الشاعر الإسلامي المعاصر الدكتور أنور الحجي
هو الطبيب، والشاعر السوري الموهوب د. أنور الحجي .
له شعر كثير، جيد، ومعظم شعره في الغرض الإسلامي والسياسي، والوجداني.
أمــي:
ويبقى موضوع الأم من الموضوعات الأثيرة في حياة الإنسان، ولاسيما الشعراء، فهم أرهف إحساساً من غيرهم. يقول الشاعر د. أنور الحجي متذكرا والدته الحنون:
وَتَطـوفُ ذِكـراكِ الحَنـونَـةِ غُـربَتي
فـــأعـيـشُ تـاريخـــاً مِــنَ الأشـواقِ
وأصــوغُ حَـــرفي مِن دُعـــاءِ مُتَيَّمٍ
لِيَـزورَ قَـبــــرَكِ خــاشِـعـاً بِعـنـــاقِ
وأنـــا تُــلاطِمُني الحَـيــاةُ فـأغتَـديْ
ذِكـــرَى تَـهِــلُّ بِـعَـودَتي وَفِــــراقي
أنـا طِفــلُ ذاكَ الأمـسِ ذاتَ عَشِـيَّـةٍ
لَـيُّ الغَصـــــونِ وَغَـضَّـــةٌ أوراقي
وَيَــداكِ حـائِمتـــانِ حَــولَ جَوانِحي
والعَـيـنُ نـــــائِـمَــةٌ بِــــــلا إطـبـاقِ
أنـا يـا حَنـيـنَ الأمسِ في ذاكَ الفَتى
إذْ تَسـهَــريـنَ وَقَـلـبُــكِ الخَفّـــــــاقِ
وأنا على زِندَيكِ أغــرَقُ في الدُّجى
وَكـــأنَّـــهُ صُـبحٌ مِـــنَ الإشـــــراقِ
وإذا كان د.أنور الحجي طبيب الأبدان، فإنه يعد الأم هي طبيب الروح:
آهٍ طَبيبَ الـــرّوحِ مَـنْ لِي إذْ ثَـــوى
قَـلـبي العَـلـيـلُ وَحُــرِّقَـتْ أعمــاقي
مَنْ لِي وَدَربُ الهَجرِ يَزفُرُ غاضِباً
واسْتَمسَكَ الــزَّمَــنُ الرَّديْ بِخِنـاقي
وَيَـداكَ مـا عــادَتْ تُـزيلُ مَــرارَتي
وَتُحِـيـلُـهـا عَسَـــلاً بِكُــلِّ مَـــــــذاقِ
والأم هي أجمل الخلق في عيون الأبناء البررة، وهي أحسن الأحلام، وأعذب الألحان، يناجيها الشاعر، فيقول:
يـــا عَيـنُ تُغـفـيـني بِكُـــــلِّ عَشِـيَّةٍ
وَتَعــودُ في حُلُمي المَـــــلاكَ الباقي
هِـيَ أجمَـلُ الأحلامُ أجمَلُ مـا تَـرى
في الحُــلْمِ أو في يَقـظَـةٍ أحـــــداقي
يــا أعَظمُ الكَلمــاتِ أجمَــلُ بــاقَـــةٍ
مِن وارِفــــاتِ الشِّـعـرِ في الأوراقِ
يــــا أحـرُفــاً بَحــرُ الحَـنـانِ مِدادُها
وَنُقــاطُهـا دَيـــنٌ عَلى الأعـنــــــاقِ
يــــا لَيتَني كُــنــتُ الشِّـــفـــاهَ لِقُـبـلَةٍ
وَرَحَــلــتُ في كَـفَّـيــكِ لِلآفــــــــاقِ
ويتهكم د. أنور الحجي من أعوان السلطة الذين قضوا أعمارهم في التطبيل والتزمير للطغاة.. فيقول تحت عنوان (قضيت العمر طبالا):
قَضَـيـتَ العُـمـــرَ طَـبّـــــالاْ
وَأفّـــــاكـــــاً وَقَـــــــــــوّالاْ
وَكـُنـتَ مَـــداسَ مَن كــانوا
لأهــــلِ الشِّـــــركِ أنســـالاْ
تَـبـــوسُ الـنَّـعـــلَ مُلـتَـمِسـاً
مِــنَ الشُّــــــذّاذِ أســـــمــالاْ
خَسِـرتَ العُـمـــرَ خَـنّــاســاً
وَوَســـــواســــاً وَدَجّــــــالاْ
تُحَـــــرِّفُ آيَـــــــةً تَـــرجو
مِــنَ الطُّغـيــــانِ أنـفــــــالاْ
فَبِئسَ العَـبــدُ مـــــا تَــرجـو
وَبِئـسَ العَـبــدُ مــــــا قـــالَ
فَـيـــا مَـن كـــــانَتِ الـدُّنـيـا
لَــهُ حِــــــلّاً وَتِــرحـــــــالاْ
غَــداً تَغـــــدو إلى جَـــــدَثٍ
تَـلـوكُ الْـمُــــرَّ أثـقـــــــــالاْ
وَفي مِـيـزانِكُمْ فَـــتــــــوى
بِقَـتــلٍ ســـــــامَ أطــفـــــالاْ
فَكَمْ أفـتَـيـتَ مِــــن دَجَـــــلٍ
وَكَــمْ خَــــرَّبـتَ أجـــــيــالاْ
سَـــلِ الْـبِـرمـيـلَ كَـمْ أودى
مِـنَ العُــبّـــادِ آجــــــــــــالاْ
