رضى الرحمن دائـرة وفي هدى المصطفى نسمو على السحب
يرصــع الكون منا كل داعـية نجما علا سـائر الأفـلاك والنـخب
يا دعوة النور ما هبت نسـيمتكم إلا زها الروض في طيب وفي رغـب
مدي ذراع الهدى فالصدق شيمتنا و الصــبر عـدتنا والظـن لم يـخب
سينهض الجيل ما لانت عزيمتهم ويبــزغ الفجر للإســـلام والعرب
فإن مضى الأعظـمِيْ لله خالقه فـكـلـنـا لو صدقنا العـهد للطلب
*مما قيل فيه وفي شعره:
*قال العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي عن ديوانه "الشعاع":
"أن هذا الديوان (الشعاع) له نصيب من اسمه " فله من الشعاع وضوحه وإشراقه، وله منه ضوؤه وحرارته، كما أن له منه طهره واستقامته.. ويوم تدلهم الدنيا بظلمات الباطل، يتراكم بعضها فوق بعض، تصبح في حاجة إلى (أشعة) هادية تنير الطريق، وتبدد الدياجير، وهذا الديوان شعاع من هذه الأشعة التي تبعث الهدى والنور والحرارة".
*وقال الأستاذ نعمان عبد الرزاق السامرائي فيه:
"إن شاعرنا قد قذف بزوابعه في وجه الحكام العرب الذين استعبدوا بني جلدتهم ووقفوا في وجه نهضة الأمة وحضارتها".
*وقال فيه المحامي الأستاذ نور الدين الواعظ:
"هو شاعر الحقائق وليس بشاعر الشباب، كما اشتهر لأنه يتناول الحقائق بأسلوبه الأدبي الخاص، فيهز المشاعر، ويفجر العواطف، ويحلق بها في أجواء الإيمان الرحيبة".
*ويقول فيه الناقد د. جابر قميحة:
"وليد الأعظمي شاعر عراقي باعتبار المولد، ولكنه شاعر عربي إسلامي باعتبار العقيدة والمنهج والسلوك والواقع الذي يعيشه، وأدائه الفني فكراً ولغة ووجداناً، فهو كما وصفه بحق الدكتور يوسف القرضاوي: "شاعر الشعب يشدو له حين يفرح، ويبكي حين يأسى، ويزأر من أجله حين يُظلم، ويصرخ صراخ الحارس اليقظ إذا أهدرت حقوقه، أو ديس في حماه، وشعبه هم المسلمون في كل مكان، عرباً كانوا أم عجماً، بيضاً كانوا أو سوداً، رجالاً كانوا أم نساء، وهو أيضاً شاعر الإسلام، وكل شاعر حقيقي للشعب، لابد أن يكون شاعراً للإسلام، فالإسلام هو دين الشعب ومنهجه الذي ارتضاه الله له، وارتضاه هو لنفسه بمقتضى عقد الإيمان".
*وقال عنه د. محسن عبد الحميد: "ومن هنا فلا أبالغ إذا قلت بأنني أعد وليد الأعظمي أحد الشعراء الثلاثة في العصر الحديث: إقبال والأميري ووليد الذين انحازوا بشعرهم كله وبكيانهم كله إلى الحق والإسلام الأول من خلال شعر فلسفي ساطع، والثاني من منطلق خيال شعري رائع، والثالث من ومضات ألق عاطفي متأجج".
*وقال فيه الناقد الأديب الأستاذ أحمد الجدع: "... والأستاذ وليد نموذج للشاعر المسلم الملتزم بإسلامه المتحمس له الذائد عنه، المضحي في سبيله، وقد وسيلته إلى ذلك كله قلب مؤمن ومقول ناطق ... .
هذا ولقد أخلص شاعرنا للدعوة الإسلامية، وجهر بحبه لها ولرجالها، وثبت على هذا الحب رغمَ ما جرَّه عليه من متاعب، وقام يدعو الشباب المسلم إلى ضم صفوفه في جبهة واحدة، ودعاهم إلى الانضمام إلى الحركة الإسلامية المُتعاظمة في العالم الإسلامي، وأخذ بشعره يبين أهداف الحركة الإسلامية ويزين شعاراتها ... .
وهو لم يدع مناسبة إسلامية إلا وساهم فيها بشعره، دافع عن القضايا الإسلامية وحث الهمم على الجهاد في سبيلها؛ فلسطين، الحبشة الهند، الجزائر، كلها، وغيرها كثير تجدها في أشعار الأعظمي.
وهو إلى ذلك يبين سماحة الإسلام وعدله وعظمته، ودعا إلى تأييد الحركات الإسلامية، وأشاد بمبادئها، وحيا رجالها، ورثى شهداءها ...".
*وقال عنه الأستاذ بهجة الحديثي:
"كثير من شباب فلسطين المجاهدين يحفظون قصائد وليد الأعظمي، واتخذوا أبياته شعارات جهادية، وكتبوها على الجدران واللافتات، وكذلك في سورية واليمن والجزائر والمغرب وباكستان وإندونيسيا ...".
*كما قال فيه المستشار عبد الله العقيل:
"عاش وليد الأعظمي داعية من دعاة الإخوان المسلمين العراقيين، وشاعرًا من شعراء الإسلام المعاصرين، وسخَّر كل طاقاته وإمكاناته لخدمة الإسلام والمسلمين داخل العراق وخارجه، فكان يعيش قضايا الإسلام والمسلمين، ويتفاعل مع الأحداث، ويؤكِّد المعاني الإسلاميَّة وروابط الأخوة بين المسلمين، وأنهم جسد واحد، وأن بلاد المسلمين واحدة، فكان لا يُقيم وزنًا للحدود المصطنعة.
وكان يرى أنَّ المسلمين أُمَّة واحدة ربُّها واحد ونبيُّها واحد، وقِبْلَتُها واحدة، وهدفها واحد؛ هو العمل لمرضاة الله وتحقيق معنى العبوديَّة لله وحده.
عاش وليد الأعظمي قضايا أُمَّته الإسلاميَّة في أنحاء العالم الإسلامي كلها؛ وليس مختصًّا بقطر دون قطر، فالعراق والعالم العربي كله والعالم الإسلامي برمَّته هو شغله الشاغل، فهو يتحدَّث عن فلسطين، وكشمير، وقبرص، والفلبين، والشيشان، والجزائر، وزنجبار، وسائر الأقطار الإسلاميَّة التي نابتها النوب، وأرخى الظلم بسدوله عليها، والاستعمارُ قمَّة الظلم والظلام حيث حلَّ ويحلُّ، وشاعرنا الأعظمي كان له بالمرصاد، فلم يُهَادِنْ ظالمًا مستعمرًا جاء من وراء البحار، أو جاء بأمر من الاستعمار من أبناء الوطن، فكان يتصدَّى له شاعرنا، ويسوطه بسياط من القول حداد شداد، ويُلقي عليه حمم شعره، وشواظ نظمه.
لم يكن وليد الأعظمي شاعر الدعوة في العراق وحدها، بل كان بشعره يتخطَّى الحدود؛ ليكون على ألسنة أبناء الحركة الإسلاميَّة الذين أحبُّوه وأحبُّوا شعره، وكان الوقود الذي يشعل جذوة الإيمان في القلوب؛ ليهبَّ ذووها إلى ميادين العزِّ والفخار، وهم ينشدون مرَّة ويهتفون بها مرَّات.
إن الأخ الشاعر وليد الأعظمي لم تزده الأحداث ولا تعاقب الأيام إلا إصراراً على التمسك بالحق والدعوة إلى الحق، والصبر على الأذى في سبيل الحق واحتساب ذلك عند الله عز وجل. وهو لم يتلون مع المتلونين، ولم يخضع للسلاطين، وظل شاهراً سيفه ينافح عن الإسلام ديناً والمسلمين أمة في أي صقع من أصقاع الأرض وجدوا، تؤرقه مشكلاتهم، ويتألم لمعاناتهم، ويستنهض الهمم لنجدتهم، والوقوف إلى جانبهم".
*قال فيه المؤرخ الأستاذ محمد خير رمضان يوسف: "... ، ونشر قصائده المحلقة في مجلات العالم الإسلامي، وأخلص للدعوة الإسلامية وجهر بحبه لها ولرجالها، ونظم للشباب قصائد حماسية بالغة التأثير، يدعوهم فيها إلى الانضمام إلى الحركة الإسلامية المتعاظمة في العالم الإسلامي، ودافع فيها عن القضايا الإسلامية، وحث على الجهاد، وبين جمال الإسلام وسماحته وعدله وعظمته".
*وقال عن شعره الأستاذ مسعد خيري:
"والمتتبع لشعر وليد الأعظمي لن يجد فيه غزلاً في امرأة ولا مدحاً لرجل، أو هجاءً شخصياً إلا ما كان يقذفه من حمم وزوابع في وجه الطغاة والظالمين والمتكبرين في الأرض.
وشعره هو صورة صادقة كما ألمحنا لآلام وآمال أمته الإسلامية، وعلى العموم فإن شعر وليد الأعظمي يمثل انتفاضة روح مؤمن راغب في الله ، وأشواق قلب طاهر غيور على عقيدته، غيور على دينه، غيور على امته، وألحان وفاءٍ لفكرة باعها نفسه ووقف عليها إحساساته ومشاعره".
*وقلت عنه في كتابي المخطوط "أبرز الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين":
"الشاعر وليد الأعظمي شاعر إسلامي كبير، طبقت شهرته الآفاق، وغَنّى بشعره وأنشد كبار وأشهر المنشدين أمثال أحمد بربور وأبي الجود السرميني من سورية، وسواهما.
شعره سلس عذب سهل طلي، مُفعم بالصدق والإخلاص للدين الإسلامي الحنيف وقضاياه؛ فشعره المُنبعث من إيمانه نور يُضيء الطريق لبغاة الحق والخير، وفي الوقت نفسه هو نار على البغاة المعتدين من أعداء الإسلام؛ من الملحدين والعلمانيين وأذنابهم".
*مما كتب فيه وعنه من الرسائل والكتب:
1- "وليد الأعظمي: حياته وشعره". رسالة ماجستير لسحر عبد الجبار الشريقي، قدمت إلى "كلية العلوم الإسلامية جامعة بغداد" عام 2002م.
2- "وليد الأعظمي: حياته وشعره". ماجستير أيضا لناجي محمد ناجي السوري، قدمت إلى "جامعة الجزيرة" بالسودان.
3- "شاعر الشباب المسلم وليد الأعظمي". لأنور أحمد العاني "خ".
*مؤلفاته: لوليد مؤلفات كثيرة شعرية ونثرية منها:
1- "أبطال من الأنصار"12ج. 2- "شعراء الرسول". 3- "المعجزات المحمدية". 4- "جمهرة الخطاطين البغداديين".
5- "السيف اليماني في نحر الأصفهاني"، نقد علمي لكتاب الأغاني وصاحبه أبي الفرج الرافضي الكذاب الذي شوه التاريخ الإسلامي عامة وسيرة هارون الرشيد خاصة. 6- "تاريخ الأعظمية".
7- "الخمينية وريثة الحركات الحاقدة والأفكار الفاسدة".
8- "أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران".
الأعظمي في كهولته
*أما دواوينه الشعرية فهي:
1- "الشعاع". 2- "الزوابع". 3- "أغاني المعركة". 4- "نفحات قلب". 5- "قصائد وبنود".
ثم جُمِعت وصدرت في مجلد واحد كبير و 476 ص، باسم: "ديوان وليد الأعظمي - الأعمال الشعرية الكاملة"، عن "دار القلم - دمشق".
وطبع ديوانه الكبير المذكور في دار القلم بدمشق قبل وفاته بنحو أسبوعين بمساعي المستشار الأستاذ عبد الله العقيل، والأديب الكبير أبي أسامة الأستاذ عبد الله الطنطاوي، شفاه الله وعافاه.
وعُجِّل بإرسال نسخة إلى الشاعر وهو مريض فاطلع عليه وسُرَّ سُرورا عظيما بصدوره مطبوعا مجموعا بمجلد واحد؛ فمات قريرَ العين هانِيها.
هذا وقد لقي هذا الديوان إقبالا ورَوَاجًا كبيرين من القراء، وتلهَّفوا على اقتنائه وقراءته والاطلاع عليه؛ فطبع منه في عام واحد -"هو عام 2004م"- ثلاثَ طبعات متتابعة، وأكثر من 10 آلاف نسخة؟!
*وله آثار خطية في عدد من جوامع بغداد.
*تحقيقاته العلمية: وللأستاذ وليد عدد من التحقيقات العلمية لبعض الكتب التاريخية والأدبية والدواوين الشعرية، منها:
1- "ديوان عبد الغفار الأخرس ت 1290هـ".
2- "ديوان العُشاري" تحقيق بالمشاركة. 3- "ديوان عبد الرحمن السويدي ت 1200هـ "، (بالاشتراك مع أ. عماد عبد السلام رؤوف).
4- "عقود الجمان في محاسن شعراء الزمان للموصلي". بالاشتراك.
نموذج من خط الأعظمي العادي
معرفتي لشعر وليد - الشريطان
عرفتُ شعر وليد قبل أن أعرف شخصيته؛ فقد سمعت المنشد الإسلامي الشيخ أحمد بربور الريحاوي في: أ- شريط له "أصفر": وهو يُدَنْدِنُ بقصيدتيه "شباب الجيل للإسلام عودوا"، و"عصفت بوجه الكافر المسعور" وأنا طفل لم أتجاوز الحادية عشرة، وكنا نعيش شرقيَّ منبج في قرية "الحية الصغيرة"- كما ذكرت من قبل في بحث الحاج أحمد البربور رحمه الله - لدى بني عَصِيد، حيث كان والدي يعمل شُرطِيًّا خَيَّالًا فيها.
*ثم سمعت له قصائد بربورية أكثر من: ب- "شريط سانيو" أخضر ذي تسعين دقيقة؛ في قرية "أبي كهف" جنوبِيَّ منبج بعد ما انتقلنا مع والدي إليها ليعمل في مخفرها، وكان أهلها من قبيلة "الحُذَيفات" أقرباء قرية "أبو منديل" قرية أستاذنا الشيخ عبد الرزاق الكالو ذكره الله بخير.
