الشهيد العالم الدكتور فادي محمد البطش
(1983 – 2018م)
هو الشيخ العالم الشهيد الدكتور فادي محمد البطش فلسطيني من مواليد مدينة جباليا في قطاع غزة عام 1983م.
الدراسة والتكوين:
حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، من الجامعة الإسلامية بغزة في تخصص "الهندسة الكهربائية "، وواصل طموحه؛ ليحصل على الدكتوراة في نفس التخصص من ماليزيا.
ففي عام 2015م منحته الدكتوراة جامعة مالايا الماليزية ليعمل بعدها محاضرًا أكاديميًا في الهندسة الكهربائية لدى جامعة كوالالمبور.
لديه براءة اختراع في زيادة كفاءة شبكات الطاقة الكهربائية، كما اخترع جهاز تحسين نقل الطاقة الكهربائية.
ويُعد من أول المبادرين في تأسيس التجمع الدولي للمهندسين الفلسطينيين في ماليزيا.
ويعد من حفاظ القرآن الكريم، وحاصل على السند المتصل عن رسول لله، وكان له حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مساجد ماليزيا .
حياته الشخصية:
متزوج وترك خلفه زوجة وثلاثة أطفال، اتهمته إسرائيل بالوقوف وراء تطوير مشروع الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة لصالح كتائب القسام .
الجوائز:
حصل فادي على العديد من الجوائز العلمية، ومنها:
١_جائزة منحة “خزانة” الماليزية لعام 2016 التي تعد الأرفع وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية تخصص إلكترونيات القوى من جامعة “مالايا” الماليزية.
اغتياله:
في يوم 21 أبريل 2018م قالت الشرطة الماليزية إن مجهولَين يستقلان دراجةً نارية قد أطلقا عشر رصاصات على الأستاذ الجامعي فادي البطش في أثناء توجهه لصلاة الفجر في مسجد يقع قرب مقر سكنه في العاصمة كوالالمبور، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وقد قال قائد الشرطة الماليزية ان فادي كان مستهدفا.
وقد اتهمت عائلة البطش في غزة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بالوقوف وراء الحادث، ونقلت وكالة رويترز عن نائب رئيس الوزراء الماليزي أن منفذَي اغتيال البطش على صلة باستخبارات أجنبية؛ فقد أكد على أن المنفذ من القوقاز، وأنهم سيطلبون من الشرطة الدولية تعقب منفذي اغتيال البطش.
أصداء الرحيل:
حماس تنعي فادي البطش: يد الغدر اغتالت ابنا من أبنائنا البررة
الشرق الأوسط
نشر السبت، 21 ابريل / نيسان 2018م
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – كشفت حركة حماس الفلسطينية، أن العالم الفلسطيني، فادي البطش، والذي قتل في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، السبت، كان "ابنا من أبنائها البررة" و "فارسا من فرسانها"، وذلك في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي.
ونشرت حماس بيانا قالت فيه: "تنعي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ابنا من أبنائها البررة وفارسا من فرسانها، وعالما من علماء فلسطين الشباب، وحافظا لكتاب الله، ابن جباليا المجاهدة، الشهيد الدكتور المهندس فادي محمد البطش، الذي اغتالته يد الغدر فجر اليوم السبت، 21 نسيان (إبريل) 2018، في مدينة كوالالمبور في ماليزيا، وهو في طريقه لصلاة الفجر في المسجد".
وأضافت الحركة في بيانها: "وتميز الشهيد يرحمه الله بتفوقه وإبداعه العلمي، وله في هذا المجال إسهامات مهمة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة، وكان الشهيد نموذجًا في الدعوة إلى الله، والعمل من أجل القضية الفلسطينية".
من جانبه، قال أحد أقرباء البطش لوكالة رويترز، إن "الموساد الإسرائيلي (جهاز الاستخبارات والمهام الخاصة في إسرائيل) يقف خلف اغتيال الأشخاص المتعلمين والمثقفين، لأن إسرائيل تعلم أن فلسطين ستحرر على يد العلماء، لذلك استهدفوا هذا الشاب المتعلم".
بالمقابل، قال الكاتب والباحث الإسرائيلي، رونين بيرغمان، عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "الموساد قتل فادي البطش، الذي كان يبلغ من العمر 35 عاما، في كوالالمبور، هذا الصباح"، وأكد أن هذه الحادثة تذكره باغتيال المهندس الفلسطيني، محمد الزواري، والذي اتهم الموساد بقتله في تونس عام 2016.
يذكر أن مسؤولاً في رئاسة الوزراء الإسرائيلية، قال لـCNN إن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها تعليق حول اتهام الموساد باغتيال البطش.
الجهاد الإسلامي: دم الشهيد العالم البطش لن يذهب هدراً وساعة الحساب آتية:
نشر بتاريخ: 22-04-2018م
- أكدت حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأحد، أن دم الشهيد العالم فادي البطش وكافة الشهداء لن يذهب هدراً وأن ساعة الحساب آتية بإذن الله.
وقالت الحركة في بيان لها: "مهما دارت الأيام ومهما طال الزمن فإن ساعة الحساب آتية بإذن الله، وعلى الباغي ستدور الدوائر، ودم الشهيد فادي وكل الشهداء لن يذهب هدرا.
وأضافت الحركة: "إن الشهيد الدكتور فادي البطش هو نموذج للشباب الفلسطيني المكافح والبارع الذي يمد يدا بيضاء في البناء والاعمار والدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وهو نموذج كذلك في الوفاء لوطنه وبلده وقضيته، فطوبى لفادي عالما ومجاهدا وشهيدا.
