الشيخ الداعية والتاجر الصدوق عبد العزيز علي المطوع
هو من أسرة القناعات الثرية المشهورة في الكويت، نشأ في كنف والده
الذي كان من أعلام الكويت علي عبد الوهاب المطوع أنفق الكثير في بناء المساجد والمكتبات والمعاهد الدراسية.
ويعد علي بن عبد الوهاب بن عبد العزيز المطوع القناعي من الأسر المعروفة في الكويت، وهناك عدد من الأسر الأخرى في الكويت تلقب بالمطوع نسبة إلى مهنة الوالد إذا كان مؤذناً وإماماً أو مدرساً للقرآن الكريم وعلوم الدين، ولد بالكويت عام 1889 قرب مسجد المطوع بوسط مدينة الكويت.
ويعد ابنه الأكبر عبدالعزيز المطوع الذي توفي عام 1996 من الرجال البارزين في تاريخ الكويت، فقد قدم خدمات جليلة لوطنه وللمسلمين في شتى أنحاء الأرض، فأقام البيوت والجمعيات الخيرية في معظم البلاد الاسلامية وانفق الكثير من الأموال في سبيل الله وفي إنشاء المساجد، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وأسس مع ثلة من أهل الخير في الكويت جمعية الارشاد الاسلامية ولجنة مساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء، كما انشأ دارا لرعاية المسنين، ومركزا للتدريب المهني وجمعية مصطفى محمود بالقاهرة، وعددا من الجمعيات الخيرية في الهند وباكستان وافغانستان ولبنان، كما انشأ العديد من المساجد والمكتبات والمعاهد الدراسية في الدول الغربية.
ولقد كان الابن في ذلك يسير على درب أبيه المحسن علي عبد الوهاب المطوع وكذلك فعل ابنه الثاني عبدالله العلي المطوع رئيس مجلس ادارة جمعية الاصلاح الاجتماعي ومجلة المجتمع، وأحد مؤسسي الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وعضو رابطة العالم الاسلامي وعضو المجلس الاعلى للمساجد وعضو مؤسس في جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ومؤسس العديد من المساجد والأعمال الخيرية في الكويت والبلدان الإسلامية الأخرى.
كان المحسن علي المطوع ـ يرحمه الله ـ حريصا على تعمير بيوت الله، فقام ببناء مسجد علي عبدالوهاب في مدخل مدينة الكويت قرب بوابة الشامية بمساهمة ابنه الأكبر عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ ومحسنة كويتية أخرى ساهمت معهما، وحرصا منه على توفير نفقات المسجد اشترى ارضا أوقفها على ذلك المسجد، وتم تثمين تلك الأرض فيها بمبلغ كبير من المال تسلمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
كما كان يرحمه الله محبا للخير محافظا على اخراج الزكاة في أوقاتها تزكية لماله ولنفسه وطاعة لربه مبتغيا رضاه ورحمته.
وكان يتسابق في الخير مع كثيرين من ابناء جيله، فأنشأ داخل بيته بركا واسعة لتخزين المياه فيها، فإذا تأخرت السفن التي تنقل المياه في شط العرب الى الكويت يقوم بفتح تلك البرك أمام الباحثين عن الماء.
وفاته:
توفي المحسن علي عبد الوهاب المطوع عام 1946م عن عمر يناهز الستين عاماً قضاها في الكفاح والعمل والإصلاح. ومن أولاده: عبد العزيز، وعبد الله.
الشيخ الداعية والتاجر الصدوق عبد العزيز العلي المطوع:
يعد العمل الخيري والإحسان للآخرين سمة بارزة في الكويت، فمنذ القدم جبل أهل الكويت على حب الخير وحرصوا على الإحسان للآخرين، لمساعدة المحتاجين، وتقرباً إلى الله عز وجل. فكانوا يفرحون بحب الناس، ودعواهم لهم بالخير والفلاح.
فقدم هؤلاء نماذج رائعة في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها أبرزها عمارة العديد من المساجد، وكفالة الأيتام في، وتأسيس عدد من المدارس الإسلامية.