*فقد سمعت له في ذلك الشريط قصائد "شريعة الله للإصلاح عنوان"، و"إنا لنهتف والرسول زعيمنا"، و"فوق المنابر يا بلابل غردي"، و"شهد العدو بعزتي وتمنعي"، و"شكوى وأنين" ومنها:
عَتبتُ و لا عتابَ العاتبينا على شُبَّاننا المُتَامْرِكِينا
و"شباب الجيل"، و"عصفت بوجه الكافر المسعور" مرة أخرى، وغيرها.
ج- شريط ثالث: ثم بعد ذهابي إلى الإمارات سنة 1992م اقتنيت شريطا آخر للمنشد الحاج أحمد بربور اشتريته من "جمعية الإصلاح"؛ ومما أذكره مما كان فيه لوليد الأعظمي: قصيدة "إلى الشباب"، ومنها:
كُن رابِطَ الجأشِ وارفع رايَةَ الأمَلِ و سر إلى الله في جِدًّ بلا هَزَلِ
نحنُ الشبابُ ، و دِينُ الله عُمدَتُه على الشبيبةِ عند الحادِث الجَلَلِ
و"شريعة الله للإصلاح عنوان"، وغيرهما، وكلمة للشيخ عبد الله علوان رحمه الله.
*ديواناه في "دار الأرقم": وفي نحو سنة 1983- 1984م عرفت ديواني الأستاذ وليد الأعظمي الرائعين "الزوابع" و"أغاني المعركة" فقد كنت مع بعض الزملاء "المشاغبين" - كالشيخ: "ف ع" من السفيرة- الذين يحبون الإخوان المسلمين الرائعين الصادقين "الإرهابيين" المُشَيطَنِين هذه السنوات من بعض شياطين "العرب المسلمين".
عرفت دِيوانَيه ذَيْنِكَ من شرائهما من "مكتبة التراث الإسلامي" في "أقيول - حلب" للشيخ الفاضل الرائع الأستاذ عمر زيتوني "رحمه الله" - وابنه كذلك- الذي كان يحب طلاب العلم كثيرا ويُشفِق عليهم ويُراعيهم في أسعار الكتب، ويبيعهم بِالدَّيْن أحيانا! طيَّب الله ثراه.
*ومما أذكره ولا أنساه جملة "حَذَفَهُ الرَّقِيبُ" ونقاطًا مكان بيت الشعر المحذوف؛ فكنا نقلق كثيرا من هذه الجملة في كلا الديوانين لكن في ديوان الزوابع أكثر من ديوان أغاني المعركة.
وهذا الحذف يذكرني بقصيدة "بنات الشاعر" للشاعر المنبجي الكبير عمر أبو ريشة رحمه الله، التي يرثي فيها الأخطلَ الصغير؛ ففيها حذف الرقيب أبياتا مهمة يتهجم فيها على حكامنا "العرب؛ أصحاب السمو والسعادة والجلالة" بعد قمة الرباط البائسة عقب حرق المسجد الأقصى والتي لم تُقدِّم ولم تُؤخر في ردع دويلة الكيان الصهيوني.
*ومِن تلك الأبيات الصادقة في أولئك الحكام - غير الأجِلَّاء- قول الشاعر الكبير عمر أبي ريشة عنهم لله دَرُّه!
يا لَلرِّئاساتِ كم أغرَتْ مَناصِبُها وكم كِبارٍ على إغرائها صَغُرُوا
نامُوا على بَهرَج الدنيا و ما علِموا أنَّ الفَراشَ على المصباح يَنَتَحِرُ
إن خُوطِبوا كذبُوا او طُولِبُوا غَضِبُوا
أو حُورِبوا هَرَبوا او صُوحِبُوا غَدَرُوا
خافُوا على العار أن يُمحى فكانَ لهم على الرباط لدعم العار مُؤتَمَرُ
على أرائكهم ، سُبحانَ خالِقِهم! عاشُوا وما شعروا ماتوا وما قُبِرُوا
*مجادلة بيني وبين مديرنا أحمد عيسى بسبب قصيدة لوليد الأعظمي؟!
في يوم من أيام سنة 1984 أو 1985م حملت ديوان "الزوابع" للأستاذ الأعظمي وصعدت الدرج وذهبت إلى مكتب مديرنا "مدير دار الأرقم الشرعية - بمنبج" الأستاذ أحمد عيسى في الطابق الأول قبل مطعم المدرسة- ولم أكن أعرفه شَبِّيحًا مُواليا لحزب البعث الفاجر ولقائده حافظ أسد، ثم ابنه بشارون- دخلت عليه وبعد السلام طلبت منه أن ألقي قصيدة عن الهجرة النبوية؛ إذ كان الوقت حينها قريبا من ذكراها في مُحَرَّم.
كانت القصيدة للأستاذ وليد الأعظمي وعنوانها "وحي الهجرة" ومطلعها:
هي الحياة فلا يغررك ما فيها من الزخارف واحذر من دواهيها
والقصيدة تقع في (41) بيتا، اخترت منها (18) بيتا تتعلق بالهجرة،
وعرضتها على مديرنا ذاك فرفض؛ فناقشته عن السبب في رفضها فلم يذكر شيئا معقولا؟! حاولت مرات فكان رفضه قاطعا، فخرجت خائبا مكسور الخاطر، غير مقتنع بسبب منعي من إلقاء تلك القصيدة.
*موقفٌ آخَرُ مُخزٍ للمدير نفسه: "أبو الجود وأشباهه ليس عندهم روح"؟! وهذا يذكرني بموقف آخر مُخْزٍ لمديرنا نفسه ليس بعيدا عن موضوعنا، وهو "الشعراء والمنشدون الإسلاميون"؛ فقد بقيت في إحدى العطلات الصيفية في "مدرستنا دار الأرقم" لتعليم القرآن الكريم في دورة صيفية له، وفي يوم من الأيام كنت أستمع شريطا لأبي الجود السرميني أو أبي دجانة، كما تربينا وتعلمنا من أستاذنا العلامة الشيخ حمزة عبد الله الويسي الذي كان يعشقهما وهو موجه في مدرستنا يكرر إسماعنا أشرطتهما كثيرا في الفرص وخارج الدروس والمُطالعة طبعا.
وبينما كنت أستمع لذلك الشريط وإذا بمديرنا يدخل فجأة علي ويقول: "يا ابني هؤلاء ليس عندهم روح"؟؟!!
فانظروا يا رعاكم الله! الروح توجد عند الشبيحة علماء السلاطين الظلمة البعثيين أمثال أحمد عيسى، ولا توجد عند أبي الجود وأبي دجانة والبربور والترمذي وأبي مازن وأضرابهم؟! لا لشيء إلا لأنهم من الإخوان (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون).
*بُغض العُثمانيين والإخوان؟!!
وبهذه المناسبة فإن نظام "حزب البعث" الفاجر البائس الغادر عندنا يُحَيِّرُني كثيرا منذُ كنتُ شابًّا يافعًا غضَّ الإهاب غضيرَ الشباب في أمرين لم أجد لهما تفسيرا إلى الآن -"ومن وجد تفسيرا لهما فليدلني عليه"- :
أولهما: بُغض العُثْمَانِيِّين ومُحاربتهم وتشويه صورتهم - في وسائل الإعلام المختلفة وفي كتب التاريخ- وذكر مثالبهم الصحيحة القليلة والمختلقة والضعيفة الكثيرة، وكتم محاسنهم وإيجابياتهم.
ثانيهما: بغض جماعة الإخوان المسلمين وشيطنتهم، حتى إنهم أضافوا إلى شعار حزب البعث الكافر بعد الثمانينات عبارة: عهدنا أن نتصدى لللصهيونية والإمبريالية وعصابات الإخوان المسلمين العميلة"؟!
كما نشروا كتابا في الثمانينات في 4 ج وأجبروا الناس على شرائه عنوانه: "الإخوان المسلمون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود"؟!
ثم بعد نحو سنة أو أقل سحبوه لأنه أعطى نتيجة عكسية بتوعية الناس ولفت نظرهم إلى البحث عن الإخوان والقراءة عنهم أكثر، ثم محبتهم!
*دواوين الأستاذ وليد الأعظمي - كما ذكرنا من قبل- هي خمسة:
1- الشعاع. 2- الزوابع. 3- أغاني المعركة. 4- نفحات قلب. 5- ديوان قصائد وبنود.
وقد جمعت خمستها في ديوان واحد وصدرت باسم "ديوان وليد الأعظمي؛ الأعمال الشعرية الكاملة" بتقديم صديق الشاعر المستشار عبد الله العقيل، في 476ص، ط 1، دار القلم دمشق، 2004م.
ولما لم أجد ديوانه الكبير هذا على الشابكة منذ 3 سنوات، صورته نسخًا من أخينا أبي حفص عمر عبسو، جزاه الله خيرا.
وأهم دواوينه - في الحقيقة- الثلاثة الأُوَل.
*أهم موضوعات شعره: 1- الدعوة إلى تحكيم شريعة الإسلام، ونبذ القوانين البشرية الكافرة المستوردة. 2- التركيز على الشباب الإسلامي، والحركة الإسلامية. 3- فضح الإلحاد والملحدين وتعرية منهجهم.
4- الدعوة إلى الاقتداء برسول الله والتمسك بسنته، ونبذ البدع والمعاصي.
5- التركيز على العقيدة الإسلامية الصحيحة، والدعوة إلى التمسك بها والعض عليها. 6- محاربة الظلم والظالمين والثورة عليهم وعلى الفساد والفاسدين، والرشوة والمحسوبية ودور الزنى والخمر، والمواخير ... .
7- وقوفه مع قضايا أمته الإسلامية؛ ولا سيما قضية القدس وفلسطين، وانشغاله بهموم العالم الإسلامي.
8- تقدير المرأة المسلمة قدرها ومعرفة مكانتها المتميزة والمهمة في المجتمع الإسلامي، ودعوتها إلى الاعتزاز بإسلامها والتمسك به، وبزيها الإسلامي "الحجاب"، والسير في طريق الإيمان، ونبذ الصيحات المتنكبة عن سبيل ربها ودينه الحنيف.
9- رثاء بعض الشخصيات الإسلامية والعلمية والخطاطين: كشيخه العلامة محمد محمود الصواف، ود. ناجي معروف، والعلامة الشيخ سعيد حَوَّا، وأستاذه الخطاط الكبير هاشم البغدادي، ... .
10- مدح بعض الشخصيات العلمية والإسلامية: كاللواء الربَّاني الركن محمود شيث خطاب، والشيخ عبد المنعم العزي "محمد أحمد الراشد"... .
11- انتقاد ظاهرة التلفظ بالكفر بسب الذات الإلهية والسكوت عنها بدعوى حرية التعبير، بينما تغيب هذه الحرية حينما يسب الملك أو الرئيس فيعاقب صاحبها ويقاد إلى السجن؟!
يُقاد للسجن إن سبَّ المليكَ وإن سبَّ الإلَهَ فإن الناسَ أحرارُ
12- الإشادة ببناء بعض المساجد، وتخريج بعض طلاب الجامعات والمعاهد الإسلامية، أو افتتاح بعض المكتبات.
*أواخر شعره:
أ- هجاؤه لِحُكّام العرب، ولأمريكا والكيان اليهودي الصهيوني الغاصب، والغرب الحانقين على الإسلام وأهله؛ في قصيدة "صدى البردة" التي ألقيت في (مهرجان البردة) بمدينة "الموصل" الحَدْبَاء في آب 2002م، وهي من (البحر البسيط) ومطلعها:
للمصطفى في نفوس الخلق تبجيل و هيبة زانها ذكر ، و تهليل
*ثم يقول منها:
العز والمجد للساعين إن صدقوا و كان عندهم - للخير- تفضيل
لا للألى ضيعوا أمجادهم سفها و نالهم ثم إذلال ، و تذليل
الرقص لا يُرجع الأوطانَ إن سُلبت و لا هُتافٌ ، و تزمير و تطبيلُ
و"السادة الصِّيدُ" أخزتنا مَواقِفُهم فكل أقوالهم كِذْبٌ و تضليلُ
تدورُ أعينُهم مِن خوفهم جَزَعًا كأنَّ أعينهم - عن حقهم- حُولُ
في كلِّ مؤتمرٍ تبدو مُبادرة فيها لشُبَّاننا - الأبطالِ- تخذيلُ
يُقَرِّرون ، و يحتجُّون لاهيةً قلوبُهمْ ؛ فَهْيَ أدوارٌ و تمثيلُ
لا ينبسون بحرفٍ فيه بارقةٌ مِنَ الصمود ليستقوي بها الجيلُ
يخشون بوشا ولا يخشون خالقهم وهالهم من حشود الغرب تهويل
يُهرولون ليرضى بوشُ سيِّدهمْ عنهمْ ويشْكُرَهمْ مُوشي ورابيلُ
يُصًافِحُون البُغَاةَ الظالمينَ عسَى يَكونُ ثَمَّةَ - لِلأعتاب - تَقْبِيلُ
لا نرتجي منهمُ خيرا و منفعة يوم الكريهة لا تُجدي الأقاويلُ
و لا تردُّ - أذى أعدائنا- صورٌ و لا تردُّ الصواريخَ التماثيلُ
نُريد عزما وإخلاصا وتضحيةً من الجيوش لنا - في ذاكَ- تأميلُ
شُعوبنا أصبحت لا ترتجي أمَلًا مِمَّا يُقَرِّرُه "الصِّيدُ البَهاليلُ"؟!
فما وجدنا أخا عزم يقود وَغًى و إنَّما هُم فُقَاعاتٌ يَعَالِيلُ!!
