الشيخ الداعية الشهيد مطيع الرحمن نظامي

sdfdfd10551.jpg

(1943_ 2016م) / ( 1362_ 1437م)

هو الشيخ الداعية العالم، والوزير الشهيد مطيع الرحمن نظامي أمير الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش 2001، داعية إسلامي بارز، وزير الزراعة، ثم الصناعة في حكومة خالدة ضياء بين عامي: (2001 – 2006).

المولد، والنشأة:

ولد الشيخ العالم مطيع الرحمن نظامي في شمال بنغلاديش عام 1362 / الموافق 1943م.

الدراسة، والتكوين:

نال تعليمه في المدارس الدينيّة بإقليم البنغال، نال درجة الدكتوراه من جامعة دكا في الاقتصاد.

انضم في عام 1960 إلى الرابطة الإسلامية في باكستان التي حلت في عام 1971 لمعارضتها الانفصال عن باكستان.

اضطر بعدها لمغادرة البلاد التي لم يعد إليها إلا عام 1978 بعدما سمح الرئيس ضياء الرحمن للقيادات الإسلامية التي كانت تعارض انفصال بنغلاديش بالعودة إلى ديارهم من جديد.

اعتقل الشيخ مطيع الرحمن سنة 2010 بتهمة إيذاء المشاعر الدينية، ثم اعتقل بعدها في العام نفسه للاشتباه بأنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية إبان حرب الانفصال عن باكستان.

واتهم بترؤسه جماعة بدر المسلّحة التي وقفت إلى جانب الجيش الباكستاني، وجناح الطلبة في الجماعة الإسلاميّة.

وحكمت محكمة تفتقر إلى أبسط قواعد العدالة على الشيخ مطيع الرحمن في 29/10/2014، في العاصمة البنغلاديشيّة بالإعدام، مدفوعة بالتعصّب القومي، وحب الانتقام من الإسلاميين، الذين يحظون بثقة الشارع البنغالي، بعد شهرين من الحكم على الشهيد عبد القادر ملا بالإعدام،

واتهم بتنسيق الإبادة والاغتصاب وقتل عدد من كبار المثقفين خلال الصراع، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتعذيب والاغتصاب وتدمير الممتلكات خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971، والتي استمرت 6 شهور، وهي تهم تنقصها الأدلّة والبراهين.

وجاء في بيان الجماعة الإسلاميّة :" إن القضاة في المحكمة المذكورة يميلون إلى تجريم المتهمين تنفيذاً لتوجيهات الهند بتصفية الوجود الإسلامي في بنغلادجيش من خلال شنق كل المتهمين التسعة المذكورين بجانب مضايقة الشهود و كل من يدافع عنهم".

وعينت الحكومة قضاة اختارتهم بعناية حتى يقوموا بإصدار ما تملي عليهم الحكومة من الحكم تجاه هؤلاء القادة وهو إعدامهم شنقا، حيث بدأ عدد من وزراء الحكومة الحاليين بإطلاق التهديدات والتصريحات بشأن ضرورة إعدام قادة العمل الإسلامي قبل إصدار الحكم من المحكمة، وقد فضحت تلك القضية جريدة إكونوميست (Economist) اللندنية في تقارير نشرتها حول هذه القضية.

وفي شهر أغسطس الماضي أصدرت المحكمة العليا في بنغلاديش حكما قضائيا بمنع الجماعة الإسلامية من المشاركة في الانتخابات ويعتبرها مخالفة لدستور البلاد.

وقال رئيس المحكمة القاضي معظم حسين وسط حماية مشددة وكمية كبيرة من الحرس في المحكمة: "ها نحن نعلنها بالتالي غير قانونية"!

وعندما صدر قرار المحكمة الجائر، لم يسع مطيع الرحمن للحصول على عفو رئاسي.

ورغم المناشدات المحلية والدولية بالعدول عن تنفيذ هذا الحكم الجائر، بحق رجل تجاوز السبعين من عمره، فقد نفّذ حكم الإعدام في سجن دكا المركزي بالشيخ مطيع الرحمن نظامي ، في الحادي عشر من مايو/أيّار 2016، شنقاً حتّى الموت، لإدانته بجرائم ملفقة لم يرتكبها وقعت خلال حرب التحرير عام 1971.