وأشارت إلى أن هذه الجريمة النكراء تكشف عن الاٍرهاب الحقيقي الذي يجب ملاحقته ومحاصرته والقضاء عليه، قائلة: "إن بقاء الكيان الصهيوني وإقامة العلاقات معه يشكلان تهديدا حقيقيا لأمن الدول وسلامة أراضيها وإن سفارات العدو هي أوكار للإرهاب والإفساد ونشر الفوضى وملاحقة المخلصين والنابغين من أبناء امتنا".
واغتيل الشهيد البطش فجر أمس السبت في ماليزيا.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الماليزي، وزير الداخلية، أحمد زاهد حميدي، أن منفذي عملية اغتيال الأكاديمي الفلسطيني، فادي البطش، من القوقاز وعلى صلة باستخبارات أجنبية.
وأكد نائب رئيس الوزراء الماليزي أن بلاده ستطلب من الشرطة الدولية (الإنتربول) تعقب منفذي اغتيال البطش.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
الاٍرهاب الاسرائيلي يغتال العالم الشاب فادي البطش في ماليزيا
جريمة جديدة يرتكبها الاٍرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، عبر أذرع مخابراته التي تعيث فسادا وتنتهك سيادة الدول وتهدد أمنها واستقرار أراضيها.
لقد اغتالت يد الموساد الصهيوني بالأمس الأستاذ الجامعي والعالم الشاب الدكتور فادي محمد البطش في العاصمة الماليزية (كوالالمبور)، غير آبهة بسلامة الدول، وهي تلاحق القامات العلمية والاكاديمية في ارهاب واضح وسافر.
إننا أمام هذه الجريمة الجبانة والبشعة، فإننا نؤكد على ما يلي:-
1- نحتسب عند الله تبارك وتعالى الشاب العالم في مجال الطاقة والداعية الورع الدكتور فادي البطش شهيدا عند الله تبارك وتعالى، ونتقدم بأصدق مشاعر العزاء والتضامن مع أسرته وعائلته الكريمة المجاهدة.
2- إن الشهيد الدكتور فادي البطش هو نموذج للشباب الفلسطيني المكافح والبارع الذي يمد يدا بيضاء في البناء والاعمار والدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وهو نموذج كذلك في الوفاء لوطنه وبلده وقضيته، فطوبى لفادي عالما ومجاهدا وشهيدا .
3- إن هذه الجريمة النكراء تكشف عن الاٍرهاب الحقيقي الذي يجب ملاحقته ومحاصرته والقضاء عليه إن بقاء الكيان الصهيوني وإقامة العلاقات معه يشكلان تهديدا حقيقيا لأمن الدول وسلامة أراضيها وإن سفارات العدو هي اوكار للإرهاب والإفساد ونشر الفوضى وملاحقة المخلصين والنابغين من أبناء امتنا.
4- مهما دارت الأيام ومهما طال الزمن فإن ساعة الحساب آتية بإذن الله، وعلى الباغي ستدور الدوائر، ودم الشهيد فادي وكل الشهداء لن يذهب هدرا.
رحم الله الشهداء جميعا وأسكنهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر
حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين
الأحد 6 شعبان 1339هـ ، 2018/4/22م
جاء في موقع الرسالة نت- بقلم (دعاء فريد):
يوافق اليوم الخميس الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد العالم المهندس فادي البطش، الذي اغتيل فجر ٢١ نيسان ٢٠١٨م، أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
ولأن الله رحيم بعباده ورؤوف بأحوالهم، أراد أن يبرّد على قلب زوجته إيناس بعد ٤ سنوات من الاغتيال، وبجهود وزارة الداخلية الحثيثة وتتبعها للمشتبهين، أعلنت الوزارة بغزة في ٩ /١/ ٢٠٢٢م، في تصريح رسمي للمتحدث باسمها، إياد البزم أنها ألقت القبض على أحد المتورطين في جريمة الاغتيال في ماليزيا ٢٠١٨م، وتشير اعترافاته أنه شارك بعملية الاغتيال بتكليف من (الموساد).
وعبرت زوجة الشهيد إيناس، في لقاء على إذاعة نماء، عن فرحتها الكبيرة بالكشف عن مرتكبي الجريمة، لكنها فرحة ممزوجة بغصة أكبر، كما تقول أرملة الشهيد، "تتجلى فيها معاني الألم والمرار واسترجاع لحظات الفقد والفراق وكأنها حدثت للتو".
وتعقب الزوجة الصابرة: "الله بسنته في الأرض لا يترك المؤمنين فيدافع عنهم ويأخذ لهم حقوقهم، وسنته أيضًا في المستضعفين أنه لا يُضيّع دموعهم وآلامهم، "وما كان ربك نسياً"..
وأنشدت أرملة الشهيد ترثي زوجها:
ماذا أقولُ في رثائِك يا شهيد؟
ماذا أقولُ وقد فَرِح بموتك الأعداء؟
نَبكي عليكَ رثاءنا ببلادِ
أنتَ الشهيد إليكَ نكتبُ فادي
فلقد غُدرت لأجلِ أرضك موطنًا
لمْ يرحموا حتى بُكا الأولادِ
بالفجرِ استشهدت نورًا ساطعًا
وأضأت بالأنوارِ كلَّ سوادِ
سنظلُ نذكر موطنًا قد عشته
أنتَ الشهيد إليكَ نكتبُ فادي
العالم المهندس والشهيد المغدور فادي البطش كرّس حياته للدين والعلم، فكان من نعومة أظفاره يتعلم أحكام الدين ويحفظ القرآن وما إن أتم اثني عشر عامًا حتى حفظ كتاب الله كاملاً.
واصل فادي جهده وعلمه إلى أن كبر وأصبح شابًا بعقلية فذة، فحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، من الجامعة الإسلامية بغزة في تخصص "الهندسة الكهربائية "، وواصل طموحه؛ ليحصل على الدكتوراة في نفس التخصص من ماليزيا.