همُ الأسُودُ على أبناء أُمَّتهمْ و عند شارون أقزامٌ مهازيلُ
قد انكشفتم ، بدت سوءاتُكُمْ عَلَنًا لِلنَّاظِرينَ ، و لم تُجْدِ السَّرَاوِيلُ
تَلَوَّثَت بِالوَنَى و الذُّلِّ سُمْعَتُكُم فالروحُ واهِنَةٌ ، و العزمُ مَفْلُولُ
مِيَاهُ دِجْلَةَ لا تَكْفِي تُطَهِّرُكمْ و لا الفُرَاتُ يُنَقِّيها ، و لا النِّيلُ
لا يسترُ اللهُ كَذَّابًا و مُؤتَزِرًا بِالإفك لن تستُرَ الشمسَ الغَرَابِيلُ
كفى خِداعًا كفى غِشًّا كفى ضَحِكًا على الشعوب ؛ فللأحوال تحويلُ
شَوَّهْتُمُو - بِالوَنَى- تاريخَ أمَّتِنَا بِوَجْهِ أمتنا - أنتُم - ثَآلِيلُ
مَزَّقْتُمُونا ، و كنا أمة وسَطًا بدرب وحدتنا - أنتم - عراقيلُ
أعداؤنا وضعوا هذي الحُدُودَ لنا وهمية و جرى في ذاك تدويلُ
وهذه خطط الأعداءِ قد وضحتْ منها الخَفَايَا ، وما تحوي التحاليلُ
و لليهودِ أفانينٌ ، و مقدرة على الفساد ، و تحريمٌ و تحليلُ
والغربُ لا تعرف الدنيا له قِيَمًا ولا له موقف - بالعدل- مسؤولُ
و عنده للهوى و الظلم أقيِسَةٌ شَتَّى ، وللعدل قد قامت مَكَايِيلُ
للظالم المُعتدي ، يُبدي مَوَدَّتَهُ تَنهالُ مِنه إعاناتٌ و تَمْوِيلُ
و للمساكين ؛ من أبناء أمتنا سَجْنٌ، وقتل، و تعذيب، وتنكيلُ
هذا ضلال وإجحاف ومظلمة عيسى تَبَرَّأ منه ، و الأناجيلُ
واللهُ بَشَّرنا بالنصر إن صدقت نِيَّاتُنا ، وأتى - في ذاك - تنزيلُ
"ديوانه: 438- 442". آب/2002م
ب- هجاؤه لِصَدَّام حُسين:
هذا وقد هجا الأعظمي طاغية العراق الأسبق "صدام حسين" في نيسان/ 2003م في قصيدة له بعنوان: "رغم المظالم"، من (البحر الكامل)، ومنها:
رغم المظالم زُلْتَ يا صَدَّامُ! و عليكَ مِن غَضَبِ الإلَهِ رُكَامُ
و مَضَيتَ لا أسَفًا عليك و إنما يحويك - في قعر الجحيم - أثامُ
لَوَّثْتَ بِالإجرام وَجهَ بِلادِنا فَبَدَا عليه - مِنَ الفَسادِ- سِخَامُ
حتى صلاتُك لم تكن عن نِيَّةٍ حُسنى ؛ فلا صدق ولا إحرام
وبلا وُضوءٍ قد ركعتَ مُصَلِّيًا (لِلكامِرات) ، يَبُثُّها الإعلام
ماذا نُعَدِّدُ ؟ مِن مخازيك التي ضاقت بها الأعداد و الأرقامُ
وبكشف ما صنعت يداك من الأذى يتكفل التاريخ ، و الأيام
ما كنت إلا قائدا لعصابة وحشية ، أهدافها الإجرامُ
لاقَوا هواك وأنت أجرمُ مِنهمُ و لهم على نشر الأذى إقدامُ
كذبوا عليك وأنت أكذب منهمُ وعلى صُرُوح الكِذْبِ قُمتَ وقامُوا
نشؤوا بأحضان الخَنَا وتَرَعْرَعُوا بِالمُوبِقَات ؛ لأنهم أزلامُ
ويرون أنفسهم رجالاتِ الحِمَى لكنهم - عند الوغى - أقزام
أعوام سوء قد سَلَخْنَاها على مَضَضٍ وبُؤسٍ، بِئْسَتِ الأعْوامُ
نُمسي ونُصبح والمَشانِقُ حَولَنا نُصِبَت ؛ فلا نَقْضٌ ولا إبرامُ
يَقضي بها اللُّقَطَاءُ حَسْبَ مِزاجِهم ومَضَت علينا - تِلْكُمُ - الأحْكامُ
"ديوانه: 443- 444". نيسان/2003م
ج- من أواخر قصائده قصيدة "عاهدت ربي": وقد ألقيت في الاحتفال الكبير في "جامع الإمام الأعظم - الموصل" شمال العراق بمناسبة المولد النبوي، ونقلتها بعض القنوات الفضائية آنذاك، وقد ألقِيَت عنه بسبب مرضه، في آذار/2003م، وهي من بحر (الكامل) ومنها:
عاهدتُ ربي أن أظلَّ مُجاهـدا أشـدو بميلاد النبي قصـائدا
أدعو الأنام بها إلى سبل الهدى مستنهضا منهم شعورًا خامدا
وأبث في روح الشباب عـزيمة تُذكـي بأعمـاق القلـوب مواقدا
لتقـوم تجتث الفـساد بهمة يَبقى لهـيبُ ضِرامها مُتصاعدا
يشوي الوُجوهَ من العِدى ويَسُوؤُهم و يُغيظهم و يَفُلُّ مِنهم ساعِدا
و أردُّ كيدَ المُعتدينَ بنحرهم و بها أقيم على الجُناة الشاهِدا
لا شيءَ كالإيمان يبعث همة لا شيء كالإيمان يبعث راقِدا
لا نرتقي إن لم تكن عَزَمَاتُنا عند الشدائد ، لا تهاب شدائدا
لا تنهض الأوطان إن لم نجتمع ونكن على الأعداء صفا واحدا
عارٌ على الزعماء إن هم أصبحوا مُتدابرين ؛ تباغُضًا وتَحَاسُدا!
إن الزعيم المرتجى ذاك الذي يمضي عن الحُرُمات فينا ذائدا
ذاك الذي يلوي أعِنَّةَ خصمِه قسرا ، و يغدوا للكتائب قائدا
و يردُّ - باسم الله - كيدَ المُعتدي مهما تراءى ؛ جامعا أو حاشِدا
نحن الألى باسم العقيدة نبتغي نصرا نفوز به ، و عزا خالدا
و براية القرآن ؛ تخفق فوقنا نمضي أشَدَّ عزائما و سواعِدا
وشِعارُنا في "الأعظمية" قد غدا و شعارنا في "الكاظمية" واحدا
و عقيدة التوحيد تدعونا إلى رَصِّ الصُّفوف تماسُكًا وتعاضُدا
نمضي على السمحاء شِرعَةِ أحمدٍ فاضت علينا أنعُمًا ، و مَحامِدا
هي شرعة الله التي أنوارها كانت مصادِرَ لِلهَنا ، و مَوارِدا
هيهاتَ ينهضُ أو يُحاوِلُ نهضةً مَن بات عن حق الأخُوَّةِ سامِدا
و يُجامِلُ الأعداءَ ؛ في آرائه ضعفًا و تَرْضِيَةً ، و ذُلًّا زائدا؟!
و يُقيمُ - لِلمُستعمِرينَ - مَآدِبًا وموائدًا - بالطيبات - موائدا !!
خاب الذي يرجو الموَدَّةَ مِنهمُ أو يبتغي - فيهم- شريفًا ماجِدا
أتُصافِحون يَدًا أذاها نالَكُم؟! أتصافحون عقارِبًا ، و أسَاوِدَا؟!
يا سيدَ الرُّسُلِ الكِرامِ تَحِيَّةً! في يوم مولدكم أغيظُ بها عِدَى
اللهُ أرسَلَكُم - بشيرًا- بِالهُدى للمؤمنين -الصالحين- وشاهدا
بِتنا نُعاني في الحياة مصائِبًا بِالمُهلِكاتِ ؛ بَوَارِقًا و رَوَاعِدا
هذي نهايةُ من تجبَّرَ ظالِمًا ومضى يَعَضُّ أقارِبًا و أباعِدا
و الظلمُ مرتَعُه وَخِيمٌ ماحِقٌ فليعتبِرْ مَن كان - منا- راشِد
"ديوانه: 445- 447". مايس/2003م
د- آخر قصائده على الإطلاق قصيدة "أيها الراشد في أفكاره": وهي التي ألقيت في الاحتفال الكبير الذي أقيم بمناسبة عودة الداعية الإسلامي الكبير "عبد المنعم العزي؛ محمد أحمد الراشد" ابنِ الأعظمية البارِّ عصر الخميس في 31/7/2003م، وهي من (بحر الرمل)، ومنها:
مَرْحَبًا بِالعائِدِ (ابْنِ الأعْظَمِيَّةْ) حَفْلُنَا هَذا - لِلُقْيَاكُمْ - تَحِيَّةْ
هذهِ الأوجُهُ بِالبُشْرَى زَهَتْ بَاسِمَاتٍ ، تَعْتَرِيها الأرْيَحِيَّةْ
و قُلوبٌ عامِراتٌ بِالهُدَى نابِضَاتٍ ، بِسَجَايَاكُمْ حَفِيَّةْ
هاهِيَ - اليَومَ - تُحَيِّيكُم بِمَا جاشَ في الأعماقِ مِن صِدقٍ ونِيَّةْ
عُدْ إلى خَيْسِكَ يا لَيثَ الشَّرَى و ارْعَ أشْبَالَكَ أصحابَ الحَمِيَّةْ
كيف ننسى حَلَقاتِ العِلمِ في مَسْجِدٍ ضَمَّ (شبابَ الأعظمية)
و نَقُومُ الليلَ في أرْوِقَةٍ عِطْرُها يَعْبَقُ بِالرِّيحِ الزَّكِيَّة
و بِأسْحَارِ الليَالِي ؛ نَبتَغِي مِنَحًا - مِن عفوِ بارِينا- سَخِيَّةْ
أيُّهَا الرَّاشِدُ في أفكارِه ! إنَّما هَدْيُكَ - لِلنَّشْءِ - هَدِيَّةْ
جُدْ بِه و ارْوِ شَبابًا ظَمِئتْ مِنهُمُ أفْئِدَةٌ باتَتْ صَدِيَّةْ
صَدَّهَا عَن هَدْيِها طاغِيَةٌ لم يَجِد في نزْعَة العَدْلِ مَزِيَّةْ
هَمُّهُ أن يَسْجُدَ الشَّعْبُ لَهُ وله - في ذاكَ - سَعْيٌ و شَهِيَّة
كُلُّ فردٍ مِن ذَوِيه صَنَمٌ دُونَهُ العُزَّى ، عَزَاءً و بَلِيَّة !
ظَلَّ يَمحُو قِيَمًا كانتْ لنا عِصْمَةً مِن دَعَوَاتِ الجاهِلِيَّة
و يَبُثُّ الخِزْيَ و العَارَ الَّذي صارَ لِلأتْباعِ طَبْعًا و سَجِيَّة
كُلُّ جَبَّارٍ - و إنْ طالَ بِه عَهدُهُ - يَلْقَى هَوَانًا ، و رَزِيَّة
سُنَّةُ اللهِ التي تَمْضي بِنا وَفْقَ ما قَدَّرَ خَلَّاقُ البَرِيَّة
و الطُّغَاةُ الغُبْرُ لم يَنتَبِهُوا لِلمَصِيرِ المُرِّ بَعدَ العَنْجَهِيَّة
غَرَّهُم ما مَلَكُوا مِن نِعَمٍ و اسْتَبَاحُوا حُرُمَاتٍ قُدُسِيَّة!
أيها الغائبُ عنَّا زَمَنًا ! لَكَ - في أعماقنا- ذِكْرَى وَفِيَّة
يا أبَا عَمَّارِ يا رَمْزَ الإخَا ! عُدْ إلى صحبكَ يا ابنَ الأعظمية
يا أبا عمار يا رمز الوَفَا ! و التَّصَافِي، والمَعاني الأخَوِيَّة
بلدةُ النُّعْمانِ ، هذا صِيتُها سَمِعَ العالَمُ - بِالفَضْلِ - دَوِيَّة
بلدةٌ ؛ أيَّامُها زاهِرَةٌ و اللَّيَالِي - بِالتَّسِابِيح - مُضِيَّة
أبْدَتِ - اليَومَ- بِكُم أفْرَاحَها بَعدَ هَمٍّ ، و عَنَاءٍ ، و أذِيَّة
أرَجُ الإيمانِ في أرجائها عابِقًا يبعثُ في النفس الحَمِيَّة
و الأمَانِي - لِسَنَاها - ألَقٌ يجعلُ النفسَ بِما تَلْقَى رَضِيَّة
حَقِّقِ الإيمانَ في شُبَّانها و اتَّخِذْهُم - لِلمُهِمَّاتِ - رَبِيَّة
فَهُمُ الأبْطَالُ عِندَ المُلتَقى ساعَةَ الرَّوْعِ بِرُوحٍ خَزْرَجِيَّة
و بِهم شَوقٌ و تَوقٌ جامِحٌ لِأحاديثِكَ يا صافِي الطَّوِيَّة!
نَبْعُكَ الفَيَّاضُ يَجْرِي سَلْسَلًا تَسْتَقِي مِنهُ العُقولُ العَبْقَرِيَّة
و بِرَّيَّاهُ ؛ قلوبٌ أصبَحَتْ رَوْضَةً غَنَّاءَ - بِالطَّلِّ - نَدِيَّة
و كِتاباتُكَ أحْيَتْ أنْفُسًا كادَ يُفْنِيها ضَبَابُ العُنْصُرِيَّة
"ديوانه: 465- 468". تموز/ 2003م
*أشهر من غنى وأنشد لوليد؛ هم:
1- المنشد الإسلامي الكبير أحمد بربور، رحمه الله، وقد تقدم أهم ما أنشده للأستاذ الأعظمي.
2- المنشد الإسلامي الكبير أبو الجود محمد منذر سرميني: أنشد له قصيدة "دعائم" وتتكلم عن "أسس دعوة الإخوان المسلمين"، وهي من (الكامل):
هـذي دعــائم دعـوة قـدسـيـةٍ كُـتـب الخـلـود لها مدى الأزمـان
هــذي مبـادئنا التـي نسـعى لها فــي حـالـة الإسـرار و الإعـلان
الله غــايتـنـا وهــل مـن غــايــة أسمى وأغلى من رضى الرحمن؟!
وزعـيم دعـوتنا الرسول وما لنا غـير الـرسـول محمدٍ من ثان
دسـتـورنـا القـرآن وهـو منـزل و العــدل كـل العـدل في القرآن
وسبيــل دعــوتنـا الجـهاد و إنه إن ضاع ضاعـت حرمة الأوطان
والمـوت أمنية الدعـاة فهـل ترى؟ ركـنـا يـعـاب بهــذه الاركـان؟
3- الملحن الكبير والمنشد الأستاذ صبري مدلل رحمه الله، وأنشد من تلحينه له: "يا جنود الرحمن؛ شَعَّ نورُ الإسلام"، من (الخفيف) ومنها:
شَعَّ نُورُ الإسلامِ في كل صَوبِ مِن جديدٍ به الحَوادِثُ تُنْبِي
حيثُ مِن نورهِ انجَلى كُلُّ كَربِ و تعالى الدعاءُ من كل قلبِ
رَبِّ رُحماكَ! رُحماكَ رَبِّي!