وقبيل تنفيذ الحكم استدعت السلطات أفراد عائلته لتوديعه بعد أن رفض طلب العفو من رئيس الدولة، قائلا إنه "سيطلب العفو من رب العالمين".

وصف القائم بأعمال رئيس "الجماعة الإسلامية"، مقبول أحمد، إن نظامي كان ضحية "انتقام سياسي".

وسبق إعدام نظامي إعدام خمسة من القادة البارزين من الجماعة الإسلامية ومن حزب خالدة ضياء، كما حكم على عدد كبير من القادة بالمؤبد وبالإعدام؛ من قبل محكمة جرائم الحرب منذ عام 2013، وهو القيادي الخامس في "الجماعة الإسلامية" الذي نُفذ فيه حكم الإعدام، بالإضافة إلى علي إحسان، محمد مجاهد، وعبد القادر ملا، ومحمد قمر الزمان، الذين أعدموا جميعا بتهم مماثلة.

ومنهم شيخ ثمانيني هو الشيخ عبد السبحان عضو البرلمان سابقا، ونائب أمير الجماعة الإسلامية، ومير قاسم أحد أبرز الشخصيات الإعلامية والخيرية.

وقال مدير قسم آسيا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية: "في حين يعتقد العديد في بنغلاديش أن نظامي مذنب ويريدون معاقبته، ولكن العدالة لا تتحقق سوى عبر المحاكمات العادلة.. بدلا من الشنق المعجّل، كان يجب على السلطات في بنغلاديش أن تفعل كل ما في وسعها لضمان حصول الضحايا على إجابات دقيقة حول المسؤولية عن جرائم بهذه الخطورة."

وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرار حكم الإعدام بحق زعيم الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، وأبدى استغرابه من حجم "الحقد والكراهية" تجاه هذه القضية، مؤكدا أن تلك الأحكام غير ديمقراطية وغير عادلة.

أصداء الرحيل:

كلمة حب في رثاء الزعيم الراحل مطيع الرحمن نظامي:

كتب الأستاذ الداعية إبراهيم منير نائب المرشد العام في جماعة الإخوان المسلمين يقول: عرفته ناشطاً في العمل المجتمعي، وعضواً في اتحاد المنظمات الطلابية العالمية ممثلاً لطلاب بلاده، ثم أستاذاً جامعياً، وعضواً منتخباً فاعلاً في برلمان بنغلادش، ثم وزيراً مشاركاً في الحكم لمدة ست سنوات مع الحزب القومي بقيادة السيدة خالدة ضياء الدين، ثم أميناً عاماً للجماعة الإسلامية في بنغلادش، ثم شهيداً (بإذن الله) على حبل مشنقة رئيسة وزراء بنغلادش العلمانية في العاشر من أيار 2016م وقد بلغ الثانية والسبعين من عمر مبارك فاعل يشهد عليه من عرفوه... سهلاً مقبلاً على خدمة دينه وبلاده وشعبه بسلمية لا يبلغها غير مؤمن بسمو هدفه ويدعو إليه بلا إفراط ولا تفريط.. ثم شهيداً جسوراً صلباً لا يلين عندما ارتقى مع حبل المشنقة ليلحق بركب من سبقوه على درب الشهادة.

لا أدري كيف أنعاك أخي الشهيد وألم فقدك الذي فجر الدمع المحبوس في عينيّ المريضتين لا يكفي لرثائك، ولا رثاء إخوانك الذين سبقوك على مقصلة نظام حكم بلادك الذي يسيطر على شعبك بالحديد والنار، مخالفاً كل قواعد الدساتير والقوانين برعاية إقليمية ودولية معتمداً على نطقه بكبيرتين مقابل الشهادتين اللتين تظلان الناس برحمة الله (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

الكبيرة الأولى: التي تدخل نظام حكم بلادك في حماية المنظومة الدولية، وهي ما أعلنته رئيسة الوزراء بأن بنغلادش لم تعد دولة إسلامية بل دولة علمانية، متجاهلة لتاريخ دامٍ انفصل به شعب بنغلادش عن الهند وما زالت آثاره السلبية من دماء وتشريد وهدم لمقومات مدنية ودينية قائمة.