غَــــداً والـغَـــــدُّ خَـــطَّ بِــهِ
دَمُ الأطـــفـــالِ إذْ ســـــــالَ
فـمـا يُنـجـيــــكَ طـــــاغِـيَةٌ
غَـــــــداً سَــتَــؤولُ مـــا آلَ
غَــــــــداً وَجَهَـنَّمٌ سُـعِـــرَتْ
لأهــــلِ الظُّــلـمِ مِكــيـــــالاْ
غَـــداً والمُـــلكُ لِلــمَــــولى
وَباقـي المُـــلكِ قَـــــــدْ زالَ
فَـمَـنْ يَحمـيـكَ يـــا فـــــاني
وَقَـــــدْ أفـضَـــيتَ أهــــوالاْ
غَــــداً وَيَــــداكَ قَـــدْ وَكَــتا
وَثَغـــرُكَ بَالـهــــوى مـــالَ
نِـفــاقُ الـمِـــــــرءِ لا يُنجي
وَلا يُـبـقي الـقَضــــا حـــالاْ
فَـهـــذا مـــــا عَـمِــلـتَ لَــهُ
فَلا تَـجـــتَـــــرُّ آمــــــــــالاْ
ومن شعر د. أنور الحجي الإسلامي هذه المدحة النبوية، حيث يقول في مطلع قصيدته ( يـا ســـيـد الأســيـاد):
يــا سَـيِّـدَ الأسيـادِ يا خَـيــــرَ الوَرى
بِهُـــداكَ رَكــبُ السَّـــائِـــرينَ يَسـيرُ
صَلّى عَلـيــكَ اللهُ مـا حَــطَّ الـنَّـــدى
أوْ طـارَ طَـيـرٌ أو شَـــدى عُصفـورُ
أوْرَفرَفَتْ فَـوقَ الغُصـــونِ حَمـامَـةٌ
وَتَـراقَصَتْ رَقـصَ النَّسيمِ زُهــــورُ
صَلّى عَلـيـكَ اللهُ تَــزهــو أحـــرُفي
وَتَفيضُ مِــن فَــرطِ الهِـيامِ سُـطورُ
يا مَـنْ أتيتَ إلى الحَـيــــاةِ بِـرَحـمَـةٍ
لِلـعـالَـمِـيـنَ فَــــأنْـــــوَرَ الدَّيجــــورُ
أشْــرَقْتَ حَتّى غـــــارَبَتْ ظُلُمــاتُهُ
وازْدانَ في سُــبُـلِ الحَـيـــاةِ الـنُّــورُ
الحُـــبُّ أنـتَ رَســــــولُــهُ وَإمـامُـهُ
وإلى الأمـــــــانِ مُـبَشِّـــرٌ وَبَشـيـرُ
إنْ أنَّ جِــــزعٌ مِن فِــــراقِـكَ حَسبُهُ
يَبْسٌ وفي يَـــومِ اللِّقـــــاءِ نَضيرُ
صَلَّى عَليكَ اللهُ مــا فــاضَ الـثَّـرى
أو مـــــاجَ بَحـــــرٌ بِـالــدُّعاءِ َيمـورُ
الـيَـومَ جِئْتُ الشِّـعــرَ أكـتُــمُ رَهبَتي
خَـجِـلٌ أنـــا والحَـــرفُ جِـــدُّ كَسيرُ
وكتب الشاعر د. أنور الحجي قصيدة أخرى محاكاة لمطلع قصيدة البوصيري في المديح النبوي الشريف والتي مطلعها (أمن تذكر جيران بذي سلم)، يقول فيها: ( أمن تذكر جيران بذي حلم):
أَمِـنْ تَـذَكُّـــــرِ جِـيــرانٍ بِــــــذِي حُـلُمِ
شَـــرِبتُ طَعمَ النَّوى في حَـرقَــةِ الأَلَمِ
وَذُبْتُ حَـــــرفــاً على أعـتـــابِ قـافِيَةٍ
وَذُبتُ شَـــــوقــاً إلى هــاماتِهِمْ بِفَمي
يـا مَــنْ يــروحُ إلى الحــاراتِ يَسألُها
مَنْ ذا يُــواسي دُروبَ الحَيِّ في الظُّلَمِ
وَمَـنْ يَخُـطُّ على الأبــــــــوابِ طَرقَتَهُ
وَمَــنْ يَـبُـثُّ لِـيَ الأشـــــواقَ في رُزَمِ
هوَ ذا يَـــــؤوبُ عـلى أدراجِـــهِ تَعِـبـاً
يُـفضي بِبَسـمَـتِـهِ شُـكــــراً على النِّعَمِ
فـإنْ شَـكَـوتُ مَـعَ الأيّـــــــامِ مِـن سَقَمٍ
تِمسايَــةُ الجــــارِ تُحيِي القَلبَ مِن سَقَمِ
وَفي الصَّباحِ وَنـــــورُ الصُّــبحِ مُنبَلِجٌ
تَفـتَــرُّ مِـنـهُ صَـبــاحُ الخَـيــرِ كـالـنَّغَمِ
كـــأنَّ سِـحـراً أتـــــاني حِـيـنَ أسمَعُها
فـأسْــتَـرِدُّ صَـباحَ الـنُّــــورِ مِن حُلُمي
قارة الخير:
ويتذكر الشاعر مدينته الرائعة قارة، فيقول:
يا قــارَةَ الخَيرِ كَــمْ ذِكـرى تُعـــاوِدُني
وَكَــمْ تَــراءَتْ لِـيَ الأيَّـــــامُ مِن قِـــدَمِ
وَكَـمْ رَسَـــمنا على أيّـــامِها صُـــوَراً