إنَّ دِينَ الإسلامِ دينُ أُخُوَّةْ دينُ عِزٍّ و سُؤْدُدٍ ، دينُ فُتُوَّةْ
دِينُ عَدلٍ ، و دِينُ حَقٍ و قُوَّةْ بِسِلاحِ الإيمانِ ، يَلْقَى عَدُوَّهْ
ثُمَّ يُردِيهِ ، قبلَ طَعْنٍ و ضَربِ
بِاتِّبَاعِ الرسُولِ سادَ الأوَائِلْ و بِهَدْيِ القرآنِ سارُوا جَحَافِلْ
بسلاح الإيمانِ ، لا بِالقَنَابِلْ بِهُداهُمْ قد أزْهَقُوا كُلَّ باطِلْ
بهداهم قد ذَلَّلُوا كُلَّ صَعبِ
4- المنشد والفنان الكبير حسن حفار الحلبي رحمه الله، أنشد له: "يا جنود الرحمن؛ شع نور الإسلام" السابقة نفسها.
5- المنشد المحب الرائع محيي الدين الأحمد العمر السفراني رحمه الله، ومما أنشده للأستاذ وليد قصيدة"الجوهرة" الرائعة، من (المُتدارك)، ومنها:
المَجْدُ بِيَومِكَ مَوْلِدُهُ و الفَتْحُ بِكَ امْتَدَّتْ يَدُهُ
أحوال الخلق إذا اضطربت فالموقف أنت (محمده)
و الهمّة أنت محركها عزمًا يزداد توقده
و النهضة منك بواعثها راحت للشمل توحّده
يا خير الخلق و سيّدهم ! مالي و نداك أعدّده ؟!
وبحور الشعر و ما وسعت لتضيق بما لك أشهده
(فتداركني) شرف الذكرى بلطيف القول أقَصِّده
شِعرًا لأزُفّ به البشرى للخلق - بحبك - أنشِده
و الشاعر يدفعه نفح - من (روح القدس) - يؤيّده
عهد الرحمن ، و موثقه نص القرآن يخلده
(إنّا أعطيناك الكوثر) يحلو - للشارب - مورده
و هداك السمح له نور يهدي الضِّلِّيلَ ، و يُرشده
و حديثك عنوان التقوى كاللؤلؤ ، أنت مُنضّده
نمتصُّ الحكمة منه كما يمتصُّ - الشهدَ - مُشَهِّدُه
قرآن الله يبشّرنا بالنصر إذا نتعهّده
(و لقد يسّرنا القرآن للذكر) ؛ فأين مُجوّده ؟!
و شعاع الحق له وهج لظلام الكفر ، يبدّده
لا ينكره إلاّ الغاوي محسورُ الطرف ، و أرمده
تَخِذَ الدينارَ له ربًّا مِن دُونِ الخالق ؛ يعبده
محبوسٌ بين خزائنه فكأنّ المالَ يخلّده
و خيال الموت يلاحقه فيُقوِّمُه ، و يُقَعِّدُه
لرنين المال به شغف (سكرانُ اللحْظ ، مُعربده)
غِيَرُ الأيّام لها غِيرٌ لِحَصيفِ الرأيِ ، تُبَلِّدُهُ
و حطام الدنيا برّاق يُغري - المُتهالكَ - مَشْهَدُهُ
و مناصبها (كمناصبها) تعلو بالمرء ، و تخمده
دار لا يأمن ساكنها و بها أجل ؛ يتوعّده
بَيناكَ تراه بعافية و الناسُ - عليها - تحسده
أمسى ملحودًا في جدث (و بكاهُ ، و رَحّمَ عُوّده)
يغدو للدود بها نهبًا مَحرومُ الجاهِ ، و مُسعَدُه
و ببطن الأرض إذا نمنا يتساوى العبدُ ، و سيّده
فالكيّسُ من يحتاط لها و لِمَا يأتيه به غده
شرف الإنسان فضائله و غناه - الثرُّ - تعبّده
يومئذ يُعرَض مكشوفا مُبيضُّ الوجه ، و أسْوَدُه
(لا تخفى منكم خافيةٌ) مِن كلٍّ ؛ يُعرَفُ مَقصِدُه
(من يعمل سوءًا يجز به) يلقاه بما كسبت يده
(والعمل الصالح يرفعه) و مع الأبرار ، يُقيّده
و رسول الله (يصافحه) و يدافع عنه ، و يُسنده
مولاي إليكَ رفعت يدي سابغُ فضلك ، لا نجحده
مولاي عِبادُكَ في ضَنْكٍ ظُلمُ الكفّار ، يشدّده
والأقصى أمسى محزوناً يَبْكِيهِ الصَّخرُ ، و جَلْمَدُه
عرصات الطهر يحنّ لها قُوّامُ الليلِ ، و سُجّده
يستصرخُ مَن يدفع عنهُ كيدَ الأعداءِ ، و ينجده
طورًا (ريكارد) يُنَصِّرُه و (ابن غُوريُونَ) ؛ يُهَوّدُه
وتنادي القدسُ أبا حفصٍ و جبالُ القدسِ ، تردّده
ما كان المسلمُ خَوّاراً (مُوشِي) بالحرب ؛ يهدّده
"ديوانه: 307- 310". حزيران/1968م
6- المنشد الإسلامي الرائع الرقيق محمد أمين الترمذي، أمد الله في عمره، ومما أنشده "الجوهرة" للأستاذ وليد الأعظمي.
7- عبد الرؤوف حلاق: "شع نور الإسلام".
8- عبد الناصر حلاق: = = = .
9- فرقة "البراعم المؤمنة" الرائعة التابعة لجماعة الإخوان، أنشدت للأعظمي: قصيدة "الجوهرة".
10- فرقة "نداء وحداء" السعودية الشهيرة والرائعة، أنشدت له "نشيد الانتفاضة" الرائع، (بقرآني وإيماني)، وهي:
بِقُرآنِي و إيمَاني و تَكبيراتِ إخْوانِي
أهُزُّ الكافِرَ الجانِي و أحمِي مِنهُ أوطاني
عَواطِفُنا بَرَاكِينُ تثورُ و ما لَهَا حِينُ
و يُذكِي عَزْمَنا الدِّينُ إلى العَلْيَاءِ ، و الشَّانِ
لنا بِمُحَمَّدٍ مَثلُ و بِالأصْحَابِ نَتَّصِلُ
سَنَفعلُ مِثلَمَا فَعَلُوا بِبدرٍ يَومَ فُرقانِ
هُوَ الإسلامُ رافِعُنا و للأمجادِ دافِعُنا
غدًا تَدْوِي مَدافِعُنا تَدُكُّ مَعاقِلَ الجانِي
مِنَ المِحْرابِ نَنطَلِقُ و للخيرات نستبق
أسُودًا حِينَ نَنبَثِقُ لِنَدْحَرَ كُلَّ شَيْطانِ
*أكثر من أنشد له:
أما أكثر من أنشد وغنى لوليد - بلا منازع- فهو المنشد الإسلامي الكبير الحاج أحمد البربور رحمه الله؛ فقد أنشد له قصائد كثيرة، ومئات الأبيات من دواوينه الثلاثة "الشعاع" و"الزوابع" و"أغاني المعركة"، ومنها:
أ- "دستور": هي من (البحر الكامل)، ومطلعها:
إنا لنهتف و الرسول زعيمنا و كتاب ربك عندنا دُسْتُورُ
ب- "شباب الجيل"، من (البحر الوافر)، ومطلعها:
شباب الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه ، و بكم يَسُودُ
ج- "شريعة الله للإصلاح"، من (البحر البسيط)، مطلعها:
شريعة الله للإصلاح عُنوانُ و كُلُّ شيءٍ سِوى الإسلامِ خُسْرَانُ
د- "عصفت بوجه الكافر"، وهي من (الكامل)، مطلعها:
عَصَفَت بِوَجهِ الكافِرِ المَسْعُورِ شَعْوَاءُ تَرمِي بِاللَّظَى المَسْعُورِ
هـ- "شكوى وأنين"، وهي من (الوافر)، مطلعها:
ألا يا شعر هل لك أن تُعينا على الضرَّاء معمودا حزينا
ومنها:
عَتَبْتُ و لا عتابَ العاتِبِينَا على شُبَّاننا المُتَأمْرِكِينا
و- "إلى الشباب؛ كن رابط الجأش"، هي من (البسيط)، ومنها:
كُن رابطَ الجأشِ وارفع رايةَ الأملِ و سِرْ إلى اللهِ في جِدٍّ بِلا هَزَلِ
نحن الشباب و دين الله عمدته على الأخوة عند الحادث الجللِ
ز- "فوق المنابر"، هي من (البحر الكامل)، مطلعها:
"فوق المنابر يا بلابل غردي في مولد الذكرى وذِكرى المَولِدِ
ح- "ليلة القرآن؛ شهد العدو بعزتي وتمنعي"، من (الكامل)، مطلعها:
شَهِدَ العَدُوُّ بِعِزَّتِي و تَمَنُّعِي لا أرهَبُ الدُّنيا و قُرآنِي مَعِي
ط- "من مشرق الدنيا لأقصى المغرب"، من (الكامل)، مطلعها:
مِن مَشرِقِ الدنيا لأقصى المَغرِبِ رُوحٌ يَحِنُّ إلى تَعالِيمِ النَّبِيّ
*نماذج من قصائده التي أنشدها المنشد الإسلامي الكبير أحمد بربور رحمه الله، أو بعضها:
*قصيدة "شهد العدو بعزتي"، وهي من (البحر الكامل)، ومنها:
شَهِدَ العَدُوُّ بِعِزَّتِي ، و تَمَنُّعِي لا أرْهَبُ الدُّنيا و قُرآنِي مَعِي
هذي مَشاعِرُ كلِّ قلبٍ مُؤمنٍ و خَواطرٌ تَنْدَاحُ بَيْنَ الأضلُعِ
تُحْيِي المَوَاتَ مِنَ الشُّعورِ وتبعثُ الـ ـهِمَمَ الرُّقُودَ لَدَى النِّيَامِ الهُجَّعِ
و تُضِيءُ آفـاقَ الحَياةِ لِناشِئٍ حُلوِ البَرَاءةِ - بَعدُ - لم يتصنّعِ
سُبُحَاتُ فِكرٍ في الحَياةِ وكُنهِها ذكرى وتبصرةً تكونُ لمَن يَعِي
في كل أمـرٍ من أمُورِ حَياتِنا سِـرٌّ يَلوحُ ، و آيَـةٌ لِلمُبْدِعِ
يا مَن تُرِيدُ الخَيرَ دُونَكَ نَبعُهُ قـمْ روّ قلبكَ مِن نَمِيرِ المَنْبَعِ
واغسِلْ بهِ دَرَنَ الحَياةِ وخُبثَها و اسلُكْ سَبيلَ المُبصِرِ المُتَتَبِّعِ
إنَّ الرُّجُوعَ إلى الصوابِ فَضِيلةٌ والطَّيشُ كُلُّ الطَّيشِ إنْ لم تَرجِعِ
تَجِـدُ الحياةَ تَجانُسًا ، و تَفَاوُتًا كاللَّسْعِ و العَسَـلِ الشَّهِيِّ المُمْتِعِ
يَـا لَـيْلةَ القُـرآنِ ! رُدّينا إلى هَدْيِ الرسُولِ و وحِّدِينا واجمَعِي
وخُذِي بِأيدِي الصاعِدينَ بِهمَّةٍ قَعْساءَ ؛ لم تَجْبُنْ و لم تَتَزَعْزَعِ
هُزِّي الشَّبابَ و جَدِّدِي إيمانَهُ بِالنَّصْرِ رَغْمَ الباطِلِ المُتَجَمِّعِ
إسلامُنا كالطودِ يَضرِبُ في السما صُعُداً فما يُجدِي نَقِيقُ الضِّفدِعِ؟
كالبَحْـرِ؛ ليسَ له حُدودٌ تَنتَهِي أنَعَافُهُ ، و نَعُـودُ لِلمُسْتَنقَعِ ؟؟!
ما كانَ في الإسلامِ مِن رَجْعِيَّةٍ لِـيَـقُـومَ يَنعتُهُ بها غِرّ دَعِيّ
ما أنـزِلَ القرآنُ كي يُتلى على قبرٍ تَمدَّدَ فيهِ ميْتٌ لا يعِي
ما أنـزِلَ القرآنُ كيما تُقتنى مِنهُ التمَائمُ في صُدورِ الرُّضَّعِ
هذي القُشُور فلا تُـقِيـمُوا حُجَّةً - مِنها على إسلامِنا - لِلمُدَّعِي
ما أنـزِلَ القرآنُ إلا مَنهَجًـا للنـاسِ يَهدُفُ لِلنَّعِيمِ المُمْرِعِ
تُستَنْبَـطُ الأحكامُ مِن آياتهِ ويكُونُ لِلتشريعِ أفضلَ مَرجِعِ
عَزّ الجُدودُ بهِ فكانتْ نَهضةً جبَّارَةً قامتْ على أسمَى وَعِي
و رأوا عليهم واجباتٍ فاغتَدَوا صَبْرًا عليها بِالعَزيمةِ والسَّعِي
راجِعْ رَصِيدَكَ مِن تُقاكَ ولا تكُنْ في هذهِ الدنيا كَمِثلِ الرُّتَّعِ
تَحيَـا بِلا هَدَفٍ فتِلكَ خَسَارَةٌ مَعَها النَّدامَةُ في غَدٍ لم تنفَعِ
إنَّ التقدُّمَ لا يَكُونُ بِفِكـرَةٍ جَعلتْ من الإنسـانِ آلةَ مَصْنَعِ
*********
أمْسِ احتَفَـلْـنا بِالجِهاد و كُلُّنا يَشْتاقُ لِلصارُوخِ أو لِلمِدْفَعِ
و إذا المَدافِعُ دَمْدَمَتْ بِقَذائِفٍ شَعَرَ العَدُوُّ بِمَا أُرِيدُ و أدَّعِي
لا تُرجِعُ الحَقَّ المُضَامَ شِكَايَةٌ إنَّ الشكاوَى مِن صِفات الخُنَّعِ
هذِي فِلِسطينٌ ، و هذِي حالُها نَهْرانِ سالَا بِالدِّمَا و الأدمُعِ
كَمْ تَستَغِيثُ ، و قلبُها مُتَخَلِّعٌ أسْوَانَ يخفُقُ مِن أسًى وتَوَجُّعِ
و اللاجِئُون كأنَّهُم من بُؤسِهم أشباحُ في غير الدُّجَى لم تَطْلُعِ
كادَ الفؤادُ يَذُوبُ عند لقائهم ألمًا ، و مُقْلَةُ ناظِري لم تُرفَعِ
لا يَهجَعُون مِنَ المَصائب والضَّنَا و العُذرُ لِلمَظلُومِ إن لم يَهْجَعِ
فِتَنٌ - تَمُرُّ - أخفُّهُنَّ مَجَازِرٌ أذُنُ الزَّمانِ - بِمثلها - لم تَسْمَعِ
*********
أمسِ احتفلنا - بالجهاد- و كلنا يشتاق للصاروخ ، أو لِلمِدْفَعِ
و اليَومَ نَهْتِفُ - لِلسلامِ- بِليلةٍ كانَتْ سَلامًا - كُلُّها - لِلمَطْلَعِ
هِيَ ليلةُ القرآنِ شَـعَّ سناؤها ليُنيرَ - دَربَ الحـقِّ - للمُتَتبِّعِ
لِلمُستفيق و قد تكالبَ خَصمُه وطغى يبث الرعب بين الأربُعِ
صفّوا القلوبَ وأخلصوا نياتكم للخــالقِ المتكبرِ المُتَطَلِّعِ
"ديوانه: الأعمال الشعرية الكاملة 184- 186". نيسان - 1961م.