الكبيرة الثانية: هي حرب النظام على كل من ينتمي إلى الإسلامي الوسطي الذي يحرص على السلمية في عمله كما يحرص على استقلالية فكره وعدم رضوخه لهيمنة أي قوة أخرى، فيحرم من تدعمه هذه المنظومة الدولية من ذريعة استخدام العنف ضده ليواصل بهذه الذريعة أرهابه.

رحمك الله أخي الشهيد ورحم كل إخوانك.. من سبقوك.. ومن هم ما زالوا على الطريق وعلى قائمة حكم فاسد بغيض.. لم يبدّلوا ولم يغيروا خدمة لدينهم وبلدهم وشعبهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أخوك إبراهيم منير

نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" يستنكر إعدام زعيم الجماعة الإسلامية في بنغلاديش:

استنكر الأمين العام "للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الدكتور علي محيي الدين القره داغي إقدام السلطات في بنغلاديش على إعدام زعيم "الجماعة الإسلامية" في بنغلاديش الشيخ مطيع الرحمن نظامي.

ووصف القره داغي في بيان له اليوم، القرار القضائي بإعدام نظامي بأنه "مسيس بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"، وقال بأنه "تجاهل النداءات التي طالبتهم بإيقاف تنفيذ هذا القرار الجائر، والتي كان على رأسها نداء الاتحاد رئيساً وأميناً عاماً وأعضاءً".

وندد القره داغي بالصمت الدولي والعالمي تجاه القضايا العادلة وبخاصة عندما تتعلق بالإسلام والمسلمين، وحذر من أن غياب العدالة، وحقوق الإنسان، هو ما يفجر شرارة التشدد والتطرف والسبب الرئيسي عندئذ هو استبداد المستبدين وصمت العالم عليهم بل وتأييده لهم أحياناً.

وطالب القره داغي "منظمة التعاون الإسلامي والدول الإسلامية إلى العودة إلى الله عز وجل والخوف منه، والوقوف مع العدل، ومواجهة الظلم والتصدي له أينما كان، والتفريق بين قرارات ظالمة تصدرها مؤسسات تحمل اسم العدل بينما هي بعيدة كل البعد عن هذا العدل وتحقيقه بين الناس، وبين العدل الحقيقي الذي تنشده الشعوب وتطوق إليه وهي لا تجده في زمننا هذا للأسف الشديد"، وفق تعبيره.

وكانت السلطات في بنغلاديش قد أعدمت أمس الثلاثاء زعيم الجماعة الإسلامية، أكبر حزب في بنغلاديش، مطيع الرحمن نظامي، بعد اتهامه بجرائم وقعت خلال حرب الاستقلال، منذ 45 عاما، وهو الأمر الذي طالما نفاه.

وأعدم نظامي بعد نفيه جميع التهم الموجهة إليه، ورفضه الاعتراف بأي منها، والتقدم بطلب العفو الرئاسي، ليكون رابع قيادي في الجماعة الإسلامية ينفذ فيه الإعدام، في الأعوام الأخيرة.

ونظامي هو أحد أبرز علماء البنغال، ولد في الهند البريطانية، وتخرج من جامعة دكا بدكتوراه اقتصاد.

شارك نظامي في الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى عام 1986. وفي كانون أول/ ديسمبر عام 1988 لقب أمينا عاما "للجماعة الإسلامية".

في عام 1991، انتخب عضوا للبرلمان، وبعدها انتخب رئيسا للوفد البرلماني، وفي العام التالي تم تشكيل لجنة القضاء على المتعاونين والعملاء، وخاض وقتها معركة ثلاثية في البرلمان والمحكمة والشارع العام.

وفي عام 2000، أعلن أنه أمير "للجماعة الإسلامية" في نتائج الانتخابات في اختيار أمير للجماعة الإسلامية.