فأهل الخير والإحسان في الكويت أكثر من أن نحصيهم ونعدهم، وبخاصة في الشدائد والمحن التي ظهر فيها معدنهم الأصيل، إذ تنافسوا في عمل الخير و بذل المعروف، فأنفقوا على الفقراء والمساكين وذوي القربى وأبناء السبيل، وبنوا المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات ودور الأيتام وحفروا الآبار، فملأت سيرهم العطرة الآفاق، ونحن في «الوسط» سنقوم بنشر سير بعض المحسنين العطرة في هذا الشهر الفضيل في حلقات يومية، اقتباساً من كتاب « محسنون من بلدي».
ويعد الكتاب الذي أصدره بيت الزكاة على عدة أجزاء لمحة وفاء، وتوثيقاً لسير المحسنين وتذكرة بأعمالهم الخيرة، وتخليداً لذكراهم العطرة.
وسنتوقف في هذه الحلقة مع سيرة عبد العزيز علي المطوع.
- نشأ نشأة دينية وأدبية في بيت كريم يرعى حدود الله
- أنفق الكثير في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها
- قام بتجديد مسجد عبد العزيز القناعي عام 1366هـ في فريج الجناعات
- قام بتأسيس لجنة أسماها اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء بعد حرب عام 1967
- ساهم بشكل فعال في إعادة بناء مستشفى القصر العيني بالقاهرة.
المولد، والنشأة:
ولد عبد العزيز علي العبد الوهاب المطوع في أكتوبر عام 1328هـ - 1910م وتعلم في المدرسة الأحمدية واشتهر بذكائه الحاد وفطنته، فقد تخرج من المدرسة وعمره أحد عشر عاما وكان ترتيبه الأول على المدرسة، وهو ما جعله محط إعجاب أساتذته في ذلك الوقت.
نشأ نشأة دينية وأدبية في بيت كريم يرعى حدود الله، رافق عدداً كبيراً من رجالات الكويت الذين بنوا نهضة البلاد بمختلف أشكالها، خاصة الجانب التعليمي منها، ومن هؤلاء الشيخ يوسف بن عيسى القناعي المؤسس الأول للنهضة الإصلاحية العلمية في البلاد كان عضوا بمجلس المعارف في عهد الشيخ عبد الله الجابر الصباح وعضوا في المجلس البلدي سنة 1951 – 1954م.
أوجه الإحسان في حياته:
كان (رحمه الله) سباقاً لفعل الخيرات في السر والعلن، أنفق الكثير في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها، وكان بحق سفيرا لبلاده خارج حدودها بين بلدان العالم رمزا لعطاء الكويت، وكرم أهلها فلقد كان المحسن داعيا إلى الخير، ملتزما بتعاليم ربه، كما كان تقيا كريما يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله، أجرى الله على يديه الخير، فكان محبوبا من الزعماء المسلمين والدعاة والعلماء، بل والقادة والحكام الصالحين الذين وطد علاقات طيبة معهم لصالح الكويت وأهلها.
العناية بالمساجد:
قام المحسن عبد العزيز علي المطوع بتجديد مسجد عبد العزيز القناعي عام 1366هـ، في فريج الجناعات، الذي أسسه جده عبد العزيز علي المطوع سنة 1284هـ كما ورد في الموسوعة الكويتية المختصرة لحمد السعيدان.
في مجال الدعوة والإرشاد:
قام عبد العزيز علي المطوع بالتعاون مع المحسن عبد العزيز يوسف المزيني بتأسيس جمعية الإرشاد التي تم افتتاحها في عهد المرحوم الشيخ عبد الله السالم، وقد حققت الجمعية نجاحا عظيما في مجالات الدعوة والإرشاد والتعليم برعاية أمير البلاد آنذاك ورئاسة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ولفيف من أهل الخير والإحسان بالكويت.
اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء:
بعد حرب عام 1967م قام بتأسيس لجنة أسماها «اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء» وقد تكفلت هذه اللجنة بإعالة أسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين على نفقته الخاصة كما تكفلت بتعليم أبنائهم.