*قصيدة "شباب الجيل"، وهي من (البحر الوافر)، ومنها:
شبابَ الجيلِ لِلإسلامِ عُودُوا فأنتم روحه ، و بكم يَسُودُ
و أنتم سر نهضته قديما و أنتم فجرُهُ الزَّاهِي الجَديدُ
يُطِلُّ على الحياة هُدًى وعدلًا و إنصافًا ؛ فيبتسِمُ الوُجُودُ
عَلَيكُم بِالعَقِيدةِ ؛ فهيَ دِرْعٌ - نَصُونُ بِه كَرامَتَنا - حَدِيدُ
نظرتُ إلى الحياة فلم أجدها سوى حُلُمٍ يَمُرُّ و لا يَعودُ
فلستُ أرى الحياة كما يراها جَبَانٌ تائهٌ نَزِقٌ حَقُودُ
يعيشُ كما تعيش البَهْمُ فيها تُسَيِّرُه المطامِعُ ، و الثريد
(ولست أرى السعادة جمع مال و لكنَّ التقيَّ هو السعيدُ)
رسُولَ الحَقِّ! والإسلامُ حَقٌّ ويعلو الحق إن صَدَقَ الجُنُودُ
جمعتَ الدينَ و الدنيا بنهجٍ له كُتبَ التَّفَوُّقُ و الخُلودُ
به ازدهرت حضارةُ أوَّلِينا و رفرفت الكرامَةُ و السُّعُودُ
ونحنُ على هُدى الإسلامِ سِرْنَا ولوغَضِبَ الزَّعَانِفُ والقُرُودُ
فلسنا نرتضي عنه بَديلًا و فينا هِمَّةٌ ، و لَنا وُجُودُ
سلوا التاريخَ عمَّا ندَّعيه فكلُّ حوادِثِ الدنيا شُهودُ
شبابَ الجيلِ لي معكم حديثٌ عليه ينطوي القلبُ العَميدُ
شبابَ الجيل يا أملًا تَغَنَّى به الأيامُ نَشْوَى ، تَستَعِيدُ
و تَطْرَبُ كُلَّما وَجَدت شبابًا أبِيًّا ؛ لا تُذَلِّلُهُ القُيُودُ
عليكم حملُ رايتنا فكُونوا ذوي بأسٍ كما كان الجُدودُ
و كيف يقوم مُجتمَعٌ سليمٌ ترفُّ عليه - بالعِزِّ- البُنُودُ
إذا لم يتخذ نهجًا سديدًا ينصُّ - عليه - قرآنٌ مجيدٌ
"ديوانه 152- 155". أيلول/1961م
*قصيدة "دُستُور؛ إنا لنهتف والرسولُ زعيمُنا"، وهي من (الكامل)، منها:
إنَّا لَنَهتِفُ و الرَّسُولُ زَعِيمُنا و كِتابُ ربِّكَ عِندَنا دُستُورُ
و اللهِ لو عُدْنا إلى قُرآننا لم يَبْقَ فينا عاطل ، و فقيرُ
مِن حَيثُ لا ظلمٌ ولا بَغْيٌ ولا خمرٌ ؛ فكيف يُعَرْبِدُ السِّكيرُ
أنعِمْ بِدُستورِ السماءِ و حُكْمِه إذ إنَّه - للمُعْدِمِينَ - نَصِيرُ
قالوا: أفي الدين الحنيفِ سِياسةٌ فالدينُ حقٌّ ، و السياسةُ زُورُ
فأجبتُهم بِصراحةٍ ما ضرَّ لو ساسَ الأنامَ مُهَذَّبٌ و غَيُورُ
"ديوانه: 58". آب/1955م
*قصيدة "ذكر ونسيان؛ شريعة الله للإصلاح عنوان"، من (البسيط)، منها:
شَريعةُ اللهِ - لِلإصلاحِ - عُنوانُ وكُلُّ شَيءٍ سِوَى الإسلامِ خُسْرَانُ
لمَّا تركنا الهدى حلت بنا محن وهاج - للظلم والإفساد - طوفانُ
لا تبعثو ها لنا رجعية فتُرى - باسم الحضارة والتاريخ - أوثانُ
تاريخنا من رسول الله مبدؤه و ما عداه فلا عز، و لا شانُ
محمد أنقذ - الدنيا - بدعوته ومن هُداه - لنا- رَوحٌ و ريحان
لولاه ظل أبو جهل يضللنا و تستبيح الدما عبس و ذبيان
لا خير في العيش إن كانت مواطننا نهبا بأيدي الأعادي أينما كانوا
لا خير في العيش إن كانت حضارتنا في كل يوم لها تنهدُّ أركان
لا خير في العيش إن كانت عقيدتنـا أضحى يزاحمها كفر و عصيان
لا خير في العيش إن كانت مبادؤنا جادت علينا - بها - للكفر أذهان
ها قد تداعى علينا الكفر أجمعه كما تداعى على الأغنام ذؤبان
و المسلمون جماعات مفرقة في كل ناحية ملك و سلطان
مثل السوائم قد سارت بغير هدى تَقُودُها - لِلمَهاوِي السُّودِ- رِعيانُ
في كل أفق على الإسلام دائرة ينهد من هولها رضوى وثهلان
لسنا عبيدا ولا كنا ذوي ضعة و ليس يُرهبنا قيد و سجَّانُ
نبْنِي الحياة بوحي من عقيدتنا وعندنا - للهدى و الحق- مِيزانُ
قرآننا مشعل يهدي إلى سبل من حاد عن نهجها لا شك خسران
هو السعادة فلنأخذ بشرعته و ما عداه فتضليل ، و بهتان
قد ارتضيناهُ حُكما لا نُبَدِّلُهُ ما دام ينبض فينا مِنه شِريانُ
"ديوانه: 224- 226". شباط/1964م
*قصيدة "إلى الشباب؛ كن رابط الجأش"، وهي من (البحر البسيط)، منها:
كُن رابِطَ الجَأشِ وارفَعْ رايَةَ الأمَلِ و سر إلى الله في جِدٍّ بِلا هَزَلِ
و إنْ شَعَرتَ بِنقصٍ فيكَ تعرفه فغذِّ رُوحَكَ بالقرآنِ ، و اكتَمِلِ
واعلم بأنّك ذو حقٍّ فكن يقظا من كلّ مغتَصِبٍ من سائرِ المِلَل
لا بدّ للحقِّ من جيشٍ يسانده لم يَعْلُ حقٌ بقولٍ دونما عَمَل
وأحمقُ الناس من قد بات معتقدا أنْ قد خَلَت ساحة الإسلام من بَطل
نحن الشبابُ و دين الله عمدتُه على الشبيبة عند الحادث الجَلَلِ
فإنَّ سعدًا ، وعمّارًا ، وعكرمةً وحمزةً ، و أميرَ المؤمنين علي
وخالدا ، و زُبيرًا ، و ابن حارثةٍ كانوا شباباً وهم أرسى من الجَبَل
يا قوم مهلاً، فماذا بات يزعجكم من دينكم هل به شيءٌ من الخَلل؟
هل في الفضائل شيءٌ لا يروق لكم أم في المكارم والأخلاق و النُّبُل
نعمْ فلا شكّ ريحُ المسك ينكرها مَن قد تعوَّدَ شمَّ الثوم و البَصَل
و إنَّ دعوتَنا يا قوم سافرة كالشمس والشمس ما احتاجت إلى جَدَلِ
الله غايتُنا ، في كلّ مسألة مِن المسائل ، في حِلٍّ و مُرتَحَل
واعلمْ بأنّ رسولَ الله قُدوَتُنا و ما لنا غيرُه - والله - من بَدَلِ
فسوف نرجع للإسلام دولته حتى تكونَ بنا من أعظم الدُّولِ
أمَّا السبيلُ إلى تحقيق غايتنا فهو الجهادُ لدينا أفضلُ السُّبُل
وإنْ تَعالَى صُراخ المُبْطِلِينَ فلنْ تخشى الأسودُ صهيلَ الخَيلِ والإبلِ
كم من أبي لهبٍ قد مات مُندَحِرًا! - أمامَ دعوتنا- كم من أبي جَهَلِ!
(والحَقُّ يَعلو ولا يُعلى عليه) كما قد صَحَّ ذلك عن أجدادنا الأُوَلِ
شباط - 1951م
"ديوانه: 97- 99".
*قصيدة: "يا هذه الدنيا؛ فوق المنابر يا بلابل"، وهي من (الكامل)، منها:
فوق البلابل - يا بلبل- غردي في مولد الذكرى وذكرى المولد
و ترنَّمي بين الرياض بنغمة تُنسي تلاحينَ "الغَرِيضِ، ومَعْبَدِ
يا ليلة الذكرى بهاؤك ساطعٌ وأريجك الفوّاح يعبق في الندي
يحيي النفوس ويبعث استيناسها و يُحيلها ؛ توّاقة للسؤدد
من مولد المختار أشرقت المُنى و تقشّعت سُحُبُ الأذى المتلبَدِ
واهتزّت الدنيا سروراً وانتشت بالمُرشد الهادي لأعذب موردِ
ماذا أقول وأنت ملء جوانحي و مشاعري أملٌ ونورٌ سيدي
يا هذه الدنيا أصيخي و اشهدي إنّا - بغير محمد - لا نقتدي
لا نستعيض عن الشريعة منهجا وضعته فكرة مُستغل مُلحد
أبكل يوم فكرةٌ ، و عقيدةٌ تغزو الحمى من تاجرٍ مستورد
يُغري بها البُسطاء من أبنائنا بِالمُوبِقات ، و بالحسان الخُرَّد
و يَصُدُّهُم - عن دينهم- بخديعة ما شابهتها حيلةُ المُتَصيِّدِ
نبني ، ونهدم غيرُنا بِدسيسة شتَّانَ بينَ مُهَدِّمٍ و مُشَيِّدِ
لا رأسُ مالِ الغرب ينفعُنا ولا فوضى شُيُوعيٍّ أجيرٍ أبْلَدِ
وَسَطًا نَعِيشُ كَمَا يُريدُ إلَهُنا لا نَستَعِيرُ مَبادِئًا ، لا نَجْتَدِي
قرآنُ ربك - يا محمد - عِزُنا و نظامنا الداعي لعيش أرغدِ
الناس فيه على السواء جميعهم لا فضل فيهِ لأبيضٍ أو أسودِ
إلاّ بتقـوى الله و هي كرامـة للنـاس ، لم تُحصر ولم تَتَحدَّدِ
ما حِيلَةُ الأنْوَارِ شَعَّ سَنَاؤُها إن لم تَرَ الأنوارَ عَينُ الأرْمَدِ
اللهُ أكرَمَنا بِنُورِ محمدٍ فَعَنِ البَصَائرِ - يا ظلَامُ - تَبَدَّدِ
إسلامُنا لا يستقيمُ عَمُودُه بدعاء شيخٍ في زوايا المسجِدِ
إسلامنا لا يستقيم عموده بقصائد تُتلى بمدح محمد
إسلامنا نورٌ يُضيءُ طريقَنا إسلامنا نارٌ على مَن يَعتَدِي
"ديوانه: 144- 147". أيلول - 1959م
*قصيدة: "نور الشهادة؛ عصفت بوجه الكافر"، وهي من (الكامل)، منها:
عصفت بوجه الكافر المسعورِ شعواء ترمي باللظى المسعورِ
عزمُ الشبابِ وَقودُها ، و لهيبها يُودِي بكل مُكابرٍ مَغْرورِ
هَدَّت صُروحُ الظالِمين وقَوَّضَت رُكْنَ الفَسَادِ ؛ بِمنهَجٍ مَبْرُورِ
راياتها خفاقة فوق السُّها لتثير عزمَ القائد المعذورِ
و هُدَى الرسالةِ يستثيرُ حَمَاسَها بِالآيَةِ الكُبْرَى ، و بِالمَأثُورِ
و تَهُزُّها سُوَرُ الكِتَابِ عَنِيفَةً إنَّ العَقيدةَ شُعْلَةٌ ؛ مِن نُورِ
يا دعوةَ الإسلام أنتِ رَجَاؤُنا يَهفُو لِصوتِكِ قلبُ كُلِّ غَيُورِ
اللهُ فصَّلها ، و أنزلها لنا سُبُلًا تُؤدِّي لِلهُدى و النُّورِ
عَجَزَ الزمانُ عن المجيءِ بمثلها نُظُمًا ، تَقُودُ الناسَ لِلتحريرِ
عَجَبًا يَعَافُ الناسُ هَدْيَ نَبِيِّهم و يُغَالِطُونَ بِمبْدَأٍ مِن زُورِ
دَعْوَى التَّدَيُّنِ عِندَهم قد أصبَحَتْ رَجْعِيَّةً ؛ لم تَحْظَ بِالتَّقْدِيرِ
يا فِتيةَ الإسلامِ ! مِنكُم نَرْتَجي عَزْمَ الأبِيِّ المُؤمِنِ الشِّمِّيرِ
سيروا على نهج الجدود بِهمَّةٍ تطوي قِناعَ الحاقِدِ المَوْتُورِ
حَبْلُ الخِدَاعِ وإن تَمَدَّدَ أذْرُعًا لَكِنَّهُ - يا قَوْمُ - جِدُّ قَصِيرِ
حَسْبُ العقيدة أن يقومَ شبابُنا فبها يُردُّ جِماحُ كلِّ مُغيرِ
أنتم بقايا أمةٍ محمودةٍ رفعت لواءَ الخير في المعمور
أنتُم جُنودُ مُحمَّدٍ ، و دُعَاتُهُ فَتقدَّمُوا - لِلحقِّ - بِالتبشيرِ
صُونُوا حِمَى الإسلامِ مِن أعدائه السالِكِينَ مَناهِجَ التزويرِ
الحاقدين على نظام محمد الراكضينَ وراءَ كل كفورِ
مِن جانِبِ المِحْرَابِ يبدأ سَيرُنا لِلمَجْد ، لا من جانب الماخورِ
أمنتُ بِالإسلام نَهجًا عادِلًا ما فِيه مِن عِوَجٍ و لا تَقْصِيرِ
آمنت بالإسلام سورا مانعا يحمي الحمى أمنع به من سور
آمنت بالإسلام سيفا قاطعا يمحو الفساد بحده المطرور
آمنت بالإسلام سرا خالدا جلت معانيه عن التعبير
أمنت أنَّ النَّصْرَ مَضْمُونٌ بِه مِن غَيرِ تَطْبِيلٍ ، و لا تَزْمِير
"ديوانه: 161- 163". أيلول/1960م
*قصيدة: "بدر وتموز؛ من مشرق الدنيا لأقصى المغرب"، وهي من (البحر الكامل)، ومنها:
مِن مَشرِقِ الدنيا لأقصَى المَغرِبِ رُوحٌ يَحِنُّ إلى تَعاليمِ النبِي
يُوحي بآيات البطولة و الفدى للسائرين إلى العُلى في مَوكِبِ
للسالكين طريق كل كرامة للصابرين -على الأذى- بِتَصَلُّبِ
ما جاء خالدُ للعراق مُحَرِّرًا يطوي الصحارى سَبْسَبًا في سَبْسَبِ
يَدْوِي كما تدوي الرعودُ بليلة ليلاءَ يزحف بالخميس المُرعِبِ
إلا لتسمو فيه راية عزنا خفاقة ، فوق السهى و الكوكب
الله أكبر عزنا ، و ملاذنا و شعارنا الداوي ، بأفق أرحبِ
أنا مسلمٌ ، لا أرتضيها عيشةً نكراءَ ، بين مُشرّق و مُغرّب
أنا مسلم ، أبغي الحياة كريمة غنَّاء ترفل بالنعيمِ الطيّب
في ظل دستور يصون كرامتي و كرامةُ الإنسان أولُ مطلبِ
أنا مسلم ، لا أدعيها فكرة أوحَى إليَّ بها دماغُ الأجنبي
أنا مسلم ، آمنتُ أن محمدًا قد جاء بالشرع الحنيف الأصوب
بالدين قام على المودَّة و الإخا والحُبِّ و الإيثار، دُونَ تَعَصُّبِ
"ديوانه: 148- 150". آذار/ 1960م.