وفي عام 2015 منحته الدكتوراة جامعة مالايا الماليزية ليعمل بعدها محاضرًا أكاديميًا في الهندسة الكهربائية لدى جامعة كوالالمبور.
إنجازات كبيرة ومتعددة ومتنوعة لا حصر لها، حققها الشهيد، فنشر 30 بحثاً محكماً في مجلات عالمية، وشارك في أبحاث علمية محكمة بمؤتمرات دولية عقدت في دول عدة منها بريطانيا، وفنلندا، وإسبانيا، والسعودية علاوة على المشاركة في العديد من المؤتمرات في ماليزيا.
وصبيحة استشهاده كان من المفترض أن يشارك في مؤتمر في تركيا إلا أنه نال الشهادة يومها.
وواصلت زوجة الشهيد المهندس المسير بعده في تحفيظ وتعليم القرآن بجانب وظيفتها التعليمية لدى وزارة التربية والتعليم.
تتحدث إيناس عن هول الصدمة وقتها والخبر الذي نزل عليها كالصاعقة بعدما توالت الاتصالات على هاتفها من صديقاتها الماليزيات ليتأكدن من صحة ما سمعن عن الاغتيال، لا تدري وقتها أنها استيقظت من نومها أم أنها تُكمل الحلم.
انطلقت إيناس إلى شرفة منزلها لترى تجمهرا كبيرا، فنزلت مسرعة دون وعي لتصدم بالخبر الذي بات يقينًا، فحبيبها ومهجة فؤادها قد استشهد فعليًا.
رأته مستلقياً يروي الأرض بدمه الطاهر، وقد أصيب بحوالي ١٤ رصاصة كان أغلبها على رأسه، ليدلل على أن هذا العدو الطاغي الظالم يستهدف تصفية العقول المبدعة.
تكمل فتقول "كما نزل بي هذا الابتلاء وقتها، نزل اللطف والرحمة والصبر في آن واحد فهي التي رددت "اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها".
"في اليوم التالي ذهبت إلى المستشفى"، تضيف الزوجة المكلومة، "فكانت في استقبالي ابتسامته المعهودة التي لم تفارقه حياً وها هي ترافقه شهيداً، فاكتفت بها بعد أن منعتها الإجراءات الماليزية الأمنية من الاقتراب منه".
لم تجزع الزوجة الصبورة المتلهفة، وعادت في اليوم الثالث لترى نفس الابتسامة والوجه الوضاء النّير، فاقتربت منه وتأملته جيدًا وأمسكت به تحاول أن تشبع من رائحته. تصف إيناس الموقف قائلة: "تحدثت معه ووعدته أن أحافظ على الأمانة وعلى أبنائه وذلك بالسير على نهجه".
وكما كان الخبر صادمًا لإيناس لم يكن أقل صدمة لجيرانه الماليزيين الذين أحبوه على مدار سبع سنوات فهو إمام مسجدهم الذي يعلمهم القرآن وأحكامه.
فأقاموا له جنازة كبيرة احتشد فيها الآلاف، مسلمين وغير مسلمين، فلسطينيين وماليزيين، ومن مختلف الجنسيات، ليعبروا عن حزنهم وألمهم بفقدانه، واستنكارهم لهذه الجريمة التي استهدفت إنساناً مسالماً مبدعاً صحاب علم ومهندس يألفه الكبير والصغير.
فادي لطالما حلم بالشهادة على أرض فلسطين، لكنه سقط شهيدًا مغدورًا أعزل في بلاد الغربة، وفي أرضٍ بعيدةٍ، تفصلها عن الوطن آلاف الأميال، وتعزلها عن قطاعنا الحبيب حدودٌ ودولٌ وسياداتٌ، وحصارٌ وقيودٌ وعقوباتٌ، فرحمة الله عليه في الخالدين.
اختتمت الشهادة مسيرة العالم الفذ فادي البطش، فعاهدت زوجته نفسها على إكمال مسيرته، وقررت بعزيمتها القوية وإرادتها الصلبة أن تكتب كتابًا يضم سيرة الشهيد العطرة بعنوان "خاتمة تلخص حياة"، ما أجمل أن تكون قارئاً لسير العلماء حيث تتجسد العزيمة والإصرار والشغف.
عمل لصالح الموساد في ماليزيا.. القبض على المتورط في اغتيال المهندس البطش بعد دخوله غزة
نقلت مواقع محسوبة على المقاومة في غزة أن العميل المتورط عاد إلى غزة من دون "مشورة الموساد"، وأنه أجرى المكالمة لحاجته إلى المال، وهي المكالمة التي أدت إلى كشفه. كما أن اعترافاته الأولية تشير إلى أنه أطلق النار بنفسه على الشهيد البطش.
فادي البطش.. استمرار مسلسل استهداف العلماء العرب بدم بارد
غزة- كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة عن إلقاء القبض على متورط في جريمة اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش، لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) في ماليزيا عام 2018.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم -في تصريح رسمي اليوم الأحد- إنه من خلال التحقيقات الجارية لدى جهاز الأمن الداخلي "تشير اعترافات أحد الموقوفين بتورطه، وبتكليف من جهاز الموساد الإسرائيلي، بالمشاركة في اغتيال الشهيد البطش، ويجري استكمال التحقيقات في القضية".
كشفته مكالمة هاتفية
وفيما لم يقدم البزم مزيداً من التفاصيل حول شخصية المتورط، قالت مصادر موثوقة -للجزيرة نت- إنه من سكان قطاع غزة، وتورّط بالتخابر مع إسرائيل منذ سنوات، وشارك في عمليات لصالح الموساد في خارج القطاع.
