الشاعر والروائي الروسي بوريس باسترناك ( 1890 _ 1960 )
ولد بوريس ابناً لرسام يهودي شهير هو ليونيد باسترناك ، وأم عازفة بيانو في فرقة موسيقية . ودرس هو الموسيقا ، ثم درس الفلسفة في جامعة موسكو ، وفي جامعة ماربورج بألمانيا . وكانت أول بصماته في عالم الأدب عدة دواوين شعرية ، هي " التوأم بين السحب " في 1914 ، و " فوق الحواجز " في 1917 . وتميزت دواوينه التالية " أختي الحياة " في 1922 ، و " موضوعات وتنوعات " في 1923 ، و " السنة 1905" في 1927 ، و " ميلاد ثانٍ " في 1932 ، و" قصائد " في 1933 ؛ باستعمال جديد للغة ، وبثراء الاستعارة ، وبمتانة الصياغة ، وتفرد الإيقاع الشعري . وكان شعره ، بسيره على نهج الشعر الروسي منذ زمن الشاعر أليكساندر بوشكين ، وبتأثره في ذات الوقت بمنجزات الطليعة الأوروبية الشعرية ؛ حوارا متصلا حيويا يركز على التعبير عن الانطباعات الأساسية الأصلية في الحياة ، واصطياد الوجود الخاوي الهارب مستعملا إيقاعا حيويا خلاقا . وبدا أنه استهدف في قصائده التي كتبها بعد 1946 ان تكون ذات بساطة تقليدية خالصة من أي زخرف . وكتب عددا من القصص القصيرة بين عامي 1918 و 1924 ، وفي 1931 نشر سيرته الذاتية " السلوك الآمن " . وأثارت روايته " دكتور زيفاجو " ، التي شرع في كتابتها في 1946، ولم تنشر إلا في 1957 في ترجمة إيطالية ، عليه غضب الحزب الشيوعي والمؤسسة الأدبية الروسية . ولم يستطع استلام جائزة نوبل للأدب التي حازها في 1958 . وقضي بقية حياته متقاعدا منعزلا . وتدور رواية " دكتور زيفاجو " حول طبيب في سنوات الاضطراب الثوري وما بعدها ، وجوهرها الصراع الثوري الأبدي بين الثورة والمثقف ، وعبر فيها باسترناك عن ذلك الصراع بثنائية متواصلة من السرد الملحمي والغنائية الداخلية في النص . ويقف باسترناك الشاعر في مصاف عظماء الشعر العالميين في القرن العشرين ، وفي الرواية يعد مبدع تحفة روائية واحدة فحسب . وكان أيضا مترجما مبدعا لأدب شكسبير ، ولقصائد شعراء فرنسيين وألمان آخرين .
*موسوعة كاكستون البريطانية الجديدة .
وسوم: العدد 989