كما تولى نظامي حقيبة وزارية في حكومة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء، بقيادة الحزب القومي البنغلاديشي، قبل أن ينتخب عدة مرات في البرلمان.

وألقي القبض عليه عام 2010، بتهمة إيذاء المشاعر الدينية، ثم اعتقل بعدها في العام نفسه.

ووجهت له محكمة أنشأتها رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، في عام 2010، تهمة ارتكاب جرائم حرب، وحكم عليه بالإعدام من قبل المحكمة الخاصة.

واتهم نظامي بأنه كان القائد الأعلى لمليشيا "البدر"، وهي قوات ساعدت الجيش الباكستاني في التعرف على النشطاء المؤيدين للاستقلال في بنغلاديش وقتلهم.

وفي رده على حكم إعدامه، دافع نظامي عن نفسه، قائلا وقتذاك إن "التهم الموجهة إلي مستوحاة من عالم الخيال، وهي أكذوبة التاريخ، حيث لا توجد أدنى علاقة لي بأي من التهم الموجهة إلي".

sdfdfd10552.jpg

جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تدين إعدام الشيخ مطيع الرحمن نظامي

أكدت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن حكومة بنغلادش عملت على محاولة "تصفية قادة أكبر حركة إسلامية موجودة في بنغلادش، إمعانا منها في العداء للمشروع الإسلامي الحضاري".

واستنكرت -في تصريح صحفي لها الأربعاء- تنفيذ الحكم، الذي وصفته بالظالم، بإعدام أمير الجماعة الإسلامية في بنغلادش، الشيخ مطيع الرحمن نظامي، الذي وصفته بأنه قامة إسلامية كبيرة وداعية كبير، مؤكدة أن هذا الأمر يأتي ضمن "مسلسل طويل من الجرائم التي ترتكبها حكومة بنغلادش بحق الإسلام والمسلمين والإنسانية عامة".

وأقدمت السلطات في بنغلادش، الثلاثاء، على إعدام زعيم الجماعة الإسلامية (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، مطيع الرحمن نظامي، في السجن المركزي بالعاصمة دكا، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب.

وكان وزير الداخلية البنغالي، أسد الزمان خان كمال، أعلن في وقت سابق، الثلاثاء، أن جميع التحضيرات اكتملت لتنفيذ حكم الإعدام، كما دعت السلطات بعض أفراد عائلة "نظامي" للحضور إلى السجن، حيث التقوا به، لافتا إلى إن العدول عن تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق مطيع الرحمن نظامي لا يمكن إلا بموجب عفو من رئيس البلاد.

وطالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حكومات الدول الإسلامية بأن يكون لها "موقف واضح تدافع فيه عن هؤلاء العلماء والدعاة المخلصين، وأن يعملوا على وقف هذه الإجراءات الظالمة بحقهم".

كما طالبت المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بأن تعلن دفاعها ووقوفها مع "المظلومين من أبناء هذه الجماعة".

وأشارت إلى أنها ترسل أشد الإدانة لحكومة بنغلادش، مطالبة إياها بالتوقف عن سفك الدماء البريئة الطاهرة لهؤلاء الدعاة الصادقين، الذين يحبون بلادهم، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيلها.

وتابعت: "كما أننا في هذا المصاب الكبير لنستذكر مواقف الشيخ المشرفة، التي كان منها دعوته للجماعة الإسلامية بأن تضبط النفس، وأن تحرص على سلميتها في الاحتجاج والمعارضة والدعوة إلى الله، كما نذكر لفقيد الأمة موقفه المشرف في رفض الاعتذار، فكيف لمن لم يرتكب جريمة أن يعتذر عنها؟!، ولا يفوتنا هنا أن نعزي إخواننا في الجماعة الإسلامية في مصابهم العظيم، ونسأل الله لهم الثبات والعون في هذه المحنة التي يمرون بها".

واختتمت بقولها: "رحم الله الشيخ مطيع الرحمن نظامي، وأدخله فسيح الجنان، وجعل دماءه لعنة على الظالمين، وثبت الله إخوانه في الحفاظ على دعوتهم والتزامهم بهذا المنهج الإسلامي الوسطي، الذي تميزوا به، وعرف عنهم على مدى عقود طويلة".