وأوضحت المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها- أن عملية مشتركة بين المقاومة والأجهزة الأمنية قادت إلى إلقاء القبض على هذا المتخابر، إثر عودته إلى غزة.
ووفق هذه المصادر فإن الأمن في غزة رصد مكالمة هاتفية بين المتخابر وضابط إسرائيلي، قادت إلى اعتقاله قبل بضعة أيام. وبالتحقيق معه اعترف بتورطه في جريمة اغتيال المهندس البطش.
ونقلت مواقع محسوبة على المقاومة في غزة أن العميل عاد إلى غزة من دون "مشورة الموساد"، وأنه أجرى المكالمة لحاجته إلى المال، وهي المكالمة التي أدت إلى كشفه. كما أن اعترافاته الأولية تشير إلى أنه أطلق النار بنفسه على الشهيد البطش.
حياة البطش واغتياله:
واغتال الموساد المهندس البطش في 21 أبريل/نيسان 2018، بينما كان في طريقه لأداء صلاة الفجر بمسجد قريب من منزله في أحد ضواحي العاصمة الماليزية كوالالمبور.
ووُلد المهندس الشهيد البطش عام 1983 في مدينة جباليا شمال غزة، ودرس الهندسة الكهربائية في الجامعة الإسلامية بالقطاع، وسافر إلى ماليزيا لنيل درجة الدكتوراه في مجال الطاقة عام 2011.
وخلال فترة مكوثه مع أسرته في ماليزيا، حاضر البطش في جامعة كوالالمبور، وهو من المبادرين إلى تأسيس "التجمع الدولي للمهندسين الفلسطينيين في ماليزيا".
ولدى البطش براءة اختراع في زيادة كفاءة شبكات الطاقة الكهربائية، إضافة إلى اختراعه جهاز لتحسين نقل الطاقة الكهربائية.
ووصف الخبير المختص في الشؤون الأمنية رامي أبو زبيدة اعتقال المتورط باغتيال البطش بأنها "ضربة أمنية مؤلمة" للاحتلال، وقد تقود إلى الكشف عن "خلايا" من العملاء في ساحات وعواصم عربية وغربية.
وقال أبو زبيدة للجزيرة نت إن هذه العملية تكتسب المزيد من الأهمية والإنجاز الذي يسجل لصالح أجهزة الأمن والمقاومة في غزة كونها "الأولى من نوعها كعمل استخباري ببعد دولي".
ووفق الخبير، فإن هذا المتورط يمثل "كنزا معلوماتيا"، والإيقاع به يشير إلى تطور قدرات الأجهزة الأمنية في غزة في صراعها الاستخباري مع إسرائيل، التي تعد واحدة من أقوى دول العالم في هذا المجال.
المصدر : الجزيرة
ماليزيا: اغتيال فادي البطش تم بحرَفية كبيرة
أفادت السلطات الماليزية بأن اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش أمس تم بحرَفية كبيرة، تحول حتى الآن دون العثور على أدلة تقود إلى المسؤول المباشر عن العملية. تقرير: سامر علاوي تاريخ البث: 2018/4/22
نيويورك تايمز: الموساد أمر باغتيال البطش
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش تم بتوجيه من رئيس الموساد لمنعه من نقل أسلحة متطورة إلى غزة، بينما وصل جثمانه للقاهرة وجرى نقله لمعبر رفح.
مدونات - فادي البطش
تشييع جثمان العالم الفلسطيني فادي البطش في كوالالمبور
شيع في العاصمة الماليزية جثمان العالم الفلسطيني الدكتور فادي البطش انطلاقا من المسجد الذي كان يؤمه قبل اغتياله، وذلك باتجاه مطار كوالالمبور، حيث سينقل إلى الأراضي المصرية ثم إلى قطاع غزة. تقرير: سامر علاوي تاريخ البث: 2018/4/25
فادي البطش.. قصة عالم لم تكتمل
مطلع فجر السبت قبل الماضي، توالت الرسائل تباعا على الهاتف المحمول للسيدة الفلسطينية إيناس حمودة (31 عاما)، يطمأن مرسلوها على أخبارها وزوجها.
إيناس حمودة (31 عامًا)زوجة العالم الفلسطيني، "فادي البطش"،
فادي محمد بطش.. قصة عالم لم تكتمل
ايناس حمودة (31 عامًا) زوجة العالم الفلسطيني، "فادي البطش"، إيناس تقول إن زوجها كان دائما يطلب الشهادة وكانت تعتقد أنه سينالها ولكن في فلسطين (الأناضول)
2/5/2018
مطلع فجر السبت قبل الماضي، توالت الرسائل تباعا على الهاتف المحمول للسيدة الفلسطينية إيناس حمودة (31 عاما)، يطمأن مرسلوها على أخبارها وزوجها.
لم يكن من عادة أولئك الأصدقاء، الاطمئنان على إيناس في مثل هذه الساعة المبكرة، وبإرسال هذا العدد من الرسائل دفعة واحدة، مما أثار الشك في نفسها، والقلق على زوجها العالم الفلسطيني فادي البطش، الذي غادر المنزل لإمامة الناس في صلاة الفجر.
سريعاً أجرت اتصالا على هاتف زوجها، لكن لا صوت يأتي إلى مسامعها سوى رنين الهاتف، وما من أحد مجيب، على غير العادة أسرعت إيناس، نحو الشرفة فوجدت الشرطة الماليزية والإسعاف، قد أحاط المكان، والناس متجمهرين.
ارتدت ثيابها وهرولت خارج المنزل، كان الجميع يبكون لقد كانوا في صدمة كبيرة، كلما سألت أحدهم ماذا يحدث وأين فادي، لا يجبون، ويكتفون بالبكاء أو الصمت، أو الرد على استحياء.