*قصيدة: "شكوى وأنين؛ ألا يا شعرُ هل لكَ أن تُعينا"، و هي من (البحر الوافر)، ومن هذه القصيدة:
ألا يا شِعرُ ! هل لكَ أن تُعينا على الضرَّاء مَعمُودًا حَزينا
عَجِبتُ مِنَ الزَّعانِفِ يَدّعُونَا بأنَّ الدينَ يمنعُ أن نكُونَا
نعيشُ كما الشعوب قد استقلّت و نحيا - سادةً - مترفهينا
و رُحتُ أسائلُ التاريخ شيئًا عن الإسلام ، أعرفه يقينا
و قُلتُ له: هل الإسلامُ حقّا يريد الظلمَ و الجهلَ المُشينا
و هل يدعو ذويه إلى جمودٍ إلى رجعيةٍ تُعمي العُيونا
هلِ الإسلامُ جاء بمثل هذا كما قد يَدَّعي المتفرنجونا؟
ألم يعش الصحابة في هناءٍ بدين الله ، ثم التابعونا
أشِدّاءً على الكفار ، لكنْ تراهم - بينهم - مُتَراحمينا
فلا خمرٌ هناك و لا فسوقٌ و لا ظلمٌ ، و لا مُستَهتِرُونا
فقد خَضَعَتْ لهم غرباً فِرنسا و شرقًا حرَّروا هِندًا و صِينا
وعاشوا سادةً في كل أرض و عشنا عالةً ، أو لاجئينا
و إنْ ذَهَبَ الحَيا فبِأيّ خيرٍ تُطالِبُ ذلك البَدَنَ البَدينا
وإنْ مات الضميرُ فلا سلامٌ هُناك ، و لا هُدَىً للعالَمينا
عَتَبْتُ و لا عتابَ العاتبينا على شُبّاننا ، المُتأمْرِكِينا
على رُوّاد أوكار البغايا بِحُجَّة أنَّهم متقدّمونا
ألا ليتَ التقدّمَ كان حقًّا فنحنُ - له - مِن المُتَحَمِّسينا
و نحن دُعاته ، بينَ البرايا و نحن جنوده ، و الناصرونا
و لكنَّ التقدُّمَ عند قومي مع الأسف الشديدِ غدا مُجُونا
و صارَ الرَّقصُ عندهمُ رُقِيًّا و الِاستِهتارُ - عندهمُ - فنونا
و ليس لهم على رأيٍ حفاظٌ غَدَوا - مِثلَ القُرُودِ - يُقَلِّدونا
"ديوانه: 85- 87". مايس/ 1955م.
*من أهم قصائد ديوانه غير المُغَنَّاة: 1- قصيدة ومُوَشَّح "رياض النبوة"، على نمط "جادك الغيث" للسان الدين ابن الخطيب الرائعة المشهورة المغناة، وهي الموشح الوحيد له، وهي من (بحر الرَّمَل)، ومنها:
لاحَ نَجمُ السعدِ في أفْقِ السَّمَا زاهِيًا ، بينَ الجَوارِي الكُنَّسِ
و له ثغرُ الوُجُودِ ابتَسَما كابْتِسام الطلِّ فوقَ النرْجِسِ
*********
طرب الوادي بأفراح الربيع وهو في إيناسه (مُغني اللبيب)
يُبهج الأنفس بالحسن (البديع) و زها (قطرُ الندى) لِلعَندَليب
فمضى بـ (اللحن) يشدو ويُذيع واكتسى (حاشية الزهر) القشيب
و لقد ذاع (شذا العرف) كما ذاع (نفحُ الطيب) في الأندلس
و مقام بـ (الحِجاز) انتظما لا (مقامات الحريري) السُّندُسِي
وَ دَنَوْنَا مِنْ (ثَنِيَّاتِ الوَدَاعْ) فَتَرَاءَتْ قُبَّةُ الهَادِي الأَمِينْ
يَمْلأُ الأُفْقَ سَنَاهَا وَ الشُّعَاعْ بالهُدَى مِنْ وَحْيِ رَبِّ العَالَمِينْ
وَ تَلَوْنَا (مَرْحَبًا يا خَيْرَ دَاعْ) جئتَ بالإِنْصَافِ والحَقِّ المُبِينْ
شَوْقُنَا البَالِغُ بِالرُّوحِ سَمَا نَتَهَنَّى ؛ بِالنَّعِيمِ المُؤْنِسِ
طِبْتِ يا طَيْبَةُ أَرْضًا وَ سَمَا وَ تَشَرَّفْتِ بِرُوحِ القُدُسِ
*********
ثُمَّ صَلَّيْنَا بِأَفْيَاءِ الحَرَمْ وَ دَعَوْنَا اللَّهَ عِنْدَ (الحُجُرَاتْ)
وَ بَكَيْنَا بِخُشُوعٍ ، وَ نَدَمْ وَ أَفَضْنَا - بِالدُّمُوعِ - العَبَرَاتِ
وَ ذَكَرْنَا (جِيرَةً) في ذِي سَلَمْ تَذْهَبُ النَّفْسُ عَلَيْهَا حَسَرَاتْ
وَحَنَانُ الذِّكْرِ في ذَاكَ الحِمَى وَ التَّسَابِيحُ ، بِجُنْحِ الغَلَسِ
يَقْظَةً كانَتْ ، فَعَادَتْ حُلُمَا مِثْلُهُ في خَاطِرِي لَمْ يَهْجِسِ
*********
لي مع النفس حديثٌ وعتاب بجوار المصطفى عند السحر
و التلاوات بآيات الكتاب تغسل الروحَ بأضواء القمر
عبدُكَ المُذنِبُ يا مَولايَ تاب و على أبواب غُفرانِك مَرّ
يستحي منك ؛ فيبكي نَدَما ثم يدعو بلسان أخرسِ
فاعفُ عني يا كريمَ الكُرَمَا إنني من روحكم لم أيأسِ
"ديوانه: 304- 306". شباط /1970م
2- قصيدة "قم أبا بكر"، وهي من (بحر الرَّمَل)، منها:
مَا عَلَى الشَّاكِي إذا ضَجَّ ولامَا يَستَـثِيرُ العَـزْمَ لِلـثَّأرِ انتِـقامَـا ؟
ما على المظلوم إن ضاقت به نفسهُ فاشتدَّ كالنار اضـطـراما؟
أيها القـوم ! أعـيروا سـمعـكم إنني أقـذفُ نـارًا لا كـلامـا
مـا أنـا الشـاكي و لـكـن أمـة أصبحت تشكو كما يشكو اليتامى
مـا أنـا المـظـلـومُ لـكـن أمةٌ شـدَّ مـا تحمل ظلـمـًا وظـلامـا
مـا أنـا المـأسـورُ لـكـن أمة لـم تكن عمـياء ، لكن تتعامى
تـُبصـرُ الـشـرَّ و لا تُـنكِره وعـن المعـروف جُبْنًا تتحامى
و تُـدارِي كـلَّ هــدّامٍ و لــو بثَّ في أبـنائها الـفكر الحراما
ضيَّعت مـا كان مـن أمجادها وغـدت شـرقاً وغـربًا تترامى
و مضت تـرقُبُ بـرقا خُـلـّباً و ســحـابًا - بالأماني - جهاما
و تُرجِّي من أعاديها العُلى وتـواليهـم ؛ قـضاءً واحتـكاما
و تُجارِيهم ؛ هوانًا و هوًى و تُصابيهم ؛ ودادا و غراما
و تُــريهم من بنيها غنَمًا تملأ الوادي ؛ عجاجا و بُغاما
غـــــرها تعــــدادها فاندفعت و لها قَصّابُها أرخى الزماما
أين هاتيـــك المــروءات غدت لم نعُد نُبصرها حتى مناما
أين جُنـــــدُ اللهِ باعوا أنفُساً وشروا عزّا و مجدا و مقــاما
كم صفيق الوجه صفقنا له و سفيهٍ ؛ قد جعلناه إماما؟!
بُحَّت الأصوات في تمجيده و تبعناه اعتزازا ، و احتِراما
و شريفِ القدر شَهَّرنا به و ظلمناه ؛ اعتداءً و اتِّهاما
عمَّتِ الفوضى و ضاعت قِيمٌ (وتَطَوَّرنا) ؛ فلم نبغِ التِزاما
و انقسمنا كلُّ قطرٍ يدَّعي دعوةً لم تحوِ إلا الاِنهِداما
تزرع الأحقادَ فيما بيننا و تُغَذِّي فِتَنًا ، كُنَّ نِياما
و انحدرنا لِحضيضٍ آسِنٍ جِيَفُ الأفكارِ - فيه - تتنامى
و انصرفنا عن هدى قرآننا فتخاذلنا ، و ذُقنا الاِنهِزاما
و انكشفنا ؛ فبدت سَوآتُنا و اجترحنا سيئاتٍ و أثَاما
و اقتدينا بالألى قد كفروا ولقد خُضنا كما خاضوا تماما
و تذبذبنا بِمسعانا ، فلا سادَةً عِشنا ، ولا مِتنا كِراما!
قُم أبا بكرٍ ! و عايِن رِدَّةً بَزَّتِ الأمسَ ضلالًا واجْتِراما!
ألفُ كَذَّابٍ و كذاب ، بدا سافِرَ الكُفر وإن صلّى وصاما؟!