وَكَمْ دَرَجنا مَـعَ الأصحابِ دَرجَ ظَمي
هُـناكَ حَيثُ افْـتَـرَشنا الــــوِدَّ مَـزرَعَةً
هـُناكَ حَيثُ تَـــلاقى السَّــطرُ بِـالـقَــلَمِ
فَعَـلَّمـونا صُـنـوفَ الحَـــرفِ مَـدرَسَـةً
وأمطَــرونا وَفــيـــرَ العِــلـمِ كــالـــدِّيَمِ
في كُــلِّ مَـــدرَسَـةٍ كـــانَتْ لَـنـا أمَــلاً
في كُـلِّ راحِـلَةِ فَـيـضُ الــــزَّمـانِ هَـمِ
يـــامَنْ يَــروحُ إلى الأيَّـــامِ يُـرجِعُها
يـــا مَــنْ يَــــرُدُّ لَـنا رَسْـمـاً مِنَ الـرُّقُمِ
في كُـلِّ حَــدبٍ بَقــايــا مِـن حِكــايَـتِـنا
في كُـلِّ دَربٍ وُشـومُ الأمـسِ والـقَــدَمِ
يا قــارةَ الخَيـرِ مَهما الـبَـيـنِ أسـعَـدَني
أو كانَ في الهَجرِ بُرْءُ النَّفسِ مِن غُرُمِ
أنتِ المَـــــلاذُ لِسَــعـدي حِـيــنَ أفْـقِـدُهُ
وأنتِ لِلنَّفـسِ سُـقـيـا الــرّوحِ إنْ تُـضَمِ
فضل المعلم:
ود. أنور الحجي أخذ حظا وافرا من العلم، فهو يحترم العلم والعلماء لذا فهو لا ينسى فضل المعلم، ودوره في تربية الاجيال، فلنستمع إليه، وهو يقول بهذه المناسبة تحت عنوان (مـعـلـمي .........):
قُــمْ لِلمُعَـلِّمِ مــا اسْـتَطَعـتَ سَـــبيلاْ
واشْــكُــرْ عَطـــاهُ وأكـثِـرِ التَّبجيلاْ
وانْثُـرْ على كَـفَّـيـهِ أحـــــرُفَ آيَــةٍ
بِعطـــائِـــهِ لا تُخطِئِ الـتّــــأويـــلاْ
لا يَسـتـوي مَــن يَسـتَـفيضُ بِعِـلمِهِ
بِمُـغَـيَّـبٍ أمضى الحَـيـــاةَ جَـهــولاْ
قُــمْ لِلمُـعَـلِّـمِ بــاحْـتِـــــــرامٍ وَفِّــــهِ
مَهمـا وَفَـيْـتَ فَـقَــدْ وَفَـيـتَ قَـلـيــلاْ
يا صــــانِعَ الحُـلُـمَ الجَميلِ بِعِـلـمِـهِ
يا مَنْ جَعَـلتَ مِـنَ السَّحـابِ مَثـيـلاْ
يَهمي فَيُنبِتُ فـي الفَـيـــافي خَـيــرَهُ
وَيُظِــــلُّ مِـن حَـــرِّ النَّـهـــارِ مَقيلاْ
يـا مَنْ أنـارَ لَنا الدُّروبَ فأخْضَرَتْ
والصَّعـبُ أضحى في يَــدَيـهِ ذَليـلاْ
فَـتَـراهُ في مَسرى الـدُّروبِ مَنــارَةً
قَـــدْ خَـــطَّ في كُــلِّ العُـــلومِ سَبيلاْ
فَهُنـاكَ مَن يَبني الحَيــــاةَ حَضـارةً
وَهُـنــاكَ مَن يَهــدي الشِّفاءَ عَلـيـلاْ
وَهُـنــاكَ مَـن يَحمي البِـــلادَ بِعِلمِهِ
أوْ يَجعَـــلُ العَـلـمَ الأشَـــمَّ جَـلـيــلاْ
كُــلٌّ عَطــاءُ يَـدَيــهِ أثمَـــرَ جُهـــدُهُ
في كُــلِّ صَـــرحٍ لِلبِـنــاءِ رَعـيـلاْ
تُـبـنى الحَـيـــاةُ بِطـــالِـبٍ وَمُـعَــلِّمٍ
جِـيــلٌ مِــنَ الــرّوادِ يَـرفُــدُ جِـيـلاْ
عَـطَشُ الفَـتى لِلـعِــلـمِ أوَّلُ دَربِـــهِ
وَمُعَـلِّـمٌ يَشـفي العِـطــاشَ غَلـيـــلاْ
آهٍ على زَمَـنٍ مَـضى لَــو يَغـتَــدي
وَأعـيـشُ في زَمَني القَـديمِ رَحيــلاْ
فَيَـعـودُ بِـي دَربي لِـصَـفِّ مُعَـلِّمي
لا أبـغي في سَـفـري هُـنــاكَ دَليـلاْ
فَـبِـكُــلِّ راحِــلَـةٍ تَــرَكتُ طُـفــولَـةً
وَبِكُــلِّ صَـفٍّ صَــاحِـبــاً وَزَمـيـلاْ
وَعَلى دُروبِ الـذِّكـرَيـاتِ حَمــائِماً
تَشــــدو بِقــــارِعَـةِ المَسيرِ هَـديـلاْ
سـأصيرُ حَـيـثُ مُعَـلِّمي فـــأَضُمُّـهُ
وَعلى الجَـبـيـنِ أُزيـــــــدُهُ تَقـبـيـلاْ
وَأَخُـطُّ مِن دَمـــعِ الحَنينِ رِســـالَـةً
وَأَخـيـطُ مِن شَــوقِ الـرّؤى مِنديلاْ
لِمُعَـلِّمٍ أعطى الحَـيــــاةَ فــأزهَـرَتْ
فَـغَــدا عَلى سُـبُـلِ الـعُـــــلا قِنـديلاْ