مساعدة الفقراء وعلاجهم:
أنشأ الحاج عبد العزيز العلي المطوع «جمعية مصطفى محمود الخيرية» على أرض مصر ولها عدة فروع في الأماكن التي تكثر فيها الكثافة السكانية، من مهام هذه الجمعية تقديم العون للفقراء والمساكين وكذلك تقديم العلاج المجاني للمرضى المسلمين.
ساهم مساهمة فعالة في إعادة بناء مستشفى القصر العيني بالقاهرة، وقد وجه إليه الرئيس المصري آنذاك «محمد أنور السادات» الشكر على مساهمته الخيرية. كما أهداه الرئيس المصري «محمد حسني مبارك» وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وذلك في 4 أكتوبر عام 1982م ولما كان سيل خيراته – رحمه الله – لا ينقطع فقد قلده الرئيس «محمد حسني مبارك» مرة ثانية وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وذلك في 15 مارس 1988 تقديرا لأعماله الخيرية التي لم يبتغ منها غير وجه الله تعالى.
رعاية المسنين:
أقام داراً لرعاية المسنين بالتعاون مع جمعية دار المسلم التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية المصرية.
في مجال التعليم:
كان المحسن الراحل عدوا للجهل، داعيا إلى الخير، طالبا للعلم حتى أواخر أيام حياته، واستحق أن يكون عضوا في مجلس الأمناء بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وتقديرا لجهوده وتبرعاته السخية أسس المركز عام 1993م بعثة دراسية سنوية باسم «عبد العزيز العلي المطوع» تهدف إلى تشجيع البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات العلاقة بالإسلام، وضمت هذه البعثة منطقة آسيا الوسطى.
وحبا منه في نشر العلم بين المسلمين وخاصة في البلاد التي تعيش فيها أقليات مسلمة، أنشأ لجنة تتولى الإنفاق على الطلبة الأفارقة الراغبين في التعليم وابتعاثهم إلى مدارس وجامعات مصر وذلك على نفقته الخاصة.
في مجال التعليم المهني وتحفيظ القرآن:
سعياً منه لتوفير سبل الحياة الكريمة لأسر المسلمين وتهيئة فرص عمل للشباب منهم، أنشأ مركزا للتدريب المهني في مصر بمنطقة بولاق الدكرور – وقد اشترى الأرض وشيد البناء وجهز المركز بالمعدات الفنية والتقنية على نفقته الخاصة وقد جدده مرة أخرى عام 1987م وألحق به دارا لتحفيظ القرآن الكريم ومركزا طبيا لعلاج الفقراء بالمجان، هذا بالإضافة إلى فتح بيوت الخير والجمعيات الخيرية في الهند وباكستان وأفغانستان ولبنان، ومعظم البلاد الإسلامية وفتح بيوت الله والمكتبات والمعاهد الدراسية في الدول الغربية.
إغاثة المنكوبين:
عندما هز الزلزال مصر وضرب محافظاتها عام 1992 تبرع المحسن «عبد العزيز علي المطوع» بمبلغ 100 ألف جنيه مصري لمنكوبي الزلزال، وكان قد تعود إرسال مندوبين عنه يحملون زكاة ماله وصدقاته إلى جنوب مصر (النوبة) وإلى بلاد كثيرة في أنحاء العالم التي تظهر فيها المجاعات طاعة لله ورسوله، وقد عمل في مسيرة إحسانه بقول الله تعالى:
«ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فئاتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير» سورة البقرة.
مؤلفاته:
تميز المحسن عبد العزيز علي المطوع بالنبوغ وعمق الإدراك وقد عمل على تأليف عدد من الكتب العلمية منها: «الرأس والبنكرياس» و «خواطر باحث».
ثناء المستشار عبد الله العقيل على الداعية عبد العزيز العلي المطوع
عرفتُ الأخ الداعية والتاجر الصدوق عبدالعزيز العلي المطوع يرحمه الله عن طريق السماع في أواخر الأربعينيات الميلادية، من خلال الحاج عبد الله الخالد البدر، الذي كان مكتبه التجاري بجوار مكتب العم محمد سليمان العقيل وإخوانه بالبصرة، وكان الشيخ المطوع من التجار المحسنين في مجال العمل الخيري، والإسهام في خدمة الدعوة الإسلامية المعاصرة.