ورفضت المحكمة العليا في بنغلادش، الخميس الماضي، الطعن المقدم في حكم الإعدام الصادر بحق "نظامي"، في 29 تشرين أول/ أكتوبر 2014، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، فضلا عن التعاون مع الجيش الباكستاني، خلال حرب استقلال بنغلادش في عام 1971.

عن الجماعةِ الإسلاميّة في بنغلادش، والشّيخ الشّهيدِ مطيع الرحمن نظامي، والخذلان المرّ

كتب الأستاذ محمد خير موسى

الثلاثاء 10 شعبان 1437 - 17 مايو 2016

ساعاتٌ ثقيلةٌ مرّت ونحنُ نتابعُ سيرَ تنفيذ حكم الإعدام بالشّيخ الشهيد مطيع الرحمن منذُ تأكيد المحكمة العليا لحكم الإعدام، كانَ الحدثُ كبيرًا ولكنّ الصّدى بالكادِ كان يتردّدُ في جنباتِ الأمة التي أثخنَتها الجراح.

هناكَ في بنغلادش التي انفصلت عن باكستان عام 1971م يعيشُ رموزُ وأبناء الجماعة الإسلاميّة ظلمًا يفوقُ التصوّر، هذه الجماعة التي تأسّست في عام 1941م وهيَ امتدادٌ للجماعة الإسلاميّة التي أسّسها الإمام أبو الأعلى المودودي رحمه الله تعالى، وقد وقفت الجماعةُ الإسلاميّة موقفًا راسخًا مشرّفًا في وجه الانفصال عن الباكستان ودعمت الوحدة من منطلقٍ شرعيٍّ يرفضُ تقسيمَ دول العالم الإسلاميّ وتفتيتها الرّامي إلى تسهيل ابتلاعِها، وها هي الجماعة الإسلاميّة في بنغلادش تدفعُ اليوم ثمنَ مواقفها، وتُحارَبُ بطريقةٍ في غايةٍ الاستفزازِ لمشاعرِ المسلمين وما مُستَفَزّ.

فالمجرمة حسينة واجد رئيسةُ وزراء بنغلادش ـ وهي كبرى البنات الخمس لمجيب الرحمن مؤسّس وأوّل رئيس لبنغلادش والذي قاد حرب انفصالها عن الباكستان ـ ما زالت عربدتُها مستمرةً ضدّ كلّ أبناء ورموز الجماعة الإسلاميّة وسط خذلانٍ إسلاميٍّ مُرٍّ ومريبٍ؛ ففي عام 2013 م أُعدم الشّيخ عبد القادر ملّا زعيم الجماعة عن عمر ناهز 67 عامًا، ومحمد قمر الزمان الأمين العام المساعد للجماعة عن عمر ناهز 63 عامًا، وفي عام 2005 أُعدمَ علي إحسان مجاهد الأمين العام الأسبق للجماعة، وها هو يُعدَم الشيخ مطيع الرّحمن نظامي عن عمر ناهز 73 عامًا؛ وكلّ هؤلاء أُعدموا بتهمة ارتكاب جرائم عام 1971 م ومساندة الجيش الباكستاني، أي أنّهم أعدموا بسبب موقفهم الرّافض لانفصال بنغلادش عن الباكستان، وقد نُفذّت أحكام الإعدام هذه وغيرها وفي الحلق طعمُ الخذلانِ المرّ.

وقبيل تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ مطيع الرّحمن زاره أهله لوداعه، وينقل ابنه د. نعيم الرّحمن أنّه قال لهم: لقد عشتُ ثلاثةً وسبعين عامًا، وأصبتُ بأمراض مختلفة، وكان يمكن أن ألبّي نداء الموت في أيّةِ لحظة ، ولكنَّ الله أكرمني بالشَّهادة في سبيله، فلا تجزعُوا ولا تطلبُوا العفوَ لي من أحدٍ سوى الله، ولا تَدعُوا لي بالحياة بل ادعوا لي بالثَّبات والقَبول عند ربّي، فالشّهادة في سبيلهِ أسمى أمانِينَا.