وبعد دقائق معدودة علمت إيناس، باستشهاد زوجها على يد مجهولين أثناء خروجه إلى المسجد المجاور لمنزله، في العاصمة الماليزية كوالالمبور برصاص مجهولين، كانوا يستقلون دراجة نارية، حيث استهدفوه بنحو 14 رصاصة، أردته قتيلا على الفور.
ولد البطش الذي يعمل محاضراً في جامعة ماليزية خاصة، في جباليا شمالي قطاع غزة، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية في غزة أواخر عام 2009.
وعقب ذلك تمكن من الحصول على قبول الدكتوراه من جامعة مالايا الماليزية في 2011، بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وتحقيقه إنجازات علمية، سرعان ما حصل على منحة خزانة الحكومية 2016 كأول عربي، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية.
وتقول إيناس عن وقت الحادث لقد خرج كعادته لأداء صلاة الفجر، ولم تتوقع نهائيًا أن يستشهد في ماليزيا، كان دائما يطلب الشهادة من الله، وكانت تعتقد أنه سينالها في فلسطين. وتتابع بصبر، في البداية شعرت أن الدنيا أقفلت في وجهي، لكني استدركت نفسي فيما بعد.
وتصف البطش زوجها بـالحنون جدا، والرائع والطيب معها ومع أطفالها ومع جميع من تعامل معه، مضيفة رغم انشغالاته الكبيرة إلا أنه لم يتأخر عن أسرته يوما ولا يقصر بواجباته تجاه بيته وأقربائه وأصدقائه.
وتضيف في ماليزيا لدينا يومان إجازة، أحدهما خصصه فادي بشكل كامل للعائلة، فيه كان يتفرغ لتلبية كافة احتياجاتنا، نخرج للتنزه، وللتسوق، لم يكن يكلفني عناء التسوق، ونجلس نتسامر ونتحدث.
حب العلم:
تقول إيناس عن زوجها أنه كان شغوفا بطلب العلم ويسعى للأفضل دوما، فلا يتوقف عن العلم وعمل الأبحاث العلمية فنشر له 18 بحثا في مجلات محكمة، مضيفة أنه كان حافظًا للقرآن الكريم، ومدرسا له، وحصل على درجة الإجازة والسند في القرآن.
وكان البطش يحث زوجته دائما على العلم، فقال لها مرة لقد صبرت عليّ خمس سنوات عندما كنت أقدم الدكتوراة وأنا اليوم مصرّ على أن تحصلي عليها. وبالفعل التحقت إيناس بطلبة الدكتوراة في مجال طرق التدريس، لكن اغتيال زوجها أوقف مشوراها العلمي.
وتقول إيناس ذات يوم -ومن باب المزاح- قلت لفادي سأزوج ابنتاي قبل إتمام تعليمهن الجامعي، لكنه رفض وقال لي بأنهما عليهما أن يتمّا دراستهما الجامعية.
وأنجب البطش ثلاثة أبناء، دعاء (6 سنوات)، وأسيل أربعة أعوام، ومحمد عام واحد.
إسرائيل والبطش:
وعن تصنيف بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية للبطش بـمهندس حماس، تقول إيناس الرواية الإسرائيلية غير صادقة، فادي لا علاقة له بالعمل العسكري، أو السياسي، أو التنظيمي.
وأكملت فادي إنسان مبدع طموح، مخترع عالم في مجاله، ربما علمه وأبحاثه هي التي أخافت إسرائيل منه، ولأنه ببساطة فلسطيني مسلم، إسرائيل تريد قتل هذا العقول فقط لا أكثر.
وعن علاقته بمن هم حوله في ماليزيا، تقول كان محبوبا من الجميع، ضحوكا، يتحدث لكل من هم حوله ويسأل عن أحوالهم.
وأشارت إلى أنه كان يحسن في معاملته مع الجميع المسلمين وغير المسلمين. وعلى الرغم من انشغاله في علمه وعمله، إلا أنه لم يكن مقصرًا في مجال الدعوة إلى الإسلام، وتقول إيناس كان يُدرس الماليزيين والعرب القرآن ببعض قراءاته المختلفة، وحصل على السند والإجازة بالقراءة بثلاث روايات للقرآن، وكان يسعى للحصول على الرابعة، لكنه استشهد.
ومنذ الصباح كان يتوجه البطش إلى الجامعة، ثم يعود للمنزل عند السادسة، ثم يخرج لصلاة المغرب، يعقد بعدها حلقة تعليم القرآن، في مؤسسة ماليزية مخصصة لذلك، وعقبها يتوجه إلى أحد المساجد لتعليم الناس هناك قراءة القرآن، إنه على هذا الحال من أكثر من عام ونصف.
الشهيد الحافظ الدكتور المهندس العالم الخبير المبدع فادي البطش (كما عرفته جاراً):
خالد محمد عبد الله
تشرفت بمعرفة الشهيد فادي عقب وصولي ماليزيا قبيل سبع سنوات، حيث كنا جيرانا في المسكن (بناية إيدامان سوترا ثم إيدامان بوتري بكوالالمبور) لذلك سأتكلم عنه كما عرفته جارا وقائما بحق الجوار، مطبقا وصايا وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في الجيران، ولأهمية الجوار جاء في الأمثال: الجار قبل الدار. وقد كان نعم الجار ونعم الأخ ونعم الصديق.
كان حسن الخلق طيب المعشر عذب اللسان طاهر الجنان مبارك الأفعال وكان ممن سلم المسلمون من لسانه ويده؛ يصدق فيه أنه كان خلقه القرآن الكريم، فكان حاملا للقرآن متأدبا بآدابه ومستنيرا بهديه عاملا به.