والاتصال بالعلماء والدعاة في كل مكان، والتعاون معهم في خدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم العون لذوي الحاجات، ومساعدة الطلاب والدعاة العاملين بالحقل الإسلامي.
ولقد سرَّني ما قرأته في مجلة "الإخوان المسلمون" الأسبوعية سنة 1946م، حيث قام بالتبرع لمشروع الجريدة اليومية والمطبعة بمبلغ سخي جزاه الله خيراً، وذلك أثناء زيارته لمصر والتقائه الإمام الشهيد حسن البنا، الذي يُكنُّ له كل الحب والتقدير ويراه مثال المسلم الصادق، والعالم العامل، والداعية القدوه.
وكان اجتماعاً مباركاً، حيث كان (عهد وميثاق وأخوَّة، وتعاون واتفاق للعمل الجماعي، والجهاد المشترك) لرفعة شأن الإسلام والمسلمين والعمل فيما يرضي الله تعالى.
وقد حضر الاجتماعات للهيئة التأسيسية التي ضمّت المراقبين العامين للإخوان المسلمين، حيث حضر الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية، والأستاذ محمد محمود الصواف المراقب العام للإخوان المسلمين في العراق، والأستاذ علي طالب الله المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان، والأستاذ محمد عبدالرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن، والأستاذ عبدالعزيز العلي المطوع المراقب العامللإخوان المسلمين في الكويت، وممثلون عن الإخوان المسلمين في فلسطين، والمغرب العربي، ولبنان، وجيبوتي.
ومن الجدير بالذكر أن أول فرع للإخوان المسلمين خارج مصر كان فرع جيبوتي، حيث رغب بعض شباب جيبوتي في تكوين شعبة للإخوان المسلمين فيها، وذلك عام 1352هـ ـ 1933م، كما جاء منشوراً في جريدة الإخوان المسلمين الصادرة يوم 22 صفر 1352هـ الموافق 24- 6- 1933م؛
بالإضافة إلى ممثلين عن البلاد الإسلامية الأخرى الذين كانوا يشاركون الإخوان المسلمين بمصر باعتبار أن حركة الإخوان المسلمين حركة إسلامية عالمية لا تقيم وزناً للحدود الجغرافية المصطنعة، وتعلو عندها راية الدين على راية الطين، وأخوَّة الإسلام على أخوَّة النسب، ورابطة العقيدة على رابطة القبيلة، لأن المسلمين جميعاً أمة واحدة، ربها واحد، وكتابها واحد، ونبيها واحد، وقِبلتها واحدة، "وأن هذه أمتكم أمة واحدة".
زيارات متبادلـة:
وحين ذهبت للدراسة الجامعية بمصر، التقيته أوائل الخمسينيات، ثم تكررت بعد ذلك لقاءاتي بالشيخ المطوع مرات ومرات في مصر، والعراق، وبلاد الشام، وباكستان، والكويت، التي استقر مقامي بها من 1959م إلى 1986م، حيث توثّقت صلتي به، وكانت الزيارات المتبادلة بيننا في المنازل والمكاتب، وكان رحمه الله يحضر ندوة الجمعة الأسبوعية ويشارك في أحاديثها وحواراتها ومحاضراتها ودروسها، وكان آخر ندوة شارك فيها بحضور الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حيث كانا فارسيْ الحلبة، واستفدنا وإخواننا الحضور فائدة كبيرة منهما رحمهما الله تعالى.
والأخ الكبير عبدالعزيز المطوع له نظرات عميقة، وتأملات فاحصة، وتوجيهات صائبة، وآراء سديدة، استقاها من قراءاته وتجاربه في الحياة وتوفيق الله له.
وكان رحمه الله شغوفاً بالقراءة، والتأمل في آيات الله عز وجل، والتدبر في القرآن الكريم، الذي كانت له فيه وقفات، فسَّر فيها بعض السور والآيات، وبخاصة ما له علاقة بالعلوم العصرية، وآخر الحقائق العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم.