حَقّـاً وَنورُ الحَــقِّ مــا نَطَــقَ الأُلى
(كـــادَ المُعَـلِّمُ أنْ يَكــونَ رَســولاْ)
في دوحة العلم:
ويشارك د. أنور الحجي أمته في أفراحها، ويشيد بمنجزاتها، فها هو يكتب (في دوحــة الـعــــرب) موجها التحية لمن نظم هذا المونديال:
في دَوحَــــةٍ لِلعُــــربِ كــانَ لِقـائي
فَـتَـعــدَّدَتْ مِن فَـــرحَـتي أسـمــائي
فَـتَـــراهُ حِـيـنـاً أحـمَــداً أو خــــالِـداً
أو مُصطَفى بِــالـبَــــوحِ والإنشـــاءِ
وَتَــراهُ مَخـلــوفــاً وَزَيـنَ وَمُهـتَـدي
رامـي وَعَـبــــدُ اللهِ فـي الأصــــداءِ
حَتّى القَـبــــائِـلُ كُـلُّهـــا في كِـنـيَـتي
كَــعـبٌ جُهَـيـنَـةُ تَـغــلِـبُ الشُّــعـراءِ
عَـبْــسٌ رَبيـعَـةُ أرحَـــبٌ بُــو أنـعُــمٍ
وَقُــرَيـشُ هـــــاشِــــمَ دُرَّةُ الأحـيـاءِ
وَهُـنـــاكَ حَطَّمتُ الحُـدودَ فَغَــرَّدَتْ
أحـــلامُ يَعــــرُبَ فَـــرحَـةً بِسـمائي
ما عُـــدْتُ أذكـرُ أيَّ قُطـرِ مَـوطِني
أو أيــنَ كــــانَتْ ضَيعَـتي وَفِـنــائي
أصبَحتُ في كُـــلِّ الـمَـواطِنِ أنتَمي
وأرى الحُــــدودَ رَحيـبَـةَ الأرجـــاءِ
أتُـرى بِمغـــرِبَ مَـوطني يا فَرحَتي
أمْ فَــرحَـتي في تــونُسَ الخَضــراءِ
وَرأيتُ في قَـطَــــرَ البَهـيَّـةَ أُخـوَتي
وأنـــا هُـنـــا في تُـــربَـتي وَفَضائي
وَهُـنـا سُـــعـودِيٌّ أنــــــا ومَـلامِحي
وَكــــأنَّني مِـن مَكَّـــــةَ الـغَـــــــرّاءِ
فـأحُـــوزُ مِـن بَـيـتِ الحَرامِ تَـقَــرُّباً
فَـيَـطـيـــرُ بِـي نَسَـبي إلى العَـلـيــاءِ
شَـــرَفُ المَـواطِنِ أنْ تُــرَبّى مُسلِماً
تَـنـمـو عَلى دَربِ الهُــدى بِصَـفــاءِ
يـا أُمَّــــةً تَسـمـوا بِشـَـــرعِ مُحَـمَّــدٍ
وَكِـتـــابُها الـقُـــرآنُ خَـيــرُ نَجــــاءِ
هُـبّي إلى العَـلـيـــاءِ أشــرَقَ فَجـرُنا
وَتَـنـــاســلي رَهطاً مِـــنَ العُـظَـمـاءِ
فهذه الدول السعودية , قطر ,تونس , المغرب , التي شاركت في مونديال قطر، وهي ترمز لكل الدول العربية
وتبدع ريشة الشاعر الفنان د. أنور الحجي فيدبج هذه القطعة الشعرية في بيان قيمة الحرف والكلمة الطيبة:
سأحفر أحرفي طرقا بفأسي:
كَتَبتُ على الشَّــــواطِئِ ذاتَ أمسٍ
وَصَوتُ البَحـرِ يُـغــــريني بِهَمسِ
وَهَسهَسَةُ الحَصى تَعــلــو وَتَخـبـو
كَصَهصَهَةِ الغَــواني يَـــومَ عُرسِ
كَتَبتُ على الـرِّمــالِ بِطَرفِ عُـودٍ
وَغَـضُّ العُــــودِ أضنــــاهُ التّـأسّي
فَحِيـنـاً حَـفَّ في الــرَّمــلِ فـــأبكى
وَحِـيـنــــاً زادَ في نَـبــشٍ لِـيُـنـسي
وَحِـيـناً مِـن حَـنـيـنِ الــرَّملِ أغفى
كَـغَـفــوِ مُـتَـيَّـمٍ مِــن غَـيـــرِ أُنْــسِ
وَتــأتي بُغـتَـةً صَـــرَخــاتُ مَــوجٍ
غَـضــوبُ الـمَــدِّ بـاغَـتَـنـا بِعَـبسِ
فَيَصحو الـعُــودُ مَذعـوراً رَجـوفـاً
فَيَحثو الــرَّمــلَ في رَهْسٍ وَهَرسِ
وَيَكـتُـبُ والـقَـــــوافي لاهِـثـــــاتٌ
وَمــاءُ البَحــرِ في مـا خَــطَّ يَرسي
فَـيُبـدي في عَكــارَتِــهِ حُـــــروفــاً
عَليها مِــن غُـبــارِ الأمــسِ أمسي
غُـبــارُ الـجَــوِّ عَـكَّــرَهــا وأغشى
وَمَـــوجُ البَـحــــرِ أردَفَـهـا بِكَـنسِ
فـأُغـرِبَـتِ الحُـــروفُ بِمَـــدِّ مَوجٍ
وَجـــاءَ الجَـــزرُ يُغــرِقَهـا بَطَمسِ