فكان من أهل القرآن الكريم يتعاهده حفظا ومراجعة، فالقرآن صاحبه في حله وترحاله، تراه يغتنم كل وقت لمراجعة حفظه للقرآن الكريم، ومن ذلك أننا ذهبنا للمستوصف لأجل اللقاح لابنتنا مارية فكان هناك ينتظر الدور للقاح لابنته أسيل وقد استغل وقت الانتظار لمراجعة القرآن الكريم فكان يقرأ من حفظه وتسمع له زوجته.
وكان قلبه معلقا بالمساجد فكان يصلي بالناس إماما في مسجد عبد الله بن عباس في إيدامان وعندما تخرج من الدكتوراه أقام وليمة فيه بمناسبة تخرجه من الدكتوراه وقد حضرها جمع كبير من جيرانه وأصدقائه ومعارفه، وكذلك كان يُقَدَّم ليصلي إماما في مسجد إيدامان أحيانا، وهو المسجد الذي استشهد في طريقه إليه فجرا، وكان يصلي إماما في صلاة التراويح فيتنقل بين المساجد وفق جدول منظم، وكان يلقي المحاضرات معرفا بالقضية الفلسطينية فكان خير سفير لها.
وكان مواظباً على صلاة الجماعة فكان أول لقاء تعارف بيننا في الطريق لصلاة الجماعة وفي إحدى معايداتي له حضر وقت صلاة العشاء وكان عنده ضيوف كثر فاصطحبهم لأداء الصلاة جماعة في المسجد ثم استأنف الاستضافة بعد الصلاة وكل ذلك حرصا منه على الهدي النبوي في إقامة شعيرة صلاة الجماعة.
وكان اجتماعياً محبوباً يشارك في أنشطة الجالية الفلسطينية خصوصاً والجالية العربية عموما فإذا دعينا إلى نشاط منها وجدناه من أوائل الحضور غالباً.
وكان قائماً بحق جيرانه فضلاً عن عدم إيذائهم، وخلال فترة جوارنا توفي والدي وبعد فترة توفي أخي الكبير – رحمهما الله – وفي كلا الوفاتين كان يحضر للتعزية ولكنه لم يكن يحضر حضورا عاديا وإنما كان يحضر ومعه القهوة والتمر والماء المنقى المعلب ويقدمها بيده للمعزين.
وكان كريما متواضعا فكان إذا طبخوا في بيتهم طعاما من الأكلات الشعبية الفلسطينية يهدي لنا منه ويحضره لبيتنا بنفسه لأن ابنتيه صغيرتان لا تقويان على حمل الأطعمة المطهية الحارة وزوجته مشغولة بالأطفال وهو في خدمة أهله والإحسان لجيرانه.
وكان كل يوم صباحا يصطحب ابنتي مارية مع ابنته أسيل ليوصلهما للروضة وكانت زوجتي تعيد الصغيرتين ظهرا من الروضة ولما علمت ابنتي الصغيرة مارية باستشهاده جلست تبكي عليه بحرقة قلب، فقلت: سبحان الله إن كان هذا حزن الأطفال عليه فكيف بحزن الكبار وقد ملك حبه قلوب الصغار والكبار.
لقد كان يقوم بحق جيرانه وإخوته وأصدقائه وأحبابه فرغم مشاغله الكثيرة إلا أنه تغلب عليها ولم يجعلها تمنعه من القيام بالحقوق والواجبات تجاه خواصه فكان حاضرا في كل أفراحهم وأحزانهم يؤنسهم في غربتهم ويستأنس بهم.
وأما زوجته فهي على خطاه من أهل الله؛ أهل القرآن الكريم وأهل العلم، فهي حافظة لكتاب الله تعالى ناشرة للعلم والفضائل، قائمة في حق جيرانها، ومما نذكره عنها أنه عندما أتمت ابنتنا فاطمة حفظ القرآن الكريم بقراءة عاصم وعرفت بأن حفل الختم سيكون في وقت سفرها المعد مسبقا مع زوجها خارج كوالالمبور طلبت من زوجتي تأجيل الحفل مبدية رغبتها الشديدة بحضوره، ومع عودتهم من السفر وقيام الحفل أجرت مقابلة مع ابنتنا فاطمة حول حفظها للقرآن الكريم وشاركت بالحفل بكل سرور مسلطة الضوء على كفاءات وميزات ابنتنا فاطمة وكأنها ابنتها.
والصور المرفقة مع الشهيد فادي التقطت يوم السبت 3 آذار/ مارس 2018 في حفل تخرجي من الدكتوراه ووداعي للسفر من ماليزيا إلى تركيا، وقد ذكر لي أنه سيزورني في تركيا خلال الفترة القادمة، إلا أن يد الغدر والعدوان من الموساد اغتالته في غربته، حيث استشهد بطلق ناري من قبل مجهولين كانا يترصدانه على دراجة نارية أمام البناية التي كان يسكن فيه، أثناء ذهابه لصلاة الفجر قبيل سفره لتركيا بساعات يوم السبت 21 نيسان/ أبريل 2018م.
وفي الختام :
جارنا الشهيد فادي لقد كنا نعتز بجوارك حيا
وها نحن اليوم نعتز بجوارك بعد انتقالك للرفيق الأعلى
فنعرف بأنفسنا بأننا كنا جيران الشهيد فادي
جارنا الشهيد فادي لقد توفي كثير من الشباب ممن هم أصغر سنا منك
فتوفي بعضهم بحادث سيارة وبعضه غرقا وبعضهم مرضا وبعضهم فجأة
وقد اختار الله أن يختم حياتك ويختصك بالشهادة بطريقك لصلاة الفجر
واختار الله لك الشهادة على يد الغدر والعدوان من الموساد في غربتك
وما لك ذنب إلا أنك من أهل العلم والمعرفة
فجمع الله لك خصال الشهادة كلها
جارنا الشهيد فادي تقبل الله شهادتك وجعل مثواك الفردوس الأعلى
وأجزل المثوبة فيك وجبر المصاب بك فالمصاب فيك كبير
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصابنا واخلف لنا خيرا.