كما كان له اهتمام بالغ في رفع المستوى التعليمي لشباب المسلمين، وتشجيعهم على الدراسات العليا، ودعم الجهاد الإسلامي في كل مكان، ونشر الدعوة الإسلامية الصحيحة بين القبائل العربية، التي تأثر بعضها بأفكار غريبة، وكان من المحبين للعلماء والدعاة، يحرص على تكريمهم والاحتفاء بهم؛
كما كان يخالط الحكام، ويقدِّم لهم النصح، باعتبارهم ولاة أمور المسلمين، الواجب نصحهم كما جاء في الحديث النبوي "الدين النصيحة"، قلنا لمن؟، قال: "لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وهو رجل رقيق الحاشية، طيب المعشر، خفيف الروح، بشوش الوجه، ولكنه مرهف الشعور، بالغ التأثر بالمواقف الإنسانية، تغلبه الدموع حين يتحدث عن أحوال المسلمين ومآسيهم، والمصائب التي حلّت بهم، نتيجة ابتعادهم عن دينهم، وهجرهم لكتاب ربهم وسنَّة نبيهم صلى الله عليه وسلم .
وكان يبذل قصارى جهده للتخفيف عنهم وتقديم العون المستطاع لهم، فقد كان كريماً معطاءً، ينظر للمسلمين نظرة واحدة، فلا يفرّق في عطائه بين شخص وآخر، فكلهم عنده سواء، مهما كانت جنسيتهم، وإن كان يُؤْثر صاحب الدين، وحامل الدعوة، وطالب العلم، والمجاهد في سبيل الله، ويقدمهم على غيرهم، باعتبارهم أن لهم الأولوية في العطاء؛
كما كان باراً بأقاربه وذوي رحمه وأصهاره وأنسابه، ولم يكن يتردد في دعم كل مشروع خيري ىُعرض عليه إذا اطمأن لأحقيته ووثق بالقائمين عليه، واقتنع بأهميته وضرورته، وكانت له صلات وثيقة بالعلماء والدعاة والمصلحين وكبار الزعماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي يزورهم ويزورونه، ويراسلهم ويراسلونه، ويتشاور معهم ويتشاورون معه، وكان يعرف لهم قدرهم ويكرمهم، ويُنزلهم منازلهم ويحيطهم بالإجلال والإكبار والتقدير، ويقدِّمهم للمسؤولين بكل التجلَّة والاحترام والتوقير.
وقد زار الكثير من البلاد العربية والإسلامية والأوروبية، وحضر الكثير من المؤتمرات الإسلامية، وشارك في العديد من المشاريع لبناء المساجد، وإقامة المدارس، والمستشفيات، والمعاهد، ودور العلم، وكفالة الأيتام، ومساعدة الفقراء، وقد وفّقه الله لشراء عدد من الكنائس في البلاد الأوروبية لتحويلها إلى مساجد بالتعاون مع الشيخ عبدالله العلي المحمود رحمه الله.
آثار طيبــة:
لقد ترك الأخ المطوع الآثار الطيّبة في كل من مصر، والعراق، وبلاد الشام، والجزيرة، والخليج، فضلاً عن الكويت، وكانت له صولات وجولات تكشف عن نفاسة معدنه، وعمق تجربته، وقوة إيمانه، وسماحة نفسه، وجزالة عطائه، فقد كان سخياً في وجوه الخير لا يتردد أبداً، وتنفق يمينه ما لا تعلم شماله، وهو أول من أرسى أساس العمل الإسلامي المنظم في الكويت؛
حيث استقبل الدعاة المسلمين ودعَّم نشاطهم، وأنشأ مكتبة إسلامية كبيرة، كما أسس جمعية الإرشاد الإسلامي بالكويت أوائل الخمسينيات بالتعاون مع إخوانه وتلامذته ومحبيه من رجال وشباب الكويت الصالحين، وبذل من وقته وجهده وماله ما يعرفه القريب والبعيد، وكان لا يتأخر عن أي مؤتمر، أو ندوة، أو لقاء فيه خير للإسلام والمسلمين.