كـأنّي مــا كَـتَـبتُ هُـنــــاكَ يَـــوماً
وَما أغرَستُ في الحَصباء غَرسي
أَضَعـتُ حُـــروفَ قــافِيَتي هَـبــاءً
فَـــــرُحـتُ أُعـيـدُ أحـرُفَـهـا بيـأسِ
وَمَـنْ تَـكُــنِ الــرِّمــالُ لَـهُ صَحيفاً
تَـروحُ مَـعَ الحَصى بِكَـتــومِ حِـسِّ
وَمَن يَـزرَعْ حُــروفـاً في غُـثــــاءٍ
كَـنـاثِـرِ زَرعَـــهُ في أرضِ نَحـسِ
فـألجَـمْـتُ الحُــروفَ مَـعَ القَـوافي
وَدارَتْ فِـكـــرَةٌ حَــــرّى بِــرأسي
سـأجعَـلُ دَفـتَـري مِن صَــلـدِ صُمٍّ
وأحـفِــرُ أحــرُفي طَـــرقـاً بِفـأسي
لِتَغــدو في المَدى جُـلمـودَ صَـخـرٍ
تَضـــوعُ فَصـاحَــةً مِـن غَيرِ لُبسِ
وإنْ تــأتي العَـواصِفُ غــاضِباتٍ
أرُدُّ عَــــواصِـفَ الــدُّنـيـــا بِبأسي
وكتب د. أنور الحجي قصيدة يشتاق فيها إلى وطنه الحبيب سورية، فيقول تحت عنوان: (شــربت الشــــوق ):
شَرِبتُ الشَّـــوقَ مُــذْ وَصَــلا
وأشبَعـتُ الـمَــــــدى قُـبَـــــلا
وَرُحــتُ أهيمُ في الذِّكـــــرى
لِـمـاضٍ غــــابَ وارْتَحَـــــلا
شَـــرِبتُ الشَّوقَ في غَصَصٍ
بِطَـعـمِ الأمسِ قَـــــــدْ جُـبِــلا
أعَـــدتُ شَـــريــطَ أيّـــــــــامٍ
مَضَـتْ واسْــتَـوطَنَتْ أمَــــلا
وَعــاشَتْ مِــلءَ ذاكِـــــــرَتي
رُؤىً لا تَـبـتَـغي بَــــــــــــدَلا
هُـنـــاكَ حَـفَـــرتُ قــــــافِيَتي
كَـتَـبـتُ الشِّـعـرَ مُــرتَـجِــــلا
وَحَـــــولي صُـحـبَـتي مُهَجي
أضــــاؤوا في اللِّـقــا مَـثَــــلا
شَـــرِبتُ الشَّــــوقَ تَحـمِـلُـني
بُحــــورُ الشِّـــعـرِ مُـرتَحَـــلا
وَخـــاضَتْ بَـحـــرَ قــــافِيَتي
لِمـــاضٍ تَـبـتَـغي عَــجَــــــلا
تُعــيـــدُ إليَّ أصـحــــــــــابي
تَمُـــدُّ بِــفُسحَتي أجَــــــــــــلا
أراهُـــمْ زَهــــــرَ أيّــــــــــامٍ
بِطِيبِ الــــرُّوحِ قَـــدْ غُسِــلا
شَـرِبتُ الشَّــوقَ مُــــذْ وَصَلا
شَــرِبتُ بِغُـــربَتي عَسَـــــــلا
فَــــذُقـــتُ دُروبَ ضَـيـعَـتِـنـا
وَذُقـــتُ السَّــهـلَ والجَــبَــــلا
وَذُقــتُ حِــكـــــايَــــةً تَحـكي
حَـكـايـا الجَـــدِّ مُــذْ رَحَـــــلا
سَـمِـعـتُ يمــامَــةَ الـــــوادي
سَـمِـعـتُ بِشُـربَـتي حَـجَـــــلا
سَـمِـعـتُ غِـنــــاءَ عُـصـفـورٍ
سَـمِعـتُ بِشَــــدوِهِ غَــــــــزَلا
رأيـتُ صَـفـــــاءَ قــــــارَتِـنـا
بِــزَهــرٍ طـــــابَ واعْـتَسـَـلا
رأيــتُ الـكُــــــلَّ في بَــلَــدي
صَـبِـيّـاً يــافِـعــاً رَجُــــــــــلا
وأُمّـــــــــاً كَــفُّــهـا الحــــاني
تَـقَـطَّـرَ لِلـعُــــلا رُسـُـــــــــلا
رأيــتُ سَـمِـعـتُ مــا شَـبِعَتْ
عُـيــونُ الشِّــعــرِ مُحـتَـفَــــلا
فَـغــالَـبـتُ الـقَــريـضَ هَـوىً
بِــنــــارِ الــوَجــــــدِ فانْصَقَلا
وَحَـــطَّ رِحــــــالَـــهُ صُـحُـفاً
أقــــــامَ بِظِــلِّـهـا نُـــــــــــزُلا
وَغَــــرَّدَ فَـــــوقَ سـَـــوسَــنَةٍ
عَـبـيـرُ الصَّحبِ قَـــدْ وَصَـلا
ومن الأناشيد الإسلامية التي كتبها د. أنور الحجي هذا الابتهال تحت عنوان: ( لم نجد إلاك ربي):
عَـفــــــــــوَكَ اللَّهُــمَّ رَبّي
لَـمْ يَعُـــــــدْ يَحمــِلُ قَـلـبي
طــــاوَلَ الجُـــرحُ وأدمى
نازفِــاً في كُــــلِّ حَــــدبِ
عَـفـــــــــوَكَ اللَّـهُــمَّ رَبّي
.............................