رثاء الشعراء له:
وقد رثاه العديد من الشعراء ومن أبرزهم الشاعر المعلم شريف قاسم حيث يقول:
الــفـارسُ الـصـنـديدُ هـذا الــفـادي ...شـبـلُ الـبـطولةِ فــي الـغـمارِ الـبادي
وصـفـيُّ أهــلِ الـذكرِ فـي مـحرابِهم...مَــــن قــارعــوا الأعـداءَ بـالأكـبـادِ
الــعالـمُ الـفــذُّ الـنَّـجـيـبُ تَــمَـيُّـزًا ... في عــالَـم الألـبـابِ وابــنُ الـضَّـادِ
هــو مــن كــرامِ الـقومِ مـن أعـيانِهم ... وأولي الـبـصـائرِ صــفـوةِ الآحادِ
الــصَّــامـدون ولــلـيـهـودِ عُــتُــوُّهـم ... بــئــسَ العُـتُـوُّ يُـدافُ بــالأحـقـادِ
مـن ركـبِ مـجدِ كـتائبِ التوحيدِ لم ...تُـــذعـنْ لأيِّ مــكــيـدةٍ وعـــــوادي
فـادي: ولــم يـركـنْ لـسـالبِ أرضِـه ...واخـتـارَ فــي الـمـيدانِ خـيـرَ الــزَّادِ
ومـضـى بـهـمَّةِ مـؤمـنٍ يـأبى الـونى ...وضــراوةَ الإبـــعـــادِ والأصـفــادِ
هــبَّـتْ بــصـدرِ إبــائِـه ريـــحُ الـفـدا ...ونـسـائـمُ الـجـنَّـاتِ في ذا الــوادي
ربَّـتْهُ أخـتُ الـمجدِ فـي فـيءِ الهدى...ورعــتْــهُ شــوقًــا ضــمَّــةُ الأمــجـادِ
مـاشـأوُهـا لــولا الـعـقيدةُ لــم تـكـنْ ...هــي لـلـشبابِ الــروحُ فــي الإعـدادِ
هـــذي فـلـسـطينُ الـحـبيبةُ تُـفـتَدَى... بــــالأهـــلِ والأبـــنـــاءِ والأحـــفـــادِ
الأُمَّـــةُ الـثَّـكـلى وإن طالَ الـمـدى... فــالــدمـعُ لا يــلــوي يــــدَ الــجــلاَّدِ
سُـلـبَتْ رحـابُ الـقدسِ رغـمَ أنـوفِنا...رغــمَ الـمـلايـيـن الــتــي بــبــلادي
رغـــمَ الـعـتـادِ، ورغــمَ أمــوالٍ لـهـا...لــم تُـجْدِ مـن سـيلِ الأذى الـمتمادي
قـالَ الـنَّبِيُّ الـمصطفى من قـبلُ لو ...عـلـمَ الـرجالُ مـصيرَ هـذا الـعادي!
سـتـقـاتـلون يــهــودَ فـانـتـظموا إذا ... أنَ الأوانُ بـــتـــلــكُــمُ الأنــجــــادِ
ســتــزولُ إســرائـيـلُ هـــذا وعـــدُه...صــلَّى عــلـيـه اللهُ خــيـرَ مُــنـادي
كــم عـانـدتْ ربَّ الـسَّـماءِ وعـربدتْ ...مــن أقـــــدمِ الأزمـانِ والآبــادِ
فـهـي الـنُّـبُوَّةُ لـيـس مـنطقُها الـهوى ... فــيــهـا بـــيــانُ حـقـيـقـةٍ و رشادِ
فَـلْـتَـصْـحُ أُمَّــتُـنـا فــــإنَّ نـفـيـرَهـم...سـيُـبادُ يــومَ الـفـصلِ فـي الـميعادِ
وهـي الـروايةُ لـيس مـن وهـمٍ أتـتْ ...أو كــاهــنٍ يهـذي من الإسهـادِ !
أو سـامــريٍّ غَرَّه هـذا الــونــى... فــبــصـيـرةُ الأبــرارِ في الآرادِ
هم يـعـلمون مـصـيرَ كــلِّ مـضـلِّلٍ ... وســجــلَّ ســيـرتِـه مـن المـيـلادِ
هـيـهاتَ تـنسى الـقدسَ أُمَّـتُنا وهـل... تــنــسـى الأمــانــةَ أُمَّـةُ الــزُّهَّادِ !