ولقد أجرى الله على يديه الخير الكثير في الكويت وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، فكان محبوباً من الزعماء المسلمين، والدعاة، والعلماء، بل والقادة والحكام الصالحين، الذين يُجلّونه ويحترمونه ويستجيبون لشفاعته.
وإن مجلة "الإرشاد الإسلامية" وجمعية "الإرشاد الإسلامية"، ومدرسة "الإرشاد الإسلامية"، ومكتبة "الإرشاد الإسلامية"، كلها شواهد ناطقة، وآثار واضحة على جهوده الخيّرة، وعطائه السخي، وجهاده الدؤوب، وإن معظم الشباب المسلم بالكويت، هــم من آثار تلك الجهود المباركة التي شاركه فيها إخوانه:
خالد الجسار، و محمد العدساني، و يوسف الرفاعي، و عبد الله الكليب، ومحمد بودي، و خالد الرويشد، وغيرهم، ولقد كان ساعده الأيمن وعضده الذي شدّ أزره ووقف إلى جانبه، وسار على منهجه هو شقيقه الأخ الكريم عبدالله العلي المطوع بارك الله في عمره الذي سلك الطريق نفسه؛ وبخاصة بعد أن عرَّفه على الإمام الشهيد حسن البنا في موسم الحج عام 1946م، حيث التقياه، وتوثّقت الصلة معه، وظلت قائمة إلى أن استشهد الإمام البنا في 12 فبراير 1949م برصاص الغدر في أكبر شوارع القاهرة، بيد العملاء والمأجورين، وجلاوزة الطغاة، يقول الأديب الكبير الأستاذ أحمد حسن الزيات، صاحب مجلة "الرسالة" في عددها المرقم "966" والصادر في 7- 1- 1952م ما نصه:
(الإخوان المسلمون هم وحدهم الذين يمثلون في هذا المجتمع الممسوخ، عقيدة الإسلام الخالص، وعقلية المسلم الحق، إنهم لا يفهمون الدين على أنه صومعة منعزلة، ولا الدنيا على أنها سوق منفصلة، وإنما يفهمون أن المسجد منارة السوق، وأن السوق عمارة المسجد، وكان للإخوان في الإرشاد لسان، وفي الاقتصاد يد، وفي الجهاد سلاح، وفي السياسة رأي، فلهم في كل بلد من البلدان العربية أتباع، وفي كل من الأقطار الإسلامية أشياع، وما يقظة الوعي العام في مصر والسودان، وفي العراق وسورية، وفي اليمن والحجـــاز، وفي الجزائر ومراكش، إلا شعاع من هذه الروح، ســـيكون له بُعيد حين نبأ).
لقد صار الأخَوَان الشقيقان عبد العزيز وعبدالله المطوع يتباريان ويتنافسان في عمل الخير ونصرة الإسلام والمسلمين دون كلل أو ملل، بل طمعاً في مرضاة الله تعالى وطلباً لمثوبته وأداءً للواجب الملقى على عاتقيهما نحو الإسلام والمسلمين.
وأشهد الله الذي لا إله غيره، أنني وجدتُ فيهما النماذج الصادقة لترجمة الإسلام قولاً وعملاً، وبذلاً وسخاءً، ورجولةً وثباتاً، فلم يغْترا بزخارف الدنيا، ولم يزدهم المال والثراء إلا تواضعاً لله ولعباد الله وزيادة في البذل والعطاء في سبيل الله والمستضعفين في الأرض من المسلمين.
ذلكم هو الأخ الكبير والتاجر الصدوق والداعية المسلم عبدالعزيز العلي المطوع، وتلك نبذة يسيرة عن سيرته عرضتها من خلال معرفة قريبة، وتجارب شخصية، عسى الله عز وجل أن يجعلها في ميزان الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلـب ســليم.
وفاته:
توفي الشيخ الداعية عبد العزيز بن علي بن عبد الوهاب المطوع القناعي في السابع عشر من ذي القعدة 1416هـ - السابع من أبريل 1996م، بعد مرض عضال طال أمده.
رحم الله رجل الخير والإحسان، وجعل أعماله في ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جناته.