صَوتُ أنّـــــاتِ الضَّحـايا
لَـمْ يَــــــذَرْ دَمعـــاً بِهُدبي
طُفْتُ في صَحراءَ رُوحي
لَـمْ أجِــدْ أُنســـــاً بِقُـــربي
لَـمْ أَجِــــدْ حَتّى حُــــروفـاً
أسْـتَـقي غَـــــوثــاً لِكـَربي
لَـــمْ أَجِـــدْ حِـبْــــرَ دَواتي
لَـــمْ أَجِـــدْ مـــــاءً لِشُربي
لَــــمْ أَجِـــدْ غَــيــرَ رَمــادٍ
أشـعَـلَ الــرّيــــحَ بِــدَربي
عَـفــــــــوَكَ اللَّـهُـــمَّ رَبّي
..............................
صِـحتُ كـالمَجنـونِ هَــيّـا
يــا عُـيــونَ الجُــرحِ صبي
وازْرَعي صَوتَ الضَّحايا
واسْـــقِـهِ مِـنْ دَمـعِ شَعبي
واكْـتُـبي سِـــفْـرَ خُـــلــودٍ
لَـــمْ نَجِــــــــــدْ إلّاكَ رَبّي
لَـــمْ نَجِــــــــــدْ إلّاكَ رَبّي
والشاعر د. أنور الحجي إنسان مرهف الإحساس يشعر بألم الإنسان أيا كانت أعراقه ومذاهبة، وحين وقع الزلزال المدمر في تركيا كتب متسائلاً : ما أرجف الأرض ؟
كَمْ تُـربَةٍ في بِـــلادي شُـرِّبَتْ حُلُمي
وأسكَـروهــا دَمَ الـثُّـــوارِ في الـظُّلَمِ
فَـــأدْمَـنَـتْ دَمَــنــا في كُـــلِّ نـازِفَـةٍ
والجُــرحُ مِـن طَعنِ الخُطـوبِ هَمِي
وَصارَ كأسُ دَمي يُهدى لِمَنْ سَكِروا
والعَــدلُ عَن سَكْـبِ الــدِّمـــاءِ عَمِي
والآنَ تَهـتَـزُّ أرضي رَجـفَ والِـغَـةٍ
ما أرجَـفَ الأرضَ إلّا شـوقَها لِدَمي
ويصور د. أنور الحجي ألم المعذبين وآهــات الثكـالى، فيقول:
لَمْ يَعُــدْ يَكـتُـبُ حَـــرفي
غَـيـرَ آهـــــاتِ الثَّكــالى
كُـلَّما حـــاوَلـتُ يَــــومـاً
طَفَـحَ الـدَّمـــعُ وَســـــالَ
وارْتَمى فَــوقَ سُطوري
نــــارَ حُــــزنٍ يَـتــوالى
كُلَّـمــا وافَـيـتُ شِــعـري
بـــانَ كـالمَكـلـومِ حـــالا
أسْـبَلَتْ عَـينـاهُ حُـــــزنـاً
وَطَـــوى الـثَّغــرُ سُـؤالا
وَثَـــــوى الـقَـلـبُ كَئيـبـاً
لَـمْ يَعُــدْ يِطــرِفُ بــــالا
صارَ بَحــرُ الشِّعرِ دَمعاً
شَــطُّهُ صــــــارَ مُحــالا
...........................