أرأيْـتَ زهـوَ الروحِ في جسدِ الفتى... هـــذا الـشـهيدُ فـتـى الـمـآثرِ فادي
هذا الـتَّـقـيُّ الـصَّـالـحُ الـقـوَّامُ مــا...أوْهَــى قُــــواهُ تَــعَـنُّـتُ الأوغــــادِ
آذوهُ واغــتــالــوهُ لـكـــنْ روحُـه...لـــمَّـــا تــزلْ فــيَّــاضـةَ الإرفـــــادِ
فــادي ! ومــا أدراكَ مــا فادي وقـد ...هـزَّ الــكــيـانَ بزهـوِه الــمــيَّـادِ
هــابُـوهُ إذْ لم تــلـوِ كِـبـرَ نـفـوسِهم ...إلا الــنُّـهـى فـي أطهـرِ الأجــسـادِ
ســبـعـونَ عــامًـا والــجُـذى وقَّـادةٌ.. فــي كـلِّ صـــدرٍ بـالـهـدى وقَّـــادِ
فـي أُمَّـــةٍ فـيـهـا مـصـابـيحُ الـفـدا.. لم تـنـطـفئْ فــي مـهـجةٍ و فــؤادِ
فـــيَّـــاضــةٌ ثـــجَّـاجــةٌ هـــــــدَّارةٌ...تــلــك الــقـلـوبُ بــعــزَّةٍ و جهــادِ
وعـقـيدة تـبـقى عـلى طـولِ الـمدى ...عاشـتْ ولـــم يـكـنِ الـهـدى لـنـفادِ
يــبـقـى فــديـنُ اللهِ لــيـس بـغـائـبٍ...رغـمَ الـعـتـاةِ ، وضــجَّـةِ الإرعـــادِ
رغـــمَ الـتـآمـرِ والـمـكـائدِ والأســـى... وعواصــفِ الأهـوالِ والأحــقــادِ
رغـمَ الـتَّداعي اليوم من دولِ الأذى...والــعــنـفِ والإرهابِ والأعــدادِ
رغـــمَ الــدمِ الـفـوَّارِ يـدفـقُ مـنـشِدًا...فـيـهزُّ أهلَ الـحـقِّ صـوتُ الـشَّادي
مـن مـهجةِ الـليلِ الـبهيمِ أتى الفتى...إذْ لاحَ بــالـنُّـورِ الــوضيءِ الــهـادي
وبــدا بـوجـهِ الـمـعتدين وقد عــلا ... فــوقَ الـخطوبِ عـلى ذرى الأطـوادِ
وهــمُ الأذلَّــةُ تـحـتَ ضـبـحِ حـذائِـه ... ولـه عــيــونُ الـنـسـرِ بـالـمـرصادِ
فــادي، وإن قـتـلوهُ شـتَّـتَ شـملَهم ...دمُــهُ ويـهتفُ فـي الـطريقِ الـحادي
هــيـهـاتَ يــبـردُ فـالـشـهيدُ دمـــاؤُه ...تُـذكـي الـحـماسَ و وهْـجُـها لـجِـلادِ
مَن قالَ: غابتْ شمسُه خلفَ الدجى...شــمـسُ الـشـهـيدِ: ضـيـاءُ عــزٍّ بــادِ
ولــربَّـمـا تُــطـوَى صـحـائـفُ غــيـرِه ...ممَّــنْ تــعـالـى نَـبْـحُـهُـم لـكـسـادِ
لـكنَّه الـصَّوتُ الـمجلجلُ فـي المدى ...كــالـرعـدِ فــــي الآفـــاقِ كـالإنـشـادِ
قُـلْ لـلـصـهـاينةِ الــغــزاةِ لــقـاؤُنـا...آتٍ ومــا لــبــقـائِـكـم مــن زادِ
فـــالــقــدسُ إســلامــيَّــةٌ عــربــيَّــةٌ...عُـــمَـــرِيَّــةُ الأفــياءِ والأبـرادِ
تُــفـدَى بــكـلِّ نـفـائـسِ الـدنـيا ولــم ...تُهـجَـرْ بــسـابِـقِ عــهـدِهـا لـلـعـادي
خـسـئَ الـذيـن تـطاولوا فـالقدسُ لا... ترضــى بــغــيـرِ رعــايــةِ الـرُّوَّادِ
وتـلاوةِ الــقــرآنِ فـي مـحـرابِـها ...وطــهــارةِ الأحــنــاءِ في الـمُـرتـادِ
تــبـقـى وربُّـك ربُّــهــا ونـصـيـرُهـا ... أبـدا وشُـلَّـتْ لــلـيـهـودِ أيـادِ
رثاء للشهيد العالم:
وكتب خلدون بن واجد يقول تحت عنوان (الراحلون على أكفِّ دمائهم):
قُتِلَ الشريفُ بدولةِ الأحرارِ ومضى اللئيمُ مُكَلَّلاً بالغارِ
وتَنمردَ اللاشئُ حتى أَصبحتْ مُثُلُ النزاهةِ مَنبَتَ الأوزارِ
وتَعَفَّنتْ فينا الفضائلُ كلُها وغَدَتْ صحائفُها من الإقذارِ
إنّي لأَشْهدُ أُمَّتي تَغتالُها أيدي الرَّذيلةِ والخنا والعارِ
هذي المَواجعُ أَسْهمتْ في شكوتي في رفعِ مَظلمَتي إلى الجبّارِ
ربّاهُ أَنْقِذْ أُمَّةً مَسلوبةً يَمتدُّ مَنْهجُها إلى المُختارِ
فمن أيّ جرحٍ نستعيد الأسئلةْ والموتُ من وجع القصيدة رتّلَهْ
محزنون والطرقات تحفر في دمنا والماء يغرق في العيون المثقلَةْ
رحلت خطاكم والدروب بحزنها باتت تعاقر حلمَها لتُأوِّلَهْ
فادي يرتل شوقه بصلاته وعلى رصاص الغدر يقصدُ منزلَه
ما أجمل الشهداء في ضَحِكاتهمْ ورحيلهم في القلب أحدث زلزَلَةْ
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
المصادر:
- وكالة أنباء الأناضول.
- رابطة أدباء الشام: وسوم: العدد 770
- موقع الجزيرة نت.
- الموسوعة التاريخية الحرة .
- موقع رابطة العلماء السوريين.
- رسالة من الشاعر شريف قاسم .
- موقع الرسالة نت.
- موقع حركة المقاومة الإسلامية ( حماس).
- موقع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
10-موقع دنيا الوطن.
11-مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1063