يهجر القرآنَ في أحكامه و يُوَالِي - نُظمَ الكُفر- دَواما
رِدَّةُ الفِكرِ، و ما أخْطَرَها! تاهَ في وِديانها العقلُ و هاما
و (أبو جهلٍ) مَضَى ثانيةً يَتَحَدَّى - بِالضلالاتِ - الأنَامَا
يا جُنودَ الحقِّ ! أنتُم فِتيَةٌ ما خفرتم - للمروءات- ذِمَاما
البطولات لكم تيجانها ساعةَ الرَّوع إذا الغيرُ استَناما
أنتم الأسوة في نهضتنا و بكم يزدهرُ النصرُ ابتِساما
صُنتُمُ الإسلامَ مِن أعدائه و تركتم خُططَ البَغيِ حُطاما
و لمعتم - في سمانا - أنجُمًا تهبُ - المُدلِجَ - أمنًا وسلاما
بيعةٌ - لِلَّه - في أعناقكم شَدِّدوا الحَزمَ عليها والحِزاما
و ارفعوا - الراية- لا تلتفتوا للمُضِلِّينَ إذا لَجُّوا خِصاما
وابعثوا الآمالَ في قلبِ امرئٍ بَثَّ شكواهُ ، ابتِداءً و خِتاما
"ديوانه 299- 301". حزيران/1967م
3- قصيدته: "سيدي أبو هريرة" في سيد الحُفَّاظ أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدَّوسي رضي الله عنه؛ الذي يشن أعداء الإسلام عليه -"وعلى الإمام البخاري"- ومنهم الرافضة حملات شعواء، وهي من (البحر المُتقارَب)، ومن هذه القصيدة:
حَبَاكَ النَّبِيُّ بِألْطافِهِ و عِشتَ سَعِيدًا بِقُرْبِ النَّبِي
هداكَ إلى صالحات الأمور و روّاكَ من فيضه الأعذبِ
وكنتَ أثيرا لدى المصطفى و يحنو عليك حُنُوَّ الأبِ
و أنت الوفيُّ لهدي النبي فلم تتأوَّلْ ، و لم تكذب
وعيتَ (الحديث) ، و أديته (صحيحَ) العبارة ، و المطلب
حفظتَ لنا سُنَّةَ المصطفى و حدثت بالكلم الطيب
يسيرُ على هديك المؤمنون من المشرقينِ إلى المَغربِ
ويقبس من نورك السالكون إلى المنهجِ الأصدق الأصوبِ
يُحَيُّونَ فيكَ ثباتَ الرجال وصِدقَ المَقال ، بعزمٍ أبِي
فلله صدرُكَ من حافظٍ ! فلم يَترَدَّدْ ، و لم يَرْتَبِ
وخازن علم كمثل السحاب يَسِحُّ على الخَلقِ بِالصيِّبِ
فماذا يضيرك من حاسدٍ؟ خبيثِ اللسان ، حَقُودٍ غَبِي
تَسَتَّر مِن ظاهِرٍ (بِالسِّخَامِ) و (باطِنُه) أسودٌ عقربي
كغدر اليهود وخُبثِ المَجُوسِ و لُؤمِ صَليبِيَّةِ الأجنبي
يُرَدِّدُ ما قال أسيادُه مِن الخيبريينَ ؛ في يَثْرِبِ
خفافيشُ ليست تطيق الضياء فتهربُ منه ، إلى الغَيهبِ
تَعَافُ الضفادِعُ صَفوَ الغَديرِ فتَمضِي (تُنقنِقُ) في الطُّحْلُبِ
"ديوانه: 346- 347". نيسان/1970م
4- في شيخه العلامة والداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد محمود الصواف، رحمه الله، مرثية عنوانها: "يا شيخ أمتنا"؛ من (الكامل) منها:
أكبرت يومك أن يكون وداعا يا مالئ الوادي هدًى و شعاعا
يا باعثًا همم الشباب إلى العلا لولاك كادوا يذهبون ضياعا
يا داعيًا لله ! أفنى عمره سعيًا ؛ ليهدم للفساد قلاعا
و مُربيًا - للناشِئين - مُوجّهًا أفكارهم ؛ كي يبدعوا إبداعا
و أخذتهم بالرفق حتى جانبوا سُبُلَ الهوى و سرابها اللماعا
و استيقنوا أن العقيدة نعمة من حقها أن تُفتدى وتُراعى
يا شيخ أُمَّتنا ، و حامل همّها! أفنيتَ عُمرَك مُتعبًا مُلتاعا
جاهدت في عرض البلاد وطولها تتجاوز الأقطار، و الأصقاعا
تبكي على (القدس الشريف) وأهله باتُوا عُراةً في الخيام جِيَاعا
و (القادة العظماء) كل جهادهم خُطَبٌ ، ولا تتجاوز المذياعا
هم كالأسود على الشعوب وفي الوغى كانوا هناك ثعالبًا و ضباعا
قد كنتَ رُبَّانَ السفينةِ عندنا تمضي وترفع للنجاة شراعا
و إذا خطبت فأنت سيل دافق ملأ الوهادَ هديرُه دفّاعا
و حديثك العذب الزلال بهديه يُحيي القلوب ويُبهج الأسماعا
و يَرِنُّ في أذن الزمان هتافكم (الله غايتنا) هُدًى و صراعا
علّمْتَنَا : أن (الجهاد سبيلنا) للمجد نمضي راكضين سراعا
وصرختَ في وجه الطغاة مغاضبًا وكشفت عن تلك الوجوه قناعا
وصدعت بالحق الصراح ولم تلن عند الشدائد ؛ همّةً و قِراعا
و لويتَ أعناق الطغاة بصولة و تركتهم لا يرفعون ذراعا
و ملكت أفئدة الرجال وغيركم يسعى ليملك (منصبًا) و(ضياعا)
أنا من ثمارك شاكر لك شاهد ما كان سعيك في الجهاد مضاعا
أبشر بفضل الله ، يوم لقائه بَرَكاتُه تَتْرَى عليك تِباعا
"ديوانه: 386- 388". أيلول/1992م
5- في العلامة والداعية الإسلامي الكبير الشيخ سعيد حوا رحمه الله، له فيه مرثية عصماء طويلة عنوانها: "سكت الهزار"، من (الكامل) منها:
سَكتَ الهَزَارُ الصادِحُ الغِرِّيدُ فاستَوحَشَ الوادي وغابَ العِيدُ
و الجدولُ الرقراقُ عاد مُرَنَّقًا و هو النمير العذب ، و المورود
و القَضْبُ و الريحانُ ذابِلَةٌ به قُضبانُه ، و البُرعُمُ الأمْلُودُ
و الرَّنْدُ في رَبَوَاتِنا قد صوَّحَتْ عَذَبَاتُهُ ، وذَوَت ، و جَفَّ العُودُ
يا راحلا عنا ! و في أعماقنا شوق - إليكم - ما عليه مزيد
فارقتنا ، و تركتَ فينا لوعة في القلب يلذع جمرها الموقود
دين لكم في عُنْقِ كل مجاهد يجب الوفاءُ - بذاك - والتسديد
ذكراك في قلبي وذكرك في فمي أشدو به - بين الورى – وأشِيد
بالأمس كان لقاؤنا في طيبة طاب الحديثُ بها وطاب نشيدُ
بجوار خير المرسلين سمت بنا سُبُحاتُ فِكرٍ زانها التوحيد
والروضة الزهراءُ في جنباتها يتناغمُ التسبيحُ ، و التحميد
ويفوح في عرصاتها عبَقُ الهُدى ما المِسكُ مِن نَفَحاته ما العُودُ؟!
لحظاتُ أنسٍ هل يَجُودُ بمثلها صِرْفُ الزمان؟ ولا أظُنُّ يَجُودُ
و تحلقت - للعلم - في أفيائها حلقات هديٍ ، نفعها مقصود
و أبو محمد - السعيد - كأنه قمر تألق نوره المشهود
وعليه من هدْيِ النبوة مُسحةٌ تضفي عليه مهابة و تزيد
و يفيض من هَدْى النبي كأنه قمر تألق سيله الممدود
يُحيِي القلوب بوعظه و بيانه لكأنما هو لؤلؤ منضود
و الناس يشتارون شهدَ بيانه منهم قيام حوله و قعود
يا رافعا للحق راية نصره! والحق تحرسه ظبى وبُنُودُ
أفنيتَ عمرك للجهاد مصابرا لله فيما تبتغِي ، و تريد
ومن المصائب أن يكمم مصلح في أهلنا ، و يعربد العربيد
شاقتكَ جنات الخلود ورفقة الـ ـهادي البشير وحوضه المورود
وبشائر الرضوان من رب السما و الذكر للرحمن ، و التمجيد
حسب الفتى من سعيه بحياته طيب الثناء ، وذكره المحمود
أنت السعيد بكل ما قدمته تلقى الرسول به وأنتَ سعيدُ
"ديوانه: 379- 383". أيلول/1989م
6- مرثيته البديعة: "عميد الخط العربي"، وهي في تأبين أستاذه الخطاط العراقي والعربي الكبير هاشم محمد البغدادي ت 1973م رحمه الله، قالها في أيار/1973م، وهي من (بحر الرَّمَل)، ومنها:
أيُّها الراكِضُ دُنياكَ سَرَابُ و أمانِيْكَ - التي تَرجُو- كِذَابُ
و التِماعاتُ سَناها خُلَّبٌ و جَهامٌ في حواشيها السحابُ
و السعادات كأوهام الرؤى أو كما يطفو على الماءِ الحُبَابُ
أيها السادر في أحلامه ! حَثُّه - لِلمَجد- سَعْيٌ و اطِّلَابُ
اُصْحُ مِن وَهْمِكَ لا تَشْطَحْ بِه فليَاليكَ - إلى الموتِ- اقْتِرَابُ
يا عَمِيدَ الخَطِّ ما لِي نَفَسٌ عَزَّ في يومِكَ شِعرٌ و خِطابُ
أخرس الناعي بياني بالأسى فتولاني و جوم ، و انتحاب
أنا أرثيك - بدمعي - صامتا و لدمعي فوقَ خدَّيَّ انصِبابُ
يا ابن بغدادَ التي أحببْتَها! وحلا مِنكَ - لِبغدادَ - انتساب
ما وفت بغدادُ في توديعكم و على بغداد - للدهر- عِتَابُ
إذ قضيتَ العُمرَ تُحيي فنَّها باجتهاد زانه صبرٌ ، و دابُ
تجِدُ الأنسَ بما تُبدعه مِن فُنُونٍ هي - والله - اللُّبابُ
وترى في كل سطر رَوضةً بالربيع الطلق حيَّاها الرَّبَابُ
قسَمًا ما نالَ أولادَكَ مِن "أعيُنٍ" مِن حُسنها كادت تُصابُ
هل على فقدكَ مِن مُصطَبَرٍ يا (أبا الراقم) أو يُرجَى احتِسابُ؟
مرت العشرون من أعوامنا - يا أخا الوُدِّ - كما مرَّ السحابُ
و انتهبنا ساعة الصفوِ بها إنما الصفْوُ من العمر انتهابُ
كاللقاءات بجرف المُنحَنى لَطُفَت فيها النُّسيماتُ العِذاب
كُنتَ فيها سامِرًا بل ساحِرًا لأحاديثكَ - كالماء - انسِياب
و ترفَّعتَ ؛ فلم تعتِب على أدعِياءٍ ، بهوى الشُّهْرة ذابُوا!
كنتَ كالنحلة لم تُضمِر أذًى أو يَلُحْ منكَ فُسُوقٌ أو سِبَاب
و ليالينا التي زيَّنتَها أوحَشَت بعدكَ وانفضَّ الصِّحابُ
يا أخا الفُصحى و يا عاشِقَها! سُلَّتِ اليَومَ على الفصحى حِرابُ
إذ خلا الميدانُ مِن فارسه و بفُقدانك قد جَلَّ المُصاب
كنت مثلَ الصقر في أجوائنا تتحاشاه مِن الذُّعرِ الضِّبابُ
أيُّها الراقدُ في حُفرته ! و بما أبدعتَ تزدانُ القِبابُ
و المحاريبُ التي طَرَّزْتَها شاهِداتٌ لكَ إن جَدَّ الحِساب
و كتاب الله كم طال على آيِهِ منكَ اصطِبارٌ و انكِباب
إذ هجرتَ الأهلَ والصحبَ له و بك امتدَّ سِفارٌ و اغتِرابُ
صُغتَ بالياقوت منه أسْطُرًا شَعَّ في أحرُفِها التِّبْرُ المُذابُ
أيها الراحِلُ عنَّا ، و لهُ في قلوب القوم ذِكرٌ مُستَطابُ
يَستَوي - مِنّا - حَليمٌ و غَوٍ كُلُّنا نُطوَى كما يُطوى الكِتابُ
ما على وجه الثرى مِن خالِدٍ كلنا سوف يُوارِيهِ التُّراب
خَيرُ ما يُجدي الفتى مِن سعيه نِيَّةٌ حُسنى ، و أعمالٌ تُثَابُ
"ديوانه: 371- 373". أيار/1973م
7- قصيدة "ولدي الشهيد": في رثاء ابنه الشهيد الملازم خالد الذي قضى في الحرب العراقية الإيرانية سنة 1986م، قال والده شاعرنا الأعظمي في مقدمتها مُتَحَرِّقًا عليه بصبر واحتساب المؤمن، وهي من (البحر السريع):
"إلى ولدي الملازم المغوار الشهيد خالد الأعظمي: ولَدي خالِدُ!
تَسِيرُ بِنعشكَ هذي الألُوفُ تُوَدِّعُ - فيكَ - الفَتى الأمْثَلَا
و تبكي عليكَ عُيونُ الرجالِ و دَمْعُ الرجالِ على مَن غَلَا
فسلامٌ عليك يوم وُلدتَ، ويوم نلتَ الشهادة، إن العين لتدمعُ، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي الربَّ، وإنا عليك يا خالد لمحزونون.
يا بُنَيَّ إن الربَّ خيرٌ لكَ مِنِّي فاذكُرني عندَ ربِّكَ".
يا خالدَ الذكر ، و زينَ الشباب عَيشِيَ مِن بعدكَ لا يُستَطابْ
يا نائيًا عني ، و أنفاسُه تنبض في صدري وقلبي المُصاب
أكتُمُ في جنبَيَّ جمْرًا لهُ - بين ضلوعي - وَهَجٌ و التهاب
و خافقي لولا هدى خالقي لانشَقَّ من حسرته ، أو لذاب!
أنسْتُ في وَجْهكَ طُهرَ الأُلَى قد برئوا من كل سوء و عاب
و اللهُ قد أنشاك في نجوةٍ من غمرة الجهل وطيش الشباب
و زانك الباري بألطافه فكنت - بالطهر- كماء السحاب
تنأى حياءً عن سماع الخنا و باطل القول و فُحشِ السِّبَاب
و لم تفه إلا بما يُشتهى من الحديث السائغ المُستطاب
قد كنت كالنحلة في روضها و أنت في ساح الوغى ليثُ غاب
تقتحِمُ الباغِينَ في عزمةٍ لا تعرفُ الهَولَ ومعنى الصعاب
و تأسِرُ الخَصمَ و تأتي به مُعفَّرَ الأوجُهِ ، حاني الرقاب!