يا جِـــراحَ القَـلـبِ صُبّي
أحــرُفـاً تَصــرَخُ لا.. لا
لا... لِآهٍ.... أوجَـعَــتـني
لَـــــمْ تَـكُـــــنْ آهي دَلالا
ســأُداوي الجُـرحَ صَبراً
يَصنَعُ الخَـطـبُ رِجـــالا
وَبِـعــــــــونِ اللهِ نَـبــقى
في ذُرى المَجــدِ هِــلالا
مِـنْ عُصـاراتِ المـآسي
نَجـعَــلُ الــغَــــدَّ مِـثــالا
فـي قَضـــــــاءِ اللهِ كُــنّـا
وَكَـــــذا الآتي وَحـــــالا
لَــنْ تَـنَـلْ مِـنّــــا المآسي
زادَنا الجُــــرحُ خِصــالا
وَعلى الإيمــــانِ نَمضي
رَبُّـنـــــا اللهُ تَـعــــــــالى
ولقد وقع نبأ الزلزال على د. أنور الحجي كالصاعقة، فكتب قصيدة أخرى يقول فيها تحت عنوان: (زلزال.. ألم وأمـل):
كَمْ في شَفـيرِ المَـوتِ ألـفُ حِكــايَــةٍ
رَعَشَـتْ لَهـا الأهــــدابُ بِالهَطَــلانِ
وَسَرَتْ ثَنــايا الرُّوحِ تَحرِقُ أضلُعي
وَتَفَجَّـــرَتْ في الشِّـعـرِ كـالـبُـركـانِ
كَــمْ قَصَّـةً تَحـكي الحِـكـايَـــةَ كُـلَّـها
بِالهَـــدمِ بِالأنّـــــــــاةِ بِالـــرَّجـفـــانِ
فَهُـنـاكَ كــانَ الشِّـعـرُ مَلحَمَـةً تُـرى
وَهُـنــاكَ كــــانَ الـنَّـثْـرُ خَيرَ بَـيــانِ
وُهُـنــاكَ أعظَـمُ ما يُـقـــــالُ بِدَمـعَـةٍ
وَيَخُـطُّ قــــافِــيَــةً مِنَ الأحـــــــزانِ
كَـمْ صـورَةٍ مَـــرَّتْ وَلَكِــنْ لَمْ تَــزَلْ
كَهَـديـرِ عــاصِفَــةٍ عَـلى الأذهــــانِ
واسْمَـعْ إلى شَفَـةٍ تَقولُ عَلى المَــدى
عِـبَــراً مِــنَ الإنســـــانِ لِلإنســــانِ
فــالأهــــلُ قَـــدْ ماتـوا وَخَيـرٌ حَالُهُمْ
وأنــا بَقـيـتُ وَمُتـعَــبُ بِــزَمــــــاني
والشَّـيخُ تَحتَ الأرضِ يَبغي غُســلَةً
كَـي لا يُضـيعُ فَـــريضَـةَ الــدَّيــــانِ
والأُخـتُ رَغمَ المَـوتِ رَغمَ مُصابِها
طلبتْ حِجـــابَ الطُّـهــرِ خَيـرَ أمانِ
حَتّى الطُّـفـولَـةُ في أنيـنِ جِـــراحِـها
تَـتَمـــازَجُ الكَــلِمــــاتُ بِالهَــذَيــــانِ
الـيَــومُ فــــاتَتْني الصَّـلاةُ فَكَـيفَ لِي
والصَّـبـحُ أيَقَـظَـني أمْ اسْــتَغـفـــاني
ما لِلحُـــروفِ تَلَـعـثَـمَـتْ عَـبَـراتُهـا
ما لِلـبَـــلاغَــــةِ رَثـَّـــــــةُ الـتِّـبـيـانِ
وَهُنـاكَ حَيثُ الأرضُ نـــاحَ زَئيرُها
لَبِسَتْ رِداءَ الـمَــوتِ بِضـعُ ثَـــواني
فَـتَـنـاثَــرَتْ روحـي بِكُـــــلِّ حَطيمَةٍ
وَتَفَـتَّـتَـتْ مُهَجي عـــــلى أشْجـــاني
يا أيُّهـــا الأَلَـــمُ المُخَضَّبُ مِـن دَمي
أسرَفتَ في ذَبحي وَفي حِـــرمـــاني
وَتَـــرَكتَني جُـــرحـــاً يَفيضُ مَرارَةً
أغـفَـلـتَـني في لُجَّــــــةِ النِّســـــيـانِ
أنا كُـنْـتُ ذاكَ الجُـــرحُ ذاتَ عَشِـيَّةٍ
إذْ أوغَلَ الطَّــــاغــوتُ في طُغيـاني
فَـرُمـيتُ في سُبُلِ الخُـطوبِ مُشَـرَّداً
في غَصَّةِ التَّشريدِ كـــــــانَ مَكــاني
لَكِــنَّ جُــرحي إذْ يُخــالِطُـهُ الـنَّــدى
وَيَـفيضُ في صَـبرٍ عـلى إيـمـــــاني
يَشـتَـدُّ ذاكَ الجُــــرحُ يَـبــــرَأُ يَغتَدي
مـيــــلادَ عـاصِـفَةٍ لِـعـــودٍ ثــــــاني
فـالسَّـيفُ تَصقُـلُهُ الخُطـوبُ بِطَـرقِها
وَيُـحَـمُّ في لَـهَـــبٍ مِـنَ الـنّـيــــرانِ
سأعــودُ قَـبـلَ الصُّبحِ أسْتَبِقُ الـنَّـدى
أسْــتَـلُّ ذِي فَـــرَحٍ بِفَيضِ حَـنـــــانِ
وأُزيــحُ عَتمَ اللَّـيـلِ مِن أُفُـقِ المَـدى
لِـيُـطِــلَّ فَجـــرُ الشَّــــامِ لِلأكـــــوانِ
ويصور الشاعر د. أنور الحجي صبر الطفلة (شــــام الشــــام)، التي كانت تتحدث بكلمات تهز القلوب والمشاعر، والتي حاول البعض استغلال مصاب الطفلة للظهور والتلميع، واكتمل المشهد باتصال أسماء الأخرس بالطفلة البريئة، يقول الشاعر الإنسان مصوراً حال الطفولة البريئة من خلال تصوير معاناة الطفلة شام ...