بأيّ عينٍ ننظرُ إليكَ أيها الإمامُ الشّهيدُ الذي سقيتَ كلماتِك بدمكَ فانتفضَت حيَّةً تصفعُ كلّ من خذلَها؟!

وكيفَ سيواجهكُ المسلمونَ يومَ القيامةِ وقد خذلوكَ وخذلُوا إخوانَك من قبلكَ، بل ربّما لم يكترث كثيرونَ منهم لما حلّ بكَ أو بإخوانِك من قبلك ولِما سيحلّ بهم من بعدك؟!

الشهيد مطيع الرحمن نظامي ضحى بحياته من أجل إقامة دولة إسلامية:

الجماعة الإسلامية

أصدر أمير الجماعة الإسلامية الشيخ الدكتور شفيق الرحمن اليوم الأحد الموافق لـ9 مايو 2021 بيانا تذكر فيه مناقب ومآثر أمير الجماعة الإسلامية السابق والمفكر والكاتب الإسلامي والعالم الديني الجليل ووزير الصناعة والزراعة السابق, والنائب البرلماني السابق الشهيد مطيع الرحمن نظامي الذي أعدمته الحكومة القمعية في 11 مايو 2016 بعد أن أدانته في قضية ملفقة ومفبركة لا أساس لها من الصحة من أجل تحقيق الانتقام السياسي، مضيفا بأن الشهيد مطيع الرحمن نظامي معروف لدى الشعب البنغلاديشي ، فهو عالم دين ومفكر إسلامي ومن الأسامي التي ستكون خالدة في ذاكرة الشعب البنغلاديشي، عرف عنه صدقه وكرمه وتواضعه وشفافيته وهو ما أكسبه شعبية واسعة ومكانة فريدة لدى الشعب، وقد كان يتمتع بصفات قيادية منذ نعومة أظفاره ما أهله لأن يكون قياديا في جميع مراحل حياته التي كرسها من أجل نشر التعاليم والقيم والمبادئ الإسلامية السمحة ،وكسياسي كافح طوال حياته من أجل رفاهية الشعب، وقد انتخب عضوا للبرلمان لمرتين الأولى في عام 1991 والثانية عام 2001 بأغلبية ساحقة، وسيتذكر الشعب البنغلاديشي دوره الفعال والبناء في العديد من القضايا في البرلمان الوطني، وبالذات في قضية حصول المدارس القومية ومناهجها على الاعتراف الرسمي والمعادلة الحكومية لشهاداتها، مشيرا إلى أن الجميع يشهد له بالبنان لكفاءته ومهنيته وشفافيته ونزاهته في إدارة دفة وزارة الزراعة وبعدها وزارة الصناعة التي تحولت بفضل جهده وتفانيه وإخلاصه في قيادة دفتها إلى وزارة ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واستطاع أن ينتشله من حالة الغرق التي كان يعاني منها .

وتابع قائلاً: إن صيته لم يكن مقتصراً على الصعيد المحلي فحسب؛ بل ذاع صيته على الصعيد العالمي أيضا، إذ ادرجته مجلة أردنية في عام 2006 في قائمة الـ500 شخص الأكثر تأثيرا ونفوذا على مستوى العالم، وفي قائمة أخرى صدرت عام 2009 كان الشهيد مطيع الرحمن نظامي من بين الـ50 شخصا الأكثر تأثيرا ونفوذا على مستوى العالم الإسلامي .

ألف العديد من الكتب الإسلامية التي ساهمت بشكل كبير في إثراء الشخصية الإسلامية للفرد والانطباع الإسلامي للأسرة والمجتمع ، حضر العديد من الندوات والمؤتمرات على الصعيد العالمي ،وكانت لكلماته أبرز الأثر في نفوس الحاضرين

إن الحلم الذي كان يراود الأعداء بأن إعدام الشيخ مطيع الرحمن نظامي ستكون بداية النهاية للجماعة الإسلامية وأن قيادتها ستتأثر بشكل كبير أريد أن أقول لهؤلاء أن كل قطرة من دم الشهيد مطيع الرحمن ستكون مصدر إلهام وقوة لمنتسبي الحركة الإسلامية في البلاد ولن يذهب قطرة من دمه سالت على أرض هذا البلد هدراً، مبينا أن يوم 11 مايو 2016 هو يوم أسود مشؤوم في التاريخ السياسي لبنغلاديش.