و كنت للقعقاع ؛ إذ تنتمي تفخر - يا خالدُ - بالإنْتِسَابْ
فاهنأ قريرَ العينِ في نعمةٍ يُسبِغها الباري على من أناب
وأسألُ الرحمنَ - لُطفًا- بأنْ تَشفَعَ لِي ، يَومَ يَقومُ الحِسابْ
"ديوانه: 296- 298". آذار/1986م
8- قصيدة في تكريم اللواء الرباني الركن محمود شيث خطاب ت 1998م رحمه الله، وهي من (البحر البسيط)، منها:
اليوم أنشد في تكريم محمود شعرًا يعبر عن حب و تمجيد
أشدو به بين أهل الفضل مبتهجًا ولا ابتهاجيَ في عُرس وفي عيد
هذا سروريَ لم أنعم به زمنًا مما أكابد من همٍّ ، و تسهيد
موكّل بهموم الناس أحملها
وقرًا على كاهلي المكسور أوجيدي
أسعى وأركض في إطعام ذي سغب
و دفن موتى المساكينِ المناكيد
واليوم ألقي همومي جانبًا لأرى هذا التجمع من أعلامنا الصِّيدِ
جاؤوا يُحيُّون «محمود» الصفات صفت
أخلاقه ، و زهت بين الأماجيد
و يصدحون بألحان الثناء كما تشدو الطيور بتطريب و تغريدِ
هذي سجاياه كالريحان عاطرة كالمسك ديف بأطياب من العودِ
يفوح منها أريج العلم ينعشنا كالبارد العذب للظمآن في البيد
له أياد علينا جِدّ سابغة بالفضل والعلم والإحسان والجودِ
يراقب الله في سرٍّ و في علن يقضي الليالي بتسبيح و تحميدِ
لسانه الرطب بالأذكار منشغل
عن ذم «سعد» وعن إطراء «مسعود»
و بالتلاوة في الأسحار متعته و بالمناجاة للمولى ، و توحيد
ذاق الأذى في سبيل الله محتسبًا ما كان عاناه في أيامنا السود
من اضطهاد وتعذيب وسخرية يشيب من هولها شَعرُ المواليدِ
وهو الصبور على ما ذاق من محن
وكان أصلب من صمِّ الجلاميدِ
فما استكان لطاغوت ولا صنم ولا تهيَّب من أحفاد «نمرود»
أخباره من ظلام السجن نافذة تسري على ألسن النجوى بترديدِ
وسنةُ الله في الأبرار ماضية بالابتلاءات من ضيق وتشريدِ
يُمحص الله أحوال الرجال بها بين الصناديد منهم و الرعاديدِ
أقلامهُ – لسطور المجد- راقمة سفر الفتوحات من خير الأسانيدِ
و«قادة الفتح» نبراس يضيء لنا
نهج البطولات في عزٍّ و تخليدِ
وفي «السفارات» عند المصطفى
خطط تدعو لحسن اتباع في التقاليدِ
لطف ورأي وإخلاص وتضحية وحكمة ، و وفاء بالمواعيدِ
مضى يُدافع عن تاريخ أمتنا يردُّ شُبهة تنصير، و تهويد
يردُّ كيد العدى في نحرهم قلم يأتي على حجج الأعدا بتفنيد
وفي «فلسطين» أيام له سلفت مُجاهدًا مع أبطالٍ صناديدِ
يصول كالليث في غاراته جلدًا يطارد البغي في الوديان والبيدِ
وذكريات له في «القدس» باقية
لا ينمحي ذكرها من قلب «محمود»
يا رب بارك له في سعيه وأدم عليه فضلك بالإنعام والجود
و امنحه يا ربنا عمرا وعافية يا نعمة الله في إكرامه زيدي
"ديوانه 390- 391". آب/1995م
9- قصيدة "أشواق" التي شطر كثيرا منها جدي الشيخ عيسى الخطيب رحمه الله، وهي من (البحر البسيط)، ومن قصيدة أشواق تلك:
ردد على الروح ذكرى سيد البشر
واعطف على الروح إن الروح في خطر
ذكراه للروح تحييها و تنعشها
ذكراه للروح مثل الماء للشجر
ذكراك يا خير خلق الله قاطبة
عادت علينا وكل الناس في ضجر
رحماك يا رب إن الناس قد تركوا
هدي الرسول وعاشوا عيشة البقر
و من يكن همه في العيش مأكله فالموت أولى له من عيشه الكَدِرِ
لا ينظرون إلى ما كان أولهم في ظل حُكم رسول الله أو عُمَرِ
أيامَ كانوا ، و كان اللهُ غايَتَهم أيَّامَ كانوا لهذا الكون كالقمرِ
الله أكبرُ ! إنَّ الناس قد خلعوا
ثَوبَ الحياء وصاروا اليومَ كالحُمُرِ
أينَ الصلاةُ التي جاء الرسولُ بها فاليوم قد أصبحت نقرا على الحُصر
أين الزكاة التي يجلو الغنِيُّ بها همَّ الفقير بوجه ضاحك نضر
أين الجهاد الذي يسمو بصاحبه من هذه الأرض حتى منتهى السدر
و أين حجاج بيت الله أين غدوا قد خاب والله من للبيت لم يزر
قد خالفوا كل ما جاء الرسول به و خلفوا البيت للنمسا و للمجر
يا قومُ كفوا عن اللذات أنفسكم وحرروها فقد ماتت من الصغر
يا قوم هُبُّوا فإن اليومَ يومُكمُ آن الأوان لنبذ اللهو و السمر
نحارب الكفر بالإيمان فاعتبروا والشركَ بالحق والتوحيدِ والسُّمُر
يا قوم لا تيأسوا فالله ينصرنا ومن يكن من جنود الله ينتصر
"ديوانه: 280- 282". آذار/1950م
10- رثاء د. ناجي معروف بقصيدة "يا غائبا عنا"، من (الكامل)، ومنها:
رَغْمَ الحَيَاءِ يَهِيجُني استِعْبَارُ و أزُورُ قبرَكَ و الحبيبُ يُزارُ
و أرُشُّه بِمدامعي مِثلَ الحَيَا ينهلُّ - منه - الوابَلُ المِدْرارُ
و يدي تُصافح من تُرابك يَمنةً و تأبَّطتْها - من ثَراكَ - يَسار
و أشَمُّه مِسكًا ؛ يفوحُ عَبيرُه وتطيب من فرط الحِجا أحجارُ
يا غائبا عنا ، و ذكرك حاضر و البعض غُيَّابٌ ، وهُم حُضَّار
لا يستوي البحرانِ هذا سائغٌ رهوٌ ، و هذا مالِحٌ زَخَّار
أبَدًا أحِنُّ إلى لِقاكَ بمسجدٍ قامت به الجُمُعاتُ و الأذكارُ
هذا مكانُكَ راكِعًا أو ساجِدًا يلقاكَ فيه صِحابُك الأبرار
ويرنُّ في أذُني صَداكَ (بمجمع) حُجُراته فيها النِّقاشُ يُثارُ
بالعلم و العرفان شعَّ سناؤها تسمو بها الآراء و الأفكار
شاقتكَ مِن (أمِّ القُرى) عَرَصَاتُها و (الكعبةُ) الشمَّاءُ ، و الأستار
و (مقامُ إبراهيمَ) حولَ فِنائه يَتَنافَسُ الحُجَّاجُ ، و العُمَّارُ
وتطوف حولَ البيتِ تعظيما له منه عليك سكينة ، و وقار
ويُضيءُ في الآفاق نورُ محمد فتهزك الأشواق و التذكار
و تزور خير الأنبياء مُسَلِّمًا و مُوَدِّعًا و بوجهكَ استِبْشَارُ
أفنيتَ عُمرَكَ باحِثًا و مُنَقِّبًا تحلو لك (الأسفار) و الأسفار
و ختمتَه بِالصالِحات بِرحلة يشتاقُها الذهَبِيُّ ، و الأبَّارُ
وتموت في أرض النبوة صائمًا و(قريشُ) حولَ النعش و(الأنصارُ)
عشرٌ من السنوات مرّت كالرُّؤى لطُفَت بها النسَماتُ والأسحار
رافقتُكم فيها ، و كنتُ أراكُمُ قُطبًا عليه رَحَى القُلوبِ تُدارُ
أخلاقُكم ماءُ الغَمامِ بِطُهرها تعيا بها الشعراءُ و الأشعار
وأنا الذي صُغتُ الرجالَ قَوَافِيًا لم أدرِ أيَّ صِفاتِكم أختارُ؟!
طَودٌ مِن العِرفان كيفَ تَضُمُّه في التُّرب تلكَ السبعةُ الأشبار
بقيَت لنا آثارُكم مِن بعدكم خَلَفًا ، و وارِثُ عِلمِكم (بَشَّارُ)
بِالباقِياتِ الصالحات و بالنُّهى تَتَفَاضَلُ الأعمالُ و الأعمارُ
"ديوانه: 375- 376". آب/1977م
11- قصيدة "تحية المرأة المسلمة"، وهي من (بحر السريع):
بِنتَ الهُدَى أيَّتُها الراشِدَةْ ! لا زِلتِ في دَربِ الهُدى صاعِدَةْ
سيري إلى العزة في موكب يهتف بالرسالة الخالدةْ
رسالة الاسلام ، لا غيرِه مِن فِكَر ، أو نُظم فاسدةْ
يزحف للمجد ، و راياته - على سمو شأنه - شاهدةْ
يعيد - للأمة - عنوانها حتى تُفيق الهممُ الراقدةْ
و يبعثُ - العزمَ - بشبانها ليتبعوا جموعها الحاشدَةْ
أختي .. و للإسلام أنواره تشع رغم السحب اللابدة
تضيء للركب دُروبَ العلى بأعين مُبصرةٍ ناقدة
لا ترتضيها فكرةً فجة شوهاءَ ، أو عقيدةً جامدة
لا تعرف الكذب بمنهاجها وسيلة للغاية الماجدة
ولا ترى العنف سبيلا إلى نشر معانيها ، و لا حاقدة
تؤمن بالخير ، ولا تبتغي - كغيرها - مغانمًا باردة
تصارع الشرَّ و أصحابه و من يُوالِي النظم الوافدة
و تمحق الظلم و أسبابَه بهمة صارخة صامدة
أقوى من الظلم و من أهله لأنها واعية راشدة
تعرف ما ينويه أعداؤها فلم تكن سادرة سامدةْ
ما آمنت إلا بقرآنها عقيدةً خالصةً خالدةْ
عافت هواها لهوى دينها راضيةً شاكرةً حامِدَةْ
"ديوانه: 260- 261". تموز/1962م.
12- قصيدته النارية الرائعة "إلى المتخاذلين"، هي من (مجزوء الوافر):
ستذبحكمْ فلسطينُ و تشويكم فلسطينُ
و تأكلكم فلسطينُ قريبا ، يا ملاعين!
لقد بانتْ خيانتُكمْ كما وضحتْ جنايتُكمْ
و قد عاثتْ بطانتُكمْ كما عاثَ الشياطينُ
حسِبناكمْ لنا سَنَدَا و نرجو منكُمُ مَدَدَا
لقد عادَ الرّجاءُ سُدَى فسُحْقًا يا ثعابينُ!
فتصريحاتُكُمْ كَذِبُ و لم يمنعْكُمُ أَدَبُ
أحقّا أنتُمُ عَرَبُ؟ ! صِراحٌ أم صَهايين؟
لَكُمْ بشعوبِكُمْ نَسَقُ مع الأعداء يتفق
فلم تثقوا و لم يثقوا بِكُمْ مُذْ ماتَ (رابينُ)
مشيْتُمْ في جنازَتِهِ و نُحتم في مناحتِهِ
كأتباعٍ لِمِلَّتِهِ ألم يمنعْكُمُ الدِّينُ ؟!
أتبقَونَ أذلّاءَ ، و للكفرِ أحبّاء ؟!
خنوعينَ لمن شاء على الأهلِ فراعِينُ
إذاعاتٌ لَكُمْ تَعوي وعن إجرامِكُمْ تَروي
قريبًا صرحُكُمْ يَهوي و تختلُّ الموازينُ
لقد ظهرتْ مساويكُمْ و أخزتْكُمْ مَخازيكُمْ
أما فيكُمْ ... أما فيكُمْ غَيُورٌ عندَهُ دِينُ ؟!
أما فيكُمْ أخو شَرَفِ يَهُبُّ بنجدَةٍ وَ يَفِي ؟
كفى كَذِبَاً على الصُّحُفِ بما تَحوي العناوينُ
"ديوانه: 415- 417". حزيران/2001م
المراجع
*أولا- الكتب:
1- ديوان وليد الأعظمي: الأعمال الشعرية الكاملة. تقديم المستشار عبد الله العقيل، ط3، دار القلم - دمشق، أيار/ 2004م.
2- شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث. للأستاذين أحمد الجدع وحسني جرار، ج5، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، 1978م.
3- معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين. لأحمد الجدع، ط 1، دار الضياء - عمان، 1420هـ.
4- أبرز الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين. سيد أحمد بن محمد السيد؛ كاتب البحث والترجمة، (مخطوط أكثر من 400 ص).
5- تتمة الأعلام للزركلي. لمحمد خير رمضان يوسف ط3 موسعة، دار الوفاق عدن، الجمهورية اليمنية، 1436هـ - 2015م.
6- ذيل الأعلام للزركلي. لأحمد العلاونة، ط 2، دار المنارة - جدة، دار ابن حزم بيروت، 1432هـ - 2011م.
7- من أعلام الدعوة و الحركة الإسلامية المعاصرة. م. عبد الله العقيل، ط7، دار البشير- جدة، 1429هـ - 2008م.
8- تكملة معجم المؤلفين لكحالة. محمد خير رمضان يوسف، ط2 موسعة، منتدى العلماء، شركة إيلاف إسطنبول تركيا، 1439هـ - 2018م.
9- إتمام الأعلام للزركلي. د. نزار أباظة، ط 3 معدلة، دار الفكر - دمشق، 1440هـ - 2019م.
*ثانيا- المقالات ومواقع الشابكة:
أ- موقع "قصة الإسلام". د. راغب السرجاني: (وليد الأعظمي)، نشر في 16/7/2008م.
ب- موقع "الحزب الإسلامي العراقي" ترجمة ذاتية للشاعر بقلمه كتبها يوم 20/7/2003م، ومقال في الموقع عينه عنوانه: "شعراء الدعوة الإسلامية الشاعر وليد الأعظمي". للدكتور محمد جواد المشهداني.
ج- موقع "رابطة أدباء الشام" مقالة: (ديوان وليد الأعظمي: الأعمال الشعرية الكاملة) للأستاذ مسعود خيري في 26/2/2005م.
د- موقع "موسوعة عريق" مقال: (وليد الأعظمي شاعر وخطاط ومؤرخ وداعية إسلامي).
هـ- "أرشيف مُنتدى الفصيح": (في رثاء وليد الأعظمي) د. أبو أسامة السامرائي، على "المكتبة الشاملة الحديثة".
و- مقالة: (وليد الأعظمي .. شاعر الشعوب المسلمة)، موقع "الإخوان المسلمون". ز- مجلة الأدب الإسلامي. العدد 41، ص: 26- 27.
ح- معلوماتي الشخصية.
الأستاذ وليد الأعظمي في شيخوخته
وسوم: العدد 988