يا شـــامُ يا أمَـــلاً يَفـوحُ أمــاني
يا بَسمَةً هَطَلَتْ عَلى الأحــــزانِ
يا لَيتَ شِعري أحرُفاً فيها الشِّـفا
تَنسابُ بَلسَمَةً على الأبــــــــدانِ
وَتَحُطُّ في قَدَمَيكِ لَمـسَةَ ســاحِـرٍ
لِتَعـودَ شـافِـيَـةً بِبِضعِ ثَــــــواني
وَيَفيضُ شَعـري بِالـدُّعـاءِ لِطِفلَةٍ
وَلِكُـلِّ مَن فَقَــدَ الكَـرى وَيُعـاني
يا شـــامُ قَـدْ عَلَّمتِني أنَّ الَّـــــذي
رَكِــبَ الحَيـاةَ بِمَركِـبِ الإيمــانِ
إذْ يَبـتَـلـيـهِ اللهُ يَسجُـدُ شــاكِــــراً
وإذا شَــفـاهُ يَلـــوذُ بِـالـــقُــــرآنِ
يا رَبُّ مَن أفضى فـأنتَ رَحيمُهُ
وَلِمَـنْ يُكـابِــدُ خُصَّـهُ بِـأمــــــانِ
يا شــامُ مِـن أَلَمٍ أتـــــاكِ تَلَهَّـبَـتْ
مُهَجُ الحُروفِ وَحَرَّقَتْ أشجاني
فَأتَيتُ بَحـرَ الشِّعـرِ أمخُـرُ مـاءَهُ
لأنــــالَ مِن بَــرَدٍ على نِيــراني
فَرأيتُ فَجرَ الشَّامِ يُشرِقُ باكِــراً
وَرأيتُ شـــامُ الشَّــامِ فَجراً ثاني
لقد تعلم الشاعر من الطفلة أن الصبر والشكر على البلاء من أسمى مظاهر الإيمان.
الغربة:
والغربة أنواع منها الزماني والمكاني والنفسي، ويصور د. أنور الحجي أحزان الغربة التي لا تنتهي، وأحلامها التي تفوق الخيال، فيكتب تحت عنوان (في الغربة أزرع أحلامي):
في الغُـربَةِ أزرَعُ أحـلامي لأُعـيـدَ الــرّوحَ لأقــــلامي
أرسـمُ مِحـبَـرتي أُسـطــولاً لأَقُـضَّ مَضـاجِـعَ ظُــلّامي
والـقَـلَـمَ بِهـــامَـتِـهِ سَـيـفــاً والسَّـطـرَ يَـنــوءُ بِــــآلامي
سَـيـفــاً سَـأطــالُ بِأحــرُفِـهِ أوكـــارَ زُنـــاةِ الإعــــلامِ
قِـرطاسي صارَ عَـنــاقِـيداً والــرِّيـحُ تُــداعِـبُ أنسامي
وبِقلبي صــارَ هُـنـا وَطني بِرُمـوشـي تَخـفِـقُ أعــلامي
والخَيمَةُ طَـــودٌ مِـنْ غَضَبٍ ورُواقٌ يَـعــزِفُ أنـغـــامي
والسَّـقـفُ يُبــاعِـدُني حـينـاً والـغُــربَـةُ تَـسـرُقُ أعوامي
أحــلامُ الشّــامِ هي الـدُّنـيــا والـدُّنيــا حُـلـمٌ فـي شــامي
عُـنــواني بِضـعـةُ أرقــــامٍ بَعـثــرَها الهَجـرُ بِأرقــامي
والإسـمُ يعــودُ بـِـلا معـنى أذكـــرُهُ كـــانَ بــأوهــامي
لَـكِـنِّي رَغـــمَ مَـرارَتِـنــا رَغْــمَ الإجــرامِ وحُـكَّــامي
سَأُعـيـدُ مَـنـاحَـتـَنـا عُـرسـاً عـنـهـــا سـَـأُكَـفِّــرُ آثـــامي
وأَعــودُ كـمــا كُـنتُ صَبـيّـاً والـعِشـقُ يَـبــوحُ بِهِـنـدامي
عِشـقٌ لِـتُــرابِكَ يــا وطـني قَـدْ صـارَ بِصَحوي ومَنامي
سـَأعــودُ فَـتِـيّـاً يــــا وَطني وَبِـدَربي تـَكـبُــرُ أحـلامي
بِدُعـــاءٍ مِــنْ أُمِّ شَـهـيـــدٍ سَـأُعـيـدُ الأمــسَ لأيَّــامي
د. أنور الحجي : 27/2/2017
وما يزال الشاعر الإسلامي المعاصر د. أنور الحجي يعطي، ويتفجر حيوية ونشاطا ...
نفع الله به، ورفع قدره، وأعلى منزلته، وأطال الله في عمره.
مصادر الدراسة:
١- صفحة د. أنور الحجي.
٢_ رابطة أدباء الشام.
٣_ نحو أدب إسلامي.
٤_ مجلة الأدب الإسلامي العالمية.
٥_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1061