مطيع الرحمن نظامي

وكتب الشاعر الإسلامي الكبير محمد فريد الرياحي قصيدة رثى فيها الشهيد مطيع الرحمن نظامي في 16حزيران 2016م

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً).

كـريـم أنــت أنــت ابــن الـكرام     ...   وأنـت الـوهج في غلس الظلام

وأنـت الـحُرّ هـل في الحُرّ شك     ...     وأنـت الـحَرّ في الكرب الجسام

وأنـت الـحي تـرزق فـي الـمنايا     ...     وفـيك من الهدى مسك الختام

وأنـت بـما عـملت غـنمت أجـرا     ...   وأجـــرك بـالـتـقى دار الــسـلام

وأنــت إذا دعـيت طـلعت بـدرا     ...   وأنـــت الـنـور يــا بــدر الـتـمام

ربـحـت وأنــت بـالإيـمان تـبقى     ... ومــا ربـحـت فـلول بـني نـعام

وذكــرك بـالـعناية لـيـس يـفنى     ... وأمـــرك بـالـهـدى بــيـن الأنــام

وهـديك فـيك بـالسبع الـمثاني     ...     وسـعـيك مـنـك بــالآي الـعـظام

وأنـت مـن الإمـامة فـي هـداها     ...     وفـيك مـن الـهدى سمت الإمام

وأنـت مـن الـملاحم فـي لظاها     ...     وأنـت مـن الـملاحم فـي الأمام

وأنــت مـن الـعزائم فـي سـناها     ...     وأنـت مـن الـعزائم فـي الـسنام

وأنــت لـها إذا لـظيت وهـاجت     ...     وقـال الـقوم حـي عـلى الحِمام

وأنـــت وأنــت بـالإيـمان تـعـلو     ...   ولا يـعلى عـليك مـن الـطوامي

مــطـيـع أنـــت لـلـرحـمن عــبـد     ...     وأمـرك لـيس يـخفى يا نظامي

ونــهـجـك بـالـعـبادة مـسـتـقيم     ...   ووهـجـك بـالـصلاة وبـالـصيام

وعزمك في المكاره فرض عين     ...   وحـزمك فـي مـقارعة الخصام

هــم الأنــذال فــي نــار تـلـظى     ...     فــلا تـحـزن عـلى الـقوم الـلئام

ألـيس الـعيش عيش بني قُرَيْد     ...     حـرامـا مــن حـرام مـن حـرام؟

مـقامك فـي الجنى جنات عدن     ...     وحـظك فـي الـمَنى أعلى مقام

عـليك مـن الـرضى ما أنت فيه     ...     مــن الـجـنات يــا نـسل الـكرام

سائلاً الله العلي القدير أن يتقبل عبده الشهيد مطيع الرحمن نظامي من عباده الصالحين، وأن يسكنه فسيح جناته.

-مصادر الترجمة:

(1) نافذة مصر، 11/5/2016 تعرّف على الشيخ مطيع الرحمن نظامي.

(2) سي ان ان العربيّة بنغلاديش تعدم القيادي الإسلامي مطيع الرحمن نظامي شنقا بتهمة "جرائم حرب".

(3) قناة الجزيرة الفضائيّة مطيع الرحمن زعيم إسلامي أعدمه نظام بنغلادش.

(4) مجلة البيان 15/4/2016 الحرب على الإسلام في بنغلاديش.

(5) مجلة الغرباء، السنة الخامسة عشرة، العـــدد 185

(6)-موقع رابطة العلماء السوريين.

(7)-موقع رابطة أدباء الشام.

(8)- مجلة الأمان الصادرة في لبنان.

(9)- موقع الجماعة الإسلامية في بنغلاديش.

(10)- مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1055