وإنَّـا لله وإنا إليه راجعون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
السيدة الداعية المربية نسيبة عبد العزيز المطوع
هي ابنة الشيخ الداعية والمحسن الكبير عبد العزيز المطوع ورئيسة لجنة ساعد أخاك المسلم في الكويت ورئيسة مجلس الأشراف في الرؤية ثنائية اللغة وعضوه في مجلس إدارة شركات خاصة داخل الكويت وخارجها ومدير عام لشركة خاصة ومؤسسة لجنة ساعد أخالك المسلم ومدرسة الرؤية الثنائية اللغة في الكويت.
ولدت نسيبة عبد العزيز العلي المطوع في 1 يناير 1951 (العمر 72 سنة)، في بيروت، لبنان.
مؤسس ورئيس مجلس الاشراف بمدرسة الرؤية الثنائية اللغة.
الجوائز:
جائزة الخدمات الاجتماعية المتميزة
مؤتمرات وندوات:
1997 - الكويت - مؤتمر القرآن الأول الذي أقامته وزارة الشؤون الإسلامية.
الديوان الأميري - الكويت - المؤتمر التربوي العالمي النسائي الأول.
1999 – الديوان الأميري – الكويت - المؤتمر التربوي العالمي الثاني.
مدير عام لشركة خاصة 2000 - جامعة الكويت - مؤتمر إستراتيجية المشروع الإسلامي في مطلع الألفية الثالثة – الهوية في مواجهة العولمة بعنوان ( المسلمة المعاصرة ودورها في حفظ الهوية إشكاليات وحقائق في عصر العولمة التربوية.
وزارة الشؤون الإسلامية – الكويت - مؤتمر ملامح إستراتيجية المشروع الإسلامي في مطلع الألفية الثالثة الهوية في مواجهة العولمة – برنامج أرض المعرفة
- دولة الكويت - الملتقى التربوي الثاني للتنظيمات المدرسية والمجتمعية تحت شعار ( ما وراء سلوك الأبناء
2001 - المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج - الحلقة النقاشية الثالثة ( التعليم الأجنبي في دول الخليج العربية) ملتقى كلية دار الحكمة العربية السعودية – شبابنا إلى أين بعنوان ( المعلم – المنهج – الأنشطة اللا
منهجية ...أخرى (بورشة عمل عن كتاب الأساليب التربوية
(2002 - وزارة التربية دولة الكويت - ندوة ( الرؤية الإستراتيجية للتعليم العام.
(2002 - لجنة ساعد أخاك المسلم بدولة الكويت - الملتقى التربوي الخيري الأول بعنوان ( أبناؤنا الأستثمار الأفضل
(2003 - جمعية المعلمين – دولة الأمارات العربية المتحدة ( الشارقة) - ملتقى تربوي بعنوان ( التعامل التربوي عطاء مجدد وأسلوب راق.
(2004 ، 2005– الكويت - مشروع كرسي النور( الأول- الثاني
2004 - الكويت - مشروع كرسي النور الثالث المحاضرت بعنوان : ( قيادة الذات وإداراتها ) الحضور من معظم الدول الإسلامية الغير ناطقة باللغة العربية
(2004 – الكويت - جمعية الإصلاح الاجتماعي برنامج أنت حب الأكوان ( قيادة الذات وإداراتها
(2005 – الكويت - جمعية المرشدات الكويتية مخيم السلام تحت شعار أصالتنا في تراثنا بعنوان ( من قاد نفسه فقد قاد العالم
(2005 - الكويت - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مؤتمر الوسطية منهج الحياة(محاضرة التعصب فكر وسلوك
المملكة العربية السعودية - وزارة التربية والتعليم - الملتقى الأول للسيرة النبوية
(2005 - دول شرق أوروبا واليمن - كرسي النور الثالث بعنوان ( قيادة الذات
(2005 – الكويت - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – المنهج المتكامل لتأهيل الإداريات – دورة السكرتارية للمحافظات التالية : ( العاصمة – الفروانية – حولي – مبارك الكبير – الأحمدي- الجهراء
2006 -المملكة العربية السعودية - كلية دار الحكمة – دورة تدريبية للمدرسات ومديريات المدارس
(2006 - دول ( المغرب – إيران – تركيا – الجزائر – تشاد - كرسي النور الرابع
(2006 - الكويت - لجنة ساعد أخاك المسلم دورة ( فهمتني غلط
(2007- الكويت- دورة ( فن صناعة العلاقة الإنسانية 1 ، 2
(2008 - الكويت - لجنة ساعد أخاك المسلم دورة ( اشتقت إليكم
2008 - الكويت - مشروع كرسي النور العاشر والحادي عشر.
المحاضرات:
مهرجان دبي التسويقي حول مفاهيم رؤية لمنهج عناوين المحاضرات كالتالي عام 2000 تعرفي على حقك كأم ابنتي تعلمي فنون القيادة لنتعلم سوياً قيادة الأمومة عام 2001 بعنوان: عالم واحد... عائلة واحدة قيادة الأسرة تبدأ من ذلك كيف نعد علاقة سوية مع أسرتنا الود أساس العلاقات الأسرية
إصدارات إذاعية:
واحة الإيمان يوم الجمعة – إذاعة دولة الكويت الأساليب التربوية يوم السبت – إذاعة دولة الكويت روية واضحة يوم الأربعاء – إذاعة دولة الكويت
إصدارات برمجية:
سلسلة ادفع مصاريفك لوالديك سلسلة تعال نستثمر الأصول النفسية ألبوم وفيديو هندس اتصالك ليكون فعالاً ألبوم قيادة الذات وإدارتها ألبوم لياقة ولباقة سلسلة الوسائل التربوية سلسلة أمراض القلوب سلسلة علامات في الطريق ( سي دي برنامج تربوي( كن مستثمراً ناجحاً (كتيب وسي دي( أتقن اللحظة (شريط ( كن ملكاً بلسانك (شريط ( لماذا أنت في الدنيا
(دي في دي ( كيف تسير في طريق الحياة (سي دي ( اشتقت إليكم (سي دي ( سوء الظن (برنامج ( حاورني ج 1 ،ج 2 ولها العديد من المشاركات في البرامج التلفزيونية.
مؤلفة ومصممة ومعدة المنهج التربوي ( رؤية ) الذي يُدرس في مركز حافظة القرآن في لجنة ساعد أخاك المسلم وفي مدرسة الرؤية الثنائية اللغة في الكويت وفي مدارس الحياة في جمهورية مصر العربية
الكتب، والمؤلفات:
دليل المنهج دليل استخدام المنهج ادفع مصاريفك لوالديك ادفع مصاريفك للصاحب الكبير قيادة الذات وإدارتها ادفع مصاريفك لأرحامك تعال نستثمر التقوى اللياقة الحضارية للمسلم تعال نستثمر الأخوة الأساليب التربوية تعال نستثمر الرحمة القدوة وإحياء الضمير تعال نستثمر الإيثار الموعظة لغة العقول تعال نستثمر العفو النصيحة لغة القلوب القصة تعال نستثمر الجرآه والشجاعة الحقد بين جناحي الحسد والغضب العجب باب للكبر الرياء الهوى مدمر القرار (كن راضياً (1,2 كن متيقناً كن متوكلاً كن صادقاً كن شكوراً الشكر عداد زيادة النعم كن صبوراً شتقت إليكم كيف أكون صديقة لأبنتي سوء الظن التعصب مدمر الحضارات
جوائز وتكريم:
تم التكريم من قبل جمعية أم المؤمنين النسائية عام 2001 بمناسبة الاحتفال بيوم العلم وتكريم المتفوقين والمبدعين والرواد وأصحاب الإنجازات المتميزه في مجال العلوم والثقافة والخدمات المجتمعية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم تكريمها في إطار فئة أصحاب الخدمات الاجتماعية المتميزة بدول مجلس التعاون.
مصادر الترجمة:
١_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٢_ من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة: عبد الله العقيل.
٣_ الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين.
٤_ من أعلام الكويت.
٥_ مجلة الكويت - زاوية من اعلام الكويت
6-مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1068